انظر هذا الرابط
صفحة تعنى بتاريخ البحرين والخليج العربي للتواصل مع صاحب المدونة basharalhadi58@gmail.com
الجمعة، 28 مايو 2010
تاجر اللؤلؤ عبد العزيز بن عبد اللطيف آل مشاري
تاجر اللؤلؤ
عبد العزيز بن عبد اللطيف آل مشاري
(1255هـ-بعد1337هـ) (1839م-بعد 19م)
هو: تاجر اللؤلؤ المشهور، الحاج عبد العزيز بن عبد اللطيف بن يوسف بن عبد اللطيف بن مشاري بن عثمان بن هاشل الجبري الخالدي.
والده عبد اللطيف بن يوسف بن عبد اللطيف بن مشاري:
هو: التاجر المشهور عبد اللطيف بن يوسف بن عبد اللطيف بن مشاري بن عثمان بن هاشل الجبري الخالدي (1222هـ- بعد 1278هـ) (1807م- بعد 1861م) لا نعلم موضع ولادته بالتحديد، هل كانت في بلدة الزبارة، أم هي في جزيرة المحرق، على أية حال كان من سكنة جزيرة المحرق، وبها شب وكبر وتعلم المبادئ في الكُتاب، ثم علمه والده يوسف تجارة اللؤلؤ، فكان يرحل إلى بلاد الهند لبيع ما يحصله من اللآلئ، حتى أصبح ذا ثروة وجاه، وقد اشتهر عنه كرمه وصدقاته وبره، وقد أوقف قطعتين من أراضي النخيل الأولى تسمى "الزرع" والثانية تسمى "المطوع" على المسجد الذي بناه والده يوسف بن عبد اللطيف بن مشاري، تملك عدداَ من السفن (الخشب) وعدداً من العبيد، ورزق من الذرية بـ: أحمد، ومشاري، وناصر، وعبد العزيز، ويوسف. وقد ذكره الشيخ باش أعيان في كتابه (الفتوحات الكوازية) سنة 1290هـ (1873م) ووصفه "بالمرحوم" مما يعني أنه توفي قبل هذه السنة.
المولد والنشأة:
ولد عبد العزيز بن عبد اللطيف المشاري في جزيرة المحرق. وبها نشأ وتعلم المبادئ في الكُتاب (المطوع) ثم بدأ بتعلم مهنة آبائه وأجداده تجارة اللؤلؤ.
عمل عبد العزيز المشاري في تجارة اللؤلؤ، فكان كثيراً ما يرحل إلى بلاد الهند لأجل بيع محصوله من اللآلئ. وله صلة وثيقة بالتاجر المشهور الحاج سلمان بن حسين بن مطر.كما أن له صلة بالتاجر محمد بن أحمد بن هجرس الأنصاري الخزرجي، والتاجر عبد الوهاب بن أحمد المشاري، والتاجر محمد بن عبد الوهاب المشاري وغيرهم.
الرحلة إلى لنجة:
هاجر عبد العزيز المشاري مع عدد من رجالات أسرته من البحرين إلى لنجة في عام 1258هـ (1843م) نتيجة لخلاف كبير حدث بين الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة (الحاكم الرابع للبحرين) والتاجر مشاري بن عبد اللطيف بن مشاري وكان من كبار تجار اللؤلؤ في البحرين.
زواجه وأولاده:
تزوج الحاج عبد العزيز المشاري ورزق من الذرية بعبد اللطيف، الذي ولد حوالي عام 1312هـ (1895م) ويذكر أنه قد عاش في الهند وكان يتردد على البحرين، فيزور أهله ويصل رحمه، وقد تعلم صنعة اللؤلؤ من والده وكان على صلة وثيقة بتاجر اللؤلؤ سلمان بن حسين بن مطر، ولم أقف على سنة وفاته ولكنها بعد عام 1339هـ (بعد 1921م) وهذه رسالة من عبد اللطيف بن عبد العزيز المشاري إلى الحاج سلمان بن مطر وهي حول أسعار السوق ودخول اللؤلؤ الياباني ونصها:
بسم الله
من بمبي إلى البحرين في 23 رمضان سنة 1339هـ (30/5/1921م) يوم الأربعاء
إلى جناب الأكرم المكرم الأفخم الأحشم العم سلمان بن المرحوم العم حسين المطر المحترم.
سلمه الله تعالى وأبقاه وحماه آمين.
ثم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته على الدوام وكتابكم الشريف وصل وتلوناه مسرورين الخاطر بدوام سلامتكم وبما عرفتم صار لدي معلوم وإن سألتم عن أخبار السوق فالسوق واقف على جميع الأشيا الله يلطف بحال عباده وإن كان سمعتو عن بعض البيع فهاذي تصادفات والنادر لا حكم له بعض تكرم الفرسس يشترون وأما الجوهرية متوقفين عن المشترا بالمرة وخصوصاً أحوال اليورب متخسبقه بالمرة خصوصاً الداخلية وجنابك سيد العارفين إذا كان علاتك من بطنك وين تجيك العافية هذا حال اليورب وجميع التجارة متردية إلى ما لا نهاية إلا الذهب زايد، ومن ظهر هذا اللؤلؤ الجاباني في الولاية الناس قاموا يبيعون الذي عندهم ويشترون من اللؤلؤ الكذبي الذي يجي من الجابان وكل أسبوع الذي يبتاع في لندن من اللولو الكذابي عشرين ألف بون تقريب عن ثلاث الكوك ربية لتعلم ونحن إن شاء الله بعد العيد نتوجه إلى طرفكم ونسأل الله أن يجمعنا وإياكم على أحسن حال وارقد بال، والرجاء عدم إخراجنا من عزيز خاطركم كما كانت عوايدكم مهما يبدوا فنحن برسم الخدمة، لا عدمنا وجودكم، وبلغ سلامنا لاخوان إبراهيم وأحمد، ومن لدينا الاخوان كافة بخير يهدونكم مزيد السلام ودمتم سالمين والسلام.
صحيح الولد عبد اللطيف
بن عبد العزيز المشاري
وبلغ سلامنا على العم عبد الله والأخ خليفة بن مبارك وواصل بطي كتابكم كتابين واحد حق العم عبد الله، والثاني حق الأخ خليفة بن مبارك إن شاء الله سيدي تسلمون لهم المكاتيب الذي بسم المذكورين جزيتم خير.
* * *
المراسلات:
1-الرسالة الأولى:
من التاجر عبد العزيز بن عبد اللطيف المشاري إلى الحاج سلمان بن مطر يذكر له فيها أحوال السوق يقول:
بسم الله
من بمبي إلى البحرين في 1 ذا الحجة سنة 1329هـ (23/11/1911م) يوم الخميس حادي.
إلى جناب الأجل الأمجد الأحشم الأخ المكرم الحاج سلمان بن المرحوم حسين المطر المحترم.
سلمه الله تعالى وأبقاه وحماه ثم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته على الدوام، ونقدم لجنابكم كتاب مؤرخ 17 ذو القعدة وبه من تعريف كتابه بخصوص أعني حالة السوق يا أخي السوق كثير طيب الخشن يزيده جيون وأرقام ازني تحصل فيه أقيام زيدة وانه إن عندنا رقم مسكوك في 290 ربية ورعيه ارخص وأنا صارخيت وبعته في 315 ربيه المراد سوق طيب ربنا يرزق عباده، والتحويل الذي حولتم سابق لكل على المدة سلمناهم، وثم ورد علينا كتابكم المؤرخ 19 ذا القعدة وأسرنا صحة حالكم وبما عرفتم صار عند محبكم معلوم وأدركنا بقشة فيها (كلمة غير واضحة هكذا رسمها: ستمي) مال قوطي منزل عن 18000 ربية وعرفتم أن المال ناعم جيون الذي باطن القوطي رقم 17 وإن نظركم على ذلك 130 ربية لا باس إن شاء الله المال بكره المركب في على الذي فيه المال ونستلم ذلك وتبين للجد والمجتهد وبما يقسم الله من ثمن نعرفكم ربنا يسهل، والذي حولتم علينا 11300 ربية بسم (عبارة غير واضحة) 2000 ربية بسم محمد الأعجر سلمنا له ذلك و960 ربية إن شاء الله لكل قصده ولا يكون لكم شكر عن التحويل ليكون معلوم، هذا ما لزم بيانه وبما يبدوا من لازم نتشرف.
أبلغوا سلامنا الأولاد إبراهيم وأحمد، ومن هو لديكم عزيز، وفي لدينا الأولاد يسلمون ودمتم سالمين والسلام.
المحب
عبد العزيز بن عبد اللطيف المشاري
* * *
2-الرسالة الثانية:
من عبد العزيز بن عبد اللطيف إلى الحاج سلمان بن مطر.وهي عن أسعار سوق اللؤلؤ في بومبي جاء فيها ما نصه:
بسم الله
من بومبي إلى البحرين في 4 ربيع الثاني 1331هـ (13/3/1913م)
إلى جناب الأجل الأمجد الأحشم الأخ العزيز الحاج سلمان بن حسين المطر المحترم.
سلمه الله تعالى وأبقاه ثم السلام عليكم ورحمة الله على الدوام وتقدم لكم كتاب مؤرخ 20 ربيع أول وعرفتكم بما لزم تعريفه، وعن البدلة البيضا سابق عرفتكم تسامت في 13روبية وهذا من كم يوم ما شوف أحد يوصله مثل السابق والجهد منا مبذول ورقم الذي عرفتم عنه قمشاهي (نور وحد ما قعو فيه 5 روبية) وأردنا أزيده، ربنا يسهل، وناعم من أربعة أيام عرضنها ولما رأوها المشتريه ما ساموها أنا حديتها الجو بـ 65روبية وهي يا أخي ضعيفة إن شاء الله إذا وصلت بثمن طيب عرفتكم عنها، نرجو الله يسهل أمور عباده، وفي أبرك وقت ورد علينا كتابكم المؤرخ 21 ربيع الأول وأسرنا صحة حالكم وعرفتم عن أرقم الذي ناعم (بعد) عثماني أن يكون نبيعه التعريف تقدم لكم مسكوك في 8 روبية لما وصل كتابكم المؤرخ 21 مذكور فيه أن تبيعه في 8 روبية إن شاء الله يوزن وهو مبتاع في 8 روبية ربنا يسهل الباقي وعرفتم حوالتكم علينا 600روبية بغير مدة على أمركم سدينا ذلك على عبد اللطيف العوجان وإنه عرفتم عن الولد عبد العزيز إذا عزم على السفر سد له 300 روبية أرسلت له (وبما يقف) (خرم بالأصل) عبد اللطيف ميل الثاني إن شاء الله ما نغفل عنه، وعرفتم () صورة يكون فيهم بقوله ما عرفتم عن القدر (المراد) حال كتابة كتابكم وأمرت الصايغ يسوي ذلك، وخليفة بن مبارك عنده اطلع، ولكن قال الصايغ 10توله ما هم زينين سويناهم 12توله (خرم بالأصل) له ماية 100 روبية وعط جوب يسويهم في 15 يوم إن شاء الله ساعة ما يزهبون نرسلهم وهذا واصلكم بيد الأخ خليفة جوز بناجري وأربعة مضاعد وكذلك حملت لكم كبات ما يأخذون شي ثقيل على سطحه حملناه (كلمة غير واضحة) والباب وصلكم مع خليفة وهذا الكابات طي الكتاب إن شاء الله تستلمون الجميع الذي عند خليفة والذي (بتعزل) وتعرفونا هذا ما لزم بيانه وبما يبدو لكم من لازم نتشرف وأخبار طرفنا على (عبارة غير واضحة) أبلغوا سلامنا الولد العزيز بالخصوص إبراهيم ومن هو لديكم عزيز ومن لدينا الأولاد يسلمون ودم سالمين والسلام.
المحب
عبد العزيز بن عبد اللطيف المشاري
* * *
وثيقة شهد عليها:
وهذه وثيقة شهد عليها عبد العزيز المشاري جاء فيها ما نصه:
بسم الله الرحمن الرحيم
أقول وأنا الفقير إلى الله سبحانه الغني السيد محمد بن السيد حسين الحبشي، بأني قد بعت بيتي على الرجل محمد بن أحمد بن هجرس وأنا في حال الصحة والعقل والبدن، بيعاً صحيحاً شرعياً مُشتملاً على الإيجاب والقبول، الكائن هو في بلدة البحرين في جزيرة المحرق الذي في محلة الزياينة، الآئل إلي إرثاً من أبي السيد حسين بحدوده وحقوقه وما اشتمل عليه من أرض وبناء وأبواب وأخشاب ودور وجدران والمجلس والحوطة وما هو داخل فيه وخارج عنه متصل به معدود منه ومنسوب إليه من قديم الدهر وحديثه، بثمن قدره وعدده ألف ومايتين ربية سكة، وقد قبضت الثمن المذكور من الرجل محمد بن أحمد بن هجرس، وقد أذنت له بالقبض والتصرف فيه، وإن ظهر عليه استحقاق بأي صورة كان ذلك الاستحقاق فأنا المسئول عن دفعه وتبرية البيت المذكور من سائر الاستحقاقات وتسليمه إلى المشتري، وحد البيت من الشرق بيت مساعد بن أحمد الزياني، ومن الشمال بيت خليفة العيوني، ومن الغرب بيت قاسم المطوع، ومن الجنوب السكة، والله على ما نقول شاهداً ووكيل، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.
حرر في 3 ربيع الآخر سنة 1311هـ (14/10/1893م)
كتبه وشهد به فقير عون الله سلطان بن محمد المناعي الختم.
صحيح سيد محمد بن سيد حسين الحبشي بيده الختم.
شهد بذلك الأقل عبد العزيز بن عبد اللطيف المشاري بيده الختم.
شهد بذلك عيد بن خليفة الختم.
شهد بذلك عبد الوهاب بن أحمد المشاري.
ثبت لدي ما ذكر في هذه الورقة وأنا عيسى بن علي آل خليفة الختم.
الحمد لله وحده.
ثبت لدي من شهادة سالم بن فري النعار ومن شهادة عبد الوهاب بن جاسم المعاودة اختص به السيد محمد دون غيره، كما أن البيت الذي في لنجة صار لبقية الورثة، والمدار على قوة الجدوده.
إبراهيم بن عبد اللطيف
خادم الشرع بالبحرين في شهر شعبان سنة 1311هـ الختم.
* * *
بعض ما قيل فيه:
قال عنه عبد الله أفندي باش أعيان الحسني في كتابه (الفتوحات الكوازية إلى الأراضي الحجازية)، ص7 : بتاريخ يوم الثلاثاء 10 ذي القعدة سنة 1290هـ (30/12/1873م): "الشاب الظريف الشيخ عبد العزيز الشيخ عبد اللطيف المعروف بابن مشاري حماه الباري".
وقال عنه المؤرخ الكويتي سيف بن مرزوق الشملان في كتابه (تاريخ الغوص على اللؤلؤ في الكويت والخليج العربي) الجزء الثاني "عبد العزيز بن عبد اللطيف المشاري :من الشخصيات البارزة في بومباي قديماً وهو ابن عم المرحوم محمد المشاري رحمهم الله جميعاً وهو من أهل لنجة بسواحل فارس". والشملان يشير هنا إلى موضع سكناه وإلا فهو من مواليد البحرين.
وفاته:
لم أقف على موضع وفاته بالتحديد هل توفي في مدينة بومبي بالهند أم أنه توفي بلنجة، كما لم أقف على سنة وفاته رحمه الله تعالى.
مصادر ترجمته:
1-مقابلة مع الشاعر مبارك بن عمرو العماري.
2-مجموعة الوثائق، خاصة بالكاتب.
3-مجموعة الوثائق، تخص الأستاذ إبراهيم بن خليفة بن مطر.
4-مجموعة الوثائق، تخص الأستاذ صالح بن محمد الحسن.
5-تاريخ الغوص على اللؤلؤ في الكويت والخليج العربي، سيف بن مرزوق الشملان.
6-الفتوحات الكوازية إلى الأراضي الحجازية، عبد الله أفندي باش أعيان.
عبد العزيز بن عبد اللطيف آل مشاري
(1255هـ-بعد1337هـ) (1839م-بعد 19م)
هو: تاجر اللؤلؤ المشهور، الحاج عبد العزيز بن عبد اللطيف بن يوسف بن عبد اللطيف بن مشاري بن عثمان بن هاشل الجبري الخالدي.
والده عبد اللطيف بن يوسف بن عبد اللطيف بن مشاري:
هو: التاجر المشهور عبد اللطيف بن يوسف بن عبد اللطيف بن مشاري بن عثمان بن هاشل الجبري الخالدي (1222هـ- بعد 1278هـ) (1807م- بعد 1861م) لا نعلم موضع ولادته بالتحديد، هل كانت في بلدة الزبارة، أم هي في جزيرة المحرق، على أية حال كان من سكنة جزيرة المحرق، وبها شب وكبر وتعلم المبادئ في الكُتاب، ثم علمه والده يوسف تجارة اللؤلؤ، فكان يرحل إلى بلاد الهند لبيع ما يحصله من اللآلئ، حتى أصبح ذا ثروة وجاه، وقد اشتهر عنه كرمه وصدقاته وبره، وقد أوقف قطعتين من أراضي النخيل الأولى تسمى "الزرع" والثانية تسمى "المطوع" على المسجد الذي بناه والده يوسف بن عبد اللطيف بن مشاري، تملك عدداَ من السفن (الخشب) وعدداً من العبيد، ورزق من الذرية بـ: أحمد، ومشاري، وناصر، وعبد العزيز، ويوسف. وقد ذكره الشيخ باش أعيان في كتابه (الفتوحات الكوازية) سنة 1290هـ (1873م) ووصفه "بالمرحوم" مما يعني أنه توفي قبل هذه السنة.
المولد والنشأة:
ولد عبد العزيز بن عبد اللطيف المشاري في جزيرة المحرق. وبها نشأ وتعلم المبادئ في الكُتاب (المطوع) ثم بدأ بتعلم مهنة آبائه وأجداده تجارة اللؤلؤ.
عمل عبد العزيز المشاري في تجارة اللؤلؤ، فكان كثيراً ما يرحل إلى بلاد الهند لأجل بيع محصوله من اللآلئ. وله صلة وثيقة بالتاجر المشهور الحاج سلمان بن حسين بن مطر.كما أن له صلة بالتاجر محمد بن أحمد بن هجرس الأنصاري الخزرجي، والتاجر عبد الوهاب بن أحمد المشاري، والتاجر محمد بن عبد الوهاب المشاري وغيرهم.
الرحلة إلى لنجة:
هاجر عبد العزيز المشاري مع عدد من رجالات أسرته من البحرين إلى لنجة في عام 1258هـ (1843م) نتيجة لخلاف كبير حدث بين الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة (الحاكم الرابع للبحرين) والتاجر مشاري بن عبد اللطيف بن مشاري وكان من كبار تجار اللؤلؤ في البحرين.
زواجه وأولاده:
تزوج الحاج عبد العزيز المشاري ورزق من الذرية بعبد اللطيف، الذي ولد حوالي عام 1312هـ (1895م) ويذكر أنه قد عاش في الهند وكان يتردد على البحرين، فيزور أهله ويصل رحمه، وقد تعلم صنعة اللؤلؤ من والده وكان على صلة وثيقة بتاجر اللؤلؤ سلمان بن حسين بن مطر، ولم أقف على سنة وفاته ولكنها بعد عام 1339هـ (بعد 1921م) وهذه رسالة من عبد اللطيف بن عبد العزيز المشاري إلى الحاج سلمان بن مطر وهي حول أسعار السوق ودخول اللؤلؤ الياباني ونصها:
بسم الله
من بمبي إلى البحرين في 23 رمضان سنة 1339هـ (30/5/1921م) يوم الأربعاء
إلى جناب الأكرم المكرم الأفخم الأحشم العم سلمان بن المرحوم العم حسين المطر المحترم.
سلمه الله تعالى وأبقاه وحماه آمين.
ثم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته على الدوام وكتابكم الشريف وصل وتلوناه مسرورين الخاطر بدوام سلامتكم وبما عرفتم صار لدي معلوم وإن سألتم عن أخبار السوق فالسوق واقف على جميع الأشيا الله يلطف بحال عباده وإن كان سمعتو عن بعض البيع فهاذي تصادفات والنادر لا حكم له بعض تكرم الفرسس يشترون وأما الجوهرية متوقفين عن المشترا بالمرة وخصوصاً أحوال اليورب متخسبقه بالمرة خصوصاً الداخلية وجنابك سيد العارفين إذا كان علاتك من بطنك وين تجيك العافية هذا حال اليورب وجميع التجارة متردية إلى ما لا نهاية إلا الذهب زايد، ومن ظهر هذا اللؤلؤ الجاباني في الولاية الناس قاموا يبيعون الذي عندهم ويشترون من اللؤلؤ الكذبي الذي يجي من الجابان وكل أسبوع الذي يبتاع في لندن من اللولو الكذابي عشرين ألف بون تقريب عن ثلاث الكوك ربية لتعلم ونحن إن شاء الله بعد العيد نتوجه إلى طرفكم ونسأل الله أن يجمعنا وإياكم على أحسن حال وارقد بال، والرجاء عدم إخراجنا من عزيز خاطركم كما كانت عوايدكم مهما يبدوا فنحن برسم الخدمة، لا عدمنا وجودكم، وبلغ سلامنا لاخوان إبراهيم وأحمد، ومن لدينا الاخوان كافة بخير يهدونكم مزيد السلام ودمتم سالمين والسلام.
صحيح الولد عبد اللطيف
بن عبد العزيز المشاري
وبلغ سلامنا على العم عبد الله والأخ خليفة بن مبارك وواصل بطي كتابكم كتابين واحد حق العم عبد الله، والثاني حق الأخ خليفة بن مبارك إن شاء الله سيدي تسلمون لهم المكاتيب الذي بسم المذكورين جزيتم خير.
* * *
المراسلات:
1-الرسالة الأولى:
من التاجر عبد العزيز بن عبد اللطيف المشاري إلى الحاج سلمان بن مطر يذكر له فيها أحوال السوق يقول:
بسم الله
من بمبي إلى البحرين في 1 ذا الحجة سنة 1329هـ (23/11/1911م) يوم الخميس حادي.
إلى جناب الأجل الأمجد الأحشم الأخ المكرم الحاج سلمان بن المرحوم حسين المطر المحترم.
سلمه الله تعالى وأبقاه وحماه ثم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته على الدوام، ونقدم لجنابكم كتاب مؤرخ 17 ذو القعدة وبه من تعريف كتابه بخصوص أعني حالة السوق يا أخي السوق كثير طيب الخشن يزيده جيون وأرقام ازني تحصل فيه أقيام زيدة وانه إن عندنا رقم مسكوك في 290 ربية ورعيه ارخص وأنا صارخيت وبعته في 315 ربيه المراد سوق طيب ربنا يرزق عباده، والتحويل الذي حولتم سابق لكل على المدة سلمناهم، وثم ورد علينا كتابكم المؤرخ 19 ذا القعدة وأسرنا صحة حالكم وبما عرفتم صار عند محبكم معلوم وأدركنا بقشة فيها (كلمة غير واضحة هكذا رسمها: ستمي) مال قوطي منزل عن 18000 ربية وعرفتم أن المال ناعم جيون الذي باطن القوطي رقم 17 وإن نظركم على ذلك 130 ربية لا باس إن شاء الله المال بكره المركب في على الذي فيه المال ونستلم ذلك وتبين للجد والمجتهد وبما يقسم الله من ثمن نعرفكم ربنا يسهل، والذي حولتم علينا 11300 ربية بسم (عبارة غير واضحة) 2000 ربية بسم محمد الأعجر سلمنا له ذلك و960 ربية إن شاء الله لكل قصده ولا يكون لكم شكر عن التحويل ليكون معلوم، هذا ما لزم بيانه وبما يبدوا من لازم نتشرف.
أبلغوا سلامنا الأولاد إبراهيم وأحمد، ومن هو لديكم عزيز، وفي لدينا الأولاد يسلمون ودمتم سالمين والسلام.
المحب
عبد العزيز بن عبد اللطيف المشاري
* * *
2-الرسالة الثانية:
من عبد العزيز بن عبد اللطيف إلى الحاج سلمان بن مطر.وهي عن أسعار سوق اللؤلؤ في بومبي جاء فيها ما نصه:
بسم الله
من بومبي إلى البحرين في 4 ربيع الثاني 1331هـ (13/3/1913م)
إلى جناب الأجل الأمجد الأحشم الأخ العزيز الحاج سلمان بن حسين المطر المحترم.
سلمه الله تعالى وأبقاه ثم السلام عليكم ورحمة الله على الدوام وتقدم لكم كتاب مؤرخ 20 ربيع أول وعرفتكم بما لزم تعريفه، وعن البدلة البيضا سابق عرفتكم تسامت في 13روبية وهذا من كم يوم ما شوف أحد يوصله مثل السابق والجهد منا مبذول ورقم الذي عرفتم عنه قمشاهي (نور وحد ما قعو فيه 5 روبية) وأردنا أزيده، ربنا يسهل، وناعم من أربعة أيام عرضنها ولما رأوها المشتريه ما ساموها أنا حديتها الجو بـ 65روبية وهي يا أخي ضعيفة إن شاء الله إذا وصلت بثمن طيب عرفتكم عنها، نرجو الله يسهل أمور عباده، وفي أبرك وقت ورد علينا كتابكم المؤرخ 21 ربيع الأول وأسرنا صحة حالكم وعرفتم عن أرقم الذي ناعم (بعد) عثماني أن يكون نبيعه التعريف تقدم لكم مسكوك في 8 روبية لما وصل كتابكم المؤرخ 21 مذكور فيه أن تبيعه في 8 روبية إن شاء الله يوزن وهو مبتاع في 8 روبية ربنا يسهل الباقي وعرفتم حوالتكم علينا 600روبية بغير مدة على أمركم سدينا ذلك على عبد اللطيف العوجان وإنه عرفتم عن الولد عبد العزيز إذا عزم على السفر سد له 300 روبية أرسلت له (وبما يقف) (خرم بالأصل) عبد اللطيف ميل الثاني إن شاء الله ما نغفل عنه، وعرفتم () صورة يكون فيهم بقوله ما عرفتم عن القدر (المراد) حال كتابة كتابكم وأمرت الصايغ يسوي ذلك، وخليفة بن مبارك عنده اطلع، ولكن قال الصايغ 10توله ما هم زينين سويناهم 12توله (خرم بالأصل) له ماية 100 روبية وعط جوب يسويهم في 15 يوم إن شاء الله ساعة ما يزهبون نرسلهم وهذا واصلكم بيد الأخ خليفة جوز بناجري وأربعة مضاعد وكذلك حملت لكم كبات ما يأخذون شي ثقيل على سطحه حملناه (كلمة غير واضحة) والباب وصلكم مع خليفة وهذا الكابات طي الكتاب إن شاء الله تستلمون الجميع الذي عند خليفة والذي (بتعزل) وتعرفونا هذا ما لزم بيانه وبما يبدو لكم من لازم نتشرف وأخبار طرفنا على (عبارة غير واضحة) أبلغوا سلامنا الولد العزيز بالخصوص إبراهيم ومن هو لديكم عزيز ومن لدينا الأولاد يسلمون ودم سالمين والسلام.
المحب
عبد العزيز بن عبد اللطيف المشاري
* * *
وثيقة شهد عليها:
وهذه وثيقة شهد عليها عبد العزيز المشاري جاء فيها ما نصه:
بسم الله الرحمن الرحيم
أقول وأنا الفقير إلى الله سبحانه الغني السيد محمد بن السيد حسين الحبشي، بأني قد بعت بيتي على الرجل محمد بن أحمد بن هجرس وأنا في حال الصحة والعقل والبدن، بيعاً صحيحاً شرعياً مُشتملاً على الإيجاب والقبول، الكائن هو في بلدة البحرين في جزيرة المحرق الذي في محلة الزياينة، الآئل إلي إرثاً من أبي السيد حسين بحدوده وحقوقه وما اشتمل عليه من أرض وبناء وأبواب وأخشاب ودور وجدران والمجلس والحوطة وما هو داخل فيه وخارج عنه متصل به معدود منه ومنسوب إليه من قديم الدهر وحديثه، بثمن قدره وعدده ألف ومايتين ربية سكة، وقد قبضت الثمن المذكور من الرجل محمد بن أحمد بن هجرس، وقد أذنت له بالقبض والتصرف فيه، وإن ظهر عليه استحقاق بأي صورة كان ذلك الاستحقاق فأنا المسئول عن دفعه وتبرية البيت المذكور من سائر الاستحقاقات وتسليمه إلى المشتري، وحد البيت من الشرق بيت مساعد بن أحمد الزياني، ومن الشمال بيت خليفة العيوني، ومن الغرب بيت قاسم المطوع، ومن الجنوب السكة، والله على ما نقول شاهداً ووكيل، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.
حرر في 3 ربيع الآخر سنة 1311هـ (14/10/1893م)
كتبه وشهد به فقير عون الله سلطان بن محمد المناعي الختم.
صحيح سيد محمد بن سيد حسين الحبشي بيده الختم.
شهد بذلك الأقل عبد العزيز بن عبد اللطيف المشاري بيده الختم.
شهد بذلك عيد بن خليفة الختم.
شهد بذلك عبد الوهاب بن أحمد المشاري.
ثبت لدي ما ذكر في هذه الورقة وأنا عيسى بن علي آل خليفة الختم.
الحمد لله وحده.
ثبت لدي من شهادة سالم بن فري النعار ومن شهادة عبد الوهاب بن جاسم المعاودة اختص به السيد محمد دون غيره، كما أن البيت الذي في لنجة صار لبقية الورثة، والمدار على قوة الجدوده.
إبراهيم بن عبد اللطيف
خادم الشرع بالبحرين في شهر شعبان سنة 1311هـ الختم.
* * *
بعض ما قيل فيه:
قال عنه عبد الله أفندي باش أعيان الحسني في كتابه (الفتوحات الكوازية إلى الأراضي الحجازية)، ص7 : بتاريخ يوم الثلاثاء 10 ذي القعدة سنة 1290هـ (30/12/1873م): "الشاب الظريف الشيخ عبد العزيز الشيخ عبد اللطيف المعروف بابن مشاري حماه الباري".
وقال عنه المؤرخ الكويتي سيف بن مرزوق الشملان في كتابه (تاريخ الغوص على اللؤلؤ في الكويت والخليج العربي) الجزء الثاني "عبد العزيز بن عبد اللطيف المشاري :من الشخصيات البارزة في بومباي قديماً وهو ابن عم المرحوم محمد المشاري رحمهم الله جميعاً وهو من أهل لنجة بسواحل فارس". والشملان يشير هنا إلى موضع سكناه وإلا فهو من مواليد البحرين.
وفاته:
لم أقف على موضع وفاته بالتحديد هل توفي في مدينة بومبي بالهند أم أنه توفي بلنجة، كما لم أقف على سنة وفاته رحمه الله تعالى.
مصادر ترجمته:
1-مقابلة مع الشاعر مبارك بن عمرو العماري.
2-مجموعة الوثائق، خاصة بالكاتب.
3-مجموعة الوثائق، تخص الأستاذ إبراهيم بن خليفة بن مطر.
4-مجموعة الوثائق، تخص الأستاذ صالح بن محمد الحسن.
5-تاريخ الغوص على اللؤلؤ في الكويت والخليج العربي، سيف بن مرزوق الشملان.
6-الفتوحات الكوازية إلى الأراضي الحجازية، عبد الله أفندي باش أعيان.
تاجر اللؤلؤ المشهور خليفة بن عبد الغفور السادة
""صاحب الصورة نجله السيد إبراهيم بن خليفة""
تاجر اللؤلؤ المشهور
خليفة بن عبد الغفور السادة
(1255هـ-1330هـ) (1839م-1912م)
هو: الحسيب النسيب، وتاجر اللؤلؤ المشهور، العابد الزاهد، الشاعر، السيد خليفة بن عبد الغفور بن محمد بن تاجر بن أحمد بن كاسب بن يعقوب بن شعبان بن محمد بن محمد الصالح بن عبد الله بن عبد الرحمن بن حسن بن حسين أبو الفضل بن يوسف بن رجب الكبير بن شمس الدين محمد بن عبد الرحيم ممهد الدولة بن سيف الدين عثمان بن حسن بن محمد عسلة بن علي الحازم أبو الفوارس بن أحمد المرتضى أبو علي بن علي أبو الفواضل بن الشيخ حسن رفاعة المكي بن المهدي أبو رفاعة بن محمد أبو القاسم بن الحسن أبو موسى بن الحسين أبو عبد الله بن أحمد الصالح بن موسى الثاني بن إبراهيم المرتضى بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبيلة السادة الرفاعي الحسيني الهاشمي.
قبيلة السادة:
ينحدر السيد خليفة بن عبد الغفور من فرع الغشارة من قبيلة السادة العريقة، وتعتبر هذه القبيلة من القبائل العربية المشهورة والتي يتصل نسبها بالسيد أحمد بن كاسب الرفاعي المولود في السبيليات بالعراق عام 1070هـ (1659م) والمتوفى في قرية الرويس بشمال قطر عام 1150هـ (1737م)، وهم من سلالة آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد اشتهرت قبيلة السادة بالعناية بالعلم والأدب، فكان منهم القاضي والإمام والأديب، كما أنها عُرفت بتجارة اللؤلؤ والغوص وركوب البحر على متون السفن الكبيرة التي كانت تبحر إلى أنحاء كثيرة من موانئ العالم مثل: الهند وعُمان والساحل الشرقي لأفريقيا والبصرة وغيرها من البلدان. يقول عنهم المستشرق الإنجليزي ج. ج. لوريمر في (دليل الخليج) القسم الجغرافي (6/2067): "السادة ومفردها سيد، وهذا المقال له علاقة بجماعة من السادة أصلهم من قطر، ثم انتقلوا في الغالب إلى البحرين على إثر انتصار العتوب. وما زالت توجد 70 عائلة من السادة في الرويس في قطر والقليل منهم في الدوحة. ومقرهم في البحرين هو الحد حيث يملكون مئة وخمسين منزلاً ولهم عشرة منازل أيضاً في جزيرة تاروت عند القطيف، وفي كل من البحرين وقطر فإنهم يعملون في الغوص وفي تجارة اللؤلؤ ويربي بعضهم في قطر الماشية. ومن حيث الديانة فهم مسلمون سنة على المذهب الحنفي والمذهب الشافعي. وهم ما زالوا مشهورين بتعصبهم وميلهم لتجارة الرقيق". ويذكر الأستاذ حافظ وهبه عند حديثه عن سكان البحرين ما نصه: "أما العتوب (بني عتبة) والسادة والدواسر، فهم أكثر القبائل نفوذاً في البحرين، فبنو عتبة لهم بالعائلة الحاكمة صلة النسب، والسادة نفوذهم مستمد من اتصال نسبهم بالنبي الكريم، والدواسر نفوذهم مستمد من سلوكهم الحسن في الجزيرة، ومن ثروتهم التي اكتسبوها من التجارة!!".
نبذة عن والده السيد عبد الغفور:
هو: السيد عبد الغفور بن محمد بن تاجر بن أحمد السادة، ولد حوالي العام 1235هـ (1819م) وهو شاعر مجيد من أهالي منطقة رويس بقطر، تزوج ورزق بولدين هما: يوسف وخليفة. ورحل إلى البحرين لأسباب لا نعلمها حيث سكن منطقة الحد في الناحية الجنوبية منها، ثم بعدها بمدة حصل زعل بينه وبين جماعته من السادة، فانتقل من جنوبي الحد إلى شمالها وبنى هناك بيتاً، كان ينظم الموال والشعر النبطي، لم نقف على سنة وفاته ولكنه كان حياً عام 1275هـ (1858م) ومما حفظ لنا من مواويله قوله:
أهين نفسي على الشدة وأعاليها
وإن جيت بأرض الخلا أسكن بعاليها
من لا ينحر براس اليوش عاليها
ما يتجي بالذرى من لا يشد العمل
الخيل عند الصياح قم شدها بالعمل
ما أهبلك يا طالب الجنة بليا عمل
النفس أمارةٍ بالسو، عاليها
الرحلة من رويس إلى الحد:
يذكر العم السيد خليفة بن إبراهيم بن خليفة بن عبد الغفور السادة – حفيد المترجم له- نقلاً عن والده أن الجد الأكبر السيد عبد الغفور السادة قد هاجر من منطقة رويس في قطر لأسباب لا نعلمها ورحل إلى البحرين، وسكن في منطقة الحد في الناحية الجنوبية منها، ثم بعدها بمدة حصل زعل بينه وبين جماعته من السادة، فانتقل من جنوبي الحد إلى شمالها وبنى بيتاً، وهو نفسه بيت السيد خليفة بن عبد الغفور، فقد قام السيد خليفة فيما بعد وفاة والده بتوسيع البيت وبناءه على أحدث طراز، مما جعل منه تحفة معمارية يتحدث عنها أهالي منطقة الحد إلى يومنا هذا.
