بقلم راشد الجاسم
@rashidaljassim
تاريخ البحرين، هذا التاريخ العريق بنضالات شعبه الأبي، الذي لطالما حافظ على هويته العربية وسيادته الوطنية، وقدم الغالي والنفيس في ذلك السبيل، ولاحظنا في هذه الآونة بأن هناك من يريد تحريف هذا التاريخ وتشويهه، فلاحظت من خلال البحث، بأن هناك عدد من الكتب والكتاب العرب بدأوا يعتمدون على المصادر المحرفة في كتابتهم عن تاريخنا الوطني، والسبب الرئيسي بأن هذه الكتب لم يسمح بطباعتها داخل البحرين، وقلة من كتاب التاريخ الذين ينقلونه بأمانة وحيادية، أي دون التحيز الأيدلوجي أو الطائفي أو القبلي، وباللهجة البحرينية “كل من يدني القرص صوبه” أي الجميع ينقل التاريخ بحسب أهوائه دون أمانة، واذا اردتم توضيحا أدق عن سبب المنع أستعلموا عن الأسباب من ادارة الرقابة على المطبوعات فلديها الجواب لكل سؤال.
وبسبب هذا المنع أدى الى أن المراجع التاريخية للتاريخ الوطني لا تتوافر الا في الخارج، وبعدها وبشكل تدريجي تم تحريف تاريخنا الوطني، بنفس الأيدي التي حرفت التاريخ في عراقنا الحبيب، وهي الايادي الايرانية المدلسة للتاريخ العربي، فلا ألومهم بل ألوم من منع هذه الكتب والمراجع من طباعتها في البحرين، وبعدها سيكون الخاسر الأول هي الجهة المانعة والشعب البحريني الذي سيصبح منزوعا للهوية مع استمرار المنع والتحريف.
فتخيلوا ماذا قيل عن الشيخ المجاهد عبدالوهاب الزياني، من قبل المدلس فريدون آدميات، وهو يعتبر ناشط جل نشاطاته التأكيد على السيادة الايرانية على البحرين، وللأسف تم أخذ معلوماته كمرجع من قبل بعض الكتاب العرب، ومنهم ابراهيم خلف العبيدي بكتابه “الحركة الوطنية في البحرين” وتخيلوا ماذا كتب في صفحة 88 منه، وهو كالآتي:
ومن المعروف والعارف لا يعرف وتعريف المعرف يضعفه أو ينقصه، بأن الشيخ المجاهد عبدالوهاب الزياني قائدا وطنيا عابرا لحدود الطائفه بمطالبه الوطنية، ولكنه سني المذهب وعربي الهوية، وهو من أول القادة الذين طالبوا بمجلس شورى منتخب كما في كافة البلاد لادارة شؤون البلاد، في المؤتمر الوطني بالمحرق عام 1923، ومع الحفاظ على السيادة الوطنية العربية من أيدي الانجليز.
ومن الكتب التي طالها التحريف الايراني وهو كتاب القائد التاريخي عبد الرحمن الباكر، وتخيلوا بأنه تم اعاد طباعة الكتاب في ايران مع التحريف، فتمت طباعته عبر دار النشر المدلسة تسمى اسماعليان بايران، وللتنبيه سأضع بين أيديكم نسخه من الصفحات الداخلية لدار النشر المحرفة لكتاب للباكر:
صورة من اسم دار النشر المحرفة لكتاب الباكر
ففي كتاب الباكر من البحرين الى المنفي، تم انتزاع ما كتبه ضد السياسات الايرانية، ومطالباته بالاتحاد الخليجي، وما كتب عن الشيخ المجاهد عبدالوهاب الزياني من قبل المدلس فريدون آدميات، تم استغلاله لاثبات السيادة الايرانية على البحرين فنقول لهم بأن البحرين عربية رغما عن أنفكم، ودون ذلك الأرواح، فلاحظوا كيف تم العبث بتاريخكم الوطني وهل سنقبل بمزيدا من التحريف والتدليس.
صورة الشيخ المجاهد عبد الوهاب الزياني والمناضل عبدالرحمن الباكر
وستبقى ذكراكم خالدة في صفوف جماهير الشعب البحريني الأبي رغما عن أنف المدلسين، فأنتم من صنع الكرامة لأجيالنا فالحقيقة كالشمس لا تغطيها المنخل ، فيجب منا جميعا أن نصون تاريخنا فتاريخنا أمانة، وسنورثه للأجيال.
ونوجه رسالة للمسؤولين في الرقابة وهو بيت شعر لخلف بن هذال العتيبي:
“ابعث شريطن مضى وأطويه وأفله ** وأقـول من يـحفظ التاريــخ لأجيالــه”
نعم نقول لكم من يحفظ التاريخ لأجياله، فتاريخ الوطني البحريني أمانة، ويجب أن نحميه وأن نصونه من العبث والمغالطات، التي بدأت تكثر جيل بعد جيل، ابن بعد أب، يتوجب على الجميع أن يحفظ هويته، فالهوية مسألة وجود ..مسألة وجود ..مسألة وجود، وعاشت البحرين دولة عربية اسلامية مستقلة، وعاش شعبها الأبي، ولن نسمح لأحد بالعبث بتاريخنا الوطني كائنا من كان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق