الأربعاء، 21 يوليو 2010

سيد زهرة ينشر مقالاً في صحيفة أخبار الخليج عن كتاب أعيان البحرين

"أعيان البحرين في القرن الرابع عشر الهجري" كتاب صدر حديثا في جزأين من تأليف بشار بن يوسف الحادي.
في المقدمة يعرف المؤلف بالكتاب وبأهميته فتذكر:
هذا الكتاب هو الرابع في سلسلة بدأتها منذ سنوات وأسميتها بـ (موسوعة ضياء البدرين في تاريخ البحرين) وكان أول ما صدر عنها هو كتاب (الأربعين في فضائل البحرين وأهلها الصالحين) في عام 2002، ثم صدر الإصدار الثاني تحت عنوان (صحابة نزلوا البحرين) في عام 2005، ثم صدر بعده الكتاب الثالث تحت عنوان (علماء وأدباء البحرين في القرن الرابع عشر الهجري) الذي صدر بعده بأشهر في عام 2005، ورابع السلسلة هو هذا الكتاب (أعيان البحرين في القرن الرابع عشر الهجري) وكنت قد أسميته قبل ذلك بـ (وجهاء محسنون من مملكة البحرين)، إلا أنه أشار علي بعض الإخوة ممن لا تسعني مخالفته بتغيير التسمية نظرا إلى صعوبة ضبط مسألة الإحسان وكونها مسألة سرية بين العبد وربه، كما أن الأهالي في البحرين يقومون بإخفائها قدر استطاعتهم، وبالتالي فإنها تحتاج إلى الكثير من الوثائق غير المتوافرة أصلا لدينا لإثباتها إلى غير ذلك من إشكاليات واعتراضات تقدم بها بعض الإخوة الكرام، وبالتالي فقد آثرت على تسميته بـ (أعيان البحرين).
والمقصود بالأعيان ومفردها عين هم: علية القوم وأشرافهم وسادتهم، جاء في كتاب (تهذيب الأسماء واللغات) للإمام شرف الدين النووي (3/235): "عين لفظة مشتركة في أشياء كثيرة فذكر منها: خيار الشيء وسيد القوم" وذكر ابن منظور في (لسان العرب) (9/506): "أعيان القوم: أشرافهم وأفاضلهم على المثل بشرف العين الحاسة".
وتكمن أهمية الموضوع من حيث إن هذه الشخصيات التي ترجمت لها في هذا الكتاب لم يترجم لها من قبل إلا ما ندر، ثم إنه كان لها دور مهم في بناء البحرين ونهضتها الحديثة، أضف إلى ذلك أن أغلب شخصيات الكتاب هم من كبار تجار اللؤلؤ، تلك الحرفة التي اشتهرت بها البحرين على مستوى العالم، كما أن منهم الشاعر والأديب، ومنهم تاجر الخُشُب وتاجر الزجاج ومورد السلاح ومواد البناء إلى غير ذلك، وخصوصا بعد فترة كساد اللؤلؤ، ولا شك أن الشخصيات التي نتناولها في هذا الكتاب هي شخصيات محورية في تاريخ البحرين التجاري والاقتصادي، برزت في أبهى وأعلى مراحل الاقتصاد في البحرين، ويغطي هذا الكتاب فترة مهمة وطويلة نسبيا من تاريخ البحرين تمتد من عام 1300هـ (1882م) إلى عام 1399هـ (1978م) التي تعد الفترة الذهبية للبحرين.
ونظرا إلى كثرة الشخصيات التي وقفت عليها والتي تستحق أن يكتب عنها فقد قررت أن أخرج الكتاب على أجزاء فقدمت هذا الجزء وترجمت فيه (40) عينا من كبار أعيان البحرين، وفصلت في كل ترجمة بقدر الاستطاعة وقد كانت البحرين تزخر بالعديد من الأعيان والوجهاء والشخصيات المهمة التي كان لها دور مهم في رفعة البحرين ورقيها ولذلك بذلت قصارى جهدي لجمع أخبارهم وتوثيق آثاره".
والشخصيات التي يشملها الكتاب هي:
إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم، أحمد بن جاسم سيادي، أحمد بن حسن بن محمد علي، أحمد بن راشد بن لاحج النعيمي، أحمد بن هاشم بن أحمد اليوشع السادة، جبر بن محمد بن مهنا المسلم، حسن بن علي بن محمد آل خليفة، حسين بن سلمان بن مطر، حسين بن علي بن أحمد آل مشرف التميمي، حسين بن علي بن عبدالله المناعي، حمود بن صباح بن سلمان بن أحمد الفاتح آل خليفة، خليل بن إبراهيم بن أحمد المؤيد، خليل بن إبراهيم بن حسن، راشد بن يوسف الغرير الدوسري، سعد بن عبدالله بن سعد بن شملان، سلمان بن حسين بن سلمان بن مطر، سلمان بن صقر الحادي، عبدالرحمن بن أحمد بن عبدالعزيز الوزان، عبدالرحمن بن حسن بن عبدالله القصيبي، عبدالرحمن بن عبدالله بن حسن بن محمود فخرو، عبدالعزيز بن لطف علي بن محمد جعفر الخنجي، عبدالله بن خليل بن إبراهيم الحسن، عبدالله بن عيسى بن أحمد سيادي، عبدالمحسن بن عبدالعزيز الباهلي، علي بن إبراهيم بن حسن بن إبراهيم الزياني، علي بن صقر بن شاهين بن محمد الجلاهمة، علي بن عبدالله بن محمد بن عبيد العبيدلي، علي بن موسى العمران، عيسى بن أحمد بن سيادي، قاسم بن محمد بن قاسم الشيراوي، مبارك بن شاهين بن عمرو بن محمد العماري، محمد بن أحمد بن هجرس بن أحمد الأنصاري الخزرجي، محمد بن صقر الحادي، محمد بن عبدالوهاب بن محمد بن ناصر الفيحاني، محمد بن عيسى بن علي بن خليفة آل خليفة، محمد بن يوسف بن ناصر، مقبل بن عبدالرحمن بن مقبل الذكير، يوسف بن أحمد بن محمد كانو، يوسف بن حسن بن محمد البنفلاح، يوسف بن عبدالله بن يوسف بن حسن الشتر.
انظر

http://www.aaknews.com/#!358036

سمك الكنعد البحريني



جاء في كتاب ((العين)) للخليل بن أحمد ص152 : الكنعد ضرب من السمك البحري ، ويقال : كنعد بسكون النون . . قال :


قل لطغام الأزد لا تبطروا * بالشيم والجريث والكنعد


وقال :


عليك بقناة وبزنجبيل * وحليت وشيء من كنعد اهـ.


وجاء في كتاب ((الصحاح)) للجوهري ص6025 : الكنعد ضرب من سمك البحر اهـ.


وجاء في ((تصحيح التصحيف وتحرير التحريف)) للصفدي ص91 : ويقولون لضرب من السمك : الكنعت بالتاء ، وإنما الكنعد بالدال ، قال جرير :


كانوا إذا جعلوا في صيرهم بصلاً * ثم اشتووا مالحاً من كنعد جدفوا


وجاء في ((المخصص)) لابن سيده ص732 : ابن دريد : الكنعد والكنعت : ضرب من سمك البحر اهـ.


صغار الكنعد :


وجاء في ((تاج العروس شرح القاموس)) للزبيدي ص5541 : والميدع كحيدر: صغار الكنعد قاله ابن عباد اهـ.


وجاء في ((معجم البلدان)) ص1363 : القباب : ضرب من السمك يشبه الكنعد اهـ.


وقد ذكر في ((شرح ديوان ابن المقرب)) ص456 :


ومن لحم صاف في أوال وكنعد * ضباب وجرذان كثير جدوعها


أوال : جزيرة بالبحرين ، كثيرة الرساتيق ، والمياه ، والنخيل ، والأشجار ، والصافي : جنس من أجود السمك ، وكذلك الكنعد اهـ.

هل يعلم أهل الرفاع..؟؟ بقلم محمد المحميد

ربما لا يعلم معظم أهالي الرفاع الكرام أنه كان يوجد بالمنطقة وقرب القلعة جبل يخرج من أعلاه نبع ماء حلو يسقي منه الناس في السابق، كأحد معالم الطبيعة الجميلة التي حبى الله بها هذه الأرض الطيبة، ولكنه اندثر ضمن معالم طبيعية كثيرة اندثرت في البحرين لأسباب عديدة.
وربما لا يعلم أهل الرفاع، والبحرين قاطبة، أنه كان يوجد فيها رجال عظماء وعلماء أجلاء، لم يحفظ ذكرهم في صفحات التاريخ الوطني، ولم تدون أسماؤهم على مبنى أو مدرسة أو حتى شارع، ووضعت على أسماء الشوارع الآن بعض أسماء وأرقام لا تمت للتاريخ الوطني بأي علاقة.
كم واحد من أهل الرفاع يعلم عن تاريخ الشيخ حمد آل خليفة حاكم البحرين السابق، وعن استراحته وسكنه في المنطقة الواقعة قرب مضمار السباق القديم، وما احتواه ذلك المكان من لحظات تاريخية وطنية حافلة ومهمة للبحرين..؟؟ ولماذا لا يتم تشييد متحف أو مبنى مناسب هناك يدون التاريخ ويحفظ الجهد الوطني المخلص..؟؟
وكم من أهل الرفاع يعرف عن سيرة العالم الأديب الشيخ صالح بن أحمد آل الشيخ درويش..؟؟ وكم منهم سمع أو قرأ عن سيرة الشيخ حمد بن صالح آل الشيخ، الذي عمل إماما وخطيبا لمسجد الشيخ حمود بن صباح آل خليفة (المسمى حاليا بمسجد قلعة الرفاع)..؟؟
يا أهل الرفاع الأحبة: تاريخ رجالات الرفاع الغالية وتاريخ البحرين العزيزة كبير جدا، وقد آن الأوان وحان الوقت لأن تفتح صفحات هؤلاء الرجال ويحتفل بهم، ردا للجميل، من باب الحق والواجب وحفظ تاريخ البحرين الوطني الصحيح، في زمن يحاول البعض فيه أن يدس سيرة وأخبار شخصيات ورجال هم أبسط عطاء وتضحية للوطن وتاريخه، وأقل اعتزازا بإسلامه وعروبته وأضعف ولاء لقيادته.
تاريخ البحرين ليس كله معالم وآثار.. وتاريخ البحرين ليس معظمه قلاعا وحروبا.. وتاريخ البحرين الذي يدرس في المدارس ويعرض في المعارض ليس فقط دلمون وأرادوس وأوال وغيرها.. تاريخ البحرين رجال عظام وعائلات كريمة عملت وأفنت حياتها من أجل البناء والعمران وتكريس الأخلاق الفاضلة في الماضي والحاضر.
في معظم الدول هناك اهتمام بتاريخ العمران والبنيان واهتمام أكثر بتاريخ الإنسان الذي شيد ذلك العمران وأسس البنيان، وفي البحرين هناك رجال ساهموا في زرع الأخلاق الحميدة والطباع الكريمة التي عرفت بها البحرين منذ خمسة آلاف سنة حتى يومنا هذا.
تاريخ الأمة هو سجل ماضيها، ومرآة حاضرها، ومعالم مستقبلها.. هكذا جاء في كتاب الباحث بشار يوسف الحادي بعنوان "علماء وأدباء البحرين" والذي يأتي ضمن موسوعة (ضياء البدرين في تاريخ البحرين)، الذي دون جزءا من تاريخ الشيخ صالح بن أحمد آل الشيخ درويش، والشيخ حمد بن صالح آل الشيخ، وغيرهم من رجال البحرين.
موسوعة الحادي التي استغرقت خمس سنوات من الجهد الدؤوب والعمل الجاد، جمع فيها المؤلف سيرة ثلة من علماء وأدباء البحرين، في القرن الرابع عشر الهجري، والذين طواهم النسيان ولم يقم بواجب التعريف بهم إلا القليل جدا من الباحثين، في كتب ربما لم يهتم بها أحد، ولم تنل حظها ونصيبها في الإعلام والانتشار.
رحم الله الأستاذ مبارك الخاطر كان من أكبر مؤرخي البحرين ورجالها.. الذي لم ينل حقه في حياته وبعد وفاته من التقدير والتكريم والوفاء.. وأطال الله في عمر من يسير على دربه في حفظ وتسجيل وتوثيق تاريخ البحرين ورجالها، رغم أنهم يتحملون نفقات بحث وطباعة المؤلفات والألبومات والوثائق والصور من جيبهم الخاص، فيما خزينة وزارة الثقافة تصرف أموالها في مواضيع ولأشخاص ليسوا بأكثر أهمية واجتهادا من مؤرخي البحرين.
المطلوب اهتمام أكبر وأكثر من وزارة الثقافة بحفظ تاريخ رجالات البحرين وتخصيص ميزانية محترمة وعمل مؤسسي ومهني لتاريخ الرجال والشخصيات، تماما كاهتمام الوزارة بفعاليات ومهرجانات ربما ليس لها علاقة بتاريخ البحرين الوطني، كما حصل في فترة سابقة في اهتمام غير موفق بتاريخ جلجامش وغيره، وما يحصل حاليا من اهتمام بالملابس والأدوات والأكلات والرقصات الشعبية في المهرجات المحلية والمشاركات الدولية..!!
انظر صحيفة أخبار الخليج

http://www.aaknews.com/#!389886

الخميس، 15 يوليو 2010

رحلة الشيخ حسن بن علي آل خليفة إلى المحمرة وبغداد في العام 1924م



هذه مقتطفات من رحلة الشيخ حسن بن علي بن محمد آل خليفة إلى العراق والتي اقتنصتها من مذكراته الخاصة المحفوظة لدى أسرته، وهي تبدأ بتاريخ 14 جمادى الأولى سنة 1342هـ (23/12/1923م) وتنتهي بتاريخ 9 شعبان سنة 1342هـ (15/3/1924م) وتحتوي على بعض الفوائد التي لا توجد في موضع آخر، فمن ذلك تفاصيل رحلته إلى بلاد العراق، ودخوله منطقة المحمرة وزيارته لشيخها آنذاك الشيخ خزعل خان الكعبي في 24 رجب سنة 1342هـ (1/3/1924م) كذلك زيارته لصاحب الجلالة الملك الشريف فيصل الأول بن الحسين الهاشمي ملك العراق في قصره ببغداد، إلى غير ذلك يقول الشيخ حسن بن علي بن محمد آل خليفة في (مذكراته) ما نصه:



"بيان سفرنا من البحرين إلى العراق في 20 رجب سنة 1342هـ (26/2/1924م) دشينا من البحرين يوم الأثنين الساعة 12 في 20 رجب (26/2/1924م) في جالبوت علي بن عبد الله اعبيد المسماة "البلدية" وصلنا المركب "باموره" الساعة 2 المسافة ساعتين بدار ميدان. يوم الأثنين استعملنا في المركب نول الجالبوت خمسة وعشرين 25 روبية جميعنا ستة أنفار ... مشى المركب من البحرين يوم الأثنين في 20 رجب (26/2/1924م) الساعة 12 المغرب متوجه إلى بوشهر.


الوصول إلى أبوشهر:


وصلنا بوشهر يوم الثلاثاء (27/2/1924م) الساعة 5 استقام في بوشهر ساعة 10 ... سافر المركب من بوشهر في الساعة 4 يوم الثلاثاء ليلة الأربعاء متوجه إلى الكويت وصل الكويت يوم الأربعاء (28/2/1924م) الساعة 8 ... استقام فيها إلى يوم الخميس (29/2/1924م) الساعة 2 ، مشى من الكويت يوم الخميس الساعة 2 متوجه إلى المحمرة والبصرة، وصل الفاو في يومه الساعة 9 العصر أخذ ربان من مركب منور طارح في حلق الفاو، وهو في مسيره فاو البويات، وصلنا الفاو الحقيقي الساعة 11 البنقلة الذي فيها بنديرات الدولة الإنكليزية أول الشط آخر النهار وصل عبادان.


زيارة المحمرة والشيخ خزعل خان الكعبي:


عبادان ليلة الجمعة الساعة 1 العشاء استقام، وصلنا المحمرة يوم الجمعة الصبح الساعة 2 نهار في 24 رجب سنة 1342هـ (1/3/1924م) وجانا علي بن قطامي مع اجناوه، وجاءنا الشيخ عبد العزيز بن سردار (كلمة غير واضحة هكذا رسمها: اغدس) الشيخ خزعل خان ونزلنا معه في موتر اجناوه إلى الفيلية قصر والده، وهو مسافة خمسة وعشرين دقيقة من المحمرة في الموتر البحري، وفي القصر توجهنا مع عظمة الشيخ خزعل خان وكنا في ضيافته ليلتين.


من المحمرة إلى العراق:


وأصبحنا يوم الأحد مودعين حضرة الشيخ خزعل، ودشينا في جالبوت الشيخ (فراغ بالأصل) من قصر الفيلية يوم الأحد الساعة 5 وصلنا الدعيجي الساعة 5 أوفتشوا قشارنا، ومشينا من الدعيجي الساعة 6 هاك اليوم وصلنا العشار الساعة 7 نزلنا عند عبد الجبار جلبي الخضيري يوم الأحد وبتنا في بيته ليلة الأثنين في 26 رجب 1342هـ (3/3/1924م) .


التنقل في بعض مناطق العراق:


ودشينا من البصرة يوم الأثنين (3/3/1924م) الساعة 3 في الريل متوجهين إلى الحلة ... وصل الشعيبة الساعة 4 استقام 45 دقيقة الساعة 2 مشى الساعة 5 وقف، الساعة 5 و25 دقيقة مشى استقام في الطوبة 27 دقيقة، مشى منها الساعة 6 إلا 3 دقيقة وصل اللطاوي الساعة 7 استقام ربع ساعة، ومشى الساعة 7 وصل القبيشية الساعة 8 ودقيقة، استقام في قبيشية ربع ساعة أومشى الساعة 8 ، وصل استيشن (كلمة غير واضحة) الساعة 9 استقام دقيقة، ثم مشى منها الساعة8 ، وصل جليبة الساعة 10 استقام 35 دقيقة مشى منها الساعة 11 و25 دقيقة، وصل تلحم المغرب الساعة 12 واستقام 21 دقيقة، ومشى منها الساعة 12 وصل المقير الساعة1 ليلة الثلاثاء، مشى منها الساعة 2 إقامته فيها 105 دقيقة 12 ساعة أولها اسمين أورجنكشن، مشى منها الساعة 3 ليلة الثلاثاء وصل بطة الساعة 4 استقام 15 دقيقة مشى منها الساعة 4 وصل القيط الساعة 6 استقام 20 دقيقة، وصل حصوة الساعة 8 استقام فيها 15 دقيقة ... مشى منها الساعة 7 وصل السوية الساعة 8 استقام 15 دقيقة، مشى منها الساعة 8 وصل فرايه الساعة 9 استقام 15 دقيقة، مشى منها الساعة 11 وصل المزة الساعة 12 استقام 17 دقيقة، مشى منها الساعة 12 وصل ديوانية الساعة 1، استقام 60 دقيقة مشى منها الساعة 2 وصلنا خان الجدول الساعة 3 استقام 15 دقيقة مشى منها الساعة 4 وصل غوجان الساعة 5 استقام 10 دقيقة مشى منها الساعة وصل الجربوعية الساعة 6 استقام فيها دقيقة، ومشى متوجه للحلة الساعة 7 يوم الثلاثاء 28 رجب سنة 1342هـ (5/3/1924م).


ملاحظة:


استيشن الجربوعية هو شرقي الجسر بدقيقتين وهو محاذي الشاطئ الشمال.


الوصول إلى الحلة والنجف الأشرف:


بيان وصلنا الحلة في الريل يوم الثلاثاء (5/3/1924م) الساعة 7 واستقمنا في الحلة إلى الساعة 9 وركبنا في موترين إلى النجف الأشرف -كروت الموتر عشرين 20 ربية- ركبنا من الحلة الساعة 9 وصلنا قهوة ذا الكفل الساعة 10 استقمنا في القهوة لصلاة 20 دقيقة، وركبنا منها الساعة 10 وصلنا النجف الأشرف الساعة...


ملاحظة:


المسافة من الحلة إلى النجف الأشرف في الموتر 2 ساعة في الدرب العباسية، والكوفة 12 ساعة المغرب، والنجف 12 ساعة.


الرحلة إلى بغداد:


وصلنا النجف في 29 (6/3/1924م) يوم الأربعاء المغرب الساعة 12 ركبنا من النجف يوم السبت (9/3/1924م) الساعة 3 في موتر وصلنا كربلاء الساعة 6 في يومه نزلنا في بيت شيخ مجيد وشيخ كريم ثلاث ليال يوم الثلاثاء (12/3/1924م) ركبنا في عربيات إلى المحطة مسافر عشر دقيقة دشينا في الريل من كربلا إلى بغداد الغربية .... مشى يصل يوم الثلاثاء الساعة 1 وصل استيشن أمام عمون الساعة 2 مسافة 50 دقيقة، مشى وصل هندية الساعة 3 استقام 50 دقيقة، مشى وصل محل بعد 10 دقيقة فيه أقيور أعيال مسلم واستقام 10 دقيقة، ومشى ووصل اسكاندرونية الساعة 4 استقام دقيقة، وصل مفرق الساعة 5 استقام 20 دقيقة، ومشى ووصل المحمودية الساعة 5 في يومه فيها ريل كربلا استقام 12 دقيقة، وهو تلاقا مع ريل كربلا الغادي لها ومشى ووصل ايورج الساعة 6 استقام 15 دقيقة.


الوصول إلى بغداد ومقابلة حاكم البلاد الشريف فيصل بن الحسين:


ومشى ووصل محطة بغداد الغربية الساعة 6 ونزلنا في عربانه مع هادي إلى الكاظمية وصلنا الكاظمية الساعة 7 ونزلنا في بيت هادي بين حجي جواد طاهر يوم الثلاثاء في 6 شعبان (12/3/1924م) واستقمنا عنده ليلة وأصبحنا (كلمة غير واضحة) بغداد الشريف ورجعنا في يومنا واستقمنا ثلاث ليال.


ملاحظة:


الموتر الذي رحنا فيه بغداد ونوله 21 ربية لمواجهة الشريف في بغداد الشرقية في محل يسمى بـ"بلاط" على درب الأعظمية.


أصدقاء الشيخ حسن في بعض مناطق العراق:


في 9 شعبان سنة 1342هـ (15/3/1924م)


في المحمرة: الحاج جاسم . في البصرة: عبد الجبار جلبي الخضيري. في بغداد: حجي حسين المحاري. في النجف: السيد ناصر بن السيد حبيب كمونه. في كربلا: الشيخ مجيد بن شيخ إبراهيم الكشواني وشيخ كريم. في الكاظمية: الشيخ هادي بن حجي جواد طاهر. في سامره: الشيخ خليل أو السيد علي. في البصرة: عبد الرحمن بن سليمان -وكيل الخضيري-.


العودة إلى البصرة:


ويوم الجمعة (9/8/1342هـ الموافق 15/3/1924م) الساعة 6 ركبنا في موتر المحطة في بغداد من الكاظمية المسافة 2 ساعة، ودشينا في الريل مال البوسطة الساعة 8 وصل أيورج الساعة 9 واستقام 7 دقيقة، ومشى ووصل محمودية الساعة 9 واستقام 5 دقيقة، ومشى بعدما مشى ريل كربلاء الذي هناك يتواجه معه ووصل مفرق الساعة 6 واستقام 14 دقيقة، ومشى ووصل خان حصوه الساعة 10 واستقام 4 دقيقة، ومشى ووصل خان محاويل الساعة 11 استقام 12 دقيقة، ومشى ووصل الحلة الساعة 12 واستقام 13 دقيقة، ومشى ووصل الجربوعية الساعة 1 واستقام 10 دقيقة، ومشى ووصل غوجان الساعة 1 واستقام 8 دقيقة، ومشى ووصل أورجنكشن الساعة 11 واستقام 20 دقيقة، ومشى ووصل الميرا الساعة 12 واستقام 7 دقيقة، ومشى ووصل جليبة الساعة 1 واستقام 12 دقيقة، وهناك رأينا طيارات وعسكر وخيل ومواتر.


ومشى ووصل القيط الساعة 2 واستقام 7 دقيقة، ومشى ووصل القبيشية الساعة 2 واستقام 5 دقيقة، ومشى ووصل الرطاوي الساعة 3 واستقام 12 دقيقة، ومشى ووصل الطوبة الساعة 4 واستقام 8 دقيقة، ومشى ووصل الساعة 4 جكشن واستقام 10 دقيقة، ومشى ووصل المكينة الساعة 5 .


الوصول إلى البصرة:


البصرة يوم السبت (10/8/1342هـ الموافق 16/3/1924م) الساعة 5 ونزلنا وأجرنا مواتر ثلاثة عن 14 ربية إلى بيت الخضيري و2 ربية للحمالية، استقمنا في البصرة في العشار في بيت الخضيري سبع ليال ودشينا في المركب النيكل بر بيته يوم السبت تالي النهار أجرنا أربع عربانات عن 12 ربية وموتر عن 4 ربية وحماميل القودي للقشار عن 5 ربيه وبتنا في المركب ليلة الأحد...


وفاة الشيخ علي بن محمد آل خليفة ودفنه في الزبير:


توفي الوالد المرحوم الشيخ علي بن محمد آل خليفة في البصرة بعد رجوعه من زيارة المشاهد توفي يوم الخميس الساعة خمس إلا ربع من النهار في 15 شعبان سنة 1342هـ (21/3/1924م) في بيت عبد الجبار جلبي الخضيري ودفناه في الزبير، الساعة عشر في مقبرة الزبير من الغرب على حد الطريق الله يرحمه ويغمده الجنة بجاه النبي وآل بيته. شلنا من البيت إلى المسجد البصرة عشار، ومن المسجد إلى المواته، وسرنا من العشار في مواتر ثلاثة إلى الزبير بصحبة عبد الجبار وحمد الذكير - نعم الرجل حمد - وسليمان الذكير 90 ربية أجار الموتر ثلاثة، اثنين عن سبعين وواحد عن عشرين ربية، 12ربية للمغسل، 12 ربية لحفارة القبر، 10 ربية كفن، 31 للفقراء والمساكين في البصرة.


الرجوع إلى البحرين:


ومشى بنا المركب يوم الأحد (18/8/1342هـ الموافق 24/3/1924م) الساعة 9 من مراقيل البصرة وعاد للعشار الساعة 12 وعاد لبلخصيب الساعة 10 والساعة 11 عاد الفيلية ورما طوب، والساعة 11 وصل محمرة المغرب وبات فيها ومشى من المحمرة يوم الأثنين الساعة 8 في 19 شعبان سنة 1342هـ (25/3/1924م) وعاد للعبادان الساعة 9 ووقف الساعة 11 إلى الساعة 3 في الشط ومشى الساعة 3 في الليل ووصل الكويت يوم الثلاثاء الساعة 2 ، ومشى من الكويت الساعة 8 في يومه نهار ووصل بوشهر يوم الأربعاء الساعة 1 من النهار واستقام إلى الساعة 4 ، ومشى من بوشهر يوم الأربعاء الساعة 9 وصل البحرين يوم الخميس الساعة 4 في 22 شعبان سنة 1342هـ (28/3/1924م).



المصدر: مذكرات الشيخ حسن بن علي بن محمد آل خليفة، مخطوطة بخط يده تنشر لأول مرة.

الأحد، 11 يوليو 2010

رحلة علي سعاد إلى الأحساء والبحرين والمدينة المنورة عام 1327هـ (1909م)

وهي رحلة لطيفة قام بها المؤلف علي سعاد إلى الأحساء والبحرين والمدينة المنورة وذلك في عام 1327هـ (1909م)، ولأهمية ما أورده المؤلف فيها عن البحرين فقد أحببت أن ألخص ماذكره هنا كي تحصل الفائدة، جاء في رحلة الحاج علي سعاد ما نصه:
يصف الرحالة البحرين بأسلوبه الأدبي من حيث جمال الطبيعة ولطافة الجو والأشجار المصفوفة على جانبي الطريق، والقرى المقامة في وسط البساتين التي لا يتجاوز عدد منازل الواحدة منها خمسة عشر منزلاً، ووجوه الأهالي التي تنم عن أصالة الماضي، وقد وصلوا بعد ساعتين إلى قرية عالي حيث نزلوا فيها وصلوا العصر، واستراحوا قليلاً لاستئناف الرحلة الممتعة. ولما عاين المؤلف علي سعاد المنامة من بعيد، وجدها مدينة عتيقة لا يرى منها غير بعض التلال، وأنقاض من مدينة قديمة للغاية. وكان أحد عُلماء الحفريات الإنجليز يجري أبحاثه فيها، وأشار إلى أن القنصل الإنجليزي كان يستخدم المسجونين لدى الشيخ عيسى بن علي في خدمة عالم الآثار هذا، وكانت تلك المدينة الأثرية تعود لأربعة آلاف سنة مضت، وقد وجد أن جُثث الموتى كانت قائمة في المغارات، وكانت قبورهم ضيقة وموضوعة بالطول. ومع أن الرحالة علي سعاد قد بحث عن العالم الإنجليزي لمقابلته، إلا أنه لم يستطع معرفة مكانه، غير أنه أشار إلى أن جزيرة البحرين كانت مقراً مقدساً – على حد قوله - في زمن المصريين (الصحيح في زمن السومريين سُكان وادي الرافدين) بل لعله كان مقراً لأحد الكهنة، وكانت الجزيرة تزار لذلك السبب.
وبعد أن مر المؤلف على تلك الآثار كان قد بقي لوصوله إلى المنامة ساعة ونصف من الطريق. وقد شاهد في ذلك الموقع من الجزيرة محل ممر مائي، فاستغرب وجود جدول من الماء الجاري بها، فاستفسر عنه فقيل: إن ذلك كان ممر ماء البحر إلى المزارع لسقيها، غير أن المزارعين لا يسقون جذور الأشجار بشكل مباشر حتى لا يتضرر الثمر، وإنما يمررونه من أطرافها، وقد صادف في طريقه إلى المنامة عدة منابع للمياه، وهي شبيهة بمنابع المياه في الأحساء من حيث الملوحة والثقل، ولا سيما في الشاي والقهوة.
ولما وصل المؤلف علي سعاد إلى أطراف بلدة المنامة مع غروب الشمس وجد شوارعها مغمورة بالمياه بسبب العاصفة التي شهدتها المنطقة قبل يوم واحد من وصولهم، وقد بين أن الأهالي ذكروا له فيما بعد أنهم لم يشاهدوا عاصفة من هذا القبيل منذ أربعين سنة، وقد امتلأت المناطق المتدنية من الجزيرة بالمياه.
وكان مقرراً أن ينزل الرحالة علي سعاد في ضيافة آل قصيبي أصحاب المحلات التجارية الكبيرة في البحرين والهفوف، وقد وصل إلى مقرهم، واستقبلوه بحفاوة وتكريم، ووصف علي سعاد العشاء الفاخر الذي أعد لهم، وهو اللحم والرز في صينية كبيرة حملها شخصان اثنان وبجانبه العديد من الأطباق الشهية التي تصل إلى أربعين إلى خمسين صحناً صغيراً ومما ذكره من تلك الأطباق (محشي) الكوسة، والبطاطس، والدجاج المشوي، والمخللات، والمهلبية، واللقمة (لعلها لقمة القاضي) والجريش والطماطم والموز إلخ.. وقد قدمت لهم القهوة بعد الأكل، ثم الشاي مع الحليب ثم القهوة ثم الخلود إلى النوم.
وقام الرحالة في صباح اليوم الثاني من وصوله إلى المنامة، أي بعد ثمانية أيام من خروجه من الأحساء أي يوم الجمعة الثاني فوصف الفطور المتنوع من العسل والبيض والخبز، وقد أشار إلى أنه كان متشوقاً لرؤية هذا النوع من الخبز، إذ أنه لم يره منذ قدومه من البصرة إلى الهفوف آخر مرة، وكان ذلك قبل سبعة أشهر، أما ما كان موجوداً في الأحساء من خبز فقد كان يعمل في التنور، ولابد من أكله في الحال وإلا أصبح قاسياً ولذلك فقد ذكر أن هذا النوع من الخبز الأبيض النظيف هو الذين يزين مائدة الأثرياء في هذه المنطقة .
ثم تحدث الرحالة علي سعاد عن ميناء البحرين فذكر أنه تطور كثيراً بالمقارنة بوضعه في العام المنصرم: حيث كبر وتوسع في جهة البحر، وقد ذكر له المسؤولون عن الميناء أنهم بموجب أمر حاكم الجزيرة الشيخ عيسى بن علي آل خليفة سوف يبنون فيه مستودعات ضخمة لوضع البضائع التجارية وحفظها فيها، وكانت واردات الميناء مخصصة للشيخ عيسى بن علي.
وقد تعرض علي سعاد للحديث عن وجه النقص للدولة العثمانية في المنطقة وهو افتقاد السفن العثمانية للملاحة البحرية في الخليج، حيث ذكر أن سفينة أجنبية قد قدمت إلى ميناء البحرين وكانت حمولتها مائة وأربعة عشر ألف كيس ومجموعها عشرة آلاف طن، وبعد إنزالها يتم سوقها إلى موانئ القطيف والعقير، وقطر بسفن شراعية، ولو توافرت السفن لعثمانية لشحنت تلك البضائع إلى الموانئ المذكورة دون تلك التكاليف الباهظة.
وذكر المؤلف علي سعاد أنه قابل أحد أثرياء البحرين التاجر المعروف صاحب العقارات الكثيرة الذي رمز لاسمه بـ ي.ق وقد استقبله أحسن استقبال ، ودعاه إلى مكتبه للحديث إليه عن أوضاع المنطقة، وأشار إلى أنه وجد في مكتب هذا التاجر نسخاً من مجلة (المقتطف) و(المنار) المصريتين وأشاد بجهود العرب القاطنين في الخليج في السعي للحصول على مثل هذه المجلات، وأنهم يتابعون أعدادها الجديدة عن كثب، وإذا كانوا من أصحاب الثراء والجاه فإنهم يوفرون كل الصحف والمجلات السياسية.
وبعد تلك الزيارة القصيرة غادر الرحالة علي سعاد البحرين بسفينة بريد إنجليزية متجهاً إلى بندر بوشهر التي وصلها في اليوم التالي، وفي حديثه الذي ذكره عن رحلته من البحرين إلى البصرة وجه علي سعاد انتقادات لاذعة إلى الشخصية العثمانية التي وصفها بالكسل والجمود العقلي والفكري، والميل إلى الراحة، مشيراً إلى أن هذه الشخصية قادرة فقط على كتابة مقالات أدبية وخطب حماسية بلاغية دون تطبيق ذلك على حيز الواقع العملي الملموس، وقد عد الإلمام بما يجري في الخليج العربي من أمور سياسية، والأهمية الاستراتيجية لهذا الخليج ضرورة حتمية لموظف عثماني يعمل في هذه المنطقة. وهنا وجه تلك الانتقادات إلى المثقفين العثمانيين والإداريين القاطنين في اسطنبول عاصمة الدولة العثمانية، في الاقتصار على العمل على الطاولات المريحة والمكاتب الفخمة، دون تحمل عناء السفر إلى هذه المنطقة البعيدة عن أنظار الدولة، في الوقت الذي ينبغي التركيز على الاهتمام بهذه المنطقة بما فيها من سواحل وأنهار وتجارات ولم يكتف الرحالة علي سعاد بتوجيه تلك الانتقادات بل ذكر الحلول أيضاً إذ أشار إلى أن الدولة لو قامت بتوفير الأمن اللازم للمنطقة، ووفرت سبل التجارة ووسائلها، وعملت على أراضيها الواسعة وسواحلها الممتدة مئات الكيلومترات، فإن الوضع السياسي للدولة في المنطقة سوف يعتدل، وتصلح الأحوال السيئة، وتستقيم الأمور وتستقر بيد العثمانيين، بدلاً من يد غيرهم وجيوبهم.
واستمر الرحالة في ذكر الأسباب التي توفر للدولة استقرارها السياسي والمعنوي في المنطقة فأشار إلى ضرورة تأسيس شركة ملاحة عثمانية، تعمل بين البصرة وكلكوتا وبومبي، وتوفير بعض السفن الصغيرة لتأمين البريد بشكل منتظم، وترحيل الموظفين والعساكر إلى المنطقة في وقت قصير دون ذلك العناء وتلك المشقة، بالإضافة إلى المكاسب المادية الكثيرة، ورفعة شأن الدولة في أنظار الأهالي والوصول إلى مصاف الدول المتقدمة في الترقي والتمدن، وقد تحسر الرحالة علي سعاد لما تحدث عن البضائع التي تم تفريغها من السفينة في بندر بوشهر والتي تحمل ماركات إنجليزية وألمانية قائلاً: هل سيأتي يوم يكتب على تلك البضائع اسم بغداد وزور ؟!!

الأربعاء، 7 يوليو 2010

علي سيار يلتقي عبدالله الزايد

المحرق - جعفر علي
أكد علي سيار أن افتتاحيات «جريدة البحرين» التي كان يصدرها عبدالله الزايد لا تمت اليه بصلة وأنها فرضت عليه فرضا، لأنها تتنافى مع وطنيته وتوجهاته الأدبية والصحافيّة. جاء ذلك خلال المحاضرة التي نظمها مركز الشيخ ابراهيم بن محمد آل خليفة للبحوث والدراسات، وتناول فيها المحاضر محطات من حياته الصحافية التي التقى فيها عبدالله الزايد.
وقال سيار «ان أول لقاء لي كان مع عبدالله الزايد عن طريق تعرفي لأول مرة بجريدته (البحرين)، إذ كنت وقتها طفلا صغيرا جالسا في احدى المقاهي الشعبية بصحبة والدي فاذا بشاب يخرج للناس متأبطا حزمة من الأوراق مناديا الناس لشراء «جريدة البحرين» التي كان يبيعها بنفسه في الأسواق. أما اللقاء الثاني مع عبدالله الزايد فتم حين افتتح عبدالله الزايد دار السينما، اذ كانت له علاقة بالشاعر عبدالرحمن المعاودة، والذي كان مدرسا باحدى المدارس، اذ طلب منه الزايد عمل انشودة بهذه المناسبة، ينشدها الأطفال وكنت ضمن هذا الفريق، وكان افتتاح صالة للسينما شيئا غريبا بالنسبة إلينا، اذ وجدنا هذه الصالة بلا سقف، مع كراس بلاستيكية مما توضع في المقاهي، مع شاشة بيضاء».
وأضاف: أما اللقاء الثالث فتم بعد حصولي على بعثة دراسية، اذ إنه وبعد ستة أشهر من وصولي الى جمهورية مصر العربية، تسلمت خطابا من أخي يخبرني بوفاة عبدالله الزايد، فكان يوما كئيبا حزنت فيه كثيرا وتذكرت فيه القصيدة التي نظمها الزايد يرثي فيها نفسه، والتي كان مطلعها:
سئمت الحياة وكثر السهر ورمت الممات وسكنى الحفر.
وقال الرائد الصحافي «بعد عودتي من دولة الكويت الشقيقة وكنت وقتها قد امتهنت الصحافة، أصدرت في عام 1969 مجلة «صدى الأسبوع»، وكنت من خلالها أريد طرح شيء مختلف لذلك اتخذت من الشارع والالتقاء بالناس سبيلا لذلك، فاخترت اللقاء بأصحاب السلطة في الدولة، إذ إنه وفي احدى جولاتي هذه متقصيا شيئا جديدا أضيفه الى المجلة، دخلت الى مبنى قديم من دوائر الدولة وتكلمت مع مديره طالبا الحصول على شيء مختلف فدلني على مخزن صغير في المبنى، فدخلته ووجدت فيه أكواما من الأوراق والفايلات والدفاتر، عالقا بها شيء كثير من الأوساخ والغبار المتطاير، لكنني حصلت فيها - والكلام لايزال لعلي سيار - على كنز حقيقي إذ وجدت مجموعة فايلات تحوي أعدادا من جريدة البحرين مخرمة ومطوية، وكانت في حال يرثى لها، فقمت بتنسيقها وتنظيمها، حتى استطعت عن طريق سفير البحرين في الكويت والذي كان يعمل في وزارة الاعلام طباعتها، إذ احتفظت بخمس مجموعات منها. فكان الهاجس الذي يلح علي، مضيفا مؤسس مجلة «صدى الأسبوع » هو حفظ هذه الأعداد القديمة من التلف، اذ استطعت ذلك عن طريق منصور سرحان الذي تفضل بطرح الأمر على وزير التربية في ذلك الوقت عبدالعزيز الفاضل والذي تفضل مشكورا بطباعة جريدة البحرين والقافلة والوطن، وهي الآن محفوظة في أماكن أمينة. وختم سيار شريط ذكرياته بقوله «ان آخر لقاء لي مع الزايد هنا في بيته هذا، وكأنني أراه الآن يتنقل من مكان الى مكان ومن غرفة الى أخرى، باحثا عن شيء مختلف. انه في هذا البيت قد أنشأ جريدة البحرين، وأسلم روحه أيضا.
ان عواطفي وتاريخي الصحافي مشدود الى هذا البيت، ففي ظل جريدة البحرين تعلمت أول حرف في الصحافة، وعلى صفحاتها تعرفت بالأسماء الصحافية عبدالرحيم روزبة الذي كان يوقع باسم العميد، وحسن الجشي وكان يوقع باسم ابن ثابت وكان هناك أيضا قلم التاجر».
ثم أجاب مؤسس جريدة القافلة والوطن، على بعض مداخلات الحضور ذاكرا أن الصحافة وليدة الظروف وأنها كانت تعيش فترة ازدهار قومي أيام الخمسينات وأن أهم ما كان يميزها أنها كانت تطرح موضوعاتها في تحد واستعداد لقول الكلمة الصريحة، ولكن صحافة اليوم لديها تراث صحافي عريق، ومشروع تحديثي واصلاحي كبير يمكنه النهوض بها من جديد
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 475 - الخميس 25 ديسمبر 2003م الموافق 01 ذي القعدة 1424هـ

القول الجلي في تحقيق مولد سمو الشيخ عيسى بن علي بقلم الباحث بشار الحادي

القول الجلي في تحقيق مولد سمو الشيخ عيسى بن علي وهو سمو الشيخ عيسى بن علي  بن خليفة آل خليفة حاكم البحرين طيب الله ثراه ...