في هذه المرحلة العصيبة التي تمر بها البحرين، حيث تكثر المؤلفات الملفقة حول الأوضاع السياسية وتلفيق وتزوير التاريخ البحريني العريق، وإضفاء الطابع الطائفي على كل معلومة مختلقة، تصبح المؤلفات الرصينة مهمة جداً للرد على هذه الأكاذيب.. وقد أخبرني أحد الأصدقاء أن بعض المبتعثين للدراسة في الخارج، والذين يحظون بكرم (الدولة) في المنح الدراسية يقومون بإعداد دراساتهم العليا في التاريخ السياسي للبحرين، ولكنهم يزورون التاريخ ويظهرون معلومات مزيفة حول (حكام البحرين)، وللأسف تقدم هذه الدراسات التي تتحول إلى (كتب)، ثم تتحول إلى (مراجع) باللغة الانجليزية للباحثين الأجانب، فيأخذون منها المعلومات الكاذبة والمزيفة على انها حقائق تاريخية صحيحة.. وهكذا يتحول التاريخ البحريني إلى (مجاري صرف صحي) باتجاه طائفي بغيض.
ومن بين الكتب الجيدة التي جاءت لترد على هذه الأكاذيب التاريخية كتاب للباحث البحريني (بشار الحادي) بعنوان: (الجذور التاريخية لسكان البحرين.. رؤية نقدية)، حيث يستعرض تاريخ الحكام الذين تعاقبوا حكم البحرين منذ العهد النبوي والراشدي والأموي والعباسي، وكان موضوعيا حيث ذكر الفترات القصيرة التي حكم فيها (الخوارج)، وكذلك حكم (القرامطة) الذين ينتمون إلى الشيعة الاسماعيلية وليسوا (اثني عشرية).. عدا ذلك كل حكام البحرين حتى قبل الأسرة الحاكمة الكريمة (آل خليفة) كانوا كلهم من (أهل السنة والجماعة)، وحرص العثمانيون والبرتغاليون حين حكموا البحرين على أن يجعلوا (الوالي) الحاكم التابع لهم في البحرين من أهل السنة والجماعة، لأنهم يريدون حاكما من نفس (المذهب السني) الذي يشكل غالبية سكان البحرين.. أو يأتوا بحاكم سني فارسي أو كردي مثل جلال الدين مراد شاه بن محمود (الكردي) الذي حكم البحرين باسم العثمانيين بين عامي 1529 ـ 1577 بقصد أن يختلف جنسه عن سكان البحرين، ومعظمهم من العرب، كما يختلف في مذهبه عن الدولة الصفوية في إيران.
كتاب (بشار الحادي) مهم جدا لكل المواطنين البحرينيين (سواء الشيعة أو السنة) حتى لا يعيش الناس في وهم الأكاذيب التي تزور تاريخ البحرين حاليا، وتقدمه إلى الباحثين الأجانب على انه (حقائق علمية).
تاريخ البحرين يتعرض حاليا للتشويه ومطلوب من الباحثين وفطاحل التاريخ التصدي لهذه الحملة المشبوهة.. وفصل كتب (مجاري الصرف الصحي) عن كتب (العيون العذبة)!
http://www.akhbar-alkhaleej.com/13038/article_touch/59766.html
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق