الأربعاء، 23 فبراير 2011

رحلة علوي الحداد إلى رأس الخيمة العام 1191هـ (1777م)

بقلم: بشار الحادي
يحكي الكتاب رحلة أحد المؤلفين والمتصوفة الحضارمة والذي قام برحلة إلى رأس الخيمة والعين (جو عمان) في العام 1191هـ (1777م) ودون بعض ما جرى له في المنطقة في إحدى مؤلفاته التي ما تزال مخطوطة، وتدور فصول الكتاب حول شخصية علوي بن أحمد بن الحسن بن القطب عبد الله الحداد الذي ولد في العام 1162هـ (1749م) ببلدة تريم بحضرموت وهو قاض ومؤلف فاضل، له رحلات إلى عدد من البلاد من أشهرها رحلته إلى الإقليم العُماني، والتي أشار إلى شيء منها في كتاب مخطوط أسماه (المواهب والمنن في مناقب سيدنا قطب الزمن الحسن) وهو المصدر المهم الذي استقى منه الأستاذ أحمد ثاني مادته العلمية في هذا الكتاب وكانت وفاة علوي الحداد في العام 1232هـ (1816م).
وقد قسم المؤلف كتابه إلى ثلاثة فصول، فذكر في الفصل الأول وعنوانه متصوفة في الصير نبذة عن الطريقة الصوفية الحدادية ومشايخها وأتباعها على الأخص في رأس الخيمة، كما يضم هذا الفصل المذكرات التي دونها علوي الحداد عن زيارته لجو عُمان والصير، ثم مجموعة من الاستخلاصات حاول المؤلف من خلالها تقدير أهمية تلك المذكرات من الناحية التاريخية والثقافية. وفي الفصل الثاني تطرق المؤلف إلى النظم عند هذه الفرقة وخصوصاً تلك المنسوبة إلى زين العابدين الحداد المدفون في الجزيرة الحمراء، أو تلك القصائد التي طالما غناها فنانوا الصوت في الخليج، وبما أن هذه القصائد تنتسب إلى ما يُسمى بالشعر الحُميني لهذا عرج المؤلف على الصلة بين هذا الشعر وفن الصوت الخليجي. أما الفصل الثالث فكرسه المؤلف للشاعر محمد بن صالح المنتفقي ويضم إضافة إلى معلومات عن الشاعر وقصائده، المنظومات التي عثر المؤلف عليها في مخطوطة علوي الحداد، مع منظومتين أخريين نسبتا إليه. ولا شك أن هذا الكتاب ذو أهمية كبرى من حيث أنه يكشف عن حقبة مجهولة من التاريخ الثقافي لمنطقة رأس الخيمة والتي تحتاج إلى المزيد من الجهد في البحث والتحقيق والدراسة. فالأوراق التي تركها الحداد ليست الوحيدة التي تكشف وتوثق لجوانب مختلفة من الحياة في الجزيرة العربية، فبلا شك أن المخطوطات العُمانية واليمانية وغيرها والتي لم يمسسها أحد بعد، تحتوي على ما هو مهم ومثير وخفي عن تاريخ وثقافة هذه المنطقة، وقد دون من خلال النظرة الخاصة لأبنائها.
ومن المهم أن نشير في النهاية إلى أن الكتاب يهم كذلك الباحثين عن تاريخ الأحساء والبحرين حيث أن فيه بعض الإشارات المهمة حولهم ومن ذلك ما أورده المؤلف عن البحرين وهي إشارة لطيفة حول منظومة أرسلها الشيخ عبد الرحمن بن أحمد بن عبد اللطيف إلى علوي الحداد العام 1215هـ (1800م) حين كان في البحرين، وكانت الحروف الأولى من بعض أبياتها متى ما جُمعت يتحصل منها على اسم الحبيب "علوي بن أحمد الحداد" ومطلعها:
إن جزت (مسكت) عج بدوحة أربق
وأقر السلام أمام كل محقق
المصدر: ثاني، أحمد راشد، رحلة إلى الصير.. عن زيارات علوي بن أحمد بن حسين الحداد إلى رأس الخيمة في القرن الثامن عشر الميلادي، هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، المجمع الثقافي، أبوظبي 2007م، السعر 20 درهماً، الترقيم الدولي 9789948011576 عدد الصفحات 348 صفحة، الكتاب من القطع الصغير، ويحتوي على بعض الصور وفهارس للأسماء والفرق والقبائل والأماكن.

هناك تعليق واحد:

  1. احسنتم استاذ بشار على هذا العرض الموجز.
    وأفيدكم بأن الكتاب طبع في مجلد كبير، ولعلنا نتواصل عبر الإيميل أخي العزيز. وقد اشتقنا كثيرا لأبحاثك القيمة، وسررت جدا بزيارة مدونتك الثرية الغنية.
    أخوكم/ محمد أبوبكر باذيب.
    maasbatheeb@gmail.com

    ردحذف

القول الجلي في تحقيق مولد سمو الشيخ عيسى بن علي بقلم الباحث بشار الحادي

القول الجلي في تحقيق مولد سمو الشيخ عيسى بن علي وهو سمو الشيخ عيسى بن علي  بن خليفة آل خليفة حاكم البحرين طيب الله ثراه ...