السبت، 19 يناير 2019

المحرق إن حكت.. فهد بن جلال بقلم الأستاذ سعيد الحمد


صحيفة الأيام العدد 10876 الجمعة 18 يناير 2019 الموافق 12 جمادى الأول 1440
ذاكرة المحرق إن حكت أو روت حكاياتها رجالاتها فهي تحتاج الى سفر من الصفحات يطول بطول عطائهم.
ولعلّ المرحوم فهد بن عبدالرحمن بن جلال «امير المحرق» أحد هؤلاء الذين حملوا جزءًا من تاريخ وذاكرة المحرق مطلع القرن الماضي وقبل اكثر من مائة عام، ففي سنة 1913م يعيّن الشيخ عيسى بن علي آل خليفة حاكم البحرين الأسبق رحمه الله المرحوم فهد بن جلال أميرًا للمحرق.
وخيرًا فعل الاستاذ بشار بن يوسف الحادي حين أصدر كتابه التوثيقي راصدا فيه حياة بن جلال وحياة المحرق وقتها، وهي حياة من الاهمية بمكان الاطلاع عليها عن كثب لمعرفة تاريخ مدننا التي ستبقى نبضا عربيا خافقا وخفاقا مهما حاول البعض اخفاء ذلك في لعبة تزييف التاريخ وفق اهواء ليست خافية.
فهد بن عبدالرحمن بن جلال يتولى بأمر من الشيخ الكبير عيسى بن علي رحمه الله مسؤولية الأمن وحفظ الامن في المحرق، في وقت مبكر من ذاك الزمان البعيد الذي كانت فيه البحرين في بداية بدايات التأسيس وفق التنظيم الاداري الحديث الذي دشنه عهد عيسى بن علي طيب الله ثراه، فكانت الخطوة التأسيسية الاولى لذلك العهد الاداري التحديثي.
المحافظة على الامن وضبطه وفق مراكز وبمسؤولية تعهد الى رجال معروفين يتولون تنظيم وترتيب الامن مما قد يتعرض له حياة المواطنين من اعتداءات او سرقات او ما شابه.
فكان اختيار الشيخ الكبير لفهد بن جلال اختيارا جاء وفق رؤية وتقدير لشخصية الرجل ومكانته في مجتمعه، وفي مدينته وبين شيوخها ووجهائها واهلها وسكانها الذين عرفوا فيه الامانة والحكمة والعزم والنخوة والفزعة.
وهكذا تولى المرحوم فهد بن جلال مسؤوليات الامن وضبط الحراسات والحراس في جميع مناطق وفرجان وشوارع بحرين مطلع القرن العشرين ولمدة 15 عاما 1913 الى 1928، وكان فيها الشخصية الاقرب للناس وللحاكم ولشيوخ المحرق، حيث يقوم بمهامه وسط الناس وباتصال مباشر بالحاكم ليطلعه على احوال السوق والفرجان والمدينة والاسعار، ثم يجتمع اجتماعا شبه يومي مع الشيخ المرحوم محمد بن عيسى بن علي آل خليفة رحمه الله عليه ليطلعه ويقدم له تقاريره عن الحالة المحرقية والامنية والاجتماعية عموما، وليبحث مع الشيخ ويناقش الامور التي تحتاج الى علاج ومبادرات الحلول والافكار المطروحة لصالح مواطني تلك المدينة «المحرق» التي آلت اليه مسؤولية امنها الاجتماعي.
وامتاز المرحوم فهد بن جلال «أمير المحرق» حسب ما رصده الباحث بشار الحادي، بالتعامل مع جميع الطبقات في المجتمع بحكم مسؤولياته التي اناطها له حاكم البحرين، حتى المساجين والموقوفين من اللصوص والسراق، كان امير المحرق يوقفهم في بيته الكبير حيث خصص غرفة لتوقيفهم فيها وسجنهم ريثما تأتي إليهم القوارب من المنامة لنقلهم لسجن قلعة الديوان.
وكان المرحوم فهد بن جلال بصفته ومن ضمن مسؤولياته الرسمية كأمير للمحرق مسؤول عن ضبط الامن فيها، يخاطب ويكاتب المسؤولين عن الامن في المنطقة ويرجوهم اعادة بعض المحكومين الهاربين من تنفيذ الاحكام، حيث لم يكن هنالك اتفاقيات او منظمة انتربول تتولى ذلك، فكان فهد بن جلال وبحكم مهامه يقوم بها على اكمل وجه لحفظ حقوق مواطني المحرق وامنها وضبط سلمها الاهلي.
وكتاب فهد بن جلال امير المحرق فيه من الصور والوثائق ما يحتاجه الباحثون الشباب الذين تقع على عاتقهم كما ذكرنا ذلك مرارًا كتابة تاريخ مدننا البحرينية العربية، لنغلق باب التخرصات التي تطل برؤوسها الخبيثة هنا او هناك، مقدرين للباحث بشار الحادي جهوده وجهود احفاد فهد بن جلال وحرصهم على ان تخرج سيرة جدهم الاكبر الى النور، فهي جزء من تاريخ مدينة رائعة اسمها المحرق.


القول الجلي في تحقيق مولد سمو الشيخ عيسى بن علي بقلم الباحث بشار الحادي

القول الجلي في تحقيق مولد سمو الشيخ عيسى بن علي وهو سمو الشيخ عيسى بن علي  بن خليفة آل خليفة حاكم البحرين طيب الله ثراه ...