مع كل هذه النداءات والهتافات، ولست مع مقولة ''اكذب.. اكذب حتى يصدقوك''، ولست مع الأصوات النشاز التي تردد مقولة السكان الأصليين أو تقسيم الناس بحسب الأمزجة والأهواء، فالتاريخ لا يكتب بالأمنيات ولا بالأهواء ولا بالكذب، بينما بكشف حساب تاريخي، لكن يكون في صالح من يدعي ذلك كاذباً أن تفضح الأمور وتكشف الوثائق ويزال اللثام عن المسكوت عنه، ليس لشيء سوى أننا نبتعد عن الدخول في متاهة الأصلي، والمزيف، وابن البلد، والقادم من الخارج، وجنسية أصلية، وجنسية بالاكتساب، ومزارعين سابقين، وأبناء حضر، وتجار لؤلؤ أصحاب تجارة.
تلك دعوة مقيتة الآن، لكن إن كان من يدعي أنه من الأصليين، أو كذبوا عليه وأخذ يردد بصوت عالٍ كما يحدث كل شيء اليوم بالبحرين، وهو خذوهم بالصوت والقوة ولي الذراع، حتى مع ذلك لن يتغير التاريخ، ولن تتبدل الوثائق التي حتى وإن زيفت الكتب، أو دلست، أو تم شطب حقائق، لن يجدي نفعاً ذلك.
إن ما قدمه الباحث أحمد خليفة أحمد البنعلي على صفحات الوطن من دراسة علمية توثيقية تاريخية بالمعلومة والحقائق والمراجع العربية والأجنبية أصاب البعض بحومة بطن، وأصاب من يدعي أنه الأصلي بحالة هي أقل من الجنون، وأعلى من الهستيريا، حتى أخذ يفقد صوابه، ويفقد لباقة الكلام التي من المفترض أن تكون متوفرة لدى من يريد أن يقنع.
ثم أنه ذهب إلى أمثال أهل المحرق ليستشهد بها. كانت حالتهم مزرية مضحكة، حتى إن هذه الدراسة التاريخية جعلت بعض الأعمدة تكتب بحالة من العصبية والنرفزة وفقدان الصواب الواضحة في لغة المقال.
ماذا فعلت بهم يا ابن البنعلي، أحسبك تمتلك الكثير لتطرحه، والبحرين وأهل البحرين الشرفاء، والجيل الحديث بحاجة إلى هذه الحقائق التاريخية الموثقة والتي تكشف حقائق من يروجون للكذب، أو من امتهنوا الكذب، حتى صاروا أنفسهم لا يعرفون أنفسهم هل ما يقولونه الآن هو كذب.. أم حقيقة، ضاعت الحقيقة وسط الكذب المقنع.
الدراسة التي نشرتها الوطن هي أقدم خارطة بريطانية لجزر البحرين قام برسمها قائد السفينة الحربية لشركة الهند الشرقية القبطان جورج بروكس في العام 1825م، وكانت توضح بجلاء وبرسم موثق المناطق المأهولة بالسكان إذ ذاك وهي 9 مناطق، ولا يوجد سند تاريخي لترويج أن القرى كانت 330 قرية كما هو في البحث والدارسة، مما يؤكد أن هناك من يحاول جاهداً ممارسة الكذب الطفولي..!
لا نريد أن ندخل في أمور ضيقة ونفرز الناس، لكن ماذا تعمل مع من يمارس الكذب، لابد من إسكاته بالحقائق والوثائق والمراجع العلمية، حتى يصمت، كانت رسالة ملك إسبانيا والبرتغال في القرن الـ17 إلى نائبه تقول إن غالبية أهل البحرين يدينون بالمذهب السني، مبني على أن أهل البحرين سوف يتعاطفون مع الحكم العثماني ويقبلونه، أكثر من الحكم الفارسي، من هنا كان هذا التقسيم مهماً للمستعمر الأجنبي حتى يعرف طبيعة البلد والتوازنات.
ما أحدثته دراسة الباحث أحمد البنعلي جعلت البعض يترنح، ولا يعرف الشرق من الجبلة، مع تمنياني أنه يعرف الجبلة الحقيقية، وليس جبلة شرق، فتعرف ما فعلته الدراسة من حالة فقدان التوازن لمن لا يريد للحقائق أن تظهر، أو أنه يؤمن ببعض الكتاب ويكفر ببعض.
من يمارس الكذب التاريخي عليه أن يكف، أو أنه سيلقى رداً علمياً موثقاً يرده ويصمته
صفحة تعنى بتاريخ البحرين والخليج العربي للتواصل مع صاحب المدونة basharalhadi58@gmail.com
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
القول الجلي في تحقيق مولد سمو الشيخ عيسى بن علي بقلم الباحث بشار الحادي
القول الجلي في تحقيق مولد سمو الشيخ عيسى بن علي وهو سمو الشيخ عيسى بن علي بن خليفة آل خليفة حاكم البحرين طيب الله ثراه ...
-
موقع الحاج محمد المتروك من تجار الكويت يحتوي على الكثير من الوثائق القيمة والمراسلات انظره على هذا الرابط http://bin-matrook.com/gallery/mai...
-
أسماء نواخذة البحرين مرتبين على حروف المعجم بين عامي (1920-1960) هذه قائمة بأسماء النواخذة التي عثرنا عليها من خلال وثائق البلدية إ...
-
شيخ قبيلة النعيم راشد بن مهنا النعيمي (1266هـ-1338هـ)(1850م-1920م) هو: شيخ قبيلة النعيم، وعُمدة حالة النعيم، تاجر اللؤلؤ المشهور، الشيخ راشد...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق