الأربعاء، 17 أغسطس 2011

الوجيه المحسن عبداللـه القصيبي (1879م- 1951م

بقلم بشار الحادي
ولد في مدينة حريملاء بعد أن استقر والده حسن القصيبي بها، وفي حدود عام 1898م نزح أبناء حسن وهم: عبدالعزيز وعبدالرحمن وعبدالله إلى البحرين للحاق بعمهم محمد الذي قام بإيفادهم واحداً تلو الآخر إلى الهند، بغرض تعلم اللغة الإنكليزية والتعرف على تجار اللؤلؤ، وشراء البضائع والمواد الغذائية، والمتاجرة فيها، وبهذا تكون صلات الأسرة مع البحرين والهند قد بدأت في العقد الأخير من القرن التاسع عشر. وكان لعبد الله دوره كما كان لإخوته كل واحد منهم دوره في متابعة تجارة العائلة فعبدالعزيز وهو كبير العائلة، كان يدير أعمال الاستيراد بين البحرين وبومباي. وأما عبدالله وحسن فقد أوليا اهتمامهما للسلع المختلفة التي يتعاطون بها وتنقلا بين البحرين والقطيف والأحساء والرياض والجبيل والهند. أما عبدالرحمن فقد تولى بصورة رئيسية عملية شراء اللؤلؤ وكان يساعده في ذلك حسن كما كان الفرد الوحيد في العائلة الذي يشتغل في بيع اللؤلؤ. وكان يسافر بصورة منتظمة بين بومبي وأوروبا لبيع اللؤلؤ من ناحية وللقيام بالمهام التي يوكلها إليه الملك عبدالعزيز من ناحية أخرى. ولقد بقي سعد في الأحساء بصورة دائمة تقريباً. ويذكر أن أحد التقارير البريطانية يصف عبدالله القصيبي في عام 1931م بأنه «رجل شديد الذكاء واتقاد الذهن».
يذكر مايكل فيلد في كتابه (التجار أكبر رجال الأعمال في الخليج) (ص66) أن أهم تكليف حصل عليه آل القصيبي في بداية خدمتهم للسطان هو طلب الملك عبدالعزيز آل سعود من عبدالله القصيبي أن يقوم بمرافقة نجله الأمير فيصل البالغ من العمر أربع عشرة سنة في زيارة رسمية إلى أوروبا عام 1919 .
وورد في كتاب (المملكة) لروبرت ليسي (ص94) أن عبدالله القصيبي كان له دور مهم في ترتيب معسكر لضيوف الملك عبدالعزيز من البريطانيين يقول: «كان عبدالعزيز في العقير في نوفمبر 1922م لأجراء محادثات مع السير بيرسي كوكس ..وكان عبدالعزيز قد أمر وكيله في المنطقة الشرقية عبدالله القصيبي أن يحرص على راحة ضيوفه ولذا كانت خيام الأجانب مزودة بالفواكه التي أحضرت من الهند والمياه المعدنية.وحرص القصيبي على توفير مطابخ وطباخين منفصلين للعرب والأجانب وهكذا كان الضيوف البريطانيون يجلسون كل ليلة ولمدة أسبوع في خيمة الطعام وهم يرتدون بدلاتهم الرسمية». وفي عام 1930 قدم عبدالله القصيبي المأوى في مجمعه السكني في الجبيل لأوائل المنقبين عن النفط التابعين لشركة ستاندردأويل. ثم تولت شركة العائلة في الأحساء توفير المستودعات والنقل لمعدات الشركة ونماذجها الجيولوجية. يذكر أن الحكومة كانت تستعين بعبدالله القصيبي لحل مشاكل وقضايا الناس حيث إنه كل من له مشكلة سواء أكانت تجارية أو إرثاً، أو بضائع، فالكل يأتي إليه ويعرض عليه مشكلته ويقبل بحكمه. وكثيراً ما ترسل له القضايا من قبل المحاكم لتقريب وجهة الخلاف بين الخصوم، سواء العائلية أو التجارية. نتيجة للركود الاقتصادي الذي حصل في الثلاثينيات وانهيار أسواق اللؤلؤ نتيجة لظهور اللؤلؤ الصناعي، إضافة إلى كبر الأولاد وعودتهم من الدراسة في الخارج لاستلام التجارة، فقد قرر الإخوة الخمسة التفاصل، وأن يأخذ كل واحد منهم نصيبه، وكان ذلك في عام 1943م وقبل انتهاء الحرب العالمية الثانية، وفعلاً هذا ما حصل. وشكلت العائلة لجنة لتثمين موجودات العائلة وأراضيها ومنازلها وبساتينها وتقسيمها، وسلك كل أخ طريقه الخاص.
ويذكر مايكل فيلد في كتابه (التجار أكبر رجال الأعمال في الخليج) أن عبدالله القصيبي بعد أن أخذ نصيبه من إخوته فإنه تقاعد في القطيف يقول: «بقي سعد في الهفوف، وتقاعد عبد الله في القطيف. أما الإخوة الثلاثة الباقون فقد استقروا في البحرين. وتعاطى عبدالعزيز وأبناؤه تجارة المواد الغذائية والسلع الاستهلاكية، وفتح داراً للسينما، وأول مستودع تبريد، ومعمل لصنع الثلج في البحرين».
ومن الأعمال الخيرية الكثيرة التي قام بها عبدالله القصيبي أنه جعل من منزله مقراً لمدرسة النجاح الأهلية والتي تأسست على يد الشيخ حمد بن محمد النعيم. كذلك من الأعمال الخيرية التي تذكر لعبدالله القصيبي قيامه بتجديد بناء مسجد العقير، بأمر من جلالة الملك عبدالعزيز آل سعود. توفي عبدالله بن حسن القصيبي متأثراً بمرض السكر الذي أصابه ودفن في مدينة الدمام بالمملكة العربية السعودية بعد أن شيعه أهله وأبناؤه إلى مثواه الأخير رحمه الله تعالى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

القول الجلي في تحقيق مولد سمو الشيخ عيسى بن علي بقلم الباحث بشار الحادي

القول الجلي في تحقيق مولد سمو الشيخ عيسى بن علي وهو سمو الشيخ عيسى بن علي  بن خليفة آل خليفة حاكم البحرين طيب الله ثراه ...