هو: الوجيه، المحسن، وتاجر اللؤلؤ المشهور، الشيخ سند بن راشد بن خليفة بن فاضل بن خليفة الكبير التغلبي الوائلي.
أسرته:
أما والده فهو الشيخ راشد بن خليفة بن فاضل بن خليفة الكبير (1136هـ-بعد1186هـ) (1723م -بعد1772م)، أما والدته فلا نعلم من هي بالتحديد هل هي الشيخة آمنة بنت الشيخ أحمد (الفاتح) بن محمد آل خليفة، والدة الشيخ عبد الرحمن بن راشد، أم أن الشيخ راشد بن خليفة قد تزوج زوجة أخرى غيرها، ليس لدينا أي تفاصيل لبُعد الزمن، وأما إخوته وأخواته فكان لديه ثلاثة إخوة وأخت واحدة هم: الشيخ عبد الرحمن بن راشد (1166هـ -1261هـ) (1752م-1845م)، والشيخ مقرن بن راشد (1159هـ-1202هـ) (1746م-1787م)، والشيخ إبراهيم بن راشد، والشيخة عائشة بنت راشد.
المولد والنشأة:
يظهر بأن الشيخ سند بن راشد قد ولد في تل بهيته ببلدة القرين (الكويت)، وبها نشأ وترعرع، وأخذه والده إلى الكُتاب (المطوع) فتعلم مبادئ القراءة والكتابة وبعض الحساب وحفظ قسطاً وافراً من القرآن الكريم. لما أن شب وكبر بدأ والده الشيخ راشد بن خليفة في تعليمه أصول التجارة وأصول البيع والشراء، ثم بدأ الشيخ راشد بتعليمه أصول حرفة اللؤلؤ، كما استفاد من أخيه الأكبر الشيخ عبد الرحمن بن راشد.
الهجرة إلى الزبارة وفتح البحرين:
ومن الأحداث التي عاصرها الشيخ سند بن راشد في فترة صباه تعديات قبيلة بني كعب على أبناء عمه وأهله من قبائل العتوب وعلى سفنهم وأموالهم، وبالتالي فقد أشار جده الشيخ خليفة بن فاضل على أبناء عمه آل خليفة وعلى غيرهم من الأتباع بمغادرة الكويت إلى الزبارة فوافقوا على ذلك وارتحلوا إليها في عام 1182هـ (1768م). وفي عام 1197هـ (1783هـ) فُتحت البحرين على يد الشيخ أحمد بن محمد آل خليفة بمساعدة عدد من القبائل والعشائر، وممن شارك في فتح البحرين الشيخ سند بن راشد، وكان إذ ذاك شاباً يافعاً. وبالتالي فقد قرر الشيخ سند بن راشد وإخوته الانتقال من سُكنى بلدة الزبارة إلى السكن بالمنطقة المسماة بفريج الفاضل بمدينة المنامة، وبعدها ببضع سنين ضاق بهم المكان فانتقل كل من: الشيخ سند بن راشد، والشيخ عبد الرحمن بن راشد، وكذلك الشيخ خليفة بن مبارك، والشيخ راشد بن مبارك، وسكنوا جميعاً بجزيرة المحرق، وبالتحديد في المنطقة الواقعة بين مسجد الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة ومسجد الشيخ عبد الرحمن بن راشد آل فاضل ومسجد ابن عربي (واسمه الأصلي هو مسجد الشيخ محمد بن راشد بن مبارك آل فاضل).
زواجه وأولاده:
تزوج الشيخ سند بن راشد من السيدة مريم بنت عبد الرحمن، ورزق بعدد من الأولاد والبنات هم: الشيخ راشد وتوفي صغيراً ، والشيخ حيدر كذلك توفي صغيراً في السن، والشيخة موضي، والشيخة عفراء، والشيخة شيخة، والشيخة سبيكة، والشيخة مباركة.
ويروي عدد من كبار السن في أسرة آل فاضل أن الشيخ سند بن راشد كان كلما يرزق بأولاد يموتون وهم صغار في السن، وأما البنات فيعيشون، فأشار عليه أحد رجال الدين الشيعة بأن يسمي مولوده القادم "حيدر" فوافق الشيخ سند على مضض، فنذر أنه إذا جاءه ولد يسميه حيدراً وبعد أن ولدت زوجته وسماه حيدراً عاش هذا المولود سبع سنين ثم توفي إلى رحمة الله تعالى، وهذا مما أثر عليه كثيراً وأحزنه، فعلم أن هذه إرادة الله تعالى وسلم الأمر لمن بيده الأمر واستذكر قوله تعالى: (يهب لمن يشاء إناثاً ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكراناً وإناثاً ويجعل من يشاء عقيما) فحمد الله واسترجع وصبر على هذا الابتلاء، فعسى أن يكون هؤلاء الأبناء ذخراً له في الآخرة.
وممن وقفنا على آثاره من أبناء الشيخ سند بن راشد، الشيخة مباركة بنت سند بن راشد التي عاشت بين عامي (1199هـ-بعد 1259هـ) (1785م-بعد 1843م) وكان لها بعض الآثار في الإحسان، ومن ذلك هذه الوثيقة التي تشير إلى أن الشيخة مباركة قد أوقفت البيت الكائن في المحرق على الشيخ عبد الرحمن بن راشد بن عبد الرحمن آل فاضل ثم من بعده على من يؤول إليه الأقرب فالأقرب:
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى حضرة ولاة دائرة الأوقاف نشعر جنابكم في خصوص البيت الذي هو كائن في المحرق وقف مباركة بنت سند بن راشد الفاضل، على الرجل عبد الرحمن بن راشد بن عبد الرحمن الفاضل ثم من بعده على من يؤول إليه الأقرب فالأقرب، نسلاً بعد نسل إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، والذي للبيت من حدود من الشرق الطريق، ومن الجنوب الطريق، ومن الغرب الطريق، ومن الشمال ملاصق لبيت عبد الرحمن بن راشد الفاضل، لتعلمون ذلك، والسلام.
صحيح الداعي لكم
راشد بن إبراهيم الفاضل
* * *
وثيقة الوقفية:
وفيها توقف دائرة الأوقاف السنية بيت الشيخة مباركة بنت سند بن راشد آل فاضل الكائن بفريق المعاودة من المحرق على الشيخ عبد الرحمن راشد آل فاضل، ثم من بعده على من يؤول إليه الأقرب فالأقرب نسلاً بعد نسل، وهذا نصها:
وجه تحرير هذه الوثيقة هو أن دائرة الأوقاف السنية طلبت تسجيل البيت الكائن بفريق المعاودة من المحرق وقفاً على عبد الرحمن راشد الفاضل ثم من بعده على من يؤول إليه الأقرب فالأقرب نسلاً بعد نسل، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها الموقف من مباركة بنت سند بن راشد الفاضل إلا أن وثيقة الوقفية مفقودة، والثابتة وقفيته لدى محكمة البحرين وقد سجلته دائرة الطابو وقفاً حسبما ذكر بعد نشر الإعلان عنه وانتهاء مدته وأصدرت بذلك هذه الوثيقة، متضمنة لما ذكر وهي تبطل جميع الوثائق السابقة له يحده من الشمال بيت ورثة راشد إبراهيم الفاضل، وقسم من بيت جعفر علي الكراشي، والشرق الطريق ثم بقيت الشيخ أحمد بن حمد الخليفة، وقسم يسير من بيت ورثة محمد علي الخليفة، ومن الجنوب الطريق، ثم قسم من بيت حسن عبد الله محرم وأخته حصة وعائشة وبيت يوسف بن خليل وشركاه والبراحة. ومن الغرب الطريق ثم قسم يسير من بيت يوسف بن خليفة بن عبد الرحمن الخليفة وبيت جاسم سالم وبيت عبد الرحمن بن جعفر وشركاه. ومساحته وحدوده مبينة بخارطته الملصوقة بظهر هذه الوثيقة.
تحريراً في 13 رمضان 1367 الموافق 19 يوليو 1948م.
سلمت بيد الحاج محمد بن مبارك الفاضل
* * *
وثيقة شراء:
يشتري فيها الشيخ سند بن راشد آل فاضل نصف الصرمة المعلومة بينهما المعروفة بـ"صر الراس" الكائنة بسيحة القرية من سترة من الحاج علي بن عبد الله القروي الستراوي مع أخيه موسى، وهذا نص ما ورد في الوثيقة:
بسم الله
مضمون هذه الحجة الشرعية أنه قد باع الرجل الأكرم الحاجي علي بن عبد الله القروي الستراوي مع أخيه موسى، جناب الشيخ المسعد شيخنا الشيخ سند بن الشيخ راشد بن الشيخ خليفة، نصف الصرمة المعلومة بينهما المعروفة بـ"صر الراس" الكاينة بسيحة القرية من سترة، بجميع ما للنصف من حدود وحقوق، وتوابع واللواحق، من نخيل وفسيل وصنا وماء وأرض وسماء ومجرى ومرمى، وجميع ما يعد وينسب له في الشرع والعرف واللغة على العموم والاطلاق بثمن قدره وعده ألف محمدية وأربع ماية محمدية، نصف ذلك سبعماية محمدية من السالك في المعاملة، بيعاً صحيحاً شرعياً مشتملاً على أركان الصحة من إيجاب وقبول وقبض وإقباض بالتخلية الشرعية، وإسقاط جميع الغبن والأيمان والدعاوي والخيارات، مطلقاً فبذلك لم يبق للبايع حق ولا مستحق، ولا دعوى ولا جهالة بل صار ملك المشتري يتصرف فيه حيث شاء كتصرف الملاك في أملاكهم وذوي الحقوق في حقوقهم وحرر البيع باليوم التاسع شهر ربيع الثاني سنة 1199هـ (19/2/1785م) وكتب شاهداً الأقل عبد الله بن محمد بن عبد النبي الستراوي الختم.
وقع ذلك البيع بمحضري وأنا الأقل مرهون بن يوسف بن علي القروي الستراوي الختم.
وقع البيع بمحضري رايح بن ظاعن الختم.
(بناء على ما تقرر بالقضيتين رقم 558/1368هـ ورقم 1040/1972م والقضية المستأنفة أصبحت الصرمة المذكورة بهذه الوثيقة وقفاً من أثلاث الفاضل حيث ثبت ذلك شرعاً قضاة محكمة الاستئناف العليا الشرعية الختم الختم الختم).
* * *
استدراك وتصحيح:
أول من نشر هذه الوثيقة كانت الشيخة مي بنت محمد الخليفة في كتابها (محمد بن خليفة الأسطورة والتاريخ الموازي) (ص777) : حيث تقول معلقة عليها: "وثيقة لأرض وقعها ثلاثة أفراد من عائلة الفاضل تاريخها 1731م".
ولي ملاحظتان على هذا الكلام:
الملاحظة الأولى: هذه الوثيقة لم يوقعها ثلاثة من أسرة آل فاضل، بل لم يذكر فيها إلا شخص واحد منهم وهو المترجم له الشيخ سند بن الشيخ راشد بن خليفة آل فاضل، وهو لم يوقع الوثيقة.
الملاحظة الثانية: على كلام الشيخة مي أن تاريخ الوثيقة ليس هو عام 1731م كما أشارت ويظهر بأنها قرأت التاريخ الهجري بعام 1144هـ والصحيح أن التاريخ هو 9/4/1199هـ الموافق (19/2/1785م) حيث تمت مقارة الوثيقة مع مجموعة من الوثائق لنفس كاتب الوثيقة فتبين أن التاريخ الصحيح هو 1199هـ وليس 1144هـ كما يدعي ذلك البعض.
أضف إلى ذلك أن والد سند بن راشد وهو الشيخ راشد بن خليفة بن فاضل بن خليفة الكبير قد ولد في حوالي العام 1136هـ (1723م) فعلى هذا فكيف يرزق بولده سند وهو ابن أربع سنوات فقط هذا محال!! وبالتالي فإن الوثيقة لا تصح بتاريخ 1144هـ لا خطاً من حيث الكتابة، ولا عقلاً حيث أن والده راشد كان صغيراً في السن حينها.
الملاحظة الثالثة: ورد في الوثيقة الآنفة المرسلة من راشد بن إبراهيم الفاضل إلى دائرة الأوقاف السنية والتي يشير فيها إلى أن البيت الكائن في المحرق الموقوف من الشيخة مباركة بنت سند بن راشد آل فاضل هو وقف على الشيخ عبد الرحمن بن راشد بن عبد الرحمن الفاضل ونص الوثيقة يقول:
"إلى حضرة ولاة دائرة الأوقاف نشعر جنابكم في خصوص البيت الذي هو كائن في المحرق وقف مباركة بنت سند بن راشد الفاضل، على الرجل عبد الرحمن بن راشد بن عبد الرحمن الفاضل، ثم من بعده على من يؤول إليه الأقرب فالأقرب، نسلاً بعد نسل"
السؤال المطروح الآن إذا كان الشيخ سند بن راشد رجلاً في عام 1144هـ حسب الوثيقة الآنفة ولنفترض أن عمره حينها كان 30 عاماً فيكون من مواليد عام 1114هـ (1702م) ولنفترض أنه رزق بابنته الشيخة مباركة في سن 20 سنة، حيث كان الأوائل يتزوجون مُبكراً، فتكون الشيخة مباركة بنت سند على هذا الافتراض من مواليد عام 1134هـ (1721م)، فكيف توصي الشيخة مباركة بنت سند حسب ما ورد في الوثيقة الآنفة ببيتها للشيخ عبد الرحمن بن راشد بن عبد الرحمن آل فاضل الذي عاش بين عامي (1259-بعد 1303) (1843م-بعد 1885م) فيجب على هذا الافتراض أن تعيش الشيخة مباركة بنت سند لكي تدرك ولادة الشيخ عبد الرحمن بن راشد بن عبد الرحمن المذكور 125سنة، وهذا مستحيل؟!! مما يدل على بطلان هذا التاريخ (1144هـ)، وبالتالي فإن هذا التاريخ لا يصح على جميع المقاييس، والصواب أنه 1199هـ كما أوضحنا آنفاً.
وفاته:
توفي الشيخ سند بن راشد آل فاضل في المحرق وبمقبرتها دفن بعد أن شيعه أهله إلى مثواه الأخير رحمه الله تعالى.
المصدر: آل فاضل العتوب، بشار الحادي
أسرته:
أما والده فهو الشيخ راشد بن خليفة بن فاضل بن خليفة الكبير (1136هـ-بعد1186هـ) (1723م -بعد1772م)، أما والدته فلا نعلم من هي بالتحديد هل هي الشيخة آمنة بنت الشيخ أحمد (الفاتح) بن محمد آل خليفة، والدة الشيخ عبد الرحمن بن راشد، أم أن الشيخ راشد بن خليفة قد تزوج زوجة أخرى غيرها، ليس لدينا أي تفاصيل لبُعد الزمن، وأما إخوته وأخواته فكان لديه ثلاثة إخوة وأخت واحدة هم: الشيخ عبد الرحمن بن راشد (1166هـ -1261هـ) (1752م-1845م)، والشيخ مقرن بن راشد (1159هـ-1202هـ) (1746م-1787م)، والشيخ إبراهيم بن راشد، والشيخة عائشة بنت راشد.
المولد والنشأة:
يظهر بأن الشيخ سند بن راشد قد ولد في تل بهيته ببلدة القرين (الكويت)، وبها نشأ وترعرع، وأخذه والده إلى الكُتاب (المطوع) فتعلم مبادئ القراءة والكتابة وبعض الحساب وحفظ قسطاً وافراً من القرآن الكريم. لما أن شب وكبر بدأ والده الشيخ راشد بن خليفة في تعليمه أصول التجارة وأصول البيع والشراء، ثم بدأ الشيخ راشد بتعليمه أصول حرفة اللؤلؤ، كما استفاد من أخيه الأكبر الشيخ عبد الرحمن بن راشد.
الهجرة إلى الزبارة وفتح البحرين:
ومن الأحداث التي عاصرها الشيخ سند بن راشد في فترة صباه تعديات قبيلة بني كعب على أبناء عمه وأهله من قبائل العتوب وعلى سفنهم وأموالهم، وبالتالي فقد أشار جده الشيخ خليفة بن فاضل على أبناء عمه آل خليفة وعلى غيرهم من الأتباع بمغادرة الكويت إلى الزبارة فوافقوا على ذلك وارتحلوا إليها في عام 1182هـ (1768م). وفي عام 1197هـ (1783هـ) فُتحت البحرين على يد الشيخ أحمد بن محمد آل خليفة بمساعدة عدد من القبائل والعشائر، وممن شارك في فتح البحرين الشيخ سند بن راشد، وكان إذ ذاك شاباً يافعاً. وبالتالي فقد قرر الشيخ سند بن راشد وإخوته الانتقال من سُكنى بلدة الزبارة إلى السكن بالمنطقة المسماة بفريج الفاضل بمدينة المنامة، وبعدها ببضع سنين ضاق بهم المكان فانتقل كل من: الشيخ سند بن راشد، والشيخ عبد الرحمن بن راشد، وكذلك الشيخ خليفة بن مبارك، والشيخ راشد بن مبارك، وسكنوا جميعاً بجزيرة المحرق، وبالتحديد في المنطقة الواقعة بين مسجد الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة ومسجد الشيخ عبد الرحمن بن راشد آل فاضل ومسجد ابن عربي (واسمه الأصلي هو مسجد الشيخ محمد بن راشد بن مبارك آل فاضل).
زواجه وأولاده:
تزوج الشيخ سند بن راشد من السيدة مريم بنت عبد الرحمن، ورزق بعدد من الأولاد والبنات هم: الشيخ راشد وتوفي صغيراً ، والشيخ حيدر كذلك توفي صغيراً في السن، والشيخة موضي، والشيخة عفراء، والشيخة شيخة، والشيخة سبيكة، والشيخة مباركة.
ويروي عدد من كبار السن في أسرة آل فاضل أن الشيخ سند بن راشد كان كلما يرزق بأولاد يموتون وهم صغار في السن، وأما البنات فيعيشون، فأشار عليه أحد رجال الدين الشيعة بأن يسمي مولوده القادم "حيدر" فوافق الشيخ سند على مضض، فنذر أنه إذا جاءه ولد يسميه حيدراً وبعد أن ولدت زوجته وسماه حيدراً عاش هذا المولود سبع سنين ثم توفي إلى رحمة الله تعالى، وهذا مما أثر عليه كثيراً وأحزنه، فعلم أن هذه إرادة الله تعالى وسلم الأمر لمن بيده الأمر واستذكر قوله تعالى: (يهب لمن يشاء إناثاً ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكراناً وإناثاً ويجعل من يشاء عقيما) فحمد الله واسترجع وصبر على هذا الابتلاء، فعسى أن يكون هؤلاء الأبناء ذخراً له في الآخرة.
وممن وقفنا على آثاره من أبناء الشيخ سند بن راشد، الشيخة مباركة بنت سند بن راشد التي عاشت بين عامي (1199هـ-بعد 1259هـ) (1785م-بعد 1843م) وكان لها بعض الآثار في الإحسان، ومن ذلك هذه الوثيقة التي تشير إلى أن الشيخة مباركة قد أوقفت البيت الكائن في المحرق على الشيخ عبد الرحمن بن راشد بن عبد الرحمن آل فاضل ثم من بعده على من يؤول إليه الأقرب فالأقرب:
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى حضرة ولاة دائرة الأوقاف نشعر جنابكم في خصوص البيت الذي هو كائن في المحرق وقف مباركة بنت سند بن راشد الفاضل، على الرجل عبد الرحمن بن راشد بن عبد الرحمن الفاضل ثم من بعده على من يؤول إليه الأقرب فالأقرب، نسلاً بعد نسل إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، والذي للبيت من حدود من الشرق الطريق، ومن الجنوب الطريق، ومن الغرب الطريق، ومن الشمال ملاصق لبيت عبد الرحمن بن راشد الفاضل، لتعلمون ذلك، والسلام.
صحيح الداعي لكم
راشد بن إبراهيم الفاضل
* * *
وثيقة الوقفية:
وفيها توقف دائرة الأوقاف السنية بيت الشيخة مباركة بنت سند بن راشد آل فاضل الكائن بفريق المعاودة من المحرق على الشيخ عبد الرحمن راشد آل فاضل، ثم من بعده على من يؤول إليه الأقرب فالأقرب نسلاً بعد نسل، وهذا نصها:
وجه تحرير هذه الوثيقة هو أن دائرة الأوقاف السنية طلبت تسجيل البيت الكائن بفريق المعاودة من المحرق وقفاً على عبد الرحمن راشد الفاضل ثم من بعده على من يؤول إليه الأقرب فالأقرب نسلاً بعد نسل، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها الموقف من مباركة بنت سند بن راشد الفاضل إلا أن وثيقة الوقفية مفقودة، والثابتة وقفيته لدى محكمة البحرين وقد سجلته دائرة الطابو وقفاً حسبما ذكر بعد نشر الإعلان عنه وانتهاء مدته وأصدرت بذلك هذه الوثيقة، متضمنة لما ذكر وهي تبطل جميع الوثائق السابقة له يحده من الشمال بيت ورثة راشد إبراهيم الفاضل، وقسم من بيت جعفر علي الكراشي، والشرق الطريق ثم بقيت الشيخ أحمد بن حمد الخليفة، وقسم يسير من بيت ورثة محمد علي الخليفة، ومن الجنوب الطريق، ثم قسم من بيت حسن عبد الله محرم وأخته حصة وعائشة وبيت يوسف بن خليل وشركاه والبراحة. ومن الغرب الطريق ثم قسم يسير من بيت يوسف بن خليفة بن عبد الرحمن الخليفة وبيت جاسم سالم وبيت عبد الرحمن بن جعفر وشركاه. ومساحته وحدوده مبينة بخارطته الملصوقة بظهر هذه الوثيقة.
تحريراً في 13 رمضان 1367 الموافق 19 يوليو 1948م.
سلمت بيد الحاج محمد بن مبارك الفاضل
* * *
وثيقة شراء:
يشتري فيها الشيخ سند بن راشد آل فاضل نصف الصرمة المعلومة بينهما المعروفة بـ"صر الراس" الكائنة بسيحة القرية من سترة من الحاج علي بن عبد الله القروي الستراوي مع أخيه موسى، وهذا نص ما ورد في الوثيقة:
بسم الله
مضمون هذه الحجة الشرعية أنه قد باع الرجل الأكرم الحاجي علي بن عبد الله القروي الستراوي مع أخيه موسى، جناب الشيخ المسعد شيخنا الشيخ سند بن الشيخ راشد بن الشيخ خليفة، نصف الصرمة المعلومة بينهما المعروفة بـ"صر الراس" الكاينة بسيحة القرية من سترة، بجميع ما للنصف من حدود وحقوق، وتوابع واللواحق، من نخيل وفسيل وصنا وماء وأرض وسماء ومجرى ومرمى، وجميع ما يعد وينسب له في الشرع والعرف واللغة على العموم والاطلاق بثمن قدره وعده ألف محمدية وأربع ماية محمدية، نصف ذلك سبعماية محمدية من السالك في المعاملة، بيعاً صحيحاً شرعياً مشتملاً على أركان الصحة من إيجاب وقبول وقبض وإقباض بالتخلية الشرعية، وإسقاط جميع الغبن والأيمان والدعاوي والخيارات، مطلقاً فبذلك لم يبق للبايع حق ولا مستحق، ولا دعوى ولا جهالة بل صار ملك المشتري يتصرف فيه حيث شاء كتصرف الملاك في أملاكهم وذوي الحقوق في حقوقهم وحرر البيع باليوم التاسع شهر ربيع الثاني سنة 1199هـ (19/2/1785م) وكتب شاهداً الأقل عبد الله بن محمد بن عبد النبي الستراوي الختم.
وقع ذلك البيع بمحضري وأنا الأقل مرهون بن يوسف بن علي القروي الستراوي الختم.
وقع البيع بمحضري رايح بن ظاعن الختم.
(بناء على ما تقرر بالقضيتين رقم 558/1368هـ ورقم 1040/1972م والقضية المستأنفة أصبحت الصرمة المذكورة بهذه الوثيقة وقفاً من أثلاث الفاضل حيث ثبت ذلك شرعاً قضاة محكمة الاستئناف العليا الشرعية الختم الختم الختم).
* * *
استدراك وتصحيح:
أول من نشر هذه الوثيقة كانت الشيخة مي بنت محمد الخليفة في كتابها (محمد بن خليفة الأسطورة والتاريخ الموازي) (ص777) : حيث تقول معلقة عليها: "وثيقة لأرض وقعها ثلاثة أفراد من عائلة الفاضل تاريخها 1731م".
ولي ملاحظتان على هذا الكلام:
الملاحظة الأولى: هذه الوثيقة لم يوقعها ثلاثة من أسرة آل فاضل، بل لم يذكر فيها إلا شخص واحد منهم وهو المترجم له الشيخ سند بن الشيخ راشد بن خليفة آل فاضل، وهو لم يوقع الوثيقة.
الملاحظة الثانية: على كلام الشيخة مي أن تاريخ الوثيقة ليس هو عام 1731م كما أشارت ويظهر بأنها قرأت التاريخ الهجري بعام 1144هـ والصحيح أن التاريخ هو 9/4/1199هـ الموافق (19/2/1785م) حيث تمت مقارة الوثيقة مع مجموعة من الوثائق لنفس كاتب الوثيقة فتبين أن التاريخ الصحيح هو 1199هـ وليس 1144هـ كما يدعي ذلك البعض.
أضف إلى ذلك أن والد سند بن راشد وهو الشيخ راشد بن خليفة بن فاضل بن خليفة الكبير قد ولد في حوالي العام 1136هـ (1723م) فعلى هذا فكيف يرزق بولده سند وهو ابن أربع سنوات فقط هذا محال!! وبالتالي فإن الوثيقة لا تصح بتاريخ 1144هـ لا خطاً من حيث الكتابة، ولا عقلاً حيث أن والده راشد كان صغيراً في السن حينها.
الملاحظة الثالثة: ورد في الوثيقة الآنفة المرسلة من راشد بن إبراهيم الفاضل إلى دائرة الأوقاف السنية والتي يشير فيها إلى أن البيت الكائن في المحرق الموقوف من الشيخة مباركة بنت سند بن راشد آل فاضل هو وقف على الشيخ عبد الرحمن بن راشد بن عبد الرحمن الفاضل ونص الوثيقة يقول:
"إلى حضرة ولاة دائرة الأوقاف نشعر جنابكم في خصوص البيت الذي هو كائن في المحرق وقف مباركة بنت سند بن راشد الفاضل، على الرجل عبد الرحمن بن راشد بن عبد الرحمن الفاضل، ثم من بعده على من يؤول إليه الأقرب فالأقرب، نسلاً بعد نسل"
السؤال المطروح الآن إذا كان الشيخ سند بن راشد رجلاً في عام 1144هـ حسب الوثيقة الآنفة ولنفترض أن عمره حينها كان 30 عاماً فيكون من مواليد عام 1114هـ (1702م) ولنفترض أنه رزق بابنته الشيخة مباركة في سن 20 سنة، حيث كان الأوائل يتزوجون مُبكراً، فتكون الشيخة مباركة بنت سند على هذا الافتراض من مواليد عام 1134هـ (1721م)، فكيف توصي الشيخة مباركة بنت سند حسب ما ورد في الوثيقة الآنفة ببيتها للشيخ عبد الرحمن بن راشد بن عبد الرحمن آل فاضل الذي عاش بين عامي (1259-بعد 1303) (1843م-بعد 1885م) فيجب على هذا الافتراض أن تعيش الشيخة مباركة بنت سند لكي تدرك ولادة الشيخ عبد الرحمن بن راشد بن عبد الرحمن المذكور 125سنة، وهذا مستحيل؟!! مما يدل على بطلان هذا التاريخ (1144هـ)، وبالتالي فإن هذا التاريخ لا يصح على جميع المقاييس، والصواب أنه 1199هـ كما أوضحنا آنفاً.
وفاته:
توفي الشيخ سند بن راشد آل فاضل في المحرق وبمقبرتها دفن بعد أن شيعه أهله إلى مثواه الأخير رحمه الله تعالى.
المصدر: آل فاضل العتوب، بشار الحادي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق