وقبل أيام، أقامت دار العمامرة للنشر والتوزيع حفل توقيعٍ للكتاب.
وليلتها، تحدث الحادي عن بطل مؤلَّفه الشيخ عبدالله الدوسري، ووصفه بـ «أحد أبرز الشخصيات البحرينية في أواخر القرن الـ 19 وبدايات القرن الـ 20»، مؤكداً أنه دعم كتابه بصور ووثائق وقصائد أمده بها أبناء قبيلة الدواسر.
واعتمد الحادي أيضاً على وثائق بحرينية رسمية وأرشيف متحف البحرين الوطني ومحاضر لجلسات بلدية المنامة.
ويعود أصل قبيلة الدواسر إلى قلب الجزيرة العربية، وعُرِف وادي الدواسر باسمهم ولا يزال. لكن نمط عيشهم تبدل من الحياة البدوية إلى البحرية بعد أن نزح جزءٌ منهم قاصداً أرخبيل البحرين قبل أن يعودوا إلى المنطقة الشرقية في عشرينيات القرن الماضي ليستوطنوا ساحل الدمام الذي كان منطقةً جرداء آنذاك وليؤسسوا المدينة التي تحولت لاحقاً إلى عاصمة المنطقة الشرقية.
وخلال حفل التوقيع، ذكر شيخ الدواسر في البحرين والدمام، عبدالرحمن بن أحمد بن عبدالله الدوسري، أن جده واجه تهديدات المستعمر بثبات وارتحل هو ومن معه عن مساكنهم وتركوا أموالهم دفاعاً عن كرامتهم.
وكان رحيل الدواسر إلى المنطقة الشرقية تالياً لعزل الإنجليز حاكم البحرين، الشيخ عيسى بن علي آل خليفة.
احتلّ الشيخ عبدالله بن حسن الدوسري مكانةً مرموقةً قُبيل أفول عصر اللؤلؤ الطبيعي في الإقليم الخليجي بشكل عام. وحتى وفاته عام 1921م كان الدوسري رقماً صعباً في واقع الاقتصاد المحلي في جُزر البحرين، فضلاً عن وزنه الاجتماعي بوصفه زعيم قبيلة الدواسر التي عاش أبناؤها في «البديّع» و «الزلاق» وجُزر «حوار»، وتوطّنوا فيها منذ نزوحهم من قلب نجد.
عاش الشيخ عبدالله الدوسري 63 عاماً، متسلّماً زمام الأمور في قبيلته، ومكتسباً احترام الزعماء والناس في البحرين، وعلى رأسهم حاكمها الشيخ عيسى بن علي الذي منح القبيلةَ امتيازاتٍ تمتّعت بها على مدى عقود.
قبيلة الدواسر
الشيخ عبدالرحمن الدوسري حفيد الشيخ عبدالله
يعود أصل قبيلة الدواسر، إلى قلب الجزيرة العربية، وتحديداً نجد، وأكثر دقة؛ عُرف وادي الدواسر باسمهم، وما زال. وقد نزح جزءٌ منهم إلى مواقع خليجية، خصوصاً في أرخبيل البحرين. وهكذا تبدّل نمط حياتهم من الحياة البدوية إلى الحياة البحرية وتجاراتها التي كانت مركّزة حول الغوص.
وبعد عزل الإنجليز حاكمَ البحرين الشيخ عيسى بن علي آل خليفة وتعيين أحد أبنائه؛ لجأ جزءٌ من القبيلة إلى المملكة العربية السعودية، واستوطنوا ساحل الدمام الذي كان منطقة جرداء عام 1923، وبذلك أسّسوا المدينة التي تحوّلت ـ لاحقاً ـ إلى عاصمة المنطقة الشرقية.
سيرة رجل
وهذا ما اعتنى به الكاتب بشّار بن يوسف الحادي، حين وضع مصنّفاً وثائقياً عن سيرة الشيخ الدوسري في 260 صفحة، أصدرتها دار العمامرة للنشر والتوزيع، وأقامت لها حفل توقيع، قبل أيام. وليلتها؛ تحدث المؤلف حادي عن شخصية الشيخ عبدالله بن حسن الدوسري التي «تعد من أبرز الشخصيات البحرينية في أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين».
وأضاف «قد كنت أحاول أن أجمع عن هذه الشخصية المعلومات التاريخية الموثقة لسنوات عديدة، وكانت خلاصة جهدي وبحثي دراسة وقعت في 50 صفحة، ولكن ونظراً لاهتمام مبارك بن عمرو العماري ودعمه وتشجيعه لي فقد استطعت الحصول على عديد من الوثائق والقصائد والصور التاريخية، وبذلك تحولت الدراسة التي قمت بجمعها من 50 صفحة إلى كتاب بحمدالله وبجهود المخلصين من أبناء قبيلة الدواسر».
10 فصول
جاء الكتاب في عشرة فصول. تناول أولها قبيلة الدواسر ومساكنها في البحرين. أما الفصل الثاني فقد تناول أسرة الحسن، ثم الفصل الثالث الذي تحدث عن شخصية عبدالله بن حسن، ثم الفصل الرابع الذي تناول جوانب من حياته المهنية والعملية.
وفي الفصل الخامس تناول المؤلف جوانب أدبية في حياته، ليليه الفصل السادس حول إسهاماته، ليتحدث الفصل السابع عن حوادث وأحداث عاصرها الشيخ الدوسري، ثم يليه الفصل الثامن الذي رصد مآثره، ثم الفصل التاسع الذي عرض مراسلات ووثائق تاريخية.. وأخيراً الفصل العاشر الذي رصد رحيل الشيخ الدوسري.
مصادر
استمدّ المؤلف مادة كتابه من مئات الوثائق التاريخية من شخصيات من القبيلة، علاوة على وثائق رسمية بحرينية، من بينها أرشيف متحف البحرين الوطني، ومحاضر جلسات بلدية المنامة. علاوة على ذلك عاد المؤلف إلى أكثر من 20 مؤلفاً، في مقدمتها دليل الخليج للوريمر. فضلاً عن الدوريات والمطبوعات والمسجّلات الصوتية.
مثقفون
حفل التوقيع حضره نخبة من المثقفين والأدباء، من بينهم رئيس شركة أرامكو السابق عبدالله صالح جمعة، وخليل الفزيع والشاعر عبدالرحمن بوبشيت ومحمد الطحلاوي وعدد كبير من أبناء قبيلة الدواسر بالدمام والخبر والبحرين. واستضافته ديوانية المرحوم يوسف بن محمد الدوسري في حي الشاطئ بالدمام. وحضره، أيضاً حفيد الشيخ عبدالله بن حسن الشيخ عبدالرحمن بن أحمد بن عبدالله الدوسري، شيخ الدواسر في الدمام والبحرين حالياً..
وقد كانت له كلمة في المناسبة قال فيها «لقد أودع الله في أرض البديع جثامين رجال لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون في طاعة الله والوطن وأولي الأمر، لم يقف التاريخ صامتا وإنما ذكّرنا بمواقفهم المشرفة تجاه المستعمر في تاريخ الجزيرة العربية وثبات مواقفهم فلم يحنوا رؤوسهم إلا لله جل وعلا».
وأضاف «كانوا يواجهون تهديدات المستعمر بكل جرأة وثبات، وارتحلوا عن مساكنهم وتركوا أموالهم ينشدون كرامتهم ويدافعون عنها مهما غلت الأثمان». وأشار إلى الشيخ عبدالله بقوله «كان شيخ قبيلة الدواسر في البحرين المغفور له بإذن الله عبدالله بن حسن الدوسري رجلاً شهماً وشجاعاً وقدوة صالحة لخلفه، وقدم كثيراً لوطنه حتى سطر له التاريخ سيرة عطرة أصبحت جزءاً لا يتجزأ من تاريخ الدواسر في البحرين».
باكورة إنتاج
بعد ذلك ألقى الدكتور سعود العماري رئيس مجلس إدارة دار العمامرة للنشر كلمة الدار قائلاً «يسرني بداية أن أرحب بكم أجمل ترحيب وتلبيتكم لهذه الدعوة التي نحتفي فيها بإطلاق الطبعة الأولى من كتاب سيرة عبدالله بن حسن الدوسري شيخ الدواسر في البحرين – رحمه الله- إنما من دواعي فخرنا واعتزازنا في دار العمامرة للنشر أن نحظى بشرف نشر هذا الكتاب عن حياة وسيرة هذا الرجل العظيم، وأن يكون هذا الكتاب هو باكورة إنتاجنا الذي نرجو من الله أن يحظى بتوفيقه وتسديده، وفي هذا لابد أن نجزي الشكر والتقدير للرجل الكريم ابن الرجل الكريم حفيد الشيخ عبدالله بن حسن الشيخ عبدالرحمن بن أحمد الدوسري شيخ الدواسر في الدمام والبحرين إذ أولانا ثقته الغالية وأسند إلينا إعداد هذا الكتاب ونشره وكان عوناً لنا في إنجازه نأمل أن نكون بلغنا حسن ظنه بنا، أما أننا قد وفينا الشيخ عبدلله بن حسن – يرحمه الله – حقه فأنني أحسب أن هذا أمر عسيريحتاج كتباً كثيرة ككتبنا هذا».
وأضاف «مثلكم لا يخفى عليه ما يحتاجه هذا الكتاب، وأمثاله من الكتب، من جهدٍ وعناء وتكريس وقت، لجمع المعلومات من مظانها، ومطابقتها ومقارنتها ببعضها، والبحث عن الوثائق، وتحليلها ودراستها والاستدلال عليها بغيرها، والتأكد من صحة كل ذلك، ثم جمع كل هذا في قالبٍ مكتوبٍ سلسٍ، متكاملٍ متسلسلٍ، لا يجذب القارئ فحسب، وإنما يوثق له المعلومات والوقائع التاريخية، ويجعلها مُيسرةً لمن أرادها.
ولهذا فإنني أود أن أُثني، كل الثناء، وأُقدِّر، أعمق التقدير وأصدقه، الجهود المضنية المباركة التي بذلها أخي الباحث والشاعر المتميز؛ مبارك بن عمرو العماري، الذي كان له دورٌ بارزٌ في توجيه البحث، وجمع المعلومات التي استند إليها هذا الكتاب، وتمحيصها، وتحليلها، ومراجعتها للتأكد من دقتها وصوابها، وهي أمورٌ ليست غريبة عليه فقد درج عليها في جميع بحوثه ومؤلفاته، أسأل الله ألا يحرمنا إبداعات قلمه، ولا جهده المتميز في مجال حفظ التراث وتسجيل التاريخ.
أما الباحث والمؤرخ والكاتب؛ الأستاذ بشَّار بن يوسف الحادي، الذي صاغ لنا قلمهُ المبدع، وجهدهُ المتميز، واهتمامه الصادق، هذا الكتاب الذي نفخر به في دار العمامرة للنشر، بقدر ما نفخر بصاحب السيرة وسجله الحافل بكرائم الأفعال والخصال، فله منا خالص الشكر والتقدير، والدعاء بالتوفيق والسداد في الأمور كلها. كما أشكر كل من تعاونوا معنا، وقدموا للكتاب، من وقتهم وجهدهم ومخزونهم التاريخي، ما جعله، بفضل الله وتوفيقه، مصدراً ممتعاً وثرياً، ليس عن شخصية الشيخ عبدالله – رحمه الله – فحسب، وإنما عن الأحداث والوقائع التي عاصرها».
وقال «يستغرق كثيرٌ من الباحثين في تسجيل وقائع التاريخ وأحداثه، ومع تقديرنا لما يُبذل من جهدٍ مشكورٍ في هذا المجال، إلا أننا نرى أن جهداً أكبر وأوسع يجب أن يُبذل في مجال توثيق حياة الرجال المتميزين والنساء المتميزات، الذين يصنعون، بتقدير الله سبحانه وتعالى، تلك الوقائع والأحداث. إن مثل هذه الجهود، فضلاً عن دورها التوثيقي، تُضفي على التاريخ بُعده الإنساني الحقيقي، الذي يجعله أقرب إلى استيعاب الناس، وإحساسهم بالانتماء إليه، وأوقعَ في أخذهم العبر والدروس ذات القيمة منه.
انظر الرابط
http://www.alsharq.net.sa/2015/01/15/1280773