الاثنين، 19 مايو 2014

لماذا تبنى علماء البحرين العقيدة الأشعرية منذ أكثر من سبعة قرون؟ بشار الحادي



طبعاً المقصود بالبحرين جزر أوال وليست إقليم البحرين القديم، والسبب في كتابة هذه الدراسة أنه قام كثير من المتطرفين بتحريف التاريخ واللعب فيه لمصالحهم الشخصية أو لاهوائهم، ويجب أن يعلم القاصي والداني أن علماء البحرين ومنذ أكثر من سبعة قرون كانوا على العقيدة الأشعرية، وعلى المذهب المالكي وهذا أمر قطعي غير قابل للنقاش أو للتشكيك. وسنقوم في هذه الدراسة باستعراض الأدلة التي تشير إلى ذلك وبالله التوفيق.





من هو أبو الحسن الأشعري؟
أبو الحسن الأشعري (260هـ - 324هـ) هو المنظر الأول لمواقف أهل السنة ومؤسس المذهب المعروف باسمه، بعد أن انشق عن المعتزلة إثر خلاف بينه وبين شيخه. كان يريد أن يقيم مذهبا وسطا يجمع بين منهج المعتزلة العقلاني والفكر السني المعتمد على الرواية والحديث. وقد نتج عن هذا العقيدة الأشعرية. 



من هم الأشاعرة؟
الأشاعرة أو الأشعرية نسبة لأبي الحسن الأشعري هي مدرسة إسلامية سنية اتبع منهاجها في العقيدة عدد كبير من فقهاء أهل السنة والحديث، فدعمت اتجاههم العقدي. يعتبر الأشاعرة بالإضافة إلى الماتريدية، أنهما المكوّنان الرئيسيان لأهل السنة والجماعة إلى جانب فضلاء الحنابلة، وقد قال في ذلك العلاّمة المواهبي الحنبلي: ((طوائف أهل السنة ثلاثة: أشاعرة، وحنابلة، وماتردية، بدليل عطف العلماء الحنابلة على الأشاعرة في كثير من الكتب الكلامية وجميع كتب الحنابلة)). ومن كبار هؤلاء الأئمة: البيهقي والنووي والغزالي والعز بن عبد السلام والسيوطي وابن عساكر وابن حجر العسقلاني والقرطبي والسبكي. برز هذا المنهج على يد أبي الحسن الأشعري الذي واجه المعتزلة وانتصر لآراء أهل السنة وكان إمامًا لمدرسة تستمد اجتهادها من المصادر التي أقرّها علماء السنة فيما يخص صفات الخالق ومسائل القضاء والقدر. بهذا مثّل ظهور الأشاعرة نقطة تحول في تاريخ أهل السنة والجماعة التي تدعمت بنيتها العقدية بالأساليب الكلامية كالمنطق والقياس.


 لماذا تبنى علماء البحرين العقيدة الأشعرية منذ أكثر من سبعة قرون؟ 


إن التزام علماء البحرين بالعقيدة الأشعرية له أكثر من دلالة في سياقه الحضاري والتاريخي. ذلك أن العقيدة الأشعرية في تراث هذه البقعة الجغرافية كانت مقوما من مقوماته الفكرية.
وقد عبر عبد الواحد بن عاشر (ت 1040هـ) عن هذا المعنى في منظومته المرشد المعين بقوله:
في عقد الأشعري وفقه مالك *** وفي طريقة الجنيد السالك

فظلت عقيدة علماء البحرين عقيدة أشعرية، مما يعني أن دخول هذا المذهب لهذه المنطقة لم يكن حدثا عابرا، وإنما تميز بكونه عرف تأصيلا وترسيما وتطورا امتد من القرن التاسع الهجري إلى يومنا هذا.
ولعل الإشكال المركزي الذي يطرح نفسه في هذا المقام، هو عن طبيعة المناخ العام لاعتناق علماء البحرين للعقيدة الأشعرية، وصيرورة تشكل هذا المذهب في التربة البحرينية، ومكمن السر في تشبث علماء البحرين بهذا المذهب إلى يومنا هذا؟ ثم ما هي نقط القوة في هذا المذهب الذي منحته القدرة على التكيف والاستمرارية؟
أسئلة كثيرة يمكن أن تطرح في هذا الصدد، ومع أننا لا نزعم امتلاك أجوبة نهائية لها، فإننا سنحاول أن نثير مجموعة من القضايا علها تساعدنا في كشف النقاب عن مكمن هذا السر ومصدر هذه القوة. وكذا مراحل تطوره فيها. وهو ما لم تستطع جل الأدبيات الفكرية المعاصرة التي اهتمت بهذا الموضوع أن تجيب عليه.

اتصال علماء البحرين المالكيين بنظرائهم الأشاعرة في جزيرة العرب
فقد كان مجموعة من علماء البحرين يتجهون في بداية حياتهم العلمية إلى الأحساء فيتلقون دراستهم الفقهية والعقدية على كبار الأشاعرة هناك، ويذهب البعض منهم إلى العراق أو الحجاز وعند عودتهم إلى بلدهم يعودون مقتنعين أشد ما يكون الاقتناع بهذا المذهب وبضرورة نشره وتعميمه بين الناس.


الأشعرية والفرقة الناجية
اعتقاد علماء البحرين بأن العقيدة الأشعرية، هي الفرقة الناجية الواردة في حديث "افترقت بنو إسرائيل على اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين، فرقة ناجية، واثنتين وسبعين في النار ، وذلك لاعتبارات عديدة منها: أن العقيدة الأشعرية تتميز بالوسطية والشمولية .. وقد أقر العلماء بالمجهود الكبير الذي قام به أبو الحسن الأشعري، في إعادة أسس العقيدة السنية السلفية إلى أصلها الصحيح، وقواعدها الإيمانية السليمة، ثم قرروا جميعا أن العقيدة الأشعرية، هي نفسها عقيدة "أهل السنة والجماعة" واستمر الأمر على ذلك إلى يومنا هذا.(0)


تمسك علماء البحرين بالمذهب المالكي والعقيدة الأشعرية

كان لدخول المذهب المالكي إلى البحرين أثر قوي في دعم عقيدة أهل السنة. فقد كان للإمام مالك موقف كلامي عقدي ديني، خالف به أقوال المذاهب المنحرفة، وكان من الأسس التي بنى عليها الأشاعرة مذاهبهم. ولذلك آزر المالكية المذهب الأشعري وانتموا إليه، فكان هو مذهبهم العقدي إلى جانب فقه مالك  

العقيدة الأشعرية في فترة السلطان أجود بن زامل (821هـ-902هـ):
قال الإمام العلامة الهمام تاج الدين بن تقي الدين السبكي في كتابه "طبقات الشافعية" ما نصه: "المالكية أخص الناس بالأشعري، إذ لا نحفظ مالكيا غير أشعري، ونحفظ من غيرهم طوائف جنحوا، إما إلى اعتزال أو إلى تشبيه، وإن كان من جنح إلى هذين من رعاع الفرق". (1) هذا ما يقرره العلامة السبكي أن المالكية هم أخص الناس بالأشعري، أي أنهم أكثر المذاهب اهتماماً بالعقيدة الأشعرية. في عصر أجود بن زامل بن سيف العقيلي الجبري (821هـ-902هـ) كان هناك اهتمام كبير بالمذهب المالكي وبالعقيدة الأشعرية وقد قال عنه الحافظ السخاوي في كتابه الضوء اللامع: "وله إلمام ببعض فروع المالكية واعتناء بتحصيل كتبهم". (2)

عقيدة الجوهرة الأشعرية وعلاقتها بالبحرين:
جوهرة التوحيد، أحد أهم متون علم العقيدة والكلام عند أهل السنة والجماعة من الأشاعرة لمؤلفها إبراهيم اللقاني المالكي والمتوفى سنة 1041 هـ، وهو عبارة عن منظومة شعرية تتألف من 144 بيت شعري، يقول اللقاني في بدايتها:
 الحمد لله على صِلاته
 ثم سلام الله مـع صَلاته
على نبي جاء بالتوحيد
 وقد خلا الدين عن التوحيد
فأرشد الخلق لدين الحق
بسيفـه وهديه للحق
محمد العاقب لرسل ربه
وآلـه وصحبه وحزبه
وبعد فالعلم بأصل الدين
محتّم يحتاج للتبيين
لكن من التطويل كلّت الهمم
فصار فيه الاختصار ملتزم
وهـذه أرجـورة لقبتها
جوهرة التوحيد قد هذّبتها
واللهَ أرجو في القبول نافعاً
بها مريداَ في الثواب طامعاً


يقول عبد الفتاح البزم: "اشتهرت جوهرة التوحيد في علم العقائد شهرة واسعة، وذاع صيتها حتى عكف العلماء على شرحها، ووضع الحواشي والتقريرات على شروحها؛ لما وجدوا فيها من السهولة والجمع والاختصار. وقد بنيت على رأي أبي الحسن الأشعري، ومن هؤلاء الشراح: إبراهيم اللقاني، صاحب المتن نفسه، شرحه في ثلاثة شروح؛ عبد البر بن عبد الله الأجهوري، المتوفى سنة 1070 هـ، وسماه "فتح القريب المجيد بشرح جوهرة التوحيد". عبد السلام بن إبراهيم اللقاني، ابن المؤلف، المتوفى سنة 1078 هـ، شرحه في شرحين؛ محمد بن محمد السنباوي الأزهري المعروف بـ "ابن الأمير"، المتوفى سنة 1232 هـ. وإبراهيم الباجوري، شيخ الأزهر، المتوفى سنة 1276 هـ، وسماه "تحفة المريد على جوهرة التوحيد". (3)




المخطوطات المحلية تؤكد على وجود عقيدة الأشاعرة وقدمها في البحرين:

ونلاحظ في كتاب "فهرس مخطوطات البحرين" (4) للدكتور علي أبا حسين ما يؤكد على أن البحرين كانوا على معتقد الأشاعرة فقد ورد أنه من ضمن مخطوطات متحف البحرين الوطني هذه المخطوطات:

1-إتحاف المريد على حل ألفاظ جوهرة التوحيد لعبدالسلام المالكي اللقاني سنة النسخ 1260هـ الناسخ الشيخ محمد بن سعد بن علي بن حمود البقيشي.


2-جوهرة التوحيد لابراهيم اللقاني الناسخ محمد بن سعد بن علي بن حمود البقيشي سنة النسخ 1253هـ. 








آل خليفة تبنوا المذهب المالكي والعقيدة الأشعرية:



ويا بدعة ما قد سمعنا بمثلها ..تكفر كل الناس حتى الموحدا


 يلخص هذا البيت للشيخ خليفة بن محمد آل خليفة حاكم الزبارة عقدة الصراع بين العتوب الموالك الأشاعرة وجيرانهم على الشاطئ المقابل الوهابيين المنسوبين الى محمد ابن عبدالوهاب مؤسس الحركة الدينية السياسية التي ظهرت في وسط الجزيرة العربية منتصف القرن الثامن عشر وتمكنت من السيطرة و مد نفوذها على الساحل العربي للخليج من الكويت إلى سلطنة عمان بما فيها البحرين. ورغم اكتمال سيطرة الوهابيين، (لفترة من الزمن)، على تلك المناطق إلا أن تأثير تلك الدعوة لم يكن ملموسا في البحرين! فالتدين بالتعاليم المتشددة لم تجد هوى في نفوس العتوب حكامها ولا عند السكان الشيعة والسنة من أهلها! وعن ذلك ينقل لنا الرحالة الشهير نيبور:"ان الزعماء المجاورين كانوا قد قاوموا انتشار المذهب الوهابي اقتناعا منهم بصحة مذهبهم وخوفا من هذه القوة الجديدة". ويبدوا أن هذا ما كان جاريا في البحرين! اما ردود الفعل التلقائية للمواطنين إزاء تلك الحركة فيسجلها نيبور أيضا قائلا: "إن بعض المعارضين للمذهب الجديد قد نزحوا عن موطنهم إلى أماكن أخرى! ويضرب مثلا بمنطقة الزبير الواقعة بالقرب من المكان الذي كانت تقوم عليه مدينة البصرة القديمة، والتي لم يكن فيها فيما مضى سوى عدد قليل من البيوت غير انها اتسعت وكبرت بصورة ملموسة لكثرة النازحين اليها من عرب الجزيرة" في حين يسجل المؤرخ البحريني محمد علي التاجر مايلي:"ان نزوح آل خليفة من الزبارة إلى البحرين عام 1212هـ (1797م) في موضع يقال له جو كان بسبب خشيتهم من هجمات ابن سعود الذي استفحل أمره في تلك المدة وصار يخشى على الزبارة من مهاجمته"(5)






يتحدث عن تلك الفترة السيد عبدالجليل الطبطبائي في رسالة بعثها إلى صديق له في حلب يعتذر له عن بطء المراسلة ويشرح له الفتن التي جرت بين حكام البحرين وبين الوهابية، نشرت في مجلة لغة العرب (6) وهذا نص منها مختصر: "ولما أراد الله الفرج تصادم خشب بني عتبة وخشب أتباع الوهابي، واقتتلوا مع أول إشراق الشمس إلى بعد الزوال حتى فنى غالب الفريقين، واحترقت ثمانية مراكب، خمسة لبني عتبة، وثلاثة لضدهم، وباقي خشب أتباع ابن سعود استولوا عليه بني عتبة ونصرهم الله عليهم .. وصارت الدائرة على أتباع ابن سعود .. وأما الفقير ففي أول ضعون بني عتبة من الزبارة كنت بأيدي أتباع ابن سعود وحيل بيني وبين أهلي ومالي وبرحت عندهم من صفر سنة 1225 إلى صفر سنة 1226 حول كامل، .. والمراد أننا أقمنا حولا كاملا على حال صعب متعب مردي مهلك مفاليس من المال والأهل والعيال إلى أن اذن الله بالفرج .. وقد صنفت فيما وقع علينا وما قاسيناه من الشدائد رسالة عربية تشابه مقامات الحريري .. ثم إن جماعتنا بني عتبة بعدما من الله عليهم بالنصر والظفر على عدوهم وأهلكه وقطع دابرة ابن سعود من جميع ساحل البحر استراحوا واستقروا "اهـ المقصود منه.

الدفاع عن العقيدة الأشعرية والاعتدال
عندما بدأت الحملات الوهابية على البحرين في القرن الثالث عشر الهجري دافع علماء البحرين وآل خليفة على استقلال البحرين وعدم تبعيتها لأي جهة كانت واستقلالية فكر علمائها المالكية الأشاعرة حيث كانوا يرون فيها أن هذه المنهجية لا تمثل الإسلام الصحيح الوسطي المعتدل ورأوا فيها تطرفاً وتكفيراً وسفكاً لدماء العديد من الأبرياء ولذلك حارب آل خليفة سنوات طويلة للمحافظة على هذا الاستقلال. كما قاوم علماء البحرين هذا المد من خلال تحذير الناس في المساجد وخطب الجمعة وكذلك من خلال الردود التي قاموا بها كما يذكر ذلك عن قاضي المحرق الشيخ شرف بن أحمد اليماني الذي كان من أشد المعارضين للدعوة الوهابية وقد رد عليه سليمان بن سحمان في رسالة أسماها تأييد مذهب السلف في الرد على من حاد وانحرف ودعي باليماني شرف  وقد كفره فيها !!!


كذلك قام الشيخ عبداللطيف بن عبدالمحسن الصحاف بتأليف عدة رسائل في الرد على الوهابية والدفاع عن العقيدة الأشعرية.




صاحب العظمة الشيخ عيسى بن علي آل خليفة يبعث أول بعثة للأزهر الشريف لتلقي العقيدة الأشعرية:


بعد مقتل الشيخ علي بن خليفة آل خليفة حاكم البحرين وتولي صاحب العظمة الشيخ عيسى بن علي آل خليفة مقاليد الحكم بالبحرين قام بالتهدئة مع الملك عبدالعزيز آل سعود بل وحتى المناصرة لهم حيث شعر بوجوب دعمهم كجهة سياسية حاكمة لجزيرة العرب لكنه في المقابل حافظ على استقلالية علماء البحرين المالكية الأشاعرة وعلى استقلالية القضاء وذلك لقناعته بوجوب بقاء الفكر المعتدل الأشعري المالكي في البحرين وعدم نشر الفكر الوهابي المتطرف ولذلك قام بإرسال الشيخ أحمد بن مهزع إلى الأزهر الشريف لتلقي العلوم الشرعية هناك ومن المعلوم أن الأزهر الشريف هو أحد قلاع الأشاعرة في العالم الإسلامي وأحد أهم الجامعات التي تنشر الفكر الأشعري في العالم فمن هنا كانت بداية المنهج الأزهري الأشعري المتسامح الذي دخل إلى البحرين قبل أكثر من 130عاماً.(7)







تجار البحرين يدعمون المالكية الأشاعرة
ليس هذا فحسب بل قام عدد من تجار البحرين من المالكية بوقف عدد من المدارس لدعم المذهب المالكي والعقيدة الأشعرية فمن ذلك مدرسة حسين بن سلمان بن مطر بالمحرق ومدرسة علي بن إبراهيم الزياني، ومدرسة محمد بن راشد بن هندي المناعي، ومدرسة سعيدة بنت بشر آل جاسم المشهورة بالغتم كذلك أوقف محمد بن ناصر بن فيحان نخلاً في الأحساء لدعم المالكية الأشاعرة ولكن قامت الفئة المتطرفة في خلال السنوات الماضية بمصادرة جميع هذه الأوقاف وعدم التزامها بشرط الواقف وتأجيرها على اسيويين وأخذ أموالها بالباطل وعدم تخصيص أي مخصصات لطلبة العلم من المالكية الأشاعرة.



مدرسة حسين بن مطر بالمحرق (تحولت إلى سكن عمال)





مدرسة سعيدة بنت بشر آل جاسم المشهورة بالغتم بالمحرق  (تحولت إلى مواقف سيارات)






مدرسة علي بن إبراهيم الزياني بالمحرق  (تحولت إلى مواقف للسيارات)







مدرسة محمد بن راشد بن هندي (أرض خالية)




ذكر مجموعة من علماء البحرين الأشاعرة مرتبين من الأقدم إلى الأحدث:





ومن العلماء الذين استقدمهم أجود بن زامل لنشر المذهب المالكي والعقيدة الأشعرية في البحرين: العلامة الشيخ عبد الله بن فارس الجمال الطاغي البرنوسي التازي، أحد جلة المتكلمين المغاربة في عصره، وقد أثنى عليه السخاوي كثيرًا في كتابه الضوء اللامع، توفي بمكة المكرمة سنة 894هـ. قال عنه السخاوي: "عبدالله بن فارس بن أحمد الجمال الطاغي البرنوسي نسبة لقبيلة يقال لها البرانسة التازي- بالزاي المنقوطة والمثناة الفوقانية وتازة من أعمال فاس - ممن قدم مصر واشتغل وأخذ عن البدر بن الغرز وغيره بل أكثر عن النور بن التنسي في الفقه وغيره ووصفه البقاعي بالفاضل المفنن وأنه قرأ عليه في المناسبات في سنة ست وسبعين انتهى. وتميز وتحول لمكة فأقام بها يسيراً وتوجه مع أجود بن زامل عظيم بني جبر فاستقر به قاضياً بتلك النواحي وأقام عندهم نحو خمس عشرة سنة كان ربما قدم في غضونها معه للحج فلما كان في موسم سنة ثلاث وتسعين قدم معه وتخلف عنه فأدركته منيته بمكة بعد انفصال الحج بيسير في المحرم سنة أربع وتسعين وترك ولداً، وكان فاضلاً خيراً بل قيل أنه شرح المختصر، وأبوه فارس ممن كان يذكر بخير وصلاح كبير بل جود القراءات ومات بمصر سنة تسع وستين رحمهما الله". ويذكر أن للتازي كتاباً أسماه (النكت واللطائف في نقض كتاب الطرائف) وهو مخطوط في متحف البحرين الوطني وكان الفراغ من كتابته في 1055هـ. ، وكتاب المجالس وغيرها وله كتاب أسماه (بالنصيحة في العقيدة) نهج فيه منهج السادة الأشاعرة. وهذه أقدم إشارة لوجود العقيدة الأشعرية في البحرين.(8)





كذلك من علماء الأشاعرة: العلامة خليفة بن عبد الرحمن المتناني البجائي من علماء المالكية الذين استقدمهم الجبور إلى البحرين للقضاء ولتدريس المذهب المالكي قال عنه السخاوي: "خليفة بن عبد الرحمن بن خليفة بن سلامة المتناني بفتح الميم ثم المثناة وبعدها نون مشددة ثم البجائي المالكي أحد الفضلاء الصلحاء ممن لقيني بالمدينة بل قال انه لقيني بالقاهرة مع أحمد زروق وحمل عني الألفية بحثاً سماعاً وقراءة وسمع مني وعلي الكثير وكتبت له إجازة ثم لقيته بمكة وكان يحضر عند قاضيها وغيره، وسافر مع بني جبر مخطوباً في ذلك ليقيم عندهم مدرساً أو قاضياً". (9)


 كذلك من علماء الأشاعرة: العلامة حسن بن عمر الأنصاري المغربي الأصل المدني المالكي ويعرف بابن زين الدين من علماء المالكية الذين استقدمهم الجبور إلى البحرين للقضاء ولتدريس المذهب المالكي قال عنه السخاوي: "حسن بن عمر بن الزين عبد العزيز بن عبد الواحد بن عمر بن عياد - بتحتانية – البدر الأنصاري المغربي الأصل المدني المالكي ويعرف بابن زين الدين. ولد في سنة سبع وأربعين وثمانمائة بالمدينة، وحفظ القرآن والرسالة وألفية النحو وقطعة من ابن الحاجب الفرعي ومن الكافية؛ وعرض الرسالة على محمد بن مبارك، وعنه وعن يحيى الهواري ويحيى العلمي وأحمد بن يونس أخذ الفقه ولازمهم فيه، وعن الأخير والشهاب الأبشيطي في العربية والمنطق؛ وعن أولهما في الأصول وعن ثانيهما في المعاني والبيان، وسمع علي ابن الكازروني والمحب المطري وأبي الفرج المراغي وغيرهم كل ذلك بالمدينة، وقرأ بمكة على عبد المعطي جل الشفاء وعلى النور الزمزمي في الحساب والميقات بل حضر يسيراً في العربية وغيرها عند القاضي عبد القادر، ودخل القاهرة في سنة أربع وسبعين فأخذ عن الأمين الاقصرائي أشياء والفرائض عن النور الطنبذي ثم دخلها في سنة إحدى وثمانين فأخذ عن الديمي رواية وكذا عني مع دروس في الألفية وشرحها ثم لازمني مدة إقامتي في المدينة حتى حمل الألفية بكمالا في البحث مع أماكن من الشرح وجل الموطأ وأشياء أثبتها له في تاريخ المدينة مع إجازة حافلة وكذا لازمني في سنة ثمان وتسعين بالمدينة أيضاً وسمع علي ودخل هجر والبحرين بلاد ابن جبر لصحبة بينهما وزار من باليمامة وتميز وشارك في الفضائل مع همة علية وتودد كبير وبشاشة وتواضع وخير؛ ونعم هو..."(10)

 ومن أهل البحرين من الأشاعرة: الشيخ عبد الله بن محمود الأنصاري المالكي الأشعري (1495-بعد 1536) من أهل السنة والجماعة على مذهب الإمام مالك بن أنس من قبيلة الخزرج الأنصار الذين نزحوا من الجزيرة العربية وسكنوا جزيرة سماهيج من جزر البحرين. (11)



 ومن أهل البحرين من الأشاعرة: الشيخ أحمد بن حسن الأنصاري المالكي الأشعري (1590-بعد 1620م) من أهل السنة والجماعة على مذهب الإمام مالك بن أنس من قبيلة الخزرج الأنصار الذين نزحوا من الجزيرة العربية وسكنوا جزيرة سماهيج من جزر البحرين (12)



 ومن أهل العلم من الأشاعرة: الشيخ عثمان بن حمد بن راشد بن ربيعة الشويهي الشافعي الأشعري كان حياً 1655م (1066هـ) وقفت على نسخة عتيقة بمدينة الأحساء أطلعني عليها الأستاذ البحاثة عبد العزيز العصفور وهي كاملة من نسخ المترجم له، جاء في آخرها ما نصه: ((كمل الشرح المبارك بعون الله وحسن توفيقه أحمده حيث وفقني لتنميقه، وكان الفراغ من كتابته عصر السبت يوم الثاني لشهر شعبان ختم لنا ولسائر المسلمين بالغفران، أحد شهور السنة السادسة والستون وألف وذلك بقلم أفقر العباد تراب الأقدام عثمان بن حمد بن راشد بن ربيعة الأحسا مولداً والبحرين مسكناً الشويهي لقباً والشافعي مذهباً والعادلي طريقة ومشرباً والأشعري معتقداً وذلك في بيت ساداته أولاد عبد الغني ساكني البصرة أمدهم الله بالتوفيق للطاعات وغفر لنا ولهم ولكافة المسلمين والمسلمات)). (13)





ومن علماء الأشاعرة في البحرين: العلامة السيد عبدالجليل الطبطبائي الشافعي الأشعري رحمه الله ومما يدل على مخالفته لعقيدة محمد بن عبدالوهاب التالي: أنه يتوسل بالنبي والأولياء في ديوانه ومواضع ذلك عنده متعددة منها قوله في ابتهال متوسلا (14): أدعو بكل اسم له مدخر ** في علمه أو كلما قد ظهر ** وكل نعت في الصفات الغرر ** وكل ما تحوي معاني السور ** ومن تلاهن بصدق الوجل ** بالمصطفى المختار خير الوري ** من طاب ذاتا وزكى عنصرا ** ومن إذا أم الورى المحشرا ** قام شفيع الخلق حقا يرى ** ولم يخيبه الكريم الأجل ** بالآل والصحب الكرام الأولى ** شادوا بناء الدين حتى اعتلى ** بكل حد صارم يجتلى ** وأوضحوا منه الذي أشكلا ** فأصبح التوحيد عالي القلل ** بكل صديق ببحر وبر ** بكل ذي زهد تقي وبر ** بكل من واصل فيكم وبر ** ومن إذا أقسم حقا يبر ** عن غيرما بابك طوعا عدل ** بكل من رام الزوايا وطن ** يوحشه إلمام أهل الفطن ** من أنسه الذكر إذا الليل جن ** تزعجه الأشواق والقلب حن اهـ المقصود وهذا يستحيل أن يقوله وهابي. ومنها اعتقاده بأن النبي سبب الوجود فقد قال في كتابه "القول الحسن" ما نصه: "فنسألك اللَّهم، يا من بيده ملكوت كلِّ إحسان ، وتحت قهره ناصية كل بِرٍّ وجود وامتنان، أن تصلِّي وتسلِّم على عبدك ورسولك محمَّد، الذي أبرزته درَّة صدفة كل إنسان، وجعلته روح جثمان الوجود، وسببا لوجود كل موجود" اهـ. وهذا هو الموضوع الذي حذف منه حفيده الدكتور ! وهو ثابت في المخطوط. وقال كذلك في ديوانه (15): "وأنشر عرف ذكي مسك الصلاة والسلام، على من خصه الله جل بأعلى مقام، الذي لأجله ركن وجود العوالم قام "اهـ المقصود. وقال كذلك نثرا (16): "اللهم يا من أقمت بيتك أمنا للناس ومثابة، ووعدت من التزم الدعاء بحسن الإجابة، أسألك وأنا واقف ببابك متوسلا إليك بأجل أحبابك، الذي نوهت بذكره في مجيد كتابك فكملت مجده بكريمة "وإنك لعلى خلق عظيم "اهـ المقصود، وهذا يستحيل أن يقوله وهابي. ومنه أن السيد عبد الجليل مدح في ديوانه الإمام العلامة محمد بن فيروز الحنبلي عدو الوهابية، فكتب إليه مادحا يطلب الإجازة منه، وقال فيها كما في ديوانه (17)ص185 "وكان منهم واحد الزمان * الفائق الأمثال والأقران* من أصبح العلم به مشيدا * إذ كان قبل ركنه تهددا * فقد أعاد رسمه وأحيا * وكان ميتا عد بين الأحيا * فأسفرت به وجوه الكتب * لما نفى عنها ظلام الريب * جدد أمر الدين بعدما وهى * فهو الذي اليوم إليه المنتهى * من لم يزل يذب عن ذا الدين * بكل نص قاطع مبين * فطالما أطفى لهيب البدع * إذ كَلَّ كُل أشوس وأروع * قطب ذوي التحقيق والعرفان * طاعت له شوارد المعاني * )) إلى أن قال: ((عنيت من علياه لن تضاهى * شيخي مولاي سمي طه * من اصطفى من آل فيروز الكرام * هو ابن عبد الله ذو المجد الهمام" اهـ المقصود منها، وهذا لا يفعله وهابي أبدا. ومن ذلك أن السيد عبد الجليل كتب الإجازة لتلاميذه في شيخوخته يجيزهم عن ابن فيروز وحده ولم يذكر معه غيره، وأذكر لك بعض مدحه في إجازته لعبد الله بن عتيق الأحسائي إذ يقول في ديوانه (18): "فليروه عني عبد الله * عن شيخنا المحرر الأواه * الجهبذ المحقق العلامة * القدوة المدقق الفهامة * محمد هو ابن عبد الله * من آل فيروز عظام الجاه * إمام أهل العلم في زمانه * لكونه فاق على أقرانه "اهـ, فكيف هذا وابن فيروز عند الوهابية كافر مشرك؟!!



ومن علماء الأشاعرة في البحرين: قاضي البحرين الشيخ عثمان بن جامع الحنبلي الأشعري الصوفي القادري طريقة (قبل 1165هـ – 1240هـ = قبل 1751م - 1824م) له عدد من الكتب منها : ((الفوائد المنتخبات في شرح أخصر المختصرات)) وقد حقق وطبع لنيل درجة الدكتوراة وطبع أخيراً بمطبعة الرسالة . وقد رد فيه على محمد بن عبدالوهاب ووصفه بـ"طاغية العارض" أي بطاغية نجد وهذا مما يؤكد على مخالفته لمنهجه ويمكن الرجوع للكتاب فهو مطبوع متداول.(19)



 وهذا أحد علماء البحرين من الأشاعرة: الشيخ حسن بن يوسف بن إبراهيم آل طيور آل يوسف (1255هـ-1315هـ) (1839م-1897م) عالم في علوم الشريعة وأديب وشاعر، من مواليد البحرين، رحل مع والده إلى جزيرة قيس في سنة 1265هـ (1849م) وبقي بها عدة سنوات ثم انتقل إلى لنجة، ويشير المؤرخ الشيخ محمد بن خليفة النبهاني في كتابه (التحفة النبهانية) بأن "الشيخ حسن بن يوسف آل طيور له قصيدة رائية في الرد على الوهابية نحو 53 بيتاً وتوفي في لنجة". وقد تزوج ورزق ابناً يدعى عبد العزيز سكن البحرين بفريج آل يوسف بالمحرق.(20)





الشيخ عبدالعزيز بن عيسى الجامع من علماء المالكية الأشاعرة




 ومن علماء الأشاعرة في البحرين: الشيخ عيسى بن إبراهيم الجامع الحنبلي الأشعري (1272هـ -1350هـ = 1855م – 1931م) وهذا نص ما ورد في وصيته رحمه الله وفيها إشارات إلى المذهب الأشعري كتأويل اليد بالقدرة ووصف الله تبارك وتعالى بأنه متوحد في كبريائه من غير تكييف ولا تحديد: "بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله المستحق لغايات التحميد ، المتوحد في كبريائه من غير تكييف ولا تحديد ، العلي القوي الولي الحميد ، الغني المغني المبدي المعيد ، المعطي الذي لا يفنى عطاؤه ولا يبيد ، المانع فلا معطي لما منع ولا راد لما يريد ، خلق الخلائق وأسلكهم أحسن الطريق إلى الأمر الرشيد ، وصورهم فأحسن صورهم وبشرهم في الجنة بالنعيم والتخليد ، وبصرهم بعين الاعتبار ، وحذرهم من عذاب النار والوعيد ، وألزمهم شكره وضمن لهم كنز فضله المزيد ، وحكم عليهم بالموت فما لأحد عنه محيص ولا محيد ، فكم أبكى خليلاً بفراق خليله، وأيم ولداً وشغله ببكائه وعويله ، فهو لا يبدي بفرط حزنه ولا يعيد، فسبحانه من إله خلق آدم بيد قدرته ، واسجد له جميع ملائكته ، وأسكنه فسيح جنته ، ثم حكم عليه بالموت وعلى ذريته ، وقال لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم يخبره بقضيته : (( كل نفس ذائقة الموت )) فأبلغ في تسليته ، أحمده وأشكره الذي أمر بالوصية قبل حلول المنية لأمة خير البرية ، واصطفى محمداً صلى الله عليه وسلم صاحب الخصائص والخصوصية ، النبي العربي الأمي المأمون ، صاحب الجاه العريض والعرض المصون ، ومع هذا القرب والمنزلة التي لا يصل إليها الواصلون نعى إليه نفسه الكريمة ، وأنذره بريب المنون وسلاه بمن مات قبله من الأنبياء والمرسلين فقال في كتابه المكنون : (( إنك ميت وإنكم ميتون )). أما بعد . . فأوصي وأنا العبد الفقير الفاني الآبق على مولاه الغني الكريم المعطي المانع : عيسى بن إبراهيم الجامع بأني أولاً : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي دائم لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير ، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله أرسله للعالمين بشيراً ونذيراً ، وأشهد أن سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة ، وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين ، فجزاه الله خير ما جازا به نبياً قبله ، وأشهد أن الموت حق ، وسؤال منكر ونكير حق ، وأن النشر والحشر حق ، والحساب حق ، والميزان والصراط حق ، والجنة والنار حق ، وأن الله يبعث من في القبور ، فعلى هذا إنشاء الله أحيا وعليه أموت وعليه أبعث يوم القيامة" .(21)



ومن علماء الأشاعرة في البحرين خطيب جامع الفاضل الشيخ محمد بن سعد بن علي بن حمود البقيشي ونجله الشيخ القاضي عبداللطيف  بن محمد بن سعد والشيخ علي بن محمد بن سعد .




ومن علماء الأشاعرة من أهل البحرين: العلامة الشيخ خليفة بن حمد النبهاني (1270هـ - 1353هـ = 1853م – 1934م) لقد أقرأ الشيخ النبهاني الكثير من الكتب في عدد من العلوم بالمسجد الحرام فمن كتب العقيدة التي أقرأها: «شرح العقيدة الطحاوية» للاذرعي، و«جوهرة التوحيد» بشرح الباجوري مما يدل على أنه أشعري العقيدة رحمه الله.(22)






 ومن علماء الأشاعرة في البحرين: العلامة عبداللطيف بن محمود آل محمود الأشعري وهذا نص العقيدة التي كتبها رحمه الله: عقيدة، نقلها الشيخ محمد بن عبداللطيف نجله من خطه، وهي بخط الشيخ محمد بن عبد اللطيف آل محمود، أوردها كاملة للفائدة: يقول الشيخ محمد بن الشيخ عبد اللطيف آل محمود: نقلت من خط سيدي الوالد تغمده الله تعالى برحمته ورضوانه، وأسكنه أعلى فراديس جنانه إنه على ما يشاء قدير وبعباده لطيف خبير وكانت وفاته رحمه الله في 24 رحب سنة 1364هـ: بسم الله الرحمن الرحيم اعلم رحمك الله تعالى أن الواجب على المكلف معرفة ما يجب في حق الله تعالى وما يستحيل وما يجوز وكذا في حق الرسل عليهم الصلاة والسلام فما يجب في حق الله تعالى عشرون صفة وهي: الوجود، والقدم، والبقاء، والمخالفة للحوادث، والقيام بالنفس، والوحدانية، والإرادة، والعلم، والحياة، والسمع، والبصر، والكلام، وكونه قادراً، وكونه مريداً، وكونه عالماً، وكونه حياً، وكونه سميعاً، وكونه بصيراً، وكونه متكلماً. ويستحيل عليه تعالى: العدم، والحدوث، والفنا، والمماثلة للحوادث، وأن لا يكون قائماً بنفسه، وأن لا يكون واحداً، والعجز، والإكراه، والجهل، والموت ، والصمم، والعمى، والبكم، وكونه عاجزاً، وكونه مكرهاً، وكونه جاهلاً، وكونه ميتاً، وكونه أصم، وكونه أعمى، وكونه أبكم . ثم كل كمال واجب لله تعالى وكل نقص مستحيل عليه ومنزه عنه . ويجوز في حقه تعالى فعل كل ممكن أو تركه (والممكن ما عدا الله وصفاته). ويجب في حق الرسل عليهم الصلاة والسلام: الصدق، والأمانة، والتبليغ، لما أمروا بتبليغه، والفطانة . ويستحيل عليهم: الكذب، والخيانة، وكتمان شيء مما أمروا بتبليغه، والبلادة. ويجوز في حقهم عليهم الصلاة والسلام ما هو من الأغراض البشرية التي لا تؤدي إلى نقص في مراتبهم العلية، كالأكل والشرب والجماع والمرض الخفيف. ويجب كونهم من أشراف قومهم، وأن ليس فيهم دني، وأن أمهاتهم محفوظون من الزنا، وأن لا تجوز عليهم المعاصي صغائرها وكبائرها، عمدها ومشهورها قبل النبوة وبعدها، ولا يعلم عددهم إلا الله تعالى . وتجمع معاني هذه العقائد قول: لا إله إلا الله محمد رسول الله، إذ معنى الإله هو: المعبود بحق، فمعنى لا إله إلا الله: لا معبود بحق في الوجود إلا الله . فيلزم من ذلك أنه مستغني عن كل ما سواه ومفتقر إليه ما عداه إلا الله تعالى. فجميع معنى ما تقدم من الواجب والمستحيل والجائز في حقه تعالى . وأما قولنا : محمد رسول الله، فيدخل فيه الإيمان بسائر الأنبياء، والملائكة، والكتب السماوية، واليوم الآخر، وكل ما أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم لأنه صلى الله عليه وسلم جاء بتصديق ذلك كله، فيؤخذ منه جميع الواجب والجائز والمستحيل في حق الرسل عليهم الصلاة والسلام. ويجب معرفة اسم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ومعرفة آبائه فهو: سيدنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان . وأما نسبه من جهة أمه فأمه آمنة بنت وهب بن عبد المناف بن زهرة بن كلاب بن مرة . وإنه صلى الله عليه وسلم ولد بمكة، وهاجر إلى المدينة، وانه أبيض، وانه أفضل الخلق على الإطلاق. أماتنا الله تعالى على ملته وحشرنا في زمرته صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وتابعي شريعته آمين . تمت بعون الله تعالى هذه العقيدة على يد محررها الضعيف محمد بن عبد اللطيف آل محمود وذلك في صبيحة يوم الجمعة في 27 ذي القعدة من سنة 1364هجرية التوقيع : محمد بن عبد اللطيف اهـ.(23)






وهذه صورة من وصية العلامة عبداللطيف المحمود يوصي فيها أبناءه وأسرته بالأخذ بعقيدة الإمام الغزالي في كتاب إحياء علوم الدين وهي عقيدة أشعرية كما هو معلوم وقد وقع على هذه الوصية كبار علماء أسرة آل محمود كالشيخ أحمد بن محمد بن عبدالرزاق آل محمود والشيخ عبدالمحسن بن محمود آل محمود فرحمه الله ورضي عنه.




الشيخ أحمد بن محمد بن عبدالرزاق آل محمود





ومن علماء الأشاعرة في البحرين الشيخ قاسم بن مهزع الذي درس في الأحساء لدى علماء الأشاعرة وتخرج بهم.







ومن علماء الأشاعرة في البحرين الشيخ المناضل عبدالوهاب بن حجي الزياني رحمه الله وقد درس في الأحساء لدى علماء الأشاعرة وتخرج بهم .
وهناك المئات من علماء الأشاعرة في البحرين والعديد من المؤلفات في العقيدة الأشعرية ولكني اكتفي بما ذكر خشية الإطالة ولنا عودة إلى هذا الموضوع في القريب العاجل بإذن الله وبالله التوفيق.






الهوامش

(0)وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية.
(1)انظر كتاب طبقات الشافعية(3/367) وتبيين كذب المفتري لابن عساكر ص117. (2)كتاب (الضوء اللامع في أعيان القرن التاسع) تأليف شمس الدين محمد بن عبدالرحمن السخاوي (831 هـ - 902 هـ) (1/190-193).
(3)كتاب النكت واللطائف في نقض كتاب الطرائف، عبدالله التازي، مخطوط في متحف البحرين الوطني، وفهرس مخطوطات البحرين د. علي أباحسين ، وكتاب (الضوء اللامع في أعيان القرن التاسع) تأليف شمس الدين محمد بن عبدالرحمن السخاوي (831 هـ - 902 هـ).

(3)تحفة المريد على جوهرة التوحيد.


(4)كتاب "فهرس مخطوطات البحرين" (1/39) للدكتور علي أبا حسين . مخطوطات البحرين" (1/39) للدكتور علي أبا حسين .

(5)مقالة بعنوان ابن تيمية والوهابية، منتدى روض الرياحين
(6)مجلة لغة العرب ص740 من الجزء العاشر من السنة السادسة.
(7)مقابلة مع عائلة المهزع. 
(8)كتاب (الضوء اللامع في أعيان القرن التاسع) تأليف شمس الدين محمد بن عبدالرحمن السخاوي (831هـ ـ 902 هـ).
(9)كتاب (الضوء اللامع في أعيان القرن التاسع) تأليف شمس الدين محمد بن عبدالرحمن السخاوي (831هـ ـ 902 هـ).
(10)كتاب (الضوء اللامع في أعيان القرن التاسع) تأليف شمس الدين محمد بن عبدالرحمن السخاوي (831هـ ـ 902 هـ).
(11)كتاب مخطوط بعنوان الروض الزاهر المستخلص من زيجي الديلمي والنجراني الفاخر لرئيس البحار سليمان بن أحمد المهري القضاعي المتوفى حوالي 1553م مكتبة الشيخ نظام يعقوبي الخاصة البحرين، الجذور التاريخية لسكان البحرين، بشار الحادي.
(12)كتاب مخطوط بعنوان الروض الزاهر المستخلص من زيجي الديلمي والنجراني الفاخر لرئيس البحار سليمان بن أحمد المهري القضاعي المتوفى حوالي 1553م مكتبة الشيخ نظام يعقوبي الخاصة البحرين، الجذور التاريخية لسكان البحرين، بشار الحادي.
(13)الجذور التاريخية لسكان البحرين وكتاب علماء الأحساء، عبد العزيز بن أحمد العصفور، مخطوط .
(14)روض الخل والخليل في ديوان السيد عبدالجليل، تحقيق يس الشريف طبعة البحرين ص261.
(15) روض الخل والخليل في ديوان السيد عبدالجليل، تحقيق يس الشريف طبعة البحرين ص73.
(16)روض الخل والخليل في ديوان السيد عبدالجليل، تحقيق يس الشريف طبعة البحرين ص238
(17)روض الخل والخليل في ديوان السيد عبدالجليل، تحقيق يس الشريف طبعة البحرين ص193
(18)روض الخل والخليل في ديوان السيد عبدالجليل، تحقيق يس الشريف طبعة البحرين 
(19)الفوائد المنتخبات في شرح أخصر المختصرات، عثمان بن جامع.
(18)الشيخ محمد بن خليفة النبهاني (التحفة النبهانية).
(20)بهجة المسامع بذكر أخبار آل جامع، بقلم بشار الحادي وعلماء وأدباء البحرين في القرن الرابع عشر الهجري، بشار الحادي.
(21)علماء وأدباء البحرين في القرن الرابع عشر الهجري، بشار الحادي.
(22)علماء وأدباء البحرين في القرن الرابع عشر الهجري، بشار الحادي.
(23)علماء وأدباء البحرين في القرن الرابع عشر الهجري، بشار الحادي.







المصادر والمراجع:

 1-الجذور التاريخية لسكان البحرين، بشار الحادي.
 2-"فهرس مخطوطات البحرين" (1/39) للدكتور علي أبا حسين
3-كتاب (الضوء اللامع في أعيان القرن التاسع) تأليف شمس الدين محمد بن عبدالرحمن السخاوي (831هـ ـ 902 هـ).
4-مقالة بعنوان ابن تيمية والوهابية، منتدى روض الرياحين.
5-بهجة المسامع بذكر أخبار آل جامع، بقلم بشار الحادي.
6-علماء وأدباء البحرين في القرن الرابع عشر الهجري، بشار الحادي.
7-السيد عبدالجليل الطبطبائي الصوفي الشافعي المفترى عليه بقلم الأزهري، منتدى الأزهريين على شبكة الانترنت.
8-مجموعة وثائق، خاصة بالكاتب.

هناك تعليقان (2):

  1. بارك الله فى صاحب هذه المدونة وجعلها فى ميزان حسناته فقد أثلج صدورنا بهذه النفائس
    والدرر

    ردحذف
  2. بارك الله فى أهل البحرين وعلمائهم الأجلاء حفظهم الله

    ردحذف

القول الجلي في تحقيق مولد سمو الشيخ عيسى بن علي بقلم الباحث بشار الحادي

القول الجلي في تحقيق مولد سمو الشيخ عيسى بن علي وهو سمو الشيخ عيسى بن علي  بن خليفة آل خليفة حاكم البحرين طيب الله ثراه ...