ورد في كتاب لؤلؤة البحرين للشيخ يوسف البحراني
ص11 : ولقد هممت في صغر سني بجمع أشعاره وترتيبها على حروف المعجم في ديوان مستقل وكتبت كثيراً منها إلا أنها حالت الأقضية والأقدار بخراب بلادنا البحرين بمجيء الخوارج إليها وترددهم مراراً عليها حتى افتتحوها قهراً، وجرى ما جرى من الفساد، وتفرق أهلها منها في أقطار كل بلاد.
ص70: توفي الشيخ عبد الله بن علي بن أحمد البحراني في شيراز عام 1148هـ وأنا يومئذٍ كنت في شيراز إمام جمعته وجماعتها في جامعها المشهور، إلا أنه لما ورد الشيخ المزبور في إصلاح مقدمات البحرين لما استولت عليها الأعراب وأوقعوا فيها الخراب قدمته في الصلاة حيث إنه شيخي وأستاذي ، فلم يبق إلا مدة يسيرة حتى توفي بها.
ص86: وأما الشيخ زين الدين فالظاهر أنه كان أصغرهم فإنه بقي جملة من السنين، وكان من المعاصرين إلى أن استولت الخوارج على البحرين وارتجعها منهم سلطانها، وقبره مع أخيه وابنه في قبة مقبرة مقابا.
ص89: توطن بلاد بهبهان بعد أخذ الخوارج البحرين.
ص90: قرأت عليه كتاب المطول إلى علم البديع، واتفق بعد ذلك مجيء الخوارج لأخذ بلاد البحرين، ووقع فيها الهرج والمرج والخراب والعطال باشتغالهم بالاستعداد لحرب الأعداء.
ص93: توفي بالقطيف بعد أخذ الخوارج البحرين وخروج جميع أعيانها إلى بلاد القطيف، وذلك بضحوة اليوم الثاني والعشرين من شهر صفر السنة الحادية والثلاثين بعد المائة والألف (1131هـ)، ودفن بمقبرتها المعروفة بالحباكة.
ص98: توفي في بلدة بهبهان حيث إنه استوطنها لما أخذت الخوارج بلاد البحرين، وكان قد خرج من البحرين في الواقعة الثانية من وقائع قدوم الخوارج إليها، وقد كانوا قدموا أول مرة في غراب واحد وانضمت إليهم الأعراب من أعداء الدين فرد الله تعالى كيدهم في نحورهم ولم يتمكنوا من أخذها ثم بعد سنة قدموا في سبع برش وانضمت إليهم الأعراب وكان قد أرسل الشاه سلطان حسين خاقا من أهل الرشت مع جملة من العسكر قبل وصولهم وانحدروا عليها أيضاً في جم غفير، وقد كان أهل البحرين قد استعدوا بالأسلحة للحرب وساعدهم العسكر المذكور فوقع الحرب وهم في السفن فقتل منهم جمع ورجعوا بالخيبة أيضاً وبعد رجوعهم سافر الشيخ عبد الله المذكور إلى أصفهان للسعي في مقدمة البلدة المذكورة عند الشاه، وقد كان شيخ الإسلام أيضاً في أصفهان إلا أنه لما كانت دولة الشاه المزبور مدبرة رجع الشيخ بالخيبة مما أمله، وتوطن بلدة بهبهان لظنه برجوع الخوارج إليها فاتفق مجيء الخوارج مرة ثالثة واتفق رأيهم على حصار البلد ومنع من فيها من الخروج والدخول، وانضمت إلى إعاقتهم أيضاً أعداء الدين من الأعراب، والشيخ لما سمع ذلك توطن في بلدة بهبهان وأخذوها بعد الحصار مدة مديدة. وكانت وفاته عام 1135هـ.
ص106: توفي في بلدة القطيف فإنه بعد أن كان فيها مضى إلى البحرين، وهي في أيدي الخوارج لضيق المعيشة في بلدة القطيف فاتفق وقوع فتنة بين الخوارج وعسكر العجم وقتل جميع عسكر العجم وجرح هذا الشيخ جروحاً فاحشة ونقل إلى القطيف فبقي أياماً قليلة وتوفي إلى رحمة الله تعالى في شهر ذي القعدة سنة 1130هـ.
ص425: إن مولدي كان في سنة 1107هـ، وكان مولد أخي الشيخ محمد مد في بقائه سنة 1112هـ، في قرية الماحوز، حيث إن الوالد كان ساكناً هناك لملازمة الدرس عند شيخه الشيخ سليمان المتقدم ذكره وأنا يومئذ ابن خمس سنين تقريباً، وفي هذه السنة سارت الواقعة بين الهولة والعتوب، حيث إن العتوب عاثوا في البحرين بالفساد ويد الحاكم قاصرة عنهم، فكاتب شيخ الإسلام الشيخ محمد بن عبد الله بن ماجد الهولة ليأتوا على العتوب، وجاءت طائفة من الهولة ووقع الحرب وانكسرت البلد إلى القلعة أكابر وأصاغر حتى كسر الله العتوب، وللوالد رحمه الله أبيات في ذكر هذه الواقعة وتاريخها، لم يحضرني منها إلا البيت الأخير المشتمل على التاريخ، وهو قوله:
قضية القبيلة المعذبة
وعام تلك شتتوها فاحسبه
... إلى أن اتفق مجيء الخوارج إلى أخذ بلاد البحرين فحصل العطال والزلزال، بالتأهب لحرب أولئك الأنذال، وفي أول سنة وردوا لأخذها رجعوا بالخيبة ولم يتمكنوا منها، وكذلك في المرة الثانية بعد سنة مع معاضدة جميع الأعراب والنصاب لهم، وفي الثالثة حصروا البلد لتسلطهم على البحر حيث إنها جزيرة، حتى أضعفوا أهلها، وفتحوها قهراً، وكانت واقعة عظمى، وداهية دهما، لما وقع من عظم القتل والسلب والنهب وسفك الدماء، وبعد أن أخذوها وأمنوا أهلها هربت الناس سيما أكابر البلد منها إلى القطيف وإلى غيرها من الأقطار، ومن جملتهم الوالد رحمه الله مع جملة العيال والأولاد فإنه سافر بهم إلى القطيف وتركني في البحرين في البيت الذي لنا في قرية الشاخورة حيث إن في البيت بعض الخزائن المربوط فيها على بعض الأسباب من كتب وصفر وثياب فإنه نقل معه جملة إلى القلعة التي قصدوا الحصار فيها وأبقى بعضاً في البيت مربوطاً عليه في أماكن خفية، فأما ما نقل إلى القلعة فإنه ذهب بعد أخذهم القلعة قهراً، وخرجنا جميعاً بمجرد الثياب التي علينا، ولما سافر إلى القطيف بقيت أنا في البلد، وقد أمرني بالتقاط ما يوجد من الكتب التي انتهبت في القلعة واستنقاذها من أيدي الشراة، فاستنقذت جملة مما وجته وأرسلت به إليه مع جملة ما في البيت شيئاً فشيئاً ومرت هذه السنين كلها بالعطال ثم إني سافرت إلى القطيف لزيارة الوالد وبقيت شهرين أو ثلاثة، فضاق بالوالد الجلوس بالقطيف لكثرة العيال وضعف الحال، وقلة ما في اليد، فعزم على الرجوع إلى البحرين وإن كانت في أيدي الخوارج إلا أن القضاء والقدر حال بينه وبين ما جرى في باله وخطر، فاتفق أن عسكر العجم مع جملة من الأعراب جاءوا لاستخلاص البحرين من أيدي الخوارج في ضمن تلك الأيام، فصرنا نرقب ما يصير من أمر ذلك وما ينتهي الحال من هذه المهالك حتى صارت الدائرة على العجم فقتلوا جميعاً وحرقت البلاد، وكان من جملة ما حرق بالنار بيتنا في القرية المتقدمة،
ص11 : ولقد هممت في صغر سني بجمع أشعاره وترتيبها على حروف المعجم في ديوان مستقل وكتبت كثيراً منها إلا أنها حالت الأقضية والأقدار بخراب بلادنا البحرين بمجيء الخوارج إليها وترددهم مراراً عليها حتى افتتحوها قهراً، وجرى ما جرى من الفساد، وتفرق أهلها منها في أقطار كل بلاد.
ص70: توفي الشيخ عبد الله بن علي بن أحمد البحراني في شيراز عام 1148هـ وأنا يومئذٍ كنت في شيراز إمام جمعته وجماعتها في جامعها المشهور، إلا أنه لما ورد الشيخ المزبور في إصلاح مقدمات البحرين لما استولت عليها الأعراب وأوقعوا فيها الخراب قدمته في الصلاة حيث إنه شيخي وأستاذي ، فلم يبق إلا مدة يسيرة حتى توفي بها.
ص86: وأما الشيخ زين الدين فالظاهر أنه كان أصغرهم فإنه بقي جملة من السنين، وكان من المعاصرين إلى أن استولت الخوارج على البحرين وارتجعها منهم سلطانها، وقبره مع أخيه وابنه في قبة مقبرة مقابا.
ص89: توطن بلاد بهبهان بعد أخذ الخوارج البحرين.
ص90: قرأت عليه كتاب المطول إلى علم البديع، واتفق بعد ذلك مجيء الخوارج لأخذ بلاد البحرين، ووقع فيها الهرج والمرج والخراب والعطال باشتغالهم بالاستعداد لحرب الأعداء.
ص93: توفي بالقطيف بعد أخذ الخوارج البحرين وخروج جميع أعيانها إلى بلاد القطيف، وذلك بضحوة اليوم الثاني والعشرين من شهر صفر السنة الحادية والثلاثين بعد المائة والألف (1131هـ)، ودفن بمقبرتها المعروفة بالحباكة.
ص98: توفي في بلدة بهبهان حيث إنه استوطنها لما أخذت الخوارج بلاد البحرين، وكان قد خرج من البحرين في الواقعة الثانية من وقائع قدوم الخوارج إليها، وقد كانوا قدموا أول مرة في غراب واحد وانضمت إليهم الأعراب من أعداء الدين فرد الله تعالى كيدهم في نحورهم ولم يتمكنوا من أخذها ثم بعد سنة قدموا في سبع برش وانضمت إليهم الأعراب وكان قد أرسل الشاه سلطان حسين خاقا من أهل الرشت مع جملة من العسكر قبل وصولهم وانحدروا عليها أيضاً في جم غفير، وقد كان أهل البحرين قد استعدوا بالأسلحة للحرب وساعدهم العسكر المذكور فوقع الحرب وهم في السفن فقتل منهم جمع ورجعوا بالخيبة أيضاً وبعد رجوعهم سافر الشيخ عبد الله المذكور إلى أصفهان للسعي في مقدمة البلدة المذكورة عند الشاه، وقد كان شيخ الإسلام أيضاً في أصفهان إلا أنه لما كانت دولة الشاه المزبور مدبرة رجع الشيخ بالخيبة مما أمله، وتوطن بلدة بهبهان لظنه برجوع الخوارج إليها فاتفق مجيء الخوارج مرة ثالثة واتفق رأيهم على حصار البلد ومنع من فيها من الخروج والدخول، وانضمت إلى إعاقتهم أيضاً أعداء الدين من الأعراب، والشيخ لما سمع ذلك توطن في بلدة بهبهان وأخذوها بعد الحصار مدة مديدة. وكانت وفاته عام 1135هـ.
ص106: توفي في بلدة القطيف فإنه بعد أن كان فيها مضى إلى البحرين، وهي في أيدي الخوارج لضيق المعيشة في بلدة القطيف فاتفق وقوع فتنة بين الخوارج وعسكر العجم وقتل جميع عسكر العجم وجرح هذا الشيخ جروحاً فاحشة ونقل إلى القطيف فبقي أياماً قليلة وتوفي إلى رحمة الله تعالى في شهر ذي القعدة سنة 1130هـ.
ص425: إن مولدي كان في سنة 1107هـ، وكان مولد أخي الشيخ محمد مد في بقائه سنة 1112هـ، في قرية الماحوز، حيث إن الوالد كان ساكناً هناك لملازمة الدرس عند شيخه الشيخ سليمان المتقدم ذكره وأنا يومئذ ابن خمس سنين تقريباً، وفي هذه السنة سارت الواقعة بين الهولة والعتوب، حيث إن العتوب عاثوا في البحرين بالفساد ويد الحاكم قاصرة عنهم، فكاتب شيخ الإسلام الشيخ محمد بن عبد الله بن ماجد الهولة ليأتوا على العتوب، وجاءت طائفة من الهولة ووقع الحرب وانكسرت البلد إلى القلعة أكابر وأصاغر حتى كسر الله العتوب، وللوالد رحمه الله أبيات في ذكر هذه الواقعة وتاريخها، لم يحضرني منها إلا البيت الأخير المشتمل على التاريخ، وهو قوله:
قضية القبيلة المعذبة
وعام تلك شتتوها فاحسبه
... إلى أن اتفق مجيء الخوارج إلى أخذ بلاد البحرين فحصل العطال والزلزال، بالتأهب لحرب أولئك الأنذال، وفي أول سنة وردوا لأخذها رجعوا بالخيبة ولم يتمكنوا منها، وكذلك في المرة الثانية بعد سنة مع معاضدة جميع الأعراب والنصاب لهم، وفي الثالثة حصروا البلد لتسلطهم على البحر حيث إنها جزيرة، حتى أضعفوا أهلها، وفتحوها قهراً، وكانت واقعة عظمى، وداهية دهما، لما وقع من عظم القتل والسلب والنهب وسفك الدماء، وبعد أن أخذوها وأمنوا أهلها هربت الناس سيما أكابر البلد منها إلى القطيف وإلى غيرها من الأقطار، ومن جملتهم الوالد رحمه الله مع جملة العيال والأولاد فإنه سافر بهم إلى القطيف وتركني في البحرين في البيت الذي لنا في قرية الشاخورة حيث إن في البيت بعض الخزائن المربوط فيها على بعض الأسباب من كتب وصفر وثياب فإنه نقل معه جملة إلى القلعة التي قصدوا الحصار فيها وأبقى بعضاً في البيت مربوطاً عليه في أماكن خفية، فأما ما نقل إلى القلعة فإنه ذهب بعد أخذهم القلعة قهراً، وخرجنا جميعاً بمجرد الثياب التي علينا، ولما سافر إلى القطيف بقيت أنا في البلد، وقد أمرني بالتقاط ما يوجد من الكتب التي انتهبت في القلعة واستنقاذها من أيدي الشراة، فاستنقذت جملة مما وجته وأرسلت به إليه مع جملة ما في البيت شيئاً فشيئاً ومرت هذه السنين كلها بالعطال ثم إني سافرت إلى القطيف لزيارة الوالد وبقيت شهرين أو ثلاثة، فضاق بالوالد الجلوس بالقطيف لكثرة العيال وضعف الحال، وقلة ما في اليد، فعزم على الرجوع إلى البحرين وإن كانت في أيدي الخوارج إلا أن القضاء والقدر حال بينه وبين ما جرى في باله وخطر، فاتفق أن عسكر العجم مع جملة من الأعراب جاءوا لاستخلاص البحرين من أيدي الخوارج في ضمن تلك الأيام، فصرنا نرقب ما يصير من أمر ذلك وما ينتهي الحال من هذه المهالك حتى صارت الدائرة على العجم فقتلوا جميعاً وحرقت البلاد، وكان من جملة ما حرق بالنار بيتنا في القرية المتقدمة،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق