الاثنين، 2 يناير 2012

الكويت في عهد مبارك الصباح - مختارات من الأرشيف الفرنسي



حمزة عليان - القبس

اتجه مركز البحوث والدراسات الكويتية هذه المرة نحو فرنسا، وراح يبحث بالوثائق التاريخية التي تعود الى فترة حكم الشيخ مبارك الصباح (1915-1896)، فكان هذا الإصدار «الكويت في عهد الشيخ مبارك الصباح - مختارات من الأرشيف الفرنسي» والذي قام المركز بتكليف الدكتور أيمن فؤاد سيد للنظر فيها بعد جمعها، و«انتقاء» ما يفيد الباحثين والمشتغلين بتاريخ الكويت القديم والمعاصر منها، على حد تعبير د. عبدالله يوسف الغنيم رئيس المركز في تقديمه للكتاب.

استعرض الدكتور أيمن فؤاد سيد تاريخ الكويت السياسي والعلاقة التي ربطت الدولة العثمانية بها والصراعات السياسية التي شهدتها المنطقة اذان تولي الشيخ مبارك الصباح الحكم وتوقيعه للمعاهدة السرية مع الانكليز حماية للإمارة وضمانة لها.
تمثل الوثائق الفرنسية اهمية خاصة، لأن العلاقات بهذه المنطقة تعود الى فترة مبكرة، فقد كانت لهم علاقات دائمة مع البصرة وبغداد كما يوضح المعد للكتاب، ومن ثم بدأ يرد ذكر الكويت في وثائق الأرشيف الفرنسي من آن الى آخر.
يشير د. أيمن الى ان ما يميز الوثائق الفرنسية هو ذكرها «العتوب» تلك الأسر التي تنتسب اليها أسرة آل الصباح، وتعد بذلك أقدم الوثائق الأجنبية التي انفردت بذكر العتوب، حيث ورد ذكرها لأول مرة في أوراق جون أوتر والتي يرجع تاريخها الى عام 1740والمحفوظة في المكتبة الوطنية الفرنسية. واضاف ان الكويت ذكرت كثيراً في وثائق الارشيف الفرنسي منذ سبعينات القرن الثامن عشر وحتى عام 1896 سنة تولي الشيخ مبارك الصباح الحكم، وقد وردت هذه المعلومات في المراسلات الخاصة الصادرة عن القناصل الفرنسيين في بغداد والبصرة ومسقط وبو شهر، كذلك في المراسلات الصادرة عن ضباط السفن الحربية الفرنسية التي كانت تتردد على المنطقة.
الوثائق الفرنسية كما يؤكد د. ايمن سيد انها تقدم تفصيلات جديدة لم تذكر في الوثائق البريطانية، خاصة ما يتعلق منها بحكم الشيخ مبارك الصباح.
توجد وثائق القناصل الفرنسيين المبتعثين الى بغداد والبصرة في محفوظات وزارة الخارجية الفرنسية في «الكي دروسيه» بباريس (1792ــ1825)، اما المراسلات الممتدة بين سنتي (1840 ــ1896) فتوجد في سبعة مجلدات وهي خاصة بقناصل بغداد والموصل وبعد هذا التاريخ حملت المراسلات عنوان «السلسلة الجديدة».
وكيل مجوهرات وعميل
اضافة الى ذلك يوجد ملف كامل يحوي اخبار التاجر الفرنسي المشهور انطوان جوجييه والذي استقر في البحرين ووصل اليها كوكيل لشركة مجوهرات فرنسية متخذا ذلك غطاء لعمله في تجارة السلاح، وعميل لها وجاء الكويت عام 1904 متنكرا في هيئة رجل عربي اطلق على نفسه اسم عبدالله المغربي فاستضافه الشيخ مبارك الذي لم تكن تخفى عليه حقيقته في قصره نحو ثلاثة اشهر غادر بعدها الى مسقط. استفاد الشيخ مبارك من وجوده، حيث حرص على ان تكون بعيدة عن انظار الانكليز في التعرف على توجهات القوى الكبرى ونجح في توظيفها لمصلحة الكويت بأن عقد اتفاقا سرياً مع جوجييه لترتيب شحن الاسلحة الى الكويت بسفن محلية.
دور جوجييه
كشفت العلاقات الوطيدة بين الرجلين، ورسالة بعث بها جوجييه الى الشيخ مبارك يحثه فيها على قبول مساعيه ووساطة فرنسا وروسيا للتوفيق بينه وبين الباب العالي في اسطنبول بعد ان تأزمت العلاقة بينهما اثر اعلان الحماية البريطانية، وجاء رد الشيخ مبارك على هذا العرض موضحا لعلاقته بالدولة العثمانية ومبينا ما قدمه لها من خدمات.
جانب اخر من الوثائق الفرنسية هو احتفاظ السفارة الفرنسية في اسطنبول بتقارير صادرة عن القناصل المقيمين في البصرة وبغداد اشتملت على معلومات اكثر تفصيلا من تلك الموجهة الى وزارة الخارجية، يبين د. ايمن فؤاد سيد وجود ثلاث مجموعات ترد فيها معلومات عن الكويت في الارشيف الفرنسي:

اولاً‍: ارشيف قنصلية بغداد (1800 ــ 1914).
تانيا: اجزاء متفرقة من وثائق القنصلية الفرنسية في بغداد ترجع الى مطلع القرن التاسع عشر.
ثالثاً: اجزاء من الارشيفات المحفوظة في مركز الارشيف الدبلوماسي بــ «نانت».
اضافة الى ارشيفات وزارة البحرية الفرنسية المحفوظة في قلعة «فانسان» وهي مراسلات متبادلة مع سفن زارت الكويت اثناء حكم الشيخ مبارك، وكذلك التقرير المهم الذي كتبه القائد البحري «روزيللي» عام 1876 ويشير فيه الى الامكانات الاستراتيجية لــ «خور عبدالله»..

مواقف دولية
القسم الأول من الكتاب احتوى على 23 وثيقة تشرح وترتبط بـ موقف الدولة العثمانية في الكويت ومواقف الدول الأوروبية في الخليج، وصراعاتها واهتمام فرنسا بالكويت، وتسريب البضائع الفرنسية للمنطقة، وفشل وساطة محسن باشا لإصلاح ذات البيت بين الشيخ مبارك وابن الرشيد، وهزيمة شيخ الكويت على يد شيخ نجد، ووصول قوات عثمانية إلى الكويت، وأهمية الكويت للدولة العثمانية سياسياً واقتصادياً، وموقف بريطانيا من منح الدولة العثمانية الشيخ مبارك رتبة قائم مقام وزيارة السفينة زحاف الثانية إلى الكويت، وطرح مسألة الكويت على محكمة لاهاي، وغيرها من العناوين ذات الصلة بالموضوع.

القسم الثاني احتوى على 6 وثائق، وجاء تحت عنوان «الكويت ومشروعا الكونفدرالية العربية، وخط سكة حديد العقبة - الكويت»، وهو موضوع «غير معروف» من وجهة نظر الكاتب، يتعلق باجتماع بعض الدول العربية على إنشاء كونفدرالية عربية في مواجهة القومية التركية، والذي نشأ في أذهان بعض الصحافيين الأوروبين، أو الصحافيين العرب المتأثرين بأوروبا.
تضمن الكتاب قائمة بمراجع الكتب التي استند إليها، وكشافات تحليلية توزعت على أسماء الأعلام والأماكن والبلدان، وفهرسا عاما (موضوعات) والقبائل والجماعات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

القول الجلي في تحقيق مولد سمو الشيخ عيسى بن علي بقلم الباحث بشار الحادي

القول الجلي في تحقيق مولد سمو الشيخ عيسى بن علي وهو سمو الشيخ عيسى بن علي  بن خليفة آل خليفة حاكم البحرين طيب الله ثراه ...