الأربعاء، 4 مايو 2011

حكاية ترويها عائلة الوزان بقلم خليل الذوادي



أهداني الأخ الشيخ نوار بن علي بن عبدالرحمن الوزان كتاب «عائلة الوزان.. مائة عام من الكفاح إلى النجاح» من تقديمه وتأليف الباحث المتميز «بشار يوسف الحادي» والكتاب يقع في 327 صفحة بالإضافة إلى الملاحق، والكتاب يؤرخ إلى عائلة الوزان في مائة عام ابتداءً من 1972-1872 والتي تنحدر من مالك بن دينار من قبيلة بني تميم، وعندما يتحدث الكتاب عن هذه العائلة البحرينية، فهو في الواقع يتحدث عن الكثير من العائلات البحرينية الأخرى التي ارتبطت بها من حيث الدم أو النسب، أو التعاون والتبادل التجاري والاقتصادي والاجتماعي والسياسي والتعليمي والعمل التطوعي والخيري، إضافة إلى الصلات التاريخية بين أبناء الخليج العربي الذين ارتبطوا بالبحرين أيام الغوص والسفر، وعندما تدفق النفط، وتنوعت سبل العيش، خصوصا وأن أحد أبناء هذه العائلة المغفور له بإذن الله تعالى علي بن عبد الرحمن الوزان كان رئيسًا لغرفة تجارة البحرين، وكان له إسهامه على المستوى الإقليمي والعربي والدولي. والمؤلف بشار بن يوسف الحادي في تقديمه يذكر دور تاجر اللؤلؤ عبدالرحمن بن أحمد الوزان الذي عاش بين عامي ( 1950-1870) في حل المنازعات والخلافات بين القبائل والأسر والأفراد، وإسهامه في إقراض الحكومة في ذلك الوقت في تنفيذ بعض المشاريع الاقتصادية الحيوية، وهو من أول المنادين بتأسيس مصرف في البحرين منذ عام 1918 ووجود مدرسة للتعليم النظامي، وكان عضوا في مجلس إدارة الهداية الخليفية، ومجلس إدارة بلدية المنامة، وجعل إحدى عماراته بالمنامة مقرا لمدرسة الفلاح التي أسسها التاجر المشهور محمد علي زينل عام 1929، ويذكر المؤلف دور عبدالله بن عبدالرحمن الوزان الصحفي الذي عاش بين عامي (1972-1915) الذي أصدر صحف «الخميلة» و»القافلة» و»الميزان» وكان له في تلك الصحف دور وطني كبير، إلى أن يصل المؤلف إلى سيرة الوجيه علي بن عبدالرحمن الوزان الذي عاش بين عامي 1971-1920م وامتهن التجارة وتنوعت أساليب تجارته إلى أن تم في عام 1963 تعيينه بأمر سامٍ رئيسًا لمكتب مقاطعة إسرائيل في البحرين وانتخب رئيسا للغرفة التجارية وأسس شركة البحرين لمطاحن الدقيق وساهم في تأسيس بنك البحرين والكويت في عام1971م.والمؤلف من خلال شخوص عائلة الوزان ومن خلال المعلومات التي حصل عليها من العائلة ومن اهتمام الشيخ نوار بن علي الوزان رسم لوحات بانورامية لهذه العائلة وارتباطها بتاريخ البحرين وأهلها وارتباطهم بالتجار في الخليج العربي والهند تحديدا وغيرها من أقطار الوطن العربي، والمعمورة.ومن خلال هذا المؤلف ندرك إسهام المواطنين البحرينيين على مختلف اهتماماتهم ومستوياتهم بخدمة وطنهم والنهوض بمقومات النهضة والتقدم فيها، وهو إسهام متواصل ما دام المخلصون يضعون نصب أعينهم البحرين ودورهم الذي لاغنى عنه في تقدمها ونهوضها وإشاعة الازدهار والرخاء والاستقرار فيها.والكتاب حافل بالأحداث التاريخية التي مرت بها البحرين، السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتعليمية في نسيج مجتمعي يعتبر مثالاً لتلاحم الشعب بكل تنويعاته مع قيادته السياسية، وإيراد الوقائع والصور تعبير عما كانت تزخر به البحرين في حقب مختلفة من حراك مجتمعي متفاعل يؤكد مكانتها ومحوريتها في محيطها الإقليمي والعربي والدولي.وخيرا فعل الأخ الشيخ نوار بن علي الوزان بأن أخرج إلينا هذا الكتاب وأسند تأليفه للباحث الجاد بشار بن يوسف الحادي الذي بدوره هو مهموم بتاريخ رجالات البحرين ويورد بشكل دقيق الأحداث التي مرت بها البحرين من خلال هذه الشخوص التي هي في الواقع شاهدة على عصرها بأفعالها وانجازاتها وصلاتها بالآخرين.والكتاب إضافة نوعية، وتاريخية جادة من خلاله نطل على صفحات مشرقة لوطننا البحرين ونحن في هذا الزمن أحوج ما نكون لهذا النوع من الدراسات والمراجع التاريخية التي تعيدنا دائما لمكانة البحرين، ودورها الرائد في المنطقة، ونشعر كمواطنين بقيمتها ومكانتها، وتقع علينا مسؤولية المحافظة عليها والتمسك بما وصلت إليه من تقدم ورقي ونهضة.فشكرًا لكل جهد وطني يؤرخ للبحرين ويبرز مكانتها وتلاحم شعبها وتكاتف أبنائها جميعا في تعلقهم بحبها والتفاني في خدمتها وتقديم كل جهد يسهم في تطورها ورقيها وأمنها واستقرارها وتوطيد أركانها..وعلى الخير والمحبة نلتقي



صحيفة الأيام العدد 8059 الأربعاء 4 مايو 2011 الموافق 30 جمادى الأولى 1432هـ



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

القول الجلي في تحقيق مولد سمو الشيخ عيسى بن علي بقلم الباحث بشار الحادي

القول الجلي في تحقيق مولد سمو الشيخ عيسى بن علي وهو سمو الشيخ عيسى بن علي  بن خليفة آل خليفة حاكم البحرين طيب الله ثراه ...