المولد والنشأة:
ولد السيد خليفة بن عبد الغفور في منطقة الحد، ونشأ نشأة صالحة في أسرة مُتدينة محافظة فأدخله والده الكتاب (المطوع) فتعلم مبادئ القراءة والكتابة والحساب، وحفظ قسطاً وافراً من القرآن الكريم. كذلك استفاد من والده السيد عبد الغفور كثيراً، حيث كان الأخير شاعراً يحفظ الشعر وينظمه، كما ينظم الموال.
عمله وتجارته:
بعد أن شب وكبر عمل في تجارة اللؤلؤ، مهنة آبائه وأجداده، وكان من عادته أنه لا يذهب إلى الهند ليبيع محصوله من اللآلئ بل كان يبيعه في البحرين أو قطر، ويكتفي بالرزق البسيط على المال الوفير. ويذكر أنه كان لديه عدد من العبيد والإماء، يقومون على خدمته من أشهرهم مرزوق، أما الإماء فكن يقمن بالتنظيف والطبخ.
أصدقاء السيد خليفة:
أما أصدقاؤه والمتعاملون معه من تجار اللؤلؤ فمن أشهرهم: السيد عبد الله بن إبراهيم السادة، والسيد هزيم بن عبد القادر السادة، والحاج يوسف بن أحمد كانو، كذلك كان كثيراً ما يشتري منه تجار لؤلؤ فرنساوي لم نعلم من هو بالتحديد، أما أصدقاؤه من أهل العلم فكان من أشهرهم: الشاعر رحمة المجيران، والعالم الفاضل الشيخ محمد بن عبد الرزاق آل محمود، عالم الحد وفقيهها، ويذكر حفيده العم خليفة بن إبراهيم أن الجد السيد خليفة بن عبد الغفور والشيخ محمد بن عبد الرزاق آل محمود كانا يذهبان إلى الشيخ عيسى بن علي آل خليفة حاكم البلاد مع بعض إذا ما استدعاهما، أو إذا ما أرادا زيارته لأجل السلام عليه.
زواجه وأولاده:
تزوج السيد خليفة خمس زوجات لكن لم نعرف منهن سوى السيدة مريم بنت عبد الله آل بن علي، وبعد وفاتها تزوج من شقيقتها السيدة موزة بنت عبد الله آل بن علي، كما تزوج من السيدة حسينة وهي من بلاد الحبشة، ورزق بعدد من الأولاد والبنات وهم: إبراهيم، وأحمد، وعبد الله، ومحمد، ولطيفة، وفرحة، وهيا، وفاطمة، وأسماء.
نبذة عن أولاده:
أما السيد إبراهيم بن خليفة فقد ولد في الحد عام 1316هـ (1898م) ودرس في المطوع على شخص يدعى ملا خميس من أهالي الحد، وتزوج عدة زوجات هن كالتالي: الأولى من قبيلة السادة من قطر، والثانية هي السيدة فاطمة السادة، وأما الثالثة فهي السيدة غدنانة بنت السيد عبد الله بن إبراهيم السادة، ثم تزوج الرابعة من قبيلة المنانعة، ثم تزوج من امرأة بدوية لا نعلم أسمها، ثم تزوج من منطقة دبي السيدة موزة بنت عبد الرحمن البومهير، ثم تزوج زوجتان من الهند. ورزق من الذرية بـ: محمد، وأحمد، وخليفة، وعيسى، وعبد الغفور، وعلي، وعبد الرحمن، وفيصل، وسبع بنات. وعمل في (الطواشة) تجارة اللؤلؤ مع إخوته عبد الله وأحمد، مهنة آبائه وأجداده إلى العام 1363هـ (1944م) حيث افترق الإخوة الثلاثة وأرادوا العمل فُرادى، كما أن سوق اللؤلؤ ضعف جداً عن السابق، نتيجة لظهور النفط وظهور اللؤلؤ الجاباني. فقام إبراهيم بالعمل بالتجارة، فكان يسافر إلى منطقة تابعة لسلطنة عُمان تدعى بر الجازر، ويشتري منها السمك الطازج ويتفق مع بعض البحارة من أهالي عُمان على أن يقوموا بتمليحه نظير أجر معين، وعندنا يجهز يحمله إلى بلاد زنجبار لأجل بيعه هناك، ثم يقوم هناك بشراء مواد بناء كالأخشاب (الدناجل) وما إلى ذلك كما يقوم بشراء بعض الأقمشة، ثم يحمل بضاعته إلى دبي ليبيعها هناك. ومما يذكر عنه أنه أول من أحضر جهاز الراديو إلى منطقة الحد حوالي العام 1358هـ (1939م) وقد اشتراه من السيد حسين يتيم بالمنامة. كما وأنه تملك سيارة تعد من أوائل السيارات في منطقة الحد وتدعى ستروين (Citroen)، وهي سيارة فرنسية اشتراها من الحاج خليل بن إبراهيم كانو، وذلك في أوائل الثلاثينيات، وبعد مدة من شرائها أعطاها لأحد أصدقائه من أسرة العطية من أهالي قطر. كما عُرف عنه كتابته للشعر النبطي، ومما أنشده قصيدة في وصف رحلته من البحرين إلى عُمان وزنجبار ومقديشو، يحفظ السيد خليفة بن إبراهيم نجله بعض أبياتها، يقول في مطلعها:
على ماشور شلينا عشيا
نجد السير حادينا الولامه
ومنها:
ولما جيت سلمى مع بنيها
رأيت الكوس فيها الوهيامه
ومنها:
وأم الفار والكوبة مثلها
عشرة أيام ما شفنا الولامه
أصيب السيد إبراهيم في آخر حياته بجلطة وتوفي على إثرها بالبحرين عام 1391هـ (1971م) رحمه الله تعالى.
وأما السيد أحمد بن خليفة فقد ولد في الحد سنة 1328هـ (1910م) ودرس في مدرسة الهداية الخليفية ويذكر أنه كان يذهب يومياً من الحد إلى المحرق بدراجته الهوائية التي اشتراها لهذا الغرض، وقد تزوج من كل من: السيدة فرحة السادة ثم توفيت، ثم تزوج من السيدة موزة بنت أحمد بن هاشم اليوشع، ثم السيدة فاطمة بنت عبد الرحمن البومهير، ثم السيدة مريم بنت عبد اللطيف السادة. ورزق من الذرية بـ: هاشم، وعبد الرحمن، وبنت واحدة. وكان له شغف كبير بالبحر ونتيجة لذلك فقد قام برسم خارطة مغاصات اللؤلؤ (الهيرات)، والتي اشتهرت عنه وقام بطبعها في مطبعة المؤيد، ويذكر عنه السيد خليفة بن إبراهيم أنه في العام 1353هـ (1935م) سافر الإخوة إبراهيم وأحمد وعبد الله إلى الحج وحصلت هناك حادثة في ميناء جدة حيث أنهم عندما أرادوا النزول إلى الفرضة وأخذت الباخرة التي تقلهم في الاقتراب من الساحل سقط أحد الحجاج الهنود في البحر، وفور ذلك قام السيد أحمد بالإمساك به ورفعه من البحر بيد واحدة وكان ذلك في لمح البصر حيث إنه كاد أن يموت نتيجة لارتطام جسم الباخرة بالفرضة، إلا أن الله سلم، فقد كان السيد أحمد كما يذكر قوي البُنية، مفتول العضلات، كما يذكر أنه قد طلبه شيخ أبوظبي آنذاك الشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان للعمل عنده، فوافق على ذلك وانتقل لسكنى مدينة أبوظبي، وعمل لديه كرُبان لإحدى سفنه، اتصف السيد أحمد بالتدين، والعفة، وحُسن الخلق، واشتهر بقوة البنية والصلابة، توفي إلى رحمة الله تعالى في عام 1409هـ (1989م).
أما السيد عبد الله بن خليفة فقد ولد في الحد عام 1329هـ (1911م) وتزوج من السيدة موزة بنت يوسف السادة، والسيد آمنة المناعي من أهالي قلالي، والسيدة نورة بنت حميد بن كامل ورزق منهن بخمس بنات، عمل مع إخوته إبراهيم وأحمد في (الطواشة) تجارة اللؤلؤ، وبعد الافتراق سنة 1363هـ (1944م) سافر إلى المملكة العربية السعودية لأجل التجارة، عمل بها مدة، وتوفي في عام 1400هـ (1980م).
صفاته وأخلاقه:
اشتهر عن السيد خليفة أنه كان قنوعاً بما عنده، وبما قسمه الله تعالى له من الرزق، كما عُرف عنه زهده في الدنيا، وورعه وتقواه، كذلك كان شديداً في الحق، لا يخاف لومة لائم، وكان ينتصر للحق ولو على نفسه أو أقرب الناس إليه، ذا وجه طلق، وطلعة بشوشة، وعقل ثاقب، وفهم نير.
كما عرف عن السيد خليفة جوده وسخاؤه، وأريحيته، مع الفقراء والمساكين والأرامل. ومن صفاته التي اشتهرت عنه العزة والأنفة، فهو من قوم أنف، أباة، شم الأنوف، فكان يربأ بنفسه عن مواطن الذل، ويتجافى بها عن مطارح الهوان، وينزع بها عن مواقف الضراعة، ويصونها عن معرة الامتهان.
زهده في الدنيا:
ويروي العم خليل بن إبراهيم بوعلي نقلاً عن السيد أحمد بن خليفة بن عبد الغفور أنه في مرة من المرات أخذ بعض الناس يتكلمون مع السيد خليفة ويقولون له: يا سيد أنت تشتري (القماش) اللؤلؤ في البحرين وتبيعه في البحرين وتربح فيه شيء بسيط جداً، فلو سافرت إلى الهند كما يفعل فلان وعلان من الناس وبعت قماشك هناك لكسبت فيه أكثر بكثير مما تكسبه هنا، وهذا من باب التجارة الحلال، ولن تخسر شيئاً.
فقال السيد خليفة لهم: طيب يصير خير إن شاء الله.
وأخذ السيد في التفكير في الأمر وبعد أيام من التفكير قرر أن يسافر إلى الهند، وجهز متاعه وبضاعته التي يريد بيعها، وركب حماره وتوجه إلى الميناء وفي أثناء سيره على الطريق وصل إلى المقبرة -مقبرة الحد- فلما مر بالقرب منها أخذ يتأمل القبور، وتذكر الآخرة وأنه مهما طالت به الأيام سيوارى التراب ولن ينفعه هذا المال الذي سيتعب نفسه من أجله، فبكى السيد خليفة بكاء شديداً وعاد أدراجه إلى بيته وقال: أنا مردي سأدفن مع هؤلاء ليش ها التعب والشقاء، من أجل شوية ربابي والخير موجود ؟!! وبالتالي فقد آثر البقاء في بلده وعدم السفر.
محاربة النفس:
يُروى عن السيد خليفة أنه في أحد السنوات حصل زعل بينه وبين شخص، وكان السيد خليفة في كل عام إذا ما حال الحول على ماله يخرج الزكاة، ومن ضمن من يدفع لهم السيد خليفة زكاته كل عام هذا الرجل الذي تزاعل معاه، إذ كان فقيراً مُحتاجاً.
فيذكر الراوي أن السيد خليفة مع زعله من هذا الشخص وغضبه منه، إلا أنه ومع كل ذلك حارب حظ نفسه، وكسر تلك النفس التي بين جنبيه، وذهب إلى هذا الشخص ودفع له مال الزكاة وأحسن إليه، وكأن شيئاً لم يكن!! ولسان حاله يقول:
وحارب النفس والشيطان واعصهما
وإن هما محضاك النصح فاتهم
حادثة الساعة:
يشير السيد خليفة بن إبراهيم السادة إلى أنه في مرة من المرات كان الجد السيد خليفة يعقد أحد الصفقات مع أحد التجار والذي أراد شراء اللؤلؤ من السيد خليفة، فلما اتفقوا على السعر قال السيد خليفة للتاجر المشتري: إذا شريت اللؤلؤ تجيب لولدي إبراهيم ساعة. فوافق الرجل واشترى (القماش) اللؤلؤ، وجلب للولد إبراهيم ساعة، وكانت ساعة جميلة ذهبية من النوع القديم الذي يوضع في الجيب، ويربط بسلسة في الثياب.
يقول السيد خليفة: وفي أحد الأيام وكان من جيران الجد خليفة واحد من أسرة المنانعة يدعى عمرو المناعي، وكان صبياً صغيراً ويتيماً، ويذكر أن السيد خليفة يحبه كثيراً ويعطف عليه لما يعلم من يتمه وضعفه، فجاء هذا الصبي في أحد الأيام باكياً إلى الجد خليفة، فقال له السيد خليفة: شفيك يا عمرو عسى ما شر؟
فقال الصبي: يا سيد ولدك إبراهيم ضربني.
فقال السيد خليفة: ولدي إبراهيم ضربك، أنا براويك فيه، فناداه السيد خليفة وقال له: ضربت الولد عمرو؟
فقال إبراهيم: نعم.
فقال السيد خليفة: لأنك ضربت هذا الولد اليتيم المسكين أنا لازم أعاقبك، روح هات الساعة اللي عطيتك، فذهب وأحضر الساعة، وأعطاه إياها، فأخذ السيد خليفة الساعة منه وكسرها!
مئة ركعة!:
يذكر العم السيد خليفة بن إبراهيم السادة أنه في مرة من المرات فاتت الصلاة نجله إبراهيم الظهر أو العصر، يقول فجعل السيد خليفة عقاب نجله إبراهيم أن يصلي مئة ركعة جزاء تأخره عن الصلاة، وقد شاهد أحد أصدقاء السيد خليفة الولد إبراهيم يصلي لمدة طويلة وهو يرقبه من بعيد فاستغرب وسأل السيد: شفي الولد إبراهيم صار له مدة طويلة يصلي.
فقال له السيد خليفة: الولد فاتته الصلاة، وأنا عاقبته علشان هل المرة ما يتأخر عن الصلاة، خليته يصلي مئة ركعة؟!!
فاستغرب الرجل، ورأف بحال الولد وطلب من السيد خليفة أن يعفو عنه وأن يسامحه، وأنه لن يكرر ذلك مرة أخرى، فسامح السيد خليفة ولده وطلب منه ألا يكرر ذلك مرة أخرى.
العبيد يسرقون المنزل:
ويذكر العم خليل بن إبراهيم بوعلي نقلاً عن السيد أحمد بن خليفة السادة يقول: في مرة من المرات كان للسيد خليفة بن عبد الغفور اثنان من العبيد، وبالليل أرادا الخروج من عنده لكنهما قد اتفقا فيما بينهما وبيتا النية على سرقة أموال السيد خليفة والهرب بها، ولما رأوا السيد خليفة قد ذهب إلى داره قاما وأوصدا الباب ليظن السيد أنهما قد خرجا من الدار، في حين أنهما مازالا بالداخل.
بعد برهة ذهبا إلى حيث يضع السيد خليفة أمواله وكانت الأموال عبارة عن أكياس كبيرة كل كيس فيه ألف روبية أو ألفين روبية، فقاموا يحملون هذه الأكياس على ظهورهم ليهربوا بأكبر قدر ممكن من المال.
يقول العم خليل: وفي هذه الأثناء سمعت زوجة السيد خليفة بعض الجلبة وبعض الأصوات الغريبة فأخبرت زوجها بما سمعت.
فقال لها السيد خليفة: لا عليكِ، هذان العبدان يريدان أن يأخذا بعض المال، ولم يأخذا الكثير بعد، دعيهم ليحملوا كمية أكبر من المال، وفعلاً قام العبدان بحمل كمية أكبر من أكياس النقود، ولما أرادوا الانصراف بها وفتحوا باب المنزل لم يقدروا على الخروج منه إلى الخارج، ولم يستطيعوا حتى الدخول إلى المنزل، بل ظلوا على هذا الحال دون حراك، وبعد برهة جاءهم السيد خليفة وقال لهم: ها أنتوا إلى الآن هنا ما ذهبتوا إلى البيت ؟
فقالا له: يا سيد نريد أن نصلي الفجر في المسجد!!
فقال لهم: لا لا، ابقوا بعد قليلاً لكي يراكم الناس، فكان الناس يمرون عليهم وهم ذاهبون إلى الصلاة ويشاهدونهم ويتعجبون من صنيعهم؟!!
حريق حالة النعيم:
يروى عن السيد خليفة هذه الحادثة وهي من الحوادث التي اشتهرت عنه، وملخصها أنه في إحدى السنوات حصل حريق كبير في حالة نعيم، ولم يستطع أهالي الحالة إطفائه فاستعانوا بأهالي الحد، كما جاء بعض أهالي الحالة إلى السيد خليفة وأخبروه الخبر، فقام على الفور معهم وذهب إلى موضع الحريق، وأخذ حفنة من التراب وقرأ فيها بعض آيات من القرآن الكريم ثم رمى بهذه الحفنة على المساكن التي تحترق، فانطفأت النار على الفور بقدرة الله سبحانه وتعالى، ونجت حالة النعيم من خطر محدق!!
الدعاء المستجاب:
ويروي الأستاذ مبارك العماري هذه الحادثة التي وقعت للسيد خليفة نقلاً عن الشاعر عبد الرحمن الشاعر يقول: في إحدى المرات حدث بين السيد خليفة بن عبد الغفور السادة وبين الشاعر فيروز بن هجرس - وهو من أهالي قلالي عمل (سيباً) في مهنة الغوص، كما عمل (نهاما) وركب البحر مع النوخذة بدر بن محمد المناعي- وقد جرى بينهما مشاحنات وخصام ولم نقف على سببها، فدعا عليه السيد خليفة بهذا الموال الذي يقول فيه مخاطباً النوخذة بدر المناعي:
يا بدر جاتك هديه في البحور اتدور
وتدور فيروز من بد السيوب اتدور
أطلب من الله قبضه في دماغه اتدور
نجسٍ بلاني بلاه الله في روحه
نزاع الارواح تنزع يا ولي روحه
أطلب من الله عجلٍ ماخذٍ روحه
سريعٍ إبلا بطا قبل السنة لا تدور
وقد استجاب الله تعالى لدعوة السيد خليفة فمرض فيروز بن هجرس مرضاً قضى عليه ومات قبل أن يحول عليه الحول كما طلب السيد خليفة في دعائه.
في مرة من المرات:
يشير العم السيد خليفة بن إبراهيم السادة إلى حادثة وقعت للسيد خليفة وهي أنه في أحد الأيام توفيت إحدى زوجاته، فقام وتزوج من أختها، وبعد الزواج وجد أن طبع الزوجة الأولى أفضل بكثير من طبع أختها، فأنشد هذين البيتين اللطيفين:
بَدَّلت غير الحبيب
وافترق وايد
وَيهنٍ يدخن
وطبعٍ بالنحس جايد!!
المواويل:
ذكرها الأستاذ مبارك العماري في كتابه القيم (المجموعة الرابعة لشعراء الموال) (ص 117) فمنها: قول السيد خليفة بن عبد الغفور:
ردوها لي يا ملا والرا لها معنى
طفل خذ أيام يا صاحب بلا معنى
جد برقت نور خدين لها معنى
وش حيلتي لي نظرت الزين في غرته
مريت مرار وصارت مرتي غرته
كم واحدٍ في زمانه نفيسته غرته
سفن الهوى غرَّفن والرا لها معنى
* * *
وقال السيد خليفة:
عود نفل كل عود ومنبته طيب
ابن الأكارم ونسل الجود والطيب
مسيت رد المسا، جد قال لي طيب
تبسمت الأرض من بعد المحول ابحيا
أهلك هل الجود للجيران ستر وحيا
لين أمحل الروض تزهي داركم بالحيا
أهل الندى منقع الجودات والطيب
* * *
وقال السيد خليفة مخاطباً الشاعر رحمة بن حمد المجيران:
قم شد لي بكرة تسبق رياح الهوى
يتبع بها بابل جد لعلعن بالهوا
هذا النجم غاب وخلافه بقى لك هوى
هاذي الليالي لهن دارات وارسالي
حطن بقلبي لهن رسمٍ وارسالي
يا سايرٍ لرحمة بلغه بالأرسالي
سأله عن الخمسه اللي خفين بالهوا
والخمسة التي يعنيها السيد خليفة هي قوله تعالى: (إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت).
* * *
وقال السيد خليفة:
حنا بعيدين وخلان القلب عالي
يا طير إفهم جوابي وإنص به عالي
إنصى الحبيب الذي لأهل الهوى عالي
روح إنصى به صوب خل يفهم المعنى
ظليت في بحور لا خل ولا معنى
طلبت ربي عقب الفراق يجمعنا
ايسر قلبي ويذكر من لنا عالي
* * *
وينسب للسيد خليفة:
البين هيض غرام البعد وأشجاني
أبلى شبابي أنا الوجعان وأشجاني
الأول إلي خلة يدرون وش جاني
يحق لي بعدهم لأضرب براسي حجر
من حيث لني بهواهم ما عليه حجر
يا رب أنا طالبك بالمصطفى والحجر
تبري صوابٍ سطى بالقلب وأشجاني
* * *
وينسب للسيد خليفة:
يا صويحبي كيف حالك من عقب الأول
حبك برى خاطري زايد على الأول
وحياة من شيد الأركان بالأول
ما قط أنا أنساك لو قلبك جفا وانكر
ونكران عقب المعرفة قلت أنا منكر
سايلت راعي الشريعة قال ذا منكر
وأقول ويلاه واحزني على الأول
* * *
وينسب للسيد خليفة:
يا رب منك الصبر من يوم جيل إرحلوا
وآراض قلبي خلت من مسكني وارحلوا
يا علهم جنة الفروس يوم ارحلوا
يا خالجي أرتجي منك الخلف والصبر
تامن بقلبٍ جريحٍ وتاجنه بالصبر
والله ما لي عزا لو زدتني بالصبر
شان الوطن يوم قفوا بمهجتي وارحلوا
* * *
وينسب للسيد خليفة:
لو بشتكي ما بقلبي لأم سالم بكت
من مقلة غثها جرح شنيع وبكت
يا عيد من فارق المحبوب عينه بكت
كلما بغيت التجلد ما عزا قلبي
على الذي وسطهم يازي كما القلبي
يا بيض خذتوا فوادي وا شقا قلبي
لولا مداراة قلبي كان عيني بكت
* * *
وقال السيد خليفة:
حبي ولبي وقلبي من جدا العالي
والعين ما هي غفت ساعه عن العالي
نادوا طبيب الهوى إن كان بيعالي
يغسل اثويب الحبيب والشفا من ماه
ونفوس روحي خلقها خالقي من ماه
يا الله بعشرين زينه مايها من ماه
نقضي شفوف المكده وننتوي عالي
* * *
ألم الفراق:
يذكر العم خليفة بن إبراهيم السادة أنه في آخر أيام السيد خليفة أصيب بمرض لا نعلم حقيقته فبلغ ذلك صديقه الحاج يوسف بن أحمد كانو فتأثر لذلك كثيراً، وحضر من المنامة إلى منزله مع جمع من تجار وأعيان المنامة، وذلك لاصطحاب السيد خليفة إلى مستشفى الإرسالية الأمريكي، وبعد إلحاح من الحاج يوسف كانو وافق السيد خليفة على الذهاب إلى المستشفى، وبعد أن فحصه الطبيب أخبره بأنه يحتاج إلى عملية جراحية، سيتم من خلالها فتح بطنه، لكن السيد خليفة أبا أن يجري العملية وعاد إلى منزله، ونظراً لمحبته الكبيرة لصديقه الحاج يوسف بن أحمد كانو فقد أرسل إليه هذه الأبيات التي تعبر عن شكره الصادق له وعن مشاعره تجاهه، على ما قدم إليه من خدمة، وما أسداه تجاهه من معروف ونصها:
أحسنت يا (يوسف) باحسانٍ يجازيك
ربٍ كريمٍ جاد وأحسن سياياك
شفت المكارم يا أخي كلها فيك
هذا ومشكور السعي عند من ياك
امشيت معنا والسعد يباريك
عفت الحفيز وعفت بيعك مع شراك
ماني بشاعرٍ للعطا قايلٍ فيك
أنا كريم النفس موه أنا ذاك
لو كود أنا للطيب حنا مماليك
تايز لنا والي واحنا رعاياك
الكل شاكر والأجانيب تهويك
وإعلانك فازت علامة مزاياك
ويظهر بأن للأبيات بقية، لكن هذا ما أسعفتنا به ذاكرة السيد خليفة بن إبراهيم.
وفاته:
عندما أحس السيد خليفة باقتراب الأجل وقد كان يرقب بعض أبناءه وهم في سن الطفولة، فقد خشي عليهم من صروف الدهر وتقلبات الأيام، وبالتالي فقد طلب من السيد هزيم بن عبد القادر السادة وهو من كبار رجالات قبيلة السادة في البحرين ومن كبار تجار اللؤلؤ كذلك، طلب منه أن يعتني بهم، وأن يكون وصياً عليهم إلى أن يكبروا ويعتمدوا على أنفسهم ثم يرجع لهم الحلال، وقد وافق السيد هزيم على هذا دون تردد. ولم تطل المدة بالسيد خليفة حتى توفي إلى رحمة الله، ونقل جثمانه الطاهر إلى مثواه الأخير بمقبرة الحد، وقد تأثر أهالي الحد بوفاته كثيراً إذ كان من خيرة رجالها وصلحائها رحمه الله تعالى.
تصحيح واستدراك:
هذه بعض الملاحظات والاستدراكات التي وقفت عليها في كتاب (المجموعة الرابعة لشعراء الموال) لأستاذنا الكبير الشاعر الأديب مبارك بن عمرو العماري، وأرجوه أن يعذرني على هذه الملاحظات والاستدراكات.
الملاحظة الأولى: بخصوص ما أشار إليه الأستاذ مبارك العماري في (ص116) من كتابه بقوله: "اختلف الرواة في تحديد وفاته-يعني المترجم له السيد خليفة-، فحين أن بعضهم يذكر وفاته عام 1317هـ (1899م) هناك رواية تذكر أنه توفي 1321هـ/1322هـ أي عام 1904م، لذلك تنحصر وفاته بين هذين التاريخين، بينما أرجح أنه توفي بعد ذلك".
قلت: قول أستاذنا مبارك العماري بأن وفاة السيد خليفة تنحصر بين هذين التاريخين، يناقض قوله بعد ذلك بأنه يرجح أنه توفي بعد ذلك.
أما بالنسبة للتاريخ الذي أرجحه لوفاته فهو العام 1330هـ (1912م) بناء على المعطيات التي أدلى بها حفيده العم السيد خليفة بن إبراهيم السادة.
الملاحظة الثانية: ذكر الأستاذ مبارك العماري في (ص100) من كتابه أن السيد عبد الغفور والد المترجم له يُدعى عبد الغفور بن خليفة، وهذا فيه نظر إذ أن الشجرة المعتمدة في نسب قبيلة السادة التي أعدها الأستاذ عبد الله بن حسين السادة والتي طبعت في عام 1999م تشير إلى أنه عبد الغفور بن محمد بن تاجر، فاقتضى التنبيه حتى لا يخفى.
الملاحظة الثالثة: ذكر الأستاذ مبارك العماري في (ص100) أن السيد عبد الغفور والد المترجم له رزق بولدين هما إبراهيم وخليفة، وهذا فيه نظر إذ أن الشجرة المعتمدة في نسب قبيلة السادة تشير إلى أنه رزق بولدين هما خليفة -المترجم له- ويوسف، فاقتضى التنبيه حتى لا يخفى.
مصادر ترجمته:
1-مقابلة مع الأستاذ مبارك بن عمرو العماري.
2-كتاب المجموعة الرابعة لشعراء الموال، جمع الأديب مبارك العماري.
3-مقابلة مع العم خليل بن إبراهيم بوعلي، وهو من جيران المترجم له.
4-مقابلة مع السيد خليفة بن إبراهيم بن خليفة بن عبد الغفور السادة، والمترجم له جده.
5-مقابلة مع السيد أنور بن خليفة بن إبراهيم السادة، والمترجم له والد جده.
6-شجرة قبيلة السادة، أعدها الأستاذ عبد الله بن حسين السادة، طبعت عام 1999م.
7-دليل الخليج، ج.ج. لوريمر.
خليفة بن عبد الغفور السادة
(1255هـ-1330هـ) (1839م-1912م)
هو: الحسيب النسيب، وتاجر اللؤلؤ المشهور، العابد الزاهد، الشاعر، السيد خليفة بن عبد الغفور بن محمد بن تاجر بن أحمد بن كاسب بن يعقوب بن شعبان بن محمد بن محمد الصالح بن عبد الله بن عبد الرحمن بن حسن بن حسين أبو الفضل بن يوسف بن رجب الكبير بن شمس الدين محمد بن عبد الرحيم ممهد الدولة بن سيف الدين عثمان بن حسن بن محمد عسلة بن علي الحازم أبو الفوارس بن أحمد المرتضى أبو علي بن علي أبو الفواضل بن الشيخ حسن رفاعة المكي بن المهدي أبو رفاعة بن محمد أبو القاسم بن الحسن أبو موسى بن الحسين أبو عبد الله بن أحمد الصالح بن موسى الثاني بن إبراهيم المرتضى بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبيلة السادة الرفاعي الحسيني الهاشمي.
قبيلة السادة:
ينحدر السيد خليفة بن عبد الغفور من فرع الغشارة من قبيلة السادة العريقة، وتعتبر هذه القبيلة من القبائل العربية المشهورة والتي يتصل نسبها بالسيد أحمد بن كاسب الرفاعي المولود في السبيليات بالعراق عام 1070هـ (1659م) والمتوفى في قرية الرويس بشمال قطر عام 1150هـ (1737م)، وهم من سلالة آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد اشتهرت قبيلة السادة بالعناية بالعلم والأدب، فكان منهم القاضي والإمام والأديب، كما أنها عُرفت بتجارة اللؤلؤ والغوص وركوب البحر على متون السفن الكبيرة التي كانت تبحر إلى أنحاء كثيرة من موانئ العالم مثل: الهند وعُمان والساحل الشرقي لأفريقيا والبصرة وغيرها من البلدان. يقول عنهم المستشرق الإنجليزي ج. ج. لوريمر في (دليل الخليج) القسم الجغرافي (6/2067): "السادة ومفردها سيد، وهذا المقال له علاقة بجماعة من السادة أصلهم من قطر، ثم انتقلوا في الغالب إلى البحرين على إثر انتصار العتوب. وما زالت توجد 70 عائلة من السادة في الرويس في قطر والقليل منهم في الدوحة. ومقرهم في البحرين هو الحد حيث يملكون مئة وخمسين منزلاً ولهم عشرة منازل أيضاً في جزيرة تاروت عند القطيف، وفي كل من البحرين وقطر فإنهم يعملون في الغوص وفي تجارة اللؤلؤ ويربي بعضهم في قطر الماشية. ومن حيث الديانة فهم مسلمون سنة على المذهب الحنفي والمذهب الشافعي. وهم ما زالوا مشهورين بتعصبهم وميلهم لتجارة الرقيق". ويذكر الأستاذ حافظ وهبه عند حديثه عن سكان البحرين ما نصه: "أما العتوب (بني عتبة) والسادة والدواسر، فهم أكثر القبائل نفوذاً في البحرين، فبنو عتبة لهم بالعائلة الحاكمة صلة النسب، والسادة نفوذهم مستمد من اتصال نسبهم بالنبي الكريم، والدواسر نفوذهم مستمد من سلوكهم الحسن في الجزيرة، ومن ثروتهم التي اكتسبوها من التجارة!!".
نبذة عن والده السيد عبد الغفور:
هو: السيد عبد الغفور بن محمد بن تاجر بن أحمد السادة، ولد حوالي العام 1235هـ (1819م) وهو شاعر مجيد من أهالي منطقة رويس بقطر، تزوج ورزق بولدين هما: يوسف وخليفة. ورحل إلى البحرين لأسباب لا نعلمها حيث سكن منطقة الحد في الناحية الجنوبية منها، ثم بعدها بمدة حصل زعل بينه وبين جماعته من السادة، فانتقل من جنوبي الحد إلى شمالها وبنى هناك بيتاً، كان ينظم الموال والشعر النبطي، لم نقف على سنة وفاته ولكنه كان حياً عام 1275هـ (1858م) ومما حفظ لنا من مواويله قوله:
أهين نفسي على الشدة وأعاليها
وإن جيت بأرض الخلا أسكن بعاليها
من لا ينحر براس اليوش عاليها
ما يتجي بالذرى من لا يشد العمل
الخيل عند الصياح قم شدها بالعمل
ما أهبلك يا طالب الجنة بليا عمل
النفس أمارةٍ بالسو، عاليها
الرحلة من رويس إلى الحد:
يذكر العم السيد خليفة بن إبراهيم بن خليفة بن عبد الغفور السادة – حفيد المترجم له- نقلاً عن والده أن الجد الأكبر السيد عبد الغفور السادة قد هاجر من منطقة رويس في قطر لأسباب لا نعلمها ورحل إلى البحرين، وسكن في منطقة الحد في الناحية الجنوبية منها، ثم بعدها بمدة حصل زعل بينه وبين جماعته من السادة، فانتقل من جنوبي الحد إلى شمالها وبنى بيتاً، وهو نفسه بيت السيد خليفة بن عبد الغفور، فقد قام السيد خليفة فيما بعد وفاة والده بتوسيع البيت وبناءه على أحدث طراز، مما جعل منه تحفة معمارية يتحدث عنها أهالي منطقة الحد إلى يومنا هذا.
المولد والنشأة:
ولد السيد خليفة بن عبد الغفور في منطقة الحد، ونشأ نشأة صالحة في أسرة مُتدينة محافظة فأدخله والده الكتاب (المطوع) فتعلم مبادئ القراءة والكتابة والحساب، وحفظ قسطاً وافراً من القرآن الكريم. كذلك استفاد من والده السيد عبد الغفور كثيراً، حيث كان الأخير شاعراً يحفظ الشعر وينظمه، كما ينظم الموال.
عمله وتجارته:
بعد أن شب وكبر عمل في تجارة اللؤلؤ، مهنة آبائه وأجداده، وكان من عادته أنه لا يذهب إلى الهند ليبيع محصوله من اللآلئ بل كان يبيعه في البحرين أو قطر، ويكتفي بالرزق البسيط على المال الوفير. ويذكر أنه كان لديه عدد من العبيد والإماء، يقومون على خدمته من أشهرهم مرزوق، أما الإماء فكن يقمن بالتنظيف والطبخ.
أصدقاء السيد خليفة:
أما أصدقاؤه والمتعاملون معه من تجار اللؤلؤ فمن أشهرهم: السيد عبد الله بن إبراهيم السادة، والسيد هزيم بن عبد القادر السادة، والحاج يوسف بن أحمد كانو، كذلك كان كثيراً ما يشتري منه تجار لؤلؤ فرنساوي لم نعلم من هو بالتحديد، أما أصدقاؤه من أهل العلم فكان من أشهرهم: الشاعر رحمة المجيران، والعالم الفاضل الشيخ محمد بن عبد الرزاق آل محمود، عالم الحد وفقيهها، ويذكر حفيده العم خليفة بن إبراهيم أن الجد السيد خليفة بن عبد الغفور والشيخ محمد بن عبد الرزاق آل محمود كانا يذهبان إلى الشيخ عيسى بن علي آل خليفة حاكم البلاد مع بعض إذا ما استدعاهما، أو إذا ما أرادا زيارته لأجل السلام عليه.
زواجه وأولاده:
تزوج السيد خليفة خمس زوجات لكن لم نعرف منهن سوى السيدة مريم بنت عبد الله آل بن علي، وبعد وفاتها تزوج من شقيقتها السيدة موزة بنت عبد الله آل بن علي، كما تزوج من السيدة حسينة وهي من بلاد الحبشة، ورزق بعدد من الأولاد والبنات وهم: إبراهيم، وأحمد، وعبد الله، ومحمد، ولطيفة، وفرحة، وهيا، وفاطمة، وأسماء.
نبذة عن أولاده:
أما السيد إبراهيم بن خليفة فقد ولد في الحد عام 1316هـ (1898م) ودرس في المطوع على شخص يدعى ملا خميس من أهالي الحد، وتزوج عدة زوجات هن كالتالي: الأولى من قبيلة السادة من قطر، والثانية هي السيدة فاطمة السادة، وأما الثالثة فهي السيدة غدنانة بنت السيد عبد الله بن إبراهيم السادة، ثم تزوج الرابعة من قبيلة المنانعة، ثم تزوج من امرأة بدوية لا نعلم أسمها، ثم تزوج من منطقة دبي السيدة موزة بنت عبد الرحمن البومهير، ثم تزوج زوجتان من الهند. ورزق من الذرية بـ: محمد، وأحمد، وخليفة، وعيسى، وعبد الغفور، وعلي، وعبد الرحمن، وفيصل، وسبع بنات. وعمل في (الطواشة) تجارة اللؤلؤ مع إخوته عبد الله وأحمد، مهنة آبائه وأجداده إلى العام 1363هـ (1944م) حيث افترق الإخوة الثلاثة وأرادوا العمل فُرادى، كما أن سوق اللؤلؤ ضعف جداً عن السابق، نتيجة لظهور النفط وظهور اللؤلؤ الجاباني. فقام إبراهيم بالعمل بالتجارة، فكان يسافر إلى منطقة تابعة لسلطنة عُمان تدعى بر الجازر، ويشتري منها السمك الطازج ويتفق مع بعض البحارة من أهالي عُمان على أن يقوموا بتمليحه نظير أجر معين، وعندنا يجهز يحمله إلى بلاد زنجبار لأجل بيعه هناك، ثم يقوم هناك بشراء مواد بناء كالأخشاب (الدناجل) وما إلى ذلك كما يقوم بشراء بعض الأقمشة، ثم يحمل بضاعته إلى دبي ليبيعها هناك. ومما يذكر عنه أنه أول من أحضر جهاز الراديو إلى منطقة الحد حوالي العام 1358هـ (1939م) وقد اشتراه من السيد حسين يتيم بالمنامة. كما وأنه تملك سيارة تعد من أوائل السيارات في منطقة الحد وتدعى ستروين (Citroen)، وهي سيارة فرنسية اشتراها من الحاج خليل بن إبراهيم كانو، وذلك في أوائل الثلاثينيات، وبعد مدة من شرائها أعطاها لأحد أصدقائه من أسرة العطية من أهالي قطر. كما عُرف عنه كتابته للشعر النبطي، ومما أنشده قصيدة في وصف رحلته من البحرين إلى عُمان وزنجبار ومقديشو، يحفظ السيد خليفة بن إبراهيم نجله بعض أبياتها، يقول في مطلعها:
على ماشور شلينا عشيا
نجد السير حادينا الولامه
ومنها:
ولما جيت سلمى مع بنيها
رأيت الكوس فيها الوهيامه
ومنها:
وأم الفار والكوبة مثلها
عشرة أيام ما شفنا الولامه
أصيب السيد إبراهيم في آخر حياته بجلطة وتوفي على إثرها بالبحرين عام 1391هـ (1971م) رحمه الله تعالى.
وأما السيد أحمد بن خليفة فقد ولد في الحد سنة 1328هـ (1910م) ودرس في مدرسة الهداية الخليفية ويذكر أنه كان يذهب يومياً من الحد إلى المحرق بدراجته الهوائية التي اشتراها لهذا الغرض، وقد تزوج من كل من: السيدة فرحة السادة ثم توفيت، ثم تزوج من السيدة موزة بنت أحمد بن هاشم اليوشع، ثم السيدة فاطمة بنت عبد الرحمن البومهير، ثم السيدة مريم بنت عبد اللطيف السادة. ورزق من الذرية بـ: هاشم، وعبد الرحمن، وبنت واحدة. وكان له شغف كبير بالبحر ونتيجة لذلك فقد قام برسم خارطة مغاصات اللؤلؤ (الهيرات)، والتي اشتهرت عنه وقام بطبعها في مطبعة المؤيد، ويذكر عنه السيد خليفة بن إبراهيم أنه في العام 1353هـ (1935م) سافر الإخوة إبراهيم وأحمد وعبد الله إلى الحج وحصلت هناك حادثة في ميناء جدة حيث أنهم عندما أرادوا النزول إلى الفرضة وأخذت الباخرة التي تقلهم في الاقتراب من الساحل سقط أحد الحجاج الهنود في البحر، وفور ذلك قام السيد أحمد بالإمساك به ورفعه من البحر بيد واحدة وكان ذلك في لمح البصر حيث إنه كاد أن يموت نتيجة لارتطام جسم الباخرة بالفرضة، إلا أن الله سلم، فقد كان السيد أحمد كما يذكر قوي البُنية، مفتول العضلات، كما يذكر أنه قد طلبه شيخ أبوظبي آنذاك الشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان للعمل عنده، فوافق على ذلك وانتقل لسكنى مدينة أبوظبي، وعمل لديه كرُبان لإحدى سفنه، اتصف السيد أحمد بالتدين، والعفة، وحُسن الخلق، واشتهر بقوة البنية والصلابة، توفي إلى رحمة الله تعالى في عام 1409هـ (1989م).
أما السيد عبد الله بن خليفة فقد ولد في الحد عام 1329هـ (1911م) وتزوج من السيدة موزة بنت يوسف السادة، والسيد آمنة المناعي من أهالي قلالي، والسيدة نورة بنت حميد بن كامل ورزق منهن بخمس بنات، عمل مع إخوته إبراهيم وأحمد في (الطواشة) تجارة اللؤلؤ، وبعد الافتراق سنة 1363هـ (1944م) سافر إلى المملكة العربية السعودية لأجل التجارة، عمل بها مدة، وتوفي في عام 1400هـ (1980م).
صفاته وأخلاقه:
اشتهر عن السيد خليفة أنه كان قنوعاً بما عنده، وبما قسمه الله تعالى له من الرزق، كما عُرف عنه زهده في الدنيا، وورعه وتقواه، كذلك كان شديداً في الحق، لا يخاف لومة لائم، وكان ينتصر للحق ولو على نفسه أو أقرب الناس إليه، ذا وجه طلق، وطلعة بشوشة، وعقل ثاقب، وفهم نير.
كما عرف عن السيد خليفة جوده وسخاؤه، وأريحيته، مع الفقراء والمساكين والأرامل. ومن صفاته التي اشتهرت عنه العزة والأنفة، فهو من قوم أنف، أباة، شم الأنوف، فكان يربأ بنفسه عن مواطن الذل، ويتجافى بها عن مطارح الهوان، وينزع بها عن مواقف الضراعة، ويصونها عن معرة الامتهان.
زهده في الدنيا:
ويروي العم خليل بن إبراهيم بوعلي نقلاً عن السيد أحمد بن خليفة بن عبد الغفور أنه في مرة من المرات أخذ بعض الناس يتكلمون مع السيد خليفة ويقولون له: يا سيد أنت تشتري (القماش) اللؤلؤ في البحرين وتبيعه في البحرين وتربح فيه شيء بسيط جداً، فلو سافرت إلى الهند كما يفعل فلان وعلان من الناس وبعت قماشك هناك لكسبت فيه أكثر بكثير مما تكسبه هنا، وهذا من باب التجارة الحلال، ولن تخسر شيئاً.
فقال السيد خليفة لهم: طيب يصير خير إن شاء الله.
وأخذ السيد في التفكير في الأمر وبعد أيام من التفكير قرر أن يسافر إلى الهند، وجهز متاعه وبضاعته التي يريد بيعها، وركب حماره وتوجه إلى الميناء وفي أثناء سيره على الطريق وصل إلى المقبرة -مقبرة الحد- فلما مر بالقرب منها أخذ يتأمل القبور، وتذكر الآخرة وأنه مهما طالت به الأيام سيوارى التراب ولن ينفعه هذا المال الذي سيتعب نفسه من أجله، فبكى السيد خليفة بكاء شديداً وعاد أدراجه إلى بيته وقال: أنا مردي سأدفن مع هؤلاء ليش ها التعب والشقاء، من أجل شوية ربابي والخير موجود ؟!! وبالتالي فقد آثر البقاء في بلده وعدم السفر.
محاربة النفس:
يُروى عن السيد خليفة أنه في أحد السنوات حصل زعل بينه وبين شخص، وكان السيد خليفة في كل عام إذا ما حال الحول على ماله يخرج الزكاة، ومن ضمن من يدفع لهم السيد خليفة زكاته كل عام هذا الرجل الذي تزاعل معاه، إذ كان فقيراً مُحتاجاً.
فيذكر الراوي أن السيد خليفة مع زعله من هذا الشخص وغضبه منه، إلا أنه ومع كل ذلك حارب حظ نفسه، وكسر تلك النفس التي بين جنبيه، وذهب إلى هذا الشخص ودفع له مال الزكاة وأحسن إليه، وكأن شيئاً لم يكن!! ولسان حاله يقول:
وحارب النفس والشيطان واعصهما
وإن هما محضاك النصح فاتهم
حادثة الساعة:
يشير السيد خليفة بن إبراهيم السادة إلى أنه في مرة من المرات كان الجد السيد خليفة يعقد أحد الصفقات مع أحد التجار والذي أراد شراء اللؤلؤ من السيد خليفة، فلما اتفقوا على السعر قال السيد خليفة للتاجر المشتري: إذا شريت اللؤلؤ تجيب لولدي إبراهيم ساعة. فوافق الرجل واشترى (القماش) اللؤلؤ، وجلب للولد إبراهيم ساعة، وكانت ساعة جميلة ذهبية من النوع القديم الذي يوضع في الجيب، ويربط بسلسة في الثياب.
يقول السيد خليفة: وفي أحد الأيام وكان من جيران الجد خليفة واحد من أسرة المنانعة يدعى عمرو المناعي، وكان صبياً صغيراً ويتيماً، ويذكر أن السيد خليفة يحبه كثيراً ويعطف عليه لما يعلم من يتمه وضعفه، فجاء هذا الصبي في أحد الأيام باكياً إلى الجد خليفة، فقال له السيد خليفة: شفيك يا عمرو عسى ما شر؟
فقال الصبي: يا سيد ولدك إبراهيم ضربني.
فقال السيد خليفة: ولدي إبراهيم ضربك، أنا براويك فيه، فناداه السيد خليفة وقال له: ضربت الولد عمرو؟
فقال إبراهيم: نعم.
فقال السيد خليفة: لأنك ضربت هذا الولد اليتيم المسكين أنا لازم أعاقبك، روح هات الساعة اللي عطيتك، فذهب وأحضر الساعة، وأعطاه إياها، فأخذ السيد خليفة الساعة منه وكسرها!
مئة ركعة!:
يذكر العم السيد خليفة بن إبراهيم السادة أنه في مرة من المرات فاتت الصلاة نجله إبراهيم الظهر أو العصر، يقول فجعل السيد خليفة عقاب نجله إبراهيم أن يصلي مئة ركعة جزاء تأخره عن الصلاة، وقد شاهد أحد أصدقاء السيد خليفة الولد إبراهيم يصلي لمدة طويلة وهو يرقبه من بعيد فاستغرب وسأل السيد: شفي الولد إبراهيم صار له مدة طويلة يصلي.
فقال له السيد خليفة: الولد فاتته الصلاة، وأنا عاقبته علشان هل المرة ما يتأخر عن الصلاة، خليته يصلي مئة ركعة؟!!
فاستغرب الرجل، ورأف بحال الولد وطلب من السيد خليفة أن يعفو عنه وأن يسامحه، وأنه لن يكرر ذلك مرة أخرى، فسامح السيد خليفة ولده وطلب منه ألا يكرر ذلك مرة أخرى.
العبيد يسرقون المنزل:
ويذكر العم خليل بن إبراهيم بوعلي نقلاً عن السيد أحمد بن خليفة السادة يقول: في مرة من المرات كان للسيد خليفة بن عبد الغفور اثنان من العبيد، وبالليل أرادا الخروج من عنده لكنهما قد اتفقا فيما بينهما وبيتا النية على سرقة أموال السيد خليفة والهرب بها، ولما رأوا السيد خليفة قد ذهب إلى داره قاما وأوصدا الباب ليظن السيد أنهما قد خرجا من الدار، في حين أنهما مازالا بالداخل.
بعد برهة ذهبا إلى حيث يضع السيد خليفة أمواله وكانت الأموال عبارة عن أكياس كبيرة كل كيس فيه ألف روبية أو ألفين روبية، فقاموا يحملون هذه الأكياس على ظهورهم ليهربوا بأكبر قدر ممكن من المال.
يقول العم خليل: وفي هذه الأثناء سمعت زوجة السيد خليفة بعض الجلبة وبعض الأصوات الغريبة فأخبرت زوجها بما سمعت.
فقال لها السيد خليفة: لا عليكِ، هذان العبدان يريدان أن يأخذا بعض المال، ولم يأخذا الكثير بعد، دعيهم ليحملوا كمية أكبر من المال، وفعلاً قام العبدان بحمل كمية أكبر من أكياس النقود، ولما أرادوا الانصراف بها وفتحوا باب المنزل لم يقدروا على الخروج منه إلى الخارج، ولم يستطيعوا حتى الدخول إلى المنزل، بل ظلوا على هذا الحال دون حراك، وبعد برهة جاءهم السيد خليفة وقال لهم: ها أنتوا إلى الآن هنا ما ذهبتوا إلى البيت ؟
فقالا له: يا سيد نريد أن نصلي الفجر في المسجد!!
فقال لهم: لا لا، ابقوا بعد قليلاً لكي يراكم الناس، فكان الناس يمرون عليهم وهم ذاهبون إلى الصلاة ويشاهدونهم ويتعجبون من صنيعهم؟!!
حريق حالة النعيم:
يروى عن السيد خليفة هذه الحادثة وهي من الحوادث التي اشتهرت عنه، وملخصها أنه في إحدى السنوات حصل حريق كبير في حالة نعيم، ولم يستطع أهالي الحالة إطفائه فاستعانوا بأهالي الحد، كما جاء بعض أهالي الحالة إلى السيد خليفة وأخبروه الخبر، فقام على الفور معهم وذهب إلى موضع الحريق، وأخذ حفنة من التراب وقرأ فيها بعض آيات من القرآن الكريم ثم رمى بهذه الحفنة على المساكن التي تحترق، فانطفأت النار على الفور بقدرة الله سبحانه وتعالى، ونجت حالة النعيم من خطر محدق!!
الدعاء المستجاب:
ويروي الأستاذ مبارك العماري هذه الحادثة التي وقعت للسيد خليفة نقلاً عن الشاعر عبد الرحمن الشاعر يقول: في إحدى المرات حدث بين السيد خليفة بن عبد الغفور السادة وبين الشاعر فيروز بن هجرس - وهو من أهالي قلالي عمل (سيباً) في مهنة الغوص، كما عمل (نهاما) وركب البحر مع النوخذة بدر بن محمد المناعي- وقد جرى بينهما مشاحنات وخصام ولم نقف على سببها، فدعا عليه السيد خليفة بهذا الموال الذي يقول فيه مخاطباً النوخذة بدر المناعي:
يا بدر جاتك هديه في البحور اتدور
وتدور فيروز من بد السيوب اتدور
أطلب من الله قبضه في دماغه اتدور
نجسٍ بلاني بلاه الله في روحه
نزاع الارواح تنزع يا ولي روحه
أطلب من الله عجلٍ ماخذٍ روحه
سريعٍ إبلا بطا قبل السنة لا تدور
وقد استجاب الله تعالى لدعوة السيد خليفة فمرض فيروز بن هجرس مرضاً قضى عليه ومات قبل أن يحول عليه الحول كما طلب السيد خليفة في دعائه.
في مرة من المرات:
يشير العم السيد خليفة بن إبراهيم السادة إلى حادثة وقعت للسيد خليفة وهي أنه في أحد الأيام توفيت إحدى زوجاته، فقام وتزوج من أختها، وبعد الزواج وجد أن طبع الزوجة الأولى أفضل بكثير من طبع أختها، فأنشد هذين البيتين اللطيفين:
بَدَّلت غير الحبيب
وافترق وايد
وَيهنٍ يدخن
وطبعٍ بالنحس جايد!!
المواويل:
ذكرها الأستاذ مبارك العماري في كتابه القيم (المجموعة الرابعة لشعراء الموال) (ص 117) فمنها: قول السيد خليفة بن عبد الغفور:
ردوها لي يا ملا والرا لها معنى
طفل خذ أيام يا صاحب بلا معنى
جد برقت نور خدين لها معنى
وش حيلتي لي نظرت الزين في غرته
مريت مرار وصارت مرتي غرته
كم واحدٍ في زمانه نفيسته غرته
سفن الهوى غرَّفن والرا لها معنى
* * *
وقال السيد خليفة:
عود نفل كل عود ومنبته طيب
ابن الأكارم ونسل الجود والطيب
مسيت رد المسا، جد قال لي طيب
تبسمت الأرض من بعد المحول ابحيا
أهلك هل الجود للجيران ستر وحيا
لين أمحل الروض تزهي داركم بالحيا
أهل الندى منقع الجودات والطيب
* * *
وقال السيد خليفة مخاطباً الشاعر رحمة بن حمد المجيران:
قم شد لي بكرة تسبق رياح الهوى
يتبع بها بابل جد لعلعن بالهوا
هذا النجم غاب وخلافه بقى لك هوى
هاذي الليالي لهن دارات وارسالي
حطن بقلبي لهن رسمٍ وارسالي
يا سايرٍ لرحمة بلغه بالأرسالي
سأله عن الخمسه اللي خفين بالهوا
والخمسة التي يعنيها السيد خليفة هي قوله تعالى: (إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت).
* * *
وقال السيد خليفة:
حنا بعيدين وخلان القلب عالي
يا طير إفهم جوابي وإنص به عالي
إنصى الحبيب الذي لأهل الهوى عالي
روح إنصى به صوب خل يفهم المعنى
ظليت في بحور لا خل ولا معنى
طلبت ربي عقب الفراق يجمعنا
ايسر قلبي ويذكر من لنا عالي
* * *
وينسب للسيد خليفة:
البين هيض غرام البعد وأشجاني
أبلى شبابي أنا الوجعان وأشجاني
الأول إلي خلة يدرون وش جاني
يحق لي بعدهم لأضرب براسي حجر
من حيث لني بهواهم ما عليه حجر
يا رب أنا طالبك بالمصطفى والحجر
تبري صوابٍ سطى بالقلب وأشجاني
* * *
وينسب للسيد خليفة:
يا صويحبي كيف حالك من عقب الأول
حبك برى خاطري زايد على الأول
وحياة من شيد الأركان بالأول
ما قط أنا أنساك لو قلبك جفا وانكر
ونكران عقب المعرفة قلت أنا منكر
سايلت راعي الشريعة قال ذا منكر
وأقول ويلاه واحزني على الأول
* * *
وينسب للسيد خليفة:
يا رب منك الصبر من يوم جيل إرحلوا
وآراض قلبي خلت من مسكني وارحلوا
يا علهم جنة الفروس يوم ارحلوا
يا خالجي أرتجي منك الخلف والصبر
تامن بقلبٍ جريحٍ وتاجنه بالصبر
والله ما لي عزا لو زدتني بالصبر
شان الوطن يوم قفوا بمهجتي وارحلوا
* * *
وينسب للسيد خليفة:
لو بشتكي ما بقلبي لأم سالم بكت
من مقلة غثها جرح شنيع وبكت
يا عيد من فارق المحبوب عينه بكت
كلما بغيت التجلد ما عزا قلبي
على الذي وسطهم يازي كما القلبي
يا بيض خذتوا فوادي وا شقا قلبي
لولا مداراة قلبي كان عيني بكت
* * *
وقال السيد خليفة:
حبي ولبي وقلبي من جدا العالي
والعين ما هي غفت ساعه عن العالي
نادوا طبيب الهوى إن كان بيعالي
يغسل اثويب الحبيب والشفا من ماه
ونفوس روحي خلقها خالقي من ماه
يا الله بعشرين زينه مايها من ماه
نقضي شفوف المكده وننتوي عالي
* * *
ألم الفراق:
يذكر العم خليفة بن إبراهيم السادة أنه في آخر أيام السيد خليفة أصيب بمرض لا نعلم حقيقته فبلغ ذلك صديقه الحاج يوسف بن أحمد كانو فتأثر لذلك كثيراً، وحضر من المنامة إلى منزله مع جمع من تجار وأعيان المنامة، وذلك لاصطحاب السيد خليفة إلى مستشفى الإرسالية الأمريكي، وبعد إلحاح من الحاج يوسف كانو وافق السيد خليفة على الذهاب إلى المستشفى، وبعد أن فحصه الطبيب أخبره بأنه يحتاج إلى عملية جراحية، سيتم من خلالها فتح بطنه، لكن السيد خليفة أبا أن يجري العملية وعاد إلى منزله، ونظراً لمحبته الكبيرة لصديقه الحاج يوسف بن أحمد كانو فقد أرسل إليه هذه الأبيات التي تعبر عن شكره الصادق له وعن مشاعره تجاهه، على ما قدم إليه من خدمة، وما أسداه تجاهه من معروف ونصها:
أحسنت يا (يوسف) باحسانٍ يجازيك
ربٍ كريمٍ جاد وأحسن سياياك
شفت المكارم يا أخي كلها فيك
هذا ومشكور السعي عند من ياك
امشيت معنا والسعد يباريك
عفت الحفيز وعفت بيعك مع شراك
ماني بشاعرٍ للعطا قايلٍ فيك
أنا كريم النفس موه أنا ذاك
لو كود أنا للطيب حنا مماليك
تايز لنا والي واحنا رعاياك
الكل شاكر والأجانيب تهويك
وإعلانك فازت علامة مزاياك
ويظهر بأن للأبيات بقية، لكن هذا ما أسعفتنا به ذاكرة السيد خليفة بن إبراهيم.
وفاته:
عندما أحس السيد خليفة باقتراب الأجل وقد كان يرقب بعض أبناءه وهم في سن الطفولة، فقد خشي عليهم من صروف الدهر وتقلبات الأيام، وبالتالي فقد طلب من السيد هزيم بن عبد القادر السادة وهو من كبار رجالات قبيلة السادة في البحرين ومن كبار تجار اللؤلؤ كذلك، طلب منه أن يعتني بهم، وأن يكون وصياً عليهم إلى أن يكبروا ويعتمدوا على أنفسهم ثم يرجع لهم الحلال، وقد وافق السيد هزيم على هذا دون تردد. ولم تطل المدة بالسيد خليفة حتى توفي إلى رحمة الله، ونقل جثمانه الطاهر إلى مثواه الأخير بمقبرة الحد، وقد تأثر أهالي الحد بوفاته كثيراً إذ كان من خيرة رجالها وصلحائها رحمه الله تعالى.
تصحيح واستدراك:
هذه بعض الملاحظات والاستدراكات التي وقفت عليها في كتاب (المجموعة الرابعة لشعراء الموال) لأستاذنا الكبير الشاعر الأديب مبارك بن عمرو العماري، وأرجوه أن يعذرني على هذه الملاحظات والاستدراكات.
الملاحظة الأولى: بخصوص ما أشار إليه الأستاذ مبارك العماري في (ص116) من كتابه بقوله: "اختلف الرواة في تحديد وفاته-يعني المترجم له السيد خليفة-، فحين أن بعضهم يذكر وفاته عام 1317هـ (1899م) هناك رواية تذكر أنه توفي 1321هـ/1322هـ أي عام 1904م، لذلك تنحصر وفاته بين هذين التاريخين، بينما أرجح أنه توفي بعد ذلك".
قلت: قول أستاذنا مبارك العماري بأن وفاة السيد خليفة تنحصر بين هذين التاريخين، يناقض قوله بعد ذلك بأنه يرجح أنه توفي بعد ذلك.
أما بالنسبة للتاريخ الذي أرجحه لوفاته فهو العام 1330هـ (1912م) بناء على المعطيات التي أدلى بها حفيده العم السيد خليفة بن إبراهيم السادة.
الملاحظة الثانية: ذكر الأستاذ مبارك العماري في (ص100) من كتابه أن السيد عبد الغفور والد المترجم له يُدعى عبد الغفور بن خليفة، وهذا فيه نظر إذ أن الشجرة المعتمدة في نسب قبيلة السادة التي أعدها الأستاذ عبد الله بن حسين السادة والتي طبعت في عام 1999م تشير إلى أنه عبد الغفور بن محمد بن تاجر، فاقتضى التنبيه حتى لا يخفى.
الملاحظة الثالثة: ذكر الأستاذ مبارك العماري في (ص100) أن السيد عبد الغفور والد المترجم له رزق بولدين هما إبراهيم وخليفة، وهذا فيه نظر إذ أن الشجرة المعتمدة في نسب قبيلة السادة تشير إلى أنه رزق بولدين هما خليفة -المترجم له- ويوسف، فاقتضى التنبيه حتى لا يخفى.
مصادر ترجمته:
1-مقابلة مع الأستاذ مبارك بن عمرو العماري.
2-كتاب المجموعة الرابعة لشعراء الموال، جمع الأديب مبارك العماري.
3-مقابلة مع العم خليل بن إبراهيم بوعلي، وهو من جيران المترجم له.
4-مقابلة مع السيد خليفة بن إبراهيم بن خليفة بن عبد الغفور السادة، والمترجم له جده.
5-مقابلة مع السيد أنور بن خليفة بن إبراهيم السادة، والمترجم له والد جده.
6-شجرة قبيلة السادة، أعدها الأستاذ عبد الله بن حسين السادة، طبعت عام 1999م.
7-دليل الخليج، ج.ج. لوريمر.
الخميس، 27 مايو 2010
الوزير ابن الوزير عبد الرحمن بن عبد الوهاب آل خليفة
الوزير ابن الوزير
عبد الرحمن بن عبد الوهاب آل خليفة
(1259هـ-1352هـ) (1844-1933م)
هو: الوزير وابن الوزير، والتاجر المشهور، الورع الصالح، والزاهد العابد، المعمر الشيخ عبد الرحمن بن الوزير الشيخ عبد الوهاب بن سلمان بن أحمد (الفاتح) بن محمد بن خليفة آل خليفة العُتبي.
أسرته:
أما والده فهو: الشيخ عبد الوهاب بن سلمان بن أحمد (الفاتح) آل خليفة (1236هـ-1306هـ) (1821م-1889م) وكان وزيراً للشيخ عيسى بن علي آل خليفة من العام 1286هـ (1869م) حتى العام 1305هـ (1888م) ، ويذكر الدكتور علي أبا حسين في (مجلة الوثيقة) العدد 19 بتاريخ يوليو 1991م (ص35) يقول: "استوزر الشيخ عيسى بن علي عم أبيه الشيخ عبد الوهاب بن سلمان بن أحمد آل خليفة (الفاتح) ويسكن المحرق وكان الشيخ عبد الوهاب ملازماً للشيخ عيسى قبل أن يتولى الحكم في البحرين وهو بمثابة وزيره لما تولى الشيخ الحكم كان تدبير أملاك الشيخ عيسى بيده، وكذلك إدارة الجمارك في البحرين، وأحياناً يستشيره الحاكم، وهو الذي يتولى خرجه، وسيرة الشيخ عبد الوهاب كانت حسنة مع الناس، ورغم كثرة مهامه بقى في الوزارة، وأصبح ضريراً في أواخر أيامه حتى توفي".
أما والدة المترجم له فهي الشيخة موضي آل خليفة. وقد رزق الشيخ عبد الوهاب منها بولدين هما: عبد الرحمن - المترجم له- وأصبح وزيراً بعد والده للشيخ عيسى بن علي آل خليفة. والشيخ عبد العزيز (1258هـ - 1288هـ) (1842م-1872م) وتوفي شاباً في إحدى المعارك، ويذكر أن زوجته كانت حاملاً عند وفاته ورزقت بمولود ذكر، فسماه الشيخ عبد الرحمن بن عبد الوهاب بعبد العزيز، على اسم شقيقه المتوفى عبد العزيز بن عبد الوهاب ورباه عنده حتى صار شاباً يافعاً.
المولد والنشأة:
ولد الشيخ عبد الرحمن بن عبد الوهاب في المحرق. ونشأ في حجر والده الشيخ عبد الوهاب بن سلمان آل خليفة وزير الشيخ عيسى بن علي آل خليفة فأوكل به رجال العلم والفقه ليقوموا بتعليمه وتربيته على أكمل وجه وأحسن صورة، وبدأ علومه بحفظ القرآن الكريم، فحفظ قسطاً وافراً منه، ثم تعلم مبادئ القراءة والكتابة والحساب، ثم قرأ في الفقه المالكي والأدب والشعر وأخذ من العلوم والمعارف حظاً وافراً.
زواجه وأولاده:
تزوج الشيخ عبد الرحمن 16 ستة عشرة زوجة لكنه توفي عن ثلاث زوجات وهن التالية اسماؤهن: السيدة موزة بنت محمد بن سعيد آل بو حمير آل القبيسي، والسيدة شيخة بنت اعفيس، والسيدة رفعة بنت عبد الله، ورزق منهن بعدد من الأولاد والبنات وهم التالية أسماؤهم: راشد، ودعيج، وسلطان، ومحمد، ورزق، وعبد الله، وجابر، وصقر، وعطية الله، وعبد الرزاق، وعمر، وإبراهيم، وخليفة، وطيبة، ورقية، وموزة، ونورة، ومريم، وثاجبة، وهيا.
ويذكر أن الشيخ عبد الرحمن بن عبد الوهاب كان يحب زوجته موزة بنت محمد بن سعيد كثيراً حيث كانت من العابدات الصالحات الطائعات، والمعينات لزوجها على فعل الخيرات، ويذكر نجله الشيخ إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الوهاب آل خليفة أن الوالدة موزة كانت من الذاكرات والصالحات وكان تقوم بذبح الذبائح وطبخها للشيخ عبد الرحمن عندما يأتيه الضيوف إلى مجلسه، وذلك بمساعدة خدمها وعبيدها.
توليه الوزارة بعد والده الشيخ عبد الوهاب:
يذكر المؤرخ الشيخ محمد بن خليفة النبهاني في كتابه (التحفة النبهانية) (ص141) أن الشيخ عبدالرحمن قد أصبح وزيراً للشيخ عيسى بن علي آل خليفة بعد أن توفي والده الشيخ عبد الوهاب في عام 1306هـ (1888م) يقول: "وقد استوزر الحاكم صدراً من حكمه عن أبيه الشيخ عبد الوهاب بن سلمان بن أحمد الفاتح الخليفة إلى أن توفي سنة 1306هـ (1888م) ثم استوزر من بعده ابنه الشيخ عبد الرحمن بن عبد الوهاب إلى سنة 1334هـ حيث انسلخ منها لأمور مجهولة".
قصره في الجفير:
قام الشيخ عبد الرحمن ببناء قصر له في منطقة الجفير حوالي أوائل القرن العشرين، وقد أشار لهذا القصر المستشرق ج. ج. لوريمر في كتابه (دليل الخليج) القسم الجغرافي (1/279 ) بقوله: "الجفير: على الجانب الشمالي للرأس المسمى بنفس الاسم .. على بعد ربع ميل شرقي القرية عند الرأس يوجد منزل حجري ضخم لعبد الرحمن بن عبد الوهاب وزير البحرين، وعلى الجانب الجنوبي الغربي من القرية، يوجد عدد كبير من النخيل وحقول البرسيم .. وعدد النخيل 900 نخلة وبها 15 قارباً لصيد اللؤلؤ".
وقد سألت الشيخ إبراهيم بن عبد الرحمن آل خليفة عن هذا القصر فقال: كان بيتاً ضخماً جميلاً مبنياً على أحسن طراز من الحجر، وبالقرب منه بستان كبير وعيني ماء للشرب وللغسيل، وكان فيه أيضاً بعض الماشية والأبقار. وعندما أراد الإنجليز بناء قاعدتهم العسكرية في الجفير طلبوا منا الانتقال إلى القضيبية فانتقلنا إليها مُرغمين وذلك بعد مُطالبات من قبل المستشار البريطاني تشارلز بلكريف استمرت سنوات، وكان سبب رفض الشيخ عبد الرحمن ذلك الطلب أنه لا يريد أن يقوم المستعمر بجعل بيته قاعدة عسكرية له، لكن حصل ما كان يخشاه الشيخ عبد الرحمن وحول منزلهُ بالجفير إلى قاعدة عسكرية بريطانية وتم بناء القاعدة في ذي القعدة من عام 1353هـ (مارس 1935م)، ورد في كتاب (على طريق الهند) تأليف إبراهيم عبد الفتاح (ص63) ما نصه: "تم نقل قاعدة باسيدو وهنجام البحريتين إلى البحرين في مارس 1935م .. وتم تأسيس هذه القاعدة في الجفير".
ولما سألت الشيخ إبراهيم بن عبد الرحمن: هل تم تعويضكم؟
فأجاب: أعطونا 10.000 روبية وأرضاً لا بأس بها في القضيبية وبعض أولاد الشيخ عبد الرحمن سكن الماحوز، وبعضهم أم الحصم، وتفرقوا بعد أن كانوا مجتمعين.
الملك عبد العزيز يزور البحرين:
يذكر الشيخ إبراهيم بن عبد الرحمن آل خليفة هذه القصة نقلاً عن والده الشيخ عبد الرحمن بن عبد الوهاب آل خليفة يقول: في إحدى السنوات (لعل ذلك كان في عام 1330هـ /1911م) قدم الملك عبد العزيز بن سعود إلى البحرين ووصل ليلاً إلى مسجد الخاطر بالمحرق، ولما علم به إمام المسجد أرسل إلى حاكم البحرين الشيخ عيسى بن علي آل خليفة فأخبره الخبر فقال الشيخ عيسى بن علي: أحضروه فليتفضل عندنا فأُحضر، وبعد أن أخذ واجب الضيافة والإكرام، وأخذ قسطاً من الراحة اجتمع بالشيخ عيسى بن علي في مجلسه فقال له الشيخ عيسى: آمر يا طويل العمر شفي خاطرك.
فقال الملك عبد العزيز: أنا نويت افتح الأحساء واحتاج إلى عونكم ومساعدتكم، فقال له الشيخ عيسى: ابشر بالذي يسرك. ثم استشار وزيره الشيخ عبد الرحمن بن عبد الوهاب في ذلك، فقال له الشيخ عبد الرحمن: عندي فكرة، ما رأيك يا طويل العمر نستعين بتجار اللؤلؤ؟
فقال له الشيخ عيسى: نعم الرأي ما قلت. ثم أمر كاتبه أن يكتب له مكتوباً إلى تجار اللؤلؤ في الحد، والمحرق، والمنامة وشرح لهم الأمر فقام التجار يتقاطرون إلى قصر الشيخ عيسى بن علي آل خليفة وكل واحد منهم يحمل بيده كيساً مليئاً بالنقود كل كيس فيه 2000 روبية ويحلف بالطلاق أنه إذا لم تؤخذ الأموال التي جاء بها فإنه يطلق زوجته، فقام الشيخ عبد الرحمن بأخذ أموال التجار ووضع قطعة قماش كبيرة وفتح أكياس الأموال ونثرها على قطعة القماش ثم قام بخلطها مع بعضها البعض بيده ثم قال للتجار: يا الفاضل ويا الجلاهمة ويا البن علي ويا الجماعة الحاضرين جميعاً اختلط الحابل بالنابل والذي يريد أن يطلق زوجته فاليخرج فلوسه إذا كان يستطيع!! فتعجب الحاضرون من فطنته وسرعة بديهته ولم ينبز أحد منهم ببنت شفة ثم قال الشيخ عيسى لوزيره: ماذا بشأن السلاح؟
فقال الشيخ عبد الرحمن: دع هذا الأمر علي يا طويل العمر أنا أرسل إلى معارفي تجار السلاح في مسقط وما هي إلا بضعة أيام ويحضر السلاح، وفعلاً قام الشيخ عبد الرحمن وأرسل مكتوباً إلى مسقط يطلب فيه من بعض معارفه كمية كبيرة من السلاح وفعلاً تم شحن السلاح إلى البحرين على ظهر إحدى السفن ووضع بين يدي الشيخ عيسى بن علي فقال الشيخ عيسى أحضروا عبد العزيز فأُحضر فشاهد كومة من المال وكومة من السلاح ثم قال الشيخ عيسى بن علي مخاطباً الملك عبد العزيز: يا عبد العزيز المال والسلاح والرجال كلهم حاضرين تحت أمرك ففرح الملك عبد العزيز بكلام الشيخ عيسى وشكره وشكر أهل البحرين على نخوتهم ووقفتهم معه، ومن شدة فرحه بما شاهد بكى الملك عبد العزيز. يقول الشيخ إبراهيم بن عبد الرحمن آل خليفة: ثم قاتل الملك عبد العزيز في الأحساء وفتحها وكان فتحاً عظيما، ثم توالت الفتوحات والانتصارات وحصل له التمكين في أغلب مناطق المملكة العربية السعودية.
تاجر سلاح:
يذكر أن الشيخ عبد الرحمن بن عبد الوهاب قد عمل بتجارة السلاح لفترة عندما كانت هذه التجارة رائجة ومربحة، وهذه بعض الإشارات والوثائق التي تشير إلى ذلك.
نبذة حول تجارة السلاح في البحرين والخليج:
يذكر المستشرق ج. ج. لوريمر في (دليل الخليج) (القسم التاريخي ص454) أن تجارة السلاح قد بدأت تنتشر في الخليج انتشاراً كبيراً بين عامي 1880-1884م. ويشير في (ص484) أنه: "حوالي سنة 1890م انهمر فيض من الأسلحة والذخائر من زنجبار إلى الخليج نتيجة للقيود التي تحظر تلك التجارة في شرق إفريقيا، كما نشطت التجارة المباشرة في الأسلحة النارية بين أوروبا وأقاليم سلطنة عُمان، وكان هذا بداية تحول مسقط لتصبح أعظم سوق للسلاح في منطقة الشرق الأوسط، ومنذ بداية الحركة كان يعاد تصدير قسم كبير من السلاح المصدر إلى مسقط إلى مختلف مناطق الخليج. ولم تكن هذه التجارة قد اكتسبت بعد أهميتها السياسية". ويذكر لوريمر في موضع آخر أنه: "حوالي سنة 1896م أصبح التطور الذي حققته تلك التجارة مخيفاً، ففي 1895-1896 قدر عدد البنادق التي وصلت إلى مسقط فقط حوالي 4500 بندقية، وفي سنة 1896-1897 وصل العدد إلى أكثر من 20 ألف بندقية، وفي سنة 1897م لم يكن عدد البنادق التي وصلت إلى بوشهر وحدها يقل عن 30 ألف بندقية. وكانت جميع الأسلحة التي ترد إلى الخليج مُزودة بذخيرتها، وفي العام 1897م بدأت الحكومة البريطانية تستعد لمعالجة ذلك الشر – ولاشك أن انتشار الأسلحة في الخليج يعد شراً بالنسبة لبريطانيا حيث إنه سيشكل خطورة على مصالحها في الخليج- فحصلت على التشريع الذي خولها صلاحية التفتيش البحري عن الأسلحة في السفن المتجهة إلى إيران، وهي ترفع علم إيران أو علم سلطنة عُمان، وأن تصادر الشحنات المضبوطة في أيٍ منها".
كما ورد في كتاب (قطر في العهد العثماني) للدكتور زكريا قورشون (ص233 ): "إن الأسلحة المهربة إلى نجد كانت غالباً ما ترسل إلى الصحراء عن طريق البحرين خاصة وعن طريق الكويت وقطر في بعض الأحيان وهذا بعد إنزالها في ميناء بوشهر أو المحمرة ، ويفهم أن أشخاصاً مثل أحمد كبابي الإيراني، والقنصل التجاري الإنجليزي في بوشهر، وخواجه فرنسيس موها الإنجليزي الجنسية، ومحمد رحيم القاطن في البحرين والذين سبق ذكرهم في هذا البحث كان لهم دور فعال في ازدياد تجارة السلاح في المنطقة بعد عام 1890م وعلى سبيل المثال فإنه طبقاً للأخبار التي جاءت من المنطقة في مايو 1893م فقد أرسل أحمد كبابي عشرين صندوقاً من البنادق ذات الطلقة الواحدة والذخيرة إلى الشيخ قاسم عن طريق البحرين".
ويذكر الدكتور عبد الله بن ناصر السبيعي في كتابه (الأمن الداخلي في الأحساء والقطيف وقطر) (ص114) أن الأسلحة التي تهرب إلى الأحساء ونجد تهرب عن طريق البحرين يقول: "حاول العثمانيون منذ البداية التشدد في دخول الأسلحة إلى داخل لواء الأحساء، إلا أن ذلك التشدد لم يفلح في الحد من ظاهرة انتشار السلاح خاصة بين رجال القبائل البدوية وسكان القرى، حيث أصبح معظمها مسلحين ببنادق المارتيني الإنجليزية والقباقلي والقبسولني. وقد انتشر تهريب الأسلحة إلى داخل لواء الأحساء بشكل كبير منذ أيام المتصرف محمد رفعت بك الذي عين متصرفاً للواء في عام 1305هـ (1887م) حيث شاع في زمنه تهريب السلاح وانتشارها بين رجال القبائل وسكان القرى في اللواء. وظل تهريب السلاح منذ ذلك التاريخ معضلة أمنية مزمنة استعصى وجود حلا لمنعها، فقد كتبت وزارة الداخلية إلى ولاية البصرة في 23 محرم 1311هـ (1893م) بناء على عرض متصرف لواء الأحساء إبراهيم فوزي باشا ما يلي:
إن كون جزيرة البحرين وسواحل عُمان مناطق مفتوحة للأجانب فإن أهلها وقبائلها البدوية يحصلون على أسلحة جديدة وذخائر ويتم تسريبها إلى قبائل وسط الجزيرة العربية، ولا يتوفر في لواء الأحساء قوة محلية كافية للحد من نفاذ تلك الأسلحة والذخيرة ويجب العمل باتخاذ التدابير لازمة والتحري عن الأمر والإفادة عاجلاً بتصور يحد من ذلك".
ضغط الإنجليز لإيقاف عمل الشيخ عبد الرحمن:
يظهر بأن الإنجليز ضغطوا بشدة لإيقاف عمل الشيخ عبد الرحمن بن عبد الوهاب حيث إنه كان يبيع السلاح على الأهالي داخل البحرين وخارجها، وبالتالي فقد خشي الإنجليز من تزايد قطع السلاح داخل البحرين وخارجها وقرروا وقف تجارة السلاح في البحرين إلا في حدود ضيقة جداً ووفق ما يرون -كما سيرد معنا في هذه الوثيقة-.وبالتالي فقد قام حاكم البحرين الشيخ عيسى بن علي آل خليفة بعمل رخصة لعمل الشيخ عبد الرحمن في تجارة السلاح وأخطره بما هو جائز في حقه وما هو ممنوع عليه، وهذا نص ما ورد في الوثيقة.
وثيقة من الشيخ عيسى بن علي آل خليفة:
هذه الوثيقة من الشيخ عيسى بن علي آل خليفة حاكم البحرين يشير فيها إلى إعطاء الشيخ عبد الرحمن بن عبد الوهاب الرخصة لجلب الأسلحة إلى البحرين وحده دون سواه ونصها:
بسم الله الرحمن الرحيم
وجه تحرير هذه الورقة هو أنه أقول وأنا عيسى بن علي آل خليفة قد أرخصت وفوضت عبد الرحمن بن عبد الوهاب في جلب التفقان (المسدسات) إلى البحرين ويكون يبيعها بيده، ولا لأحد رخصه بجلب التفقان إلى البحرين أبداً، وإذا أحياناً جلب أحد تفقان فعليه المؤاخذة، وأن يكون يسلم لنا من جهة هذا القرار كل سنة ثلاثين تفق مارتيني، ومع كل تفق مايتين ذهبه، وكذلك يسلم قمرق كل ماية ثلاث تفقان مع اذهبهم كل تفق مايتين، وأن لايبيع تفقان على أهالي البحرين، وقطر، وبر العرب، إلا بر عُمان فله أن يبيع فيه، وإن أحد احتاج في بيع تفق وهي حلاله فله ذلك، وهذا القرار مدة حياته فعلى هذا صار القبولية ما دام يرى صلاح شأنه في ذلك فالقرار باقي ما يختلف حتى لا يخفى.
حرر في شهر صفر المظفر 1313هـ (أغسطس 1893م)
قد أحلت ما هو مشروح في هذه الورقة من وجه الضمان إلى المكرم آغا محمد رحيم بن الحاج عبد النبي صفر فهو مرخوص في ذلك حتى لا يخفى.
صحيح عبد الرحمن بن عبد الوهاب الختم.
قد بعت بما هو مشروح في هذه الورقة والانتقال باسمي من جناب المكرم الشيخ عبد الرحمن بن عبد الوهاب آل خليفة وذلك من وجه الضمان إلى الأحشمين الأشيمين مستر فرانسيس عن شركاه المحترمين فهم مرخوصين ومفوضين في ذلك حتى لا يخفى.
حرر شهر صفر سنة 1313هـ (أغسطس 1893م)
صحيح محمد رحيم عبد النبي صفر الختم
وللعلم فإن الخواجه فرنسيس المذكور في الوثيقة يدعى فرنسيس موها وهو تاجر سلاح إنجليزي الجنسية كان يسكن البحرين، مع تاجر السلاح محمد رحيم بن عبد النبي صفر.
الشيخ عبد الرحمن يوقف استيراد السلاح لمدة أربعة أشهر:
وهذه رسالة من الشيخ عبد الرحمن بن عبد الوهاب آل خليفة إلى السيد محمد رحيم بن الحاج عبد النبي صفر يخبره فيها بوقف استيراد السلاح لمدة أربعة أشهر جاء فيها ما نصه:
بسم الله الرحمن الرحيم
من عبد الرحمن بن عبد الوهاب.
إلى جناب المكرم المعظم الآغا محمد رحيم بن الحاج عبد النبي صفر المحترم.
سلمه الله تعالى وأبقاه وأعانه على أمور دينه ودنياه بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومغفرته ومرضاته ثم نعرف جنابكم الشريف من جهة الإجارة الذي جلناها لكم موجب القرار في جلب التفقة (المسدسات) إلى البحرين، إننا حالاً لم نر صلاح من بعد هذا أن تجلبون التفقة (المسدسات) إلى البحرين، ويكون ذلك موقوفاً إلى بعد أربعة أشهر، إذاً سوف نعرفكم بما يقتضيه نظرنا في ذلك، والسلام.
حرر في 1 ذي القعدة سنة 1314هـ (4/4/1897م).
الإنجليز يطلبون من الشيخ عيسى الحجز على مخازن السلاح في البحرين:
طلب الإنجليز من حاكم البلاد الشيخ عيسى بن علي الحجز على مخازن السلاح في البحرين، وذلك لأنها تضر بمصالحهم وقد وافق الشيخ عيسى على ذلك وقام بوضع الأقفال على هذه المخازن فتعجب التاجر فرنسيس من هذا الحجز وأرسل رسالة إلى الشيخ عيسى بن علي يستوضح منه سبب الحجز على أسلحته، فأرسل له الشيخ عيسى بن علي هذه الرسالة جاء فيها ما نصه:
بسم الله الرحمن الرحيم
من عيسى بن علي.
إلى جناب المكرم المحتشم مستر فرانسيس تميس صاحب (كمريني) المحترم.
أما بعد مزيد السلام التام هو أن كتابك المؤرخ بالأمس وصل، وكامل ما حواه من الشرح كان لدينا معلوماً، وحاصل مطلوبك منا الإفادة عن باعث الأمر الصادر منا على مخازن الأسلحة، فيكون معلوم جنابك بأنه لما صدر الإذن منا في ورقة الامتياز باسم عبد الرحمن بن عبد الوهاب، والمذكور عبد الرحمن حوله باسم آغا محمد رحيم، وكانت المعاملة بينك وبين المذكور آغا محمد رحيم، فقد رفع لنا عرض حال يطلب منا المحافظة على المخازن المذكورة، وأن نجعل عليها أقفال إلى وقت تصفية محاسبتكم وإياه، فقد صدر الأمر منا في ذلك، فهذا الباعث ليكون معلومك، والسلام.
21 رمضان سنة 1315هـ (13/2/1898م).
منع تجارة السلاح في البحرين:
يذكر لوريمر حادثة منع تجارة السلاح في البحرين فيقول: "وفي 1898م دفعت السلطات البريطانية شيخ البحرين إلى أن يمنع تجارة الأسلحة من جزره تماماً، ويصادر الشحنات التي يقع عليها، إلى جانب السماح للسفن البريطانية بتفتيش سفن البحرين التي تشك في أنها تحمل الأسلحة". وقد أصدر الشيخ عيسى بن علي أمره إلى كافة من يتعامل بالأسلحة بمنع ذلك وهذا نصه: أنا يا عيسى بن علي آل خليفة قد قبلت أن أمنع مطلق دخول الأسلحة في البحرين وما يتبعها من الأمكنة التي هي تحت إدارتنا دخولاً وخروجاً ولأجل إجراء هذا المنع قد حررنا إعلاناً وإشهاراً إلى كافة المباشرين بهذا الأمر حتى لا يخفى. حرر في 8 ذا الحجة سنة 1315هـ (29/4/1898م).
وقد بدأ الشيخ عبد الرحمن بعد هذا الحظر في التوقف عن تجارة الأسلحة تدريجياً نظراً لخطورتها، ويشير لوريمر إلى توقف تجارة الأسلحة بعد بضع سنوات من المنع فيقول في القسم الجغرافي (1/311 ): "وقد اختفى الآن تماماً ما كان يستورد من أسلحة بما قيمته 4 لكوك من الروبيات سنوياً منذ بضع سنوات".
عزله عن الوزارة:
يذكر الشيخ محمد بن خليفة النبهاني في كتابه (التحفة النبهانية) (ص141) أن الشيخ عبد الرحمن انعزل عن وزارة الشيخ عيسى بن علي ولم يشر إلى سبب ذلك يقول: "ثم استوزر من بعده ابنه الشيخ عبد الرحمن بن عبد الوهاب إلى سنة 1334هـ (1915م) حيث انسلخ منها لأمور مجهولة". لكن يقول الشيخ إبراهيم بن عبد الرحمن آل خليفة رداً على كلام النبهاني: "أن الوالد الشيخ عبد الرحمن كان وزيراً للشيخ عيسى بن علي آل خليفة حتى وفاته" فالله أعلم بحقيقة الحال.
من أعماله الخيرية:
للشيخ عبد الرحمن العديد من الأعمال الخيرية والصدقات على الفقراء والمساكين والمبرات والأوقاف وبناء المساجد وتعمير المدارس وهذه بعض أعماله الصالحة التي وقفنا عليها، وما ذكر يدل على ما سواه.
1-الصدقات على الفقراء والمساكين:
يذكر نجله الشيخ إبراهيم بن عبد الرحمن آل خليفة يقول: أن الوالد عبد الرحمن كان يأتيه البدو من السعودية في فصل الصيف، وكنت أراهم في منزلنا في الجفير، أعدادهم كبيرة، وكان الوالد لا يقصر معاهم يعطيهم الرطب من البستان، كما يعطيهم سعف النخيل ليقوموا ببناء منازل لهم تقيهم من حر الصيف، كما وأنه يعطيهم بعض العطاء بما تجود به نفسه رحمه الله.
2-بناء المساجد:
قام الشيخ عبد الرحمن ببناء مسجدين الأول بالجفير والثاني بالقضيبية، وهذه بعض المعلومات التي علمناها عن المسجدين المذكورين.
أ-مسجد الشيخ عبد الرحمن بن عبد الوهاب بالجفير:
يذكر الشيخ إبراهيم بن عبد الرحمن آل خليفة أن الوالد الشيخ عبد الرحمن قد قام ببناء مسجد بالجفير، وكان الأهالي هناك يصلون فيه، وقد أصبح المسجد هذا فيما بعد داخل القاعدة الأمريكية بعد أن تم تأسيس القاعدة الأمريكية بالجفير، ويذكر أن الجنود الأمريكان المسلمين يصلون فيه، وقد تم تجديد بناءه مؤخراً.
ب-مسجد الشيخ عبد الرحمن بن عبد الوهاب بالقضيبية:
كما يذكر الشيخ إبراهيم بن عبد الرحمن آل خليفة أن الوالد الشيخ عبد الرحمن قد قام ببناء مسجد آخر في القضيبية وذلك عندما انتقل إليها من الجفير وقبل أن يتوفى رحمه الله. كما يشير البعض إلى أن هذا المسجد منذ ذلك الحين وإلى اليوم احتفظ بطابعه البحريني القديم، وبشكله الجمالي حيث لم يتم هدمه منذ ذلك الوقت، فكان كلما يضعف بناؤه يرمم، ويبقى على شكله الأصلي، كما يذكر أن جلالة الملك قد أصدر توجيهاته السامية بالإبقاء على المسجد في شكله الأصلي وعدم هدمه أو التعرض لتغيير شكله حيث إنه يعد من المساجد التراثية في البلاد فجزاه الله خيراً على هذا القرار السديد.
3-الشيخ عيسى بن علي يوقف المدرسة الدينية والشيخ عبد الرحمن يساهم ببنائها:
ويذكر أن العالم الفاضل اللبيب الشيخ أحمد بن مهزع بعد أن عاد من دراسته بالجامع الأزهر الشريف واستقر به المقام بالبحرين طلب من حاكم البلاد الشيخ عيسى بن علي آل خليفة بواسطة وزيره المقرب الشيخ عبد الرحمن بن عبد الوهاب آل خليفة أن ينشئ له مدرسة دينية في مدينة المنامة ليتلقى فيها الأولاد دروساً في الفقه والحساب واللغة العربية، وقد وافق الحاكم الشيخ عيسى بن علي على ذلك وأمر وزيره الشيخ عبد الرحمن بتنفيذ ذلك، فنفذ وقد جاء في وقفية المدرسة ما نصه:
بسم الله الرحمن الرحيم
وبعد . .
فإن شيخنا الأجل وولي نعمتنا المبجل الشيخ عيسى بن علي أطال الله لنا في وجوده، وأفاض على المسلمين من بحر جوده، لما أن بعض الأخيار نبهه وذكره على أفضل الأعمال وأخيرها قام بهمته العربية، ومروءته العُتبية، مجيباً داعي مولاه حين سمع نداه: (من ذا الذي يقرض الله) فوقف وحبس جميع وجملة الأرض الكائنة شرقي دكاكين سعد بن عامر المستعملة حال التاريخ لبيع السمك على قراءة حديث للخاص والعام كل يوم، ومن بعد الفراغ من قراءة الحديث يشرع المحدث في قراءة العلوم الشرعية من فقه ونحو وفرائض وسائر ما يتعلق بذلك من اللوازم بالعلوم الشرعية، وقد نصب الواقف حفظه مولاه للقيام بهذه الوظيفة الشيخ أحمد بن مهزع، وأوجب عليه الحضور للقراءة والتدريس على حسب ما هو مذكور كل يوم إلا يوم الجمعة والخميس ، أو تأخر لمرض أو حج أو تشييع جنازة ، وإن تأخر لغير ذلك فذمته غير بريئة ، وعليه إذا جلس للقراءة قبل أن يشرع فيها يقرأ الفاتحة، ويجعل ثوابها لروح الواقف ووالديه، وإذا مات للموقوف عليه وهو الشيخ أحمد بن مهزع، فلذريته من بعده الصالح منهم ، والله المسئول، ومنه القبول أن يجعل أجر ذلك للشيخ عيسى بن علي وأمه وأبيه ، وأن لا يحرم الساعي والقاري والمستمع من فضله العظيم إنه هو البر الكريم ، فمن بدل هذا الوقف بعدما سمعه فعليه لعنة الله وإثمه على الذين يبدلونه وصلى الله على خير خلقه محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
حرر في 9 رجب سنة ألف وثلاثمائة وثمان بعد الهجرة النبوية سنة 1308هـ (18/2/1891م).
صحيح عبد الرحمن بن عبد الوهاب آل خليفة شاهداً بما رقم الختم.
صحيح عيسى بن علي آل خليفة الختم.
الحمد لله وحده ثبت لدي ما ذكر وصح عندي ما سطر من ثبوت الوقف المذكور على النمط المزبور ليعلم حرره إبراهيم بن عبد اللطيف خادم الشرع الشريف بالبحرين عفى الله عنهما بمنه وكرمه الختم.
* * *
وهذه بعض الوقفيات والدكاكين التي أوقفها الشيخ عبد الرحمن بن عبد الوهاب آل خليفة على المدرسة المذكورة يقول:
بسم الله وبه استعين أحمدك اللهم حمداً متقبلاً، وأشكرك يا إلهي شكراً لا يزال جالباً للخير دافعاً للبلا، وأصلي وأسلم على بركة كل موجود حبيبنا محمد سيد كل مولود وآله وصحبه الكرام والتابعين لهم بإحسان مادامت الليالي والأيام وبعد.. أسألك اللهم بنور وجهك الكريم وسلطانك العظيم أن تحقق لي من الخير كل أمنية وأن تجعلني ممن تقبلت أعماله بصالح النية وأن تخلص جميع ما أوقفته من شوائب العنا وأن تدخله في حكم (من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسنا) وأن تجعلني من المحبين لدعوتك المتعرضين لينابيع رحمتك.
فأقول: وأنا المنسوب للملك الرحمن الوهاب عبد الرحمن بن عبد الوهاب بن سلمان آل خليفة لما أنه سبق في سابق الأزل أني أحدث مدرسة لبث دين الله عز وجل فأحدثتها في المنامة لسابق القضى مدرسة تحتاج بعد بناها لأمور لازمة لدوام بقاها ها أنا قد أوقفت وحبست على هذه المدرسة الكائنة في المنامة من قرى البحرين المعلومة محله بجنوب البحر وقبلي عمارة الحزاب المخزنين المحدودين قبلة شرقاً بالطريق الكائن بينهم وبين الدكاكين المتقابلين لهم وشمالاً الطريق وجنوباً دكاني المملوك لي الآن وذلك على أن تعمر المدرسة من غلة هذه المخزنين عند الاحتياج للعمار ويجعل فيها من غلة المخزنين مداد وكذلك في أيام الصيف يجعل جحلة ماء وأواني للماء نضيفه ويجعل فيهم من الماء ما يغني المحتاج من الحاضرين في المدرسة لطلب العلم واستماع الحديث والفاضل بعد هذه المعينات عند الاحتياج وقبله من الغلة يأكله المحدث وينفقه على عيلته وعليه في كل سنة ضحية للموقف من أعلى الضحايا وعليه مع كل فريضة من الصلوات الخمس أن يقرأ فاتحة الكتاب أربع مرات بالبسملة وقل هو الله أحد ثلاث مرات، والمعوذتين ثلاثاً ثلاثاً وآية الكرسي ثلاث مرات يقري الجميع بالبسلمة والترتيب ويهدي ثواب ذلك للموقف فإن نسي القراءة في وقت من الأوقات فعليه قضاها حين ذكرها والمتولي لهذا الوقف والعامل به هو المحدث بهذه المدرسة وهو الشيخ أحمد بن مهزع والصالح من ذريته من حيث القراءة من حديث وفقه ونحو وفرائض وسائر ما يتعلق بذلك من اللوازم بالعلوم الشرعية فإن لم يكن من ذريته صالح لذلك فيتولى المخزنين القايم بالمدرسة الصالح لذلك، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .حرر في 18 شهر شعبان سنة الألف والثلاثمائة والعاشر 1310هـ (7/3/1893م).
* * *
تقرير القاضي الشيخ قاسم بن مهزع:
المقتضى لما أقرره هو أن كل وظيفة يجب في دين الله شرعاً القيام فيها بمقتضى ما قرره موقفها، ولما قدر الله جل جلاله على أخي أحمد بن مهزع بموته (كلمة غير مقروءة) انقضاء أجله، وجبت المبادرة بتقرير مدرس في المدرسة التي أنشأها الشيخ عيسى بن علي آل خليفة نية وقصداَ، إذ قرر عليها وقفها حبساً وانفق في بناها عبد الرحمن بن عبد الوهاب محتسباً أجر قبولاتي لمنصب الأحكام الشرعية، قررت عبد الرحمن بن أخي أحمد فيها مدرساً في كل يوم من أيام السنة فقهاً وحديثاً سيما كتاب (الترغيب والترهيب)، ومواعظ سيما (تبصرة) واعظ المسلمين ابن الجوزي، لأن منشئ المدرسة قرر وقفيتها أن يدرس فيها أحمد بن مهزع والصالح من ذريته من بعده، وعبد الرحمن قرأ نصيباً من العلم على والده، ورحل للأحساء وقرأ على بعض علمائها، وهو مكين في الصيانة والدين.
قرره خادم الشرع بالبحرين
قاسم بن مهزع
5 ذي القعدة سنة 1344هـ (16/5/1926م)
(الوثيقة ناقصة الأول)....المقرره لما اتصف به من المعلومية والصلاح، وأذنت له ولمن يتولى الوقف بعده من ذرية الشيخ أحمد بالتدريس في المدرسة وقبض الوقف وأكل غلته مدة دوام إمكان القيام بالوظيفة في المدرسة، فإن تغيرت الأحوال وتعذر القيام بالوظيفة في المدرسة المذكورة فتنتقل قراءة الحديث والعلم إلى أي مسجد يصلي فيه عبد الرحمن المذكور ومن بعده من ذرية والده ليعلم.
حرره وأملاه من اسمه أعلاه بتاريخ سلخ شهر شوال سنة 1344هـ (14/4/1926م) صحيح عيسى بن علي آل خليفة.
* * *
نبذة عن المدرسة الدينية:
تأسست عام 1308هـ (1891م) كمدرسة أهلية بسوق المنامة القديم بأوقاف من قبل الشيخ عيسى بن علي آل خليفة حاكم البحرين آنذاك، والشيخ عبد الرحمن بن عبد الوهاب آل خليفة رحمهما الله. وفي عام 1943م تحولت المدرسة إلى إدارة الأوقاف السنية، وفي العام الدراسي 1960/1961م تحولت إلى وزارة التربية والتعليم، وذلك بأمر من المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة حاكم البحرين آنذاك بقصد تطويرها وتحديثها، وتم قبول الطلاب من الصف الرابع الابتدائي. وقد كان أول اسم للمدرسة هو (المدرسة الدينية العلمية الثقافية) وفي العام الدراسي 1960/1961م تحول اسمها إلى (المدرسة الدينية) وفي العام الدراسي 1963/1964م تحول إلى (المعهد الديني) ويذكر أن أول بعثة دراسية لطلاب المعهد كانت إلى مكة المكرمة عام 1950م، والمبتعثون هم: إبراهيم محمد المحمود، وعيسى أحمد بوبشيت، ومحمد عبد اللطيف السعد، وخليفة عبد اللطيف السعد. والبعثة الثانية كانت إلى الأزهر الشريف عام 1952م، والطلاب المبتعثون هم: أحمد المطوع، وعبد العزيز المطوع، وعبد الله الفضالة، ويوسف الصديقي، وراشد البوعينين. في العام الدراسي 1967/1968م تخرجت أول دفعة تحمل الثانوية الدينية وابتعث منها مجموعة إلى الأزهر الشريف، وأخرى إلى جامعات المملكة العربية السعودية. تنقل المعهد خلال تاريخه الطويل في ثمانية مواقع منذ عام 1891م حتى استقر في موقعه الحالي منذ عام 1984/1985م . يضم المعهد الآن المراحل التعليمية الثلاث: الابتدائية 6 سنوات، الإعدادية 3 سنوات، الثانوية 3 سنوات. يدرس طالب المعهد الديني في المرحلتين الابتدائية والإعدادية نفس ما يدرسه نظيره في مدارس التعليم العام مضافا إليه مواد العلوم الشرعية وهي: القرآن الكريم، والحديث الشريف، والتفسير، والتوحيد، والفقه، والسيرة.جعل الله ذلك في ميزان حسنات الشيخ عيسى بن علي آل خليفة والشيخ عبد الرحمن بن عبد الوهاب آل خليفة آمين.
المراسلات:
1-الرسالة الأولى:
من صقر بن ياسر آل زايد من أهالي الكويت إلى الشيخ عبد الرحمن بن عبد الوهاب جاء فيها ما نصه:
بسم الله
من الكويت بتاريخ محرم سنة 1332هـ (نوفمبر 1913م)
لجناب الأجل الأمجد الأفخم الشيخ المكرم عبد الرحمن بن عبد الوهاب آل خليفة المحترم حرسه الله تعالى.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته على الدوام. وثم نعرف جنابك الشريف بلغنا خبر أن الخالة بنت سليمان أوصت عن يد جنابك وأيضاً أوصت لنا وصاة ولا عرفنا على التمام، فأرجو من إحسانك التام أن تعرفنا بكتاب مضمون وصاتها الذي لنا، ولكم الفضل علينا أول وتالي، جزيت عنا خير، هذا ولا حدث زيادة يوجب رفعه إليكم سوى الخير، والأمطار لله الحمد كثيرة وعامة في طرفنا، ونرجو الله البركة، وسلم على من يعز عليك، خصوصاً الأولاد ومنا الجماعة يسلمون ودم سالم.
من صقر بن ياسر
* * *
2-الرسالة الثانية:
من الشيخ عبد الرحمن بن عبد الوهاب إلى الحاج إبراهيم بن جمعة الدوي جاء فيها ما نصه:
بسم الله
إلى جناب الأفخم إبراهيم بن جمعة الدوي المحترم.
بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخبرك من طرف العمارة وما يليها يكون تصلح الواجب الذي تحتاج له من التعمير، يكون تسويه وتقيده علينا من حساب الأجار لنعلم والسلام.
في 30 رمضان سنة 1350هـ (8/2/1932م).
عبد الرحمن بن عبد الوهاب الخليفة بيده.
* * *
3-الرسالة الثالثة:
من الأديب الشاعر عبد المحسن بن محمد بن يعقوب الصحاف إلى الشيخ عبد الرحمن بن عبد الوهاب جاء فيها ما نصه:
بسم الله الرحمن الرحيم
أهدي أشرف سلام تعطرت من عبيره آفاق الطروس، وابتهجت من سلافته رقة خطابه جميع النفوس، سلام ألطف من النسيم وأحلى من التسنيم، لقد زف في حلل المهابة والتبجيل، وسطعت شمسه على فلك الكمال والإكليل، لقد أينعت في أغصانه رياض الأذهان، وكان به من كل فاكهة زوجان، سلام مزجت بالمسك الذكي والعنبر الندي حروفه، وذللت لكل جان من أزهار حدائقه قطوفه، فابتسم من وطي مداده اليراع، وأثمر بستانه فكان للقلوب متاع، أخص به من حاز من المجد أعلاه، ومن الكرم منتهاه حتى زين محفل الوزارة بنتايج أفكاره، ورتب مهمات الصدارة بسياسة اقتداره، الجليل الأفخم والأعز الأشيم عنوان الطريقة الرشيدية (كلمة مبتورة) الربانية، صاحب الخيرات الجمة والخصال المهمة، عالي المفاخر والجناب، حضرة المحترم الفاضل المهاب، الأكمل الشيخ عبد الرحمن بن المرحوم عبد الوهاب حفظه رب البرية من كل عاهة وبلية آمين بجاه سيد المرسلين.
أما بعد..
فإن سئل الحقير عن المحب الأجير فهو حليف أشجان وأشواق، من شُقة البين وألم الفراق، يتعلل بعسى ولعل، ويستسقي الوابل والطلل، قد تكحل بالسُهاد، وتقلب على شوك القتاد، وكلما تذكر أيام الاجتماع بالأحباب الكرام، فاضت دموعه كعروة بن حزام، وإن شاء يقول شعراً:
تذكرت أيام الوصال بقربكم
فسالت دموعي من تزايد أشجاني
مضت لي بكم حُسن أُنسٍ ونزهة
تمتعت فيها مع عريبي وخلاني
(خرم بالأصل)هت نفسي في بديع رياضها
وسرحت طرفي في كل بستان
فكم قد مضت لي في البرية نزهة
تنزهت منها بين أهلي وجيراني
(طمس بالأصل) تولع خاطري
بحسن مقيلي بين روضٍ وأغصاني
فقيَّلتُ حول النخل مع كل ماجدٍ
بشاخورة واشتقت من ماء سواني
إلى دجلة ثم الفرات فلذ لي
هنالك فيها الأُنس من كل بلداني
فحمام أبو زيدان والكرش بعده
هما شفيا بالماء أمراضَ أبداني
وعينُ الرحا مع رية وكويكبٍ
كمثلهمُ لم تبصر اليوم أعياني
فلله ما أحلى بساتين أرضها
وأثمارها تلك القريبة للجاني
بها الأُترج القاني واللوز طالعٌ
بأغصانها مع حسن خوخٍ ورماني
بها التين يزهو في محاسن لونه
بها الرطب المجني والبلح القاني
فيا ليت شعري هل أكون من القطا
فأحظى بجمع الشمل مع كل خلاني
ففيها فديت النفس والقلب والحشا
ولو بعتها زهداً بأبخس أثماني
فإن إليك القلب أضحى مولعاً
كواه الصدى من خطب همي وأحزاني
فلا تنسني من جود كفك دائماً
فإني له المحتاج في كل أحياني
فلا زلت أهلاً للجميل وللندى
كريم السجايا حائزاً كل إحساني
وجيهاً لفعل الخير شهماً موفقاً
سعيداً من المولى تحظى بغفران
هذا وإن عهدي بمحبتكم قديم، وفؤادي بذكركم يهيم، فما الشوق أول ولا آخر وهو بفرط غرامكم متكاثر، فإن أعدتم السؤال وتفحصتم عن حقيقة الحال فنحن قد وصلنا مكة المشرفة في 7 رمضان، وما رأينا خلاف من فضل المنان، وإن سألتم عن الأخبار فقد رخصت لنا الأسعار، وكثرت الأمطار، أدام الله لنا ولكم كل خير، بحق من كل شيء قهره وملكه آمين، بجاه خاتم النبيين، وقد حجينا هذه السنة وصح الوقوف نهار الخميس المبارك ولا صار على الناس خلاف من فضل الله تبارك، فدعونا لكم في عرفات وعند رمي الجمرات، بأن الله يجمعنا وإياكم في تلك الأماكن الشريفة عن قريب إنه سميع مجيب، ولم نزل باذلين لكم الدعاء في المآثر والمعاهد، والله على ذلك مطلع وشاهد، فأنا والله متمسك بالعهد والوداد، ومرسل بالنيابة عني الفؤاد، وهذا بعض ما عندي من الشوق الزايد والوجد المتوارد، وإلا لو شرحت ما في الضمير وبسطت ما تأرجح في القلب الكبير، لأفنيت المحابر والأوراق مما رق وراق، وما هذا إلا مما لم استطع كتمانه فأذاعته الجوانح من الزفرات، وكدت بكتمانه أن أطير بلا جناح وهيهات، وإني كلما هب نسيم الصبا من ناحية الشرق، أبعث معها سلامي من الشوق، ولم أزل أسأل عنكم كل غريب قادم، وفؤادي بفراقكم هائم، وكلما تذكرت جميلكم السابق وفضلكم الفايق، رفعت كل الابتهال ودعوت لكم باحتفال فجزاكم الله عنا خيراً جزيل، وعوضكم الأجر الجميل، فو الله لا نقدر أن نكافئكم على ما فعلتم معنا من الإحسان، إلا الدعاء الخالص في حرم الله المنان، كما قال الشاعر وأجاد حيث أتى بالمراد:
ولو أن لي في كل منبت شعرةٍ
لساناً يطيل الشكر عنك لأعجزا
وقال عليه الصلاة والسلام: (من أسدى إليكم معروفاً فكافؤه، فإن لم تقدروا على مكافئته فادعوا له) فنحن دائماً بعد كل فريضة ندعو لكم بالدعاء الجزيل، والله على ذلك وكيل، فجعلكم الله تعالى أهلاً للخيرات، وأعلا لكم الدرجات، فلا تخرجونا من الخاطر، ولا تقطعوا مكاتبكم عنا المملوءة بالجواهر، وإن كان حاجة خدمة فالإشارة منكم بشارة، والتعريف تشريف، وبلغوا سلامنا كافة من لديكم منا مجمل ومنكم مفصل، ومنا الوالد والوالدة ينهونه إليكم ودمتم سالمين والسلام.
حرر في 1 ربيع1 سنة 1317هـ (10/7/1899م).
محبكم الأقل
عبد المحسن بن محمد بن يعقوب
* * *
4-الرسالة الرابعة:
من محمد بن يعقوب إلى الشيخ عبد الرحمن بن عبد الوهاب جاء فيها ما نصه:
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى حضرة جناب المكرم الأفخم الأخ العزيز عبد الرحمن بن المرحوم عبد الوهاب سلمه الله تعالى آمين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته على الدوام آمين.
هذا واصلك (عبارة غير واضحة) عن يد أحمد بن عبد الله بن يودر (جودر)، ملبوس الصحة والعافية، ومن طريق العادة التي أوعدتوا تتفضلوا بها علينا يكون تسلموها بيد أحمد وهو يرسلها لنا لا عدمنا حياتكم، وبلغوا سلامنا الوالدة والأولاد الكرام راشد، وخليفة، ودعيج، وكافة من يسأل، ومنا صاحبك عبد المحسن ووالدته يسلمون ودمتم.
حرر في 1 ربيع1 سنة 1317هـ (10/7/1899م).
محبكم الأقل
محمد بن يعقوب
* * *
5-الرسالة الخامسة:
من الشيخ إبراهيم بن محمد إلى الشيخ عبد الرحمن بن عبد الوهاب جاء فيها ما نصه:
بسم الله الرحمن الرحيم
لحضرة المفضل المسدد المكرم الأخ الشيخ عبد الرحمن بن عبد الوهاب آل خليفة سلمه الله تعالى وحماه بحماه المنيع آمين.
أما بعد وافر السلام عليك ورحمة الله وبركاته.
والداعي أصلح الله لك الشان، وأدام أنفاسك في صحة وامتنان آمين، والإشارة إليك ترسل لأكار الشلات ينجز الجلفين المعتادين، وخمس الحزيم السعف الذي سويتها أنت عليه في مقابلة ضعف السعف لأنه خارج القاصد، هذا ما لزم بيانه والسلام.
حرر في 10 عاشوراء المحرم سنة 1335هـ (6/11/1916م).
الداعي إليك
إبراهيم بن محمد
6-الرسالة السادسة:
من أحد المحتاجين ويدعى علي بن سالم إلى الشيخ عبد الرحمن يطلب منه المساعدة بمبلغ من المال جاء فيها ما نصه:
بسم الله
إلى جناب المكرم الأحشم الأشيم الشيخ عبد الرحمن بن عبد الوهاب المحترم.
سلمه الله تعالى وأدام حياته، ثم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته على الدوام، (كلمة غير واضحة بالأصل) وبعد سلمك الله لا يخفى على جنابك الشريف هذي الأيام تزوجوا الأولاد، وصح اليد خالية، ومثلك من يفضا السد إليه، والحال ليس خافي جنابك، لا عدمنا وجودك، ودم سالما.
حرر في صفر الخير سنة 1330هـ (يناير 1912م).
من الداعي لك بالخير
علي بن سالم
7-الرسالة السابعة:
من الشيخ عبد الله بن عيسى آل خليفة إلى الشيخ عبد الرحمن بن عبد الوهاب جاء فيها ما نصه:
بسم الله الرحمن الرحيم
من عبد الله بن عيسى آل خليفة.
إلى جناب الأجل الأمجد الأفخم الأخ الشيخ عبد الرحمن بن عبد الوهاب المحترم.
بعد مزيد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتابك الشريف وصل ومهما عرف جنابك صار عند محبك معلوم، سيما عرفت من جهة الاثنين أهل الدكاكين التي تخصكم أنهم يبقون، هذه الساعة المباركة، تعلم إنهم لو أنهم في دكاكين محبك ومرادك أنهم يظهرون أظهرناهم، ولا نرضى على جنابك بالخمال الذي يلحقك، فعاد جنابك يكون حضرة محبك إذا رأيتو شيء من الخمال الذي بيلحق من أحد الخدام يكون ترفع لنا الخبر، ومنك التنبيه ومنا الأمر، هذا ما لزم ولا زلتم سالمين.
25 صفر سنة 1334هـ (21/12/1916م) الختم.
8-الرسالة الثامنة:
من عبد العزيز بن عبد العزيز بن عبد الوهاب بن سلمان آل خليفة إلى الشيخ عبد الرحمن بن عبد الوهاب جاء فيها ما نصه:
بسم الله تعالى
إلى جناب المكرم الأحشم الأشيم حميد الشيم الوالد الشيخ عبد الرحمن بن المرحوم الشيخ عبد الوهاب المحترم. سلمه الله وأبقاه آمين.
وبعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته على الدوام.
وثم نعرف جنابك بأن البانيان جاه جواب من عند الشيوخ، وأنه سد الأوراق وخاطبنا من طرف ورقتك ولا خالف، وأردنا أن نأخذ منه بعض الدراهم وقال: على حضوركم نسد له الجميع، ومن طرف المركب بأنه سافر أمس، ويوم الخميس يجي سنان ويجيب الجمال الذي سافر به هكذا صار القرار، ودم سالم والسلام.
حرر في 2 ربيع الآخر سنة 1323هـ (6/6/1905م).
عبد العزيز بن عبد العزيز
9-الرسالة التاسعة:
من محمد بن رشيد الباهلي إلى الشيخ عبد الرحمن بن عبد الوهاب جاء فيها ما نصه:
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى جناب الأجل الأمجد الشيخ المكرم عبد الرحمن بن المرحوم عبد الوهاب المطاع سلمه الله تعالى وأبقاه آمين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته على الدوام.
ثم الواصل إليكم سيلق داخله 27 قوطي إن شاء الله مأكول العافية، نرجوك تكرمنا بقبوله والمسامحة في هذا الشي القليل، وأنت أكرم من يوصف لذلك، وعمرك سالماً محروساً والسلام.
محمد بن رشيد الباهلي
10-الرسالة العاشرة:
من الشيخ عيسى بن علي آل خليفة حاكم البحرين إلى مختار قرية مني بمنطقة سنابس يخبره فيها بإرسال شحنة من الرطب إلى مجموعة من شخصيات البارزة من الأسرة الحاكمة وبعض القضاة والمقربين ومن ضمنهم الوزير الشيخ عبد الرحمن بن عبد الوهاب، وهذا نص ما ورد في الوثيقة:
بسم الله
من عيسى بن علي.
إلى متولي مني.
وبعد..
أعرفك عن رتبته التالية من حق البيت من أرطب، وحق بيت عبد الرحمن بن عبد الوهاب من أرطب، وحق عبد العزيز بن عبد العزيز نصف من أرطب، وحق نورة بنت محمد بن سلمان ربع من وألفين أرطب، وحق خليفة بن أحمد الغتم نصف من أرطب، وحق شيخ شرف بن أحمد القاضي ربع من أرطب، وحق عبد الرحمن بن جلال ربع من أرطب، وحق سالمين بن بخيت ألفين أرطب، وحق برغش بن سنان ربع من أرطب، وحق شريك بن علي نصف من أرطب، وحق أسما بنت محمد بن سلمان ربع من أرطب، وحق جابر بن حمد المري ربع من أرطب، وحق حمد بن جابر المري ربع من أرطب، وحق لولوة بنت محمد بن سلمان ربع من أرطب، وحق بيت ناصر بن علي ربع من وألفين أرطب، وحق اسعود بن مساعد ربع من أرطب، وحق زايد بن سعد ألفين أرطب، وحق عبد الله بن اسود ربع من أرطب، وحق صالح بورشيد نصف من أرطب، وحق شيخ اسعيد ربع من وألفين أرطب، وحق الماص الحبشي نصف من أرطب، وحق بيت عبد الرحمن بن محمد بن خليفة الذي في المحرق ربع من أرطب، وحق محمد الهاشمي ربعتين أرطب، وحق محمد بن إبراهيم المقهوي ربع من أرطب، وحق صقر بن محمد بن خليفة نصف من أرطب، وحق عيال يوسف بن علي ربع من أرطب، وحق سبيكة بنت علي ربع من وألفين أرطب، وحق عبد المحسن بن سلوم ربع من وألفين أرطب، وحق إبراهيم بن خليفة ربع من أرطب، وحق ثاقبة بنت محمد بن خليفة ربع من أرطب، وحق أحمد بن عبد الله بشميه ربع من وألفين أرطب، وحق داود بن حسن ربع من وألفين أرطب، وحق (كلمة غير واضحة) بن سالم ربع من أرطب، وحق عبيد هيا بنت سلمان ألفين أرطب والسلام.
حرر 8 رجب سنة 1321هـ (30 /9/1903م).
مجموعة وثائق تخص الشيخ عبد الرحمن:
وهذه مجموعة وثائق تخص الشيخ عبد الرحمن بن عبد الوهاب آل خليفة جاء فيها ما نصه:
1-الوثيقة الأولى:
هذه وثيقة يهب فيها الشيخ عبد الرحمن الحظرتين الكائنتين في بحر الغريفة من البحرين والمسماة "أم رطل" و"الحبابية" لزوجته موزة بنت محمد بن سعيد آل بو حمير آل القبيسي وأولادها محمد، ورزق، وعطية الله وهذا نص ما ورد فيها:
بسم الله الرحمن الرحيم
أقول وأنا عبد الرحمن بن عبد الوهاب بن سلمان آل خليفة بأني أعطيت وأوهبت الحظرتين الكائنتين في بحر الغريفة في بحر البحرين المسماة "أم رطل" و"الحبابية" بجميع ما للحظرتين المذكورتين من الحدود والحقوق والتوابع واللواحق من أرض وسماء وما يعد فيهما وينسب إليهما أوهبتها لزوجتي موزة بنت محمد بن سعيد آل بو حمير وأولادها محمد ورزق وعطية الله وما تناسل لي من الأولاد والذكور منها أي موزة بنت محمد بن سعيد المذكورة جارياً مني هذه الوهيبة في حالتي الصحة والاختيار من غير إكراه ولا إجبار، بالتخلية الشرعية مراعي فيه التقرب إلى رب البرية، وهباً مؤبداً إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، فمن بدله بعدما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه إن الله سميع عليم.
حرر في 28 جمادى الثاني سنة 1334هـ (2/5/1916م).
نعم صدر مني ما ذكر في هذه الورقة وهذا خطي بيدي وأنا عبد الرحمن بن عبد الوهاب آل خليفة وأنجزته مهر.
أشهدني بما في باطن هذه الورقة من الهبة وحيازتها الرجل المكرم الشيخ عبد الرحمن بن عبد الوهاب فأنا أشهد بذلك وأنا الأقل سعيد بن أحمد بوبشيت مهر.
شهد بذلك عبد الله بن سعد بن شملان على الهبة والحوز مهر.
شهد بذلك عبد العزيز بن عبد العزيز بن عبد الوهاب آل سلمان مهر.
أشهد بما في هذه الورقة من الهبة والحيازة وأنا سعد بن عبد الله بن شملان مهر.
وأيضاً أوهبت زوجتي موزة بنت محمد بن سعيد حظرتي المسماة "المقصوصة" الكائنة في بندر الغريفة من أعمال البحرين مع أولادها هبة مُنجزة حتى لا يخفى حرر في 28 جمادى 2 سنة 1334هـ (2/5/1916م).
نعم صدر مني ما ذكر في هذه الورقة وأنجزته وأنا عبد الرحمن بن عبد الوهاب آل خليفة مهر.
يخرج منها الحظرة الحبابية التي عاوضت مالكيها حكومة البحرين وهي التي أعدمتها فرضة الأسطول البريطاني في 4 رمضان سنة 1355هـ (18/11/1936م).
مدير الطابو
التوقيع
* * *
2-الوثيقة الثانية:
وفيها يوقف الشيخ عبد الرحمن بن عبد الوهاب النخل المسمى "صرمة ولد فرح بولحيتين" على زوجته موزة بنت محمد بن سعيد آل بوحمير وعلى أولادها محمد، ورزق، وعطية الله كذلك أوقف الحظرة المسماة "الشعيبية" الكائنة في الغريفة على زوجته المذكوة وأبنائه المذكورين ورد في الوثيقة ما نصه:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الواقف على الضمائر، المطلع على ما في السرائر، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الأطاهر.
أما بعد..
فليعلم الواقف على هذه السطور، وكفى من يعلم بخائنة الأعين وما تخفي الصدور، أن الرجل المكرم الماجد الأسعد الأواب الشيخ عبد الرحمن بن عبد الوهاب بن سلمان آل خليفة قد وقف وحبس تمام وكمال ما هو ملكه، في حوزة تصرفه، إلى حين صدور الوقفية (خرم بالأصل) وذلك النخل المسمى "صرمة ولد فرح بولحيتين" الآئلة إليه بالشراء الشرعي، وصرمة النخل الذي شراها عبد الرحمن بن عبد الوهاب من (خرم بالأصل) المعاودة الآئلة إليهم من بن مشاري، والنخل الذي شراه من حسن بن عنان العشرين السهم من اثنتين وثلاثين سهم، والإثنا عشر سهم إكمال اثنين وثلاثين سهم يخص عبيد آل درباس، فإذا عزا عبد الرحمن بن عبد الوهاب الاثنا عشر الأسهم المذكورة فتضيف على العشرين السهم وهذه النخايل المذكورة كائنات في هرتا في سيحة ماحوز من أعمال البحرين، بجميع ما للنخايل المذكورة من حدود وحقوق، وتوابع ولواحق، وضمائم وعلائق، من أرض وسماء وماء وأنهار، ومجراه ومرماه، ونخيل وفسيل، وجميع ما ينسب إليه أو يلحق عليه، وأفنية وطرق نافذة وكافة المنسوبات، وعامة الملحقات والمنضمات، شرعاً وعرفاً ولغة، على العموم والإطلاق (خرم بالأصل) مقصود الوقفية الذي في الورقة وقفاً على الحرة المصونة زوجة عبد الرحمن بن عبد الوهاب موزة بنت محمد بن سعيد آل بوحمير وعلى أولادها الذي من عبد الرحمن بن عبد الوهاب وهم: محمد، ورزق، وعطية الله وما تناسل له منها أي من زوجته المذكورة من الأولاد الذكور، وما تناسلوا من أولادهم الذكور، وإن سفلو.
وأيضاً كذلك أوقف الحظرة المسماة "الشعيبية" الكائنة في الغريفة في سيحة ماحوز من أعمال البحرين على زوجته المذكورة موزة بنت محمد بن سعيد آل بوحمير وعلى أولادها المذكورين (خرم بالأصل) الحظرة مثل مجر النخايل المذكورة في هذه الورقة وقفاً صحيحاً صريحاً شرعياً معتبراً مرعياً بتاً بتلاً مشتملاً على جميع (خرم بالأصل) شروطها ولوازمها بالتخلية الشرعية مراعى فيه التقرب إلى رب البرية، جارياً من الواقف المذكور في حالتي الصحة والاختيار، من غير إكراه ولا إجبار، وقفاً مؤبداً وحبساً مخلداً، إلى أن يرث الله الأرض وما عليها، (فمن بدله بعدما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه إن الله سميع عليم) وعلى الموقف عليهم أن يعطون الفقراء والمساكين بحسب استطاعتهم، ولا ينقلون عن أعمال البر (خرم بالأصل) كي لا يخفى حرر 4 شهر ربيع الثاني اليوم الرابع من شهر ربيع الثاني أحد شهور 1335هـ ألف والثلاثماية والخامسة والثلاثين من هجرة سيد الأنام عليه وعلى آله وأصحابه أفضل الصلاة وأكمل السلام (28/1/1917م) .
الختم
حضر محكمة الشرع لدي الرجل الفاضل الشيخ عبد الرحمن بن عبد الوهاب آل خليفة وعرض علي هذه الوثيقة مقراً بكل ما تضمنته من وقفيات للنخيل بحسب مسمياتها ومحلاتها وكذلك أقر بوقفية الحظرة المذكورة هي والنخيل المذكورة على زوجته موزة بنت محمد بن سعيد آل بوحمير وعلى المذكور من نسلها منه مما هو موجود وما سيوجد حبساً مؤبداً قرره خادم الشرع بالبحرين قاسم بن مهزع الختم.
ثبت لدي ما ذكر في هذه الورقة وأنا عيسى بن علي آل خليفة.
نمرة 106/1346هـ سجل الأوقاف
* * *
3-الوثيقة الثالثة:
أوقف الشيخ عبد الرحمن بن عبد الوهاب النخل المسمى بـ"الصبيخة" الكائن في قرية الماحوز من قرى جزر البحرين على زوجته وذريته على أن يعملوا له بعد مماته في كل سنة في شهر رمضان قراءة أربع ختمات من كتاب الله المجيد، وأضحية في كل عام، ويقرءون الفاتحة في كل يوم من أيام السنة ست مرات، والمعوذتين، وقل هو الله أحد ست مرات في كل يوم على الدوام والاستمرار، وهذا نص ما ورد في الوثيقة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الواقف على السرائر، المطلع على ما في الضمائر، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا وآله وصحبه أولي الحجا والمفاخر، والميامين السراة الأطاهر، الواقفين أنفسهم وأموالهم بالطاعات في سبيل ذي الجلال الملك القادر.
أما بعد..
فقد وقف الرجل الماجد الأسمى الشيخ عبد الرحمن بن عبد الوهاب بن سلمان آل خليفة تمام وكمال مجموع النخل المعلوم بينهم المسمى بـ"الصبيخة" الكائن موقعه بساحة قرية الماحوز إحدى قرى البحرين المحدود قبلة بجابور السيد أحمد والطريق وشرقاً ببريه التي قبل عين أم الشعوم وشمالاً بنخيل الحاج علي الصيرفي، وجنوباً بالمسجد والنخيل التي تلي المسجد في ناحية الشرق بجميع ما للنخل المذكور من الحدود والحقوق والتوابع واللواحق والضمائم والعلائق من أرض ونخيل وفسيل وصنى وسماء وماء ومرمى وطرق ومنافذ وشارع وشوارع ومجازات وكافة المنسوبات وعامة الملحقات، الشرعية والعرفية، على العموم والإطلاق، على أن يصرف حاصله من الثمار في كل عام بعد التعمير والتصليح على جهة لزوجته المرأة المصونة موزة بنت محمد بن سعيد وابنيها لصلبه محمد ورزق ومن سيولد من بعدهما من المرأة المذكورة من الذكور أيضاً ومن سيولد بعد مماتها من ذريتها الذكور فقط بطناً بعد بطن وظهراً بعد ظهر والطبقة الأولى لا تحجب الطبقة الأخرى منهم وعلى المرأة المذكورة موزة بنت محمد بن سعيد وابنيها لصلبه محمد ورزق ومن سيولد من بطنها لصلب الواقف المذكور من الذكور أيضاً ومن سيولد من صلبها فقط أن يعملوا للواقف بعد مماته في كل سنة في شهر رمضان قراءة أربع ختمات من كتاب الله المجيد، وأضحية في كل عام، ويقرءون الفاتحة في كل يوم من أيام السنة ست مرات، والمعوذتين وقل هو الله أحد ست مرات في كل يوم على الدوام والاستمرار، وإن نسي القائل القراءة يؤديها حين يذكر ذلك، وقفاً صحيحاً صريحاً شرعياً معتبراً مرعياً مشتملاً على شرائط الصحة ولوازمها وأحكامها الشرعية من إيجاب وقبول وإقباض بالتخلية الشرعية مراعى فيه التقرب إلى رب البرية جارياً من الواقف المذكور في حالتي الصحة والكمال بالطوع والاختيار من غير إكراه ولا إجبار، وجعل الواقف الولاية على النخل المذكور لنفسه مدة حياته، ثم من بعده للمرأة المذكوة موزة وابنيها محمد ورزق المذكورين ثم من بعدهما لمن سيولد من ذريتها من الذكور فقط، وهكذا بطناً بعد بطن وظهراً بعد ظهر، وقفاً مؤبداً وحبساً مخلداً إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، فمن بدله بعدما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه إن الله سميع عليم كي لا يخفى والله خير الشاهدين وجرى ذلك وحرر باليوم السابع من شهر شعبان المعظم سنة 1328هـ الثامنة والعشرين والثلاثماية بعد الألف والهجرة النبوية (14/8/1910م).
نعم أنا يا عبد الرحمن بن عبد الوهاب صدر مني ما هو مذكور من الوقفية وانجزته فمن بدله بعدما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه والله سميع عليم (مهره).
ثبت لدي ما ذكر في هذه الورقة وأنا عيسى بن علي آل خليفة مهره.
بعد أن ثبت لدي ما تضمنته هذه الوثيقة حضر محفل الشرع لدي الشيخ عبد الرحمن بن عبد الوهاب آل خليفة وهو بحال صحته وكمال عقله ورشده وأقر أنه وقف النخل المرقوم بهذه الوثيقة أسماً ومحلة وجداراً على ما قرره من تعين لذلك بحسب ما هو مذكور ومفصل، وقفاً منجزاً فمن بدله فقد باء بغضب من الله، فعلى المتولي العمل بمقتضى وقفية الموقف (طمس بالأصل: لوج) بها شرعاً.
كتبه الثابت لديه قاسم بن مهزع خادم الشرع بالبحرين بتاريخ شهر شعبان سنة 1328هـ مهره.
* * *
4-الوثيقة الرابعة:
وهذه الوثيقة تشير إلى أنه قد قام الحاج علي بن أحمد الفاضل بوضع أمانة لدى الشيخ عبد الرحمن بن عبد الوهاب ثم قام باسترجاعها منه بعد انتهاء المدة، وهذا ولاشك مما يدل على أمانة الشيخ عبد الرحمن وثقة الناس فيه، حيث كانت توضع عنده الأمانات والحلي التي تكون عادة بأثمان باهضة، وهذا نص ما ورد في الوثيقة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الداعي لتحرير هذه الورقة نعم وأنا علي بن أحمد الفاضل بأني قبضت من يد الرجل المكرم عبد الرحمن بن عبد الوهاب بن سلمان آل خليفة الأمانة الذي عنده وهي من طرف ابنته أمانة زوجة المذكور علي بن أحمد وهو بناجري، وشغابات، وختم، ومحابس، وبوازم، وقبضت ما ذكر من يد المذكور، ولا بقا لي فيما ذكر ولا بقا لي من الصوغ حق ولا مستحق، كي لا يخفى جرا وحرر في 28 رجب سنة 1343هـ (22/2/1925م).
شهد بذلك عبد اللطيف بن أحمد المقهوي الختم.
أشهد عن إقرار علي سلمان بن عيسى بن يوسف الختم.
صحيح علي بن أحمد الفاضل الختم.
5-الوثيقة الخامسة:
يوقف فيها الشيخ عبد الرحمن العمارة الكائنة بسوق المحرق على الأعمال الخيرية والتي منها أن توضع جحله يصب فيها الماء للمارين في كل وقت في المحرق، وأن يفرق بيوم العاشر من المحرم في كل سنة أربعة أمنان (رز) عيش وربع من دهن وذلك للمستحقين من الأقارب أو الأجانب، وأن يقسم في العشر الأواخر من شعبان عشرة أمنان حب على المستحقين سنوياً سواء من الأقارب أو الأجانب، وأن يسلم لعبد صالح خمس روبيات يعمل بها سبعين ألف تهليلة في الليلة السابعة والعشرين من شهر رمضان ينوي ثوابها للموقف، وأن يستأجر عبد صالح يعمل في كل أسبوع من كل شهر ألف تهليلة يبتدئ بها من ليلة الجمعة ويومها ويختمها في دور الجمعة أو يومها يجعل ثوابها للموقف إلى غير ذلك وهذا نص ما ورد في الوثيقة:
بسم الله الرحمن الرحيم
دائرة الطابو
الرسم عشر روبيات
سكرتير حكومة البحرين - المدير
الشيخ عيسى بن سلمان بن حمد آل خليفة حاكم البحرين وتوابعها
وجه تحرير هذه الوثيقة هو أن الشيخ سلطان بن عبد الرحمن بن عبد الوهاب آل خليفة بولايته على وقف والده طلب تسجيل العمارة الكائنة بسوق المحرق وقفاً من عبد الرحمن المذكور على الأعمال الخيرية منها توضع جحله يصب فيها الماء للمارين في كل وقت في المحرق وأمام العمارة المذكورة، وأن يفرق بيوم العاشر من المحرم في كل سنة أربعة أمنان (رز) عيش وربع من دهن وذلك للمستحقين من الأقارب أو الأجانب، وأن يقسم في العشر الأواخر من شعبان عشرة أمنان حب على المستحقين سنوياً سواء من الأقارب أو الأجانب، وأن يسلم لعبد صالح خمس روبيات يعمل بها سبعين ألف تهليلة في الليلة السابعة والعشرين من شهر رمضان ينوي ثوابها للموقف، وأن يستأجر عبد صالح أن يعمل في كل أسبوع من كل شهر ألف تهليلة يبتدئ بها من ليلة الجمعة ويومها ويختمها في دور الجمعة أو يومها يجعل ثوابها للموقف ويكون قدر أجرتها تبلغ عشرة آلاف تهليلة في كل شهر خمسة آلاف تثوب لوالد الموقف، وخمسة آلاف لوالدته، ويجعل للموقف عن أول يوم يموت إلى مضي سبعة أيام من يعمل له في كل يوم من السبعة سبعين ألف تهليلة بما يمكن من الأجرة، وكذلك في كل سنة ضحية للموقف، وكذلك يستأجر من يقرأ كل يوم جزء من القرآن عند قبر الموقف، إلا أن يكون مطر أو برداً وحر فيقرأ في أي مكان، وأن يصنع بعشر روبيات ثياباً للنساء ومثلها للرجال، وخمسين روبية لابنته موزة شقيقة خليفة سنوياً، وخمسة عشر روبية في كل سنة لسراج مسجده الذي في الجفير، والفاضل بعد المعينات للناظر المتولي خليفة، والذي يتولى من بعده من الذرية حسب نص الوقفية المؤرخة في أول شعبان سنة 1345هـ والثابتة وقفيتها لدى محكمة البحرين فسجلتها دائرة الطابو وقفاً حسبما ذكر بعد الإعلان عنها وأصدرت هذه الوثيقة متضمنة لما ذكر وتبطل جميع الوثائق السابقة لها يحدها من الشمال عمارة سند بن حسن القصاب ومخزن محمد حسن فخرو والجدار مشترك، ومن الشرق دكان وقف على الموقف ودكاكين ملك رقية بنت عبد الرحمن بن عبد الوهاب آل خليفة والشارع ثم دكاكين بيد دائرة الأوقاف السنية ودكاكين الشيخ حسن بن علي آل خليفة ومن الجنوب الطريق ثم عمارة ورثة على راشد فخرو ومن الغرب عمارة ورثة على راشد فخرو وسند بن حسن القصاب وقسم من الطريق. ومساحتها وحدودها ملصوقة بظهر هذه الوثيقة تحريراً في 23 نوفمبر سنة 1965م الموافق 29 رجب 1385هـ.
6-الوثيقة السادسة:
يوقف فيها الشيخ عبد الرحمن بن عبد الوهاب نخل "كزكز" على زوجته موزة وأولادها الذكور خاصة وإن سفلوا مشترطاً عليهم العمار والغرس، والزمهم أن يقرأوا له الأذكار التالية: قراءة الفاتحة في كل يوم مئة مرة، و(قل هو الله أحد) عشرين مرة، و(لقد جاءكم رسول من أنفسكم) إلى تمام السورة سبع مرات، و(ألم نشرح) خمس مرات بعد كل فريضة، و(الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم) أربع وعشرين مرة في كل يوم، و(إنا أنزلناه في ليلة القدر) اثنا عشر مرة دبر كل صلاة، و(قل ادعو الله أو ادعو الرحمن) إلى تمام السورة ثلاث مرات دبر كل صلاة على كل واحد منهم، ويفعلون كل ليلة نافلة عشاء، وهذا نص ما ورد في الوثيقة:
وجه تحرير هذه الوثيقة هو أن حكومة البحرين قد عاوضت الشيخ عطية الله بن عبد الرحمن بن عبد الوهاب الخليفة بثلاث قطع الأراضي الكائنة في أم الحصم من المنامة بدلاً عن نخل كزكز الوقف الذي استدخلته الحكومة لصالح ميناء سلمان الوقف من والده الشيخ عبد الرحمن على زوجته موزة وأولادها الذكور خاصة وإن سفلوا مشترطاً عليهم العمار والغرس والزامه لهم بقراءة الفاتحة في كل يوم مئة مرة، و(قل هو الله أحد) عشرين مرة، و(لقد جاءكم رسول من أنفسكم) إلى تمام السورة سبع مرات، و(ألم نشرح) خمس مرات بعد كل فريضة، و(الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم) أربع وعشرين مرة في كل يوم، و(إنا أنزلناه في ليلة القدر) اثنا عشر مرة دبر كل صلاة، و(قل ادعو الله أو ادعو الرحمن) إلى تمام السورة ثلاث مرات دبر كل صلاة على كل واحد منهم، ويفعلون كل ليلة نافلة عشاء، فإن كانوا مجتمعين فالعشاء واحد، وإن كانوا متفرقين فعلى كل واحد منهم عشاء بحسب الاستطاعة، وعلى كل واحد منهم ختمة في شهر رمضان بكل عام ذلك بموجب نص الوقفية المؤرخة في 13 جمادى سنة 1333هـ.(29/3/1915م)
فسجلتها دائرة الطابو وقفاً حسبما ذكر بعد الإعلان عنها وأصدرت هذه الوثيقة متضمنة ما ذكر وتبطل جميع الوثائق السابقة لها يحد الأرض الغربية الشمالية من الشمال أرض السيد حسن بن السيد ماجد وشركاه، ومن الشرق الشارع ثم أرض دائرة الأوقاف الجعفرية، ومن الجنوب الشارع ثم بيت عزيزة بنت إبراهيم نونو، ومن الغرب الشارع ثم فناء محطة اللاسلكي ملك حكومة بريطانيا ويحد الأرض الشمالية الشرقية من الشمال الشارع ثم أرض خالية ، ومن الشرق أرض الشيخ خالد بن محمد بن عبد الله آل خليفة ومن الجنوب الشارع ثم أرض عيسى بن عبد النبي الزيرة، ومن الغرب أرض بيد دائرة الأوقاف الجعفرية، ويحد الأرض الجنوبية من الشمال الغربية من الشمال أرض محتفظ بها للحديقة ومن الشرق شارع ثم أرض خالية ومن الجنوب الشارع ثم أرض علي بن عبد الرحمن الوزان. ومن الغرب الشارع ثم أرض خالية ومسجد الشيخ ميثم.
7-الوثيقة السابعة:
يوقف فيها الشيخ عبد الرحمن بن عبد الوهاب ثلاثة أرباع النخل المسمى "الخبيبة "الكائنة في الماحوز من البحرين على زوجته موزة بنت محمد بن سعيد آل بوحمير وعلى أولادها الذكور محمد ورزق وعطية الله، وأما الربع الرابع فإن حاصله يتم تفريقه على الفقراء والمساكين وهذا نص ما ورد في الوثيقة:
بسم الله
الحمد لله الواقف على الضمائر، المطلع على ما في السرائر، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله أهل الحجا والمفاخر، وصحبه الميامين السراة الطاهرين الواقفين أنفسهم وأموالهم بالطاعات في سبيل الواحد القهار.
أما بعد..
فليعلم الواقف على هذه السطور، وكفى من يعلم بخائنة الأعين وما تخفي الصدور، أن الرجل الماجد الأواب الشيخ عبد الرحمن بن عبد الوهاب بن سلمان آل خليفة قد وقف وحبس تمام وكمال ما هو ملكه في حوزة تصرفه إلى حين صدور الوقفية، وذلك ثلاثة أرباع النخل المسمى الخبيبة الكائنة في سيحة ماحوز من أعمال البحرين، يحدها من الشمال شمالي الشويخ وجنوباً (كلمة غير واضحة) وغرباً (كلمة غير واضحة) وشرقاً الشويخ والدالية التي في جنب الشويخ، وربع الحاصل من النخل المذكور يقسم على الفقراء والمساكين بجميع ما للنخل المذكور من نخيل وفسيل وأرض وسماء وماء وأنهار وصناء ومرمى وأفنية وعمار ومجازات وحدود وحقوق وتوابع ولواحق وضمائم وعلائق وطرق نافذة وجميع ما يعد منه وينسب إليه، وجميع المتعلقات وكافة المنسوبات وما (طمس بالأصل) المنضمات والملحقات، شرعاً وعرفاً ولغة، وعموماً وإطلاقاً، وذلك مقصود هذه الوثيقة على الحرة المصونة موزة بنت محمد بن سعيد آل بوحمير وعلى أولادها الذكور محمد ورزق وعطية الله وما تناسل من عبد الرحمن (طمس بالأصل) من موزة الذكور وإن سفلوا، وقفاً صحيحاً صريحاً شرعياً معتبراً مرعياً مشتملاً على جميع شرايط الصحة ولوازمها من إيجاب وقبول وقبض وإقباض بالتخلية الشرعية، مراعي فيه التقرب إلى رب البرية، جارياً من الواقف المذكور في حالتي الصحة والاختيار من غير إكراه ولا إجبار وقفاً مؤبداً وحبساً مخلداً إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، فمن بدله بعدما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه إن الله سميع عليم.
حرر بيوم الخامس عشر من شهر ربيع الثاني أحد شهور سنة 1338هـ الألف والثلاثمائة والثامنة والثلاثين من هجرة سيد الأنام عليه وعلى آله وأصحابه أفضل الصلاة وأكمل السلام.(7/1/1920م)
15 ربيع الثاني سنة 1338 نعم صدر مني ما ذُكر في هذه الورقة وأنجزته وأنا عبد الرحمن بن عبد الوهاب بن سلمان آل خليفة وهذا خطي بيدي مهره.
ثبت لدي ما ذكر في الورقة وأنا عيسى بن علي آل خليفة مهره.
حضر محكمة الشرع لدي المنيب إلى ربه ومولاه العابد الأواه الشيخ عبد الرحمن بن عبد الوهاب بن سلمان آل خليفة بحال صحته وكمال رشده وبإقراره لم يحط بمثولاته دين، وأقر بكلما تضمنته هذه الوثيقة من وقفية ثلاثة أرباع النخل المذكور في هذه الوثيقة اسماً ومساحة وحدوداً على زوجته المذكورة وجميع ذريته منها الحاضرين (طمس بالأصل) الذكور خاصة دون الإناث، وهم الناظرون على تولية الربع الرابع وتفريقه على الفقراء والمساكين قرره وكتبه خادم الشرع بالبحرين قاسم بن مهزع بتاريخ ربيع الثاني سنة 1338هـ مهره.
8-الوثيقة الثامنة:
يوقف فيها الشيخ عبد الرحمن النخل المسمى "بديعة الشيخ" والنخل المسمى "فحل الهندي" الكائنين بسيحة توبلي من المنامة الموقوفين على الأعمال الصالحة وهذا نص ما ورد في الوثيقة:
بسم الله الرحمن الرحيم
وجه تحرير هذه الوثيقة هو أن سلطان بن عبد الرحمن بن عبد الوهاب الخليفة بولايته على وقف والده طلب تسجيل السقي الخاص ببديعة الشيخ وفحل الهندي الكائنين بسيحة توبلي من المنامة الموقوفين على والده للأعمال الصالحة والثابت له ذلك لدى محكمة البحرين فسجلته الدائرة باسم الموقف بعد الإعلان عنه وأصدرت هذه الوثيقة متضمنة ملكيته له وتبطل جميع الوثائق السابقة له تسقي بديعة الشيخ من الكوكب المطابق عين السيد ثلاثة أوضاح يوم الثلاثاء وليلة الأربعاء ويومها بكل أسبوع ويسقي نخل الهندي من عين الخمسة بالاشتراك مع نخل الشيخ إبراهيم بن حمد آل خليفة بليلة الجمعة ويوم الجمعة لكل أسبوع تحريراً في 3 ربيع الثاني سنة 1389هـ الموافق 17 يونيه 1969م.
9-الوثيقة التاسعة:
وهذه وثيقة تشير إلى دين بذمة الشيخ عبد الرحمن للشيخ عبد الله بن حسن الدوسري شيخ الدواسر في البحرين وهذا نص ما ورد في الوثيقة:
بسم الله
أقول وأنا عبد الرحمن بن عبد الوهاب بأن علي ولازم ذمتي إلى الأخ عبد الله بن حسن الدوسري ألف روبية وماية روبية، وقد جعلت له كل شهر ثمانين روبية من مشاهرتي عند أحمد بن رضي متولي روزكان مدة ثلاثة (كلمة مطموسة) ذلك شهر الحج سنة 1319هـ سنة الألف والثلاثماية وتسعة عشر حتى حرر في شهر الحج سنة 1319هـ.(11/3/1902م)
حادثة وفاة الشيخ عيسى بن علي:
من الحوادث التي أثرت في الشيخ عبد الرحمن بن عبد الوهاب كثيراً حادثة وفاة حاكم البحرين الشيخ عيسى بن علي آل خليفة يشير إلى هذه الحادثة بلكريف في مذكراته يقول (ص312) "الجمعة 9 ديسمبر 1932م (10/8/1351هـ) اليوم توفي الشيخ عيسى بن علي .. اتجهت مع الخان بهادر من المعتمدية إلى منزل الشيخ حمد ولكنهم هناك أبلغونا أن الشيخ في مجلس والده المرحوم الشيخ عيسى بن علي وقبل أن نصل إلى هناك سمعنا نحيب النسوة وقابلنا يوسف كانو والدموع تغطي وجهه. البكاء مسموع في منزل الشيخ والشارع مليء بالناس. وفي المجلس وجدنا الشيخ حمد وقد بدا عليه التعب وكان معه أغلب شيوخ العائلة، لقد كانت مدة حكم الشيخ عيسى 60سنة. ونحن هناك أدخل علينا عبد الرحمن بن عبد الوهاب وزير الشيخ عيسى بن علي محمولاً بواسطة أبنائه وخدمه، وكان يبكي بصوت مُرتفع، عندها بدأ الشيخ حمد في البكاء أيضاً".
يقول الشيخ إبراهيم بن عبد الرحمن آل خليفة: لقد تأثر الوالد الشيخ عبد الرحمن من وفاة الشيخ عيسى بن علي كثيراً فقد كان بينهما الكثير من المودة والإخاء والمحبة، ولم يتوقف الوالد عبد الرحمن عن البكاء والنحيب وظل على حزنه وألمه أياماً طويلة يقول الشيخ إبراهيم: ولم يطل به الحال إلا فترة بسيطة بعد وفاة الشيخ عيسى بن علي حتى توفي الشيخ عبد الرحمن وانتقل إلى رحمة الله تعالى.
ورعه ودينه:
يذكر البعض أن الشيخ عبد الرحمن بن عبد الوهاب آل خليفة كان ذا ورع ودين وتقوى وأمانة وفطنة وقادة وذكاء، كما كان من أهل الذكر والأوراد لا يتركها في الحضر ولا في السفر، حتى قيل وهو من أغرب ما قيل أنه قد حج خمسة وعشرين حجة، مع خطورة الحج في تلك الأيام، وكثرة قطاع الطرق والقراصنة، ومع كل هذا فإن هذا لم يثنيه عن تكرار الحجة تلو الحجة رحمه الله. يقول نجله الشيخ إبراهيم بن عبد الرحمن آل خليفة: لقد كان الوالد يحج في كل عام تقريباً ويأخذ معه في سفره إلى الحج بعض الفقراء والمعوزين ليحجوا على حسابه الخاص جزاه الله خيراً.
بعض ما قيل فيه:
وصفه قاضي البحرين بالمنيب إلى ربه، كما وصفه بالعابد الأواه، ولاشك أن هذه الأوصاف التي أطلقها الشيخ قاسم على الشيخ عبد الرحمن تدل على عبادة وورع وذكر وهي شهادة من قاضي البحرين في وقته الشيخ قاسم بن مهزع رحمه الله يقول: "المنيب إلى ربه ومولاه، العابد الأواه، الشيخ عبد الرحمن بن عبد الوهاب بن سلمان آل خليفة".
ووصفه الشاعر الأديب عبد المحسن بن محمد بن يعقوب الصحاف بقوله: "من حاز من المجد أعلاه، ومن الكرم منتهاه حتى زين محفل الوزارة بنتايج أفكاره، ورتب مهمات الصدارة بسياسة اقتداره، الجليل الأفخم والأعز الأشيم عنوان الطريقة الرشيدية، صاحب الخيرات الجمة والخصال المهمة، عالي المفاخر والجناب، حضرة المحترم الفاضل المهاب، الأكمل الشيخ عبد الرحمن بن المرحوم عبد الوهاب حفظه رب البرية من كل عاهة وبلية آمين بجاه سيد المرسلين".
وفاته:
وبعد حياة حافلة وعمر مديد توفي الشيخ عبد الرحمن بن عبد الوهاب آل خليفة بتاريخ 29 محرم 1352هـ (24/5/1933م) وذلك بمنزله الكائن بالقضيبية ثم نقل جثمانه إلى المحرق حيث ُوري الثرى بمقبرتها رحمه الله تعالى.
مصادر ترجمته:
1-مجموعة الوثائق، خاصة بالكاتب.
2-مجلة الوثيقة، العدد 19، يوليو 1991م.
3-مذكرات بلكريف، مي الخليفة.
4-بحث حول تجارة الأسلحة في البحرين، بشار الحادي.
5-مقابلة مع نجله الشيخ إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الوهاب آل خليفة.
6-التحفة النبهانية، للشيخ محمد بن خليفة النبهاني.
7-دليل الخليج، المستشرق الإنجليزي ج.ج. لوريمر.
8- مقابلة مع الفاضلة الشيخة هند بنت عبد الوهاب آل خليفة.
9-مقابلة مع الشيخ أحمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الوهاب آل خليفة.
10-كتاب (قطر في العهد العثماني) للدكتور زكريا قورشون.
11-الأمن الداخلي في الأحساء والقطيف وقطر، الدكتور عبد الله بن ناصر السبيعي.
12-عبد الله الزايد وذاكرة الوطن، موزة عبد الله الزايد.
عبد الرحمن بن عبد الوهاب آل خليفة
(1259هـ-1352هـ) (1844-1933م)
هو: الوزير وابن الوزير، والتاجر المشهور، الورع الصالح، والزاهد العابد، المعمر الشيخ عبد الرحمن بن الوزير الشيخ عبد الوهاب بن سلمان بن أحمد (الفاتح) بن محمد بن خليفة آل خليفة العُتبي.
أسرته:
أما والده فهو: الشيخ عبد الوهاب بن سلمان بن أحمد (الفاتح) آل خليفة (1236هـ-1306هـ) (1821م-1889م) وكان وزيراً للشيخ عيسى بن علي آل خليفة من العام 1286هـ (1869م) حتى العام 1305هـ (1888م) ، ويذكر الدكتور علي أبا حسين في (مجلة الوثيقة) العدد 19 بتاريخ يوليو 1991م (ص35) يقول: "استوزر الشيخ عيسى بن علي عم أبيه الشيخ عبد الوهاب بن سلمان بن أحمد آل خليفة (الفاتح) ويسكن المحرق وكان الشيخ عبد الوهاب ملازماً للشيخ عيسى قبل أن يتولى الحكم في البحرين وهو بمثابة وزيره لما تولى الشيخ الحكم كان تدبير أملاك الشيخ عيسى بيده، وكذلك إدارة الجمارك في البحرين، وأحياناً يستشيره الحاكم، وهو الذي يتولى خرجه، وسيرة الشيخ عبد الوهاب كانت حسنة مع الناس، ورغم كثرة مهامه بقى في الوزارة، وأصبح ضريراً في أواخر أيامه حتى توفي".
أما والدة المترجم له فهي الشيخة موضي آل خليفة. وقد رزق الشيخ عبد الوهاب منها بولدين هما: عبد الرحمن - المترجم له- وأصبح وزيراً بعد والده للشيخ عيسى بن علي آل خليفة. والشيخ عبد العزيز (1258هـ - 1288هـ) (1842م-1872م) وتوفي شاباً في إحدى المعارك، ويذكر أن زوجته كانت حاملاً عند وفاته ورزقت بمولود ذكر، فسماه الشيخ عبد الرحمن بن عبد الوهاب بعبد العزيز، على اسم شقيقه المتوفى عبد العزيز بن عبد الوهاب ورباه عنده حتى صار شاباً يافعاً.
المولد والنشأة:
ولد الشيخ عبد الرحمن بن عبد الوهاب في المحرق. ونشأ في حجر والده الشيخ عبد الوهاب بن سلمان آل خليفة وزير الشيخ عيسى بن علي آل خليفة فأوكل به رجال العلم والفقه ليقوموا بتعليمه وتربيته على أكمل وجه وأحسن صورة، وبدأ علومه بحفظ القرآن الكريم، فحفظ قسطاً وافراً منه، ثم تعلم مبادئ القراءة والكتابة والحساب، ثم قرأ في الفقه المالكي والأدب والشعر وأخذ من العلوم والمعارف حظاً وافراً.
زواجه وأولاده:
تزوج الشيخ عبد الرحمن 16 ستة عشرة زوجة لكنه توفي عن ثلاث زوجات وهن التالية اسماؤهن: السيدة موزة بنت محمد بن سعيد آل بو حمير آل القبيسي، والسيدة شيخة بنت اعفيس، والسيدة رفعة بنت عبد الله، ورزق منهن بعدد من الأولاد والبنات وهم التالية أسماؤهم: راشد، ودعيج، وسلطان، ومحمد، ورزق، وعبد الله، وجابر، وصقر، وعطية الله، وعبد الرزاق، وعمر، وإبراهيم، وخليفة، وطيبة، ورقية، وموزة، ونورة، ومريم، وثاجبة، وهيا.
ويذكر أن الشيخ عبد الرحمن بن عبد الوهاب كان يحب زوجته موزة بنت محمد بن سعيد كثيراً حيث كانت من العابدات الصالحات الطائعات، والمعينات لزوجها على فعل الخيرات، ويذكر نجله الشيخ إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الوهاب آل خليفة أن الوالدة موزة كانت من الذاكرات والصالحات وكان تقوم بذبح الذبائح وطبخها للشيخ عبد الرحمن عندما يأتيه الضيوف إلى مجلسه، وذلك بمساعدة خدمها وعبيدها.
توليه الوزارة بعد والده الشيخ عبد الوهاب:
يذكر المؤرخ الشيخ محمد بن خليفة النبهاني في كتابه (التحفة النبهانية) (ص141) أن الشيخ عبدالرحمن قد أصبح وزيراً للشيخ عيسى بن علي آل خليفة بعد أن توفي والده الشيخ عبد الوهاب في عام 1306هـ (1888م) يقول: "وقد استوزر الحاكم صدراً من حكمه عن أبيه الشيخ عبد الوهاب بن سلمان بن أحمد الفاتح الخليفة إلى أن توفي سنة 1306هـ (1888م) ثم استوزر من بعده ابنه الشيخ عبد الرحمن بن عبد الوهاب إلى سنة 1334هـ حيث انسلخ منها لأمور مجهولة".
قصره في الجفير:
قام الشيخ عبد الرحمن ببناء قصر له في منطقة الجفير حوالي أوائل القرن العشرين، وقد أشار لهذا القصر المستشرق ج. ج. لوريمر في كتابه (دليل الخليج) القسم الجغرافي (1/279 ) بقوله: "الجفير: على الجانب الشمالي للرأس المسمى بنفس الاسم .. على بعد ربع ميل شرقي القرية عند الرأس يوجد منزل حجري ضخم لعبد الرحمن بن عبد الوهاب وزير البحرين، وعلى الجانب الجنوبي الغربي من القرية، يوجد عدد كبير من النخيل وحقول البرسيم .. وعدد النخيل 900 نخلة وبها 15 قارباً لصيد اللؤلؤ".
وقد سألت الشيخ إبراهيم بن عبد الرحمن آل خليفة عن هذا القصر فقال: كان بيتاً ضخماً جميلاً مبنياً على أحسن طراز من الحجر، وبالقرب منه بستان كبير وعيني ماء للشرب وللغسيل، وكان فيه أيضاً بعض الماشية والأبقار. وعندما أراد الإنجليز بناء قاعدتهم العسكرية في الجفير طلبوا منا الانتقال إلى القضيبية فانتقلنا إليها مُرغمين وذلك بعد مُطالبات من قبل المستشار البريطاني تشارلز بلكريف استمرت سنوات، وكان سبب رفض الشيخ عبد الرحمن ذلك الطلب أنه لا يريد أن يقوم المستعمر بجعل بيته قاعدة عسكرية له، لكن حصل ما كان يخشاه الشيخ عبد الرحمن وحول منزلهُ بالجفير إلى قاعدة عسكرية بريطانية وتم بناء القاعدة في ذي القعدة من عام 1353هـ (مارس 1935م)، ورد في كتاب (على طريق الهند) تأليف إبراهيم عبد الفتاح (ص63) ما نصه: "تم نقل قاعدة باسيدو وهنجام البحريتين إلى البحرين في مارس 1935م .. وتم تأسيس هذه القاعدة في الجفير".
ولما سألت الشيخ إبراهيم بن عبد الرحمن: هل تم تعويضكم؟
فأجاب: أعطونا 10.000 روبية وأرضاً لا بأس بها في القضيبية وبعض أولاد الشيخ عبد الرحمن سكن الماحوز، وبعضهم أم الحصم، وتفرقوا بعد أن كانوا مجتمعين.
الملك عبد العزيز يزور البحرين:
يذكر الشيخ إبراهيم بن عبد الرحمن آل خليفة هذه القصة نقلاً عن والده الشيخ عبد الرحمن بن عبد الوهاب آل خليفة يقول: في إحدى السنوات (لعل ذلك كان في عام 1330هـ /1911م) قدم الملك عبد العزيز بن سعود إلى البحرين ووصل ليلاً إلى مسجد الخاطر بالمحرق، ولما علم به إمام المسجد أرسل إلى حاكم البحرين الشيخ عيسى بن علي آل خليفة فأخبره الخبر فقال الشيخ عيسى بن علي: أحضروه فليتفضل عندنا فأُحضر، وبعد أن أخذ واجب الضيافة والإكرام، وأخذ قسطاً من الراحة اجتمع بالشيخ عيسى بن علي في مجلسه فقال له الشيخ عيسى: آمر يا طويل العمر شفي خاطرك.
فقال الملك عبد العزيز: أنا نويت افتح الأحساء واحتاج إلى عونكم ومساعدتكم، فقال له الشيخ عيسى: ابشر بالذي يسرك. ثم استشار وزيره الشيخ عبد الرحمن بن عبد الوهاب في ذلك، فقال له الشيخ عبد الرحمن: عندي فكرة، ما رأيك يا طويل العمر نستعين بتجار اللؤلؤ؟
فقال له الشيخ عيسى: نعم الرأي ما قلت. ثم أمر كاتبه أن يكتب له مكتوباً إلى تجار اللؤلؤ في الحد، والمحرق، والمنامة وشرح لهم الأمر فقام التجار يتقاطرون إلى قصر الشيخ عيسى بن علي آل خليفة وكل واحد منهم يحمل بيده كيساً مليئاً بالنقود كل كيس فيه 2000 روبية ويحلف بالطلاق أنه إذا لم تؤخذ الأموال التي جاء بها فإنه يطلق زوجته، فقام الشيخ عبد الرحمن بأخذ أموال التجار ووضع قطعة قماش كبيرة وفتح أكياس الأموال ونثرها على قطعة القماش ثم قام بخلطها مع بعضها البعض بيده ثم قال للتجار: يا الفاضل ويا الجلاهمة ويا البن علي ويا الجماعة الحاضرين جميعاً اختلط الحابل بالنابل والذي يريد أن يطلق زوجته فاليخرج فلوسه إذا كان يستطيع!! فتعجب الحاضرون من فطنته وسرعة بديهته ولم ينبز أحد منهم ببنت شفة ثم قال الشيخ عيسى لوزيره: ماذا بشأن السلاح؟
فقال الشيخ عبد الرحمن: دع هذا الأمر علي يا طويل العمر أنا أرسل إلى معارفي تجار السلاح في مسقط وما هي إلا بضعة أيام ويحضر السلاح، وفعلاً قام الشيخ عبد الرحمن وأرسل مكتوباً إلى مسقط يطلب فيه من بعض معارفه كمية كبيرة من السلاح وفعلاً تم شحن السلاح إلى البحرين على ظهر إحدى السفن ووضع بين يدي الشيخ عيسى بن علي فقال الشيخ عيسى أحضروا عبد العزيز فأُحضر فشاهد كومة من المال وكومة من السلاح ثم قال الشيخ عيسى بن علي مخاطباً الملك عبد العزيز: يا عبد العزيز المال والسلاح والرجال كلهم حاضرين تحت أمرك ففرح الملك عبد العزيز بكلام الشيخ عيسى وشكره وشكر أهل البحرين على نخوتهم ووقفتهم معه، ومن شدة فرحه بما شاهد بكى الملك عبد العزيز. يقول الشيخ إبراهيم بن عبد الرحمن آل خليفة: ثم قاتل الملك عبد العزيز في الأحساء وفتحها وكان فتحاً عظيما، ثم توالت الفتوحات والانتصارات وحصل له التمكين في أغلب مناطق المملكة العربية السعودية.
تاجر سلاح:
يذكر أن الشيخ عبد الرحمن بن عبد الوهاب قد عمل بتجارة السلاح لفترة عندما كانت هذه التجارة رائجة ومربحة، وهذه بعض الإشارات والوثائق التي تشير إلى ذلك.
نبذة حول تجارة السلاح في البحرين والخليج:
يذكر المستشرق ج. ج. لوريمر في (دليل الخليج) (القسم التاريخي ص454) أن تجارة السلاح قد بدأت تنتشر في الخليج انتشاراً كبيراً بين عامي 1880-1884م. ويشير في (ص484) أنه: "حوالي سنة 1890م انهمر فيض من الأسلحة والذخائر من زنجبار إلى الخليج نتيجة للقيود التي تحظر تلك التجارة في شرق إفريقيا، كما نشطت التجارة المباشرة في الأسلحة النارية بين أوروبا وأقاليم سلطنة عُمان، وكان هذا بداية تحول مسقط لتصبح أعظم سوق للسلاح في منطقة الشرق الأوسط، ومنذ بداية الحركة كان يعاد تصدير قسم كبير من السلاح المصدر إلى مسقط إلى مختلف مناطق الخليج. ولم تكن هذه التجارة قد اكتسبت بعد أهميتها السياسية". ويذكر لوريمر في موضع آخر أنه: "حوالي سنة 1896م أصبح التطور الذي حققته تلك التجارة مخيفاً، ففي 1895-1896 قدر عدد البنادق التي وصلت إلى مسقط فقط حوالي 4500 بندقية، وفي سنة 1896-1897 وصل العدد إلى أكثر من 20 ألف بندقية، وفي سنة 1897م لم يكن عدد البنادق التي وصلت إلى بوشهر وحدها يقل عن 30 ألف بندقية. وكانت جميع الأسلحة التي ترد إلى الخليج مُزودة بذخيرتها، وفي العام 1897م بدأت الحكومة البريطانية تستعد لمعالجة ذلك الشر – ولاشك أن انتشار الأسلحة في الخليج يعد شراً بالنسبة لبريطانيا حيث إنه سيشكل خطورة على مصالحها في الخليج- فحصلت على التشريع الذي خولها صلاحية التفتيش البحري عن الأسلحة في السفن المتجهة إلى إيران، وهي ترفع علم إيران أو علم سلطنة عُمان، وأن تصادر الشحنات المضبوطة في أيٍ منها".
كما ورد في كتاب (قطر في العهد العثماني) للدكتور زكريا قورشون (ص233 ): "إن الأسلحة المهربة إلى نجد كانت غالباً ما ترسل إلى الصحراء عن طريق البحرين خاصة وعن طريق الكويت وقطر في بعض الأحيان وهذا بعد إنزالها في ميناء بوشهر أو المحمرة ، ويفهم أن أشخاصاً مثل أحمد كبابي الإيراني، والقنصل التجاري الإنجليزي في بوشهر، وخواجه فرنسيس موها الإنجليزي الجنسية، ومحمد رحيم القاطن في البحرين والذين سبق ذكرهم في هذا البحث كان لهم دور فعال في ازدياد تجارة السلاح في المنطقة بعد عام 1890م وعلى سبيل المثال فإنه طبقاً للأخبار التي جاءت من المنطقة في مايو 1893م فقد أرسل أحمد كبابي عشرين صندوقاً من البنادق ذات الطلقة الواحدة والذخيرة إلى الشيخ قاسم عن طريق البحرين".
ويذكر الدكتور عبد الله بن ناصر السبيعي في كتابه (الأمن الداخلي في الأحساء والقطيف وقطر) (ص114) أن الأسلحة التي تهرب إلى الأحساء ونجد تهرب عن طريق البحرين يقول: "حاول العثمانيون منذ البداية التشدد في دخول الأسلحة إلى داخل لواء الأحساء، إلا أن ذلك التشدد لم يفلح في الحد من ظاهرة انتشار السلاح خاصة بين رجال القبائل البدوية وسكان القرى، حيث أصبح معظمها مسلحين ببنادق المارتيني الإنجليزية والقباقلي والقبسولني. وقد انتشر تهريب الأسلحة إلى داخل لواء الأحساء بشكل كبير منذ أيام المتصرف محمد رفعت بك الذي عين متصرفاً للواء في عام 1305هـ (1887م) حيث شاع في زمنه تهريب السلاح وانتشارها بين رجال القبائل وسكان القرى في اللواء. وظل تهريب السلاح منذ ذلك التاريخ معضلة أمنية مزمنة استعصى وجود حلا لمنعها، فقد كتبت وزارة الداخلية إلى ولاية البصرة في 23 محرم 1311هـ (1893م) بناء على عرض متصرف لواء الأحساء إبراهيم فوزي باشا ما يلي:
إن كون جزيرة البحرين وسواحل عُمان مناطق مفتوحة للأجانب فإن أهلها وقبائلها البدوية يحصلون على أسلحة جديدة وذخائر ويتم تسريبها إلى قبائل وسط الجزيرة العربية، ولا يتوفر في لواء الأحساء قوة محلية كافية للحد من نفاذ تلك الأسلحة والذخيرة ويجب العمل باتخاذ التدابير لازمة والتحري عن الأمر والإفادة عاجلاً بتصور يحد من ذلك".
ضغط الإنجليز لإيقاف عمل الشيخ عبد الرحمن:
يظهر بأن الإنجليز ضغطوا بشدة لإيقاف عمل الشيخ عبد الرحمن بن عبد الوهاب حيث إنه كان يبيع السلاح على الأهالي داخل البحرين وخارجها، وبالتالي فقد خشي الإنجليز من تزايد قطع السلاح داخل البحرين وخارجها وقرروا وقف تجارة السلاح في البحرين إلا في حدود ضيقة جداً ووفق ما يرون -كما سيرد معنا في هذه الوثيقة-.وبالتالي فقد قام حاكم البحرين الشيخ عيسى بن علي آل خليفة بعمل رخصة لعمل الشيخ عبد الرحمن في تجارة السلاح وأخطره بما هو جائز في حقه وما هو ممنوع عليه، وهذا نص ما ورد في الوثيقة.
وثيقة من الشيخ عيسى بن علي آل خليفة:
هذه الوثيقة من الشيخ عيسى بن علي آل خليفة حاكم البحرين يشير فيها إلى إعطاء الشيخ عبد الرحمن بن عبد الوهاب الرخصة لجلب الأسلحة إلى البحرين وحده دون سواه ونصها:
بسم الله الرحمن الرحيم
وجه تحرير هذه الورقة هو أنه أقول وأنا عيسى بن علي آل خليفة قد أرخصت وفوضت عبد الرحمن بن عبد الوهاب في جلب التفقان (المسدسات) إلى البحرين ويكون يبيعها بيده، ولا لأحد رخصه بجلب التفقان إلى البحرين أبداً، وإذا أحياناً جلب أحد تفقان فعليه المؤاخذة، وأن يكون يسلم لنا من جهة هذا القرار كل سنة ثلاثين تفق مارتيني، ومع كل تفق مايتين ذهبه، وكذلك يسلم قمرق كل ماية ثلاث تفقان مع اذهبهم كل تفق مايتين، وأن لايبيع تفقان على أهالي البحرين، وقطر، وبر العرب، إلا بر عُمان فله أن يبيع فيه، وإن أحد احتاج في بيع تفق وهي حلاله فله ذلك، وهذا القرار مدة حياته فعلى هذا صار القبولية ما دام يرى صلاح شأنه في ذلك فالقرار باقي ما يختلف حتى لا يخفى.
حرر في شهر صفر المظفر 1313هـ (أغسطس 1893م)
قد أحلت ما هو مشروح في هذه الورقة من وجه الضمان إلى المكرم آغا محمد رحيم بن الحاج عبد النبي صفر فهو مرخوص في ذلك حتى لا يخفى.
صحيح عبد الرحمن بن عبد الوهاب الختم.
قد بعت بما هو مشروح في هذه الورقة والانتقال باسمي من جناب المكرم الشيخ عبد الرحمن بن عبد الوهاب آل خليفة وذلك من وجه الضمان إلى الأحشمين الأشيمين مستر فرانسيس عن شركاه المحترمين فهم مرخوصين ومفوضين في ذلك حتى لا يخفى.
حرر شهر صفر سنة 1313هـ (أغسطس 1893م)
صحيح محمد رحيم عبد النبي صفر الختم
وللعلم فإن الخواجه فرنسيس المذكور في الوثيقة يدعى فرنسيس موها وهو تاجر سلاح إنجليزي الجنسية كان يسكن البحرين، مع تاجر السلاح محمد رحيم بن عبد النبي صفر.
الشيخ عبد الرحمن يوقف استيراد السلاح لمدة أربعة أشهر:
وهذه رسالة من الشيخ عبد الرحمن بن عبد الوهاب آل خليفة إلى السيد محمد رحيم بن الحاج عبد النبي صفر يخبره فيها بوقف استيراد السلاح لمدة أربعة أشهر جاء فيها ما نصه:
بسم الله الرحمن الرحيم
من عبد الرحمن بن عبد الوهاب.
إلى جناب المكرم المعظم الآغا محمد رحيم بن الحاج عبد النبي صفر المحترم.
سلمه الله تعالى وأبقاه وأعانه على أمور دينه ودنياه بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومغفرته ومرضاته ثم نعرف جنابكم الشريف من جهة الإجارة الذي جلناها لكم موجب القرار في جلب التفقة (المسدسات) إلى البحرين، إننا حالاً لم نر صلاح من بعد هذا أن تجلبون التفقة (المسدسات) إلى البحرين، ويكون ذلك موقوفاً إلى بعد أربعة أشهر، إذاً سوف نعرفكم بما يقتضيه نظرنا في ذلك، والسلام.
حرر في 1 ذي القعدة سنة 1314هـ (4/4/1897م).
الإنجليز يطلبون من الشيخ عيسى الحجز على مخازن السلاح في البحرين:
طلب الإنجليز من حاكم البلاد الشيخ عيسى بن علي الحجز على مخازن السلاح في البحرين، وذلك لأنها تضر بمصالحهم وقد وافق الشيخ عيسى على ذلك وقام بوضع الأقفال على هذه المخازن فتعجب التاجر فرنسيس من هذا الحجز وأرسل رسالة إلى الشيخ عيسى بن علي يستوضح منه سبب الحجز على أسلحته، فأرسل له الشيخ عيسى بن علي هذه الرسالة جاء فيها ما نصه:
بسم الله الرحمن الرحيم
من عيسى بن علي.
إلى جناب المكرم المحتشم مستر فرانسيس تميس صاحب (كمريني) المحترم.
أما بعد مزيد السلام التام هو أن كتابك المؤرخ بالأمس وصل، وكامل ما حواه من الشرح كان لدينا معلوماً، وحاصل مطلوبك منا الإفادة عن باعث الأمر الصادر منا على مخازن الأسلحة، فيكون معلوم جنابك بأنه لما صدر الإذن منا في ورقة الامتياز باسم عبد الرحمن بن عبد الوهاب، والمذكور عبد الرحمن حوله باسم آغا محمد رحيم، وكانت المعاملة بينك وبين المذكور آغا محمد رحيم، فقد رفع لنا عرض حال يطلب منا المحافظة على المخازن المذكورة، وأن نجعل عليها أقفال إلى وقت تصفية محاسبتكم وإياه، فقد صدر الأمر منا في ذلك، فهذا الباعث ليكون معلومك، والسلام.
21 رمضان سنة 1315هـ (13/2/1898م).
منع تجارة السلاح في البحرين:
يذكر لوريمر حادثة منع تجارة السلاح في البحرين فيقول: "وفي 1898م دفعت السلطات البريطانية شيخ البحرين إلى أن يمنع تجارة الأسلحة من جزره تماماً، ويصادر الشحنات التي يقع عليها، إلى جانب السماح للسفن البريطانية بتفتيش سفن البحرين التي تشك في أنها تحمل الأسلحة". وقد أصدر الشيخ عيسى بن علي أمره إلى كافة من يتعامل بالأسلحة بمنع ذلك وهذا نصه: أنا يا عيسى بن علي آل خليفة قد قبلت أن أمنع مطلق دخول الأسلحة في البحرين وما يتبعها من الأمكنة التي هي تحت إدارتنا دخولاً وخروجاً ولأجل إجراء هذا المنع قد حررنا إعلاناً وإشهاراً إلى كافة المباشرين بهذا الأمر حتى لا يخفى. حرر في 8 ذا الحجة سنة 1315هـ (29/4/1898م).
وقد بدأ الشيخ عبد الرحمن بعد هذا الحظر في التوقف عن تجارة الأسلحة تدريجياً نظراً لخطورتها، ويشير لوريمر إلى توقف تجارة الأسلحة بعد بضع سنوات من المنع فيقول في القسم الجغرافي (1/311 ): "وقد اختفى الآن تماماً ما كان يستورد من أسلحة بما قيمته 4 لكوك من الروبيات سنوياً منذ بضع سنوات".
عزله عن الوزارة:
يذكر الشيخ محمد بن خليفة النبهاني في كتابه (التحفة النبهانية) (ص141) أن الشيخ عبد الرحمن انعزل عن وزارة الشيخ عيسى بن علي ولم يشر إلى سبب ذلك يقول: "ثم استوزر من بعده ابنه الشيخ عبد الرحمن بن عبد الوهاب إلى سنة 1334هـ (1915م) حيث انسلخ منها لأمور مجهولة". لكن يقول الشيخ إبراهيم بن عبد الرحمن آل خليفة رداً على كلام النبهاني: "أن الوالد الشيخ عبد الرحمن كان وزيراً للشيخ عيسى بن علي آل خليفة حتى وفاته" فالله أعلم بحقيقة الحال.
من أعماله الخيرية:
للشيخ عبد الرحمن العديد من الأعمال الخيرية والصدقات على الفقراء والمساكين والمبرات والأوقاف وبناء المساجد وتعمير المدارس وهذه بعض أعماله الصالحة التي وقفنا عليها، وما ذكر يدل على ما سواه.
1-الصدقات على الفقراء والمساكين:
يذكر نجله الشيخ إبراهيم بن عبد الرحمن آل خليفة يقول: أن الوالد عبد الرحمن كان يأتيه البدو من السعودية في فصل الصيف، وكنت أراهم في منزلنا في الجفير، أعدادهم كبيرة، وكان الوالد لا يقصر معاهم يعطيهم الرطب من البستان، كما يعطيهم سعف النخيل ليقوموا ببناء منازل لهم تقيهم من حر الصيف، كما وأنه يعطيهم بعض العطاء بما تجود به نفسه رحمه الله.
2-بناء المساجد:
قام الشيخ عبد الرحمن ببناء مسجدين الأول بالجفير والثاني بالقضيبية، وهذه بعض المعلومات التي علمناها عن المسجدين المذكورين.
أ-مسجد الشيخ عبد الرحمن بن عبد الوهاب بالجفير:
يذكر الشيخ إبراهيم بن عبد الرحمن آل خليفة أن الوالد الشيخ عبد الرحمن قد قام ببناء مسجد بالجفير، وكان الأهالي هناك يصلون فيه، وقد أصبح المسجد هذا فيما بعد داخل القاعدة الأمريكية بعد أن تم تأسيس القاعدة الأمريكية بالجفير، ويذكر أن الجنود الأمريكان المسلمين يصلون فيه، وقد تم تجديد بناءه مؤخراً.
ب-مسجد الشيخ عبد الرحمن بن عبد الوهاب بالقضيبية:
كما يذكر الشيخ إبراهيم بن عبد الرحمن آل خليفة أن الوالد الشيخ عبد الرحمن قد قام ببناء مسجد آخر في القضيبية وذلك عندما انتقل إليها من الجفير وقبل أن يتوفى رحمه الله. كما يشير البعض إلى أن هذا المسجد منذ ذلك الحين وإلى اليوم احتفظ بطابعه البحريني القديم، وبشكله الجمالي حيث لم يتم هدمه منذ ذلك الوقت، فكان كلما يضعف بناؤه يرمم، ويبقى على شكله الأصلي، كما يذكر أن جلالة الملك قد أصدر توجيهاته السامية بالإبقاء على المسجد في شكله الأصلي وعدم هدمه أو التعرض لتغيير شكله حيث إنه يعد من المساجد التراثية في البلاد فجزاه الله خيراً على هذا القرار السديد.
3-الشيخ عيسى بن علي يوقف المدرسة الدينية والشيخ عبد الرحمن يساهم ببنائها:
ويذكر أن العالم الفاضل اللبيب الشيخ أحمد بن مهزع بعد أن عاد من دراسته بالجامع الأزهر الشريف واستقر به المقام بالبحرين طلب من حاكم البلاد الشيخ عيسى بن علي آل خليفة بواسطة وزيره المقرب الشيخ عبد الرحمن بن عبد الوهاب آل خليفة أن ينشئ له مدرسة دينية في مدينة المنامة ليتلقى فيها الأولاد دروساً في الفقه والحساب واللغة العربية، وقد وافق الحاكم الشيخ عيسى بن علي على ذلك وأمر وزيره الشيخ عبد الرحمن بتنفيذ ذلك، فنفذ وقد جاء في وقفية المدرسة ما نصه:
بسم الله الرحمن الرحيم
وبعد . .
فإن شيخنا الأجل وولي نعمتنا المبجل الشيخ عيسى بن علي أطال الله لنا في وجوده، وأفاض على المسلمين من بحر جوده، لما أن بعض الأخيار نبهه وذكره على أفضل الأعمال وأخيرها قام بهمته العربية، ومروءته العُتبية، مجيباً داعي مولاه حين سمع نداه: (من ذا الذي يقرض الله) فوقف وحبس جميع وجملة الأرض الكائنة شرقي دكاكين سعد بن عامر المستعملة حال التاريخ لبيع السمك على قراءة حديث للخاص والعام كل يوم، ومن بعد الفراغ من قراءة الحديث يشرع المحدث في قراءة العلوم الشرعية من فقه ونحو وفرائض وسائر ما يتعلق بذلك من اللوازم بالعلوم الشرعية، وقد نصب الواقف حفظه مولاه للقيام بهذه الوظيفة الشيخ أحمد بن مهزع، وأوجب عليه الحضور للقراءة والتدريس على حسب ما هو مذكور كل يوم إلا يوم الجمعة والخميس ، أو تأخر لمرض أو حج أو تشييع جنازة ، وإن تأخر لغير ذلك فذمته غير بريئة ، وعليه إذا جلس للقراءة قبل أن يشرع فيها يقرأ الفاتحة، ويجعل ثوابها لروح الواقف ووالديه، وإذا مات للموقوف عليه وهو الشيخ أحمد بن مهزع، فلذريته من بعده الصالح منهم ، والله المسئول، ومنه القبول أن يجعل أجر ذلك للشيخ عيسى بن علي وأمه وأبيه ، وأن لا يحرم الساعي والقاري والمستمع من فضله العظيم إنه هو البر الكريم ، فمن بدل هذا الوقف بعدما سمعه فعليه لعنة الله وإثمه على الذين يبدلونه وصلى الله على خير خلقه محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
حرر في 9 رجب سنة ألف وثلاثمائة وثمان بعد الهجرة النبوية سنة 1308هـ (18/2/1891م).
صحيح عبد الرحمن بن عبد الوهاب آل خليفة شاهداً بما رقم الختم.
صحيح عيسى بن علي آل خليفة الختم.
الحمد لله وحده ثبت لدي ما ذكر وصح عندي ما سطر من ثبوت الوقف المذكور على النمط المزبور ليعلم حرره إبراهيم بن عبد اللطيف خادم الشرع الشريف بالبحرين عفى الله عنهما بمنه وكرمه الختم.
* * *
وهذه بعض الوقفيات والدكاكين التي أوقفها الشيخ عبد الرحمن بن عبد الوهاب آل خليفة على المدرسة المذكورة يقول:
بسم الله وبه استعين أحمدك اللهم حمداً متقبلاً، وأشكرك يا إلهي شكراً لا يزال جالباً للخير دافعاً للبلا، وأصلي وأسلم على بركة كل موجود حبيبنا محمد سيد كل مولود وآله وصحبه الكرام والتابعين لهم بإحسان مادامت الليالي والأيام وبعد.. أسألك اللهم بنور وجهك الكريم وسلطانك العظيم أن تحقق لي من الخير كل أمنية وأن تجعلني ممن تقبلت أعماله بصالح النية وأن تخلص جميع ما أوقفته من شوائب العنا وأن تدخله في حكم (من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسنا) وأن تجعلني من المحبين لدعوتك المتعرضين لينابيع رحمتك.
فأقول: وأنا المنسوب للملك الرحمن الوهاب عبد الرحمن بن عبد الوهاب بن سلمان آل خليفة لما أنه سبق في سابق الأزل أني أحدث مدرسة لبث دين الله عز وجل فأحدثتها في المنامة لسابق القضى مدرسة تحتاج بعد بناها لأمور لازمة لدوام بقاها ها أنا قد أوقفت وحبست على هذه المدرسة الكائنة في المنامة من قرى البحرين المعلومة محله بجنوب البحر وقبلي عمارة الحزاب المخزنين المحدودين قبلة شرقاً بالطريق الكائن بينهم وبين الدكاكين المتقابلين لهم وشمالاً الطريق وجنوباً دكاني المملوك لي الآن وذلك على أن تعمر المدرسة من غلة هذه المخزنين عند الاحتياج للعمار ويجعل فيها من غلة المخزنين مداد وكذلك في أيام الصيف يجعل جحلة ماء وأواني للماء نضيفه ويجعل فيهم من الماء ما يغني المحتاج من الحاضرين في المدرسة لطلب العلم واستماع الحديث والفاضل بعد هذه المعينات عند الاحتياج وقبله من الغلة يأكله المحدث وينفقه على عيلته وعليه في كل سنة ضحية للموقف من أعلى الضحايا وعليه مع كل فريضة من الصلوات الخمس أن يقرأ فاتحة الكتاب أربع مرات بالبسملة وقل هو الله أحد ثلاث مرات، والمعوذتين ثلاثاً ثلاثاً وآية الكرسي ثلاث مرات يقري الجميع بالبسلمة والترتيب ويهدي ثواب ذلك للموقف فإن نسي القراءة في وقت من الأوقات فعليه قضاها حين ذكرها والمتولي لهذا الوقف والعامل به هو المحدث بهذه المدرسة وهو الشيخ أحمد بن مهزع والصالح من ذريته من حيث القراءة من حديث وفقه ونحو وفرائض وسائر ما يتعلق بذلك من اللوازم بالعلوم الشرعية فإن لم يكن من ذريته صالح لذلك فيتولى المخزنين القايم بالمدرسة الصالح لذلك، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .حرر في 18 شهر شعبان سنة الألف والثلاثمائة والعاشر 1310هـ (7/3/1893م).
* * *
تقرير القاضي الشيخ قاسم بن مهزع:
المقتضى لما أقرره هو أن كل وظيفة يجب في دين الله شرعاً القيام فيها بمقتضى ما قرره موقفها، ولما قدر الله جل جلاله على أخي أحمد بن مهزع بموته (كلمة غير مقروءة) انقضاء أجله، وجبت المبادرة بتقرير مدرس في المدرسة التي أنشأها الشيخ عيسى بن علي آل خليفة نية وقصداَ، إذ قرر عليها وقفها حبساً وانفق في بناها عبد الرحمن بن عبد الوهاب محتسباً أجر قبولاتي لمنصب الأحكام الشرعية، قررت عبد الرحمن بن أخي أحمد فيها مدرساً في كل يوم من أيام السنة فقهاً وحديثاً سيما كتاب (الترغيب والترهيب)، ومواعظ سيما (تبصرة) واعظ المسلمين ابن الجوزي، لأن منشئ المدرسة قرر وقفيتها أن يدرس فيها أحمد بن مهزع والصالح من ذريته من بعده، وعبد الرحمن قرأ نصيباً من العلم على والده، ورحل للأحساء وقرأ على بعض علمائها، وهو مكين في الصيانة والدين.
قرره خادم الشرع بالبحرين
قاسم بن مهزع
5 ذي القعدة سنة 1344هـ (16/5/1926م)
(الوثيقة ناقصة الأول)....المقرره لما اتصف به من المعلومية والصلاح، وأذنت له ولمن يتولى الوقف بعده من ذرية الشيخ أحمد بالتدريس في المدرسة وقبض الوقف وأكل غلته مدة دوام إمكان القيام بالوظيفة في المدرسة، فإن تغيرت الأحوال وتعذر القيام بالوظيفة في المدرسة المذكورة فتنتقل قراءة الحديث والعلم إلى أي مسجد يصلي فيه عبد الرحمن المذكور ومن بعده من ذرية والده ليعلم.
حرره وأملاه من اسمه أعلاه بتاريخ سلخ شهر شوال سنة 1344هـ (14/4/1926م) صحيح عيسى بن علي آل خليفة.
* * *
نبذة عن المدرسة الدينية:
تأسست عام 1308هـ (1891م) كمدرسة أهلية بسوق المنامة القديم بأوقاف من قبل الشيخ عيسى بن علي آل خليفة حاكم البحرين آنذاك، والشيخ عبد الرحمن بن عبد الوهاب آل خليفة رحمهما الله. وفي عام 1943م تحولت المدرسة إلى إدارة الأوقاف السنية، وفي العام الدراسي 1960/1961م تحولت إلى وزارة التربية والتعليم، وذلك بأمر من المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة حاكم البحرين آنذاك بقصد تطويرها وتحديثها، وتم قبول الطلاب من الصف الرابع الابتدائي. وقد كان أول اسم للمدرسة هو (المدرسة الدينية العلمية الثقافية) وفي العام الدراسي 1960/1961م تحول اسمها إلى (المدرسة الدينية) وفي العام الدراسي 1963/1964م تحول إلى (المعهد الديني) ويذكر أن أول بعثة دراسية لطلاب المعهد كانت إلى مكة المكرمة عام 1950م، والمبتعثون هم: إبراهيم محمد المحمود، وعيسى أحمد بوبشيت، ومحمد عبد اللطيف السعد، وخليفة عبد اللطيف السعد. والبعثة الثانية كانت إلى الأزهر الشريف عام 1952م، والطلاب المبتعثون هم: أحمد المطوع، وعبد العزيز المطوع، وعبد الله الفضالة، ويوسف الصديقي، وراشد البوعينين. في العام الدراسي 1967/1968م تخرجت أول دفعة تحمل الثانوية الدينية وابتعث منها مجموعة إلى الأزهر الشريف، وأخرى إلى جامعات المملكة العربية السعودية. تنقل المعهد خلال تاريخه الطويل في ثمانية مواقع منذ عام 1891م حتى استقر في موقعه الحالي منذ عام 1984/1985م . يضم المعهد الآن المراحل التعليمية الثلاث: الابتدائية 6 سنوات، الإعدادية 3 سنوات، الثانوية 3 سنوات. يدرس طالب المعهد الديني في المرحلتين الابتدائية والإعدادية نفس ما يدرسه نظيره في مدارس التعليم العام مضافا إليه مواد العلوم الشرعية وهي: القرآن الكريم، والحديث الشريف، والتفسير، والتوحيد، والفقه، والسيرة.جعل الله ذلك في ميزان حسنات الشيخ عيسى بن علي آل خليفة والشيخ عبد الرحمن بن عبد الوهاب آل خليفة آمين.
المراسلات:
1-الرسالة الأولى:
من صقر بن ياسر آل زايد من أهالي الكويت إلى الشيخ عبد الرحمن بن عبد الوهاب جاء فيها ما نصه:
بسم الله
من الكويت بتاريخ محرم سنة 1332هـ (نوفمبر 1913م)
لجناب الأجل الأمجد الأفخم الشيخ المكرم عبد الرحمن بن عبد الوهاب آل خليفة المحترم حرسه الله تعالى.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته على الدوام. وثم نعرف جنابك الشريف بلغنا خبر أن الخالة بنت سليمان أوصت عن يد جنابك وأيضاً أوصت لنا وصاة ولا عرفنا على التمام، فأرجو من إحسانك التام أن تعرفنا بكتاب مضمون وصاتها الذي لنا، ولكم الفضل علينا أول وتالي، جزيت عنا خير، هذا ولا حدث زيادة يوجب رفعه إليكم سوى الخير، والأمطار لله الحمد كثيرة وعامة في طرفنا، ونرجو الله البركة، وسلم على من يعز عليك، خصوصاً الأولاد ومنا الجماعة يسلمون ودم سالم.
من صقر بن ياسر
* * *
2-الرسالة الثانية:
من الشيخ عبد الرحمن بن عبد الوهاب إلى الحاج إبراهيم بن جمعة الدوي جاء فيها ما نصه:
بسم الله
إلى جناب الأفخم إبراهيم بن جمعة الدوي المحترم.
بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخبرك من طرف العمارة وما يليها يكون تصلح الواجب الذي تحتاج له من التعمير، يكون تسويه وتقيده علينا من حساب الأجار لنعلم والسلام.
في 30 رمضان سنة 1350هـ (8/2/1932م).
عبد الرحمن بن عبد الوهاب الخليفة بيده.
* * *
3-الرسالة الثالثة:
من الأديب الشاعر عبد المحسن بن محمد بن يعقوب الصحاف إلى الشيخ عبد الرحمن بن عبد الوهاب جاء فيها ما نصه:
بسم الله الرحمن الرحيم
أهدي أشرف سلام تعطرت من عبيره آفاق الطروس، وابتهجت من سلافته رقة خطابه جميع النفوس، سلام ألطف من النسيم وأحلى من التسنيم، لقد زف في حلل المهابة والتبجيل، وسطعت شمسه على فلك الكمال والإكليل، لقد أينعت في أغصانه رياض الأذهان، وكان به من كل فاكهة زوجان، سلام مزجت بالمسك الذكي والعنبر الندي حروفه، وذللت لكل جان من أزهار حدائقه قطوفه، فابتسم من وطي مداده اليراع، وأثمر بستانه فكان للقلوب متاع، أخص به من حاز من المجد أعلاه، ومن الكرم منتهاه حتى زين محفل الوزارة بنتايج أفكاره، ورتب مهمات الصدارة بسياسة اقتداره، الجليل الأفخم والأعز الأشيم عنوان الطريقة الرشيدية (كلمة مبتورة) الربانية، صاحب الخيرات الجمة والخصال المهمة، عالي المفاخر والجناب، حضرة المحترم الفاضل المهاب، الأكمل الشيخ عبد الرحمن بن المرحوم عبد الوهاب حفظه رب البرية من كل عاهة وبلية آمين بجاه سيد المرسلين.
أما بعد..
فإن سئل الحقير عن المحب الأجير فهو حليف أشجان وأشواق، من شُقة البين وألم الفراق، يتعلل بعسى ولعل، ويستسقي الوابل والطلل، قد تكحل بالسُهاد، وتقلب على شوك القتاد، وكلما تذكر أيام الاجتماع بالأحباب الكرام، فاضت دموعه كعروة بن حزام، وإن شاء يقول شعراً:
تذكرت أيام الوصال بقربكم
فسالت دموعي من تزايد أشجاني
مضت لي بكم حُسن أُنسٍ ونزهة
تمتعت فيها مع عريبي وخلاني
(خرم بالأصل)هت نفسي في بديع رياضها
وسرحت طرفي في كل بستان
فكم قد مضت لي في البرية نزهة
تنزهت منها بين أهلي وجيراني
(طمس بالأصل) تولع خاطري
بحسن مقيلي بين روضٍ وأغصاني
فقيَّلتُ حول النخل مع كل ماجدٍ
بشاخورة واشتقت من ماء سواني
إلى دجلة ثم الفرات فلذ لي
هنالك فيها الأُنس من كل بلداني
فحمام أبو زيدان والكرش بعده
هما شفيا بالماء أمراضَ أبداني
وعينُ الرحا مع رية وكويكبٍ
كمثلهمُ لم تبصر اليوم أعياني
فلله ما أحلى بساتين أرضها
وأثمارها تلك القريبة للجاني
بها الأُترج القاني واللوز طالعٌ
بأغصانها مع حسن خوخٍ ورماني
بها التين يزهو في محاسن لونه
بها الرطب المجني والبلح القاني
فيا ليت شعري هل أكون من القطا
فأحظى بجمع الشمل مع كل خلاني
ففيها فديت النفس والقلب والحشا
ولو بعتها زهداً بأبخس أثماني
فإن إليك القلب أضحى مولعاً
كواه الصدى من خطب همي وأحزاني
فلا تنسني من جود كفك دائماً
فإني له المحتاج في كل أحياني
فلا زلت أهلاً للجميل وللندى
كريم السجايا حائزاً كل إحساني
وجيهاً لفعل الخير شهماً موفقاً
سعيداً من المولى تحظى بغفران
هذا وإن عهدي بمحبتكم قديم، وفؤادي بذكركم يهيم، فما الشوق أول ولا آخر وهو بفرط غرامكم متكاثر، فإن أعدتم السؤال وتفحصتم عن حقيقة الحال فنحن قد وصلنا مكة المشرفة في 7 رمضان، وما رأينا خلاف من فضل المنان، وإن سألتم عن الأخبار فقد رخصت لنا الأسعار، وكثرت الأمطار، أدام الله لنا ولكم كل خير، بحق من كل شيء قهره وملكه آمين، بجاه خاتم النبيين، وقد حجينا هذه السنة وصح الوقوف نهار الخميس المبارك ولا صار على الناس خلاف من فضل الله تبارك، فدعونا لكم في عرفات وعند رمي الجمرات، بأن الله يجمعنا وإياكم في تلك الأماكن الشريفة عن قريب إنه سميع مجيب، ولم نزل باذلين لكم الدعاء في المآثر والمعاهد، والله على ذلك مطلع وشاهد، فأنا والله متمسك بالعهد والوداد، ومرسل بالنيابة عني الفؤاد، وهذا بعض ما عندي من الشوق الزايد والوجد المتوارد، وإلا لو شرحت ما في الضمير وبسطت ما تأرجح في القلب الكبير، لأفنيت المحابر والأوراق مما رق وراق، وما هذا إلا مما لم استطع كتمانه فأذاعته الجوانح من الزفرات، وكدت بكتمانه أن أطير بلا جناح وهيهات، وإني كلما هب نسيم الصبا من ناحية الشرق، أبعث معها سلامي من الشوق، ولم أزل أسأل عنكم كل غريب قادم، وفؤادي بفراقكم هائم، وكلما تذكرت جميلكم السابق وفضلكم الفايق، رفعت كل الابتهال ودعوت لكم باحتفال فجزاكم الله عنا خيراً جزيل، وعوضكم الأجر الجميل، فو الله لا نقدر أن نكافئكم على ما فعلتم معنا من الإحسان، إلا الدعاء الخالص في حرم الله المنان، كما قال الشاعر وأجاد حيث أتى بالمراد:
ولو أن لي في كل منبت شعرةٍ
لساناً يطيل الشكر عنك لأعجزا
وقال عليه الصلاة والسلام: (من أسدى إليكم معروفاً فكافؤه، فإن لم تقدروا على مكافئته فادعوا له) فنحن دائماً بعد كل فريضة ندعو لكم بالدعاء الجزيل، والله على ذلك وكيل، فجعلكم الله تعالى أهلاً للخيرات، وأعلا لكم الدرجات، فلا تخرجونا من الخاطر، ولا تقطعوا مكاتبكم عنا المملوءة بالجواهر، وإن كان حاجة خدمة فالإشارة منكم بشارة، والتعريف تشريف، وبلغوا سلامنا كافة من لديكم منا مجمل ومنكم مفصل، ومنا الوالد والوالدة ينهونه إليكم ودمتم سالمين والسلام.
حرر في 1 ربيع1 سنة 1317هـ (10/7/1899م).
محبكم الأقل
عبد المحسن بن محمد بن يعقوب
* * *
4-الرسالة الرابعة:
من محمد بن يعقوب إلى الشيخ عبد الرحمن بن عبد الوهاب جاء فيها ما نصه:
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى حضرة جناب المكرم الأفخم الأخ العزيز عبد الرحمن بن المرحوم عبد الوهاب سلمه الله تعالى آمين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته على الدوام آمين.
هذا واصلك (عبارة غير واضحة) عن يد أحمد بن عبد الله بن يودر (جودر)، ملبوس الصحة والعافية، ومن طريق العادة التي أوعدتوا تتفضلوا بها علينا يكون تسلموها بيد أحمد وهو يرسلها لنا لا عدمنا حياتكم، وبلغوا سلامنا الوالدة والأولاد الكرام راشد، وخليفة، ودعيج، وكافة من يسأل، ومنا صاحبك عبد المحسن ووالدته يسلمون ودمتم.
حرر في 1 ربيع1 سنة 1317هـ (10/7/1899م).
محبكم الأقل
محمد بن يعقوب
* * *
5-الرسالة الخامسة:
من الشيخ إبراهيم بن محمد إلى الشيخ عبد الرحمن بن عبد الوهاب جاء فيها ما نصه:
بسم الله الرحمن الرحيم
لحضرة المفضل المسدد المكرم الأخ الشيخ عبد الرحمن بن عبد الوهاب آل خليفة سلمه الله تعالى وحماه بحماه المنيع آمين.
أما بعد وافر السلام عليك ورحمة الله وبركاته.
والداعي أصلح الله لك الشان، وأدام أنفاسك في صحة وامتنان آمين، والإشارة إليك ترسل لأكار الشلات ينجز الجلفين المعتادين، وخمس الحزيم السعف الذي سويتها أنت عليه في مقابلة ضعف السعف لأنه خارج القاصد، هذا ما لزم بيانه والسلام.
حرر في 10 عاشوراء المحرم سنة 1335هـ (6/11/1916م).
الداعي إليك
إبراهيم بن محمد
6-الرسالة السادسة:
من أحد المحتاجين ويدعى علي بن سالم إلى الشيخ عبد الرحمن يطلب منه المساعدة بمبلغ من المال جاء فيها ما نصه:
بسم الله
إلى جناب المكرم الأحشم الأشيم الشيخ عبد الرحمن بن عبد الوهاب المحترم.
سلمه الله تعالى وأدام حياته، ثم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته على الدوام، (كلمة غير واضحة بالأصل) وبعد سلمك الله لا يخفى على جنابك الشريف هذي الأيام تزوجوا الأولاد، وصح اليد خالية، ومثلك من يفضا السد إليه، والحال ليس خافي جنابك، لا عدمنا وجودك، ودم سالما.
حرر في صفر الخير سنة 1330هـ (يناير 1912م).
من الداعي لك بالخير
علي بن سالم
7-الرسالة السابعة:
من الشيخ عبد الله بن عيسى آل خليفة إلى الشيخ عبد الرحمن بن عبد الوهاب جاء فيها ما نصه:
بسم الله الرحمن الرحيم
من عبد الله بن عيسى آل خليفة.
إلى جناب الأجل الأمجد الأفخم الأخ الشيخ عبد الرحمن بن عبد الوهاب المحترم.
بعد مزيد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتابك الشريف وصل ومهما عرف جنابك صار عند محبك معلوم، سيما عرفت من جهة الاثنين أهل الدكاكين التي تخصكم أنهم يبقون، هذه الساعة المباركة، تعلم إنهم لو أنهم في دكاكين محبك ومرادك أنهم يظهرون أظهرناهم، ولا نرضى على جنابك بالخمال الذي يلحقك، فعاد جنابك يكون حضرة محبك إذا رأيتو شيء من الخمال الذي بيلحق من أحد الخدام يكون ترفع لنا الخبر، ومنك التنبيه ومنا الأمر، هذا ما لزم ولا زلتم سالمين.
25 صفر سنة 1334هـ (21/12/1916م) الختم.
8-الرسالة الثامنة:
من عبد العزيز بن عبد العزيز بن عبد الوهاب بن سلمان آل خليفة إلى الشيخ عبد الرحمن بن عبد الوهاب جاء فيها ما نصه:
بسم الله تعالى
إلى جناب المكرم الأحشم الأشيم حميد الشيم الوالد الشيخ عبد الرحمن بن المرحوم الشيخ عبد الوهاب المحترم. سلمه الله وأبقاه آمين.
وبعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته على الدوام.
وثم نعرف جنابك بأن البانيان جاه جواب من عند الشيوخ، وأنه سد الأوراق وخاطبنا من طرف ورقتك ولا خالف، وأردنا أن نأخذ منه بعض الدراهم وقال: على حضوركم نسد له الجميع، ومن طرف المركب بأنه سافر أمس، ويوم الخميس يجي سنان ويجيب الجمال الذي سافر به هكذا صار القرار، ودم سالم والسلام.
حرر في 2 ربيع الآخر سنة 1323هـ (6/6/1905م).
عبد العزيز بن عبد العزيز
9-الرسالة التاسعة:
من محمد بن رشيد الباهلي إلى الشيخ عبد الرحمن بن عبد الوهاب جاء فيها ما نصه:
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى جناب الأجل الأمجد الشيخ المكرم عبد الرحمن بن المرحوم عبد الوهاب المطاع سلمه الله تعالى وأبقاه آمين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته على الدوام.
ثم الواصل إليكم سيلق داخله 27 قوطي إن شاء الله مأكول العافية، نرجوك تكرمنا بقبوله والمسامحة في هذا الشي القليل، وأنت أكرم من يوصف لذلك، وعمرك سالماً محروساً والسلام.
محمد بن رشيد الباهلي
10-الرسالة العاشرة:
من الشيخ عيسى بن علي آل خليفة حاكم البحرين إلى مختار قرية مني بمنطقة سنابس يخبره فيها بإرسال شحنة من الرطب إلى مجموعة من شخصيات البارزة من الأسرة الحاكمة وبعض القضاة والمقربين ومن ضمنهم الوزير الشيخ عبد الرحمن بن عبد الوهاب، وهذا نص ما ورد في الوثيقة:
بسم الله
من عيسى بن علي.
إلى متولي مني.
وبعد..
أعرفك عن رتبته التالية من حق البيت من أرطب، وحق بيت عبد الرحمن بن عبد الوهاب من أرطب، وحق عبد العزيز بن عبد العزيز نصف من أرطب، وحق نورة بنت محمد بن سلمان ربع من وألفين أرطب، وحق خليفة بن أحمد الغتم نصف من أرطب، وحق شيخ شرف بن أحمد القاضي ربع من أرطب، وحق عبد الرحمن بن جلال ربع من أرطب، وحق سالمين بن بخيت ألفين أرطب، وحق برغش بن سنان ربع من أرطب، وحق شريك بن علي نصف من أرطب، وحق أسما بنت محمد بن سلمان ربع من أرطب، وحق جابر بن حمد المري ربع من أرطب، وحق حمد بن جابر المري ربع من أرطب، وحق لولوة بنت محمد بن سلمان ربع من أرطب، وحق بيت ناصر بن علي ربع من وألفين أرطب، وحق اسعود بن مساعد ربع من أرطب، وحق زايد بن سعد ألفين أرطب، وحق عبد الله بن اسود ربع من أرطب، وحق صالح بورشيد نصف من أرطب، وحق شيخ اسعيد ربع من وألفين أرطب، وحق الماص الحبشي نصف من أرطب، وحق بيت عبد الرحمن بن محمد بن خليفة الذي في المحرق ربع من أرطب، وحق محمد الهاشمي ربعتين أرطب، وحق محمد بن إبراهيم المقهوي ربع من أرطب، وحق صقر بن محمد بن خليفة نصف من أرطب، وحق عيال يوسف بن علي ربع من أرطب، وحق سبيكة بنت علي ربع من وألفين أرطب، وحق عبد المحسن بن سلوم ربع من وألفين أرطب، وحق إبراهيم بن خليفة ربع من أرطب، وحق ثاقبة بنت محمد بن خليفة ربع من أرطب، وحق أحمد بن عبد الله بشميه ربع من وألفين أرطب، وحق داود بن حسن ربع من وألفين أرطب، وحق (كلمة غير واضحة) بن سالم ربع من أرطب، وحق عبيد هيا بنت سلمان ألفين أرطب والسلام.
حرر 8 رجب سنة 1321هـ (30 /9/1903م).
مجموعة وثائق تخص الشيخ عبد الرحمن:
وهذه مجموعة وثائق تخص الشيخ عبد الرحمن بن عبد الوهاب آل خليفة جاء فيها ما نصه:
1-الوثيقة الأولى:
هذه وثيقة يهب فيها الشيخ عبد الرحمن الحظرتين الكائنتين في بحر الغريفة من البحرين والمسماة "أم رطل" و"الحبابية" لزوجته موزة بنت محمد بن سعيد آل بو حمير آل القبيسي وأولادها محمد، ورزق، وعطية الله وهذا نص ما ورد فيها:
بسم الله الرحمن الرحيم
أقول وأنا عبد الرحمن بن عبد الوهاب بن سلمان آل خليفة بأني أعطيت وأوهبت الحظرتين الكائنتين في بحر الغريفة في بحر البحرين المسماة "أم رطل" و"الحبابية" بجميع ما للحظرتين المذكورتين من الحدود والحقوق والتوابع واللواحق من أرض وسماء وما يعد فيهما وينسب إليهما أوهبتها لزوجتي موزة بنت محمد بن سعيد آل بو حمير وأولادها محمد ورزق وعطية الله وما تناسل لي من الأولاد والذكور منها أي موزة بنت محمد بن سعيد المذكورة جارياً مني هذه الوهيبة في حالتي الصحة والاختيار من غير إكراه ولا إجبار، بالتخلية الشرعية مراعي فيه التقرب إلى رب البرية، وهباً مؤبداً إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، فمن بدله بعدما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه إن الله سميع عليم.
حرر في 28 جمادى الثاني سنة 1334هـ (2/5/1916م).
نعم صدر مني ما ذكر في هذه الورقة وهذا خطي بيدي وأنا عبد الرحمن بن عبد الوهاب آل خليفة وأنجزته مهر.
أشهدني بما في باطن هذه الورقة من الهبة وحيازتها الرجل المكرم الشيخ عبد الرحمن بن عبد الوهاب فأنا أشهد بذلك وأنا الأقل سعيد بن أحمد بوبشيت مهر.
شهد بذلك عبد الله بن سعد بن شملان على الهبة والحوز مهر.
شهد بذلك عبد العزيز بن عبد العزيز بن عبد الوهاب آل سلمان مهر.
أشهد بما في هذه الورقة من الهبة والحيازة وأنا سعد بن عبد الله بن شملان مهر.
وأيضاً أوهبت زوجتي موزة بنت محمد بن سعيد حظرتي المسماة "المقصوصة" الكائنة في بندر الغريفة من أعمال البحرين مع أولادها هبة مُنجزة حتى لا يخفى حرر في 28 جمادى 2 سنة 1334هـ (2/5/1916م).
نعم صدر مني ما ذكر في هذه الورقة وأنجزته وأنا عبد الرحمن بن عبد الوهاب آل خليفة مهر.
يخرج منها الحظرة الحبابية التي عاوضت مالكيها حكومة البحرين وهي التي أعدمتها فرضة الأسطول البريطاني في 4 رمضان سنة 1355هـ (18/11/1936م).
مدير الطابو
التوقيع
* * *
2-الوثيقة الثانية:
وفيها يوقف الشيخ عبد الرحمن بن عبد الوهاب النخل المسمى "صرمة ولد فرح بولحيتين" على زوجته موزة بنت محمد بن سعيد آل بوحمير وعلى أولادها محمد، ورزق، وعطية الله كذلك أوقف الحظرة المسماة "الشعيبية" الكائنة في الغريفة على زوجته المذكوة وأبنائه المذكورين ورد في الوثيقة ما نصه:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الواقف على الضمائر، المطلع على ما في السرائر، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الأطاهر.
أما بعد..
فليعلم الواقف على هذه السطور، وكفى من يعلم بخائنة الأعين وما تخفي الصدور، أن الرجل المكرم الماجد الأسعد الأواب الشيخ عبد الرحمن بن عبد الوهاب بن سلمان آل خليفة قد وقف وحبس تمام وكمال ما هو ملكه، في حوزة تصرفه، إلى حين صدور الوقفية (خرم بالأصل) وذلك النخل المسمى "صرمة ولد فرح بولحيتين" الآئلة إليه بالشراء الشرعي، وصرمة النخل الذي شراها عبد الرحمن بن عبد الوهاب من (خرم بالأصل) المعاودة الآئلة إليهم من بن مشاري، والنخل الذي شراه من حسن بن عنان العشرين السهم من اثنتين وثلاثين سهم، والإثنا عشر سهم إكمال اثنين وثلاثين سهم يخص عبيد آل درباس، فإذا عزا عبد الرحمن بن عبد الوهاب الاثنا عشر الأسهم المذكورة فتضيف على العشرين السهم وهذه النخايل المذكورة كائنات في هرتا في سيحة ماحوز من أعمال البحرين، بجميع ما للنخايل المذكورة من حدود وحقوق، وتوابع ولواحق، وضمائم وعلائق، من أرض وسماء وماء وأنهار، ومجراه ومرماه، ونخيل وفسيل، وجميع ما ينسب إليه أو يلحق عليه، وأفنية وطرق نافذة وكافة المنسوبات، وعامة الملحقات والمنضمات، شرعاً وعرفاً ولغة، على العموم والإطلاق (خرم بالأصل) مقصود الوقفية الذي في الورقة وقفاً على الحرة المصونة زوجة عبد الرحمن بن عبد الوهاب موزة بنت محمد بن سعيد آل بوحمير وعلى أولادها الذي من عبد الرحمن بن عبد الوهاب وهم: محمد، ورزق، وعطية الله وما تناسل له منها أي من زوجته المذكورة من الأولاد الذكور، وما تناسلوا من أولادهم الذكور، وإن سفلو.
وأيضاً كذلك أوقف الحظرة المسماة "الشعيبية" الكائنة في الغريفة في سيحة ماحوز من أعمال البحرين على زوجته المذكورة موزة بنت محمد بن سعيد آل بوحمير وعلى أولادها المذكورين (خرم بالأصل) الحظرة مثل مجر النخايل المذكورة في هذه الورقة وقفاً صحيحاً صريحاً شرعياً معتبراً مرعياً بتاً بتلاً مشتملاً على جميع (خرم بالأصل) شروطها ولوازمها بالتخلية الشرعية مراعى فيه التقرب إلى رب البرية، جارياً من الواقف المذكور في حالتي الصحة والاختيار، من غير إكراه ولا إجبار، وقفاً مؤبداً وحبساً مخلداً، إلى أن يرث الله الأرض وما عليها، (فمن بدله بعدما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه إن الله سميع عليم) وعلى الموقف عليهم أن يعطون الفقراء والمساكين بحسب استطاعتهم، ولا ينقلون عن أعمال البر (خرم بالأصل) كي لا يخفى حرر 4 شهر ربيع الثاني اليوم الرابع من شهر ربيع الثاني أحد شهور 1335هـ ألف والثلاثماية والخامسة والثلاثين من هجرة سيد الأنام عليه وعلى آله وأصحابه أفضل الصلاة وأكمل السلام (28/1/1917م) .
الختم
حضر محكمة الشرع لدي الرجل الفاضل الشيخ عبد الرحمن بن عبد الوهاب آل خليفة وعرض علي هذه الوثيقة مقراً بكل ما تضمنته من وقفيات للنخيل بحسب مسمياتها ومحلاتها وكذلك أقر بوقفية الحظرة المذكورة هي والنخيل المذكورة على زوجته موزة بنت محمد بن سعيد آل بوحمير وعلى المذكور من نسلها منه مما هو موجود وما سيوجد حبساً مؤبداً قرره خادم الشرع بالبحرين قاسم بن مهزع الختم.
ثبت لدي ما ذكر في هذه الورقة وأنا عيسى بن علي آل خليفة.
نمرة 106/1346هـ سجل الأوقاف
* * *
3-الوثيقة الثالثة:
أوقف الشيخ عبد الرحمن بن عبد الوهاب النخل المسمى بـ"الصبيخة" الكائن في قرية الماحوز من قرى جزر البحرين على زوجته وذريته على أن يعملوا له بعد مماته في كل سنة في شهر رمضان قراءة أربع ختمات من كتاب الله المجيد، وأضحية في كل عام، ويقرءون الفاتحة في كل يوم من أيام السنة ست مرات، والمعوذتين، وقل هو الله أحد ست مرات في كل يوم على الدوام والاستمرار، وهذا نص ما ورد في الوثيقة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الواقف على السرائر، المطلع على ما في الضمائر، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا وآله وصحبه أولي الحجا والمفاخر، والميامين السراة الأطاهر، الواقفين أنفسهم وأموالهم بالطاعات في سبيل ذي الجلال الملك القادر.
أما بعد..
فقد وقف الرجل الماجد الأسمى الشيخ عبد الرحمن بن عبد الوهاب بن سلمان آل خليفة تمام وكمال مجموع النخل المعلوم بينهم المسمى بـ"الصبيخة" الكائن موقعه بساحة قرية الماحوز إحدى قرى البحرين المحدود قبلة بجابور السيد أحمد والطريق وشرقاً ببريه التي قبل عين أم الشعوم وشمالاً بنخيل الحاج علي الصيرفي، وجنوباً بالمسجد والنخيل التي تلي المسجد في ناحية الشرق بجميع ما للنخل المذكور من الحدود والحقوق والتوابع واللواحق والضمائم والعلائق من أرض ونخيل وفسيل وصنى وسماء وماء ومرمى وطرق ومنافذ وشارع وشوارع ومجازات وكافة المنسوبات وعامة الملحقات، الشرعية والعرفية، على العموم والإطلاق، على أن يصرف حاصله من الثمار في كل عام بعد التعمير والتصليح على جهة لزوجته المرأة المصونة موزة بنت محمد بن سعيد وابنيها لصلبه محمد ورزق ومن سيولد من بعدهما من المرأة المذكورة من الذكور أيضاً ومن سيولد بعد مماتها من ذريتها الذكور فقط بطناً بعد بطن وظهراً بعد ظهر والطبقة الأولى لا تحجب الطبقة الأخرى منهم وعلى المرأة المذكورة موزة بنت محمد بن سعيد وابنيها لصلبه محمد ورزق ومن سيولد من بطنها لصلب الواقف المذكور من الذكور أيضاً ومن سيولد من صلبها فقط أن يعملوا للواقف بعد مماته في كل سنة في شهر رمضان قراءة أربع ختمات من كتاب الله المجيد، وأضحية في كل عام، ويقرءون الفاتحة في كل يوم من أيام السنة ست مرات، والمعوذتين وقل هو الله أحد ست مرات في كل يوم على الدوام والاستمرار، وإن نسي القائل القراءة يؤديها حين يذكر ذلك، وقفاً صحيحاً صريحاً شرعياً معتبراً مرعياً مشتملاً على شرائط الصحة ولوازمها وأحكامها الشرعية من إيجاب وقبول وإقباض بالتخلية الشرعية مراعى فيه التقرب إلى رب البرية جارياً من الواقف المذكور في حالتي الصحة والكمال بالطوع والاختيار من غير إكراه ولا إجبار، وجعل الواقف الولاية على النخل المذكور لنفسه مدة حياته، ثم من بعده للمرأة المذكوة موزة وابنيها محمد ورزق المذكورين ثم من بعدهما لمن سيولد من ذريتها من الذكور فقط، وهكذا بطناً بعد بطن وظهراً بعد ظهر، وقفاً مؤبداً وحبساً مخلداً إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، فمن بدله بعدما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه إن الله سميع عليم كي لا يخفى والله خير الشاهدين وجرى ذلك وحرر باليوم السابع من شهر شعبان المعظم سنة 1328هـ الثامنة والعشرين والثلاثماية بعد الألف والهجرة النبوية (14/8/1910م).
نعم أنا يا عبد الرحمن بن عبد الوهاب صدر مني ما هو مذكور من الوقفية وانجزته فمن بدله بعدما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه والله سميع عليم (مهره).
ثبت لدي ما ذكر في هذه الورقة وأنا عيسى بن علي آل خليفة مهره.
بعد أن ثبت لدي ما تضمنته هذه الوثيقة حضر محفل الشرع لدي الشيخ عبد الرحمن بن عبد الوهاب آل خليفة وهو بحال صحته وكمال عقله ورشده وأقر أنه وقف النخل المرقوم بهذه الوثيقة أسماً ومحلة وجداراً على ما قرره من تعين لذلك بحسب ما هو مذكور ومفصل، وقفاً منجزاً فمن بدله فقد باء بغضب من الله، فعلى المتولي العمل بمقتضى وقفية الموقف (طمس بالأصل: لوج) بها شرعاً.
كتبه الثابت لديه قاسم بن مهزع خادم الشرع بالبحرين بتاريخ شهر شعبان سنة 1328هـ مهره.
* * *
4-الوثيقة الرابعة:
وهذه الوثيقة تشير إلى أنه قد قام الحاج علي بن أحمد الفاضل بوضع أمانة لدى الشيخ عبد الرحمن بن عبد الوهاب ثم قام باسترجاعها منه بعد انتهاء المدة، وهذا ولاشك مما يدل على أمانة الشيخ عبد الرحمن وثقة الناس فيه، حيث كانت توضع عنده الأمانات والحلي التي تكون عادة بأثمان باهضة، وهذا نص ما ورد في الوثيقة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الداعي لتحرير هذه الورقة نعم وأنا علي بن أحمد الفاضل بأني قبضت من يد الرجل المكرم عبد الرحمن بن عبد الوهاب بن سلمان آل خليفة الأمانة الذي عنده وهي من طرف ابنته أمانة زوجة المذكور علي بن أحمد وهو بناجري، وشغابات، وختم، ومحابس، وبوازم، وقبضت ما ذكر من يد المذكور، ولا بقا لي فيما ذكر ولا بقا لي من الصوغ حق ولا مستحق، كي لا يخفى جرا وحرر في 28 رجب سنة 1343هـ (22/2/1925م).
شهد بذلك عبد اللطيف بن أحمد المقهوي الختم.
أشهد عن إقرار علي سلمان بن عيسى بن يوسف الختم.
صحيح علي بن أحمد الفاضل الختم.
5-الوثيقة الخامسة:
يوقف فيها الشيخ عبد الرحمن العمارة الكائنة بسوق المحرق على الأعمال الخيرية والتي منها أن توضع جحله يصب فيها الماء للمارين في كل وقت في المحرق، وأن يفرق بيوم العاشر من المحرم في كل سنة أربعة أمنان (رز) عيش وربع من دهن وذلك للمستحقين من الأقارب أو الأجانب، وأن يقسم في العشر الأواخر من شعبان عشرة أمنان حب على المستحقين سنوياً سواء من الأقارب أو الأجانب، وأن يسلم لعبد صالح خمس روبيات يعمل بها سبعين ألف تهليلة في الليلة السابعة والعشرين من شهر رمضان ينوي ثوابها للموقف، وأن يستأجر عبد صالح يعمل في كل أسبوع من كل شهر ألف تهليلة يبتدئ بها من ليلة الجمعة ويومها ويختمها في دور الجمعة أو يومها يجعل ثوابها للموقف إلى غير ذلك وهذا نص ما ورد في الوثيقة:
بسم الله الرحمن الرحيم
دائرة الطابو
الرسم عشر روبيات
سكرتير حكومة البحرين - المدير
الشيخ عيسى بن سلمان بن حمد آل خليفة حاكم البحرين وتوابعها
وجه تحرير هذه الوثيقة هو أن الشيخ سلطان بن عبد الرحمن بن عبد الوهاب آل خليفة بولايته على وقف والده طلب تسجيل العمارة الكائنة بسوق المحرق وقفاً من عبد الرحمن المذكور على الأعمال الخيرية منها توضع جحله يصب فيها الماء للمارين في كل وقت في المحرق وأمام العمارة المذكورة، وأن يفرق بيوم العاشر من المحرم في كل سنة أربعة أمنان (رز) عيش وربع من دهن وذلك للمستحقين من الأقارب أو الأجانب، وأن يقسم في العشر الأواخر من شعبان عشرة أمنان حب على المستحقين سنوياً سواء من الأقارب أو الأجانب، وأن يسلم لعبد صالح خمس روبيات يعمل بها سبعين ألف تهليلة في الليلة السابعة والعشرين من شهر رمضان ينوي ثوابها للموقف، وأن يستأجر عبد صالح أن يعمل في كل أسبوع من كل شهر ألف تهليلة يبتدئ بها من ليلة الجمعة ويومها ويختمها في دور الجمعة أو يومها يجعل ثوابها للموقف ويكون قدر أجرتها تبلغ عشرة آلاف تهليلة في كل شهر خمسة آلاف تثوب لوالد الموقف، وخمسة آلاف لوالدته، ويجعل للموقف عن أول يوم يموت إلى مضي سبعة أيام من يعمل له في كل يوم من السبعة سبعين ألف تهليلة بما يمكن من الأجرة، وكذلك في كل سنة ضحية للموقف، وكذلك يستأجر من يقرأ كل يوم جزء من القرآن عند قبر الموقف، إلا أن يكون مطر أو برداً وحر فيقرأ في أي مكان، وأن يصنع بعشر روبيات ثياباً للنساء ومثلها للرجال، وخمسين روبية لابنته موزة شقيقة خليفة سنوياً، وخمسة عشر روبية في كل سنة لسراج مسجده الذي في الجفير، والفاضل بعد المعينات للناظر المتولي خليفة، والذي يتولى من بعده من الذرية حسب نص الوقفية المؤرخة في أول شعبان سنة 1345هـ والثابتة وقفيتها لدى محكمة البحرين فسجلتها دائرة الطابو وقفاً حسبما ذكر بعد الإعلان عنها وأصدرت هذه الوثيقة متضمنة لما ذكر وتبطل جميع الوثائق السابقة لها يحدها من الشمال عمارة سند بن حسن القصاب ومخزن محمد حسن فخرو والجدار مشترك، ومن الشرق دكان وقف على الموقف ودكاكين ملك رقية بنت عبد الرحمن بن عبد الوهاب آل خليفة والشارع ثم دكاكين بيد دائرة الأوقاف السنية ودكاكين الشيخ حسن بن علي آل خليفة ومن الجنوب الطريق ثم عمارة ورثة على راشد فخرو ومن الغرب عمارة ورثة على راشد فخرو وسند بن حسن القصاب وقسم من الطريق. ومساحتها وحدودها ملصوقة بظهر هذه الوثيقة تحريراً في 23 نوفمبر سنة 1965م الموافق 29 رجب 1385هـ.
6-الوثيقة السادسة:
يوقف فيها الشيخ عبد الرحمن بن عبد الوهاب نخل "كزكز" على زوجته موزة وأولادها الذكور خاصة وإن سفلوا مشترطاً عليهم العمار والغرس، والزمهم أن يقرأوا له الأذكار التالية: قراءة الفاتحة في كل يوم مئة مرة، و(قل هو الله أحد) عشرين مرة، و(لقد جاءكم رسول من أنفسكم) إلى تمام السورة سبع مرات، و(ألم نشرح) خمس مرات بعد كل فريضة، و(الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم) أربع وعشرين مرة في كل يوم، و(إنا أنزلناه في ليلة القدر) اثنا عشر مرة دبر كل صلاة، و(قل ادعو الله أو ادعو الرحمن) إلى تمام السورة ثلاث مرات دبر كل صلاة على كل واحد منهم، ويفعلون كل ليلة نافلة عشاء، وهذا نص ما ورد في الوثيقة:
وجه تحرير هذه الوثيقة هو أن حكومة البحرين قد عاوضت الشيخ عطية الله بن عبد الرحمن بن عبد الوهاب الخليفة بثلاث قطع الأراضي الكائنة في أم الحصم من المنامة بدلاً عن نخل كزكز الوقف الذي استدخلته الحكومة لصالح ميناء سلمان الوقف من والده الشيخ عبد الرحمن على زوجته موزة وأولادها الذكور خاصة وإن سفلوا مشترطاً عليهم العمار والغرس والزامه لهم بقراءة الفاتحة في كل يوم مئة مرة، و(قل هو الله أحد) عشرين مرة، و(لقد جاءكم رسول من أنفسكم) إلى تمام السورة سبع مرات، و(ألم نشرح) خمس مرات بعد كل فريضة، و(الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم) أربع وعشرين مرة في كل يوم، و(إنا أنزلناه في ليلة القدر) اثنا عشر مرة دبر كل صلاة، و(قل ادعو الله أو ادعو الرحمن) إلى تمام السورة ثلاث مرات دبر كل صلاة على كل واحد منهم، ويفعلون كل ليلة نافلة عشاء، فإن كانوا مجتمعين فالعشاء واحد، وإن كانوا متفرقين فعلى كل واحد منهم عشاء بحسب الاستطاعة، وعلى كل واحد منهم ختمة في شهر رمضان بكل عام ذلك بموجب نص الوقفية المؤرخة في 13 جمادى سنة 1333هـ.(29/3/1915م)
فسجلتها دائرة الطابو وقفاً حسبما ذكر بعد الإعلان عنها وأصدرت هذه الوثيقة متضمنة ما ذكر وتبطل جميع الوثائق السابقة لها يحد الأرض الغربية الشمالية من الشمال أرض السيد حسن بن السيد ماجد وشركاه، ومن الشرق الشارع ثم أرض دائرة الأوقاف الجعفرية، ومن الجنوب الشارع ثم بيت عزيزة بنت إبراهيم نونو، ومن الغرب الشارع ثم فناء محطة اللاسلكي ملك حكومة بريطانيا ويحد الأرض الشمالية الشرقية من الشمال الشارع ثم أرض خالية ، ومن الشرق أرض الشيخ خالد بن محمد بن عبد الله آل خليفة ومن الجنوب الشارع ثم أرض عيسى بن عبد النبي الزيرة، ومن الغرب أرض بيد دائرة الأوقاف الجعفرية، ويحد الأرض الجنوبية من الشمال الغربية من الشمال أرض محتفظ بها للحديقة ومن الشرق شارع ثم أرض خالية ومن الجنوب الشارع ثم أرض علي بن عبد الرحمن الوزان. ومن الغرب الشارع ثم أرض خالية ومسجد الشيخ ميثم.
7-الوثيقة السابعة:
يوقف فيها الشيخ عبد الرحمن بن عبد الوهاب ثلاثة أرباع النخل المسمى "الخبيبة "الكائنة في الماحوز من البحرين على زوجته موزة بنت محمد بن سعيد آل بوحمير وعلى أولادها الذكور محمد ورزق وعطية الله، وأما الربع الرابع فإن حاصله يتم تفريقه على الفقراء والمساكين وهذا نص ما ورد في الوثيقة:
بسم الله
الحمد لله الواقف على الضمائر، المطلع على ما في السرائر، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله أهل الحجا والمفاخر، وصحبه الميامين السراة الطاهرين الواقفين أنفسهم وأموالهم بالطاعات في سبيل الواحد القهار.
أما بعد..
فليعلم الواقف على هذه السطور، وكفى من يعلم بخائنة الأعين وما تخفي الصدور، أن الرجل الماجد الأواب الشيخ عبد الرحمن بن عبد الوهاب بن سلمان آل خليفة قد وقف وحبس تمام وكمال ما هو ملكه في حوزة تصرفه إلى حين صدور الوقفية، وذلك ثلاثة أرباع النخل المسمى الخبيبة الكائنة في سيحة ماحوز من أعمال البحرين، يحدها من الشمال شمالي الشويخ وجنوباً (كلمة غير واضحة) وغرباً (كلمة غير واضحة) وشرقاً الشويخ والدالية التي في جنب الشويخ، وربع الحاصل من النخل المذكور يقسم على الفقراء والمساكين بجميع ما للنخل المذكور من نخيل وفسيل وأرض وسماء وماء وأنهار وصناء ومرمى وأفنية وعمار ومجازات وحدود وحقوق وتوابع ولواحق وضمائم وعلائق وطرق نافذة وجميع ما يعد منه وينسب إليه، وجميع المتعلقات وكافة المنسوبات وما (طمس بالأصل) المنضمات والملحقات، شرعاً وعرفاً ولغة، وعموماً وإطلاقاً، وذلك مقصود هذه الوثيقة على الحرة المصونة موزة بنت محمد بن سعيد آل بوحمير وعلى أولادها الذكور محمد ورزق وعطية الله وما تناسل من عبد الرحمن (طمس بالأصل) من موزة الذكور وإن سفلوا، وقفاً صحيحاً صريحاً شرعياً معتبراً مرعياً مشتملاً على جميع شرايط الصحة ولوازمها من إيجاب وقبول وقبض وإقباض بالتخلية الشرعية، مراعي فيه التقرب إلى رب البرية، جارياً من الواقف المذكور في حالتي الصحة والاختيار من غير إكراه ولا إجبار وقفاً مؤبداً وحبساً مخلداً إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، فمن بدله بعدما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه إن الله سميع عليم.
حرر بيوم الخامس عشر من شهر ربيع الثاني أحد شهور سنة 1338هـ الألف والثلاثمائة والثامنة والثلاثين من هجرة سيد الأنام عليه وعلى آله وأصحابه أفضل الصلاة وأكمل السلام.(7/1/1920م)
15 ربيع الثاني سنة 1338 نعم صدر مني ما ذُكر في هذه الورقة وأنجزته وأنا عبد الرحمن بن عبد الوهاب بن سلمان آل خليفة وهذا خطي بيدي مهره.
ثبت لدي ما ذكر في الورقة وأنا عيسى بن علي آل خليفة مهره.
حضر محكمة الشرع لدي المنيب إلى ربه ومولاه العابد الأواه الشيخ عبد الرحمن بن عبد الوهاب بن سلمان آل خليفة بحال صحته وكمال رشده وبإقراره لم يحط بمثولاته دين، وأقر بكلما تضمنته هذه الوثيقة من وقفية ثلاثة أرباع النخل المذكور في هذه الوثيقة اسماً ومساحة وحدوداً على زوجته المذكورة وجميع ذريته منها الحاضرين (طمس بالأصل) الذكور خاصة دون الإناث، وهم الناظرون على تولية الربع الرابع وتفريقه على الفقراء والمساكين قرره وكتبه خادم الشرع بالبحرين قاسم بن مهزع بتاريخ ربيع الثاني سنة 1338هـ مهره.
8-الوثيقة الثامنة:
يوقف فيها الشيخ عبد الرحمن النخل المسمى "بديعة الشيخ" والنخل المسمى "فحل الهندي" الكائنين بسيحة توبلي من المنامة الموقوفين على الأعمال الصالحة وهذا نص ما ورد في الوثيقة:
بسم الله الرحمن الرحيم
وجه تحرير هذه الوثيقة هو أن سلطان بن عبد الرحمن بن عبد الوهاب الخليفة بولايته على وقف والده طلب تسجيل السقي الخاص ببديعة الشيخ وفحل الهندي الكائنين بسيحة توبلي من المنامة الموقوفين على والده للأعمال الصالحة والثابت له ذلك لدى محكمة البحرين فسجلته الدائرة باسم الموقف بعد الإعلان عنه وأصدرت هذه الوثيقة متضمنة ملكيته له وتبطل جميع الوثائق السابقة له تسقي بديعة الشيخ من الكوكب المطابق عين السيد ثلاثة أوضاح يوم الثلاثاء وليلة الأربعاء ويومها بكل أسبوع ويسقي نخل الهندي من عين الخمسة بالاشتراك مع نخل الشيخ إبراهيم بن حمد آل خليفة بليلة الجمعة ويوم الجمعة لكل أسبوع تحريراً في 3 ربيع الثاني سنة 1389هـ الموافق 17 يونيه 1969م.
9-الوثيقة التاسعة:
وهذه وثيقة تشير إلى دين بذمة الشيخ عبد الرحمن للشيخ عبد الله بن حسن الدوسري شيخ الدواسر في البحرين وهذا نص ما ورد في الوثيقة:
بسم الله
أقول وأنا عبد الرحمن بن عبد الوهاب بأن علي ولازم ذمتي إلى الأخ عبد الله بن حسن الدوسري ألف روبية وماية روبية، وقد جعلت له كل شهر ثمانين روبية من مشاهرتي عند أحمد بن رضي متولي روزكان مدة ثلاثة (كلمة مطموسة) ذلك شهر الحج سنة 1319هـ سنة الألف والثلاثماية وتسعة عشر حتى حرر في شهر الحج سنة 1319هـ.(11/3/1902م)
حادثة وفاة الشيخ عيسى بن علي:
من الحوادث التي أثرت في الشيخ عبد الرحمن بن عبد الوهاب كثيراً حادثة وفاة حاكم البحرين الشيخ عيسى بن علي آل خليفة يشير إلى هذه الحادثة بلكريف في مذكراته يقول (ص312) "الجمعة 9 ديسمبر 1932م (10/8/1351هـ) اليوم توفي الشيخ عيسى بن علي .. اتجهت مع الخان بهادر من المعتمدية إلى منزل الشيخ حمد ولكنهم هناك أبلغونا أن الشيخ في مجلس والده المرحوم الشيخ عيسى بن علي وقبل أن نصل إلى هناك سمعنا نحيب النسوة وقابلنا يوسف كانو والدموع تغطي وجهه. البكاء مسموع في منزل الشيخ والشارع مليء بالناس. وفي المجلس وجدنا الشيخ حمد وقد بدا عليه التعب وكان معه أغلب شيوخ العائلة، لقد كانت مدة حكم الشيخ عيسى 60سنة. ونحن هناك أدخل علينا عبد الرحمن بن عبد الوهاب وزير الشيخ عيسى بن علي محمولاً بواسطة أبنائه وخدمه، وكان يبكي بصوت مُرتفع، عندها بدأ الشيخ حمد في البكاء أيضاً".
يقول الشيخ إبراهيم بن عبد الرحمن آل خليفة: لقد تأثر الوالد الشيخ عبد الرحمن من وفاة الشيخ عيسى بن علي كثيراً فقد كان بينهما الكثير من المودة والإخاء والمحبة، ولم يتوقف الوالد عبد الرحمن عن البكاء والنحيب وظل على حزنه وألمه أياماً طويلة يقول الشيخ إبراهيم: ولم يطل به الحال إلا فترة بسيطة بعد وفاة الشيخ عيسى بن علي حتى توفي الشيخ عبد الرحمن وانتقل إلى رحمة الله تعالى.
ورعه ودينه:
يذكر البعض أن الشيخ عبد الرحمن بن عبد الوهاب آل خليفة كان ذا ورع ودين وتقوى وأمانة وفطنة وقادة وذكاء، كما كان من أهل الذكر والأوراد لا يتركها في الحضر ولا في السفر، حتى قيل وهو من أغرب ما قيل أنه قد حج خمسة وعشرين حجة، مع خطورة الحج في تلك الأيام، وكثرة قطاع الطرق والقراصنة، ومع كل هذا فإن هذا لم يثنيه عن تكرار الحجة تلو الحجة رحمه الله. يقول نجله الشيخ إبراهيم بن عبد الرحمن آل خليفة: لقد كان الوالد يحج في كل عام تقريباً ويأخذ معه في سفره إلى الحج بعض الفقراء والمعوزين ليحجوا على حسابه الخاص جزاه الله خيراً.
بعض ما قيل فيه:
وصفه قاضي البحرين بالمنيب إلى ربه، كما وصفه بالعابد الأواه، ولاشك أن هذه الأوصاف التي أطلقها الشيخ قاسم على الشيخ عبد الرحمن تدل على عبادة وورع وذكر وهي شهادة من قاضي البحرين في وقته الشيخ قاسم بن مهزع رحمه الله يقول: "المنيب إلى ربه ومولاه، العابد الأواه، الشيخ عبد الرحمن بن عبد الوهاب بن سلمان آل خليفة".
ووصفه الشاعر الأديب عبد المحسن بن محمد بن يعقوب الصحاف بقوله: "من حاز من المجد أعلاه، ومن الكرم منتهاه حتى زين محفل الوزارة بنتايج أفكاره، ورتب مهمات الصدارة بسياسة اقتداره، الجليل الأفخم والأعز الأشيم عنوان الطريقة الرشيدية، صاحب الخيرات الجمة والخصال المهمة، عالي المفاخر والجناب، حضرة المحترم الفاضل المهاب، الأكمل الشيخ عبد الرحمن بن المرحوم عبد الوهاب حفظه رب البرية من كل عاهة وبلية آمين بجاه سيد المرسلين".
وفاته:
وبعد حياة حافلة وعمر مديد توفي الشيخ عبد الرحمن بن عبد الوهاب آل خليفة بتاريخ 29 محرم 1352هـ (24/5/1933م) وذلك بمنزله الكائن بالقضيبية ثم نقل جثمانه إلى المحرق حيث ُوري الثرى بمقبرتها رحمه الله تعالى.
مصادر ترجمته:
1-مجموعة الوثائق، خاصة بالكاتب.
2-مجلة الوثيقة، العدد 19، يوليو 1991م.
3-مذكرات بلكريف، مي الخليفة.
4-بحث حول تجارة الأسلحة في البحرين، بشار الحادي.
5-مقابلة مع نجله الشيخ إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الوهاب آل خليفة.
6-التحفة النبهانية، للشيخ محمد بن خليفة النبهاني.
7-دليل الخليج، المستشرق الإنجليزي ج.ج. لوريمر.
8- مقابلة مع الفاضلة الشيخة هند بنت عبد الوهاب آل خليفة.
9-مقابلة مع الشيخ أحمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الوهاب آل خليفة.
10-كتاب (قطر في العهد العثماني) للدكتور زكريا قورشون.
11-الأمن الداخلي في الأحساء والقطيف وقطر، الدكتور عبد الله بن ناصر السبيعي.
12-عبد الله الزايد وذاكرة الوطن، موزة عبد الله الزايد.
قاضي البحرين قاسم بن مهزع يتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم
بسم الله الرحمن الرحيم
أُسلم السلام الأسنا، إلى الوتد الأسما، الكامل حساً ومعنا، سيد الخاص فكيف أنا وبركة الوقت بك سبب النعما، الزكي التقي، السني الوفي، الشيخ عبد الله بن أبي بكر الملا، أعلا الله مرقاه، ورحمنا بدعاه.
ومملوك إحسانكم يبسط إليكم أكف الضراعة، ويتوسل إليك بنبي الشفاعة، في قبول معذرتي، وغفران زلتي، ولئن لم تسمح فيا جنيتي، ولا يحسبن سيدي عدم مكاتبتي من جفوتي، بل لغفلتي من كثرت مشغلتي، وبعد عفوك سيدي رجوتك تشفع لي لدى صفوتي وعمدتي في أن يقبل عثرتي، ويصفح عن هنوتي، في بطء مكاتبتي، فإن أبى فقل كيف وأنت الشيخ أبو بكر الملا.
ومحمد الملا أعياني أمره ولعله لفقره، وفرضت عليه نفقة لزوجته المعينة من حضرتكم الشهر ثلاث ربيات، وها سأبعث على يد حضرتكم أربع عشرة ربية، عشر سبقت وأربع لحقت، فإن عجز عن الوفا تعين فسخها. والمداخل (كلمة غير واضحة بالأصل هكذا رسمها: اللبني) لآل محميد إبراهيم واخوته بعثتهما مع خطهما إليهم، وأخبروني بوصولهم، والثلاثة المداخل القطن، والمدخل المطلق، والخامس الضعيف الكل وصل، والبشت الأبيض لا تعانوه (كلمة غير واضحة بالأصل هكذا رسمها: فسكغ) غيره عنه.
وأرجوكم مزويتين شمون الواحدة ثلاث ربيات، درج المخدام لونهم أسود، والاحسان بخمسين فسيلة اخلاص نصفها والباقي من بواكر الشرا، وخمسماية نواة خوخ، وصرة من عيدان شجر العنب نحواً من عشرين عود أو أقل يلف بليف، وكذلك من شجر الدرد، وتكليفكم بذلك هونه علي علمي أنكم من نواب الله في مصالح خلقه، لا جهلاً بمقداركم، ولا تساهلاً بشرفكم،
وعلى كل حال المنية لكم علينا، والله يعينكم فيما أقامكم بما لم يستطعه من قبلكم. المملوك لإحسانكم قاسم خادم نعلكم بن مهزع
أُسلم السلام الأسنا، إلى الوتد الأسما، الكامل حساً ومعنا، سيد الخاص فكيف أنا وبركة الوقت بك سبب النعما، الزكي التقي، السني الوفي، الشيخ عبد الله بن أبي بكر الملا، أعلا الله مرقاه، ورحمنا بدعاه.
ومملوك إحسانكم يبسط إليكم أكف الضراعة، ويتوسل إليك بنبي الشفاعة، في قبول معذرتي، وغفران زلتي، ولئن لم تسمح فيا جنيتي، ولا يحسبن سيدي عدم مكاتبتي من جفوتي، بل لغفلتي من كثرت مشغلتي، وبعد عفوك سيدي رجوتك تشفع لي لدى صفوتي وعمدتي في أن يقبل عثرتي، ويصفح عن هنوتي، في بطء مكاتبتي، فإن أبى فقل كيف وأنت الشيخ أبو بكر الملا.
ومحمد الملا أعياني أمره ولعله لفقره، وفرضت عليه نفقة لزوجته المعينة من حضرتكم الشهر ثلاث ربيات، وها سأبعث على يد حضرتكم أربع عشرة ربية، عشر سبقت وأربع لحقت، فإن عجز عن الوفا تعين فسخها. والمداخل (كلمة غير واضحة بالأصل هكذا رسمها: اللبني) لآل محميد إبراهيم واخوته بعثتهما مع خطهما إليهم، وأخبروني بوصولهم، والثلاثة المداخل القطن، والمدخل المطلق، والخامس الضعيف الكل وصل، والبشت الأبيض لا تعانوه (كلمة غير واضحة بالأصل هكذا رسمها: فسكغ) غيره عنه.
وأرجوكم مزويتين شمون الواحدة ثلاث ربيات، درج المخدام لونهم أسود، والاحسان بخمسين فسيلة اخلاص نصفها والباقي من بواكر الشرا، وخمسماية نواة خوخ، وصرة من عيدان شجر العنب نحواً من عشرين عود أو أقل يلف بليف، وكذلك من شجر الدرد، وتكليفكم بذلك هونه علي علمي أنكم من نواب الله في مصالح خلقه، لا جهلاً بمقداركم، ولا تساهلاً بشرفكم،
وعلى كل حال المنية لكم علينا، والله يعينكم فيما أقامكم بما لم يستطعه من قبلكم. المملوك لإحسانكم قاسم خادم نعلكم بن مهزع
رسالة نادرة للشيخ قاسم المهزع قاضي البحرين
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى مظهر العارفين وظهير المسلمين، وجابر صدع المنقطعين، الولي الخفي المكين، من هو مناط قلبي ومحبته ذخري، نتيجة الاجلا سيدي الشيخ أبو بكر الملا، ملئ الله قلبه من معالم معرفته، ونفعنا بمحبته.
والسلام الأسنا إلى الجناب الأسما ورحمة الله وبركاته.
وارفع إليك أكف الابتهال مؤملاً عفوك من تقصيري في كل حال، سيما أنائتي في رد المقال، فعذراً سيدي عذراً، فلو أحطت بما بي، لأوجبت قبول معذرتي، ويا ما أجل كتابك، وألذ عتابك، وأشرف خطابك، وكل ذلك فضل منك، فلا تمنع عني فضلك، وما أشرت إليه من بناء عبد الرحمن فأملي منكم له الدعا أن يصلح الله شأنه، ويرزقه علماً نافعاً، فأنا منكم في رجا وأي رجا، ذكركم الله ذلك، وليس سيدي بحقيق منك لومه، فأنت أول من سن ذلك له، فقابل من اتبع أثرك، وسلك منهجك، بالشكر والدعا، ورجائي من الله استجابته بفضله ومنته، ولم أبصر ما استأنس برفعه لنظركم إلا ما يجل عن ذكره قدركم. وسلامي سيدي أبلغوه بركة الوجود وقطب الموجود والدكم.
في 27 ذي القعدة سنة 1305هـ (الموافق 4/8/1888م)
الأخ قاسم بن مهزع
* * *
إلى مظهر العارفين وظهير المسلمين، وجابر صدع المنقطعين، الولي الخفي المكين، من هو مناط قلبي ومحبته ذخري، نتيجة الاجلا سيدي الشيخ أبو بكر الملا، ملئ الله قلبه من معالم معرفته، ونفعنا بمحبته.
والسلام الأسنا إلى الجناب الأسما ورحمة الله وبركاته.
وارفع إليك أكف الابتهال مؤملاً عفوك من تقصيري في كل حال، سيما أنائتي في رد المقال، فعذراً سيدي عذراً، فلو أحطت بما بي، لأوجبت قبول معذرتي، ويا ما أجل كتابك، وألذ عتابك، وأشرف خطابك، وكل ذلك فضل منك، فلا تمنع عني فضلك، وما أشرت إليه من بناء عبد الرحمن فأملي منكم له الدعا أن يصلح الله شأنه، ويرزقه علماً نافعاً، فأنا منكم في رجا وأي رجا، ذكركم الله ذلك، وليس سيدي بحقيق منك لومه، فأنت أول من سن ذلك له، فقابل من اتبع أثرك، وسلك منهجك، بالشكر والدعا، ورجائي من الله استجابته بفضله ومنته، ولم أبصر ما استأنس برفعه لنظركم إلا ما يجل عن ذكره قدركم. وسلامي سيدي أبلغوه بركة الوجود وقطب الموجود والدكم.
في 27 ذي القعدة سنة 1305هـ (الموافق 4/8/1888م)
الأخ قاسم بن مهزع
* * *
من وثائق الشيخ قاسم بن مهزع
بسم الله الرحمن الرحيم
المقتضى لهذا التسجيل هو أنه حضر لدي زايد بن راشد الجلهمي بوكالته عن صالح بن جابر الجلهمي، وعبد الله بن محمد بن خليفة وكيلا عن أمه نيلة بنت عبد الله بن أحمد، فادعى من المذكور لموكله صالح استحقاقاً من النخل المسمى "الغبة" الكائن في ساحة الجزيرة من أعمال البحرين، إرثاً من أخته سبيكة بنت جابر لكونه باع عليها ما يخصه من النخل المذكور، وأثبت على ذلك ورقة بقلم الشيخ عبد الرحمن بن علي بأن الشرى لسبيكة.
فعرضت ذلك على عبد الله، ونفى ورقة الشيخ عبد الرحمن بإقرار صالح المذكور، المدعي لذلك أنه لما ماتت سبيكة اخته وهو ورثها، ارسلوا عذبي بن رحمة يسأله عن بيعه على من؟ هل على سبيكة فهو يرثها ؟ أم على نيلة ؟
فسأل زوجته وهو غايب فقالت: إن بيع صالح على نيلة، فلما قدم صالح سألته عن بيع استحقاقه من النخل المذكور. فقال: بعته على نيلة. فالمكلف مؤاخذ بإقراره.
فقلت لعبد الله: عليكم تزكية الشاهد. وقلت لزايد: عليكم تجريحه بما ينفي شهادته، فمكث زايد بعد الأمد الموعود عشرون يوماً لم يأت بقادح في الشاهد، فاعذرت إليه مرة أخرى ثمانية أيام فنزع نفسه عن الوكالة، فجاءني جابر بن محمد مع عبد الله بن محمد وبينت لجابر الحكم الشرعي فقال: قادح في الشاهد ما عندنا، وعليهم تزكيته، فزكاه كل من الشيخ محمد، وابنه الشيخ عبد الله، وعيسى بن جامع، وقاسم بن سلطان، فبعد تزكيته أمرت الشيخ إبراهيم بن عبد اللطيف بتحليف نيلة أن استحقاق صالح بن جابر هي التي اشترته فحلفت واستحقته.
قال العلامة مصنف (أقرب المسالك): وإن شهدت بينة على مكلف بإقرار، استصحب إقراره وقضي به عليه، لأن غير المحجور مؤاخذ بإقراره انتهى.
5 محرم سنة 1303هـ الختم. (14/10/1885م)
صحيح عيسى بن علي آل خليفة الختم.
أثبت ذلك
قاسم بن مهزع
خادم الشرع بالبحرين
* * *
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.
وبعد..
فما كتبه الشيخ قاسم من الحكم في هذا السجل هو نص كلام أهل المذهب، وهو الحق وما بعد الحق إلا الضلال، وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
جرا وحرر في 6 محرم سنة 1303هـ. (15/10/1885م)
حرره وأملاه المفتقر إلى عفو مولاه عبده
سعيد بن أحمد بو بشيت الختم.
* * *
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تبجيلاً وتعظيماً لجلاله، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على نبيه موافقاً لاجلاله.
أما بعد..
فما صدر بهذه الكيفية من حكم قاضي المنصوب أعني جناب المكرم الشيخ قاسم صحيح موافق لمذهبنا معشر الشافعية في أن الإقرار يفسد دعوى المقر بما يدعيه لأنه مؤاخذ به، لئلا يخفى .
وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
جرا وصدر في شهر محرم الحرام سنة 1303 (أكتوبر سنة 1885م).
أملا ذلك وحرره الأقل الأفقر الواثق بالله محمد بن عبد الله الشافعي سامحهما الله تعالى آمين
المقتضى لهذا التسجيل هو أنه حضر لدي زايد بن راشد الجلهمي بوكالته عن صالح بن جابر الجلهمي، وعبد الله بن محمد بن خليفة وكيلا عن أمه نيلة بنت عبد الله بن أحمد، فادعى من المذكور لموكله صالح استحقاقاً من النخل المسمى "الغبة" الكائن في ساحة الجزيرة من أعمال البحرين، إرثاً من أخته سبيكة بنت جابر لكونه باع عليها ما يخصه من النخل المذكور، وأثبت على ذلك ورقة بقلم الشيخ عبد الرحمن بن علي بأن الشرى لسبيكة.
فعرضت ذلك على عبد الله، ونفى ورقة الشيخ عبد الرحمن بإقرار صالح المذكور، المدعي لذلك أنه لما ماتت سبيكة اخته وهو ورثها، ارسلوا عذبي بن رحمة يسأله عن بيعه على من؟ هل على سبيكة فهو يرثها ؟ أم على نيلة ؟
فسأل زوجته وهو غايب فقالت: إن بيع صالح على نيلة، فلما قدم صالح سألته عن بيع استحقاقه من النخل المذكور. فقال: بعته على نيلة. فالمكلف مؤاخذ بإقراره.
فقلت لعبد الله: عليكم تزكية الشاهد. وقلت لزايد: عليكم تجريحه بما ينفي شهادته، فمكث زايد بعد الأمد الموعود عشرون يوماً لم يأت بقادح في الشاهد، فاعذرت إليه مرة أخرى ثمانية أيام فنزع نفسه عن الوكالة، فجاءني جابر بن محمد مع عبد الله بن محمد وبينت لجابر الحكم الشرعي فقال: قادح في الشاهد ما عندنا، وعليهم تزكيته، فزكاه كل من الشيخ محمد، وابنه الشيخ عبد الله، وعيسى بن جامع، وقاسم بن سلطان، فبعد تزكيته أمرت الشيخ إبراهيم بن عبد اللطيف بتحليف نيلة أن استحقاق صالح بن جابر هي التي اشترته فحلفت واستحقته.
قال العلامة مصنف (أقرب المسالك): وإن شهدت بينة على مكلف بإقرار، استصحب إقراره وقضي به عليه، لأن غير المحجور مؤاخذ بإقراره انتهى.
5 محرم سنة 1303هـ الختم. (14/10/1885م)
صحيح عيسى بن علي آل خليفة الختم.
أثبت ذلك
قاسم بن مهزع
خادم الشرع بالبحرين
* * *
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.
وبعد..
فما كتبه الشيخ قاسم من الحكم في هذا السجل هو نص كلام أهل المذهب، وهو الحق وما بعد الحق إلا الضلال، وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
جرا وحرر في 6 محرم سنة 1303هـ. (15/10/1885م)
حرره وأملاه المفتقر إلى عفو مولاه عبده
سعيد بن أحمد بو بشيت الختم.
* * *
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تبجيلاً وتعظيماً لجلاله، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على نبيه موافقاً لاجلاله.
أما بعد..
فما صدر بهذه الكيفية من حكم قاضي المنصوب أعني جناب المكرم الشيخ قاسم صحيح موافق لمذهبنا معشر الشافعية في أن الإقرار يفسد دعوى المقر بما يدعيه لأنه مؤاخذ به، لئلا يخفى .
وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
جرا وصدر في شهر محرم الحرام سنة 1303 (أكتوبر سنة 1885م).
أملا ذلك وحرره الأقل الأفقر الواثق بالله محمد بن عبد الله الشافعي سامحهما الله تعالى آمين
من كتاب قِراءةٌ في آراءِ الشَّيخِ قَاسم بن مِهْزع الفِقْهِية لبشار الحادي
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)
القول الجلي في تحقيق مولد سمو الشيخ عيسى بن علي بقلم الباحث بشار الحادي
القول الجلي في تحقيق مولد سمو الشيخ عيسى بن علي وهو سمو الشيخ عيسى بن علي بن خليفة آل خليفة حاكم البحرين طيب الله ثراه ...
-
موقع الحاج محمد المتروك من تجار الكويت يحتوي على الكثير من الوثائق القيمة والمراسلات انظره على هذا الرابط http://bin-matrook.com/gallery/mai...
-
أسماء نواخذة البحرين مرتبين على حروف المعجم بين عامي (1920-1960) هذه قائمة بأسماء النواخذة التي عثرنا عليها من خلال وثائق البلدية إ...
-
شيخ قبيلة النعيم راشد بن مهنا النعيمي (1266هـ-1338هـ)(1850م-1920م) هو: شيخ قبيلة النعيم، وعُمدة حالة النعيم، تاجر اللؤلؤ المشهور، الشيخ راشد...