العدد 1097 السبت 26 صفر 1430 هـ - 21 فبراير 2009
رحلة عبدالله المير والفنون الشعبيةالليــوة والطنبـورة مـن الأصــول الإفريقيــة إلــى البحرنــة 1-2
اعداد: عبدالعزيز صويلح ـ قسم الدراسات والتطوير:
اندثر كثير من الفنون الشعبية بسبب عدم الاهتمام من قبل ممارسيها من الفنانين وعدم رعاية الجهات المسؤولة للفرق الشعبية. ومن الفرق الشعبية التي تقاوم الظروف الصعبة من أجل البقاء وحب صاحبها للفنون الشعبية ''فرقة عبدالله المير لفن الليوة والطنبورة والجربة والكاسر''. الفن الشعبي مداخلة عقلية جنونية لا يفتن به إلا متذوقوه أياً كان نوع ذلك الفن. وعبدالله بن عبدالرحمن المير فنان شعبي قضى عمره متذوقاً للفنون البحرينية الشعبية بمختلف أنواعها، وقدم الكثير من الخدمات من خلال اهتمامه بهذا الفن محافظاً على التراث الشعبي البحريني، وهو من مواليد مدينة المحرق سنة .1950بدأ اهتمامه بفنون الطرب الشعبي منذ سنة 1965 وكان عمره 15 سنة، حيث شارك وهو في هذا العمر مع فرقة ''خميسة بنت ريحان''، التي تعتبر فرقتها من أشهر الفرق الشعبية في البحرين والمختصة بتأدية فن الدزِّة والعاشوري، وكان مقر هذه الفرقة في المحرق بالقرب من بيت حسين شويطر. ثم التحق الفنان عبدالله المير بفرقة الفنان ''خميس بن صقر ''المتخصصة بفن الليوة والطنبورة، وذكر عبد الله أن من أعضاء الفرقة المشهورين عازف الصرناي ''كافور بن مبارك'' ابن أخت ''خميس بن صقر'' رئيس الفرقة، والاثنان بحرينيان ممن عمل لدى الشيخ خليفة بن سلمان، ومن مشاهير عازفي الصرناي في هذه الفرقة أيضاً ''ناصر بوقحوص''. وكان ميدان الفرقة الذي تقدم فيه عروضها الفنية أول ما تأسست في فريق ''عين سمادوه'' بالمحرق.وبعد سنوات انتقلت الفرقة إلى المنامة في منطقة ''تيلي غراف''، بالقرب من فندق عمر الخيام، وفي هذه المنطقة كانت توجد مجموعة من الفرق الشعبية، وكانت الفرق تمارس الفن أسبوعياً كل يوم خميس وجمعة والحضور للجمهور مجاني، وكان لكل فرقة الميدان المخصص لها لتقديم عروضها الفنية، وكان عبدالله المير وقتها مساعداً لرئيس الفرقة ''خميس بن صقر''، وكان يشارك مع الفرقة عند قيامها بتقديم عروضها الأسبوعية أو في حفلات الزواج والمناسبات الرسمية التي تدعى لها. ولقد كتبت هذه المقالة إثر مقابلة أجريت مع مؤسس الفرقة وصاحبها الفنان القدير عبدالله المير بشأن اهتماماته بهذا الفن، وفن الليوة والطنبورة وتاريخ ظهورها في البحرين وعلاقته بهذا الفن. يقول المير إنه لايزال مهتماً بهذا الفن، إذ وجد هذا الفن بدأ يندثر بسبب موت الغالب من رواده أو كبر سن من تبقى منهم، كما أن الكثير منهم تركوا هذا الفن؛ مما أدى إلى اختفاء الكثير من الفرق التي كانت في الماضي تمارس هذا الفن. ومن كثرة حبه لهذا الفن (فن الليوة والطنبورة) حاول أن يحافظ عليه بكل إمكاناته المادية وعبر علاقاته الشخصية مع محبيه ومتعاطيه، وحتى لا ينتهي هذا الفن في البحرين الأكثر شهرة بدول الخليج، أسس ''فرقة عبدالله المير لفن الليوة والطنبورة والجربة والكاسر''.والفرقة رسمية ومعترف بها ومسجلة بإدارة الثقافة والفنون بوزارة الإعلام بشهادة تثبت أنها إحدى الفرق البحرينية الشعبية التي تزاول الطرب الشعبي وتسعى للمحافظة عليه.مصادر الفن الليوة أصلها سواحلية ممباسية وليست بحرينية، أما الطنبورة فهي نوبية من النوبة (وتسمى النوبان) ولقد أتى بهذه الفنون لمملكة البحرين العبيد الذين جلبوا من إفريقية لخدمة آل خليفة وتجار البحرين.وأشهر من أسس فرق الليوة والطنبورة أحد عبيد ''عائلة الفليفل'' واسمه ''سالم عبد الفليفل'' وكان فوندي (يضرب على الصرناي)، وكانت تشاركه زوجته واسمها ''سعاد''، وكان مقر الفرقة في المحرق في ''فريق البنعلي ''عند بيت ''إسماعيل بن دواس'' بالقرب من عيادة الدكتور ''وديا''. ومن أشهر الفرق أيضاً فرقة أحد عبيد ''عائلة المشاري'' واسمه ''مبارك عبد المشاري'' وكان فوندي (يضرب على الصرناي)، وهو صاحب الفرقة. ولقد عزف أغنية على عمته بعد أن تشاجر معها واسمها ''خديجة بنت عبداللطيف المشاري'' من أهل ''البسيتين'' بالمحرق، وكان سبب الخلاف بينهما الأغاني التي كان يغنيها. فأعطته شيئا يسمى كبوت (أكله شعبية بحرينية) فأكلها، وأوشك بسببها على الموت، فقال لها في إحدى شيلات الفرقة:بنت أم سومبه خديجة المقلية عطتني صحن الكبوت بغيت أموت كلته ما خلته بنت أم سومبه جدرك عند الصفار إرقعونه.ومن شيلات عبد المشاري أيضاً: ست المشاري رماني مريم ومحمد وعيسى منصور وقالوا يماني الله يرمي من رماني عرش المقايضة بنوها وأنا الفقير هملوني يمه لا تبكين عليه والموت مكتوب عليه.مشاكلوعن بعض ما صادف الفرقة من مصاعب يروي المير: كانت الفرقة مدعوة للعزف في أحد الاحتفالات الوطنية في ''حديقة الأندلس'' لمدة يومين، ونزلت أنا وأعضاء الفرقة في اليوم الأول من الباص (الحافلة) وجلسنا في المكان المخصص لنا لتقديم العرض. وفي أثناء ذلك تعرض واحد من أهل الكويت للفوندي وقال له: هذا الصرناي بكم اتبيعه فقال الفوندي: بخمس مائة روبية، فقال الكويتي: أعطيك عنه أربع مائة فرفض الفوندي وأصر على الخمس مائة فوافق الكويتي على السعر وشراه وأخذ الصرناي منه. وجاء الفوندي وجلس معنا وسألني اليوم بتعزفون عبدالله؟ قلت له: نعم بنعزف وإلا كيف جئنا؟ ما تشوف أحنه نحمي لطبول. فقال: لماذا لا تؤجلون إلى بكرة فقلت له: ليش إلى بكرة على كيفنا؟ هذا وقت محدد وأنت ليش أتريدنا بكرة نعزف؟ فقال: أنا بعت الصرناي على كويتي! ولله الحمد أنا كان عندي صرناي آخر في البيت فأرسلت أحد أعضاء الفرقة وأحضره وعزفنا، وأكملنا ذلك اليوم بسلام''.وفي اليوم الثاني بعد ما نزلنا من الباص، اختلى الكويتي بالفوندي وطلب منه شراء منارة الصرناي (المنارة: تصنع من الفضة، وتوضع على رأس الصرناي وينفخ فيها ليخرج صوت النغمة المعزوفة). وقال للفوندي: خوش منارة اتبيعني إياها، فقال له الفوندي: اصبر إلى المغرب، فقال الكويتي: أنا بسافر الحين وأنا باعطيك مائة روبية عنها. فوافق الفوندي وأخذ منه الكويتي المنارة، وجاء وجلس مع أعضاء الفرقة وهم يستعدون للعزف وقال لهم: ألا اتحمون لطبول اليوم بتعزفون؟ فقالوا له اليوم بنعزف، فقال: أجلوا العزف إلى بكرة وقلت له: ليش؟ (لماذا؟) قال: أنا بعت المنارة! وقلت له: كيف اتبيع المنارة وهي ليست لك فقال: أنا يا عبدالله فقير وحصلت على المبلغ وبعتها. فأرسلت أحد أعضاء الفرقة وأحضر منارة أخرى من البيت، وأكملنا ذلك اليوم بسلام''.نشاطات الماضيفرق الليوة والطنبورة في الماضي لم تكن تدعى في احتفالات الزواج وغيره. كانت تدعى فقط في احتفالات عيد الجلوس وأيام عيدي الأضحى والفطر، حيث كان أعضاء الفرق يتنقلون في أيام الأعياد ويعزفون عند بيوت الشيوخ والتجار، وعندما يتزوج واحد من أعضاء الفرقة يعزفون له. وفي بعض الحالات يدعون للعزف عصرية عند وجود نذر على واحد.في الماضي (في الستينات والسبعينات) كان يدفع للفرقة 120 روبية (الروبية عملة هندية كانت تتداول في البحرين كعملة رسمية)، وإذا كان أهل البيت كرماء دفعوا 150 روبية، ويقدم لأعضاء الفرقة أيضاَ الغداء والعشاء. ويبدأ العزف من عصرية الخميس وليلة الجمعة ويوم الجمعة، وكان أعضاء الفرقة لا يهمهم المال، إذ كانوا يذهبون حباً للفن والكيف، ويعزفون إلى أن يقول لهم أهل البيت مشكورين، وإلا استمروا في العزف، وكان من حبهم لهذا الطرب أن تواصل الفرقة العزف إلى أن يتم إغلاق الأنوار وتضطر الفرقة للتوقف عن العزف. المكان الذي يعزف فيه أهل الزار يسمى ''مكيد'' ويكون إما في بيت أو في برستي أو حجرة، ومن يقدم هذا الطرب بدون زار فمكان العزف يسمى ميدان، والذي سمي فن الفرقة نسبة له وهو ''مداندوه'' - أي مشتق من كلمة الميدان-، أما الليوة فيعود اسمها للواء الذي تحمله الفرقة عندما تذهب لتقديم عروضها وهو العلم أو البنديرة. من عادات الفرق في الماضي تقديم عروضها في كل يوم جمعة. وفي إحدى المرات تأخرت رئيسة إحدى الفرق وكانت تدعى أم أزمم، إذ لا يمكن لأعضاء فرقة الليوة والطنبورة العزف دون حضور رئيس أو رئيسة الفرقة، فانتظرها أعضاء الفرقة إلى أن تأتي، وعندما طلت عليهم من بعيد وشاهدها الفوندي قادمة قام بعزف هذه الشيلة.نمير مو كل السبب نمير مو لا إله الله وأم أزمم توهى يا يه.ومن شيلات الليوة المشهورة: شرياصي طار عني شرياصي والله لا صيده واغني ودق له هيله شلح بكرانه خالي بقى الوكر خاليوالله لا صيده واغني ودق له هيله شلح بسبوقة خالي بقى الوكر خالي والله لا صيده واغني ودق له هيله. ومن شيلات الطنبورة: يه يلا لا ست المشاري رماني يه يلا لا مريم ومحمد وعيسيمنصور وقالوا يمانيالله يرمي من رماني عرش المقاضة بنوها وأنا الفقير هملوني يمه لا تبكين عليهوالموت مكتوب عليه حفرت قبري برجلي بين مكة والمدينة منصور وقالوا يمانيشربت فيمتوويروي المير أنه و''عيسى أوشير'' و''أحمد الفردان ''منذ الستينات عملوا كل في جهة على محاولة توصيل الليوة للأهالي، وحثهم على إشراكها في أفراحهم. وكان الهدف من ذلك توصيل هذا الفن للناس ليتذوقوه ويستمتعوا به، لكونه جزءا من التراث الفني للبحرين والذي أوشك على الانقراض. ومن جهة كان المير كلما رأى بيتاً من بيوت المحرق يضع زينة العرس من سعف نخيل وإنارة على الباب ''اسأل أهل البيت إذا كانوا يردوننا أن نعزف لهم ليوه، والغالب منهم يرفض بسبب كون هذا اللون من الفن خاص بالعبيد ولا يطرب العامة، وبعضهم يوافق ولكن مشكلته عدم توفر الإمكانية المادية لدفع مصاريف الفرقة''، فيرد عليهم، بأنهم لا يريدون ''أفلوس عليكم، فقط نريد أن نعزف ونستأنس ونشارككم فرحتكم، فقط أحضروا لنا عصير برتقال أو فيمتو (شربت) وماء بارد وهذا يكفي''.وإذا تم التفاهم مع أهل البيت وأخذ موافقتهم، يتصل بأعضاء الفرقة للحضور في ذلك اليوم، وتقدم الفرقة عروضها أمام باب البيت على الأرض، وعندما الانتهاء يقدم بعض الأهالي الميسورين من كثرة فرحهم العشاء، وكان من حبه لهذا الفن يعطى من جيبه الفوندي 10 روبيات ومن يدق الطبل يعطيه 3 روبيات. وذكر عبدالله تعليقاً على ذلك بأن طريقة توصيل هذا الفن للأهالي وهذا التفاعل معهم، حدث في الستينات عندما كانت وزارة الإعلام في الجفير وكان الشيخ عيسى بن راشد مسؤول عن الفنون بوزارة الإعلام.آلات الليوة و الطنبورةعدد آلات الليوة 5 وهي كالتالي:1- الصرناج أو الصرناي أو المزمار: فعند البلوش والعوام يسمى صرناج وعند العرب في دبي وعمان يسمى مزمار في البحرين يسمى الصرناج، ولأهمية هذه الآلة في الفرقة فقد وجد للعازف عليها دون بقية أعضاء الفرقة اسم خاص وهو الفوندي.2 - طبل الليوة العود: ويسمى مذكور، ويدق عليه بجريدتين.3 - لمساندة: وهو طبل طويل يربط حول البطن، ويدق عليه باليد. 4 - الجابوة: وهو طبل يشبه لمساندة ولكنه أقصر منه، يربط حول البطن، ويدق عليه باليد.5 - البيب (لتنكه): ويسمى في القديم (باتو)، ويدق عليه بجريدتين.عازفو هذه الآلات هم أساس فرقة الليوه، والمشاركون الباقون من الرجال تسمى حركتهم لعباً أما النساء فتسمى رقصاً، كما أن الرجال والنساء المشاركين يرددون الشيلات التي يعزفها الفوندي، وتبدأ الشيلات حسب الأغنية المعزوفة، ويمكن أن يلقن الأغنية واحد من الرجال المشاركين في اللعب.وعدد آلات الطنبورة 6 وهي كالتالي:1 - الطنبورة: وهي آلة وترية. 2 - والمنجور: ويصنع من أظلاف الماعز، التي ثبتت على قطعة من الخيش أو القماش وتربط في وسط أحد الرجال المختصين، وبطريقة هزة الخصر المربوط حوله يعمل خرخشه ذات نغمة مميزة تنسجم مع العزف على الطنبورة. 3 - أربعة طبول كل اثنين على جنب من جوانب عازف الطنبورة.نزاع على حق ممارسة الفنولقد حدثت لعبدالله مشكلة مع ''مفتاح مرزوق بوسمرة ''الذي كان يرأس فرق الليوة في البحرين قبل أكثر من 25 سنة باعتباره عميد أفارقة البحرين، وكتبت عن تلك المشكلة الصحافة وعرفها الجميع، وهي أن ''مفتاح بوسمرة ''استنكر واحتج على عبدالله لممارسته فن الليوة وهو ليس بأفريقي الأصل، لأن هذا الفن يمارسه ويختص به ذوي الأصول الإفريقية بمملكة البحرين فقط. اعتبر مفتاح بوسمرة عبدالله دخيلاً على الليوة. ويستعرض المير تفاصيل هذه المشكلة فيقول بأنه عندما كان صغير السن كان يذهب لبيت مفتاح مرزوق بوسمرة والأخير يترأس البحرينيون الأفارقة بالمملكة ومعين بذلك من مستشار حكومة البحرين. عندما سمع أهل عبدالله بذهابه إلى بيت بوسمرة ذهب للأخير والده وقال له: نحن أناس تجار وأغنياء وليس عملنا الليوة وتأخذ ولدنا وتشركه في الفرقة و''تفشلنه'' وتعلمه الليوة، الحين إلي صار صار، ولكن أرجو منك أن تطرده إذا جاءك ولا تعلمه على الليوة، ورد مفتاح بأنه لا يطرد أحداً، وبيته مفتوح للأول والتالي (للجميع)، و''يا عبدالرحمن المير أنت أتريد تشتكي روح عندك مركز الشرطة''، فقال له الوالد: أنا لا أشتكي. أنا سأجعلك تأتي عند بيتي تصيح.وجرى كل ذلك دون علم الولد. وبعد أيام طلب الوالد الإبن عنده في الدار وقال له: هل تعرف رسمة طبول الليوة ومقاساتهم وشكلهم، فقال له: ماذا تريد بهم؟ فقال: لا عليك. ارسمهم وأعطني مقاساتهم، وأعطاه مسطرة لأخذ المقاس( الطول والعرض)، فقام الولد بأخذ مقاسات الصرناي وكل الآلات، الطبل والمسانده والكابوه، وكتب مواصفاتها وأحضرتها له مع الرسم. وأخذ والد عبدالله عبدالرحمن المير تفاصيل رسومات الآلات وذهب بها إلى إبراهيم الهاشل الذي يسكن في المحرق في فريق العمامرة، وكان يعمل في التجارة ولديه سفن تذهب دائماً إلى النيبار في إفريقيا وطلب منه الوالد أن يعمل مثل هذه الأشكال في النيبار، فقال ''إبراهيم الهاشل ''للوالد مستغرباً: ماذا تريد بآلات الليوة يا عبدالرحمن؟ فقال له الوالد: عندنا واحدة من عبيدنا تخبز لنا خبز الرقاق وتطبخ وتخدم في البيت، المسكينة لديها تلك العدة (الآلات) تستأنس بها في البيت وقد خربت وأريدك أن تأتي لها بهذه الآلات فقال الهاشل: جزاك الله خيرا. وودعه الوالد وقال له: إذا أحضرتها احسب المبلغ ونحن حاضرين.وبعد ثلاثة أشهر علم الوالد بأن إبراهيم الهاشل رجع من النيبار واحضر الآلات. وعند وقت الغداء قال له الوالد: اليوم العصر اذهب إلى عيسى بن ارحمه (يعمل كحمال) وطلب منه يحضر الجاري (عربة الحمالي) إذ أظلم الليل. وعندما جاء الوقت ذهبنا أنا والوالد لمجلس ''إبراهيم الهاشل ''وسلمنا عليه وجلسنا وشربنا القهوة، وبعد ذلك استلمنا الآلات ووضعناها في الجاري وغطيناها بالخيش (أكياس الرز)، حتى لا يعرف أحد عنها شئ، وبعد إحضارها للبيت طلب مني الوالد أن أجد من يقوم بصبغ الطبول ويصنع لها جلود، فقلت له: أعرف ''خميس بن صقر وكافور''، فقال أحضرهم لي، فذهبت ''لكافور ''وطلبت منه أن يأتي للبيت لصبغ لطبول أحمر وابيض فصبغها. وبعد أسبوع أتينا بالجلود ورقمهم (وضع عليهم الجلود).* باحث بحريني
العدد 1098 الأحد 27 صفر 1430 هـ - 22 فبراير 2009
الخلاف على الجربة والطنبورة بعد البحرنةحـين تسـاءل بوسمـرة عـن حـق الأداء: للأفارقـة أم الهولــة؟ 2-2
عبدالعزيز صويلح - الوقت - قسم الدراسات والتطوير:يواصل عبدالله المير تأريخه لكيفية نشوء فرقته. فيروي أنه بعد أن جهز الآلات طلب الوالد من عبدالله أن يعدد له أسماء الفوندية في مملكة البحرين، وبالتحديد الذين يعزفون مع مفتاح بوسمرة، فذكر له خميس بن صقر وكافور وما كديت وسياهو ومحمد خميس، وقال الولد له: هؤلاء الخمسة ينفخون ''لمفتاح بوسمرة. فسأل الوالد: كم يدفع لهم بوسمرة ؟ فرد الابن: كل يوم يعطيهم 10 روبيات فقال: أتدري؟ اذهب وقل لهم بأنه عندك فرقة وبتدفع لهم 20 روبية. ويقول عبدالله المير ضمن معرض حديثه بأن هؤلاء الفوندية أناس بسطاء طيبون، ثلاثة منهم يعملون في وزارة الأشغال وهم ''خميس بن صقر وكافور وما كديت''، أما ''سياهو ''فهو بلوشي الأصل يعمل خياط ثياب ولديه محل قرب المستشفي الأميركي، ومحمد خميس مصلح راديوهات.'' (مذياع). وذهب لهم عبدالله حسب أمر والده، وسألوه إن كان عنده عدة فقال: نعم، وطلب منهم أن يأتوا إليه بالبيت، وبالفعل جاء الجميع وقدموا عروضاً في كل نهاية أسبوع لمدة ثلاثة أو أربعة أسابيع في داخل وخارج البيت أمام دكان المنارة، ووالده حاضر معهم أثناء تقديم عروض الفرقة كل أسبوع من تلك الأسابيع.الإعلام تعتمد فرقة الميرويقول عبدالله إنه في يوم من الأيام أتاه راشد المعادوة وكان مسؤولاً عن الفنون الشعبية بوزارة الإعلام وسأله إن كانت الفرقة تضم عازفين متكاملين، فقلت له: الفرقة كاملة، فطلب منه أن يشارك بالعروض الشعبية التي تنظمها الوزارة أسبوعياً إحياءً لفنون الطرب الشعبي. وكانوا يقدمون عروضاً بأماكن مختلفة: يوماً على ساحل الحوض الجاف ويوماً على ساحة ملعب نادي النسور بالقرب من القصر القديم. وكان المير قد اتفق مع جميع الفوندية ألا يذهبوا للعزف مع فرقة أخرى، وبما أنه كان يدفع لهم أكثر من غيره تمسكوا به ولم يشاركوا مع فرقة أخرى. وكان مفتاح بوسمرة حسب العادة جالساً ينتظر الفوندية وأعضاء فرقته عند باب بيته وإذا بجماعته جميعهم عند المير وقال لهم: فلوسكم تأخذونها من عندي أولاً بأول. وكان الوالد يموله. وبعد أن تم تقديم العروض على ''ساحل الحوض الجاف وساحة ملعب نادي النسور، علم مفتاح بوسمرة، إذ جاءه أحد أعضاء فرقته وقال له: ماذا تنتظر يا بوسمرة عند الباب؟ فرد عليه بأنه ينتظر الربع إيون (يأتون)، فقال له جميع ربعك مع ولد المير يقدمون عروضاً على ساحل الحوض الجاف وبكرة يقدمون عروضاً على ''ساحة ملعب نادي النسور ''بتكليف من وزارة الإعلام. فقام ''بوسمرة ''من مكانه مستغيظاً وقال حسب رواية ذلك الرجل: لهولة عملوها فيني. وفي اليوم الثاني اشتكى'' بوسمرة ''في الأول في المجلة وكتب قائلاً: أيهما أحق بفن الليوة العبيد أم لهولة! وعبدالله المير ينحصر فنه في الجربة والكاسر وليس في فن الليوة، وبأي حق جعلتموه علينا رئيساً في الليوة؟ وبعد ما أطلع مسؤولي وزارة الإعلام على ما كتب، أرسلوا في طلب المير للحضور لوزارة الإعلام ، وكان وقتها الشيخ عيسى بن راشد الخليفة وكيلاً للوزارة. وذهب المير وأعضاء الفرقة وكانوا جميعهم أفارقة، وعندما دخلوا جميعاً على الشيخ عيسى، كان ''بوسمرة ''جالساً عنده، قال لهم الشيخ عيسى: لماذا تركتم بوسمرة وهذا مثلكم، والتحقتم بفرقة المير؟ فقالوا له: إنه يستغلنا ولا يدفع لنا فلوسنا، وبوسمرة عينه مسؤول علينا الشيخ دعيج والباليوز ونحن غير راضين عنه، فهو يعطينا فقط عيش وتمر وفلوس الليوة يأخذها ويسافر بها من بلد إلى بلد، فيذهب إلى ابنته في قطر وأماكن أخرى ولا يدفع لنا حتى روبية. يدفع فقط لصاحب الصرناي، فقال الشيخ عيسى: والآن؟ فقالوا جميعاً: نحن مع المير ولا نريد بوسمرة. فقال الشيخ عيسي لبوسمرة: أنا يا بوسمرة ما أستطيع وضع حبال في رقابهم وجرهم لك للبيت مادام ربعك ما يبغونك أنا ماذا أعمل؟وبعد هذه المحاكمة التي تمت في مكتب وكيل وزارة الإعلام الشيخ عيسى بن راشد، طلب بعض المعارف من أصحاب بوسمرة أن يذهب لعبدالرحمن المير، ويقبل رأسه ويطلب منه أن يوقف الليوة (فرقته).وفي اليوم التالي يقول عبدالله وتحديداً عند وقت الظهر، إذا باب البيت يدق، وخرج حتى يعرف'' من الطارق، وإذا بوسمرة جالس عند الباب، ممسكاً في إحدى يديه الشترى (المظلة) وفي اليد الأخرى عصاته، ولابساً البشت فقلت له: أهلا مفتاح. فقال: نادي أباك، نادي المير. فدخلت البيت وقلت للوالد، فقال: بس زين هذا المطلوب، هذا أول مسمار ينضرب في نعش ''بوسمرة. وأدخلناه المجلس، وقال له الوالد: آمر يامفتاح، فقال: ياعبدالرحمن المير أنتم تجار بيتكم قصر أنا فقير مسكين في عشتي أتخلي ولدك يضرب الليوة ويأخذ عنا أرزاقنا وأنتم تجار ليش ما تمنعه. فقال له الوالد: أنا الحين أمنعه! أنت من علمه على الليوة ويوم نصحناك لا تعلمه، لا تدخله بيتك، قلت لي أنا لم أدخله كما إني لا أمنع أحداً أن يدخل بيتي، تريد أن تشتكي اذهب للشكوى. نحن لم نشتك عليك. احنه بس (فقط) أنريد أن نبين لك كيف نعمل فيك، فأنت علمته فأصبر على ما يأتيك فنشأت الفرقة من تلك الفترة إلى الآن. مما اضطر بوسمرة إلى الهروب من مملكة البحرين إلى قطر. والوالد رحمه الله اضطر أنحاس (عناداً) لبوسمرة عمل هذه الفرقة ولصقت فيني الشغلة إلى الوقت الحاضر''. توفى الوالد عبد الرحمن المير في الثمانينات، وكان يمول الولد بالمال للصرف على الفرقة وأيضاً عمته كانت تساعد. وكان الوالد لا يحضر نشاط الفرقة ولا يطلع في الصورة بتاتاً، ويقول الوالد: إن هذا الرجل رحت له أريد أن أشتكي ما قدرني، وكان قبل المشكلة يدور علينا بحثاً عنا في المتاجر يطلب منا المساعدة لبناء بيته، وكان بيت من سعف النخيل. ونجمع له مبلغ لبنائه وأنا أذهب عنده للبيت بخصوص ولدي ما يقدرني ولا حتى قال إنشاء الله لو من باب الاحترام. لوقال: طيب الخاطر يا عبدالرحمن لو من كذب.البيت مقر للفرقة دون إعلانجعل عبدالله بيته مقراً للفرقة. ولم يضع لوحة على الباب توضح ذلك. وبرأيه فإن الإنسان المجهول يكتب على الباب، ولو كانت الفرقة إذا كانت غير معروفة لكتب اسمها على باب مقرها. ويضيف بأنه لو فعل لبات البيت مشؤوماً مثل الدار، أي دار الطرب كما يطلق عليها في البحرين. فعندما يدخل فيها أي شخص يقال هذا دخل الدار، وعندما يدخلها يأخذ الحذر فينظر يميناً وشمالاً حتى لا يراه أحد يدخل. وفي الوقت الحاضر يفضل الواحد حمل صندوق بير ولا يدخل دار أو بيت فيه فن، ويوافق يسرق ويعمل كل فعل شائن إلا دخول أماكن الفن فهو غلط . ولا يخاف المير من دخول أعضاء الفرقة البيت، كما أنه من جانب آخر يأتي لزيارة ضيوف من الشيوخ والتجار ومن كل مكان، ومن بينهم شيوخ دين من سنة وشيعة. وهو يرى بأنه لو كتب أحد على البيت لا أحد من هؤلاء يدخل البيت. ويضيف المير: ''هذه الدار أنا أسكنها، هل من المعقول أصف طيران فيها، دار تجارية تعود لواحد تاجر، راعي قماش ولؤلؤ، أنا اعلق فيها طيران! ففي زمان بناء هذه الحجرة لم يستطع الشيوخ بناء مثلها. زمن أول من كثر مال جدي. ولقد بناه وابي مجتمعين بنيا المنزل''. كان جد المير تاجر لؤلؤ وكاتباً مختصاً في تقيم اللؤلؤ حسب ما هو متعارف عليه لدى تجار اللؤلؤ في الهند. عينه المستشار ليتبع العمامرة والبن هندي والبوخميس والبوغانم والبوحجي وأهل الحد لتقييم اللؤلؤ الذي بحوزتهم لهم. وفي القديم في الأربعينيات والخمسينيات، كان هناك كاتبان أو مثمنان للؤلؤ بالبحرين، وهما سالم بن راشد العبسي لأهل الحد وقلالي، وجد عبدالله يقيم أو يحدد ثمن لؤلؤ ناس من قلالي وهم عائلة شمسان والمناعي. وكان العبسي والجد من أشهر من يسعر اللؤلؤ في البحرين.وكان لدى الجد حسن بن عبدالله المير سبعة أو ثمانية كتّاب يعملون معه، ومنهم الغاوي ومن المحميد وفارس منده، وكانوا كلهم يجتمعون معه في هذا المجلس وكان الجد أيضاً ممولاً لرحلة الغوص (إمسيّر) فيوفر التمر والأرز ومختلف الزاد ويسجل عليهم. وإذا أتوا باللؤلؤ يبيعون ويأخذ حسابه ولا يأخذ عليهم ضريبة. وكان البن هندي والبوخميس والعمامره يمولون سفنهم بأنفسهم، وحسب عبدالله المير فإن كان فيه نوخذة (القبطان وهو قائد سفينة الغوص) وهناك أنويخيذ (وهو قائد سفينة الغوص معرفته محدودة بالبحر ومواقع وجود محار اللؤلؤ)، وكما أن هناك تاجراً (وهو من يملك المال الكثير لتمويل رحلة الغوص وتجارة اللؤلؤ) فهناك تويجر (وهو الشخص الذي عنده شيء بسيط من المال يتاجر به في سوق اللؤلؤ)، وهناك تاجر يأخذ من عند الناس فلوس ويتاجر فيها ولا يرجع للناس أموالهم.خروج الجان: كلف حسب المقاملا يخرج الجان بتاتاً من المصاب به لأن الجان متمكن من هذا الشخص وواقع في حبه وعشقه سواء كان رجلاً أو امرأة ويريد أن يعيش في جسده وإذا أصيب بمرض لا يذهب به لطبيب ولا يتم كيه بالنار إلا بأمر المطوع أو المطوعة، وذلك بعد أن يتم تنزيل جان المريض ويسأل إذا كان المرض منهم أي من الجان أم من الله، فيجيبون. فإذا كان منهم ذكروا ذلك للمطوع فيقولون مثلاً يؤذينا ويفعل أشياء لا ترضينا.وبعد أن يعرف المطوع سبب المرض يرد عليهم بقوله: ما دام تبين لنا بأن المرض منكم فمالكم إلا طيبة الخاطر، ونحن سوف نلبي كل طلباتكم ومن غد اتركوا الرجل يذهب لعمله أويقول لهم إن كانت امرأة اتركوها تذهب لعملها في المطبخ، فإذا تم الاتفاق تجد في اليوم التالي كلا على عمله وشفى من مرضه.إذا كان المصاب بالزار شيخاً أو تاجراً لا يطلب الجان منه ليشفي مرضه عيشاً (أرز) ولحماً لأن هذا متوفر لديه ولكن يطلب منه شيء يوضح خضوعه وإذعانه لطلبات الجان إذا أراد أن يشفى من مرضه دون أن يتردد، وفي هذه الحالة يطلب منه الجان أن يلبس لباس امرأة ويركب على ناقة ويأتي به في وسط الفريج وأمام الناس وعندما يطلب المطوع من الجان التعرف على سبب هذا الطلب المهين لشيخ أو التاجر، يرد الجان قائلاً: إنه كان يتحدى الخادمة التي عنده يضربها ويؤذيها فنحن نريد هذه الطلبية يعملها وإلا بقي طريح الفراش يعاني من مرضه حتى يموت، فيضطر ذلك المصاب الشيخ أو التاجر) القيام بتنفيذ ذلك الطلب والنجاة بعمره من الموت. أما الفقير المسكين المصاب بالزار فيطلب منه الجان لشفاء مرضه أن يقدم لهم ذبيحة، ورأفة بذلك المسكين المطوع أو المطوعة لا تنفذ طلبات الجان تلك بالدقة المطلوبة، فمثلاً إذا طلب الجان أن تذبح 100 ذبيحة ذبحت ,25 وإذا طلب الجان أن يذبح خروف أو جمل قال لهم المطوع (الأب أو الأم) سامحونا لا نستطيع تحقيق الطلب لأنكم تعلمون بأنه فقير، فيضطر لسؤالهم إن رأى أن الطلب كبير عن إيمانهم إن كانوا مسلمين أو كفار، فإذا كانوا مسلمين قال لهم: هذه امرأة أو رجل فقير لا يستطيع تحقيق الطلب إلا إذا استدان وأنتم مسلمون فلا تلزموهم برهن بيوتهم إذا كان المصاب رجلاً أو بيع ذهبها إذا كان المصاب امرأة وأنتم مسلمون عادلون وتعرفون العدل ولا ترضون بالخطأ، فمن فضلكم سوف نحقق طلباتكم ولكن على مقدرة المرأة أو الرجل، فالجان الذي طلب خروفاً يتفق معه على ذبح تيس صغير أو من طلب تيساً يتفق معه على قدوع (حلاوة ومكسرات وأناناس وخوخ وحلوى وقهوة وعادة ما تقدم للضيوف كنوع من الحفاوة بزيارتهم) أو شيء بسيط يستطيع المصاب تحقيقه دون عناء.وإذا كان الجان كافراً يعالج بطريقة الحرق أو يعملون له أدوية معينة يجعلون الجان ينفر منها ويطلع من جسم الشخص وهذا العلاج يختص به مطوع عارف بالأدوية الشعبية وخصوصاً أدوية الجان وتركيباتها التي تشرب أم تحرق وليس أي مطوع.وعند موافقة الجان على الخروج من جسم المصاب يسأله المطوع عن المكان الذي ينوي الخروج منه، فإذا طلب الجان الخروج من فمه أو من يده، يرفض المطوع خروجه من هذه الأمكنة ويطلب منه الخروج من الخنصر أو الإبهام، لأن المكان الذي يخرج منه الجان يعيبه (يصيبه بشلل) فإذا أصاب الخنصر بشلل أو الإبهام لا يعيق المريض عن الحركة ولكن إذا خرج من العين فقد المصاب النظر وإذا خرج من الأذن فقد السمع.؟ باحث بحرينيالليوة والطنبورة والزاريقول المير بأنه في الماضي كان يوجد شيء اسمه زار أما اليوم فإنه لا يعتقد إنسان به. وحجته بذلك بأنه إذا كانوا يذهبون للعزف للزار ويشربون الخمر فكيف ينزل عليهم زار. أما في ذلك الزمان فقد كان فيه زار. ويرى المير بأن الزار الحقيقي لا ينزل على صاحبه في كل محل ومكان وأن لكل مصاب بالزار أب (مطوع) أو أم (مطوعة) وقد يكون (المطوع أو المطوعة) فرقة من فرق الليوة والطنبورة، ويستطيع أحد هؤلاء إخراج واستنطاق ذلك الزار من المصاب به والحديث معه، ولا يمكن أن يخرج الزار ويتكلم في مكان آخر أو على يد مطوع آخر إذا كان زاراً صحيحاً. فإذا كان ''الأبو'' فرقة من فرق الليوة والطنبورة ينزل زار هذا الشخص مع هذه الفرقة وإذا ذهب إلى فرقة أخرى ونزل زاره فهذا غلط. فالزار له أب أو أم فتجد من به زار (جان) ينتقل به أهله من مطوع لآخر وفي الأخير يخرج الجان من هذا الشخص على يد مطوع بسيط ولم يكن ليخرج ويتكلم على يد البقية مع أنهم من المطاوعة الكبار المشهورين بتنزيل الزار والحديث مع ذلك الجان إلا أن هذا الجان تلاءم فقط مع هذا المطوع البسيط المسكين، فتجده بعد قراءة آية أو آيتين من القران الكريم ينتفض الشخص المسكون بالجن وينزل الجان منه إن كان ذكراً أو أنثى، ويكلمه المطوع أو المطوعة.وعادة ما يطلب الجان في البداية أن يكون الأب أو الأم حسب جنس المطوع لذلك المصاب فإذا كان رجلاً يكون الأب مطوعاً وإذا كان امرأة تكون مطوعة، كما يستعرض الأب أو الأم شروطه لمعالجة المصاب بذلك الزار، ومن أهم الشروط ألا ينزل الزار في أي مكان فقط في حضرة ذلك المطوع أو المطوعة. ومن المتعارف عليه بين المشتغلين بإخراج الزار أن من ينزل زاره في ميدان فرقة أخرى غير الفرقة التي خرج على يدها أو مع مطوع أو مطوعة أخرى، فالمصاحب بهذا الزار الجان الذي بداخله غير مسكّن (غير مسيطر عليه) ولا عنده أم أو أب أو يكون إنسان ضائعاً ولم يتم علاج زاره، وكان في الماضي من الضرورة أن يكون لكل من به زار أن يكون له أم أو أب، فإذا مرض صاحب الزار يؤتى به إلى أبيه أو أمه فيقرأ عليه الآية التي يحبها الجان الذي به فينزل عليه زاره ويتكلم معه المطوع أو المطوعة ويسأله عن سبب المرض. وحسب المير فلكل مطوع آيات مخصوصة يقرأها أو قسم معين يعينه على إخراج الجان ومن تلك الأقسام: أقسمت عليكم بالخنس الجوار الكنس، أقسمت عليكم بالأنبياء وغيرها من ألفاظ القسم فينزل الجان ويكلمه فيقول المطوع: أعاهدكم عهد الله ورسوله وعهد سليمان بن داود عليه السلام وتعاهدوني أعاهدكم ويتعاهد معهم بأن لا ينزل في فرقة ثانية. وإذا أخذه الشوق عند سماع طرب فرقة أخرى يذهب ويشارك باللعب ولكن لا يحق له إنزال زاره (جانه).فيتم علاج المصاب ويشفى، دون أن يخرج الجن منه تماماً، ولكن يتم تسكينهم بحيث لا يؤذون المبتلي بهم.
رحلة عبدالله المير والفنون الشعبيةالليــوة والطنبـورة مـن الأصــول الإفريقيــة إلــى البحرنــة 1-2
اعداد: عبدالعزيز صويلح ـ قسم الدراسات والتطوير:
اندثر كثير من الفنون الشعبية بسبب عدم الاهتمام من قبل ممارسيها من الفنانين وعدم رعاية الجهات المسؤولة للفرق الشعبية. ومن الفرق الشعبية التي تقاوم الظروف الصعبة من أجل البقاء وحب صاحبها للفنون الشعبية ''فرقة عبدالله المير لفن الليوة والطنبورة والجربة والكاسر''. الفن الشعبي مداخلة عقلية جنونية لا يفتن به إلا متذوقوه أياً كان نوع ذلك الفن. وعبدالله بن عبدالرحمن المير فنان شعبي قضى عمره متذوقاً للفنون البحرينية الشعبية بمختلف أنواعها، وقدم الكثير من الخدمات من خلال اهتمامه بهذا الفن محافظاً على التراث الشعبي البحريني، وهو من مواليد مدينة المحرق سنة .1950بدأ اهتمامه بفنون الطرب الشعبي منذ سنة 1965 وكان عمره 15 سنة، حيث شارك وهو في هذا العمر مع فرقة ''خميسة بنت ريحان''، التي تعتبر فرقتها من أشهر الفرق الشعبية في البحرين والمختصة بتأدية فن الدزِّة والعاشوري، وكان مقر هذه الفرقة في المحرق بالقرب من بيت حسين شويطر. ثم التحق الفنان عبدالله المير بفرقة الفنان ''خميس بن صقر ''المتخصصة بفن الليوة والطنبورة، وذكر عبد الله أن من أعضاء الفرقة المشهورين عازف الصرناي ''كافور بن مبارك'' ابن أخت ''خميس بن صقر'' رئيس الفرقة، والاثنان بحرينيان ممن عمل لدى الشيخ خليفة بن سلمان، ومن مشاهير عازفي الصرناي في هذه الفرقة أيضاً ''ناصر بوقحوص''. وكان ميدان الفرقة الذي تقدم فيه عروضها الفنية أول ما تأسست في فريق ''عين سمادوه'' بالمحرق.وبعد سنوات انتقلت الفرقة إلى المنامة في منطقة ''تيلي غراف''، بالقرب من فندق عمر الخيام، وفي هذه المنطقة كانت توجد مجموعة من الفرق الشعبية، وكانت الفرق تمارس الفن أسبوعياً كل يوم خميس وجمعة والحضور للجمهور مجاني، وكان لكل فرقة الميدان المخصص لها لتقديم عروضها الفنية، وكان عبدالله المير وقتها مساعداً لرئيس الفرقة ''خميس بن صقر''، وكان يشارك مع الفرقة عند قيامها بتقديم عروضها الأسبوعية أو في حفلات الزواج والمناسبات الرسمية التي تدعى لها. ولقد كتبت هذه المقالة إثر مقابلة أجريت مع مؤسس الفرقة وصاحبها الفنان القدير عبدالله المير بشأن اهتماماته بهذا الفن، وفن الليوة والطنبورة وتاريخ ظهورها في البحرين وعلاقته بهذا الفن. يقول المير إنه لايزال مهتماً بهذا الفن، إذ وجد هذا الفن بدأ يندثر بسبب موت الغالب من رواده أو كبر سن من تبقى منهم، كما أن الكثير منهم تركوا هذا الفن؛ مما أدى إلى اختفاء الكثير من الفرق التي كانت في الماضي تمارس هذا الفن. ومن كثرة حبه لهذا الفن (فن الليوة والطنبورة) حاول أن يحافظ عليه بكل إمكاناته المادية وعبر علاقاته الشخصية مع محبيه ومتعاطيه، وحتى لا ينتهي هذا الفن في البحرين الأكثر شهرة بدول الخليج، أسس ''فرقة عبدالله المير لفن الليوة والطنبورة والجربة والكاسر''.والفرقة رسمية ومعترف بها ومسجلة بإدارة الثقافة والفنون بوزارة الإعلام بشهادة تثبت أنها إحدى الفرق البحرينية الشعبية التي تزاول الطرب الشعبي وتسعى للمحافظة عليه.مصادر الفن الليوة أصلها سواحلية ممباسية وليست بحرينية، أما الطنبورة فهي نوبية من النوبة (وتسمى النوبان) ولقد أتى بهذه الفنون لمملكة البحرين العبيد الذين جلبوا من إفريقية لخدمة آل خليفة وتجار البحرين.وأشهر من أسس فرق الليوة والطنبورة أحد عبيد ''عائلة الفليفل'' واسمه ''سالم عبد الفليفل'' وكان فوندي (يضرب على الصرناي)، وكانت تشاركه زوجته واسمها ''سعاد''، وكان مقر الفرقة في المحرق في ''فريق البنعلي ''عند بيت ''إسماعيل بن دواس'' بالقرب من عيادة الدكتور ''وديا''. ومن أشهر الفرق أيضاً فرقة أحد عبيد ''عائلة المشاري'' واسمه ''مبارك عبد المشاري'' وكان فوندي (يضرب على الصرناي)، وهو صاحب الفرقة. ولقد عزف أغنية على عمته بعد أن تشاجر معها واسمها ''خديجة بنت عبداللطيف المشاري'' من أهل ''البسيتين'' بالمحرق، وكان سبب الخلاف بينهما الأغاني التي كان يغنيها. فأعطته شيئا يسمى كبوت (أكله شعبية بحرينية) فأكلها، وأوشك بسببها على الموت، فقال لها في إحدى شيلات الفرقة:بنت أم سومبه خديجة المقلية عطتني صحن الكبوت بغيت أموت كلته ما خلته بنت أم سومبه جدرك عند الصفار إرقعونه.ومن شيلات عبد المشاري أيضاً: ست المشاري رماني مريم ومحمد وعيسى منصور وقالوا يماني الله يرمي من رماني عرش المقايضة بنوها وأنا الفقير هملوني يمه لا تبكين عليه والموت مكتوب عليه.مشاكلوعن بعض ما صادف الفرقة من مصاعب يروي المير: كانت الفرقة مدعوة للعزف في أحد الاحتفالات الوطنية في ''حديقة الأندلس'' لمدة يومين، ونزلت أنا وأعضاء الفرقة في اليوم الأول من الباص (الحافلة) وجلسنا في المكان المخصص لنا لتقديم العرض. وفي أثناء ذلك تعرض واحد من أهل الكويت للفوندي وقال له: هذا الصرناي بكم اتبيعه فقال الفوندي: بخمس مائة روبية، فقال الكويتي: أعطيك عنه أربع مائة فرفض الفوندي وأصر على الخمس مائة فوافق الكويتي على السعر وشراه وأخذ الصرناي منه. وجاء الفوندي وجلس معنا وسألني اليوم بتعزفون عبدالله؟ قلت له: نعم بنعزف وإلا كيف جئنا؟ ما تشوف أحنه نحمي لطبول. فقال: لماذا لا تؤجلون إلى بكرة فقلت له: ليش إلى بكرة على كيفنا؟ هذا وقت محدد وأنت ليش أتريدنا بكرة نعزف؟ فقال: أنا بعت الصرناي على كويتي! ولله الحمد أنا كان عندي صرناي آخر في البيت فأرسلت أحد أعضاء الفرقة وأحضره وعزفنا، وأكملنا ذلك اليوم بسلام''.وفي اليوم الثاني بعد ما نزلنا من الباص، اختلى الكويتي بالفوندي وطلب منه شراء منارة الصرناي (المنارة: تصنع من الفضة، وتوضع على رأس الصرناي وينفخ فيها ليخرج صوت النغمة المعزوفة). وقال للفوندي: خوش منارة اتبيعني إياها، فقال له الفوندي: اصبر إلى المغرب، فقال الكويتي: أنا بسافر الحين وأنا باعطيك مائة روبية عنها. فوافق الفوندي وأخذ منه الكويتي المنارة، وجاء وجلس مع أعضاء الفرقة وهم يستعدون للعزف وقال لهم: ألا اتحمون لطبول اليوم بتعزفون؟ فقالوا له اليوم بنعزف، فقال: أجلوا العزف إلى بكرة وقلت له: ليش؟ (لماذا؟) قال: أنا بعت المنارة! وقلت له: كيف اتبيع المنارة وهي ليست لك فقال: أنا يا عبدالله فقير وحصلت على المبلغ وبعتها. فأرسلت أحد أعضاء الفرقة وأحضر منارة أخرى من البيت، وأكملنا ذلك اليوم بسلام''.نشاطات الماضيفرق الليوة والطنبورة في الماضي لم تكن تدعى في احتفالات الزواج وغيره. كانت تدعى فقط في احتفالات عيد الجلوس وأيام عيدي الأضحى والفطر، حيث كان أعضاء الفرق يتنقلون في أيام الأعياد ويعزفون عند بيوت الشيوخ والتجار، وعندما يتزوج واحد من أعضاء الفرقة يعزفون له. وفي بعض الحالات يدعون للعزف عصرية عند وجود نذر على واحد.في الماضي (في الستينات والسبعينات) كان يدفع للفرقة 120 روبية (الروبية عملة هندية كانت تتداول في البحرين كعملة رسمية)، وإذا كان أهل البيت كرماء دفعوا 150 روبية، ويقدم لأعضاء الفرقة أيضاَ الغداء والعشاء. ويبدأ العزف من عصرية الخميس وليلة الجمعة ويوم الجمعة، وكان أعضاء الفرقة لا يهمهم المال، إذ كانوا يذهبون حباً للفن والكيف، ويعزفون إلى أن يقول لهم أهل البيت مشكورين، وإلا استمروا في العزف، وكان من حبهم لهذا الطرب أن تواصل الفرقة العزف إلى أن يتم إغلاق الأنوار وتضطر الفرقة للتوقف عن العزف. المكان الذي يعزف فيه أهل الزار يسمى ''مكيد'' ويكون إما في بيت أو في برستي أو حجرة، ومن يقدم هذا الطرب بدون زار فمكان العزف يسمى ميدان، والذي سمي فن الفرقة نسبة له وهو ''مداندوه'' - أي مشتق من كلمة الميدان-، أما الليوة فيعود اسمها للواء الذي تحمله الفرقة عندما تذهب لتقديم عروضها وهو العلم أو البنديرة. من عادات الفرق في الماضي تقديم عروضها في كل يوم جمعة. وفي إحدى المرات تأخرت رئيسة إحدى الفرق وكانت تدعى أم أزمم، إذ لا يمكن لأعضاء فرقة الليوة والطنبورة العزف دون حضور رئيس أو رئيسة الفرقة، فانتظرها أعضاء الفرقة إلى أن تأتي، وعندما طلت عليهم من بعيد وشاهدها الفوندي قادمة قام بعزف هذه الشيلة.نمير مو كل السبب نمير مو لا إله الله وأم أزمم توهى يا يه.ومن شيلات الليوة المشهورة: شرياصي طار عني شرياصي والله لا صيده واغني ودق له هيله شلح بكرانه خالي بقى الوكر خاليوالله لا صيده واغني ودق له هيله شلح بسبوقة خالي بقى الوكر خالي والله لا صيده واغني ودق له هيله. ومن شيلات الطنبورة: يه يلا لا ست المشاري رماني يه يلا لا مريم ومحمد وعيسيمنصور وقالوا يمانيالله يرمي من رماني عرش المقاضة بنوها وأنا الفقير هملوني يمه لا تبكين عليهوالموت مكتوب عليه حفرت قبري برجلي بين مكة والمدينة منصور وقالوا يمانيشربت فيمتوويروي المير أنه و''عيسى أوشير'' و''أحمد الفردان ''منذ الستينات عملوا كل في جهة على محاولة توصيل الليوة للأهالي، وحثهم على إشراكها في أفراحهم. وكان الهدف من ذلك توصيل هذا الفن للناس ليتذوقوه ويستمتعوا به، لكونه جزءا من التراث الفني للبحرين والذي أوشك على الانقراض. ومن جهة كان المير كلما رأى بيتاً من بيوت المحرق يضع زينة العرس من سعف نخيل وإنارة على الباب ''اسأل أهل البيت إذا كانوا يردوننا أن نعزف لهم ليوه، والغالب منهم يرفض بسبب كون هذا اللون من الفن خاص بالعبيد ولا يطرب العامة، وبعضهم يوافق ولكن مشكلته عدم توفر الإمكانية المادية لدفع مصاريف الفرقة''، فيرد عليهم، بأنهم لا يريدون ''أفلوس عليكم، فقط نريد أن نعزف ونستأنس ونشارككم فرحتكم، فقط أحضروا لنا عصير برتقال أو فيمتو (شربت) وماء بارد وهذا يكفي''.وإذا تم التفاهم مع أهل البيت وأخذ موافقتهم، يتصل بأعضاء الفرقة للحضور في ذلك اليوم، وتقدم الفرقة عروضها أمام باب البيت على الأرض، وعندما الانتهاء يقدم بعض الأهالي الميسورين من كثرة فرحهم العشاء، وكان من حبه لهذا الفن يعطى من جيبه الفوندي 10 روبيات ومن يدق الطبل يعطيه 3 روبيات. وذكر عبدالله تعليقاً على ذلك بأن طريقة توصيل هذا الفن للأهالي وهذا التفاعل معهم، حدث في الستينات عندما كانت وزارة الإعلام في الجفير وكان الشيخ عيسى بن راشد مسؤول عن الفنون بوزارة الإعلام.آلات الليوة و الطنبورةعدد آلات الليوة 5 وهي كالتالي:1- الصرناج أو الصرناي أو المزمار: فعند البلوش والعوام يسمى صرناج وعند العرب في دبي وعمان يسمى مزمار في البحرين يسمى الصرناج، ولأهمية هذه الآلة في الفرقة فقد وجد للعازف عليها دون بقية أعضاء الفرقة اسم خاص وهو الفوندي.2 - طبل الليوة العود: ويسمى مذكور، ويدق عليه بجريدتين.3 - لمساندة: وهو طبل طويل يربط حول البطن، ويدق عليه باليد. 4 - الجابوة: وهو طبل يشبه لمساندة ولكنه أقصر منه، يربط حول البطن، ويدق عليه باليد.5 - البيب (لتنكه): ويسمى في القديم (باتو)، ويدق عليه بجريدتين.عازفو هذه الآلات هم أساس فرقة الليوه، والمشاركون الباقون من الرجال تسمى حركتهم لعباً أما النساء فتسمى رقصاً، كما أن الرجال والنساء المشاركين يرددون الشيلات التي يعزفها الفوندي، وتبدأ الشيلات حسب الأغنية المعزوفة، ويمكن أن يلقن الأغنية واحد من الرجال المشاركين في اللعب.وعدد آلات الطنبورة 6 وهي كالتالي:1 - الطنبورة: وهي آلة وترية. 2 - والمنجور: ويصنع من أظلاف الماعز، التي ثبتت على قطعة من الخيش أو القماش وتربط في وسط أحد الرجال المختصين، وبطريقة هزة الخصر المربوط حوله يعمل خرخشه ذات نغمة مميزة تنسجم مع العزف على الطنبورة. 3 - أربعة طبول كل اثنين على جنب من جوانب عازف الطنبورة.نزاع على حق ممارسة الفنولقد حدثت لعبدالله مشكلة مع ''مفتاح مرزوق بوسمرة ''الذي كان يرأس فرق الليوة في البحرين قبل أكثر من 25 سنة باعتباره عميد أفارقة البحرين، وكتبت عن تلك المشكلة الصحافة وعرفها الجميع، وهي أن ''مفتاح بوسمرة ''استنكر واحتج على عبدالله لممارسته فن الليوة وهو ليس بأفريقي الأصل، لأن هذا الفن يمارسه ويختص به ذوي الأصول الإفريقية بمملكة البحرين فقط. اعتبر مفتاح بوسمرة عبدالله دخيلاً على الليوة. ويستعرض المير تفاصيل هذه المشكلة فيقول بأنه عندما كان صغير السن كان يذهب لبيت مفتاح مرزوق بوسمرة والأخير يترأس البحرينيون الأفارقة بالمملكة ومعين بذلك من مستشار حكومة البحرين. عندما سمع أهل عبدالله بذهابه إلى بيت بوسمرة ذهب للأخير والده وقال له: نحن أناس تجار وأغنياء وليس عملنا الليوة وتأخذ ولدنا وتشركه في الفرقة و''تفشلنه'' وتعلمه الليوة، الحين إلي صار صار، ولكن أرجو منك أن تطرده إذا جاءك ولا تعلمه على الليوة، ورد مفتاح بأنه لا يطرد أحداً، وبيته مفتوح للأول والتالي (للجميع)، و''يا عبدالرحمن المير أنت أتريد تشتكي روح عندك مركز الشرطة''، فقال له الوالد: أنا لا أشتكي. أنا سأجعلك تأتي عند بيتي تصيح.وجرى كل ذلك دون علم الولد. وبعد أيام طلب الوالد الإبن عنده في الدار وقال له: هل تعرف رسمة طبول الليوة ومقاساتهم وشكلهم، فقال له: ماذا تريد بهم؟ فقال: لا عليك. ارسمهم وأعطني مقاساتهم، وأعطاه مسطرة لأخذ المقاس( الطول والعرض)، فقام الولد بأخذ مقاسات الصرناي وكل الآلات، الطبل والمسانده والكابوه، وكتب مواصفاتها وأحضرتها له مع الرسم. وأخذ والد عبدالله عبدالرحمن المير تفاصيل رسومات الآلات وذهب بها إلى إبراهيم الهاشل الذي يسكن في المحرق في فريق العمامرة، وكان يعمل في التجارة ولديه سفن تذهب دائماً إلى النيبار في إفريقيا وطلب منه الوالد أن يعمل مثل هذه الأشكال في النيبار، فقال ''إبراهيم الهاشل ''للوالد مستغرباً: ماذا تريد بآلات الليوة يا عبدالرحمن؟ فقال له الوالد: عندنا واحدة من عبيدنا تخبز لنا خبز الرقاق وتطبخ وتخدم في البيت، المسكينة لديها تلك العدة (الآلات) تستأنس بها في البيت وقد خربت وأريدك أن تأتي لها بهذه الآلات فقال الهاشل: جزاك الله خيرا. وودعه الوالد وقال له: إذا أحضرتها احسب المبلغ ونحن حاضرين.وبعد ثلاثة أشهر علم الوالد بأن إبراهيم الهاشل رجع من النيبار واحضر الآلات. وعند وقت الغداء قال له الوالد: اليوم العصر اذهب إلى عيسى بن ارحمه (يعمل كحمال) وطلب منه يحضر الجاري (عربة الحمالي) إذ أظلم الليل. وعندما جاء الوقت ذهبنا أنا والوالد لمجلس ''إبراهيم الهاشل ''وسلمنا عليه وجلسنا وشربنا القهوة، وبعد ذلك استلمنا الآلات ووضعناها في الجاري وغطيناها بالخيش (أكياس الرز)، حتى لا يعرف أحد عنها شئ، وبعد إحضارها للبيت طلب مني الوالد أن أجد من يقوم بصبغ الطبول ويصنع لها جلود، فقلت له: أعرف ''خميس بن صقر وكافور''، فقال أحضرهم لي، فذهبت ''لكافور ''وطلبت منه أن يأتي للبيت لصبغ لطبول أحمر وابيض فصبغها. وبعد أسبوع أتينا بالجلود ورقمهم (وضع عليهم الجلود).* باحث بحريني
العدد 1098 الأحد 27 صفر 1430 هـ - 22 فبراير 2009
الخلاف على الجربة والطنبورة بعد البحرنةحـين تسـاءل بوسمـرة عـن حـق الأداء: للأفارقـة أم الهولــة؟ 2-2
عبدالعزيز صويلح - الوقت - قسم الدراسات والتطوير:يواصل عبدالله المير تأريخه لكيفية نشوء فرقته. فيروي أنه بعد أن جهز الآلات طلب الوالد من عبدالله أن يعدد له أسماء الفوندية في مملكة البحرين، وبالتحديد الذين يعزفون مع مفتاح بوسمرة، فذكر له خميس بن صقر وكافور وما كديت وسياهو ومحمد خميس، وقال الولد له: هؤلاء الخمسة ينفخون ''لمفتاح بوسمرة. فسأل الوالد: كم يدفع لهم بوسمرة ؟ فرد الابن: كل يوم يعطيهم 10 روبيات فقال: أتدري؟ اذهب وقل لهم بأنه عندك فرقة وبتدفع لهم 20 روبية. ويقول عبدالله المير ضمن معرض حديثه بأن هؤلاء الفوندية أناس بسطاء طيبون، ثلاثة منهم يعملون في وزارة الأشغال وهم ''خميس بن صقر وكافور وما كديت''، أما ''سياهو ''فهو بلوشي الأصل يعمل خياط ثياب ولديه محل قرب المستشفي الأميركي، ومحمد خميس مصلح راديوهات.'' (مذياع). وذهب لهم عبدالله حسب أمر والده، وسألوه إن كان عنده عدة فقال: نعم، وطلب منهم أن يأتوا إليه بالبيت، وبالفعل جاء الجميع وقدموا عروضاً في كل نهاية أسبوع لمدة ثلاثة أو أربعة أسابيع في داخل وخارج البيت أمام دكان المنارة، ووالده حاضر معهم أثناء تقديم عروض الفرقة كل أسبوع من تلك الأسابيع.الإعلام تعتمد فرقة الميرويقول عبدالله إنه في يوم من الأيام أتاه راشد المعادوة وكان مسؤولاً عن الفنون الشعبية بوزارة الإعلام وسأله إن كانت الفرقة تضم عازفين متكاملين، فقلت له: الفرقة كاملة، فطلب منه أن يشارك بالعروض الشعبية التي تنظمها الوزارة أسبوعياً إحياءً لفنون الطرب الشعبي. وكانوا يقدمون عروضاً بأماكن مختلفة: يوماً على ساحل الحوض الجاف ويوماً على ساحة ملعب نادي النسور بالقرب من القصر القديم. وكان المير قد اتفق مع جميع الفوندية ألا يذهبوا للعزف مع فرقة أخرى، وبما أنه كان يدفع لهم أكثر من غيره تمسكوا به ولم يشاركوا مع فرقة أخرى. وكان مفتاح بوسمرة حسب العادة جالساً ينتظر الفوندية وأعضاء فرقته عند باب بيته وإذا بجماعته جميعهم عند المير وقال لهم: فلوسكم تأخذونها من عندي أولاً بأول. وكان الوالد يموله. وبعد أن تم تقديم العروض على ''ساحل الحوض الجاف وساحة ملعب نادي النسور، علم مفتاح بوسمرة، إذ جاءه أحد أعضاء فرقته وقال له: ماذا تنتظر يا بوسمرة عند الباب؟ فرد عليه بأنه ينتظر الربع إيون (يأتون)، فقال له جميع ربعك مع ولد المير يقدمون عروضاً على ساحل الحوض الجاف وبكرة يقدمون عروضاً على ''ساحة ملعب نادي النسور ''بتكليف من وزارة الإعلام. فقام ''بوسمرة ''من مكانه مستغيظاً وقال حسب رواية ذلك الرجل: لهولة عملوها فيني. وفي اليوم الثاني اشتكى'' بوسمرة ''في الأول في المجلة وكتب قائلاً: أيهما أحق بفن الليوة العبيد أم لهولة! وعبدالله المير ينحصر فنه في الجربة والكاسر وليس في فن الليوة، وبأي حق جعلتموه علينا رئيساً في الليوة؟ وبعد ما أطلع مسؤولي وزارة الإعلام على ما كتب، أرسلوا في طلب المير للحضور لوزارة الإعلام ، وكان وقتها الشيخ عيسى بن راشد الخليفة وكيلاً للوزارة. وذهب المير وأعضاء الفرقة وكانوا جميعهم أفارقة، وعندما دخلوا جميعاً على الشيخ عيسى، كان ''بوسمرة ''جالساً عنده، قال لهم الشيخ عيسى: لماذا تركتم بوسمرة وهذا مثلكم، والتحقتم بفرقة المير؟ فقالوا له: إنه يستغلنا ولا يدفع لنا فلوسنا، وبوسمرة عينه مسؤول علينا الشيخ دعيج والباليوز ونحن غير راضين عنه، فهو يعطينا فقط عيش وتمر وفلوس الليوة يأخذها ويسافر بها من بلد إلى بلد، فيذهب إلى ابنته في قطر وأماكن أخرى ولا يدفع لنا حتى روبية. يدفع فقط لصاحب الصرناي، فقال الشيخ عيسى: والآن؟ فقالوا جميعاً: نحن مع المير ولا نريد بوسمرة. فقال الشيخ عيسي لبوسمرة: أنا يا بوسمرة ما أستطيع وضع حبال في رقابهم وجرهم لك للبيت مادام ربعك ما يبغونك أنا ماذا أعمل؟وبعد هذه المحاكمة التي تمت في مكتب وكيل وزارة الإعلام الشيخ عيسى بن راشد، طلب بعض المعارف من أصحاب بوسمرة أن يذهب لعبدالرحمن المير، ويقبل رأسه ويطلب منه أن يوقف الليوة (فرقته).وفي اليوم التالي يقول عبدالله وتحديداً عند وقت الظهر، إذا باب البيت يدق، وخرج حتى يعرف'' من الطارق، وإذا بوسمرة جالس عند الباب، ممسكاً في إحدى يديه الشترى (المظلة) وفي اليد الأخرى عصاته، ولابساً البشت فقلت له: أهلا مفتاح. فقال: نادي أباك، نادي المير. فدخلت البيت وقلت للوالد، فقال: بس زين هذا المطلوب، هذا أول مسمار ينضرب في نعش ''بوسمرة. وأدخلناه المجلس، وقال له الوالد: آمر يامفتاح، فقال: ياعبدالرحمن المير أنتم تجار بيتكم قصر أنا فقير مسكين في عشتي أتخلي ولدك يضرب الليوة ويأخذ عنا أرزاقنا وأنتم تجار ليش ما تمنعه. فقال له الوالد: أنا الحين أمنعه! أنت من علمه على الليوة ويوم نصحناك لا تعلمه، لا تدخله بيتك، قلت لي أنا لم أدخله كما إني لا أمنع أحداً أن يدخل بيتي، تريد أن تشتكي اذهب للشكوى. نحن لم نشتك عليك. احنه بس (فقط) أنريد أن نبين لك كيف نعمل فيك، فأنت علمته فأصبر على ما يأتيك فنشأت الفرقة من تلك الفترة إلى الآن. مما اضطر بوسمرة إلى الهروب من مملكة البحرين إلى قطر. والوالد رحمه الله اضطر أنحاس (عناداً) لبوسمرة عمل هذه الفرقة ولصقت فيني الشغلة إلى الوقت الحاضر''. توفى الوالد عبد الرحمن المير في الثمانينات، وكان يمول الولد بالمال للصرف على الفرقة وأيضاً عمته كانت تساعد. وكان الوالد لا يحضر نشاط الفرقة ولا يطلع في الصورة بتاتاً، ويقول الوالد: إن هذا الرجل رحت له أريد أن أشتكي ما قدرني، وكان قبل المشكلة يدور علينا بحثاً عنا في المتاجر يطلب منا المساعدة لبناء بيته، وكان بيت من سعف النخيل. ونجمع له مبلغ لبنائه وأنا أذهب عنده للبيت بخصوص ولدي ما يقدرني ولا حتى قال إنشاء الله لو من باب الاحترام. لوقال: طيب الخاطر يا عبدالرحمن لو من كذب.البيت مقر للفرقة دون إعلانجعل عبدالله بيته مقراً للفرقة. ولم يضع لوحة على الباب توضح ذلك. وبرأيه فإن الإنسان المجهول يكتب على الباب، ولو كانت الفرقة إذا كانت غير معروفة لكتب اسمها على باب مقرها. ويضيف بأنه لو فعل لبات البيت مشؤوماً مثل الدار، أي دار الطرب كما يطلق عليها في البحرين. فعندما يدخل فيها أي شخص يقال هذا دخل الدار، وعندما يدخلها يأخذ الحذر فينظر يميناً وشمالاً حتى لا يراه أحد يدخل. وفي الوقت الحاضر يفضل الواحد حمل صندوق بير ولا يدخل دار أو بيت فيه فن، ويوافق يسرق ويعمل كل فعل شائن إلا دخول أماكن الفن فهو غلط . ولا يخاف المير من دخول أعضاء الفرقة البيت، كما أنه من جانب آخر يأتي لزيارة ضيوف من الشيوخ والتجار ومن كل مكان، ومن بينهم شيوخ دين من سنة وشيعة. وهو يرى بأنه لو كتب أحد على البيت لا أحد من هؤلاء يدخل البيت. ويضيف المير: ''هذه الدار أنا أسكنها، هل من المعقول أصف طيران فيها، دار تجارية تعود لواحد تاجر، راعي قماش ولؤلؤ، أنا اعلق فيها طيران! ففي زمان بناء هذه الحجرة لم يستطع الشيوخ بناء مثلها. زمن أول من كثر مال جدي. ولقد بناه وابي مجتمعين بنيا المنزل''. كان جد المير تاجر لؤلؤ وكاتباً مختصاً في تقيم اللؤلؤ حسب ما هو متعارف عليه لدى تجار اللؤلؤ في الهند. عينه المستشار ليتبع العمامرة والبن هندي والبوخميس والبوغانم والبوحجي وأهل الحد لتقييم اللؤلؤ الذي بحوزتهم لهم. وفي القديم في الأربعينيات والخمسينيات، كان هناك كاتبان أو مثمنان للؤلؤ بالبحرين، وهما سالم بن راشد العبسي لأهل الحد وقلالي، وجد عبدالله يقيم أو يحدد ثمن لؤلؤ ناس من قلالي وهم عائلة شمسان والمناعي. وكان العبسي والجد من أشهر من يسعر اللؤلؤ في البحرين.وكان لدى الجد حسن بن عبدالله المير سبعة أو ثمانية كتّاب يعملون معه، ومنهم الغاوي ومن المحميد وفارس منده، وكانوا كلهم يجتمعون معه في هذا المجلس وكان الجد أيضاً ممولاً لرحلة الغوص (إمسيّر) فيوفر التمر والأرز ومختلف الزاد ويسجل عليهم. وإذا أتوا باللؤلؤ يبيعون ويأخذ حسابه ولا يأخذ عليهم ضريبة. وكان البن هندي والبوخميس والعمامره يمولون سفنهم بأنفسهم، وحسب عبدالله المير فإن كان فيه نوخذة (القبطان وهو قائد سفينة الغوص) وهناك أنويخيذ (وهو قائد سفينة الغوص معرفته محدودة بالبحر ومواقع وجود محار اللؤلؤ)، وكما أن هناك تاجراً (وهو من يملك المال الكثير لتمويل رحلة الغوص وتجارة اللؤلؤ) فهناك تويجر (وهو الشخص الذي عنده شيء بسيط من المال يتاجر به في سوق اللؤلؤ)، وهناك تاجر يأخذ من عند الناس فلوس ويتاجر فيها ولا يرجع للناس أموالهم.خروج الجان: كلف حسب المقاملا يخرج الجان بتاتاً من المصاب به لأن الجان متمكن من هذا الشخص وواقع في حبه وعشقه سواء كان رجلاً أو امرأة ويريد أن يعيش في جسده وإذا أصيب بمرض لا يذهب به لطبيب ولا يتم كيه بالنار إلا بأمر المطوع أو المطوعة، وذلك بعد أن يتم تنزيل جان المريض ويسأل إذا كان المرض منهم أي من الجان أم من الله، فيجيبون. فإذا كان منهم ذكروا ذلك للمطوع فيقولون مثلاً يؤذينا ويفعل أشياء لا ترضينا.وبعد أن يعرف المطوع سبب المرض يرد عليهم بقوله: ما دام تبين لنا بأن المرض منكم فمالكم إلا طيبة الخاطر، ونحن سوف نلبي كل طلباتكم ومن غد اتركوا الرجل يذهب لعمله أويقول لهم إن كانت امرأة اتركوها تذهب لعملها في المطبخ، فإذا تم الاتفاق تجد في اليوم التالي كلا على عمله وشفى من مرضه.إذا كان المصاب بالزار شيخاً أو تاجراً لا يطلب الجان منه ليشفي مرضه عيشاً (أرز) ولحماً لأن هذا متوفر لديه ولكن يطلب منه شيء يوضح خضوعه وإذعانه لطلبات الجان إذا أراد أن يشفى من مرضه دون أن يتردد، وفي هذه الحالة يطلب منه الجان أن يلبس لباس امرأة ويركب على ناقة ويأتي به في وسط الفريج وأمام الناس وعندما يطلب المطوع من الجان التعرف على سبب هذا الطلب المهين لشيخ أو التاجر، يرد الجان قائلاً: إنه كان يتحدى الخادمة التي عنده يضربها ويؤذيها فنحن نريد هذه الطلبية يعملها وإلا بقي طريح الفراش يعاني من مرضه حتى يموت، فيضطر ذلك المصاب الشيخ أو التاجر) القيام بتنفيذ ذلك الطلب والنجاة بعمره من الموت. أما الفقير المسكين المصاب بالزار فيطلب منه الجان لشفاء مرضه أن يقدم لهم ذبيحة، ورأفة بذلك المسكين المطوع أو المطوعة لا تنفذ طلبات الجان تلك بالدقة المطلوبة، فمثلاً إذا طلب الجان أن تذبح 100 ذبيحة ذبحت ,25 وإذا طلب الجان أن يذبح خروف أو جمل قال لهم المطوع (الأب أو الأم) سامحونا لا نستطيع تحقيق الطلب لأنكم تعلمون بأنه فقير، فيضطر لسؤالهم إن رأى أن الطلب كبير عن إيمانهم إن كانوا مسلمين أو كفار، فإذا كانوا مسلمين قال لهم: هذه امرأة أو رجل فقير لا يستطيع تحقيق الطلب إلا إذا استدان وأنتم مسلمون فلا تلزموهم برهن بيوتهم إذا كان المصاب رجلاً أو بيع ذهبها إذا كان المصاب امرأة وأنتم مسلمون عادلون وتعرفون العدل ولا ترضون بالخطأ، فمن فضلكم سوف نحقق طلباتكم ولكن على مقدرة المرأة أو الرجل، فالجان الذي طلب خروفاً يتفق معه على ذبح تيس صغير أو من طلب تيساً يتفق معه على قدوع (حلاوة ومكسرات وأناناس وخوخ وحلوى وقهوة وعادة ما تقدم للضيوف كنوع من الحفاوة بزيارتهم) أو شيء بسيط يستطيع المصاب تحقيقه دون عناء.وإذا كان الجان كافراً يعالج بطريقة الحرق أو يعملون له أدوية معينة يجعلون الجان ينفر منها ويطلع من جسم الشخص وهذا العلاج يختص به مطوع عارف بالأدوية الشعبية وخصوصاً أدوية الجان وتركيباتها التي تشرب أم تحرق وليس أي مطوع.وعند موافقة الجان على الخروج من جسم المصاب يسأله المطوع عن المكان الذي ينوي الخروج منه، فإذا طلب الجان الخروج من فمه أو من يده، يرفض المطوع خروجه من هذه الأمكنة ويطلب منه الخروج من الخنصر أو الإبهام، لأن المكان الذي يخرج منه الجان يعيبه (يصيبه بشلل) فإذا أصاب الخنصر بشلل أو الإبهام لا يعيق المريض عن الحركة ولكن إذا خرج من العين فقد المصاب النظر وإذا خرج من الأذن فقد السمع.؟ باحث بحرينيالليوة والطنبورة والزاريقول المير بأنه في الماضي كان يوجد شيء اسمه زار أما اليوم فإنه لا يعتقد إنسان به. وحجته بذلك بأنه إذا كانوا يذهبون للعزف للزار ويشربون الخمر فكيف ينزل عليهم زار. أما في ذلك الزمان فقد كان فيه زار. ويرى المير بأن الزار الحقيقي لا ينزل على صاحبه في كل محل ومكان وأن لكل مصاب بالزار أب (مطوع) أو أم (مطوعة) وقد يكون (المطوع أو المطوعة) فرقة من فرق الليوة والطنبورة، ويستطيع أحد هؤلاء إخراج واستنطاق ذلك الزار من المصاب به والحديث معه، ولا يمكن أن يخرج الزار ويتكلم في مكان آخر أو على يد مطوع آخر إذا كان زاراً صحيحاً. فإذا كان ''الأبو'' فرقة من فرق الليوة والطنبورة ينزل زار هذا الشخص مع هذه الفرقة وإذا ذهب إلى فرقة أخرى ونزل زاره فهذا غلط. فالزار له أب أو أم فتجد من به زار (جان) ينتقل به أهله من مطوع لآخر وفي الأخير يخرج الجان من هذا الشخص على يد مطوع بسيط ولم يكن ليخرج ويتكلم على يد البقية مع أنهم من المطاوعة الكبار المشهورين بتنزيل الزار والحديث مع ذلك الجان إلا أن هذا الجان تلاءم فقط مع هذا المطوع البسيط المسكين، فتجده بعد قراءة آية أو آيتين من القران الكريم ينتفض الشخص المسكون بالجن وينزل الجان منه إن كان ذكراً أو أنثى، ويكلمه المطوع أو المطوعة.وعادة ما يطلب الجان في البداية أن يكون الأب أو الأم حسب جنس المطوع لذلك المصاب فإذا كان رجلاً يكون الأب مطوعاً وإذا كان امرأة تكون مطوعة، كما يستعرض الأب أو الأم شروطه لمعالجة المصاب بذلك الزار، ومن أهم الشروط ألا ينزل الزار في أي مكان فقط في حضرة ذلك المطوع أو المطوعة. ومن المتعارف عليه بين المشتغلين بإخراج الزار أن من ينزل زاره في ميدان فرقة أخرى غير الفرقة التي خرج على يدها أو مع مطوع أو مطوعة أخرى، فالمصاحب بهذا الزار الجان الذي بداخله غير مسكّن (غير مسيطر عليه) ولا عنده أم أو أب أو يكون إنسان ضائعاً ولم يتم علاج زاره، وكان في الماضي من الضرورة أن يكون لكل من به زار أن يكون له أم أو أب، فإذا مرض صاحب الزار يؤتى به إلى أبيه أو أمه فيقرأ عليه الآية التي يحبها الجان الذي به فينزل عليه زاره ويتكلم معه المطوع أو المطوعة ويسأله عن سبب المرض. وحسب المير فلكل مطوع آيات مخصوصة يقرأها أو قسم معين يعينه على إخراج الجان ومن تلك الأقسام: أقسمت عليكم بالخنس الجوار الكنس، أقسمت عليكم بالأنبياء وغيرها من ألفاظ القسم فينزل الجان ويكلمه فيقول المطوع: أعاهدكم عهد الله ورسوله وعهد سليمان بن داود عليه السلام وتعاهدوني أعاهدكم ويتعاهد معهم بأن لا ينزل في فرقة ثانية. وإذا أخذه الشوق عند سماع طرب فرقة أخرى يذهب ويشارك باللعب ولكن لا يحق له إنزال زاره (جانه).فيتم علاج المصاب ويشفى، دون أن يخرج الجن منه تماماً، ولكن يتم تسكينهم بحيث لا يؤذون المبتلي بهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق