كتب ابراهيم الخالدي في نهاية سنة 1903م قام اللورد كرزون نائب ملك إنجلترا وحاكم عام الهند بجولة في عواصم وموانئ الخليج العربي لتفقد المؤسسات الهندية في هذه المنطقة، ولزيارة المشايخ العرب الذين تربطهم معاهدات مع الحكومة البريطانية بموافقة من الحكومة المركزية في لندن، وأقلعت السفينة (هاردينج) من سفن البحرية الملكية باللورد كرزون من ميناء كراتشي قبل الساعة الخامسة من بعد ظهر يوم الاثنين 16 نوفمبر 1903م، وكان يصحبه زوجته، وعزز بالسفينة (آرجونوف) وعدة سفن أخرى، وقد وصل الأسطول ظهر 18 نوفمبر إلى مسقط، فاستقبله وفد من قبل سلطان عمان السيد فيصل بن تركي البوسعيدي على رأسه السيد محمد أكبر أخوة السلطان، والسيد تيمور أكبر أبنائه، وألقى أحد رجال الوفد قصيدة عربية ترحيبية. ثم جاء السلطان فيصل إلى السفينة (هاردينج) لزيارة اللورد كرزون، وجرى له استقبال قصير ثم زار اللورد مقر المعتمدية البريطانية في مسقط حيث أقيم له حفل غداء كما استقبل عدداً من أعيان السلطنة كما زار السلطان فيصل في قصره، ودامت الاحتفالات واللقاءات على مدى يومين كانت الشوارع خلالها مزدحمة بالجماهير التي جاءت من داخل البلاد يدفعهم حب الاستطلاع. وغادر اللورد كرزون ميناء مسقط بعد ذلك، ومر في طريقه برأس مسندم عند مضيق هرمز، وتفقد الجبال والجزر في الطريق حتى وصل إلى الشارقة في 21 نوفمبر، وهناك اجتمع اللورد كرزون مع شيوخ الإمارات المتصالحة، وحضر الاجتماعات كل من: الشيخ زايد بن خليفة آل نهيان شيخ أبي ظبي ومعه ولداه، والشيخ صقر بن خالد القاسمي شيخ الشارقة، والشيخ مكتوم بن حشر آل مكتوم شيخ دبي، ومع كل منهما أحد أبنائه، والشيخ عبدا لعزيز بن حميد النعيمي شيخ عجمان بمفرده حيث كان ابنه مريضاً، والشيخ أحمد بن عبد الله المعلا شيخ أم القيوين، وهو شيخ كبير هرم توفي بعد عدة شهور، وقد قدمه ابنه راشد الذي خلفه في المشيخة، ولم يدع إلى هذا الاجتماع شيخ الحمرية الذي ادعى لبعض الوقت استقلاله عن الشارقة، ولم تعترف له الحكومة البريطانية بذلك، وكان جميع الحضور من الشيوخ من المتقدمين في السن أو متوسطيه، وقد أثار طابعهم المتسم بالعزة والإباء، ومظهر أتباعهم الرجولي ملاحظة الجميع. وبعد الشارقة زار اللورد كرزون بندر عباس وهرمز وقشم في 22 نوفمبر، والتقى هناك بالرعايا التابعين لبريطانيا كما تفقد في اليومين التاليين جزيرة هنجام وساحل قشم الجنوبي وباسيدو ولنجة. وفي الثامنة من صباح 26 نوفمبر وصل الأسطول إلى البحرين، وبعد أن ألقت السفينة (هاردينج) مراسيها صعد إلى ظهرها الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة ولي عهد المشيخة في البحرين، وبعد الظهر وصل حاكم البحرين الشيخ عيسى بن علي إلى السفينة، ومعه ثلاثة من أبنائه، وأكبر أحفاده، ووزيره، وبعد الظهر قام نائب الملك اللورد كرزون ومرافقوه بزيارة غير رسمية لمدينة المنامة، وفي اليوم التالي عقد اجتماع خاص بين اللورد والشيخ عيسى على ظهر السفينة هاردينج، وكانت هناك ترتيبات للالتقاء بشيخ الدوحة أحمد بن محمد آل ثاني في المنامة، ولكن الترتيبات لم تتم بالوقت المناسب، وبالتالي لم يعقد اللقاء. وبعد ذلك كانت زيارة اللورد كرزون للكويت، انظر http://www.alamalyawm.com/PrintArticleDetail.aspx?artid=77621
صفحة تعنى بتاريخ البحرين والخليج العربي للتواصل مع صاحب المدونة basharalhadi58@gmail.com
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
القول الجلي في تحقيق مولد سمو الشيخ عيسى بن علي بقلم الباحث بشار الحادي
القول الجلي في تحقيق مولد سمو الشيخ عيسى بن علي وهو سمو الشيخ عيسى بن علي بن خليفة آل خليفة حاكم البحرين طيب الله ثراه ...
-
موقع الحاج محمد المتروك من تجار الكويت يحتوي على الكثير من الوثائق القيمة والمراسلات انظره على هذا الرابط http://bin-matrook.com/gallery/mai...
-
أسماء نواخذة البحرين مرتبين على حروف المعجم بين عامي (1920-1960) هذه قائمة بأسماء النواخذة التي عثرنا عليها من خلال وثائق البلدية إ...
-
شيخ قبيلة النعيم راشد بن مهنا النعيمي (1266هـ-1338هـ)(1850م-1920م) هو: شيخ قبيلة النعيم، وعُمدة حالة النعيم، تاجر اللؤلؤ المشهور، الشيخ راشد...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق