كتب-بشار الحادي:
لاشك أن مذكرات سلمان أحمد كمال هي شهادة تروي أهم ملامح القرن الماضي من خلال شاهد عيان كان له حضوره ودوره البارز في الثقافة إضافة إلى مكانته الاجتماعية المرموقة حيث كان يعمل في المعتمدية ولديه علاقاته الكبيرة بتجار ومثقفي المنامة من أمثال يوسف كانو، أحمد بن حسن إبراهيم، خليل المؤيد، وجاسم الكظماوي وغيرهم، إضافة إلى علاقته بالمستشار تشارلز ، والباليوز. كما كانت تربطه بالأسرة الحاكمة علاقات الصداقة والمودة والاحترام المتبادل. ونحن اليوم ننشر على حلقات هذه المذكرات واليوميات ليستفيد منها القارئ ولتطلعه على أهم الأحداث التي كانت تحصل في البحرين بين عامي 1930-1982 وللعلم فإن هذه المذكرات القيمة تنشر لأول مرة.
سيرة صاحب المذكرات
هو: التاجر الوجيه المثقف، وكيل الصحف العربية في البحرين، الحاج سلمان بن أحمد بن سلمان بن محمد كمال. ولد في مدينة المنامة ودرس في المطوع مبادئ القراءة والكتابة والخط والحساب وحفظ قسطاً من القرآن الكريم أحب القراءة والاطلاع على الكتب والصحف والمجلات فأسس المكتبة الكمالية في يوم 25 ابريل لعام 1919 وافتتحها بشارع باب البحرين بالمنامة وذلك لبيع الكتب والمجلات والصحف وكان يقوم بعمل الاشتراكات السنوية في الصحف العربية للشخصيات البحرينية المرموقة والمثقفة. وفي عام 1928 قام هو ومجموعة من رفاقه بتأسيس المنتدى الإسلامي وذلك من أجل محاربة التبشير ونشر الوعي الثقافي بين الأهالي. في ليلة الثلاثاء 27 مايو 1930 انتخب سلمان كمال لمنصب نائب الرئيس بالمنتدى الإسلامي. في يوم السبت 22 أبريل 1933 سافر بالباخرة قاصداً البصرة وبغداد في طريقه إلى الحجاز ومعه زوجته وأولاده وعاد من تلك الرحلة في يوم السبت 5 مايو 1934.
في يوم الثلاثاء 19 فبراير 1935 انتخب سلمان كمال عضواً بمجلس إدارة بلدية المنامة. كذلك تم انتخابه مرة أخرى من قبل الأهالي في عام 1946. وفي عام 1952 عُين سلمان كمال عضواً بمجلس إدارة الأوقاف كما عُين عضواً في لجنة الكشف على المساجد ودور هذه اللجنة هو الكشف على المساجد التي تحتاج إلى صيانة ورفع تقارير بذلك لإدارة الأوقاف لصيانتها. في تاريخ 1 يناير 1955 سافر سلمان إلى العراق وسوريا ومصر وعاد إلى البحرين في يوم الاثنين 3 أكتوبر 1955. ثم سافر سلمان مرة أخرى إلى العراق في تاريخ 8 نوفمبر 1955 وبقي هناك إلى الأحد 18 نوفمبر 1956 حيث عاد إلى البحرين. وفي تاريخ 10 أكتوبر 1959 سافر سلمان كمال إلى كراتشي وبقي هناك إلى20 نوفمبر 1959. وفي 25 أبريل 1969 احتفل سلمان كمال بمناسبة مرور خمسين عاماً على تأسيس المكتبة الكمالية في البحرين وهذا مما يؤكد على أن المكتبة تم تأسيسها في عام 1919 وليس في عام 1921 كما يذكر الدكتور منصور سرحان. كان لدى سلمان كمال ثقل في السمع فلذلك كان يستخدم سماعة الأذن التي أحضرها من الخارج. كان لسلمان كمال العديد من أعمال الخير والبر والإحسان فمن ذلك تبرعه لفلسطين بمبلغ 50روبية وذلك في عام 1948. وسعيه للحصول على أرض لتوسعة مقبرة المنامة من الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة حاكم البحرين إضافة إلى دوره المهم في تنوير أهالي البحرين من خلال الصحف والمجلات والكتب التي كان يبيعها في مكتبته خلال أكثر من ستين عاماً إضافة إلى ذلك فقد كان سلمان من أهل الخبرة والدراية حيث يستدعى من الحكومة مع تجار المنامة لأجل تثمين الأملاك والعقارات. رزق من الذرية بـ: أحمد ومحمد ومريم وكمال وفهيمة. وتوفي في عام 1983 رحمه الله تعالى.
المذكرات
كتبها سلمان كمال بخط يده في دفاتر اليوميات الصغيرة التي تستعمل في الجيب وبدأ الكتابة في عام 1930 وتوقف عن الكتابة في عام 1982 كما تخللت تلك الفترة عدة رحلات سافر فيها سلمان لخارج البحرين لفترات طويلة بعضها لمدة عام ونصف وبعضها لمدة عام وقد توفي رحمه الله في عام 1983 كذلك يلاحظ على هذه المذكرات أنه كتبها بشكل عام باللغة العربية الفصحى لكن تتخللها أحياناً بعض الكلمات العامية وقد أحببت أن أثبتها كما كتبها رحمه الله لأن هذا من باب الأمانة العلمية، كذلك يلاحظ على هذه المذكرات أنه يذكر فيها أخبار حكام البلاد كالشيخ عيسى بن علي والشيخ حمد بن عيسى والشيخ سلمان بن حمد والشيخ عيسى بن سلمان كما يشير إلى أهم الاحتفالات التي جرت في البلاد في تلك الفترة، إضافة إلى أهم الزوار الذين زاروا البحرين خلال تلك الحقبة، كما يشير إلى أهم الحوادث والكوارث البيئية وأحوال الطقس والأخبار الغريبة والوفيات والزيجات وأحياناً يذكر بعض الوقائع التي سمع بها ولم يشاهدها مشاهدة حسية لكن بشكل عام تعتبر هذه المذكرات هي أول مذكرات يومية تغطي هذه الحقبة الزمنية الطويلة من تاريخ البحرين لشاهد عيان في منزلة المرحوم سلمان أحمد كمال وهي ولاشك تعتبر مكملة لمذكرات المستشار تشارلز التي غطت بعض تلك الفترة، ولم تكملها إضافة إلى الفرق الشاسع بين نظرة كمستعمر والتي تختلف بالكلية عن نظرة سلمان كمال للوقائع والأحداث كونه من الوطنيين ومن أهالي البحرين المخلصين.
مذكرات سلمان كمال لعام 1930
الأحد 12 يناير 1930
اليوم توفت زوجة علي بن حسين خلفان أم أولاده.
الثلاثاء 14 يناير 1930
وجهة الدعوى من المنتدى لحضور ليلة 15 شعبان وسألقي كلمة في فضلها ويلقي السكرتير كلمة في التعليم والترحيب وسيلقي السيد عمر يحيى محاضرة في تاريخ حسان شاعر النبي صلى الله عليه وسلم. حضر المدعوون وكانوا لا يقلون عن 180 نفر فيهم التجار والأعيان إلى غيرهم وقد ألقيت الخطب والمحاضرات المذكورة أعلاه ولم يحضرها نائب الرئيس ولا الرئيس.
الأربعاء 15 يناير 1930
أخبرني نارين أن صاحب المطبعة الحجازية طلب من حكومة البحرين رخصة لفتح فرع له هنا وطلب تعهد من الحكومة أن لا تطبع إلا عنده وإلى الآن لم تجبه الحكومة.
الجمعة 17 يناير 1930
ولد المولود المبارك إن شاء الله أحمد ليلة الجمعة الموافقة التاريخ أعلاه الساعة واحدة إلا عشر دقائق عربية.
السبت 1 فبراير 1930
اليوم أغلقت مدرسة الهداية بالمحرق وذلك بسبب احتجاج المعلمين على الناظر بزعمهم أنه يريد عزل بعضهم وأنه لم يخصم للكل معاش التقاعد وأضربوا عن العمل.
الأحد 2 فبراير 1930
اليوم أغلقت مدرسة الهداية في المنامة وعبر المدرسون إلى المحرق وهناك تعاقدوا بينهم على عدم فتح المدارس أو طرد الناظر أو قبول شروط قدمها جميعهم تحفظ لهم حقوقهم وتخفف من سلطته.
الاثنين 3 فبراير 1930
صارت مراجعة في خصوص إغلاق المدارس بين الرئيس والمستشار وقرروا عقد جلسة للإدارة بكرة للنظر في المسألة. في الليلة هذه توفت زوجة يعقوب الشتر وشيعت اليوم.
الثلاثاء 4 فبراير 1930
لم تعقد الجلسة للمعارف اليوم لأسباب مجهولة بعد وقرروا بكرة عقد جلسة أخرى.
الأربعاء 5 فبراير 1930
جرت مظاهرة للتلاميذ لمدارس الهداية وجابوا المحرق والمنامة والمحلات الرئيسية فكانت النتيجة أن صدر الأمر بتسفير المديرين للمنامة والمحرق. وانحلال مقاولات المعلمين وأنهم يسفرون هذه الليلة في السنان ثم ينزلون أي بندر.
ثم يسافرون إلى بلدانهم أو إلى أي جهة يشاءون فكان من جراء ذلك أن تلاميذ مدارس المحرق ذهبوا هذه الليلة هناك فأخذوا كل متعلقاتهم المدرسية وقرروا أن لا يدرسون أبداً .
اليوم صدر إعلان من الحكومة بإمضاء رئيس المعارف الشيخ عبدالله بن عيسى يفيد أن المدرستين أغلقتا من دون علم الحكومة والسبب المديرين . وأنها ستفتح يوم 16 رمضان ويكون التعليم الديني على حاله والمدرس في المنامة الشيخ عبدالعزيز الرشيد. وفي المحرق الشيخ جمعة بن جودر.
السبت 8 فبراير 1930
مازال التلاميذ معتصمين وتلاميذ مدرسة المحرق ذهبوا إليها وكسروا زجاج النوافذ والأبواب ومزقوا الدفاتر. أراد التلاميذ أن يضربوا أحمد بن حسن لاتهامه بمساعدة الناظر على تسفير المديرين ولا زال يتوعدونه.
التجارة كاسدة جداً وخصوصاً هذا الشهر.
الاثنين 10 فبراير 1930
في ليلة هذا اليوم عقدت جلسة للمعارف في مدرسة المنامة حضرها الرئيس وبعض الأعيان ومنهم الشيخ عبداللطيف بن سعد والشيخ الرشيد والناظر وتداولوا الكلام في خصوص إرجاع المديرين. ولم يتقرر شيء وانفض الاجتماع على أن تعقد جلسة أخرى في يوم الثلاثاء 12 الساعة 4 وفي مدرسة المنامة أيضاً.
الثلاثاء 11 فبراير 1930
اليوم عقدت جلسة للمعارف حضرها المعلمون أيضاً. وطلبوا من المعلمين الرجوع إلى تدريس التلاميذ فقبل ذلك المعلمون بشرط أن المجلس يسعى في إرجاع المديرين واشترط أيضاً أن معاش المعلمين يجري وإن لم يحضر التلاميذ.
اليوم كتب الأعيان عريضة صحح فيها جميع أعيان المحرق والمنامة وهي وافية بالغرض وباسم الشيخ حمد والمستشار والشيخ عبدالله والعريضة هي طلب أولئك من الحكومة إرجاع المديرين.
الأربعاء 12 فبراير 1930
اليوم أخبرني أحمد الشيراوي أنه ذهب البارحة بصحبة القصيبي إلى الشيخ حمد وقدموا له العريضة وساعدهم على الخطاب وعلى التقديم عبدالله بن جبر والأمل أنه ستحصل نتيجة من ذلك لأن الشيخ حمد لم يكن لديه علم بالقضية ولما علم تكدر.
الخميس 13 فبراير 1930
البارحة أخبرني الشيخ عبدالعزيز الرشيد أن أمس كان بعض أعيان مجلس المعارف عند المستشار يخابرونه في إرجاع المديرين أجابهم أن السيد عمر يحيى ربما تسمح الحكومة بترجيعه أما عثمان فلا. وهم جالسين إذ ورد مكتوب من الشيخ حمد بشأن العريضة.
الاثنين 24 فبراير 1930
في ليلة هذا اليوم تزوج محمد يتيم زوجة أخيه علي والدعوة من محمد بشميه.
الثلاثاء 25 فبراير 1930
اليوم وصل البحرين جلالة الملك عبدالعزيز بن سعود قادماً من المؤتمر الذي عقد بينه وبين الملك فيصل واستقبل استقبالاً فخماً ومن دون نظام فتوجه رأساً للقصر الملوكي حيث قابل الشيخ عيسى ثم توجه إلى الصخير ومنها للزلاق وهناك ركب للعجير وكان بمعيته الشيخ حافظ وفؤاد حمزة ويوسف يس وأطلقت له الحكومة 21 مدفع.
اليوم توفيت نورة بنت الشيخ صالح.
السبت 1 مارس 1930
في ليلة هذا اليوم بعد الساعة 7 من الليل ضرب محمد علي الخاجة بسكين فقد روحه بعدها بساعة ومازال البوليس منتشراً في البلد للبحث عن القاتل، الأسباب لا زالت مجهولة.
الاثنين 10 مارس 1930
اليوم أخبرني وأراني أحمد بن حسن مكتوب من المستشار باسمه داخله 4 أوراق تتضمن قدح وتشويش الحكومة علي وعليه وعلى إبراهيم كمال وغيرهم وأننا نسعى في الإفساد والفساد بزعم الكاتب الخافي اسمه.
الثلاثاء 11 مارس 1930
أخبرني أحمد بن حسن أنه سيجاوب المستشار وأبقى الأوراق عنده.
الأربعاء 12 مارس 1930
إلى حال التاريخ باقية إضرابات التلاميذ. تحسنت حالة السوق نوعاً ما عن رمضان.
الأربعاء 19 مارس 1930
اليوم ولد لعلي سيار ولد اسمه حسن. انظر صحيفة الوطن http://www.alwatannews.net/PrintedNewsViewer.aspx?ID=lCZO7PdlW7kj5833338sMgOtchw933339933339
لاشك أن مذكرات سلمان أحمد كمال هي شهادة تروي أهم ملامح القرن الماضي من خلال شاهد عيان كان له حضوره ودوره البارز في الثقافة إضافة إلى مكانته الاجتماعية المرموقة حيث كان يعمل في المعتمدية ولديه علاقاته الكبيرة بتجار ومثقفي المنامة من أمثال يوسف كانو، أحمد بن حسن إبراهيم، خليل المؤيد، وجاسم الكظماوي وغيرهم، إضافة إلى علاقته بالمستشار تشارلز ، والباليوز. كما كانت تربطه بالأسرة الحاكمة علاقات الصداقة والمودة والاحترام المتبادل. ونحن اليوم ننشر على حلقات هذه المذكرات واليوميات ليستفيد منها القارئ ولتطلعه على أهم الأحداث التي كانت تحصل في البحرين بين عامي 1930-1982 وللعلم فإن هذه المذكرات القيمة تنشر لأول مرة.
سيرة صاحب المذكرات
هو: التاجر الوجيه المثقف، وكيل الصحف العربية في البحرين، الحاج سلمان بن أحمد بن سلمان بن محمد كمال. ولد في مدينة المنامة ودرس في المطوع مبادئ القراءة والكتابة والخط والحساب وحفظ قسطاً من القرآن الكريم أحب القراءة والاطلاع على الكتب والصحف والمجلات فأسس المكتبة الكمالية في يوم 25 ابريل لعام 1919 وافتتحها بشارع باب البحرين بالمنامة وذلك لبيع الكتب والمجلات والصحف وكان يقوم بعمل الاشتراكات السنوية في الصحف العربية للشخصيات البحرينية المرموقة والمثقفة. وفي عام 1928 قام هو ومجموعة من رفاقه بتأسيس المنتدى الإسلامي وذلك من أجل محاربة التبشير ونشر الوعي الثقافي بين الأهالي. في ليلة الثلاثاء 27 مايو 1930 انتخب سلمان كمال لمنصب نائب الرئيس بالمنتدى الإسلامي. في يوم السبت 22 أبريل 1933 سافر بالباخرة قاصداً البصرة وبغداد في طريقه إلى الحجاز ومعه زوجته وأولاده وعاد من تلك الرحلة في يوم السبت 5 مايو 1934.
في يوم الثلاثاء 19 فبراير 1935 انتخب سلمان كمال عضواً بمجلس إدارة بلدية المنامة. كذلك تم انتخابه مرة أخرى من قبل الأهالي في عام 1946. وفي عام 1952 عُين سلمان كمال عضواً بمجلس إدارة الأوقاف كما عُين عضواً في لجنة الكشف على المساجد ودور هذه اللجنة هو الكشف على المساجد التي تحتاج إلى صيانة ورفع تقارير بذلك لإدارة الأوقاف لصيانتها. في تاريخ 1 يناير 1955 سافر سلمان إلى العراق وسوريا ومصر وعاد إلى البحرين في يوم الاثنين 3 أكتوبر 1955. ثم سافر سلمان مرة أخرى إلى العراق في تاريخ 8 نوفمبر 1955 وبقي هناك إلى الأحد 18 نوفمبر 1956 حيث عاد إلى البحرين. وفي تاريخ 10 أكتوبر 1959 سافر سلمان كمال إلى كراتشي وبقي هناك إلى20 نوفمبر 1959. وفي 25 أبريل 1969 احتفل سلمان كمال بمناسبة مرور خمسين عاماً على تأسيس المكتبة الكمالية في البحرين وهذا مما يؤكد على أن المكتبة تم تأسيسها في عام 1919 وليس في عام 1921 كما يذكر الدكتور منصور سرحان. كان لدى سلمان كمال ثقل في السمع فلذلك كان يستخدم سماعة الأذن التي أحضرها من الخارج. كان لسلمان كمال العديد من أعمال الخير والبر والإحسان فمن ذلك تبرعه لفلسطين بمبلغ 50روبية وذلك في عام 1948. وسعيه للحصول على أرض لتوسعة مقبرة المنامة من الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة حاكم البحرين إضافة إلى دوره المهم في تنوير أهالي البحرين من خلال الصحف والمجلات والكتب التي كان يبيعها في مكتبته خلال أكثر من ستين عاماً إضافة إلى ذلك فقد كان سلمان من أهل الخبرة والدراية حيث يستدعى من الحكومة مع تجار المنامة لأجل تثمين الأملاك والعقارات. رزق من الذرية بـ: أحمد ومحمد ومريم وكمال وفهيمة. وتوفي في عام 1983 رحمه الله تعالى.
المذكرات
كتبها سلمان كمال بخط يده في دفاتر اليوميات الصغيرة التي تستعمل في الجيب وبدأ الكتابة في عام 1930 وتوقف عن الكتابة في عام 1982 كما تخللت تلك الفترة عدة رحلات سافر فيها سلمان لخارج البحرين لفترات طويلة بعضها لمدة عام ونصف وبعضها لمدة عام وقد توفي رحمه الله في عام 1983 كذلك يلاحظ على هذه المذكرات أنه كتبها بشكل عام باللغة العربية الفصحى لكن تتخللها أحياناً بعض الكلمات العامية وقد أحببت أن أثبتها كما كتبها رحمه الله لأن هذا من باب الأمانة العلمية، كذلك يلاحظ على هذه المذكرات أنه يذكر فيها أخبار حكام البلاد كالشيخ عيسى بن علي والشيخ حمد بن عيسى والشيخ سلمان بن حمد والشيخ عيسى بن سلمان كما يشير إلى أهم الاحتفالات التي جرت في البلاد في تلك الفترة، إضافة إلى أهم الزوار الذين زاروا البحرين خلال تلك الحقبة، كما يشير إلى أهم الحوادث والكوارث البيئية وأحوال الطقس والأخبار الغريبة والوفيات والزيجات وأحياناً يذكر بعض الوقائع التي سمع بها ولم يشاهدها مشاهدة حسية لكن بشكل عام تعتبر هذه المذكرات هي أول مذكرات يومية تغطي هذه الحقبة الزمنية الطويلة من تاريخ البحرين لشاهد عيان في منزلة المرحوم سلمان أحمد كمال وهي ولاشك تعتبر مكملة لمذكرات المستشار تشارلز التي غطت بعض تلك الفترة، ولم تكملها إضافة إلى الفرق الشاسع بين نظرة كمستعمر والتي تختلف بالكلية عن نظرة سلمان كمال للوقائع والأحداث كونه من الوطنيين ومن أهالي البحرين المخلصين.
مذكرات سلمان كمال لعام 1930
الأحد 12 يناير 1930
اليوم توفت زوجة علي بن حسين خلفان أم أولاده.
الثلاثاء 14 يناير 1930
وجهة الدعوى من المنتدى لحضور ليلة 15 شعبان وسألقي كلمة في فضلها ويلقي السكرتير كلمة في التعليم والترحيب وسيلقي السيد عمر يحيى محاضرة في تاريخ حسان شاعر النبي صلى الله عليه وسلم. حضر المدعوون وكانوا لا يقلون عن 180 نفر فيهم التجار والأعيان إلى غيرهم وقد ألقيت الخطب والمحاضرات المذكورة أعلاه ولم يحضرها نائب الرئيس ولا الرئيس.
الأربعاء 15 يناير 1930
أخبرني نارين أن صاحب المطبعة الحجازية طلب من حكومة البحرين رخصة لفتح فرع له هنا وطلب تعهد من الحكومة أن لا تطبع إلا عنده وإلى الآن لم تجبه الحكومة.
الجمعة 17 يناير 1930
ولد المولود المبارك إن شاء الله أحمد ليلة الجمعة الموافقة التاريخ أعلاه الساعة واحدة إلا عشر دقائق عربية.
السبت 1 فبراير 1930
اليوم أغلقت مدرسة الهداية بالمحرق وذلك بسبب احتجاج المعلمين على الناظر بزعمهم أنه يريد عزل بعضهم وأنه لم يخصم للكل معاش التقاعد وأضربوا عن العمل.
الأحد 2 فبراير 1930
اليوم أغلقت مدرسة الهداية في المنامة وعبر المدرسون إلى المحرق وهناك تعاقدوا بينهم على عدم فتح المدارس أو طرد الناظر أو قبول شروط قدمها جميعهم تحفظ لهم حقوقهم وتخفف من سلطته.
الاثنين 3 فبراير 1930
صارت مراجعة في خصوص إغلاق المدارس بين الرئيس والمستشار وقرروا عقد جلسة للإدارة بكرة للنظر في المسألة. في الليلة هذه توفت زوجة يعقوب الشتر وشيعت اليوم.
الثلاثاء 4 فبراير 1930
لم تعقد الجلسة للمعارف اليوم لأسباب مجهولة بعد وقرروا بكرة عقد جلسة أخرى.
الأربعاء 5 فبراير 1930
جرت مظاهرة للتلاميذ لمدارس الهداية وجابوا المحرق والمنامة والمحلات الرئيسية فكانت النتيجة أن صدر الأمر بتسفير المديرين للمنامة والمحرق. وانحلال مقاولات المعلمين وأنهم يسفرون هذه الليلة في السنان ثم ينزلون أي بندر.
ثم يسافرون إلى بلدانهم أو إلى أي جهة يشاءون فكان من جراء ذلك أن تلاميذ مدارس المحرق ذهبوا هذه الليلة هناك فأخذوا كل متعلقاتهم المدرسية وقرروا أن لا يدرسون أبداً .
اليوم صدر إعلان من الحكومة بإمضاء رئيس المعارف الشيخ عبدالله بن عيسى يفيد أن المدرستين أغلقتا من دون علم الحكومة والسبب المديرين . وأنها ستفتح يوم 16 رمضان ويكون التعليم الديني على حاله والمدرس في المنامة الشيخ عبدالعزيز الرشيد. وفي المحرق الشيخ جمعة بن جودر.
السبت 8 فبراير 1930
مازال التلاميذ معتصمين وتلاميذ مدرسة المحرق ذهبوا إليها وكسروا زجاج النوافذ والأبواب ومزقوا الدفاتر. أراد التلاميذ أن يضربوا أحمد بن حسن لاتهامه بمساعدة الناظر على تسفير المديرين ولا زال يتوعدونه.
التجارة كاسدة جداً وخصوصاً هذا الشهر.
الاثنين 10 فبراير 1930
في ليلة هذا اليوم عقدت جلسة للمعارف في مدرسة المنامة حضرها الرئيس وبعض الأعيان ومنهم الشيخ عبداللطيف بن سعد والشيخ الرشيد والناظر وتداولوا الكلام في خصوص إرجاع المديرين. ولم يتقرر شيء وانفض الاجتماع على أن تعقد جلسة أخرى في يوم الثلاثاء 12 الساعة 4 وفي مدرسة المنامة أيضاً.
الثلاثاء 11 فبراير 1930
اليوم عقدت جلسة للمعارف حضرها المعلمون أيضاً. وطلبوا من المعلمين الرجوع إلى تدريس التلاميذ فقبل ذلك المعلمون بشرط أن المجلس يسعى في إرجاع المديرين واشترط أيضاً أن معاش المعلمين يجري وإن لم يحضر التلاميذ.
اليوم كتب الأعيان عريضة صحح فيها جميع أعيان المحرق والمنامة وهي وافية بالغرض وباسم الشيخ حمد والمستشار والشيخ عبدالله والعريضة هي طلب أولئك من الحكومة إرجاع المديرين.
الأربعاء 12 فبراير 1930
اليوم أخبرني أحمد الشيراوي أنه ذهب البارحة بصحبة القصيبي إلى الشيخ حمد وقدموا له العريضة وساعدهم على الخطاب وعلى التقديم عبدالله بن جبر والأمل أنه ستحصل نتيجة من ذلك لأن الشيخ حمد لم يكن لديه علم بالقضية ولما علم تكدر.
الخميس 13 فبراير 1930
البارحة أخبرني الشيخ عبدالعزيز الرشيد أن أمس كان بعض أعيان مجلس المعارف عند المستشار يخابرونه في إرجاع المديرين أجابهم أن السيد عمر يحيى ربما تسمح الحكومة بترجيعه أما عثمان فلا. وهم جالسين إذ ورد مكتوب من الشيخ حمد بشأن العريضة.
الاثنين 24 فبراير 1930
في ليلة هذا اليوم تزوج محمد يتيم زوجة أخيه علي والدعوة من محمد بشميه.
الثلاثاء 25 فبراير 1930
اليوم وصل البحرين جلالة الملك عبدالعزيز بن سعود قادماً من المؤتمر الذي عقد بينه وبين الملك فيصل واستقبل استقبالاً فخماً ومن دون نظام فتوجه رأساً للقصر الملوكي حيث قابل الشيخ عيسى ثم توجه إلى الصخير ومنها للزلاق وهناك ركب للعجير وكان بمعيته الشيخ حافظ وفؤاد حمزة ويوسف يس وأطلقت له الحكومة 21 مدفع.
اليوم توفيت نورة بنت الشيخ صالح.
السبت 1 مارس 1930
في ليلة هذا اليوم بعد الساعة 7 من الليل ضرب محمد علي الخاجة بسكين فقد روحه بعدها بساعة ومازال البوليس منتشراً في البلد للبحث عن القاتل، الأسباب لا زالت مجهولة.
الاثنين 10 مارس 1930
اليوم أخبرني وأراني أحمد بن حسن مكتوب من المستشار باسمه داخله 4 أوراق تتضمن قدح وتشويش الحكومة علي وعليه وعلى إبراهيم كمال وغيرهم وأننا نسعى في الإفساد والفساد بزعم الكاتب الخافي اسمه.
الثلاثاء 11 مارس 1930
أخبرني أحمد بن حسن أنه سيجاوب المستشار وأبقى الأوراق عنده.
الأربعاء 12 مارس 1930
إلى حال التاريخ باقية إضرابات التلاميذ. تحسنت حالة السوق نوعاً ما عن رمضان.
الأربعاء 19 مارس 1930
اليوم ولد لعلي سيار ولد اسمه حسن. انظر صحيفة الوطن http://www.alwatannews.net/PrintedNewsViewer.aspx?ID=lCZO7PdlW7kj5833338sMgOtchw933339933339
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق