بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وبعد..
قام مجموعة من أصحاب الفكر المتطرف في وزارة العدل والشئون الإسلامية والأوقاف بمملكة البحرين بطباعة كتيب بعنوان (الخطة الدراسية والمقررات لمعاهد العلوم الشرعية) وذلك في عام 2011 وقد وضعوا السادة "الأشاعرة والماتريدية " ضمن الفرق الضالة وهذه صورة غلاف الكتاب
هذه صورة غلاف الكتاب المذكور الذي تم فيه تضليل جمهور المسلمين (الأشاعرة والماتريدية)
وفي صفحة 27 من نفس الكتاب المذكور يرد اسم الأشاعرة والماتريدية ضمن الفرق الضالة كما هو واضح في الجدول كالخوارج والمعتزلة والمرجئة والجهمية والقدرية والباطنية.
طبعاً لأن الكتاب هو عبارة عن خطة دراسية مختصرة فهنا يعطون العناوين الرئيسة أما التفصيل فيكون في المعاهد الشرعية التي يتوسع فيها المدرسون المتطرفون في الطعن في السادة الأشاعرة والماتريدية كما يحلو لهم ذلك دون حسيب أو رقيب!!
قد يتسائل البعض كيف حصل هذا؟ وأين وزارة العدل نقول وزارة العدل ويا للأسف الشديد قد باركت هذه الكتاب بتصريح صدر في 18 يونيو 2010 وهذا نص ما ورد في الخبر:
الدكتور فريد بن يعقوب المفتاح
أكد وكيل الشؤون الإسلامية الدكتور فريد بن يعقوب المفتاح الدور الكبير الذي تقوم به معاهد العلوم الشرعية التابعة للوزارة لنشر الثقافة الإسلامية وفق منهج وسطي معتدل وإعداد الكوادر العلمية المؤهلة انطلاقاً من توجيهات القيادة الرشيدة بأهمية تنمية الثقافة الإسلامية بين كافة فئات المجتمع وتعزيز وترسيخ الهوية الإسلامية ونشر ثقافة المواطنة الصالحة والعناية بتدريس فقه المذاهب الاسلامية بمنهج الفقه المقارن والعناية كذلك بنشر وتأصيل فقه المذهب المالكي وهو المذهب الذي اشتهر به أهل البحرين بجانب فقه المذهب الشافعي وغيرها من المذاهب المعتبرة.
جاء ذلك خلال تكريم الدكتور المفتاح لأعضاء لجنة إعداد خطة ومقررات معاهد العلوم الشرعية والتي ضمت كلاً من:
د.ياسر المحميد،
د.صلاح مصيلحي،
د.فريد التوني،
د.نظمي أبو العطا،
د.عامر صبري،
الشيخ إبراهيم الغانم،
والشيخ ناصر أبو العلا.
وأشاد وكيل الشؤون الإسلامية بالجهود الكبيرة التي بذلها أعضاء اللجنة في سبيل الخروج بمنهج دراسي مبني على أسس علمية وتربوية بما يتوافق مع استراتيجية وزارة العدل والشؤون الإسلامية الهادفة إلى إشاعة الثقافة الإسلامية المعتدلة بما يخدم التنوع الفكري والثقافي وصولاً إلى مجتمع مستنير يمتاز بالرقي والتسامح والتواصل والانفتاح على الآخَر.
من جانبهم وجه أعضاء اللجنة شكرهم للشؤون الاسلامية ممثلة في إدارة الشؤون الدينية، مؤكدين أن الخطة الدراسية المعتمدة هي جهد مشترك جاء نتيجة التعاون مع تلك الإدارة والتي كانت على تواصل مستمر مع أعضاء اللجنة.
حضر اللقاء مدير ادارة الشؤون الدينية الدكتور محمد طاهر القطان، ورئيس قسم البحوث والمعاهد والمراكز الدعوية.
وقد نشر هذا الخبر في صحيفة الأيام وهذا هو الرابط
http://www.alayam.com/alayam/LastArticle/26200
طبعاًً لا يغرنكم ما ورد من عبارات عارية عن الصحة في كلام الدكتور فريد المفتاح من الاهتمام بالمذهب المالكي والشافعي فهذا كله كلام للاستهلاك المحلي وعار تماماً عن الصحة بل الصحيح هو أن هذه المعاهد أسست لضرب مذهب الإمام مالك وضرب المذهب الشافعي وتعليم الطلبة الفقه دون أسس أو قواعد صحيحة فالذي يتخرج من هذه المعاهد لايتبع مذهباً فضلاً عن طعنه في هذه المذاهب المعتبرة إضافة إلى تضليل أغلب أمة الإسلام من الأشاعرة والماتريدية والأزهر الشريف والزيتونة بتونس والقرويين بالمغرب وديوبند بالهند وجامعات ماليزيا وأندنوسيا وغيرها ويا للأسف الشديد!!
وسأورد هنا رأي شيخ الأزهر ودار الإفتاء المصرية والأردنية والمغربية والتونسية والجزائرية والاسترالية ودار الإفتاء بدبي في مسألة السادة "الأشاعرة" هل هم أهل السنة والجماعة؟!! أم هم فرقة ضالة زائغة؟ كما ذكر المتطرفون القائمون على المذكرة التي طبعتها وباركتها وزارة العدل البحرينية ونبدأ بشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب حفظه الله تعالى ورعاه الذي يعتز بفكره المستنير جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه.
الدكتور أحمد الطيب
أكد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب أن عقيدة الأزهر الشريف هى عقيدة الأشعري والماتريدي وفقه الأئمة الأربعة وتصوف الإمام الجنيد، وأن السلفيين الجدد هم خوارج العصر، محذرا من وجود مخطط لاختطاف الفكر والمنهج الأزهري الوسطي المعتدل الذى حافظ الأزهر عليه لأكثر من ألف عام.
وانتقد الطيب هجوم السلفيين على الأضرحة ومقامات الأولياء، مؤكدا أن هذه العمل يخالف صحيح الإسلام وأن الازهر سيبقى أشعرى المذهب ومحافظا على الفكر الصوفى الصحيح الذى انتمى إليه عشرات من شيوخ الأزهر على مدى تاريخه.
لمراجعة كلام شيخ الأزهر راجع هذا الرابط
http://gate.ahram.org.eg/NewsContent/13/54/56957/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AE%D8%A8%D8%A7%D8%B1/%D9%85%D8%AD%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%AA/%D8%B4%D9%8A%D8%AE-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B2%D9%87%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D9%81%D9%8A%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%AF%D8%AF-%D9%87%D9%85-%D8%AE%D9%88%D8%A7%D8%B1%D8%AC-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B5%D8%B1.aspx
مفتي الديار المصرية العلامة الدكتور علي جمعة
كما تم توجيه هذا السؤال إلى دار الإفتاء المصرية وهذا نصه:
ما رأيكم فيما يفعله بعض المتشددين من رمي الأشاعرة بالخروج من أهل السنة والجماعة ؟
فأجابت دار الإفتاء المصرية ما نصه:
إن رمي الأشاعرة بأنهم خارجون عن دائرة أهل السنة والجماعة غلط عظيم وباطل جسيم ، لما فيه من الطعن في العقائد الإسلامية المرضية والتضليل لجمهرة علماء الأمة عبر العصور، وهم الذين حفظ الله بهم هذا الدين. إلخ...
وهذا رابط رد دار الإفتاء المصرية على مسألة حكم الطعن في الأشاعرة لمن أراد مراجعة الفتوى
http://www.dar-alifta.org/ViewFatwa.aspx?ID=6581&LangID=1&MuftiType=0
مفتي الأردن الدكتور نوح القضاة
أما دار الإفتاء الأردنية فقد وافقت دار الإفتاء المصرية وهذا نص ما ورد في موقع دار الإفتاء الأردنية
رقم الفتوى : 489
التاريخ : 02-02-2010
السؤال : هل أهل السنة في الأردن هم الأشاعرة؟
الجواب :
الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
الأشاعرة هم جمهور أهل السنة والجماعة من المالكية والشافعية، وأما الحنفية فهم ماتريدية يتبعون أبا منصور الماتريدي (333هـ)، والخلاف بينهم وبين الأشاعرة محدود، وأما الحنابلة فبعضهم أشاعرة، وبعضهم عرفوا بـ " الحنابلة "، وأطلق عليهم فيما بعد اسم " السلفية ": وجميع هؤلاء هم أهل السنة. ويقابلهم المعتزلة والخوارج.
ومجمل العقيدة التي يقررها أهل السنة مستمدة من أصول الكتاب والسنة، وأما بعض التفاصيل الكلامية فهي مسائل اجتهادية الخلاف فيها سائع، ولا ينكر علماء الكلام فيها بعضهم على بعض.
ونسبة الأشاعرة ترجع إلى الإمام أبي الحسن علي بن إسماعيل الأشعري (324هـ) رحمه الله، وهو الإمام الذي سلمت الأمة له بالقبول والرضا في علوم التوحيد، وأثنى على تقريراته العلماء، إذ كان صاحب سنة ومنهج معتدل، حتى روى الإمام البيهقي رحمه الله في "السنن الكبرى" (10/207) أنه لمَّا قَرُبَ حضور أجل أبي الحسن الأشعري قال لبعض أصحابه: اشهَدْ عليَّ أنِّي لا أكفر أحدا من أهل القبلة، لأن الكل يشيرون إلى معبود واحد، وإنما هذا كله اختلاف العبارات.
وقد ظهر الإمام أبو الحسن الأشعري في زمن استفحل فيه أمر المعتزلة والفلاسفة الذين يُقَدِّمُون معطياتِ عقولهم على نصوص الكتاب والسنة، وكان يقابلهم بعض الحنابلة الذين يُقَدِّمُون ظاهر النصوص على معطيات العقول، فاختط أبو الحسن الأشعري منهجا يجمع بين العقل والنقل، وقال تلاميذه: الشرع كالشمس، والعقل كالعين، ولا يكون الإبصار إلا بهما.
وقد ارتضى منهجه كبار علماء المسلمين من الحنفية والشافعية والمالكية وطائفة كبيرة من الحنابلة. والله أعلم.
وهذا رابط الفتوى لمن أراد مراجعة الفتوى من دار الإفتاء الأردنية
http://aliftaa.jo/Question.aspx?QuestionId=489#.U7T5cD_HXcA
أما دار الإفتاء بدبي الإمارات العربية المتحدة فقد وافقت دار الإفتاء المصرية ودار الإفتاء بالأردن وورد إليها هذا السؤال ونصه:
من هم الأشاعرة؟؟ وهل هم من أهل السنة والجماعة؟؟؟ وما حكم من ينتقصهم ويبدعهم ويضللهم؟؟؟
الجواب وبالله التوفيق:
الأشاعرة: هم من أهل السنة والجماعة من أتباع أبي الحسن الأشعري, الذي سار على منهج الصحابة والتابعين وتابعيهم أقوالهم المنسوبة إلى السلف, والأقوال المنسوبة إلى الخلف, وكل ما ذكر مستند إلى الأدلة والنصوص. سواء إمرار الصفات على ظاهرها أو تأويلها بما يتفق مع الآثار واللغة. فلا يجوز انتقاصهم ولا تبديعهم ولا تضليلهم؛ لأن الأمة من خلال قرونها المتتالية تلقت أقوالهم بالقبول واجتهاداتهم ومفاهيمهم بالرضا والإنصاف. والله ولي التوفيق.
وهذا رابط الفتوى من موقع دار الإفتاء بدبي لمن أراد الرجوع إليها
http://www.iacad.gov.ae/ar/pages/FatwaAdvancedSearch.aspx
أما وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمملة المغربية فقد ردت على متطرفة وزارة العدل البحرينية بهذا النص:
إن التزام أهل الغرب الإسلامي، وخصوصا أهل المغرب، بالمذهب الأشعري له أكثر من دلالة في سياقه الحضاري والتاريخي. ذلك أن العقيدة الأشعرية في تراث هذه البقعة الجغرافية كانت مقوما من مقوماته الفكرية.
وقد عبر عبد الواحد بن عاشر (ت 1040هـ) عن هذا المعنى في منظومته المرشد المعين بقوله:
في عقد الأشعري وفقه مالك *** وفي طريقة الجنيد السالك
فظلت عقيدة أهل الغرب الإسلامي عقيدة أشعرية، مما يعني أن دخول هذا المذهب لهذه المنطقة لم يكن حدثا عابرا، وإنما تميز بكونه عرف تأصيلا وترسيما وتطورا امتد من القرن الخامس الهجري إلى يومنا هذا.
تبني الدولة الموحدية المذهب الأشعري مذهبا رسميا للدولة
إذ سعت الدولة الموحدية إلى محاربة الاتجاه السلفي العقدي، وترسيم المذهب الأشعري كمذهب رسمي للدولة
جامع القرويين ودعمه للعقيدة الأشعرية
وقد كان لجامع القرويين فضل كبير في نشر العقيدة الأشعرية واستمرار وجودها بالمغرب، إذ كانت محل عناية شيوخه الذين كانوا يقومون على تدريسها ويؤلفون في شرحها وتحليلها إلى عهد قريب.. انتهى ملخصاً منه.
وهذا رابط موقع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمملكة المغربية لمن أراد مراجعته
http://www.habous.gov.ma/2012-01-26-16-14-59/1258-%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D8%A7%D8%B9%D8%AA%D9%86%D9%82-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%BA%D8%A7%D8%B1%D8%A8%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%82%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B4%D8%B9%D8%B1%D9%8A%D8%A9%D8%9F.html
أما مفتي تونس حفظه الله ودار الإفتاء التونسية فقد وافقت جميع من سبق وهذا نص الفتوى التي أفتاها مفتي الديار التونسية ملخصة من مصدرها ولمن أرادها كاملة فعليه بالرابط:
سؤال: لماذا لا توحد العبادات في مساجدنا؟
جاء رد مفتي سماحة الجمهورية فضيلة الشيخ عثمان بطيخ حفظه الله
الجواب :
حقاً إن ما نشاهده من اختلافات في كيفية أداء الصلاة هو ظاهرة شبابية من شأنها إدخال الإضطراب ونشر الفتنة وزرع الخصام والتشاحن والحيرة لدى المصلين .... إلى أن قال فبلادنا سنية مالكية أشعرية متمسكة بكتاب الله وسنة نبيه وبمبادئ ديننا من تسامح واعتدال ووسطية كلمتها واحدة متضامنة تنبذ الفرقة والفتنة والخلاف والتعصب والكراهية إلخ.... انتهى المقصود
مفتي الجمهورية التونسية
فضيلة الشيخ عثمان بطيخ
وهذا رابط الفتوى لمن أراد مراجعتها
http://www.babnet.net/cadredetail-16928.asp
أما وزارة الشؤون الدينية والأوقاف بالجزائر فقد أثنت على الأشاعرة بما هم أهله ولم تضللهم كما فعلت وزارة العدل البحرينية فقد ورد إليها سؤال ما نصه:
أحمد بن ابراهيم - ليبيا
لجنة الإفتاء
السؤال:
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد
انا أتساءل لمادا نفى الاشاعرة صفات الله مثل اليد والعين وغيرها زعما منهم انها تؤدى الى التجسيم وأكدوا رؤية الله يوم القيامة
أليس يقاس على أصولهم أنه من المفروض ان ينفوا رؤية الله لانها تؤدى الى الجهة والتجسيم.
أفيدونا أفادكم الله ولكم الاجر
الجـواب:
لم ينف الأشاعرة صفات الله تعالى ، بل إنّ الأشاعرة عرفوا بإثبات الصفات ، لابنفيها. أما مثل هذه الصفات كاليد والعين والاستواء ، ونحو ذلك فإن المتقدمين منهم يثبتونها ولكن دون تشبيه ولا تعطيل ولا تكييف ، ويفوضون حقيقتها وكيفيتها إلى الله عز وجل.
ومع ذلك ننصحك بعدم الخوض في هذه المسائل ، واشتغل بما هو أنفع ، وتفكر في خلق الله عوض التفكر في ذات الله.
وهذا رابط الفتوى لمن أراد مراجعتها
http://www.marw.dz/index.php/2010-04-11-10-29-49/81-2010-04-08-15-28-17/663-2010-08-30-14-54-04
أما دار الفتوى بأستراليا فقد وافقت من سبق وردت على الفرية التي قالها المتطرفة في وزارة العدل البحرينية وهذا نص السؤال الذي ورد إليها:
من هم أهل السنة والجماعة ؟
فكان الجواب بأنهم الأشاعرة ، وهذا نص الجواب :
الجواب :
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى ءاله وصحبه الطيبين الطاهرين وبعد
فإن أهل السّنة والجماعة هم جمهور الأمة المحمدية وهم الصحابة ومن تبعهم في أصول الاعتقاد وهي الأمور الستة المذكورة في حديث جبريل الذي قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم : " الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره"، وأفضل هؤلاء أهل القرون الثلاثة المرادون بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم" والقرن معناه مائة سنة كما رجح ذلك الحافظ أبو القاسم بن عساكر وغيره، وهم المرادون أيضًا بحديث الترمذي وغيره: "أوصيكم بأصحابي ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم" وفيه قوله: "عليكم بالجماعة وإياكم والفرقة فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد، فمن أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة" صححه الحاكم وقال الترمذي: حسن صحيح، وهم المرادون أيضًا بالجماعة الواردة فيما رواه أبو داود أن رسول الله قال: "وإن هذه الملة ستفترق على ثلاث وسبعين، ثنتان وسبعون في النار وواحدة في الجنة وهي الجماعة". والجماعة هم السواد الأعظم ليس معناه صلاة الجماعة، كما يوضح ذلك حديث زيد بن ثابت أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "ثلاث لا يُغَل عليهن قلب المؤمن: إخلاص العمل، والنصيحة لولي الأمر، ولزوم الجماعة، فإن دعوتهم تكون من وراءَهم". قال الحافظ ابن حجر: حديث حسن.
وأهل السنة والجماعة هم السواد الاعظم الفرقة الناجية وقد حدث بعد سنة مائتين وستين للهجرة انتشار بدعة المعتزلة والمشبهة وغيرهما فقيض الله إمامين جليلين أبا الحسن الاشعري المتوفى سنة 324 هـ وأبا منصور الماتريدي المتوفى سنة 333 هـ رضي الله عنهما فقاما بايضاح عقيدة أهل السنة التي كان عليها الصحابة ومن تبعهم بإيراد أدلة نقلية وعقلية مع رد شبه المعتزلة والمشبهة وغيرهمافنسب اليهما اهل السنة فصار يقال لاهل السنة أشعريون وماتريديون .
قال الإمام البيهقي: " إن أبا الحسن الأشعري رحمه الله لم يحدث في دين الله حَدَثا ، ولم يأت فيه ببدعة، بل أخذ أقاويل الصحابة والتابعين ومن بعدهم من الأئمة في أصول الدين فنصرها بزيادة وشرح وتبيين".
وذكر العز بن عبد السلام أن عقيدة الأشعري أجمع عليها الشافعية والمالكية والحنفية وفضلاء الحنابلة ووافقه على ذلك من أهل عصره شيخ المالكية في زمانه أبو عمرو بن الحاجب وشيخ الحنفية جمال الدين الحصيري وأقره على ذلك التقي السبكي .
ويقول تاج الدين السبكي: وهؤلاء الحنفية والشافعية والمالكية وفضلاء الحنابلة في العقائد يد واحدة كلهم على رأي أهل السنة والجماعة يدينون لله تعالى بطريق شيخ السنّة أبي الحسن الأشعري رحمه الله. ثم يقول: وبالجملة عقيدة الأشعري هي ما تضمنته عقيدة أبي جعفر الطحاوي التي تلقاها علماء المذاهب بالقبول ورضوها عقيدة.
قال الحافظ مرتضى الزبيدي في شرح إحياء علوم الدين: الفصل الثاني إذا اطلق أهل السنة والجماعة فالمراد بهم الأشاعرة والماتريدية . اهـ
وقال الفقيه الحنفي ابن عابدين في حاشيته: " أهل السنة والجماعة وهم الأشاعرة والماتريدية".
وهذا رابط الفتوى لمن أراد المراجعة
http://www.darulfatwa.org.au/ar/%D8%A8%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%8A%D9%85%D8%A7%D9%86-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%82%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A9/%D9%85%D9%86-%D9%87%D9%85-%D8%A3%D9%87%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%86%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%85%D8%A7%D8%B9%D8%A9-%D8%9F#
إلى غير ذلك من دور الإفتاء والمفتين والعلماء والأئمة وهي تشكل معظم العالم الإسلامي أي ما يعادل حوالي 90 بالمئة من العالم الإسلامي كلهم مجمعون على أن السادة "الأشاعرة والماتريدية" هم السواد الأعظم وهم الفرقة الناجية وهم أهل السنة والجماعة الذين تلقوا العلم الشرعي كابراً عن كابر من النبي صلى الله عليه وسلم إلى الصحابة الكرام العدول إلى التابعين إلى أتباعهم إلى الإمام أبي الحسن الأشعري وأبي منصور الماتريدي إلى تلاميذهم حتى وصلتنا علومهم وكتبهم كما نقلوها وعلى هذا أجمع أهل الإسلام من المغرب حتى جاكرتا (وما بعد الحق إلا الضلال) والحمد لله رب العالمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق