الاثنين، 22 أغسطس 2011

خليـــل بن إبـــراهيـــم كـــانـــــو (1890-1980

ولد بالمنامة وتعلم المبادئ من قراءة وكتابة وخط وحساب كما يظهر أنه تعلم الإنكليزية بمدرسة الإرسالية الأمريكية وبعد أن وجد والده الحاج إبراهيم كانو في ابنه الكفاءة قرر إرساله إلى الخارج للدراسة وذلك في عام 1908م بصحبة السيد علي يتيم وبعد أن وصلا إلى الهند قرر خليل كانو دراسة ميكانيكا السيارات، وأما علي يتيم فقد قرر دراسة الصيدلة في «جامعة عليكرة»، ويظهر أن السبب وراء اختيار هذا التخصص هو بدء صناعة السيارات في العالم، فرأى الشاب خليل كانو ببصيرته الثاقبة أنه سيكون لهذه الآلات دور مهم في تغيير أحداث العالم فلذلك قرر دراسة هذا التخصص.
وبعد بضع سنوات رجع إلى البحرين بعد أن حصل على شهادة معتمدة من الهند في تخصص ميكانيكا السيارات. وبعد أن وصل البحرين عمل بالتجارة فترة إلى حوالي عام 1922 حيث تشير المصادر إلى أنه في هذا العام حصلت بعض حوادث السيارات في البحرين والتي تسببت في إحداث بعض التلفيات ولم يكن في تلك الفترة قانون ينظم حركة المرور، فقررت بلدية المنامة إصدار قانون وتشريع للمرور يُلزم بتعلم السياقة، وكان المدرب آنذاك هو المعتمد السياسي البريطاني في البحرين الميجر ديلي، حيث قام بتدريب عدد من المواطنين، منهم: الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة، وخليل كانو، وعلي يتيم، وغيرهم.
في عام 1922 قرر خليل كانو السفر إلى الهند لدراسة طريقة فك وتركيب الآلات وذلك لدى شركة (موتور اجنسي) حيث كان تطور صناعة السيارات يجري بشكل متسارع. وتشير بعض المصادر إلى أن خليل كانو بعد أن عاد من الهند فكر في عمل شركة مواصلات في البحرين وذلك في أواخر عام 1923م، وقد عرض هذه الفكرة على عدد من التجار فلاقى تجاوباً ملموساً من كثير ممن طرح عليهم الفكرة، ومن المعلوم أنه في تلك الفترة لم يكن الجسر الذي يربط مدينتي المحرق بالمنامة قد أنشىء بعد، فكانت الحركة بين المدينتين مفصولة تماماً، والمواطنون يتم انتقالهم بين المدينتين عن طريق المراكب الشراعية وبعض اللنجات القليلة الموجودة آنذاك. إن فكرة تأسيس شركة مواصلات في المدينتين فكرة رائدة في البحرين والمنطقة، خصوصاً إبان تلك الفترة بسبب قلة عدد السيارات .
عندما وجد التجار المؤيدون لتلك الفكرة طرحت أسهم الشركة، وأطلق عليها اسم «شركة السيارات البرية والمواتر البحرية» وكان رأسمالها يقدر بـ مئة وواحد وعشرين ألف روبية 121.000روبية، وجاء السهم الواحد بقيمة 50 روبية. وممن ساهم في الشركة: السيد علي يتيم، والسيد يوسف عيسى بوحجي، والسيد يعقوب كمال، والسيد محمد جمعة وغيرهم. وبعد أن جمع المال اللازم لتأسيس تلك الشركة عُين لها مجلس إدارة مكون من سبعة أعضاء هم: المدير خليل كانو، المحاسب محمد عبد الرحمن تقي، الأعضاء عبد الرحمن بن محمد الزياني، ومقبل بن عبد العزيز الذكير، وأعضاء آخرون، وقد خصص عدد من الباصات الخشبية لنقل المواطنين من المحرق إلى المنامة وبالعكس، وكذلك تم شراء عدد من اللنجات جلبت من العراق بعد الحرب العالمية الأولى، وكانت للجيش الإنجليزي، وصارت تلك اللنجات تنقل المواطنين من المحرق إلى المنامة وبالعكس، بسعر أربع بيزات (خمسة فلوس) وتلك اللنجات كانت نظيفة ومظللة وترسو بالقرب من الرصيف المخصص لها في المدينتين. ولما كانت مثل هذه الشركات غير مألوفة لدى بعض الناس وكذلك بعض المساهمين فقد أدى ذلك إلى حلها بعد مُضي سنتين فقط أي في أواخر عام 1925م.
بعد ذلك فكر مجلس الإدارة في حل الشركة، وقام خليل كانو واشترى كل الشركة بما فيها من سيارات وباصات خشبية ولنجات وصار هو المالك لها رسمياً، وقامت إدارة الشركة وأعادت الفلوس إلى أصحابها المساهمين، كلٌ حسب الأسهم التي اشتراها، وصار خليل كانو يضطلع بمسئولياتها في توصيل المواطنين عن طريق الباصات واللنجات التي أصبح مالكاً لها.
أما في الثلاثينيات فقد حصل على وكالة شركة فورد للسيارات وعمل بها سنوات طويلة إلى أن صدر قانون المقاطعة وقد كان له دور كبير في تأسيس بنك البحرين الوطني، وغرفة التجارة والصناعة، وبنك البحرين والكويت، وشركة البحرين للتأمين، وشركات عديدة ومشاريع ضخمة يصعب حصرها. من أعماله الخيرية الكثيرة: دعم لجنة تسليح الجيش المصري عام 1955م بمبلغ 4000 روبية، كذلك قام خليل كانو بدعم تجديد بناء بناية جديدة لنادي البحرين الثقافي والرياضي وذلك من خلال تبرعه مبلغ وقدره 1000روبية، وقد توفي خليل بن إبراهيم كانو بعد عمر طويل جاوز فيه التسعين عاماً وهو في كامل صحته وحضور عقله رحمه الله تعالى.
انظر

http://web.alayam.com/newsdetails.aspx?id=8432

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

القول الجلي في تحقيق مولد سمو الشيخ عيسى بن علي بقلم الباحث بشار الحادي

القول الجلي في تحقيق مولد سمو الشيخ عيسى بن علي وهو سمو الشيخ عيسى بن علي  بن خليفة آل خليفة حاكم البحرين طيب الله ثراه ...