وقع الباحث والأستاذ الأكاديمي بجامعة البحرين مصطفى بن حموش كتابه «خطط مدينة المنامة: التحولات العمرانية بالمدن الخليجية» وذلك بمركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للدراسات والبحوث بحضور مجموعة من المثقفين والأدباء والمهتمين والأصدقاء.
ينشغل الباحث بن حموش في كتابه «خطط مدينة المنامة التحولات العمرانية بالمدن الخليجية» بثلاثة أسئلة أساسية هي كيف كانت المدينة في الخليج؟ وكيف أصبحت؟ وما هو مصيرها؟ مشيرا إلى أن مدن الخليج شهدت تحولات عمرانية معتبرة تركت آثارها العميقة في تركيبة نسيجها الحضري وهويتها الحالية، إذ تمثل المنامة نموذجا حيا ومتكاملا لترسبات تلك التحولات في جسم المدينة، فهي من جهة تكاد تكون المدينة الوحيدة التي لا تزال تحافظ على جزء كبير من عمارتها التقليدية بشوارعها الضيقة وبناياتها المتشابكة وهندستها العضوية المعقدة التي تعكس المتطلبات المناخية وشروط الموقع والأنشطة البحرية والتركيبة الاجتماعية السائدة آنذاك، وهي كذلك أولى المدن الخليجية التي عاشت التدخل البريطاني المباشر في تنظيم الفراغ العمراني وإدارة المدينة بالموازاة مع الطفرة البترولية التحول الاقتصادي من تجارة اللؤلؤ إلى تصدير الذهب الأسود، وهاهي كذلك تعيش الآن مرحلة ما يسمى بعمران العولمة الذي دخلت فيه البحرين بسبب نفاذ البترول من جهة والتوجه نحو استثمار قطاعي السياحة والمالية.
الكتاب عبارة عن بحث أكاديمي موثق ومدعم بالخرائط والصور نسج على بداية منوال كتب الخطط المعروفة في الأدب العربي الإسلامي ثم طعم بما استجد من علوم ومناهج في مجالات العمران والتاريخ الحضري والعلوم الإنسانية المرتبطة به، ليضمن بذلك الاستمرارية الثقافية بين الحاضر والماضي.
صدر كتاب «خطط مدينة المنامة التحولات العمرانية بالمدن الخليجية» عن مطابع الرجاء ضمن إصدارات المركز في 227 صفحة من القطع الكبير، وقد احتوى الكتاب على أربعة أبواب ضمّنها عشرة فصول في الفصل الأول تحدث الباحث عن علم طبوغرافية المدن، وفي الفصل الثاني تعرض إلى مصادر البحث بالتحليل والنقد. أما في الفصل الثالث فقد تعرّض لسياق العمران الذاتي وفيه تحدث عن المنامة ودورها الإقليمي، ثم المدينة وموقعها وتطرق للماء والأرض وجذور العمران البشري ومسألة التكيف المناخي والاستجابة المعمارية، والاقتصاد التقليدي والمعيشة، وفي الفصل الرابع درس آليات العمران الذاتي، وتركيبتها الاجتماعية ونظامها العمراني، وأنواع الأراضي نظام الملكيات.
ودرس في الفصل الخامس الإدارة والقوانين كوسائل جديدة في التخطيط، وفيه تحدث عن المنامة تحت الإدارة البريطانية، والتركيبة السكانية والنمو العمراني، والنظام البلدي والقوانين كوسائل تحكم جديدة، والسجل العقاري، وفي الفصل السادس درس التخطيط الإداري والسياسة العمرانية، وفيه أشار إلى أعمال الردم والدفان وتخطيط الشوارع وتصميمها وإدارة توسعات المدينة، والسياسة الإسكانية، والمرافق العامة وخدمات الماء والكهرباء والهاتف، وفي الفصل السابع درس العمران الإسكاني بعد الاستقلال، وفيه أشار إلى العمران والزراعة وتخطيط المدن والشوارع، وتوسيع شبكة السير، ومسألة الهجرة الداخلية والتحولات الفيزيائية، وترهل المنطقة القديمة، وفي الفصل الثامن درس الهندسة الحضرية بالمنامة والتشكيل الهندسي للمدينة ومكونات النسيج الحضري فيها، فتوقف مع قلعة الديون وباب البحرين والجوامع والمساجد والمآتم والكنائس، وتطرق للمنامة وعمران العولمة وتأثيراتها.
وفي نظرته نظرته المستقبلية أشار بن حموش إلى أن من المحتمل في ظل الوفرة المالية في الخليج ستكون المنامة قطب جذب لاستثمارات أخرى ومسرحا لمشاريع جديدة، وبسبب قلة وفرة الأراضي وقرب المسافات في البحرين فإن المناطق العمرانية الأخرى ستشهد كذلك تطورا عمرانيا سريعا ما سيؤدي حتما إلى تحول البحرين إلى حاضرة عمرانية واحدة وتمدد العمران الشريطي على طوال المحاور الكبرى، وهو ما تشهده المنامة حيث أصبحت جسما عمرانيا يتوسع باستمرار على طوال الخطوط السريعة وممتدا نحو القرى المحيطة بها والتي كانت في السابق بعيدة عنها.
وخلص الباحث بن حموش إلى أن المنامة القديمة تواجه احتمالين لتطورها يعتمد كل منهما على الموقف السياسي لأصحاب القرار فقد تدخل المدينة القديمة مرحلة تحول جذرية أخرى تتمثل في التحلل ثم إعادة التشكل وفق متطلبات الحداثة والعصرنة التي تقتضيها المصلحة المالية وقوى السوق. أما الاحتمال الثاني فإن المنامة القديمة ستحفظ على أساس تراث للأجيال المقبلة التي تتطلب بذلك سياسة تدخلية واعية تعتمد آلية متعددة الوسائل للحفاظ على ذلك التراث.
الباحث مصطفى بن حموش أستاذ مشارك بجامعة البحرين اشتغل كأستاذ مساعد في جامعة البليدة في الجزائر 1986م ثم انتقل إلى دائرة تخطيط المدن بمدينة العين بالإمارات العربية المتحدة حيث عين في منصب خبير تخطيط المدن، وشارك في إعداد المخطط الأساسي لمدينة العين بين سنتي 95-1999م وفي لجنة مشروع توسيع الحرم المكي الشريف الجاري، له عدة مؤلفات من كتب ومقالات محكمة صدرت باللغة العربية ة الإنجليزية والفرنسية بشأن موضوع العمران في الخليج العربي، وتاريخ المدن في الشمال الإفريقي وتأثير التشريع الإسلامي في المدن القديمة.
وصدر له كتاب المدينة والسلطة في الإسلام نموذج الجزائر في العهد العثماني، وكتاب رياض القاسمين أو فقه العمران الإسلامي تحقيق مخطوط عثماني، وكتاب فقه العمران الإسلامي من خلال وثائق الارشيف العثماني، وكتاب خطط مدينة الجزائر: تحقيق مخطوط لإداري فرنسي، وكتاب جوهر التمدن الإسلامي مجموعة مقالات في العمارة الإسلامية، وكتاب مساجد مدينة الجزائر في العهد العثماني.
ينشغل الباحث بن حموش في كتابه «خطط مدينة المنامة التحولات العمرانية بالمدن الخليجية» بثلاثة أسئلة أساسية هي كيف كانت المدينة في الخليج؟ وكيف أصبحت؟ وما هو مصيرها؟ مشيرا إلى أن مدن الخليج شهدت تحولات عمرانية معتبرة تركت آثارها العميقة في تركيبة نسيجها الحضري وهويتها الحالية، إذ تمثل المنامة نموذجا حيا ومتكاملا لترسبات تلك التحولات في جسم المدينة، فهي من جهة تكاد تكون المدينة الوحيدة التي لا تزال تحافظ على جزء كبير من عمارتها التقليدية بشوارعها الضيقة وبناياتها المتشابكة وهندستها العضوية المعقدة التي تعكس المتطلبات المناخية وشروط الموقع والأنشطة البحرية والتركيبة الاجتماعية السائدة آنذاك، وهي كذلك أولى المدن الخليجية التي عاشت التدخل البريطاني المباشر في تنظيم الفراغ العمراني وإدارة المدينة بالموازاة مع الطفرة البترولية التحول الاقتصادي من تجارة اللؤلؤ إلى تصدير الذهب الأسود، وهاهي كذلك تعيش الآن مرحلة ما يسمى بعمران العولمة الذي دخلت فيه البحرين بسبب نفاذ البترول من جهة والتوجه نحو استثمار قطاعي السياحة والمالية.
الكتاب عبارة عن بحث أكاديمي موثق ومدعم بالخرائط والصور نسج على بداية منوال كتب الخطط المعروفة في الأدب العربي الإسلامي ثم طعم بما استجد من علوم ومناهج في مجالات العمران والتاريخ الحضري والعلوم الإنسانية المرتبطة به، ليضمن بذلك الاستمرارية الثقافية بين الحاضر والماضي.
صدر كتاب «خطط مدينة المنامة التحولات العمرانية بالمدن الخليجية» عن مطابع الرجاء ضمن إصدارات المركز في 227 صفحة من القطع الكبير، وقد احتوى الكتاب على أربعة أبواب ضمّنها عشرة فصول في الفصل الأول تحدث الباحث عن علم طبوغرافية المدن، وفي الفصل الثاني تعرض إلى مصادر البحث بالتحليل والنقد. أما في الفصل الثالث فقد تعرّض لسياق العمران الذاتي وفيه تحدث عن المنامة ودورها الإقليمي، ثم المدينة وموقعها وتطرق للماء والأرض وجذور العمران البشري ومسألة التكيف المناخي والاستجابة المعمارية، والاقتصاد التقليدي والمعيشة، وفي الفصل الرابع درس آليات العمران الذاتي، وتركيبتها الاجتماعية ونظامها العمراني، وأنواع الأراضي نظام الملكيات.
ودرس في الفصل الخامس الإدارة والقوانين كوسائل جديدة في التخطيط، وفيه تحدث عن المنامة تحت الإدارة البريطانية، والتركيبة السكانية والنمو العمراني، والنظام البلدي والقوانين كوسائل تحكم جديدة، والسجل العقاري، وفي الفصل السادس درس التخطيط الإداري والسياسة العمرانية، وفيه أشار إلى أعمال الردم والدفان وتخطيط الشوارع وتصميمها وإدارة توسعات المدينة، والسياسة الإسكانية، والمرافق العامة وخدمات الماء والكهرباء والهاتف، وفي الفصل السابع درس العمران الإسكاني بعد الاستقلال، وفيه أشار إلى العمران والزراعة وتخطيط المدن والشوارع، وتوسيع شبكة السير، ومسألة الهجرة الداخلية والتحولات الفيزيائية، وترهل المنطقة القديمة، وفي الفصل الثامن درس الهندسة الحضرية بالمنامة والتشكيل الهندسي للمدينة ومكونات النسيج الحضري فيها، فتوقف مع قلعة الديون وباب البحرين والجوامع والمساجد والمآتم والكنائس، وتطرق للمنامة وعمران العولمة وتأثيراتها.
وفي نظرته نظرته المستقبلية أشار بن حموش إلى أن من المحتمل في ظل الوفرة المالية في الخليج ستكون المنامة قطب جذب لاستثمارات أخرى ومسرحا لمشاريع جديدة، وبسبب قلة وفرة الأراضي وقرب المسافات في البحرين فإن المناطق العمرانية الأخرى ستشهد كذلك تطورا عمرانيا سريعا ما سيؤدي حتما إلى تحول البحرين إلى حاضرة عمرانية واحدة وتمدد العمران الشريطي على طوال المحاور الكبرى، وهو ما تشهده المنامة حيث أصبحت جسما عمرانيا يتوسع باستمرار على طوال الخطوط السريعة وممتدا نحو القرى المحيطة بها والتي كانت في السابق بعيدة عنها.
وخلص الباحث بن حموش إلى أن المنامة القديمة تواجه احتمالين لتطورها يعتمد كل منهما على الموقف السياسي لأصحاب القرار فقد تدخل المدينة القديمة مرحلة تحول جذرية أخرى تتمثل في التحلل ثم إعادة التشكل وفق متطلبات الحداثة والعصرنة التي تقتضيها المصلحة المالية وقوى السوق. أما الاحتمال الثاني فإن المنامة القديمة ستحفظ على أساس تراث للأجيال المقبلة التي تتطلب بذلك سياسة تدخلية واعية تعتمد آلية متعددة الوسائل للحفاظ على ذلك التراث.
الباحث مصطفى بن حموش أستاذ مشارك بجامعة البحرين اشتغل كأستاذ مساعد في جامعة البليدة في الجزائر 1986م ثم انتقل إلى دائرة تخطيط المدن بمدينة العين بالإمارات العربية المتحدة حيث عين في منصب خبير تخطيط المدن، وشارك في إعداد المخطط الأساسي لمدينة العين بين سنتي 95-1999م وفي لجنة مشروع توسيع الحرم المكي الشريف الجاري، له عدة مؤلفات من كتب ومقالات محكمة صدرت باللغة العربية ة الإنجليزية والفرنسية بشأن موضوع العمران في الخليج العربي، وتاريخ المدن في الشمال الإفريقي وتأثير التشريع الإسلامي في المدن القديمة.
وصدر له كتاب المدينة والسلطة في الإسلام نموذج الجزائر في العهد العثماني، وكتاب رياض القاسمين أو فقه العمران الإسلامي تحقيق مخطوط عثماني، وكتاب فقه العمران الإسلامي من خلال وثائق الارشيف العثماني، وكتاب خطط مدينة الجزائر: تحقيق مخطوط لإداري فرنسي، وكتاب جوهر التمدن الإسلامي مجموعة مقالات في العمارة الإسلامية، وكتاب مساجد مدينة الجزائر في العهد العثماني.
انظر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق