الأربعاء، 4 يونيو 2014

التصويب والتسديد على مقال أخي الشيخ ياسر المحميد بقلم الشيخ عبدالرؤوف مبارك جمعة

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين  ..

وبعد ..

تلميذنا وأخانا المؤرخ البحاثة الأستاذ بشارا الحادي حفظه الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

قد اطلعت على ما كتبه الشيخ ياسر المحميد وما رددتَ به عليه وهو رد جيد .. وقد رأيت في كلامه الكثير الذي يمكن رده، ولكن ما لفت انتباهي أنه يتوجع في مقاله من تفريق الكلمة ويخشى شق صف أهل السنة !! وأنا لا أصدقه في هذا التوجع وهذه الدعوى منه .. وأوجه له كلمة واضحة لا لبس فيها ولا مجاملة ولا نفاق، فأقول :

الأخ ياسر من أهل المحرق وأظن أنه تجمعنا بآل بيته صلة قرابة لكن لا أتبينها الآن .. ولكنهم بالتأكيد ليسوا حنابلة ولا وهابية، ثم إنه ذهب للدراسة في نجد وعاد بالمذهب العثيميني لا الحنبلي ، لأن الحنبلي من يقول بقول أحمد لا يدعه، فإن تركه لقول ابن تيمية فهو تيمي، فإن تركهما لقول ابن عبد الوهاب فهو وهابي، فإن تركهم لقول ابن عثيمين فهو عثيميني .. وياسر لا يبلغ درجة الاجتهاد ولا أظنه يدعيها، فجاء بهذا المذهب المعاصر الذي لا نعرفه، وثَمَّ رغبة سياسية قصيرة النظر في توهيب المالكية والشافعية في البحرين، فوافق شن طبقة ! فكان أحد أدوات هذا المشروع .. وإني سأذَكِّرُه بأربعة مواقف تدحض ما تظاهر به في مقاله من رغبته في توحيد الكلمة وجمع صف أهل السنة والجماعة :

أما أولها : فسعيك لعزل الشيخ أحمد حميد الأزهري الشافعي الأشعري من إمامة مسجد عبد الله بن عمر بمعونة الأوقاف ـ وطائفيتها ثبتت عقلا ونقلا ـ بعد استيلاء أصحابكم على مسجده الأول مسجد أسامة بن زيد، وقد أخبرنا الشيخ أنك عرضت عليه 300 دينار ليترك لك ولأصحابك الإمامة !! فما زلتم به حتى عزلتموه بمعونة الإدارة الطائفية، وكان حفظه الله يشكو إلى المشايخ، ولكن خطة التوهيب والسيطرة المستمرة لا تنثني لشكاية أحد .. فهذا الشيخ شكا منك وعرفنا جميعا تصرفك وأصحابك معه، فهل يصدر هذا ممن يريد جمع الكلمة؟؟!!

وأما ثانيها : فإن الأوقاف ـ حسب الخطة ـ عزلت الشيخ ابن حميدعن خطبة العيد ـ قبل أن تعزله من الخطابة نهائيا ـ وأوكلت إليك أن تصلي وتخطب بالناس العيد بدلا منه في ساحة قلعة عراد !! فما كان منك إلا أن خطبت خطبة واحدة ـ مخالفا كل مذاهب المسلمين ـ ثم قلت للناس بأن فعلك هو الصواب والسنة !! وهكذا شطبت على المذاهب الأربعة السنية وغيرها بكلمة واحدة، وضج الناس يسألون فأجبناهم حتى اضطررنا إلى استصدار فتاوى إحداها من دار الإفتاء في الإمارات، وثانية من دار الإفتاء المصرية، وثالثة ... ونشرنا بعضها فقط ـ وسنعيد نشرها ثانية أيضا بنصها ـ وكلها جاءت تبين خطأك في ذلك، بل وتذكر أن فاعل ذلك لا يصلح قاضيا ولا خطيبا .. فهل دعواك أن الصواب معك وأن الأمة كلها بمذاهبها المعتبرة كانت على خطأ 1400 سنة !! هل هذه الدعوى منك يفهم منها أنك حريص على وحدة الصف وجمع كلمة أهل السنة؟؟!!
ثم لم تزل خطيبا وقاضيا ومحظيا ومحبوبا لأن الفتاوى التي أنكرت فعلك جاءت من دور فتوى غير نجدية، ولو جاءت من نجد لعزلوك عن الحياة وطيروك وراء الشمس من باب سلامة سير خطة التوهيب والمصالح السياسية .

وأما ثالثها : فيوم عزم أهل السياسة على العبث بفقه النكاح والطلاق ـ البقية الباقية من أحكام الشريعة ـ عند أهل السنة فرددنا عليهم في الصحف وأنكرنا فعلهم وحذرنا منه وبينا أننا نرفض المساس بفقهنا ، فانفردت أنت ونفر معك فوضعتم لهم ما يشتهون ورميتم برغبة السادة المالكية والشافعية ـ أصل أهل السنة في البحرين ـ رميتم بمطالبتهم في البحر ، ولم تلتفتوا إلى وحدة صف ولا جمع كلمة ولم تعيرونا أي اهتمام، ثم شهدت بلسانك في مجلسهم النيابي أنت وآخر من جنسك أن ما قننتموه حق وموافق للشريعة الإسلامية !! مع أنه خارج عنها في مسائل كثيرة .. وقد ساعدكم نواب الوفاق الشيعة يومها فانسحبوا وأخلوا لكم الجو وهم يعلمون من أنتم وماذا تريدون، وهكذا بدلتم فقه أهل السنة الذي امتد من فجر الإسلام إلى حين شهادتكم في مجلسهم النيابي فتبدلت الأحكام إلى يوم يبعثون ـ والله أعلم ـ فهل كنت يومها تضع الوحدة والألفة ولم الشمل واحترام الآخر نصب عينيك؟؟!! أي وحدة هذه التي تتكلم عنها ؟؟!!

ورابعها : سياسة المعاهد الأربعة التي تتلقى الدعم من الدولةوالتي تديرونها أنتم وَضَعَتْ السادة الأشاعرة من المالكية والشافعية والحنفية الذين هم جمهور الأمة الإسلامية ضمن قائمة الفرق الضالة في مقرر معاهدكم ، وأنت بلا شك أحد المطلعين على أنشطة هذه المعاهد والراسمين لسياستها مع أصحابك التربويين، ونحن نعلم أنك مسرور بهذا وراض جدا، ولو أنكرت فلن نصدقك .. فهل هذا الصنيع يصب في مصلحة الوحدة وجمع الكلمة؟؟!!

إن خطة توهيب أهل السنة في البحرين وأكل أوقافهم وعزلهم عن الخطابة والإمامة وتسليم مساجدهم إليكم قد انطلقت منذ ثلاثين سنة ولا تزال مستمرة ـ ونحن نراقب الوضع ـ وقد حصل خلالها من التجريف الفكري والتجهيل للمجتمع بمذاهبه ومناهجه ما سجله التاريخ .. والآن وبعد الاستيلاء والتجهيل جاء دور التكفير ـ  والذي ستتظاهر بكل تأكيد أنك لم تعلم به ولم تسمعه بينكم ومن أصحابكم ـ نعم لأنك لا تقرأ ولا تسمع إلا ما يكتبه الأستاذ بشار ، وأما التكفير والتشريك الذي يمارسه أصحابكم أبناء جامعاتكم ذوو الحظوة لدى إدارة الأوقاف السليبة فهذا شيء أنت غافل عنه أو متغافل .. والطائفية والتمييز الذي تمارسه الأوقاف التي يسيطر عليها أتباعكم فهذا شيء لم تسمع به حضرتك ولا تدريه ولا يعنيك أليس كذلك؟! اللهم إنه قد كان يعني القضاة من أهل السنة من قبلك ويسوؤهم، وأما أنتم فيسركم .. وصفوة الكلام أن كلمات الأستاذ بشار التي يذب فيها عن نفسه وأهل السنة ويطالب فيها بالإنصاف من تمييز أصحابكم ليست هي ما يهدد وحدة الصف والكلمة واجتماع أهل السنة .. كما أنكم لستم أنتم فضيلتكم من تحرصون على وحدة الصف والكلمة .. ودعني أذهب معك إلى أبعد من ذلك فأقول نحن نتمنى أن يكون بيننا وبينكم كما بيننا وبين إخواننا الشيعة : لهم مذهبهم وأوقافهم ومساجدهم وشؤونهم ولنا نحن كذلك .. علما بأن الخلاف الذي بيننا وبينكم بات أشد من الخلاف الذي بيننا وبينهم لأنكم تكفرون وتشركون في مجالسكم الخاصة وأدبياتكم المشهورة .. ولا نسمع ذلك منهم، ولو كانوا كذلك تنزلا فليكن حالنا معكم كحالنا معهم، فلهذا يقتضي المنطق أن تكون إدارة أوقافنا وشؤوننا الدينية منفصلة عنكم تماما حتى ننزع فتيل الأزمة ، فإلى متى المجاملات وفي النفوس ما فيها؟؟ ولهذا أقترح عليك أخي ياسر ـ وأنا وأنت قريبان بلدا وطبعا وعادات ـ أقترح أن تسعى معنا في هذا المسعى الحميد الذي سينزع فتيل التوتر إلى الأبد فيكون لكم شأنكم الديني ولنا شأننا، حتى لا يظلم بعضنا بعضا فهذا مطلب أضعه بين يديك باعتبارك من الواصلين، فاعمل على إنجاحه إن كنت تريد جمع الكلمة ولم الشمل ووحدة الصف.

نسأل الله تعالى العلي القدير أن يصلح أحوالنا وأن يَفْرُق بيننا وبينكم بالحق إنه تعالى ولي ذلك والقادر عليه، والحمد لله رب العالمين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

القول الجلي في تحقيق مولد سمو الشيخ عيسى بن علي بقلم الباحث بشار الحادي

القول الجلي في تحقيق مولد سمو الشيخ عيسى بن علي وهو سمو الشيخ عيسى بن علي  بن خليفة آل خليفة حاكم البحرين طيب الله ثراه ...