السبت، 3 سبتمبر 2011

التاجر الوجيه إبراهيم بن يوسف آل يوسف

بقلم بشار الحادي
التاجر الوجيه
إبراهيم بن يوسف آل يوسف
(1248هـ - 1306هـ)(1832م-1889م)
هو: الوجيه المحسن، صاحب الخيرات والمبرات، وتاجر اللؤلؤ المشهور إبراهيم بن يوسف بن إبراهيم آل يوسف (الملقب آل أبو الطيور) آل بن عجمي المناعي التميمي البحريني.
لقب الأسرة ونسبها:
تشير المصادر إلى أن أسرة آل يوسف كانت تلقب في الماضي بـ (آل بوطيور) أو (الطيور)، وقد وردت الإشارة إلى ذلك في عدة مواضع ككتاب (التحفة النبهانية) للشيخ محمد بن خليفة النبهاني، كما ورد في تقرير للمقيم البريطاني في بوشهر والذي يدعى اي سي بروس، كما ورد في عدة وثائق ومراسلات للمقيمية السياسية البريطانية في بوشهر، كما سيرد معنا بعد قليل، ويذكر أحد أفراد هذه الأسرة أنه في مرة من المرات قابل الشيخ عبد الله بن خالد آل خليفة فلما سأله عن أسمه وعرف من هو قال له: أنتم أسرة الطيور!! فقال له: لماذا لُقبنا بهذا اللقب ؟
فأجاب: لأنكم كثيروا السفر والترحال!! ، لكني حقيقة لا أعلم هل هذا السبب ورد للشيخ عبد الله بن خالد عن طريق وثيقة معينة، أم هو كلام يتناقل عند الأهالي فالله أعلم بحقيقة الحال. كذلك يلاحظ أن أسرة آل يوسف لقبت في بعض الوثائق الإنكليزية بالعتوب، فقد ورد في كتاب (تاريخ البحرين السياسي) فتوح عبد المحسن الخترش ( ص 365 ) : "كان إبراهيم بن يوسف والد مقدم المذكرة من عتوب البحرين". والمقصود هنا هو المترجم له.
أما سبب تسمية أسرة آل يوسف بهذا الاسم فهو نسبة إلى جد الأسرة الأكبر الذي يدعى يوسف وبالتالي فقد نسبت له الأسرة فسميت بأسرة آل يوسف ورد في وثيقة بريطانية مؤرخة بعام 1820 وهي تشير إلى الأسر والعشائر التي سكنت البحرين فتقول: "آل خليفة وهي أسرة الشيخ، البوكوارة، آل زايد، آل سلطة، آل سعد، المنانعة، آل سليم، معودي، زياني، آل يوسف، بوشبوق، البوسميط" إلخ باختصار.
طبعاً ليس المقصود بيوسف هو والد المترجم له "يوسف بن إبراهيم" وإنما هو شخصية وجدت في فترة أقدم من هذه الفترة، حيث إن الأسرة في عام 1820 كانت تسمى بآل يوسف كما تشير إلى ذلك الوثيقة الإنكليزية الآنفة، مما يدل على أن هذه الشخصية قد عاشت في فترة القرن الثامن عشر الميلادي (1700م).
وهذه الأسرة هي إحدى فروع أسرة آل بن عجمي التي هي أحد فروع عشيرة المنانعة المنتشرة في كافة دول الخليج، كما يشير إلى ذلك الوجيه محمد بن عبدالله بن عيسى آل بن عجمي المناعي، وقد تمت الإشارة إلى هذه النقطة في عدة مصادر منها على سبيل المثال، ما ورد في كتاب (لمحات من تاريخ قطر) (ص76 ) وهذه المعلومة رواها الشيخ محمد بن أحمد آل ثاني يقول: "المنانعة أو المنيعات من بقايا بني كعب أهل البحرين وهم من القبائل التي نزلت قطر بعد استيلاء العجم على البحرين ومنانعة الدوحة وهم: آل عطية، آل شبيب، آل إبراهيم، الرمول، آل زيد، آل بوغدير، البددة، ال يوسف".
كما ورد في كتاب (آل بن علي العتوب وقبائل الخليج العربي) لعبد الله بن حسين آل بن علي ص146: "قبيلة المنانعة واحدهم مناعي... وفروع قبيلة المنانعة كالتالي: آل عجمي، آل هندي، آل عطية، آل شبيل، آل إبراهيم، الرمول، آل زيد، البوقدير، البدده، ال يوسف، أبو نجم".
وورد في تقرير أعدَه أبو القاسم بن عباس وكيل الإدارة البريطانية يستعرض فيه الأحداث التي سبقت دخول آل خليفة إلى البحرين ثم الحوادث التي وقعت أثناء حكم الشيخين علي ومحمد إبني الشيخ خليفة آل خليفة، ووقوف عدد من القبائل العربية ضد المظالم التي حدثت أثناء ذلك. ومن ضمن القبائل المذكورة:" المنانعة، آل طيور، آل يوسف". والوثيقة مؤرخة بتاريخ 7 أكتوبر 1872م.
وهذه وثيقة عمرها 133عاماً تشير إلى نسب آل بن عجمي وأنهم من المنانعة، وقد كتب هذه الوثيقة المشار إليها تاجر اللؤلؤ المشهور الحاج راشد بن شاهين بن عبد الله اليوسف آل بن عجمي المناعي في ثواب والده التاجر الحاج شاهين بن عبد الله اليوسف آل بن عجمي المناعي وقد كتبت على غلاف كتاب قديماً جداً واسمه (شرح محمد بن عبد الباقي الزرقاني على المواهب اللدنية للقسطلاني) ورد فيه ما نصه:
"شرح الإمام العلامة الشيخ محمد بن عبد الباقي الزرقاني المالكي على (المواهب اللدنية) للعلامة القسطلاني الشافعي نفع الله المسلمين بعلومهما آمين وهو أحد ثمانية أجزاء وبالله الإعانة هذا الجزء الثاني الموقوف على الشيخ إبراهيم بن هاشل بن عجمي المنانعة وعلى ذريته من بعده وإذا انقطع نسله فهو وقف لطلبة العلم أوقفه الحقير إلى الله راشد بن شاهين اليوسف في ثواب والده شاهين بن عبد الله اليوسف جرا في خمسة عشر ذا الحجة سنة 1297هـ ألف ومايتين وسبع وتسعين (18/11/1880م)".
أسرة إبراهيم بن يوسف:
أما والده فهو التاجر الثري الشيخ يوسف بن إبراهيم (آل أبو الطيور) آل بن عجمي المناعي من أشهر تجار اللؤلؤ في البحرين عاش بين عامي (قبل1204هـ - 1269هـ) (قبل 1790م - 1853م) وأما والدته فلم نقف على اسمها لبعد الزمن، وأما إخوته فهم: حسن، وعبد الله، وعائشة، ولطيفة. وقد رزق حسن بعبد العزيز. وأما عبد الله فرزق بخليفة، وشاهين، وتوفي شاهين عام 1297هـ (1879م) كما ورد في إحدى الوثائق.
وتشير المصادر الأجنبية إلى حادثة مهمة وقعت عام 1263هـ (1847م) للوالد الشيخ يوسف بن إبراهيم فقد ورد في كتاب (دليل الخليج) للمستشرق ج. ج. لوريمر القسم التاريخي (3 /1333): تحت عنوان: "قيام قاعدة للساخطين من العتوب في جزيرة قيس" 1847م-1849م :
"ولا تتوفر لدينا سوى معلومات قليلة فقط عن أحوال جزر البحرين خلال السنوات الأولى من حكم محمد بن خليفة، لكن الدلائل تشير إلى الهلهلة وسوء الإدارة.
وقد أشرنا من قبل إلى وجود قاعدة للاجئي البحرين منذ سنة 1847م في جزيرة قيس، وإلى دورها في الصراع الذي نشب بين الشيخ محمد وعمه الكبير. ولا بد أن الشيخ محمد كان يرى في التسوية التي حدثت بينهما وبرغم أن سُكان هذه الجزيرة لم يكونوا بالفعل مؤيدين للشيخ السابق إجحافاً بمصالحه، لأننا نراه منهمكاً في بذل جهود كبيرة منيت كلها بالفشل لإقناع شيخ جارك بطرد العتوب من جزيرة قيس.
وفي يناير 1849م (1265هـ)، سخط أربعة من كبار التجار في البحرين على حكم الشيخ محمد التعسفي فهجروا البحرين واستقروا بلنجة فترة قصيرة، ثم هجروها للإقامة بجزيرة قيس. وقد بلغ سخط الشيخ محمد على هذا العمل حداً جعله يرسل شقيقه علي إلى بوشهر لينشد نصيحة المقيم البريطاني بها.
وأجيب الشيخ عن سؤاله بأن السفن الحربية البريطانية، في المنطقة المجاورة، ستقوم بمنع هؤلاء الساخطين من مهاجمة البحرين.. ولكن على الشيخ أيضاً أن يكون أكثر حذراً، وأن يتبنى سياسة أكثر ليناً وميلاً للتفاهم معهم. ويبدو أن هذه النصيحة قد آتت ثمارها، فرجع ثلاثة من هؤلاء التجار فيما بعد إلى البحرين، على سفينة بريطانية وتم في يونيو 1849م التوصل إلى تسوية ودية وإن كانت مؤقتة لخلافاتهم مع الشيخ".
كما ورد في كتاب (دليل الخليج) للمستشرق ج. ج. لوريمر القسم التاريخي (3/1337): تحت عنوان: "صعوبة التعامل مع الشيخ":
"وكان الشيخ يوسف بن إبراهيم – والد المترجم له- أهم التجار البحرينيين الأربعة الذين هاجروا إلى قيس في سنة 1849م ما يزال مُصراً على عدم العودة إلى البحرين ما لم يحصل على ضمان من الحكومة البريطانية بحمايته، وكان هذا مطلباً متعذراً، لكنه على أية حال مات في لنجة في العام التالي 1853م".
وبالتالي فقد توفي والد المترجم له الشيخ يوسف بن إبراهيم في لنجة عام 1853م (1269هـ) وبها دفن ويظهر أن الأبناء قد عاشوا منذ وفاة والدهم في لنجة حيث إن الأسرة في تلك الفترة مكونة من المترجم له تاجر اللؤلؤ إبراهيم بن يوسف، والعالم الفاضل الأديب الشيخ حسن بن يوسف، وتاجر اللؤلؤ عبد الله بن يوسف، وقد بقوا في لنجة منذ عام 1849م – 1872م أي حوالي ثلاثة وعشرين عاماً، وكان المترجم له في هذه الأثناء يتوجه من لنجة إلى عُمان في أيام مشترى اللؤلؤ وبسبب حركات حاكم لنجة استأذن السيد الثويني بن سعيد سلطان عمان بأن يسكن منطقة باسعيدوه وأدرك ذلك وسكن في باسعيدوه واشتغل بعمله إلى 1289هـ (1872م) وبعدما حكم الشيخ عيسى بن علي آل خليفة حاكم البحرين وبلغه حسن سيرته فوصل البحرين وحل في بيت هو عمره، وعمر أيضاً أماكن غيره، وأدرك الحشمة والكرامة من الحكام، - كما سيرد معنا بعد قليل - وبالتالي فقد انتقلت ذرية الشيخ يوسف بن إبراهيم البحرين من جديد بعد أن حكم الشيخ عيسى بن علي آل خليفة واستقروا بها إلى اليوم.
أما شقيق المترجم له فهو حسن بن يوسف بن إبراهيم (1255هـ-1315هـ) (1839م-1897م) عالم في علوم الشريعة وأديب وشاعر، من مواليد البحرين، رحل مع والده إلى جزيرة قيس في سنة 1265هـ (1849م) وبقي بها عدة سنوات ثم انتقل إلى لنجة، ويشير المؤرخ الشيخ محمد بن خليفة النبهاني في كتابه (التحفة النبهانية) بأن "الشيخ حسن بن يوسف آل طيور له قصيدة رائية في الرد على الوهابية نحو 53 بيتاً وتوفي في لنجة". وقد تزوج ورزق ابناً يدعى عبد العزيز سكن البحرين بفريج آل يوسف بالمحرق.
وهذه رسالة من العالم الفاضل الأديب الشيخ حسن بن يوسف آل يوسف (آل بوطيور) –شقيق المترجم له- وقد أرسلها من لنجة إلى العالم الفاضل الشيخ عبدالله بن أبي بكر الملا الأحسائي ورد فيها ما نصه:
(طمس بالأصل) أشرف السلام التام والثناء العام ورحمة الله وبركاته على الدوام إلى (طمس بالأصل) وصفت مع الله سريرته ذي الطبع السليم والحال المستقيم الموافق للخير بمشيئة (طمس بالأصل) الرحيم نجل الأفاضل السادة الكرام الذين تحلوا بسنة سيد الأنام (طمس بالأصل) الله بأحلى مقام أعني به من لازال ملحوظاً بعين عناية المنان موفقاً للرحمن أسكنه الله فسيح الجنان بجاه سيدنا محمد ولد عدنان (الشيخ عبدالله بن أبي بكر الملا ) ثم السلام عليكم ورحمة وبركاته هذا وإن تحرك الخاطر المنير الأزهر (طمس بالأصل) وداعيك الأقل الأحقر فهو من فضل الله وبحمده ثم من بركة دعائكم (طمس بالأصل) أتم نعمة وسرور جعلكم الله كذلك بل أحسن وأجمل من ذلك (طمس بالأصل) در مالك ولما رأينا المتوجهين إلى نحو جنابكم الشريف لزم علينا هذا التعريف لتعلم يا سيدي أنك على الخاطر والبال وإن حبكم لدينا في ازدياد (طمس بالأصل) نسأل الله تعالى أن يجمعنا بكم على أحسن حال إنه كريم متعال هذا والمأمول من إحسانك بذل الدعا لمحبك في مواطن الإجابة مما تحبه لنفسك من خيري الدنيا والآخرة كما أن المحب قائم بذلك سلك الله بي ولك والأحباب أحسن المسالك وأبلغ سلامي جملة الأخوان وكافة الأصحاب خصوصاً منهم أولادكم الكرام جعلهم الله تعالى هداة للأنام ومن حضر مقامكم الشريف ومن لدينا يقرئك جزيل السلام الشيخ محمد بن حسين القاضي، وملا محمد بن حسين النقاش بلا عدة ودم سالماً غانماً والسلام.
حرر في 8 ذي الحجة سنة 1289هـ (6/2/1873م)
حسن بن يوسف اليوسف
* * *
وأما شقيق المترجم له عبد الله بن يوسف بن إبراهيم (1227هـ-بعد 1287هـ) (1812م-بعد 1870م) تاجر لؤلؤ، من مواليد البحرين، رحل مع والده إلى جزيرة قيس في سنة 1265هـ (1849م) وبقي بها عدة سنوات، ثم استقر في لنجة يعمل بتجارة اللؤلؤ ويتجول بين بنادر الخليج العربي ومدينة بومبي الهندية، ورزق بـ: شاهين، وخليفة.
فأما شاهين بن عبد الله بن يوسف بن إبراهيم (قبل1257هـ-1297هـ) (قبل 1841م-1879م) تاجر لؤلؤ، من مواليد البحرين، رحل مع والده إلى جزيرة قيس في سنة 1265هـ (1849م) واستقر في لنجة يعمل بتجارة اللؤلؤ ثم عاد إلى البحرين وتوفي بها رحمه الله، وقد أوقف نجله راشد بن شاهين كتاباً وهو (شرح الزرقاني على المواهب اللدنية) للقسطلاني، في ثواب والده على الشيخ إبراهيم بن هاشل آل بن عجمي المناعي التميمي، رزق من الذرية بـ: راشد.
وأما خليفة بن عبد الله بن يوسف بن إبراهيم (1250هـ-بعد 1300هـ) (1834م-بعد 1882م) تاجر لؤلؤ ثري جداً، من مواليد البحرين، رحل مع والده إلى جزيرة قيس في سنة 1265هـ (1849م) واستقر في مدينة لنجة، وله الكثير من أعمال الخير والبر والإحسان من ذلك: بناء مسجد يسمى "مسجد خليفة"، ويقع بمدينة لنجة بالقرب من الساحل، كذلك قام خليفة بن عبد الله بحفر ثلاث برك في مدينة لنجة لشرب الناس، وقد كانت جميع أعمال الخير والبر التي قاموا في لنجة من بناء المسجد وحفر البرك بين عامي 1853م – 1872م، لم أجد له ذرية. وقد ذكرته وأثنت عليه كاملة القاسمي في كتاب (تاريخ لنجة).
وأما شقيقة المترجم له فهي عائشة بنت يوسف بن إبراهيم (1230هـ- بعد 1280هـ) (1814م-1863م) من مواليد المحرق، تزوجت من الشيخ عيسى بن طريف آل بن علي شيخ قبيلة آل بن علي العتوب، ورزقت منه بـ: فاطمة بنت عيسى بن طريف آل بن علي وهذه وثيقة تشير إلى عائشة بنت يوسف بن إبراهيم ورد فيها ما نصه:
ثبت لدي ما حرر في هذه الورقة
وأنا عيسى بن علي آل خليفة
مهره في الورقة
بسم الله الرحمن الرحيم
مضمون هذه الحجة ودليل تلك المحجة دال دلالة قطعية دالة على جناب المرأة فاطمة بنت عيسى بن طريف أنها قد باعت على الرجل المكرم عيسى بن عبد الله بن ناس بيتها الكائن في محلة المحرق المشتهر بحدوده غرباً يحده بيت خالتها لطيفة بنت يوسف بن إبراهيم وشمالاً حوطة إبراهيم بن يوسف وشرقاً الطريق العام وجنوباً الطريق العام وذلك البيت مربع أربعة الحيطان له ليس لأحد فيه شيء وهو آيل إليها إرثاً من أمها عايشة بنت يوسف بن إبراهيم وداخل فيه الهبة الذي أوهبتها خالتها لطيفة بنت يوسف بن إبراهيم إرثها من اختها عايشة ومن زوجها محمد بن ظاعن عن ثمن عدده وقدره وبيانه أربعة آلاف روبية وخمسماية روبية سكة التي تعمل نصفها حفظاً لأصلها عن الشك والريب ألفين روبية وخمسين روبية سكة من السكة السالكة كلها ربيات فضة سلمت حال العقد فصار ذلك بيعاً بتاً بتلاً بتياً فصلاً مرعياً صحيحاً شرعياً من إيجاب وقبول هذا وما اشتمل عليه من توابع ولواحق وجدران وحيطان وسقوف وبنيان ودور وبيبان وحجر (كلمة غير واضحة) وأرض وسماء وكل شيء آيل إليه وداخل فيه وخارج منه مشتملاً على روابط البيع ومصححاته ومصلحاته وعلائقه وضمائمه وجميع المنسوب إليه شرعاً وعرفاً وإطلاقاً وعموماً لا ثنيا فيه ولا خيار ولا دعوى مسقطين فيه جميع الدعاوي دعوى الغبن والغرر والجهل والمواطأة وأيمانها لله تعالى وذلك من بعد الرؤية النافذة عند وفي شمائله فبموجبه ومقتضاه وصريح زبره وفحواه صار ذلك البيت المذكور مالاً وملكاً للشاري المزبور يتصرف فيه كتصرف أهل الأملاك في أملاكهم وذوي الحقوق في حقوقهم وأهل الأموال في أموالهم من غير معارض ولا منازع وقبضت البايعة المذكورة جميع الثمن في حال العقد بالوفى والتمام والكمال ولا بقى لها فيه ولا في ثمنه حق ولا مستحق ولا دعوى بوجه ما ولا سبب من الأسباب وقد برئت ذمة المشتري بإقرار البايعة براءة حق من غير مراجعة فيه ولا في ثمنه مشتملاً على البيع البتي والشراء الشرعي والنمط المرضي لكي لا يخفى والله خير شاهد ووكيل .
حرر في خمسة عشر من ربيع الثاني عام الألف والثلاثمائة والسبع والثلاثون من الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والتحية وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً (18 /1 /1919م).
* * *
وأما شقيقته لطيفة بنت يوسف بن إبراهيم (1235هـ - بعد1323هـ) (1820م-بعد 1906م) من مواليد المحرق، تزوجت بالحاج محمد بن ظاعن. وهذه تشير إلى السيدة لطيفة بنت يوسف بن إبراهيم وهي تبيع إلى جانب فاطمة بنت عيسى بن طريف آل بن علي ستة نخيل على الشيخ جبر بن علي آل خليفة بمبلغ 2400روبية ورد فيها ما نصه:
بسم الله تعالى
داعي تحرير هذه الحجة الشرعية هو أنه قد باعت الحرتان المصونتان لطيفة بنت يوسف بن إبراهيم وفاطمة بنت عيسى بن طريف بشهادة عارفيهما تمام المعرفة وهما الرجلان المكرمان أحمد بن يوسف أسود ومبارك بن عبدالله الدلال النجدي جناب الرجل الأمجد جبر بن الشيخ علي آل خليفة تمام وكمال ما تستحقانه بالميراث الشرعي وهم ستة النخيل المعلومة بينهم الكائنة أجمع بسيحة الجزيرة من أعمال البحرين المنتقلة إلى كل من البايعتين بالإرث الشرعي من أبيهما المذكور أحدهم المسمى أبوظاعن ونخل الثاني المسمى بالبدعة ونخل الثالث المسمى بالناصرية ونخل الرابع والخامس المسمى بسادات ونخل السادس المسمى بالرفيعة ونخل السابع المسمى بالساب الغنيات بشهرتهم لدى عارفيهم ومجاوريهم عن التحديد والتوصيف بجميع ما للستة النخيل المذكورة من الحدود والحقوق والتوابع واللواحق والضمائم والعلائق من أرض وسماء ونخيل وفسيل وصنى وماء ومنبعه ومجراه ومرماه ومنافذ ومرافق ومشارع وشوارع وطرق ومجازات وكافة المنسوبات وعامة الملحقات والمنضمات الشرعية والعرفية على العموم والإطلاق وذلك مع علم كل بالمبيع من المتبايعين وثبوت الرؤية النافية لاسقاط الغبن والغرر من الجهتين بثمن شرعي قدره وعده ألفي روبية وأربعماية روبية الكل من سكة الروبيات الهندية السالكة في المعاملة بيعاً بتاً بتلاً فصلاً لا ثنيا فيه ولا خيار ولا وعد ولا نذر ولا غرر معه ولا إجبار صحيحاً صريحاً شرعياً معتبراً مرعياً مشتملاً على جميع المصححات الشرعية من الإيجاب والقبول والقبض والإقباض بالتخلية الشرعية مشفوعاً بإسقاط جميع متوجهات الدعاوى المسموعة من غبن وغرر وجهالة ومواطأة والأيمان لوجه الله تعالى جارياً من كل منهم في حالتي الصحة والاختيار من غير إكراه ولا إجبار وقد قبضت البايعتان المذكورتان الثمن بتمامه وكماله من يد المشتري فبرئت ذمته منه براءة شرعية براءة قبض واستيفاء حق فبموجب ما ذكر إنه لم يبق للمبايعتين في المبيع المذكور ولا في ثمنه لقبضهما له من يد المشتري حق ولا طلب بوجه ولا سبب بل صار ذلك المبيع المذكور وهو الستة النخيل المذكورة مالاً وملكاً صرفاً للمشتري من جملة أملاكه يتصرف فيه كيف شاء وأحب وأراد تصرف الملاك في أملاكهم وذوي الحقوق في حقوقهم لا منازع له ولا مصادع لجريانه على الوجه الشرعي كي لا يخفى والله خير الشاهدين وليعلم أن البدعة والناصرية المذكورين متجاورين وجميع النخيل المذكورة أوضاحهم من عين السفاحية شرباً معلومين الأوضاح ما عدى النخل المسمى أبو ظاعن فماؤه من كوكب الشيخ ووضحه من صبيحة يوم الأثنين ويوم الثلاثاء والأربعاء إلى ضحوة يوم الخميس (كلمة غير واضحة) الحاجة (كلمة غير واضحة) كي لا يخفى وجرا ذلك تحريراً باليوم السادس عشر من شهر ذي الحجة الحرام سنة 1322هـ الثانية والعشرين والثلاثمائة بعد الألف من الهجرة المقدسة صلعم (21/2/1905م).
شهد على البيع المذكور مبارك بن عبدالله بن جعفر الدلال مهره بالورقة.
شهد على البيع المذكور أحمد بن يوسف أسود الفارسي.
ثبت لدي ما ذكر وتحقق ما زبر في هذه الورقة من البيع المذكور بالثمن المزبور بشهادة مبارك الدلال وأحمد بن يوسف أسود كما هو محرر مسطور حتى لا يخفى حرره الفقير إلى الله شرف بن أحمد خادم الشرع في البحرين في شهر ذي الحجة سنة 1322هـ (2/1905م) مهره بالورقة.
* * *
السنوات الأولى:
ولد إبراهيم بن يوسف في فريق آل يوسف الكائن بقرب سوق القيصرية بجزيرة المحرق عام 1248هـ (1832م) وبها نشأ وترترع وتعلم المبادئ من كتابة وقراءة وخط وحساب في الكُتاب (المطوع) وحفظ قسطاً من القرآن الكريم. أما موضع سكناهم فقد كان آل يوسف يسكنون بالحي المسمى فريج اليوسف وهو يقع بالقرب من مسجد يوسف بن إبراهيم اليوسف بالقرب من سوق القيصرية القديم الأثري، والذي يتم تجديده في الوقت الراهن حيث المحرق القديمة، بعد بلوغ إبراهيم سن الشباب أخذه والده إلى السوق وكان من كبار تجار اللؤلؤ وبدأ يعلمه أصول مهنة اللؤلؤ حيث هي مهنة الأسرة الأولى فقد اشتهرت أسرة آل يوسف آنذاك بأنها من أغنى الأسر، ذات ثراء وأموال وجاه كما أنها أسرة ذات بر ومعروف وخير وإحسان.
تجارته:
وتشير بعض التقارير الإنكليزية إلى أن الشيخ إبراهيم بن يوسف "عنده خشب كبار (سفن) تبحر إلى الهند واليمن وغيرها. ولما زعل والده من الشيخ محمد بن خليفة خرج من البحرين وسكن في لنجة فلما توفي والده في لنجة بقي ابنه إبراهيم فيها، وكان يتوجه من لنجة إلى عُمان في أيام مشترى اللؤلؤ وكان على علاقة مع سلطان عمان ثويني بن سعيد آل بوسعيدي.
السكن في باسيدو:
وبسبب حركات حاكم لنجة استأذن إبراهيم بن يوسف السيد الثويني بن سعيد بأن يسكن باسيدو وأدرك ذلك وسكن في باسيدو وهي عبارة عن: محطة بريطانية عند نقطة في أقصى الغرب تسمى بهذا الاسم في جزيرة قشم وتقع على مسافة حوالي 25 ميلاً إلى الشرق من ناحية الشمال لمدينة لنجة وتضم باسيدو قرية أهلية تسمى بندر سنكو على بعد ميل تجاه الشرق وقرية نخلستان وتتكون جهة باسيدو من صخرة منخفضة ترتفع 20 قدماً فوق مستوى الماء المرتفع وهي مستوية القمة وبها قليل من النخيل. وهواؤها منطلق. وكانت المحطة عملياً غير مشغولة منذ إلغاء الفصيل البحري الهندي، ولكن ما زالت توجد 3 مستودعات وفرضة تمتد إلى المياه المنخفضة، ومكان للرماية لمسافة 600ياردة. ويوجد أيضاً مبنى صغير يرتفع عليه العلم البريطاني يومياً على بعد ربع ميل جنوبي المحطة أنظر (دليل الخليج) للوريمر القسم الجغرافي (1/337).
أما ثويني بن سعيد والذي حكم بين عامي (1273-1283هـ/1856 - 1866م) فهو الحاكم الرسمي لعمان بعد أن كان نائباً عن والده في أثناء إقامته في زنجبار، وفي سنة 1858م طالب ثويني بزنجبار وجهز حملة أبحر على رأسها في الحادي عشر من شباط سنة 1859م، إلا أنه اضطر إلى العودة إلى مسقط بعد تدخل البريطانيين.
واشتغل إبراهيم بن يوسف بعمله إلى سنة 1289هـ (1872م) وبعدما حكم الشيخ عيسى بن علي آل خليفة حاكم البحرين وبلغه حسن سيرته فوصل البحرين وحل في بيت هو عمره وعمر أيضاً أماكن غيره، وأدرك الحشمة والكرامة من الحُكام وله نخيل في البحرين، وله بيت في لنجة، وبيت في باسيدو، وبيت في الشارقة، وعنده خشب وغواويص، ومن اللغات لا يعرف سوى العربية.
زواجه وأولاده:
وقد تزوج إبراهيم بن يوسف عدة زوجات نشير إليهن هنا وهن: بنت علي بن محمد المناعي، (وهي شقيقة الشيخ سلطان بن علي بن محمد المناعي مؤلف كتاب أوزان اللؤلؤ وتاجر اللؤلؤ المشهور) ، كما تزوج بنت الشيخ سالم بن درويش آل بن عجمي المناعي شيخ قبيلة المنانعة بالبحرين، كما تزوج بنت عيسى بن خليفة الكبيسي وأولاده هم: راشد، ويوسف، وسالم، وخليفة، وعلي، ومحمد، وعبد الله، وسبيكة.
المراسلات:
وقفت على بعض الوثائق والمراسلات التي تشير إلى إبراهيم بن يوسف، وأصل هذه الوثائق من المقيمية السياسية البريطانية في بوشهر، ويلاحظ أن بعضها فيها أخطاء لغوية ونحوية لكن تم إثباتها كما في الأصل، لذلك وجب التنبيه حتى لا يخفى، وهذا نص ما ورد فيها.
1-الرسالة الأولى:
من المقيمية السياسية في بوشهر إلى محمد بشير وفيها إشارة إلى إبراهيم بن يوسف والشيخ حسن بن جبارة ورد فيها ما نصه:
في 7 صفر سنة 1280هـ مطابق 21 أكتوبر سنة 1863م
من محمد بشير(كلمة غير واضحة بالأصل)
لا يخفى بأن هذا الواصل إليك في طي الأحرف أحكام من حكام (كلمة غير واضحة) فبعد وصولها إليك يكون تبلغهما إلى أصحابها، وترى ما يصير نتيجة ذلك تعرفنا عنها، كذلك تصلك ورقة التزام من الشيخ حسن ابن جبارة، ومن إبراهيم بن يوسف لتطلع، والسلام.
* * *
2-الرسالة الثانية:
من المقيمية السياسية البريطانية في بوشهر إلى الحاج محمد بشير في 26 ربيع الأول سنة 1280 الموافق 11 سبتمبر سنة 1863م وهي تشير إلى أن إبراهيم بن يوسف تسلم مبلغاً من المال من المقيمية السياسية ويظهر أن هذا المال كان مودعاً في إحدى سفن إبراهيم بن يوسف ورد فيها ما نصه:
إلى الحاج محمد بشير في 26 ربيع الأول سنة 1280 الموافق 11 سبتمبر سنة 1863م
لا يخفى من جهة المال الذي في البغلة المسماة "البدوي المعروق" في كتابك الموقع في 1 ربيع الأول قد وصل إلينا وأحاط علمنا على مضمونه، ومن جهة مال إبراهيم بن يوسف يكون تسلمه بيده بنفسه، أم إلى الوكيل المأمور، ومن بأمر قام وتاخذ نسختان قبض الوصول.

* * *
3-الرسالة الثالثة:
من المقيمية السياسية البريطانية في بوشهر إلى إبراهيم بن يوسف في التاريخ المذكور (26 ربيع الأول سنة 1280 الموافق 11 سبتمبر سنة 1863م) وفيها إشارة إلى أن حاكم مغوه وهو إما الشيخ سليمان بن محمد المرزوقي الذي حكم بين عامي (1245هـ-1280هـ)، وإما الشيخ راشد بن حسين المرزوقي الذي حكم بين عامي (1280هـ-1303هـ) وقد أعطى إبراهيم بن يوسف صندوقين، ومغوه هذه عبارة عن قرية كبيرة تتبع مدينة لنجة وتقع في محافظة هرمزگان في جنوب إيران، وهي مقر حكم قبيلة المرازيق وتقع على ساحل الخليج العربي، ورد فيها ما نصه:
إلى إبراهيم بن يوسف في التاريخ المذكور (26 ربيع الأول سنة 1280 الموافق 11 سبتمبر سنة 1863م)
لا يخفى من جهة المال الذي لك في البغلة المسماة "البدوي المعروق" فمن جملة ذلك صندوقين قد تسلمت من حاكم مغوه بيد وكيلنا وقد أعطى (قوا) بأنه يسلم نصف بقشة القماش أم بثمنها فمن حيث أن وكيلنا ما يعرف ثمنها ما أمكن منه أن يستقبض ووكيلك أنت أيضاً غير حاضر، فعاد بما استحصلت من المال يمكنك أن تقبضه من الوكيل وتعطيه نسختين قبض على ذلك.
* * *
4-الرسالة الرابعة:
من المقيمية السياسية البريطانية في بوشهر إلى إبراهيم بن يوسف وهي تشير إلى أن بحارة إبراهيم بن يوسف قد آذوا سباهية الدولة الإنكليزية المقصود بعض الجنود الهنود، وقد كتب إبراهيم بن يوسف رسالة إلى قائد سباهية الدولة الإنكليزية يخبره بالأمر، والمقصود بالسباهية فهي كلمة اشتهرت أيام العثمانيين وهي تعني فرسان أو خيالة الدولة الإنكليزية، تقول الوثيقة:
إلى إبراهيم بن يوسف في 20 رجب سنة 1281هـ 20 ديسمبر سنة 1864م
لا يخفى هو أنه قد بلغنا صدور بعض الحركات المخالفة للقاعدة من جماعتك الساكنين في بندر(كلمة غير واضحة بوشهر أو شكار) وبالنسبة مع سباهية الدولة الإنكليزية الساكنين في باسيدوه وبأنه أنت كتبت إلى قائد السباهية بأن يمنعهم عن (قربهم) إلى صوبكم، وبأنهم إن شانوا معهم في السلوك فلا عليك الجواب عن ذلك فالمكان الذي اخترته للسكون في قرب مسكن الإنكليز حسب الظاهر لأجل أن يكون تحت ظل علم الدولة الإنكليزية فهذا كثير حسن ونحن دوماً طالبين ذلك الامر لكن يكون معلومك أن الدولة الإنكليزية ما تترك بأن جماعتك مستخفون أو يؤذون رعاياهم، ومهما لا قدر الله لك يعيد ومنهم كذا اتفاق، فسوف يكون الجواب عليك أنت وجماعتك، هذا ما لزم بيانه.
* * *
5-الرسالة الخامسة:
من المقيمية السياسية البريطانية في بوشهر وهي تشير إلى أن المقيمية قد كتبت إلى سلطان مسقط السيد ثويني بن سعيد في أن ينبه إبراهيم بن يوسف على التحركات التي يقوم بها، وهي تشير إلى أن بحارة إبراهيم بن يوسف قد آذوا سباهية الدولة الإنكليزية المقصود بعض الجنود الهنود، ورد فيها ما نصه:
(بعد تاريخ 8 شهر شوال سنة 1281هـ 7 مارج سنة 1865م بقليل والرسالة غير مؤرخة)
فالمراد من تحريره بأنه قد وصلت إلينا كتب شكاياتك، وأننا قد كتبنا إلى جناب الأفخم الأشيم سلطان مسقط بأن ينبه إبراهيم بن يوسف فأنت يكون تستمر برفع الخبر عن حركاته مع الإثبات عن كل ما كتبته وتكتبه بعد هذا، ونظرنا نحن أن نجيه جبراً على (كلمة غير واضحة) وأسلم كتاب منا باسم جناب السيد ثويني فكل من هو قادر يكون يبادر بإرساله فيه وبه.
* * *
6-الرسالة السادسة:
من المقيمية السياسية البريطانية في بوشهر ورد فيها ذكر لإبراهيم بن يوسف وهي تشير إلى أنه صدرت عدة شكاوى من سباهية الدولة الإنكليزية (كتيبة من الجنود الهنود كانت مقيمة في باسيدو) على إبراهيم بن يوسف وبحارته وبالتالي فقد قررت بريطانيا تقديم إنذار له على ذلك وبعدها بفترة تجددت الشكايات عليه وبالتالي فقررت المقيمىة في بوشهر إرسالة مركب الدخان (الباخرة الحربية) إلى باسيدو وذلك ربما لإخافة وإرهاب إبراهيم بن يوسف ورجاله أو ربما لقصف بعض المناطق لا نعلم حقيقىة الأمر، تقول الوثيقة:
28 شهر شوال سنة 1281هـ مطابق 27 مارج سنة 1865م
ثم لا يخفى بأن جنابكم المحترم مطلع بأن واحداً من عرب البحر(كلمة مطموسة) إبراهيم بن يوسف (كلمة غير واضحة) له قرية قريباً من مسكنا نحن في باسيدو بالمداخلة في الذي تلجأ إليه أخشابنا ففي شهر (كلمة غير واضحة) الماضي كنا نحن في باسيدو فصدرت شكايات سوء على المذكور هو وعلايقه على السباهية وغيرهم فذلك الان خبرناه على سبيل الإنذار ثم في هذا الأثناء تجددت الشكايات عليه سوادها ملفوف طي الأحرف تطلعون عليه اسمكم الشريف وبأن الصداقة والمودة بيننا وبينكم كانت الأقدار على عمال حتى يكون لكم الفرصة للتنبه التام طلب (كلمة مطموسة) ولكن في ذا البين ينبغي أن نظهر لجنابكم المحترم صريحاً أن دولة الإنكليز ما تترك كذا سوء سلوك دون تنبيه وبأنه على أي حال أن تكون تلك الحركات فلازم علينا أن نرسل مركب الدخان عدال قريب المذكور ويجنبه في الطريق جبراً هذا ما لزم بيانه.
* * *
7-الرسالة السابعة:
من المقيمية السياسية البريطانية في بوشهر والتي فيما يظهر قد استشارت سلطان مسقط السيد ثويني بن سعيد في مسألة إبراهيم بن يوسف واعتداء رجاله بالضرب لعدد من رجال سباهية الدولة الإنكليزية (كتيبة من الجنود الهنود كانت مقيمة في باسيدو) فاقترح السيد ثويني إخراج إبراهيم بن يوسف جبراً من حدود باسيدو تقول الوثيقة:
تاريخ 9 ذو القعدة الحرام سنة 1281هـ مطابق 10 إبريل سنة 1865م
فلا يخفى حيث إن إبراهيم بن يوسف يذكر اسم السيد ثويني بالنسبة لسوء سلوكه مع دولة الإنكليز، فنحن قد رفعنا إليه تنبيه إلى أن نتخاطب مع جناب السيد ثويني عن ذلك، وجناب السيد ثويني بالمرة (كلمة غير واضحة هكذا رسمها: ميعد) نفسه عرفتك ذكر اسمه من إبراهيم بن يوسف ولد خيال أن يخرجه وسوف يكتب له هذا المضمون مع الميل، فأنت ينبغي منك أن تخبر إبراهيم بن يوسف بأنه إن تجاسر دفعة أخرى في الجبر وانهار الانكليز التي مر الاتفاق وتروح إلى تلك الدوحة التي قريب من باسيدوه، أم تجاسر ويكون سبباً لضرب أي من رعايا أم اتباع الانكليز فنحن نعمل الخيار الذي قصده السيد ثويني ونخرجه جبراً من حدود باسيدوه التي هو منتقل إليها لأجل المحافظة نعلم الانكليز وحسب الظاهر مراده أن اثنين اسم العرب اتخذا الملجأ هناك ويعمل امور بلا حياء، فينبغي منك أن تطلب من إبراهيم بن يوسف المعذرة التامة عما سلف من سوء سلوك (كلمة غير واضحة) ورقة ريبورت كاملة عن حركاته ويكون حاضرة عندك إلى حين ورودنا نحن إلى باسيدو بعد التاريخ بمدة ستة أشهر هذا.
* * *
8-الرسالة الثامنة:
من المقيمية السياسية البريطانية في بوشهر ورد فيها أن إبراهيم بن يوسف أرسل كتاباً إلى المقيمية ورد فيها ما نصه:
15 شهر محرم الحرام سنة 1282هـ مطابق 10جون سنة 1865م
ولا يخفى هذه الأيام قد وصل إلينا كتاب من إبراهيم بن يوسف فلاطلاعك على مضمونه قد نقلنا سواده وأرسلنا لك في طي هذه الأحرف، فبعدما تطلع على جوابه تعرفنا عن صفة المقدمة مفصلا حتى نكون على بصيرة هذا .
* * *
9-الرسالة التاسعة:
من المقيمية السياسية البريطانية في بوشهر إلى محمد بشير وفيها إشارة إلى إبراهيم بن يوسف حيث يبيع مركباً مُتحطماً يدعى "يولنزي" والمقيمية البريطانية تريد بعض التفاصيل والمعلومات عن هذا المركب، ورد فيها ما نصه:
8 صفر سنة 1282هـ مطابق 18 أكتوبر سنة 1865م من محمد بشير
ولا يخفى قد وصل إلينا كتابك مع أوراق المحاسبات من جهة بيع مركب المكسورة يولنزي اخبارات المندرجة في كتابك المزبورة ما حصل لنا اطلاعاً كافياً، أولا ما عرفتنا كتير المركب أي نوع كان؟ ومن حاكم في بيعها؟ وتبيعها أي نوع كان؟ وإشكالات التي قد وقع من إبراهيم بن يوسف عن بيعها ومن كانوا مشتريها؟ وكيف صار دراهم بيعها؟ ودراهم التي صار مخارج المركب على موجب دستور العمل هل قصروا عن مبلغ بيعها (امره) وبحار المركب كيف صار عليهم وستور المركب في مكانه (امره) كل اختبارات التي تنيب إلى مركب المزبور فلا (كلمة غير واضحة) منك توقفها إلى كوبي دولة الانكليز، هذا ما لزم عرفناك والسلام.
* * *
حادثة وقعت لإحدى سفن إبراهيم بن يوسف (1878م):
وهذه وثيقة بريطانية تشير إلى حادثة وقعت لإحدى سفن إبراهيم بن يوسف، حيث تشير الوثيقة إلى أنه قام جماعة من بني هاجر بهجوم مُباغت على سفينة من نوع بغلة يملكها ابراهيم بن يوسف، وذلك حين قاد القارب إلى دارين وقد استولى جماعة بني هاجر على القارب هناك وساقوه إلى الدمام حيث نزلوا إلى البر وسمحوا للطاقم بالذهاب، باستثناء حبيسين احتفظوا بهما والوثيقة هي عبارة عن جدول يسجل حالات (أعمال) القرصنة التي وقعت على ساحلي القطيف وقطر منذ شهر يوليو والمدونة في رسالة المقيم في الخليج الفارسي رقم 245 بتاريخ 4 نوفمبر 1878 :
"تفصيلات الحادثة: قام جماعة من بني هاجر بهجوم مُباغت على قارب من نوع الــ ( BAGIS) (لعل المقصود سفينة من نوع بغلة) يملكه ابراهيم بن يوسف، أحد مواطني البحرين، وذلك حين قاد القارب إلى دارين قرب القطيف نوخذة القارب أحمد بن محمد لباشك. وقد استولى جماعة بني هاجر على القارب هناك وساقوه إلى الدمام حيث نزلوا إلى البر وسمحوا للطاقم بالذهاب، باستثناء حبيسين احتفظوا بهما. الجدير ذكره أن ابراهيم بن يوسف اكتسب الجنسية البريطانية، وهو بالتالي من الرعايا البريطانيين "المجنسين".
عدد القتلى والجرحى ومن حوكم بارتكاب الجرائم: سرقوا عبداً يملكه محمد عبد الله، كما سرقوا محمد، وهو صبي من بندر لنجة، وابن أحد أفراد الطاقم.
قيمة ما سرق أو نُهب: استولوا على قارب (المشوع) وعلى مكتب يملكه النوخذة وعلى بعض حاجيات وأمتعة طاقم القارب.
إسم ومكان إقامة القراصنة بقدر ما كان ذلك معروفاً أو مؤكدا:ً جماعة مؤلفة من خمسة وعشرين رجلاً من بني هاجر، يقودهم زيد بن محمد زعيم القراصنة في القضية رقم 3 ـ ج.
السلطة المحققة والدليل الثابت على كل حالة بلغنا بها: رسالة المالك ابراهيم بن يوسف المؤرخة في الثامن والعشرين من سبتمبر 1878".
* * *
من أعماله الخيرية:
لابراهيم بن يوسف العديد من أعمال الخير والبر والإحسان فمن ذلك:
الصدقات على طلبة العلم:
حيث يذكر الشيخ خليفة بن جمعان الخزرجي في رسالة له أنه كان لشخص يدعى عبد السلام وهو طالب علم عادة لدى التاجر إبراهيم بن يوسف وهي عادة سنوية عبارة عن مبلغ من المال وهذا مما يدل على إحسان الرجل ورعايته لطلاب العلم وعنايته بهم يقول:
"بصحبة شيخ عبد السلام هذا الكتاب لكن أشكل علينا أمره، من حيث ثبت عندنا مسيره إلى الشيخ أحمد الكوهجي، وإنه استشار في ذلك جملة من الأصحاب منهم الشيخ عبد الرحمن البستكي وأشار عليه بالمسير، ورأينا الرجل عازم واستشارني في أنه له عادة عند إبراهيم بن يوسف".
وفاته في دارين:
توفي إبراهيم بن يوسف الطيور آل بن عجمي في دارين ويظهر أنه كان هناك نتيجة لذهابه لشراء اللؤلؤ ودفن بمقبرة دارين، كما تشير إلى ذلك المصادر الأجنبية رحمه الله تعالى.
وهذه بعض الوثائق التي تشير إلى أبناء إبراهيم بن يوسف بعد وصولهم إلى البحرين واستقرارهم فيها، ويلاحظ أنها في أغلبها وثائق لبيع الأملاك والعقارات مما يدل على ثراء هذه الأسرة وكثرة أموالها في تلك الفترة وقبل كساد اللؤلؤ.
الحال بعد إبراهيم بن يوسف:
أما يوسف بن إبراهيم بن يوسف بن إبراهيم (1268هـ- بعد 1309هـ) (1851م- بعد 1892م) فهو تاجر لؤلؤ، من مواليد جزيرة قيس، مقيم في بومبي، وهو أكبر أبناء الشيخ إبراهيم بن يوسف، وهو من قام ببناء مسجد (مسجد يوسف بن إبراهيم اليوسف) بالمحرق، يوصف بأن لديه أسرة كبيرة، حصل بينه وبين الشيخ عيسى بن علي آل خليفة حاكم البحرين، خلاف كبير حول بعض النخيل والمزارع.
ورد في كتاب (تاريخ البحرين السياسي) فتوح عبد المحسن الخترش (ص365 ): "في عام 1892م (1309هـ) تقدم يوسف بن إبراهيم بمذكرة لحكومة الهند حول ما يزعمه من اغتصاب شيخ البحرين لبعض مزارع التمر التي يملكها في منطقتي شكارى وبايمل، وقد لخص المقيم السياسي حقائق هذا الموضوع كما يلي:
كان إبراهيم بن يوسف والد مقدم المذكرة من عتوب البحرين، الذين تجمعهم علاقة غير ودية بالشيخ، ولكنه يحظى برعاية المقيم السياسي نظراً لما يحمله من مُستندات تثبت جنسيته التي كان عليها أثناء إقامته في بومبي، وقبل وفاته بعدة سنوات في عام 1889م (1306هـ) في دارين وهي من الأراضي التركية، عاد إلى البحرين واستقر بها، وقام برفع دعوى ضد الشيخ عيسى شيخ البحرين، بعد تدخل الميجر جرانت الذي كان يشغل منصب المقيم السياسي المساعد في ذلك الوقت في البحرين والذي حسم الخلاف بتسليمه إحدى مزارع التمر التي يدور الحديث حولها الآن. وهناك مزرعة أخرى قدمها شيخ البحرين هدية لإبراهيم بن يوسف كتعبير عن رضائه عن عودته إلى البحرين، وبعد موت إبراهيم استرد الشيخ المزرعتين مرة أخرى.
ومقدم الشكوى هو الابن الأكبر لإبراهيم بن يوسف الذي خلف وراءه أسرة كبيرة، وعند وفاة والده، كان يقيم في بومباي، وعند عودته إلى البحرين عينه الشيخ لإدارة المزارع، ولكن الورثة الآخرين اعترضوا وتقدموا بشكاواهم للمقيم، على أساس عدم كفاءة يوسف ونظراً لوقوعه تحت سيطرة المدعو عبد الرحمن، المشهور بأنه شخص لا يقيم وزناً للمبادئ وبناء على ذلك أوضح الكولونيل روس لشيخ البحرين أن بعض الرعايا البريطانيين لهم مصالح في المزارع، وطلب منه أن يتأكد من إدارتها بطريقة نزيهة وعادلة، ورد الشيخ بأنه لمس بالفعل عدم كفاءة يوسف، ولذلك نقل مهمة الإدارة إلى غازي.
ووافق الكولونيل روس على هذا الإجراء ثم رفض أن يتدخل أكثر من ذلك ووعد شيخ البحرين أن يبذل كل جهد من أجل تسوية المسألة في أقرب وقت.
ثم تقدم الشاكي بمذكرة إلى حكومة الهند، فرفضت ما تقدم به من مطالب.
ثم تقدم بمذكرة أخرى إلى وزير الخارجية قوبلت بدورها بالرفض، وتم إخطاره بأن حكومة صاحبة الجلالة ترفض التدخل باسمه".
ويظهر بأنه أكبر أبناء إبراهيم بن يوسف، وقد قام يوسف بن إبراهيم بالعديد من أعمال الخير والبر والإحسان، وهذه بعض الأمثلة التي وقفنا عليها أثناء تنقيبنا عن سيرته، وما ذكر يدل على ما سواه.
تجديد بناء مسجد يوسف بن إبراهيم اليوسف.
أقدم باني للمسجد نعرفه هو تاجر اللؤلؤ يوسف بن إبراهيم اليوسف المعروف بأبي طيور (1268هـ-بعد 1309هـ) (1851م-بعد 1892م)، ولا أدري لماذا غيرت الأوقاف السنية اسم المسجد من "يوسف بن إبراهيم" إلى "إبراهيم بن يوسف"؟!! هل هناك سر ما في هذا التغيير؟ وهل هذا كان عن عمد أم بطريق الخطأ؟ حيث إن كثيراً من المساجد قد تم التلاعب بأسمائها القديمة، وإن عدداً من الوثائق القديمة والحديثة نسبياً والتي تشير إلى هذا المسجد كلها تذكره باسم "يوسف بن إبراهيم اليوسف" قولاً واحداً. أما ما ذكره الأستاذ صلاح الجودر قد سماه في كتابه (مساجد المحرق) (ص91) بـ (مسجد إبراهيم بن يوسف المناصير) فهذا أيضاً غير صحيح، لأن المؤسس ليس من المناصير، بل هو من آل بن عجمي المنانعة، كما يؤكد ذلك الوجيه العم محمد بن عبد الله بن عيسى المناعي في مقابلة أجريتها معه. أما فترة بناء المسجد من قبل يوسف بن إبراهيم فقد كانت بين عامي (1872م- 1892م) حيث إنها الفترة التي استقر فيها في البحرين بعد أن كان مقيماً في بعض بنادر فارس، ثم جدده التاجر يوسف فخرو حوالي عام 1920م.
وقد أوقف يوسف فخرو عمارة له في بلدة الدوحة بقطر والتي كان يسكنها أحمد عبيدان فخرو وذلك على يد الصالح من ذريته، ثم على ما تناسل منهم يتصدق بأجرتها على قرابته وذوي رحمه الأقرب فالأقرب بحسب اجتهاد المتولي، وكذلك قد أوقف وحبس المخزن (البخار) الملاصق لقيسارية سوق المحرق على يد الصالح من ذريته يعطي من أجرة المخزن (البخار) المذكور خمسون روبية للمُحدث الذي يُحدث في شهر رمضان في مسجد يوسف بن إبراهيم اليوسف، وباقي الأُجرة يُصرف في وجوه البر والخير وهذا نص ما ورد في الوقفية:
بسم الله الرحمن الرحيم
الداعي لتحريره هو أن الرجل يوسف بن عبد الرحمن فخرو قد أوقف وحبس العمارة الكائنة في قطر في بلدة الدوحة التي ساكن فيها أحمد عبيدان فخرو من أصل ماله وقفاً خالصاً لله تعالى على يد الصالح من ذريته ثم على يد ما تناسل منهم يتصدق بأجرتها على قرابته وذوي رحمه الأقرب فالأقرب بحسب اجتهاد المتولي وكذلك قد أوقف وحبس البخار الملاصق لقيسارية سوق المحرق الكائن عند الباب الأوسط لله تعالى على يد الصالح من ذريته يعطي من أجرة البخار المذكور خمسون روبية للمحدث الذي يحدث في شهر رمضان في مسجد يوسف بن إبراهيم اليوسف وباقي الأجرة يصرف في وجوه البر والخير وقد تخلى عن الوقف المذكور وأخرجه عن ملكه وصيره في تصرف ولديه أحمد ومحمد يعملان بما هو منصوص في مصرف إجارة الوقف ابتغاء لوجه الله وطلب مرضاته فمن بدله بعدما سمعه فالله حسيبه وولي الانتقام منه جرى تحريراً في اليوم الخامس من شهر شعبان عام ألف وثلاثماية وتسعة وثلاثين (14/4/1921م). صحيح يوسف بن عبد الرحمن فخرو
أشهدني على الوقف المقرر بهذه الوثيقة أحمد بن عبد الله بن جودر مهره بالورقة
* * *
ومما يؤكد على ذلك ما ورد في (جريدة البحرين) لعبد الله الزائد في إعلانات دائرة الطابو بتاريخ 14 سبتمبر 1939م ما نصه:
إن دائرة الأوقاف الشرعية طلبت تسجيل النخل المسمى البسيتين الكائن بجزيرة سترة وقفاً على إمام مسجد يوسف بن إبراهيم اليوسف الكائن بالمحرق فعلى من لديه اعتراض أن يقدمه إلى دائرة الطابو.
* * *
أما محمد وعبدالله وعلي ابناء إبراهيم بن يوسف: فقد وردت الإشارة إليهم في وثيقة نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم
الداعي لتحريره هو أنه أنا محمد بن إبراهيم بن يوسف أصالة عن نفسي وبوكالتي الشرعية عن أخي علي بن إبراهيم وأنا يا عبدالله بن إبراهيم بن يوسف نقر ونعترف بالطوع والاختيار بأننا قد تنازلنا عن دعوانا التي على بيت فاطمة بنت عيسى بن طريف الكائن موقعه في ساحة المحرق من بلاد البحرين المعلوم محلة وحدوداً وقد أسقطنا جميع الحقوق والدعاوي السابقة التي على البيت المذكور ولم يبق لنا فيه حق ولا دعوى، وأذنا لمن شهد وكفى بالله شهيداً . حرره في 6 رجب سنة 1338هـ (26/3/1920م).
صحيح محمد بن إبراهيم اليوسف مهره بالورقة.
صحيح عبدالله بن إبراهيم اليوسف مهره بالورقة.
شهد بذلك عيسى بن أحمد بجير بيده.
شهد بذلك علي بن إبراهيم الزياني مهره بالورقة.
ثبت لدي ما ذكر في هذه الورقة وأنا عبدالله بن عيسى آل خليفة مهره بالورقة.
* * *
أما سالم وخليفة ابنا إبراهيم بن يوسف، فقد وردت الإشارة إليهم في وثيقة هذا نصها:
بسم الله
الموجب لهذا التحرير هو أنا يا قاسم بن محمد بن عبدالوهاب بن فيحان بأن من جهة العمارة التي خلفها والدي المرحوم محمد في المحرق إحدى قرى البحرين الذي ادعيا فيها سالم وخليفة أبناء إبراهيم بن يوسف عند باليوز صاحب بالبحرين والباليوز المذكور عرفني عن دعواهم فيها بالخط الذي نمرة 573 المؤرخ 17 أكتوبر سنة 1908 فيكون معلوماً لكافة من يراه بأني سقطت جميع ما كان لي من حق في العمارة المذكورة أعلاه إلى سالم وخليفة أبناء إبراهيم بن يوسف (كلمة غير واضحة بالأصل) الذكور الأشقا لهم من الأبوين ولا بقا لي فيها حق ولا دعوى حتى لا يخفى حرر في 16 محرم الحرام سنة 1327هـ (17 /2/1909م).
جاسم بن محمد العبدالوهاب
بإقرار قاسم المذكور وصحيحه ثبت لدي ما ذكر كما ذكر حتى لا يخفى حرره الفقير إلى الله شرف بن أحمد خادم الشرع في البحرين في شهر محرم سنة 1327هـ مهره بالورقة.
ثبت لدي ما ذكر في هذه الورقة وأنا عيسى بن علي آل خليفة مهره بالورقة.
* * *
وأما سبيكة بنت إبراهيم بن يوسف: فقد وردت الإشارة إليها في وثيقة تشتري من سلمان بن علي بن شريدة الحوطتين الكائنتين بالمحرق في فريج اليوسف تقول الوثيقة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الموجب لتحرير هذه الورقة الشرعية والأحرف المقررة المرعية دالة دلالة قطعية تدل على جناب الرجل سلمان بن علي بن شريدة آل شريدة أنه قد باع على سبيكة بنت إبراهيم بن يوسف آل يوسف تمام وكمال الحوطتين المتلاصقتين ببعضهما البعض الكائن موقعهما ومحلاتهما في المحرق من أعمال البحرين في فريق إبراهيم بن يوسف وكل واحدة منهما لها حدود معلومة وأذرع (مفهومة) أم القبلية من الحوطتين يحدها من الغرب بيت الذي فيه محمد بن سلمان بن صقر وشمالاً الطريق النافذ وشرقاً الطريق والحوطة لصيقتها التي في المبيع وجنوباً ساس بيت أولاد إبراهيم بن يوسف من راس خصم العاير مال البيت الذي فيه محمد بن سلمان من الجنوب غرباً وشرقاً شد خيط ثلاثين ذراع وشمالاً وجنوباً شد خيط سبعة وثلاثين ذراع وتابعة لها كسوة عند بابها داخلة فيها من غير تلك الأذرع المذكورة طولها شمالاً وجنوباً خمسة أذرع وشرقاً وغرباً ثلاثة أذرع ونصف وحدود الحوطة الثانية غرباً يحدها الحوطة الثانية المذكورة وبيت أولاد إبراهيم بن يوسف وشمالاً الطريق وشرقاً الطريق الذي يخص بيت أحمد بن عبدالله المناعي وجنوباً طوفة أحمد بن عبدالله المناعي وطولها شمالاً وجنوباً عشرين ذراع ونصف وعرضها غرباً وشرقاً تسعة عشر ذراع ونصف فالجميع وجملة ما لهما من حدود وحقوق وتوابع ولواحق وضمائم وعلائق من أرض وحجارة وحيطان وما ينسب لهما من حديث وقديم عن ثمن عدده وقدره وصفته ألف روبية وماية روبية سكة مسلمة منقودة مقبوضة في محل العقد قبضها البايع من المشترية قبضاً وإقباضاً مستعداً لهما شرعاً وذلك من بعد سبق الرؤية النافذة فيهما من الجانبين واسقاط الخيرة من الطرفين بيعاً بتاً بتلاً بتياً مشتملين على مصححات البيع ومصلحاته وشروطه ولوازمه من إيجاب وقبول وإخلا وتخلية فبموجبه ومقتضاه وصريح زبره وفحواه صارت تلك الحوطتان المذكورتان مالاً وملكاً للمشترية المزبورة تتصرف مهما كيف وأحبت وشاءت من غير معارض يعارضها ولا مانع يمنعها ولا بقي للبايع في تلك المبيع لا حق ولا مستحق ولا دعوى بوجه ما ولا سبب حتى لا يخفى والله خير شاهد ووكيل حرر في 22 صفر سنة 1338هـ (16/11/1919م) صحيح سلمان بن علي بن شريدة مهره بالورقة.
شهد بذلك عبدالله بن عبدالرحمن البوراشد.
ثبت لدي ما ذكر في هذه الورقة وأنا عيسى بن علي آل خليفة مهره بالورقة.
* * *

وثيقة تشير إلى آل يوسف:
وهذه وثيقة تشير إلى بعض آل يوسف ومن عاش منهم في البحرين بعد وفاة المترجم له إبراهيم بن يوسف، ومنهم: أحمد بن عيسى بن خليفة اليوسف، وراشد بن شاهين اليوسف، وعبدالعزيز بن الشيخ حسن بن يوسف وغيرهم تقول الوثيقة وهي وثيقة مقاسمة:
بسم الله الرحمن الرحيم
من (كلمة غير واضحة) التحرير هو الإعلام بالحجة لبيع البيت المعلوم محلة في بلدة المحرق بوسطها الغربي الموالي لسوقها وهو الشطر الجنوبي من بيت راشد بن شاهين اليوسف المميز بالمقاسمة الشرعية عن الورثة الآخرين المحدود شمالاً ملك فليفل وبيت أحمد بن راشد وغرباً وجنوباً الطريق النافذة وشرقاً بيت عبدالعزيز بن الشيخ حسن بن يوسف الذي تمحض ملكاً لعائشة بنت عيسى بن خليفة زوجة راشد وأولادها منه وهم: عبدالله وشيخة ومنيرة، ولفاطمة بنت راشد البائعة سهمها على أحمد بن عيسى بن خليفة بوثيقة مرضية.
ولما أن شيخة ماتت وورثها زوجها خليفة بن إبراهيم وأولادها منه وهم: راشد وعيسى ومريم وأمها عائشة المذكورة ثم ماتت عائشة عن زوجها محمد بن إبراهيم بن يوسف وعن أولادها عبدالله ومنيرة فتقرر أن هذا البيت كان مشتركاً لعبدالله ومنيرة إرثاً من أبيهما راشد ومن أمهما عائشة ولمحمد بن إبراهيم إرثاً من زوجته عائشة ولأحمد بن عيسى شراءً من فاطمة، ولخليفة بن إبراهيم وأولاده منها القاصرين إرثاً من شيخة فقط فأراد أحمد بن عيسى بن خليفة ووكيل عبدالله بن راشد ووكيل منيرة بنت راشد وهو زوجها أحمد بن محمد بن خاطر بيع سهامهم من البيت (كلمة غير واضحة) ولغيبة خليفة رفعوا أمرهم إلى الحكومة المحلية وإلى معتمد الدولة البريطانية لتعلق أحمد بن عيسى وكيل عبدالله بن راشد بها وحيث أن البيت لا ينقسم قسمة شرعية بين الشركاء المذكورين مساحة قرر مجلس الحكومة المشتركة بيع البيت المذكور في سوق المزايدة فنودي به مدة مديدة تناهت فيه المزايدات وانتهت فيه الرغبات فبلغ بين صفقتين أربعة عشر ألف روبية وخمسين روبية ووقف أياماً لا يزيد شيئاً فزاد الرجل الفاضل الشيخ عبدالوهاب بن حجي الزياني في الجميع ثلاثماية وخمسين روبية فبلغ الجميع أربعة عشر ألف روبية وأربعمائة روبية فأمضى جميع من ذكر البيع بهذا الثمن على المشتري الشيخ عبدالوهاب المذكور وأمضت الحكومتان العادلتان هذا المبيع على الغائب الممتنع من الانقياد لأوامر الحكومتين حيث لم يحضر ولم يوكل وعلى أولاده القاصرين الذين هم في ولايته والتزمت الحكومتان أن لا تسمع لخليفة المذكور ولا لأولاده دعوى بوجه من الوجوه على البيت المذكور ولا على المشتري المزبور في هذا الخصوص وعلى هذا الالتزام سلم المشتري جميع الثمن وهو أربعة عشر ألف وأربعماية روبية إلى بيت معتمد الدولة البريطانية ليقبض كل ذي حق مستحقه وبهذا التسليم برئت ذمة المشتري من جميع من له حق ومستحق في هذا البيت وتمحض ملكه للشيخ عبدالوهاب بن حجي الزياني فبموجب ما تقرر من هذا البيع الصحيح المشتمل على شرائط الصحة ولوازمها وتسليم الثمن إلى معتمد الدولة العادلة المرضية لم يبق لأحد في هذا البيت حق ولا طلب ولا دعوى بوجه من الوجوه في حقوقهم من غير منازع ولا معارض بوجه من الوجوه حتى لا يخفى حرر في شهر رجب سنة 1338هـ (مارس 1920م).
نعم إنني أمضيت هذه الورقة عن نفسي وعن موكلي عبدالله بن راشد بن شاهين اليوسف وأنا الأقل أحمد بن عيسى بن خليفة اليوسف مهره بالورقة.
ما نسب إلي في هذه الورقة من إمضاء البيع عن موكلتي منيرة صحيح أحمد بن محمد مهره بالورقة.
محمد بن إبراهيم اليوسف ما نسبه البيع إلي (كلمة مطموسة) من زوجته مهره بالورقة.
ثبت لدي ما ذكر في هذه الورقة وأنا عيسى بن علي آل خليفة مهره بالورقة.
* * *
من بقي الآن من ذرية آل يوسف:
يشير الوجيه محمد بن عبدالله بن عيسى المناعي إلى أنه لم يبق من ذرية آل يوسف الآن إلا عبدالرحمن بن إبراهيم اليوسف (1900- 1952م) وذريته من بعده، وكان من أهل البحرين ثم ذهب إلى الشارقة واستقر هناك. وله ذرية كان يزورهم في الماضي الحاج عبد الله بن عيسى المناعي، والآن انقطعت الصلة بهم.
كذلك بقيت ذرية راشد بن شاهين بن عبد الله بن يوسف بن إبراهيم (1276هـ-بعد 1317هـ) (1859م-بعد 1900م) وهو تاجر لؤلؤ، من مواليد مدينة لنجة، عاش بها سنوات، ثم انتقل للعيش بالبحرين وبها استقر إلى وفاته، له العديد من أعمال الخير فمن ذلك أوقف كتاباً وهو (شرح الزرقاني على المواهب اللدنية) للقسطلاني، في ثواب والده على الشيخ إبراهيم بن هاشل آل بن عجمي المناعي التميمي، -أشرنا له في بداية الدراسة- وقد تزوج من السيدة عائشة بنت عيسى بن خليفة اليوسف، ورزق من الذرية بـ: عبد الله، وشيخة، ومنيرة، وفاطمة. وقد تزوج عائشة بنت عيسى اليوسف قبل المذكور الشيخ إبراهيم بن حمد بن عيسى بن علي الخليفة ثم طلقها، فتزوجها راشد بن شاهين بن عبد الله اليوسف.
فأما شيخة بنت راشد بن شاهين بن عبد الله بن يوسف بن إبراهيم فقد تزوجت من خليفة بن إبراهيم ورزقت براشد، وعيسى.
وأما منيرة بنت راشد بن شاهين بن عبد الله بن يوسف بن إبراهيم فقد تزوجت من الشيخ أحمد بن محمد بن خاطر آل بوعينين.
وأما عبد الله بن راشد بن شاهين بن عبد الله بن يوسف بن إبراهيم (1317هـ-1410هـ) (1900-1990م) فهو من مواليد مدينة المنامة، تعلم المبادئ في الكُتاب (المطوع) ثم رحل إلى الهند للدراسة في جامعة أجرا وتخرج منها حيث كان ملماً بالإنكليزية والعربية، وكان من القلة الذين يتقنون اللغة الإنكليزية في البحرين آنذاك، عينه الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة حاكم البحرين كاتباً للمحكمة ومساعداً لكبير الكُتاب، ورد في وثيقة التعيين ما نصه:
حكومة البحرين
قد عينا عبد الله بن راشد كاتباً لمحكمة حكومتي ومساعداً لكبير الكتاب في أشغال الإدارة وعينا له في الشهر ماية روبية مشاهرة ودخوله في الشغل من تاريخ 5 ذو القعدة سنة 1341هـ الموافق 18 يونيو 1923م.
عن حمد بن عيسى آل خليفة
نائب حكومة البحرين
* * *
رزق عبد الله بن راشد بـ: راشد، ومحمد، وعبد الإله، وثلاث بنات.
فأما راشد بن عبد الله بن راشد بن شاهين بن عبد الله بن يوسف بن إبراهيم (1930م-000) فرزق بـ: ابنين.
وأما عبد الإله بن عبد الله بن راشد بن شاهين بن عبد الله بن يوسف بن إبراهيم (1941م-000) (1360هـ-000) فرزق بـ: نواف، وبنتين.
وأما محمد بن عبد الله بن راشد بن شاهين بن عبد الله بن يوسف بن إبراهيم (000-000) فرزق بـ: عبد الله، وبنتين. وهؤلاء هم آخر من بقي من ذرية آل يوسف في البحرين، وأما باقي فروع الأسرة فقد انقضروا ولم يخلفوا ذرية.
مصادر الترجمة:
1-مجلة الوثيقة، العدد 24.
2-مجموعة الوثائق، خاصة بالكاتب.
3-مقابلة مع الشاعر مبارك بن عمرو العماري.
4-التحفة النبهانية، محمد بن خليفة النبهاني.
5-محمد بن خليفة الأسطورة والتاريخ الموازي، مي الخليفة.
6-دليل الخليج، ج. ج. لوريمر.
7-كتاب تاريخ البحرين السياسي، فتوح عبد المحسن الخترش.
8-مجموعة وثائق، مركز جمعة الماجد دبي الإمارات العربية المتحدة.
9-تاريخ لنجة، كاملة القاسمي.
10-مقابلة مع الوجيه محمد بن عبدالله بن عيسى آل بن عجمي المناعي.
11-موقع المناعي على شبكة الإنترنت.
12-كتاب آل بن علي العتوب وقبائل الخليج العربي، عبد الله بن حسين آل بن علي.
13-كتاب لمحات من تاريخ قطر، الشيخ محمد بن أحمد آل ثاني.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

القول الجلي في تحقيق مولد سمو الشيخ عيسى بن علي بقلم الباحث بشار الحادي

القول الجلي في تحقيق مولد سمو الشيخ عيسى بن علي وهو سمو الشيخ عيسى بن علي  بن خليفة آل خليفة حاكم البحرين طيب الله ثراه ...