السبت، 21 يوليو 2012

رقمنة نصف مليون صفحة من الأرشيف البريطاني

أعلنت، أمس، مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع توقيعها شراكة طموحة مع المكتبة البريطانية، وذلك إيذانًا بإطلاق مشروع معرفيٍ رائد يهدف إلى رقمنة أكثر من نصف مليون صفحة من سجلات الأرشيف البريطاني والتي من شأنها أن تلقي بمزيد من الضوء على تاريخ منطقة الشرق الأوسط والخليج، وتعمق الفهم بالعلاقة التاريخية للمنطقة مع بريطانيا وغيرها من دول العالم. وقد جرى الإعلان عن هذا المشروع الرائد في المبنى الرئيس للمكتبة البريطانية في سانت بانكراس بلندن، والذي سيتم بمقتضاه رقمنة ما يزيد على 500.000 صفحة من مواد الأرشيف المستخرجة من سجلات مكتب الهند، و25.000 صفحة من المخطوطات العربية التي يرجع تاريخها إلى القرون الوسطى وإتاحتها للجمهور على شبكة الإنترنت. ويتم تنفيذ المشروع في المكتبة البريطانية بالتعاون الوثيق مع مكتبة قطر الوطنية الجديدة والتابعة لمؤسسة قطر، وسيستغرق تنفيذ المشروع وتحميله على شبكة الإنترنت ثلاث سنوات. وبمجرد أن يتم إطلاق الموقع الإلكتروني الخاص بذلك فسوف تصبح الفرصة متاحة أمام متصفحيه لإضافة رواياتهم الخاصة ذات الصلة بمنطقة الخليج، كما سيمكنهم المساهمة في جمع البيانات، عن طريق تبادل الذكريات والصور الفوتوغرافية القديمة، أو من خلال قصص نقلت عن أجدادهم، حيث سيتم إضافة عناصر تاريخية من الذاكرة الشخصية إلى الأرشيف. وتتضمن سجلات مكتب الهند، التي يرجع تاريخها إلى الفترة من منتصف القرن الثامن عشر وحتى العام 1947، ثروة من المعلومات والرسوم البيانية التي ترصد بدقة الحياة اليومية للسكان والأماكن والعلاقات الثقافية وحركة التجارة والجمارك في منطقة الخليج في تلك الحقبة، كما ستوفر المعاجم الجغرافية التي تعود إلى مطلع القرن العشرين، والتي كانت في الأصل وثائق سرية ومخصصة لكبار الدبلوماسيين والمسؤولين الحكوميين، كنزاً من المعلومات الأساسية التي توضح الأهمية الاستراتيجية والتجارية القصوى لمنطقة الخليج بالنسبة إلى الدول الأوروبية بما فيها بريطانيا وفرنسا وألمانيا، والتي كانت ذات أثر ملحوظ في المنطقة في ذلك الوقت. وسيتيح هذا المشروع الضخم للباحثين في جميع أنحاء العالم، وعقب رقمنة المواد وتحميلها على الموقع المخصص لها على شبكة الإنترنت، معرفة الأسماء والأماكن والأحداث التاريخية للمنطقة عبر البحث على شبكة الإنترنت، وذلك بعد أن كانت معرفة هذه المعلومات تتطلب من الباحثين وغيرهم زيارة قاعات المطالعة في المكتبة البريطانية في لندن، وهو الأسلوب السائد حتى الآن. كما يمتد المشروع ليشمل أيضًا رقمنة آلاف المخطوطات العربية التي تعود إلى العصور الوسطى والتي تدل على أهمية مساهمات العلماء المسلمين في مجالات العلوم والطب والرياضيات والهندسة. وتعليقًا على هذه الشراكة، قالت السيدة لين بريندلي، الرئيس التنفيذي في المكتبة البريطانية،: «إن سجلات مكتب الهند التي تحتفظ بها المكتبة البريطانية، تضم سجلات من أغنى مصادر المواد التاريخية المتعلقة بمنطقة الخليج على مستوى العالم»، وستكون هذه السجلات من بين هذه المواد المرقمة. وأضافت: «نحن فخورون بهذه الشراكة مع مؤسسة قطر، والتي يمكن من خلالها لأي شخص لديه اتصال بشبكة الإنترنت، الحصول على هذا الكنز المليء بالمعلومات، والذي يلقي الضوء على العديد من الموضوعات المتنوعة، مثل الأحوال السياسية للقبائل في المنطقة وعلم الفلك في العصور الوسطى وتاريخ العائلات». وسوف يوفر المشروع 43 فرصة عمل جديدة، فضلاً عن إشراك فريق عمل مكون من أكثر من 30 موظفًا في المكتبة الحالية. وأوضحت السيدة بريندلي: «بفضل رؤية مؤسسة قطر، فإننا نتطلع إلى إطلاق المحتوى الغني والمثير الموجود في سجلات موادنا الأرشيفية، مما يجعل المزيد من هذه الوثائق الفريدة متاحة على شبكة الإنترنت، ويمنح الباحثين في جميع أنحاء العالم فرصة غير مسبوقة ليستكشفوا بأنفسهم المخطوطات الأولى لقرون من تاريخ الخليج العربي». وقال سعادة السيد إد فيزي، وزير الاتصالات والثقافة والصناعات الإبداعية البريطاني،: «لقد باشرت المكتبة البريطانية ومؤسسة قطر العمل على هذا المشروع العظيم والذي ستثبت فائدته البالغة للجميع لدى اكتمال عملية ترقيم المخطوطات، وإنه لمن المثير للإعجاب أن نعلم أن هذا الكم الهائل من المعلومات والذي يوضح خطوط العلاقة بين بريطانيا ومنطقة الشرق الأوسط سيصبح متاحًا للجمهور بشكل مطلق وإني لأثمن هذه الشراكة الطموحة». كما صرح سعادة السيد خالد المنصوري، سفير دولة قطر لدى المملكة المتحدة، قائلاً: «إن هذه الشراكة والتي ستزيد من معرفة أهل الخليج بمنطقتهم لا تقدر بثمن، فهذا الكم الهائل من المعلومات والذي سيتاح على شبكة المعلومات الدولية سيثري الدراسات والبحوث والكتب الدراسية التي تبحث في تاريخ الخليج والمنطقة، إن ذلك المشروع من شأنه أن يغير من مفاهيم الكثيرين حول العالم». وقالت الدكتورة كلوديا لوكس، مديرة مكتبة قطر الوطنية،: «ليس هناك شك في أن سجلات مكتب الهند في المكتبة البريطانية تمتلك واحدًا من أقسام الأرشيف الرائدة في العالم بما يحويه من معلومات ذات صلة بمنطقة الخليج، ومكتبة قطر الوطنية فخورة جدًا بالعمل جنبًا إلى جنب مع المكتبة البريطانية في تطوير الأرشيف الرقمي الأول في المنطقة». هذا ومن المتوقع افتتاح مكتبة قطر الوطنية في العام 2014، وسوف تقدم مجموعة واسعة من المعلومات والبيانات المطبوعة والرقمية لسكان دولة قطر، كما ستعمل المكتبة على إتاحة مواد من ثقافات العالم على شبكة الإنترنت بعدة لغات، وتعمل حاليًا على تطوير قدرتها على رقمنة العديد من الوثائق المهمة. وتهدف المكتبة الوطنية إلى نشر المعرفة، والتحليق في فضاء الخيال وخلق روح الإبداع والحفاظ على تراث الأمة من أجل المستقبل.

الأحد، 8 يوليو 2012

رستم بك وبهجت آغا يقابلان حاكم البحرين محمد بن خليفة

ورد في كتاب محمد علي توفيق ذكر لعدد من بعثات الخيل التجارية بين الجزيرة ومصر، من أبناء الجزيرة أنفسهم،

كالخيل الأربعة المرسلة من الشريف محمد بن عون، والثلاثة صحبة ابن عريعر، وستة صحبة عيادة بن رخيص في 4-

1267هـ.. وأربعة رؤوس بصحبته أيضًا في 2-1268هـ.. وستة رؤوس صحبة خزام العتيبي.

ج- البعثات من مصر إلى الجزيرة العربية

كان هناك تبادل وتهاد وشراء بين عباس باشا وأبناء الجزيرة في الأعوام بين 1263هـ و1267هـ.. ثم أرسل عباس باشا

بعثات للشراء والاستقصاء عامي 1268هـ، و1269هـ.

في البداية كان دور مصطفى بك الذي قابل الإمام فيصلاً، ورستم بك وبهجت آغا الذي قابل الشيخ محمد بن خليفة

حاكم البحرين في 27 رمضان 1268هـ.. ثم استقصاء من علي بك، والآخرون مطلع عام 1269هـ.. حيث وردت إشارات

كثيرة في كتاب الأصول تدعم ذلك.. ويؤكد ذلك الوثيقة العثمانية الإرادة الداخلية برقم: 16102 بتاريخ 11-10-1268هـ..

وهي مرسلة من والي جدة حول التحقق من خبر الرجال الذين جاؤوا من مصر لمقابلة أمير إيالة نجد فيصل بن تركي

الأربعاء، 4 يوليو 2012

زيارة اللورد كرزون إلى البحرين 1903

كتب ابراهيم الخالدي في نهاية سنة 1903م قام اللورد كرزون نائب ملك إنجلترا وحاكم عام الهند بجولة في عواصم وموانئ الخليج العربي لتفقد المؤسسات الهندية في هذه المنطقة، ولزيارة المشايخ العرب الذين تربطهم معاهدات مع الحكومة البريطانية بموافقة من الحكومة المركزية في لندن، وأقلعت السفينة (هاردينج) من سفن البحرية الملكية باللورد كرزون من ميناء كراتشي قبل الساعة الخامسة من بعد ظهر يوم الاثنين 16 نوفمبر 1903م، وكان يصحبه زوجته، وعزز بالسفينة (آرجونوف) وعدة سفن أخرى، وقد وصل الأسطول ظهر 18 نوفمبر إلى مسقط، فاستقبله وفد من قبل سلطان عمان السيد فيصل بن تركي البوسعيدي على رأسه السيد محمد أكبر أخوة السلطان، والسيد تيمور أكبر أبنائه، وألقى أحد رجال الوفد قصيدة عربية ترحيبية. ثم جاء السلطان فيصل إلى السفينة (هاردينج) لزيارة اللورد كرزون، وجرى له استقبال قصير ثم زار اللورد مقر المعتمدية البريطانية في مسقط حيث أقيم له حفل غداء كما استقبل عدداً من أعيان السلطنة كما زار السلطان فيصل في قصره، ودامت الاحتفالات واللقاءات على مدى يومين كانت الشوارع خلالها مزدحمة بالجماهير التي جاءت من داخل البلاد يدفعهم حب الاستطلاع. وغادر اللورد كرزون ميناء مسقط بعد ذلك، ومر في طريقه برأس مسندم عند مضيق هرمز، وتفقد الجبال والجزر في الطريق حتى وصل إلى الشارقة في 21 نوفمبر، وهناك اجتمع اللورد كرزون مع شيوخ الإمارات المتصالحة، وحضر الاجتماعات كل من: الشيخ زايد بن خليفة آل نهيان شيخ أبي ظبي ومعه ولداه، والشيخ صقر بن خالد القاسمي شيخ الشارقة، والشيخ مكتوم بن حشر آل مكتوم شيخ دبي، ومع كل منهما أحد أبنائه، والشيخ عبدا لعزيز بن حميد النعيمي شيخ عجمان بمفرده حيث كان ابنه مريضاً، والشيخ أحمد بن عبد الله المعلا شيخ أم القيوين، وهو شيخ كبير هرم توفي بعد عدة شهور، وقد قدمه ابنه راشد الذي خلفه في المشيخة، ولم يدع إلى هذا الاجتماع شيخ الحمرية الذي ادعى لبعض الوقت استقلاله عن الشارقة، ولم تعترف له الحكومة البريطانية بذلك، وكان جميع الحضور من الشيوخ من المتقدمين في السن أو متوسطيه، وقد أثار طابعهم المتسم بالعزة والإباء، ومظهر أتباعهم الرجولي ملاحظة الجميع. وبعد الشارقة زار اللورد كرزون بندر عباس وهرمز وقشم في 22 نوفمبر، والتقى هناك بالرعايا التابعين لبريطانيا كما تفقد في اليومين التاليين جزيرة هنجام وساحل قشم الجنوبي وباسيدو ولنجة. وفي الثامنة من صباح 26 نوفمبر وصل الأسطول إلى البحرين، وبعد أن ألقت السفينة (هاردينج) مراسيها صعد إلى ظهرها الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة ولي عهد المشيخة في البحرين، وبعد الظهر وصل حاكم البحرين الشيخ عيسى بن علي إلى السفينة، ومعه ثلاثة من أبنائه، وأكبر أحفاده، ووزيره، وبعد الظهر قام نائب الملك اللورد كرزون ومرافقوه بزيارة غير رسمية لمدينة المنامة، وفي اليوم التالي عقد اجتماع خاص بين اللورد والشيخ عيسى على ظهر السفينة هاردينج، وكانت هناك ترتيبات للالتقاء بشيخ الدوحة أحمد بن محمد آل ثاني في المنامة، ولكن الترتيبات لم تتم بالوقت المناسب، وبالتالي لم يعقد اللقاء. وبعد ذلك كانت زيارة اللورد كرزون للكويت، انظر http://www.alamalyawm.com/PrintArticleDetail.aspx?artid=77621

كولونيل نوكس المعتمد البريطاني في البحرين بين 1910-1911

كولونيل نوكسS.G. konox
ولد في عام 1989م
تلقى تعليمه في كلية إليزابيث (1883م – 1886م) ثم كلية سانت هيرست العسكرية 1888م

عين قنصل بالنيابة بالبصرة (1894م الى 1895م)

عمل مساعد أول للمقيم السياسي بالخليج في الأول من إبريل 1904م

عين معتمد في البحرين في 18 نوفمبر 1910 الى إبريل 1911م

ثم معتمدا سياسيا في مسقط من 20 إبريل 1911 الى 3 مارس 1913م

وبعد ذلك شغل منصب المقيم السياسي بالخليج من 8 مارس 1914م الى 3 أكتوبر 1914م

وشغل عدة مناصب بالهند ومن ثم أنتقل بعدها مقيماً بالخليج بالنيابه من 7 إبريل 1923م الى 17 أكتوبر 1923م

توفي في 11 سبتمبر 1957م

بيرسي كوكس

جنرال بريطاني ساهم في رسم السياسة البريطانية في الوطن العربي بعد انهيار الدولة العثمانية، حيث شارك قوات الثورة العربية الكبرى في محاربة القوات العثمانية. عمل بمنصب المقيم السياسي البريطاني في الخليج العربي وكان له علاقة مع شيوخ دول الخليج وربتطته ببعض القبائل علاقات ودية. بيرسي زخريا كوكس, ولد في 27 تشرين الثاني/نوفمبر 18634 في هيرون بيت في منطقة إكسيس البريطانية، وهو لأبوين يهوديين. تخرج من الكلية الملكية البريطانية العسكرية في ساند هيرست , وعين مباشرة بعد تخرجه في الهند في العام 1884 وحتى عام 1890 مع الحامية البريطانية هناك. ثم حول في نهاية خدمته العسكرية إلى الخدمة السياسية في الهند أيضا. انقل للعمل في منطقة الخليج العربي وإيران في العام 1893 واستمر في العمل في المنطقة حتى العام 1903، تقلد خلالها عدة مناصب ، وفي العام 1911 منح لقب سير كأفضل سياسي في المنطقة وكان ذلك بسبب خدماته أثناء الحرب العالمية الأولى . [تحرير]علاقة مع آل سعود كان كابتن المخابرات البريطاني وليم شكسبير أول من قدم عبد العزيز بن سعود لكوكس كان شكسبير نائبا لكوكس في منطقة الخليج حيث كان يشغل كوكس وقتها منصب المقيم السياسي في بوشهر منذ العام 1904 وأرسل لاستطلاع قوى ابن سعود ولكنه قتل في معركة جراب يوم 25 كانون الثاني/يناير 1915 حين كان يقود المدفعية السعودية في المعركة. وقد وصف شكسبير ابن سعود في رسالة ارسلها لكوكس قال فيها «إن هذا الرجل - ابن سعود - هو زعيم من أروع طراز عربي وله في شخصيته ما يدفع إلى التفكير بأنه سيستقل بقيادة الجزيرة العربية إذا توصل إلى فرض الوحدة على قبائلها, وهو احتمال وارد جدا كما يبدو لي في المستقبل القريب». كان هدف بريطانيا من الاتفاق مع ابن سعود هو تأييد قتاله للأتراك وحلفائهم آل الرشيد مما يخفف الضغط على قواتهم المهاجمة للعراق, وإلهاء للسعوديين عن متابعة التوسع في الخليج حيث المعاهدات البريطانية المعقودة مع حكامها, وكذلك إضعاف قوات الحسين بقتالهم مع ابن سعود, وشل قبائل المنتفق التي تهدد القوات البريطانية أثناء تقدمها لاحتلال العراق. ظل شكسبير يحث كوكس على عقد الاتفاقية مع ابن سعود, لأن موقف ابن سعود غير المحدد من البريطانيين يسبب إحراجا لهم. وتم عقد اتفاقية في كانون الثاني/يناير 1915 بعد أن بدأت المباحثات في أواخر عام 1914 وكان يمثل البريطانيين فيها آرثر باريت المقيم البريطاني في الخليج. بعد مقتل شكسبير استلم بيرسي كوكس مهامه في الكويت في تشرين الثاني/نوفمبر 1916. وبذلك أصبح كوكس أهم شخصية بريطانية في الخليج. واستطاع كوكس عقد معاهدة دارين في 26 كانون الأول/ديسمبر 1915 حيث قابل ابن سعود وكان بمعيته جون فيلبي. تتابعت العلاقات بين كوكس وابن سعود حتى جاء وقت توقيع اتفاقية العقير التي تمت في ميناء العقير في 2 كانون الأول/ديسمبر 1922 حيث كان بيرسي كوكس النجم البريطاني اللامع والصوت الأعلى ففرض حدود نجد مع الكويت محدثا منطقة محايدة بين السعودية والكويت لا تزال حتى يومنا هذا، وعين الحدود بين نجد والعراق محدثا منطقة محايدة أخرى ماتزال هي الأخرى حتى الآن. ووزع قبائل العرب بين من يتبع نجد أو يتبع العراق أو من يستقل منفردا. عمل وزيرا مفوضا في إيران في الفترة من 1918 إلى 1920, وكان مسؤولا عن الاحتلال البريطاني [العراق|[للعراق]]. وكان هذا سببا في نقله من منصبه الأخير ليعمل مندوبا سام في العراق. [تحرير]دوره في العراق عرف عن كوكس أنه رجل هادئ حليما لين ومخادع على عكس ماكان عليه سلفه من الصرامة والشدة ، ذهب للعراق ليهيأ الرأي العراقي العام الى تقبل فكرة الحكومة العربية التي يزمع إقامتها والتي أرسلته حكومته من أجل التفاهم على إنشائها ، فقد كان معروفا بدهائه الانكليزي المخادع ومكره كما يصفه اعدائه. ذهب الى العراق أول مرة مع الجنرال مود بوظيفة حاكم سياسي من قبل القائد العام في العراق 1917 ، ثم نقل الى طهران ليتولى منصب الوزير المفوض البريطاني ، وعاد ثانية الى العراق 1920 لتهدئة الحالة وتشكيل الحكومة الموقتة ، فألفها برئاسة عبد الرحمن النقيب ، وكانت حكومة غير فاعله حيث كانت السلطة بيد المستشارين والمسؤولية على الوزراء ، تحت نظارة المعتمد السامي وارشاده. وحضر كوكس مؤتمر القاهرة لدرس شؤون الشرق الأدنى ، وهو الذي اقترح تأسيس الجيش العراقي لتخفف من أعباء بريطانيا ، وهو الذي أجرى التصويت العام والمناداة بالامير فيصل بن الحسين ملكا على العراق تأييداً لقرار مجلس الوزراء في 11 تموز/يوليو 1921. منحته حكومته وسام الإمبراطورية البريطانية السامي من الدرجة الاولى ، وعمل كذلك على تأسيس المجلس التأسيسي. في 28 تشرين الثاني/نوفمبر 1922 عند مرض الملك ، مارس الحكم مباشرة ، فأمر بإغلاق الأحزاب وتعطيل الصحف واعتقال أصحابها وغيرهم من الوطنيين ونفيهم الى جزيرة هنجام وأرسل الطائرات لقصف القبائل المؤيدة للحركة الوطنية. بقي كوكس في الخدمة في المنطقة حتى تقاعد عام 1923, و كان من أعضاء المكتب الهندي (المخابرات البريطانية) التي تتمركز في بومباي والتي كان اهتمامها منصبا على بلاد ما بين النهرين والطريق البرية إلى الهند، لذلك عمل المشرفون عليه للتفاهم مع حكام ساحل الخليج (الكويت, وشيخ المحمرة , وآل سعود). بينما كان اهتمام مكتب القاهرة السويس وعدن والطريق البحرية إلى الهند. وكان اهتمامهم الاتفاق مع الحكام الذين يسيطرون على سواحل البحر الأحمر . لذلك اتفقوا مع الشريف حسين الهاشمي في الحجاز وكان لورنس العرب على رأس هؤلاء، وكان التطاحن بين المكتبين على أشده. يصف العديد من المؤرخين العرب دور كوكس في منطقة الخليج العربي والعراق بالدور الكبير والخطير حيث قسم دول المنطقة وشرذم قبائلها وخلق مشكلات جمة بسبب تقسيماته التي اعتمدها وفرضها على دول المنطقة ولا زالت دول المنطقة حتى الآن تعاني بسبب تلك التقسيمات التي باتت سببا للخلاف بينها. كما يعد دور كوكس مماثلا لدور سايكس وبيكو ولا يقل أهمية وخطوره من دورهم. توفي كوكس في العام 20 شباط/فبراير 1937 عن عمر 37 عاما ، ورغم دوره المحوري في رسم منطقة الخليج إلا أنه لايزال مجهولا للكثير من العرب وحتى البريطانيين .

القبيلة والدولة... دروس من تاريخ البحرين




الدكتور/ عبدالله عبدالرحمن يتيم
                                                أنثروبولوجي وأكاديمي، جامعة البحرين
                                                                                www.abdullahyateem.com

لم تتوقف جهود الباحث، بشار يوسف الحادي، عن إستكمال أعمال التنقيب في الإرشيفات الخاصة لأسر الوجهاء والأعيان، وذلك في خضم سعيه الدؤوب لتدوين بعض من ملاح تاريخ البحرين الحديث، خاصة تلك الحقبة الممتدة منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر. كان صدور الجزء الرابع من موسوعته «أعيان البحرين» مناسبة لنا للتوقف أمام محطات هامة من ذلك التاريخ، وليس هناك برأينا فرصة أفضل للتوقف أمام تلك المحطات من العودة لتاريخ وسير بعض الشخصيات التي عاصرت تلك الحقبة. قدم بشار الحادي تلك الحقبة من خلال إختيارته التي قاربت حتى الآن ثلاثة وسبعين شخصية من كبار الوجهاء والأعيان، تضمن الجزء الرابع من «أعيان البحرين»، الذي نحن بصدد إستجلاء أحدى جوانبه ما يقارب الأثني عشر شخصية، عاصر معظمهم النصف الثاني من القرن التاسع عشر وحتي نهاية النصف الأول من القرن العشرين، أي شهد هؤلاء تلك الحقبة التي مر من خلالها التاريخ والمجتمع في البحرين بكبرى تحولاته، وكان لهؤلاء النخبة أدواراً متفاوته في صناعة تلك التحولات. حاول كاتب هذه المقالة عبر سلسلة من المقالات نشرت خلال العام الماضي تحت عنوان «أعيان من البحرين.. عودة للجذور الاجتماعية»، أن يتوقف أمام الجذور الاجتماعية لتلك النخبة من الأعيان والوجهاء، وذلك بهدف إستجلاء معالم النسق الاجتماعي والسياسي والثقافي الذي أخذ يتحكم في الأدوار التي لعبتها تلك النخبة في مرحلة التحولات الكبرى التي مرت بها البحرين منصف الثاني من القرن التاسع عشر. نعود في مقالتنا الحالية هذه للتوقف أنثروبولوجياً أمام نسق اجتماعي في غاية الأهمية، فقد لعب هذا النسق، أي النسق القبلي، دوراً في الحياة الاجتماعية والسياسية في البحرين، جنباً إلى جنب مع النسق الديني، المتمثل في الإسلام. سنحصر أنفسنا في هذه المقالة في حيز الحديث عن دور شخصيات تاريخية لقبيلة آل بن علي، ممثلة في الشيخ سالم بن حمد آل بن علي (ت ١٩١٧م) والشيخ محمد بن صباح آل بن علي (ت ١٩٥٥م)، وذلك في خضم تلك التحولات والتي كان من أبرزها في بداية القرن العشرين: الانتقال من القبيلة إلى الدولة. يظهر لنا تاريخ تلك التحولات في المجتمع البحريني، أنه بانتقال الحكم في البحرين لآل خليفة بعد فتحهم لها عام ١٧٨٣م، استطاع التنظيم السياسي الجديد القائم على أسس ومبادئ الانتماء القبلي أن يكرس قوته وسلطته من خلال حلف القبائل العربية ذات الجذور النجدية والتي خاضت ودعمت معارك الفتح الخليفي للبحرين. كانت إحدى القبائل الرئيسية في ذلك الحلف، قبيلة آل بن علي، وهي أحدى قبائل العتوب المعروفة. وقد لعبت هذه القبيلة عبر زعاماتها أدوراً هامة في التاريخ السياسي والاجتماعي للبحرين، وكذلك في الحياة التجارية والاقتصادية التي شهدت إزدهاراً كبيراً منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر. لذا نرى أنه من الضروري التوقف قليلاً عند بعض من أبرز أعيانها، مثل الشيخ سالم بن حمد آل بن علي (ت ١٩١٧م) والشيخ محمد بن صباح آل بن علي (ت ١٩٥٥م)، حيث تكشف لنا سيرة هاتين الشخصيتين مرحلة مهمة من تاريخ التحولات السياسية والاجتماعية التي مر بها المجتمع والدولة في البحرين، أي لجهة إنتقاله من مجتمع القبيلة إلى مجتمع الدولة. ففي سيرة هاتين الشخصيتين ما يمكن الاستدلال منها على أدواراً مماثلة قامت بها زعامات قبلية أخرى خلال مرحلة التحولات الاجتماعية والسياسية التي مرت بها البحرين منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر، مثل شيوخ قبائل الجلاهمة، والدواسر، والزياني، والمسلم، والمنانعة، والبوفلاسة، والسادة، والنعيم، والجوادر، وآل بورميح، وبن كعب، وغيرهم. سوف لن تنسى البحرين مواقف أعيانها من النخبة التجارية التي تضاعف نفوذها في المدن التجارية التي شهدت زخماً كبيراً في حياتها الاقتصادية والسياسية، فقد حققت شخصية بارزة مثل الشيخ محمد بن صباح آل بن علي تفوقاً اقتصادياً في أسواق الخليج العربي والهند بسبب إضطراد تجارته في اللؤلؤ، وتفوقاً آخر على الصعيد الاجتماعي والسياسي، وما إختياره شيخاً من قبل أبناء عشيرته في البحرين في بداية القرن العشرين، أي بعد سنة ١٩١٧م، أي عام وفاة شيخ العشيرة، سالم بن حمد آل بن علي، إلا دليلاً على ذلك الجاه والمكانة التي تحققت له. ولعل حادثة تولي محمد بن صباح مشيخة آل بن علي في البحرين تعبيراً عن إستمرار سيادة التنظيم القبلي في البنبة الاجتماعية، تلك البنية التي ستشهد، هي الأخرى، أكثر حالاتها التحولية رادكالية جراء كساد تجارة اللؤلؤ وبروز اقتصاد النفط. لقد عصفت تلك التحولات في أوج الأزمة المالية، الناتجة عن إنهيار أسواق اللؤلؤ عام ١٩٣٣م، بمعظم ثروة محمد بن صباح، وإزدادت ديونه لتصل في عام ١٩٣٤م مثلا إلى حوالي عشرة آلف روبية، مما دفعه لبيع الكثير من أملاكه من بساتين النخيل في عراد وسترة وسند، من أجل سدادها. على أن هذه الشخصية التي عصفت الأزمة الاقتصادية بنفوذها ومكانتها الاقتصادية، سجل لها النصف الأول من القرن العشرين صولات وجولات في المشهد الاجتماعي والسياسي الذي عاشته البحرين. فقد كان محمد بن صباح أحد المسهمين والرعاة الأساسين من الوجهاء والأعيان الذين تشكل منهم مجلس إدارة التعليم الخيري عام ١٩٢٠م، حيث أسهم أعضاؤه في تشييد مدرسة الهداية الخليفية بالمحرق عام ١٩١٩م. كما لم يتردد هذا الشيخ من الوقوف ضد السياسات الاستعمارية التي مارستها بريطانيا الكولونيالية في البحرين، سواء عبر معتمدها السياسي في المنامة، أو مقيمها السياسي في بوشهر. تلك السياسات التي ستلعب هي الأخرى دوراً في التحولات التي ستشهدها بنية النظام القبلي في البحرين. كانت حكومة الهند - البريطانية برئاسة اللورد جورج كارزون (ت ١٩٢٥م) في عجلة من أمرها نحو إستكمال هيمنتها الإدارية على المجتمعات الخليجية وقبائلها العربية وحكامها من الشيوخ والأمراء العرب الذي أبدوا مقاومة محلية لسياسات الهيمنة المطلقة وعجرفة وصفاقة عدد من المعتمدين والمقيمين السياسين الذين انتدبتهم بريطانيا وأوكلت لهم تنفيذ تلك السياسات وبرامج الهيمنة. لقد شهد الخليج العربي، وعاصمة البحرين، المنامة، وجود عدد من تلك الشخصيات الكولونيالية المتعجرفة، فكان هناك من المعتمدين، أمثال «هارولود ديكسون» و«كلايف ديلي»، ومن المقيمين في بوشهر «بيرسي كوكس» و«ستيورت نوكس»، ومعتمد آخر متعجرف في عُمان يُدعى «ميجور فاغن». لذا لم يكن أمام هؤلاء الوجهاء والأعيان سوى التصدي لسياسات بريطانيا وصفاقة شخصياتها الكولونيالية أمثال «كلايف ديلي» و«بيرسي كوكس». فقد قام محمد بن صباح مع عدد آخر من شيوخ وأمراء القبائل في البحرين بتأسيس ما أطلق عليه آنذاك بـ «المجلس التشريعي» أو «اللجنة الوطنية» التي تولو من خلالها الدفاع عن شرعية نظام الحكم ممثلاً في الشيخ عيسى بن على آل خليفة، حيث أرادت بريطانيا عزله بحجة عدم إتخاذه لاجراءات كافية تجاه بعض الأحداث المحلية التي جرت خلال تلك السنوات، أو تجاه بعض العرائض التي رفعت له، مثل العريضة التي رفعت عام ١٩٢٢م من قبل بعض أعيان البحارنة، أو المصادمات التي نشبت في مايو ١٩٢٣م بين العجم والنجادة في المنامة. فقد وجدت بريطانيا أمامها الفرصة السانحة لاقحام نفسها، عبر معتمدها في البحرين، تحت ذريعة حماية حقوق الآخرين. نورد على سبيل المثال ما تضمنته عريضة الاحتجاج، التي رفعها وجهاء وأعيان «عرب السنة» إلى المقيم السياسي البريطاني «آرثر تريفور» في ٢٧ أكتوبر ١٩٢٣م، من مواقف وتعابير ساخطة تجاه السياسة البريطانية وعجرفة أحد أبرز رموزها في البحرين، الميجور «كلايف ديلي». يقول الوجهاء في تلك العريضة: «غير أنه في تعيين الميجور ديلي معتمداً والحال متغير رأساً على عقب، ولقد دلت أعماله وسيرته على أنه يجهل تمام الجهل منهج بريطانيا نحو العرب، على أننا وجدنا على شذوذه وتجاوزه الحد المعقول، وعولنا على تصديعكم بالتبليغ عنه ريثما يتجلى له الصواب، ولكن خاب الرجاء فيه. وظل مواظباً على سياسته الشاذة المضرة والماسة بسمعة بريطانيا العظمى، وأخيراً منذ ثلاثة عشر يوماً وخمسة أشهر اشترك هو والكولونيل نوكس الذي يحمل حقداً قديماً للبحرين وحكومتها في القيام بما ينافي روح الصداقة، ويقوض دعائم ثقتنا وثقة شعبنا بحكومة صاحب الجلالة البريطانية ...». وكان من جراء هذه العريضة أن قامت بريطانيا عبر مقيمها في المنامة ومعتمدها السياسي في الخليج العربي بالتصدي لنشاطات هذه النخبة، وذلك بالقاء القبض على الزعامات البازرة منها، مثل الشيخ عبدالوهاب بن حجي الزياني والشيخ أحمد بن لاحج النعيمي وسعد الشملان، ونفيهم إلى الهند. وفي معرض إحتجاج هؤلاء الأعيان علي تلك السياسات الكولونيالية ورموزها من المعتمدين والمقيمين، فقد تسببت تلك العجرفة إلى لجوء تلك النخبة للكشف عن تلك التدخلات، نذكر هنا ما ورد من قبلها عندما قامت بالرد على الإعلان الذي أصدره المقيم السياسي البريطاني في الخليج العربي «آرثر تريفور» خلال أزمة عام ١٩٢٣م، حيث أشارو إلى: «الحقيقة أن الإصلاح هو ما سعت إليه الأمة ولا تزال، ولكن الميجور ديلي سد عليها الطريق وحال بينها وبين السعي في خير وطنها، حتى البلدية التي هي من عمل الأمة وسعيها حولها ديلي إلى يد الأجانب المكروهين من الشعب». وفي معرض آخر من ردهم، يذهب هؤلاء الأعيان إلى فضح السياسة التي اعتمدتها بريطانيا لإثارة الفرقة والنزاعات بين البحرينين باختلاف طوائفهم، فذهبو للكشف عن دور المعتمد كلايف ديلي في إذكاء تلك النزعات قائلين: « إن في البحرين أقلية من الشيعة يقوم كاتب القنصلية فيستكتبهم العرائض لشكر ديلي وتأييده خوفاً وجبراً وبعضهم لمآرب، فهل هذا من الإصلاح والعدل والنظام؟» واصلت هذه النخبة أداء دورها الوطني تجاه تعاظم النفوذ الكولونيالي، فلم يثنيها نفي زعاماتها إلى الهند، فقد واصلو التشبث بشرعية نظام الحكم المعبر عن الإنتماء العربي والسياسي للقبائل الممتدة جذورها في شبه الجزيرة العربية. كما واصلو توظيفهم الجاه والمكانة المتأتية من الإنتماء القبلي والثروة المُستمدة من التجارة والإملاك الزراعية، في لعب أدوارهم الاصلاحية على الصعيد الاجتماعي، فها هو محمد بن صباح يلتحق في عام ١٩٣٦م بعضوية المجلس البلدي لمدينة المحرق الذي قامت الحكومة بتأسيسه عام ١٩٢٦م، وكذلك في المجلس البلدي لمدينة الحد عندما جرى تشكليه في ضوء إنتخابات عام ١٩٤٥م. أدرك الموت محمد بن صباح وهو في سن الثالثة والتسعين، وكان ذلك في عام ١٩٥٥م، وهو بذلك يكون شاهد عصر على كامل الأحداث والتحولات، فقد عاصر معظم عقود النصف الثاني من القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين؛ فقد عاصر هذا الوجيه مثلا تولي الشيخ عيسى بن علي مقاليد الحكم عام ١٨٦٩م، كما شهد عهد الشيخ حمد بن عيسى (١٩٣٢-١٩٤٢م)، وكذلك معظم سنوات حكم الشيخ سلمان بن حمد (١٩٤٢-١٩٦١م). وهو على هذا النحو يكون قد شهد كبرى التحولات التاريخية التي مرت بها البحرين: بناء الدولة الحديثة، النهضة التعليمية، إنهيار اقتصاد اللؤلؤ، الانتقال لمجتمع النفط، وكبرى الحركات الاصلاحية السياسية التي عهدتها البحرين خلال النصف الأول من القرن العشرين. إذا وضعنا كل تلك الأحداث والتحولات التي عاصرها محمد بن صباح مقابل نظيرتها التي عاصرتها شخصية هامة أخري من آل بن علي، ألا وهو سالم بن حمد، فسنرى أولاً إن هذا الأخير قد أدركه الموت وهو في السن السابعة والستين، فقد توفى في عام ١٩١٧م. كان سالم بن حمد المولود في عام ١٨٥٠م قد عُرف عنه تربيته وتعليمه الديني، الذي جعل منه بعد ذلك فقيهاً في العلوم الشريعية ومفتياً دينياً وقاضياً ينظر في منازعات أبناء قبيلته، ولكن كان كذلك محباً للقراءة والاطلاع، فقد حرص على إقتناء الكتب والمؤلفات في التاريخ والشعر والأدب والتراجم. شهد عام ١٨٩٤م صلحه مع الشيخ عيسى بن علي، وهو العام الذي عينه الأخير شيخاً على قبيلة آل بن علي، وعليه قام عدد كبير من أعيان القبيلة المتواجدين آنذاك في البحرين بمبايعته شيخاً عليهم بدلاً عن سلطان بن محمد بن سلامة آل بن علي. ولمكانة سالم بن حمد، فقد كان أحد الشهود على وثيقة ولاية العهد التي أعلنها الشيخ عيسى بن علي في أكتوبر ١٨٩٦م، والتي تم بموجبها تعيين الشيخ حمد بن عيسى ولياً للعهد. وقد شهد علي تلك الوثيقة عدد كبير من أعيان ووجهاء البحرين آنذاك. وعلي الرغم من بعض التوترات التي شهدتها علاقة سالم بن حمد مع الشيخ عيسى بن علي، إلا ان العلاقة شهدت بعد ذلك عودة إلى طبيعتها، فقد تم تعزيز تلك العلاقة باتفاقية صلح بينهما، أبدى من خلالها الشيخ عيسى بن علي إستعداده لتوفير كل الرعاية اللازمة له ولأبناء قبيلته، كما أسقط عنهم الرسوم المفروضة على أملاكهم الزراعية وكذلك رسوم الغوص على جميع سفنهم. شهدت السنوات الأولى لتولي سالم بن حمد مشيخة قبيلته تسوية منازعات وصراعات أخرى أيضاً، فقد شهدت بداية عام ١٨٩٤م وفاة الشيخ علي بن عيسى بن طريف شيخ قبيلة آل بن علي وأحد أبرز زعمائها آنذاك، وقد لاقى تعيين الشيخ عيسى بن علي لسالم بن حمد شيخاً لآل بن علي قبولاً وترحيباً كبيراً، وذلك مقابل منافسه الشيخ سلطان بن محمد بن سلامة الذي تم إغتياله أثناء تلك الصراعات في منطقة رأس تنورة بالسعودية. ومهما يكن الأمر، فقد عُرف عن سالم بن حمد، سواء في الزبارة أو البحرين، بسعة كرمة وقيادته الحكيمة لشؤون قبيلته ومصالحها، ودوره البارز في الحياة العامة في البحرين آنذاك. فقد ظل يفد إليه العديد من الضيوف وأصحاب الحاجة لمقابلته في مجلسه الذي كان يقع في المنطقة المطلة آنذاك على خور عراد، أي الموقع الذي يقع عليه حالياً مجلس عائلة بوحجي ومدرسة أبي العلاء المعري، تلك المنطقة المعروفة حالياً بـ «فريج البوخميس» والتي تعتبر إمتداداً لـ «فريج آل بن علي» بالمحرق. وكان من أبرز أملاك سالم بن حمد بساتين النخيل في عراد وجرداب وجزيرة سترة، مثل البستان المعروف باسم «أبو العيش» و«أم اعريفه» و«الصبان»، وغيرها من مصائد الأسماك «الحضور» في عراد والجفير. وقد شكل مجلس سالم بن حمد بالمحرق مركزاً لفض المنازعات وعقد التسويات والمصالحات بين أبناء عشيرته، كما كان مقصداً لرجال القبائل القادمين من قطر والأحساء والجبيل. كما آوى بيته الكبير بعض أسر عرب الهولة الذين نزحوا إلى البحرين هروباً من بطش السياسات والقوانيين الجديدة التي سنها شاه إيران آنذاك، رضا بهلوي، ضد الوجود العربي على ساحل فارس. على أن مواقف سالم بن حمد لم تخل آنذاك من إتخاذ مصادمات ومواقف صريحه ضد السياسات الكولونيالية التي كانت تمارسها بريطانيا في البحرين، تذكر حفيدته، فاطمة بنت محمد بن حمد آل بن علي، معادة الإنجليز له، وربما كانو يقفون وراء وفاته عام ١٩١٧م. المراجع: بشار بن يوسف الحادي، أعيان البحرين في القرن الرابع عشر الهجري، الجزء الاول والثاني، البحرين، ٢٠٠٨. ــــــــــــــــــــ ، أعيان البحرين في القرن الرابع عشر الهجري، الجزء الثالث، البحرين، ٢٠١١/٢٠١٠. ــــــــــــــــــــ ، أعيان البحرين في القرن الرابع عشر الهجري، الجزء الرابع، البحرين، ٢٠١١/٢٠١٢. خالد البسام، النجدي الطيب: سيرة التاجر والمثقف سليمان الحمد البسام: ١٨٨٨-١٩٤٩م، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، ٢٠٠٨. عبدالرحمن سعود مسامح، أوراق قديمة: صفحات من تاريخ البحرين، البحرين الثقافية، البحرين، العدد ٦٧، يناير ٢٠١٢، ص ٨٨-٩٧. عبدالله عبدالرحمن يتيم، أعيان من البحرين: عودة للجذور الاجتماعية، جريدة الايام، البحرين، العدد ٨١٠٥-٨١٠٦-٨١٠٧-٨١٠٨ ، ١٩- ٢٠-٢١-٢٢ يونيو ٢٠١١م

الأحد، 1 يوليو 2012

القول الجلي في تحقيق مولد سمو الشيخ عيسى بن علي بقلم الباحث بشار الحادي

القول الجلي في تحقيق مولد سمو الشيخ عيسى بن علي وهو سمو الشيخ عيسى بن علي  بن خليفة آل خليفة حاكم البحرين طيب الله ثراه ...