ربما لا يعلم معظم أهالي الرفاع الكرام أنه كان يوجد بالمنطقة وقرب القلعة جبل يخرج من أعلاه نبع ماء حلو يسقي منه الناس في السابق، كأحد معالم الطبيعة الجميلة التي حبى الله بها هذه الأرض الطيبة، ولكنه اندثر ضمن معالم طبيعية كثيرة اندثرت في البحرين لأسباب عديدة.
وربما لا يعلم أهل الرفاع، والبحرين قاطبة، أنه كان يوجد فيها رجال عظماء وعلماء أجلاء، لم يحفظ ذكرهم في صفحات التاريخ الوطني، ولم تدون أسماؤهم على مبنى أو مدرسة أو حتى شارع، ووضعت على أسماء الشوارع الآن بعض أسماء وأرقام لا تمت للتاريخ الوطني بأي علاقة.
كم واحد من أهل الرفاع يعلم عن تاريخ الشيخ حمد آل خليفة حاكم البحرين السابق، وعن استراحته وسكنه في المنطقة الواقعة قرب مضمار السباق القديم، وما احتواه ذلك المكان من لحظات تاريخية وطنية حافلة ومهمة للبحرين..؟؟ ولماذا لا يتم تشييد متحف أو مبنى مناسب هناك يدون التاريخ ويحفظ الجهد الوطني المخلص..؟؟
وكم من أهل الرفاع يعرف عن سيرة العالم الأديب الشيخ صالح بن أحمد آل الشيخ درويش..؟؟ وكم منهم سمع أو قرأ عن سيرة الشيخ حمد بن صالح آل الشيخ، الذي عمل إماما وخطيبا لمسجد الشيخ حمود بن صباح آل خليفة (المسمى حاليا بمسجد قلعة الرفاع)..؟؟
يا أهل الرفاع الأحبة: تاريخ رجالات الرفاع الغالية وتاريخ البحرين العزيزة كبير جدا، وقد آن الأوان وحان الوقت لأن تفتح صفحات هؤلاء الرجال ويحتفل بهم، ردا للجميل، من باب الحق والواجب وحفظ تاريخ البحرين الوطني الصحيح، في زمن يحاول البعض فيه أن يدس سيرة وأخبار شخصيات ورجال هم أبسط عطاء وتضحية للوطن وتاريخه، وأقل اعتزازا بإسلامه وعروبته وأضعف ولاء لقيادته.
تاريخ البحرين ليس كله معالم وآثار.. وتاريخ البحرين ليس معظمه قلاعا وحروبا.. وتاريخ البحرين الذي يدرس في المدارس ويعرض في المعارض ليس فقط دلمون وأرادوس وأوال وغيرها.. تاريخ البحرين رجال عظام وعائلات كريمة عملت وأفنت حياتها من أجل البناء والعمران وتكريس الأخلاق الفاضلة في الماضي والحاضر.
في معظم الدول هناك اهتمام بتاريخ العمران والبنيان واهتمام أكثر بتاريخ الإنسان الذي شيد ذلك العمران وأسس البنيان، وفي البحرين هناك رجال ساهموا في زرع الأخلاق الحميدة والطباع الكريمة التي عرفت بها البحرين منذ خمسة آلاف سنة حتى يومنا هذا.
تاريخ الأمة هو سجل ماضيها، ومرآة حاضرها، ومعالم مستقبلها.. هكذا جاء في كتاب الباحث بشار يوسف الحادي بعنوان "علماء وأدباء البحرين" والذي يأتي ضمن موسوعة (ضياء البدرين في تاريخ البحرين)، الذي دون جزءا من تاريخ الشيخ صالح بن أحمد آل الشيخ درويش، والشيخ حمد بن صالح آل الشيخ، وغيرهم من رجال البحرين.
موسوعة الحادي التي استغرقت خمس سنوات من الجهد الدؤوب والعمل الجاد، جمع فيها المؤلف سيرة ثلة من علماء وأدباء البحرين، في القرن الرابع عشر الهجري، والذين طواهم النسيان ولم يقم بواجب التعريف بهم إلا القليل جدا من الباحثين، في كتب ربما لم يهتم بها أحد، ولم تنل حظها ونصيبها في الإعلام والانتشار.
رحم الله الأستاذ مبارك الخاطر كان من أكبر مؤرخي البحرين ورجالها.. الذي لم ينل حقه في حياته وبعد وفاته من التقدير والتكريم والوفاء.. وأطال الله في عمر من يسير على دربه في حفظ وتسجيل وتوثيق تاريخ البحرين ورجالها، رغم أنهم يتحملون نفقات بحث وطباعة المؤلفات والألبومات والوثائق والصور من جيبهم الخاص، فيما خزينة وزارة الثقافة تصرف أموالها في مواضيع ولأشخاص ليسوا بأكثر أهمية واجتهادا من مؤرخي البحرين.
المطلوب اهتمام أكبر وأكثر من وزارة الثقافة بحفظ تاريخ رجالات البحرين وتخصيص ميزانية محترمة وعمل مؤسسي ومهني لتاريخ الرجال والشخصيات، تماما كاهتمام الوزارة بفعاليات ومهرجانات ربما ليس لها علاقة بتاريخ البحرين الوطني، كما حصل في فترة سابقة في اهتمام غير موفق بتاريخ جلجامش وغيره، وما يحصل حاليا من اهتمام بالملابس والأدوات والأكلات والرقصات الشعبية في المهرجات المحلية والمشاركات الدولية..!!
انظر صحيفة أخبار الخليج
http://www.aaknews.com/#!389886
صفحة تعنى بتاريخ البحرين والخليج العربي للتواصل مع صاحب المدونة basharalhadi58@gmail.com
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
القول الجلي في تحقيق مولد سمو الشيخ عيسى بن علي بقلم الباحث بشار الحادي
القول الجلي في تحقيق مولد سمو الشيخ عيسى بن علي وهو سمو الشيخ عيسى بن علي بن خليفة آل خليفة حاكم البحرين طيب الله ثراه ...
-
موقع الحاج محمد المتروك من تجار الكويت يحتوي على الكثير من الوثائق القيمة والمراسلات انظره على هذا الرابط http://bin-matrook.com/gallery/mai...
-
أسماء نواخذة البحرين مرتبين على حروف المعجم بين عامي (1920-1960) هذه قائمة بأسماء النواخذة التي عثرنا عليها من خلال وثائق البلدية إ...
-
شيخ قبيلة النعيم راشد بن مهنا النعيمي (1266هـ-1338هـ)(1850م-1920م) هو: شيخ قبيلة النعيم، وعُمدة حالة النعيم، تاجر اللؤلؤ المشهور، الشيخ راشد...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق