فقدت رابطة الأدباء والشعب عامة الأديب والشاعر الكويتي جاسم عيسى النصرالله الذي وافته المنية فجر الاحد 2011/11/6 بعد حياة حافلة حيث إنه ولد سنة 1912.
اختلف في مولده رحمه الله ولكنه أكد للاستاذ عادل العبدالمغني أنه ولد سنة (الطفحة) وهي التي كثر فيها جني اللؤلؤ وانتعشت الأحوال المادية وزاد الثراء عند تجار اللؤلؤ وعم الخير في البلاد.
الأستاذ جاسم النصر الله ولد في البحرين لوجود والده هناك للعمل مع أسرته، ودرس رحمه الله في مدرسة الهداية الخليفية بالبحرين، وكان الأديب الكويتي خالد الفرج أحد مدرسيها البارزين، وتولى الفرج إدارة المدرسة لفترة من الزمن.. ويمضي الأستاذ عادل في مقاله الذي نُشر في جريدة (القبس) بتاريخ 12 نوفمبر 2011 فيقول إن الأستاذ جاسم النصر الله توجه في سنة 1934 إلى الاحساء والقطيف للدراسة والعمل، ودرس في رباط الشيخ أبو بكر، وكان من مرتادي هذا الرباط الشيخ يوسف بن عيسى القناعي والأديب صقر الشبيب وأمضى النصر الله هناك خمسة أعوام ثم توجه إلى الهند أمنية الإنسان في الشرق والغرب.
جاء في كتاب أدباء الكويت في قرنين الجزء الثاني للأستاذ خالد سعود الزيد صفحة 340 بعض السطور عن الأديب جاسم النصر الله وذكر أن ولادته كانت في سنة 1921 بخلاف المرجع السابق الذي ذكر أنها كانت 1912.
وذكر الأستاذ الزيد أن النصر الله درس في مدرسة الهداية الخليفية ثم درَّس فيها.. بعد ذلك توظف في شركة نفط الكويت في مدينة الأحمدي عام 1946، وفي عام 1951 عمل في إدارة محاكم الكويت حتى أحيل إلى التقاعد سنة 1972.. وكان يحفظ كثيرا من الشعر العربي وقد نشر الأستاذ خالد سعود له في كتابه المذكور قصيدتين الأولى بعنوان (حنين الغريب)، نظمها في بومبي بالهند متذكرا صباه، واصفا حنينه إلى مدينة المحرق في البحرين وقد نُشرت عام 1947 في مجلة العرب التي كانت تصدر في دلهي عاصمة الهند أو دهلي كما تدعى الآن.
وأورد الأستاذ الزيد ثلاثة نماذج من شعر النصر الله الأولى هي تخميس لقصيدة أحمد شوقي وأخرى حنين الغريب تخميس لقصيدة للدكتور خليفة الوقيان.. وأخرى حنين الغريب رقم (1) وهذه أبيات منها:
وطني نحو مائك العذب حنا
مغرمٌ طيرٌ قلبه فيك غنى
يا بلاد الحبيب مسقط رأسي
وأماني الكئيب إذ يتمنى
يا بلادي ويا سميرة روحي
كيف يسلوك مولع ومعنّى
يا (أُوالٌ) مرضتُ من طول بُعدي
هل دواء من (المحرق) يُجنى
كم ليال على رُباك تقضَْت
لو رآني بها العذول لجُنٌّا
أنا ما زلت حافظا لعهودي
وأكيل الوفاء وزنا فوزنا
وقد كتب الأستاذ الدكتور يعقوب يوسف الغنيم مقالة بتاريخ 2011/11/9 في جريدة (الوطن) يرثي فيها الأديب الشاعر جاسم عيسى النصر الله.. يقول الدكتور الغنيم إنه منذ بواكير نشأته وهو يرى النصر الله رحمه الله مع المرحوم الشاعر داود سليمان الجراح وهو خاله.. وعندما عزم على تأليف كتاب عنه استعان بما تحتويه مكتبته الخاصة وما تحتويه ذاكرته والرسائل التي كان يبعثها له أثناء دراسته في القاهرة بكلية دار العلوم- جامعة القاهرة.
وجاسم عيسى النصر الله من الناس الذين يحتفظون بكل ورقة تنالها يده وهذا نادر بين الناس، ولما طلب منه د.الغنيم زوده بحصيلة وافية من أشعار المرحوم داود سليمان الجراح ورسائله التي كان يبعثها لصديقه النصر الله.. وفي كتاب الدكتور يعقوب الغنيم [داود سليمان الجراح، حياته وشعره]- مكتبة الأمل- الكويت 2008، رسالة احتواها الكتاب بخط أنيق مرتب مؤرخة في 17 رجب 1376هـ، 17 فبراير 1957.. يخاطبه: حضرة الأكرم ابن الأخت يعقوب يوسف الغنيم المحترم.
عبدالله خلف
انظر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق