اطلعت مؤخرا في المدونة الإلكترونية للباحث البحريني والمؤرخ الشاب بشار الحادي على حكاية سفينة «الطويلة»، أحد أبرز سفن مملكة البحرين خلال القرن الماضي، وشاهدت مقطع فيديو قصيرا حولها، ووجدت أن تاريخنا البحريني العريق، يزخر بقصص وحكايات، وتضحية وبطولات، وطنية كبيرة، ومن حق الجيل الحالي أن يتعرف عليها، ومن واجب الجهات المعنية أن تسهم في نشرها، فهي صفحات بحرينية تاريخية مضيئة.
يشير مقطع الفيديو المنشور في مدونة المؤرخ الشاب بشار الحادي إلى أن سفينة «الطويلة» كانت من أشهر السفن البحرينية خلال الفترة 1810-1870م، وقد صنعت على يد أشهر وأمهر صنّاع السفن، الذين يطلق عليهم «القلاليف»، وعلى نفقة حاكم البحرين آنذاك الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة رحمه الله، وقد سميت السفينة بـ«الطويلة» لطولها المتناهي، وقد كان يركبها مشاهير الشجعان للدفاع عن الوطن، وتزن حمولتها نحو (300 شخص) غير المؤونة والذخيرة، وفيها (30 مدفعا)، ولها صاريتان.
وكان لسفينة «الطويلة» دور بارز في حفظ الأمن والاستقرار في البلاد، والدفاع عن الأرض والناس، حيث كان يكثر الاعتداء والهجوم البحري في المنطقة، وقد شاركت «الطويلة» في العديد من المعارك البحرية، ومرت بمراحل تاريخية مهمة، إلى عهد الحاكم الراحل عيسى بن علي آل خليفة رحمه الله.
في عام 1990 أمر حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، بتخليد سفينة «الطويلة»، وتم تسمية إحدى السفن البحرية العسكرية باسم «الطويلة» تخليدا لذكراها.
مملكة البحرين اليوم، وبقيادة جلالة الملك المفدى القائد الأعلى حفظه الله ورعاه، بتاريخها الرفيع، وجاهزية المؤسسة الأمنية والعسكرية المتطورة في مختلف المجالات، وبتكاتف الشعب ووقوفه مع القائد الأعلى، جميعنا جنود لهذا الوطن، بأنفسنا وأبنائنا وأحفادنا، تماما كما كان الآباء والأجداد، وكلنا حب وولاء وطاعة تامة لحكم آل خليفة الكرام، وتلك بيعة أبدية واجبة.
ولذلك فإن زيارة جلالة الملك المفدى لسلاح البحرية الملكي البحريني، ومقر وحدة الإسناد البحري الأمريكي، وتفضله بكلمة سامية لأبنائه ورجاله وجنوده، التي أكدت حرص مملكة البحرين على عمق العلاقات الوثيقة، والتاريخ المشرف في الدفاع عن مصلحة الوطن ضد أطماع الأعداء.. تعد زيارة رفيعة وفي توقيت حكيم، كما تؤكد أن تاريخ مملكة البحرين الأمني والعسكري البارز، ممتد ومتواصل إلى الحاضر والمستقبل، برا وجوا وبحرا.
وأتمنى أن تستثمر وزارة شؤون الإعلام ما جاء في مدونة بشار الحادي، من حكايات تاريخية بحرينية كثيرة، وإبراز مسيرة البناء والتحديث، وكيف نهضت الدولة بسواعد حكامها من آل خليفة الكرام، وبرجال مخلصون معهم من الآباء والأجداد.. وكيف واجهوا الأعداء، وكيف تغلبوا على المحن، وكيف تجاوزوا التحديات، وحفظوا الوطن الذي ننعم اليوم بأمنه وازدهاره، وتقدمه وتطوره.
ختاما نقول.. ونحن نشهد تهديدات النظام الإيراني ضد الممرات المائية في المنطقة: ان من يفكر في تهديد هذا الوطن، وأمن المنطقة، والملاحة البحرية فيها، عليه أن يقرأ تاريخ مملكة البحرين، ويتمعن جيدا في تاريخ بطولات سفينة «الطويلة» وغيرها.. فربانها ورجالها توارثوا حب الوطن والدفاع عنه، وعلى أهبة الاستعداد اليوم لإعادة تاريخ أمجاد سفينة «الطويلة» ضد الأعداء والطامعين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق