الاثنين، 26 أبريل 2010

دليل الخليج لـ ج.ج. لوريمر

دليل الخليج الفارسي وعمان ووسط الجزيرة العربية (بالإنجليزية: Gazetteer of the Persian Gulf, Oman and Central Arabia) موسوعة تاريخية وجغرافية وإحصائية باللغة الإنجليزية، من إصدار الحكومة البريطانية، تعنى بمنطقة الخليج العربي والجزيرة العربية والعراق. وقد أشرف على إعدادها البريطاني قوردون لوريمر (J. G. Lorimer)، الموظف لدى الحكومة البريطانية في الهند، بين عامي 1903 و1915 م للاستعمال البريطاني الرسمي. وقد ظلّت الموسوعة سرّية المحتوى حتى سنة 1970 م حين سمحت الحكومة البريطانية بنشرها.
إعداد الموسوعة
جاء إعداد الموسوعة بقرار من حكومة الهند البريطانية. وقد كان الهدف من المشروع إصدار دليل سهل يمكن لموظفي الدولة ودبلوماسييها المعنيين بمنطقة الخليج العربي الرجوع إليه للحصول على المعلومات الأساسية اللازمة للعمل في المنطقة. وقد كانت الحكومة البريطانية ترى في ذلك أهمية كبيرة من أجل تعزيز نفوذها في المنطقة خصوصاً في وجه القوى الأوروبية الأخرى. وتم تكليف قوردون لوريمر، من موظفي الخدمة المدنية الهندية، بالإشراف على فريق من موظفي الحكومة الهندية لإعداد الموسوعة، وذلك عام 1903 م. قد قسم لوريمر العمل إلى قسمين كبيرين: "تاريخي" و"جغرافي"، واكتمل العمل على القسم الجغرافي سنة 1908 م، بينما لم يكتمل العمل على القسم التاريخي حتى عام 1915 م، بعد موت لوريمر بعام. وطبعت الموسوعة في ذلك العام في مدينة كلكتا بشكل محدود جداً، ووُضعت تحت تصنيف "سرّي وللعمل الرسمي"، وظلت الموسوعة سرّية حتى عام 1970 م حينما نشرت لأول مرة. وتم إعادة طبع الموسوعة مرتين بعد ذلك.
وعلى الرغم من أن المعلومات الواردة في القسم الجغرافي، قد تجاوزها الزمن إلا أنه قد صار من أهم المصادر التي يعتمد عليها مؤرخو المنطقة. وقد وصف الملحق الأدبي لجريدة التايمز اللندنية سنة 1971م القسم التاريخي بأنه "هائل" في محتواه، ووصفت القسم الجغرافي بأنه "بلا بديل معاصر،" وقالت مجلة تاريخية أمريكية عام 1991 م: "كمصدر لمواضيع متنوعة كالتواريخ السياسية والاقتصاد والعبودية والبرقيات ومعاجم القبائل فإن ما جمعه لوريمر هو بلا مثيل".
المحتوى
يتألف دليل الخليج مما يقارب خمسة آلاف صفحة موزعة على ستة مجلّدات. وهي في قسمين رئيسيين: القسم التاريخي، وهو الأكبر ويشغل أربعة مجلّدات، والقسم الجغرافي والإحصائي ويقع في مجلّدين.
القسم التاريخي
يتناول القسم التاريخي تاريخ منطقة الخليج بشكل عام منذ سنة 1507م، ثم يتفرع ليتناول تاريخ كل منطقة أو دولة على حدة، حيث يبدأ الكتابة من الأقدم إلى الأحدث ويسلسل الأحداث حسب المصادر التي استطاع الحصول عليها والمناطق التي تناولها بالدراسة هي: عمان، و"ساحل الصلح" (الإمارات حالياً)، وقطر، والبحرين، والأحساء، والكويت، ونجد، والعراق، وعربستان (خوزستان حالياً)، والساحل الإيراني، ومكران.
وقد ألحق لوريمر بالقسم التاريخي مجموعة من المقالات في مواضيع متخصصة مثل تجارة اللؤلؤ وتجارة العبيد، والوضع الصحي والأوبئة، والزراعة، ومدى توفر الأسلحة المختلفة، بالإضافة إلى معلومات حول علاقات المنطقة الخارجية مع الدول الأخرى ونصوص للمعاهدات التي عقدتها بريطانيا مع حكام المنطقة.
وقد اعتمد لوريمر في القسم التاريخي على أرشيفات الحكومة البريطانية، ملخصاً ما جاء فيها، ويعتبر المؤرخون هذا القسم مصدراً أولياً غنياً بالمعلومات التاريخية، ولكن هذه المعلومات تأتي بوجهة نظر بريطانية رسمية بحتة، كما يتحاشى لوريمر الخوض في الخلافات بين حكومة الهند البريطانية من جهة ووزارة الخارجية البريطانية من جهة أخرى. يقول مؤرخ بريطاني: "لم يكتب لوريمر تاريخاً للخليج، ولا للدور البريطاني فيه، ولكنه صنع هيكلاً يمكن للباحثين العمل عليه. كأي هيكل، الأجزاء المشوّقة غائبة، لكنه يبقى إطاراً لا غنى عنه."
محتويات القسم الجغرافي:
تم تصنيف هذا القسم على شكل معجم جغرافي، يحتوي على مقالات حول: حدود المنطقة وأقسامها.أهم المعالم الطبيعية كالأنهار والجبال وغير ذلك. المناخ والفصول، الثروة الطبيعية زراعية وحيوانية ومعدنية، الزراعة والمحاصيل، المواشي وحيوانات النقل،
السكان مع الإشارة إلى أصنافهم من حيث الجنس والقبيلة والاختلافات الدينية وطرق معيشتهم وطباعهم ولغتهم وعاداتهم ولباسهم وأسلحتهم وتقدير تعدادهم. التجارة المحلية والخارجية مع الإشارة إلى النقد والموازين والمقاييس والمكاييل وكذلك حركة الشحن البحري والصناعات والحرف بأنواعها. سبل المواصلات البرية والبحرية مع وصف للطرق وتقدير لطبيعة النقل. الإدارة والحكومة لاسيما الشرطة والقضاء والإمكانات الحربية والضرائب والشؤون المالية والدستور السياسي. الوضع الدولي والمصالح الأجنبية خصوصاً البريطانية وتمثيلها في المنطقة.
وتحوي بعض المقالات الرئيسة بالإضافة إلى ما تقدم فقرة عن الخصائص الطبوغرافية التي تبحث في ذلك الموضوع بالقدر الذي لم تتناوله المقالات الثانوية. كما أدرجت قائمة بالمراجع والمصورات المفيدة في ملحوظة وضعت في بداية كل مقالة رئيسة. وتحتوي الملاحق المذكورة على معلومات عامة شاملة عن الأرصاد والإحصاء والصحة وزراعة النخيل والمطايا والمواشي والأديان والمذاهب والتجارة والسفن البحرية ومصائد الأسماك وصيد اللؤلؤ والمواصلات البريدية والبرقية.
وقد اعتمد لوريمر وأعوانه في هذا القسم على معلومات استخباراتية وعمل ميداني بالإضافة إلى مؤلفات الرحالة السابقين مثل دوتي وبالغريف وبوركهاردت.
الملحق
يحتوي الملحق الذي في آخر الموسوعة على مجموعة من الخرائط ومشجرات الأسر الحاكمة في الخليج.
الترجمة إلى العربية
منذ أن سمحت الحكومة البريطانية بنشر دليل الخليج صدرت ترجمتان منه للغة العربية إحداهما في عُمان والأخرى في قطر، كما صدرت مختارات وملخصات مترجمة تختص بمواضيع معينة، مثل كتاب "الكويت في دليل الخليج" لخالد سعود الزيد (1982 م) استخلص فيه المواد المتعلقة بالكويت، وهو أيضاً في جزأين (تاريخي وجغرافي)، وكتاب "تاريخ البلاد السعودية في دليل الخليج" لمحمد بن سليمان الخضيري (2001 م) استخلص فيه المواد المتعلقة بتاريخ السعودية، وكتاب "معجم قبائل الخليج في مذكرات لوريمر" لسعود الخالدي (2002 م) استخلص فيه المواد المتعلقة بالقبائل العربية.
مما يؤخذ على الكاتب:
1-كثيراً ما يذكر لوريمر كلمة قرصان أو قراصنة عندما يتحدث عن العرب والمسلمين، أما عندما يتحدث عن مجرمي أوروبا الذين جاءوا لحرق المدن وقتل الأبرياء فكثيراً ما يستعمل تعبير القواد الشجعان.
2-افتقار الكتاب إلى فهارس مفصلة تسهل على القارئ الرجوع إلى مطلوبه في أسرع وقت ممكن وبالتالي فإنه يضيع بين هذه المجلدات الكثيرة ويحتاج إلى وقت طويل للوصول إلى الموضوع الذي يريده، كذلك قد يعاني أكثر إذا أراد أن يعرف كم تكررت الكلمة التي يبحث عنها في الكتاب وبالتالي فإنه لن يعرف ذلك حتى يتصفح جميع الكتاب بصفحاته التي قاربت الخمسة آلاف.
3-اعتمد لوريمر وأعوانه في القسم الجغرافي على معلومات استخباراتية وعمل ميداني بالإضافة إلى مؤلفات الرحالة السابقين مثل دوتي وبالغريف وبوركهاردت، ولكن يعاب عليه قلة ذكره للمصادر فلا يعرف أحياناً إذا ما كانت المعلومة منقولة من أولئك الرحالة أم من تقارير الاستخبارات.

وأخيراً ومع كل ما ذكر فإن دليل الخليج ما زال وإلى اليوم يعد المرجع الأول للباحثين في تاريخ أو جغرافية منطقة الخليج، صحيح أن الكتاب يشكل وجهة النظر الإنجليزية البحتة لكن في المقابل ما دور الباحثين الخليجيين في تقصي هذه المعلومات التي ذكرها لوريمر في كتابه وتمحصيها، ومقارنتها بوثائق المنطقة، فإلى متى سنظل معتمدين في جميع أمورنا على الغربيين، إن المفترض أن يكون للباحثين الخليجيين دور كبير وبارز في تصحيح ما ورد في دليل الخليج، من أخطاء وهفوات وقد سمعت أكثر من مرة من بعض الباحثين انتقادات كثيرة على دليل الخليج لكن وللأسف لم أجد أحداً منهم قد كتب هذه الملاحظات ونشرها كي يستفاد منها، وهذا الدور في رأيي هو المهم الآن.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

القول الجلي في تحقيق مولد سمو الشيخ عيسى بن علي بقلم الباحث بشار الحادي

القول الجلي في تحقيق مولد سمو الشيخ عيسى بن علي وهو سمو الشيخ عيسى بن علي  بن خليفة آل خليفة حاكم البحرين طيب الله ثراه ...