المحرق - جعفر علي
أكد علي سيار أن افتتاحيات «جريدة البحرين» التي كان يصدرها عبدالله الزايد لا تمت اليه بصلة وأنها فرضت عليه فرضا، لأنها تتنافى مع وطنيته وتوجهاته الأدبية والصحافيّة. جاء ذلك خلال المحاضرة التي نظمها مركز الشيخ ابراهيم بن محمد آل خليفة للبحوث والدراسات، وتناول فيها المحاضر محطات من حياته الصحافية التي التقى فيها عبدالله الزايد.
وقال سيار «ان أول لقاء لي كان مع عبدالله الزايد عن طريق تعرفي لأول مرة بجريدته (البحرين)، إذ كنت وقتها طفلا صغيرا جالسا في احدى المقاهي الشعبية بصحبة والدي فاذا بشاب يخرج للناس متأبطا حزمة من الأوراق مناديا الناس لشراء «جريدة البحرين» التي كان يبيعها بنفسه في الأسواق. أما اللقاء الثاني مع عبدالله الزايد فتم حين افتتح عبدالله الزايد دار السينما، اذ كانت له علاقة بالشاعر عبدالرحمن المعاودة، والذي كان مدرسا باحدى المدارس، اذ طلب منه الزايد عمل انشودة بهذه المناسبة، ينشدها الأطفال وكنت ضمن هذا الفريق، وكان افتتاح صالة للسينما شيئا غريبا بالنسبة إلينا، اذ وجدنا هذه الصالة بلا سقف، مع كراس بلاستيكية مما توضع في المقاهي، مع شاشة بيضاء».
وأضاف: أما اللقاء الثالث فتم بعد حصولي على بعثة دراسية، اذ إنه وبعد ستة أشهر من وصولي الى جمهورية مصر العربية، تسلمت خطابا من أخي يخبرني بوفاة عبدالله الزايد، فكان يوما كئيبا حزنت فيه كثيرا وتذكرت فيه القصيدة التي نظمها الزايد يرثي فيها نفسه، والتي كان مطلعها:
سئمت الحياة وكثر السهر ورمت الممات وسكنى الحفر.
وقال الرائد الصحافي «بعد عودتي من دولة الكويت الشقيقة وكنت وقتها قد امتهنت الصحافة، أصدرت في عام 1969 مجلة «صدى الأسبوع»، وكنت من خلالها أريد طرح شيء مختلف لذلك اتخذت من الشارع والالتقاء بالناس سبيلا لذلك، فاخترت اللقاء بأصحاب السلطة في الدولة، إذ إنه وفي احدى جولاتي هذه متقصيا شيئا جديدا أضيفه الى المجلة، دخلت الى مبنى قديم من دوائر الدولة وتكلمت مع مديره طالبا الحصول على شيء مختلف فدلني على مخزن صغير في المبنى، فدخلته ووجدت فيه أكواما من الأوراق والفايلات والدفاتر، عالقا بها شيء كثير من الأوساخ والغبار المتطاير، لكنني حصلت فيها - والكلام لايزال لعلي سيار - على كنز حقيقي إذ وجدت مجموعة فايلات تحوي أعدادا من جريدة البحرين مخرمة ومطوية، وكانت في حال يرثى لها، فقمت بتنسيقها وتنظيمها، حتى استطعت عن طريق سفير البحرين في الكويت والذي كان يعمل في وزارة الاعلام طباعتها، إذ احتفظت بخمس مجموعات منها. فكان الهاجس الذي يلح علي، مضيفا مؤسس مجلة «صدى الأسبوع » هو حفظ هذه الأعداد القديمة من التلف، اذ استطعت ذلك عن طريق منصور سرحان الذي تفضل بطرح الأمر على وزير التربية في ذلك الوقت عبدالعزيز الفاضل والذي تفضل مشكورا بطباعة جريدة البحرين والقافلة والوطن، وهي الآن محفوظة في أماكن أمينة. وختم سيار شريط ذكرياته بقوله «ان آخر لقاء لي مع الزايد هنا في بيته هذا، وكأنني أراه الآن يتنقل من مكان الى مكان ومن غرفة الى أخرى، باحثا عن شيء مختلف. انه في هذا البيت قد أنشأ جريدة البحرين، وأسلم روحه أيضا.
ان عواطفي وتاريخي الصحافي مشدود الى هذا البيت، ففي ظل جريدة البحرين تعلمت أول حرف في الصحافة، وعلى صفحاتها تعرفت بالأسماء الصحافية عبدالرحيم روزبة الذي كان يوقع باسم العميد، وحسن الجشي وكان يوقع باسم ابن ثابت وكان هناك أيضا قلم التاجر».
ثم أجاب مؤسس جريدة القافلة والوطن، على بعض مداخلات الحضور ذاكرا أن الصحافة وليدة الظروف وأنها كانت تعيش فترة ازدهار قومي أيام الخمسينات وأن أهم ما كان يميزها أنها كانت تطرح موضوعاتها في تحد واستعداد لقول الكلمة الصريحة، ولكن صحافة اليوم لديها تراث صحافي عريق، ومشروع تحديثي واصلاحي كبير يمكنه النهوض بها من جديد
أكد علي سيار أن افتتاحيات «جريدة البحرين» التي كان يصدرها عبدالله الزايد لا تمت اليه بصلة وأنها فرضت عليه فرضا، لأنها تتنافى مع وطنيته وتوجهاته الأدبية والصحافيّة. جاء ذلك خلال المحاضرة التي نظمها مركز الشيخ ابراهيم بن محمد آل خليفة للبحوث والدراسات، وتناول فيها المحاضر محطات من حياته الصحافية التي التقى فيها عبدالله الزايد.
وقال سيار «ان أول لقاء لي كان مع عبدالله الزايد عن طريق تعرفي لأول مرة بجريدته (البحرين)، إذ كنت وقتها طفلا صغيرا جالسا في احدى المقاهي الشعبية بصحبة والدي فاذا بشاب يخرج للناس متأبطا حزمة من الأوراق مناديا الناس لشراء «جريدة البحرين» التي كان يبيعها بنفسه في الأسواق. أما اللقاء الثاني مع عبدالله الزايد فتم حين افتتح عبدالله الزايد دار السينما، اذ كانت له علاقة بالشاعر عبدالرحمن المعاودة، والذي كان مدرسا باحدى المدارس، اذ طلب منه الزايد عمل انشودة بهذه المناسبة، ينشدها الأطفال وكنت ضمن هذا الفريق، وكان افتتاح صالة للسينما شيئا غريبا بالنسبة إلينا، اذ وجدنا هذه الصالة بلا سقف، مع كراس بلاستيكية مما توضع في المقاهي، مع شاشة بيضاء».
وأضاف: أما اللقاء الثالث فتم بعد حصولي على بعثة دراسية، اذ إنه وبعد ستة أشهر من وصولي الى جمهورية مصر العربية، تسلمت خطابا من أخي يخبرني بوفاة عبدالله الزايد، فكان يوما كئيبا حزنت فيه كثيرا وتذكرت فيه القصيدة التي نظمها الزايد يرثي فيها نفسه، والتي كان مطلعها:
سئمت الحياة وكثر السهر ورمت الممات وسكنى الحفر.
وقال الرائد الصحافي «بعد عودتي من دولة الكويت الشقيقة وكنت وقتها قد امتهنت الصحافة، أصدرت في عام 1969 مجلة «صدى الأسبوع»، وكنت من خلالها أريد طرح شيء مختلف لذلك اتخذت من الشارع والالتقاء بالناس سبيلا لذلك، فاخترت اللقاء بأصحاب السلطة في الدولة، إذ إنه وفي احدى جولاتي هذه متقصيا شيئا جديدا أضيفه الى المجلة، دخلت الى مبنى قديم من دوائر الدولة وتكلمت مع مديره طالبا الحصول على شيء مختلف فدلني على مخزن صغير في المبنى، فدخلته ووجدت فيه أكواما من الأوراق والفايلات والدفاتر، عالقا بها شيء كثير من الأوساخ والغبار المتطاير، لكنني حصلت فيها - والكلام لايزال لعلي سيار - على كنز حقيقي إذ وجدت مجموعة فايلات تحوي أعدادا من جريدة البحرين مخرمة ومطوية، وكانت في حال يرثى لها، فقمت بتنسيقها وتنظيمها، حتى استطعت عن طريق سفير البحرين في الكويت والذي كان يعمل في وزارة الاعلام طباعتها، إذ احتفظت بخمس مجموعات منها. فكان الهاجس الذي يلح علي، مضيفا مؤسس مجلة «صدى الأسبوع » هو حفظ هذه الأعداد القديمة من التلف، اذ استطعت ذلك عن طريق منصور سرحان الذي تفضل بطرح الأمر على وزير التربية في ذلك الوقت عبدالعزيز الفاضل والذي تفضل مشكورا بطباعة جريدة البحرين والقافلة والوطن، وهي الآن محفوظة في أماكن أمينة. وختم سيار شريط ذكرياته بقوله «ان آخر لقاء لي مع الزايد هنا في بيته هذا، وكأنني أراه الآن يتنقل من مكان الى مكان ومن غرفة الى أخرى، باحثا عن شيء مختلف. انه في هذا البيت قد أنشأ جريدة البحرين، وأسلم روحه أيضا.
ان عواطفي وتاريخي الصحافي مشدود الى هذا البيت، ففي ظل جريدة البحرين تعلمت أول حرف في الصحافة، وعلى صفحاتها تعرفت بالأسماء الصحافية عبدالرحيم روزبة الذي كان يوقع باسم العميد، وحسن الجشي وكان يوقع باسم ابن ثابت وكان هناك أيضا قلم التاجر».
ثم أجاب مؤسس جريدة القافلة والوطن، على بعض مداخلات الحضور ذاكرا أن الصحافة وليدة الظروف وأنها كانت تعيش فترة ازدهار قومي أيام الخمسينات وأن أهم ما كان يميزها أنها كانت تطرح موضوعاتها في تحد واستعداد لقول الكلمة الصريحة، ولكن صحافة اليوم لديها تراث صحافي عريق، ومشروع تحديثي واصلاحي كبير يمكنه النهوض بها من جديد
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 475 - الخميس 25 ديسمبر 2003م الموافق 01 ذي القعدة 1424هـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق