يعد الباحث البحريني بشار يوسف الحادي من الباحثين الشباب المتميزين في خليجنا العربي، وله في عالم الوثائق والتحقيق اهتمام صادق وتشهد له إصداراته المتلاحقة ومقالاته التي ينشرها في الجرائد البحرينية ومحاضراته المتواصلة وجهوده المتميزة.
وقد زارنا الحادي قبل أيام، وأهدانا نسخة من كتابه الجديد آل فاضل العتوب والذي جاء في حوالي 560 صفحة من القطع المتوسط مزدانة بالصور الفوتوغرافية النادرة، والوثائق التي تنشر للمرة الأولى بالإضافة إلى شجرة نسب محققة لأسرة آل فاضل موضوع الكتاب وجاء في مقدمة الكتاب قول الحادي:
لاشك أن أسرة آل فاضل العتوب من الأسر التي لم تأخذ حقها في توثيق تاريخها الطويل والحافل بالإنجازات والبذل والعطاء طيلة ثلاثة قرون مضت، منذ قدومها من مدينة الهدار ببلاد الفلاج من نواحي نجد في حوالي عام 1085هـ (1675م) وحتى اليوم.
أما أسباب كتابة هذا الكتاب فهي كثير جداً نذكر منها على سبيل المثال: ما حصل من خلط غير مقصود في نسب آل فاضل، حيث نسبهم بعض المؤرخين إلى نسب غير نسبهم الحقيقي الذي تثبته وثائقهم القديمة والمحفوظة في أرشيفهم. ومن أولئك من نسبهم إلى الشيخ راشد بن فاضل آل بن علي من أهالي جزيرة دارين، ومنهم من نسبهم إلى قبيلة بني خالد وكأن هذه الأسرة مجهولة لا يعرف نسبها!! كذلك فإن البعض ينسبون هذه الأسرة إلى ناحية الهدار بدون أي من الوثائق والبراهين، وكأن آل فاضل هم الوحيدون القادمون من الهدار وكأن باقي أسر حلف العتوب كآل صباح وآل خليفة والجلاهمة والمعاودة (المسعود) وآل سيف وغيرهم لا ترجع أصولها إلى الهدار، في حين أن جميع هذه الأسر ترجع في أصولها إلى منطقة الهدار من نواحي الأفلاج بالجزيرة العربية.
ونجد البعض الآخر يريدون إبعاد آل فاضل عن الساحة لغرض لا نعلمه، بدون حُجة ولا بُرهان، كما أن هناك من يريد التقليل من شأنهم ودورهم الذي قاموا به على مدى المئتين والخمسين عاماً الماضية في الكويت والبحرين .
كذلك من أسباب كتابة هذا الكتاب ما حصل لبعض أملاك الأسرة وأوقافها من سرقات، نتيجة ضياع بعض وثائق الأسرة، ولاشك أن في كتابة هذا الكتاب حفظاً لهذه الوثائق وهذه الوقفيات من الضياع، والتي تبرز دور رجالات الأسرة على الصعيد السياسي والاجتماعي والإنساني طيلة تلك السنوات.
أضف إلى ذلك دراسة رجالات الأسرة الأوائل وتاريخهم ومواقفهم البطولية، ليكونوا نبراساً لأحفادهم يضيؤون لهم الدرب الحالك، ويأخذون بأيديهم إلى بر الأمان.
وجاء في بداية الكتاب توضيح أن الأسرة ترجع إلى جدها فاضل بن الشيخ خليفة الكبير جد أسرة آل خليفة، والذي أعقب ولدين هما مبارك مؤسس مسجد مبارك بالكويت وخليفة مؤسس مسجد الخليفة بالكويت، وقد بين المؤلف هذه الحقائق بالقرائن من وثائق ووقفيات.
وبعد ذلك يستمر الكتاب في الحديث عن تراجم أعيان أسرة الفاضل وأهم أعمالهم والوثائق المتعلقة بهم.
والكتاب بحق يعد خير مثال للكتب التي تبحث في تاريخ الأسر، والتي تعتمد على الوثائق والنصوص التاريخية، والروايات الشفهية، وقد قدم فيه المؤلف استقصاء جيداً، واستنتاجات مفيدة تدل على شخصية الباحث المتميز.
ونحن نشكر الأخ بشار الحادي على هذه الهدية المفيدة ونتمنى له دوام التوفيق في بحوثه وأعماله.
المصدر: مجلة المختلف العدد 232 نوفمبر 2010م
وقد زارنا الحادي قبل أيام، وأهدانا نسخة من كتابه الجديد آل فاضل العتوب والذي جاء في حوالي 560 صفحة من القطع المتوسط مزدانة بالصور الفوتوغرافية النادرة، والوثائق التي تنشر للمرة الأولى بالإضافة إلى شجرة نسب محققة لأسرة آل فاضل موضوع الكتاب وجاء في مقدمة الكتاب قول الحادي:
لاشك أن أسرة آل فاضل العتوب من الأسر التي لم تأخذ حقها في توثيق تاريخها الطويل والحافل بالإنجازات والبذل والعطاء طيلة ثلاثة قرون مضت، منذ قدومها من مدينة الهدار ببلاد الفلاج من نواحي نجد في حوالي عام 1085هـ (1675م) وحتى اليوم.
أما أسباب كتابة هذا الكتاب فهي كثير جداً نذكر منها على سبيل المثال: ما حصل من خلط غير مقصود في نسب آل فاضل، حيث نسبهم بعض المؤرخين إلى نسب غير نسبهم الحقيقي الذي تثبته وثائقهم القديمة والمحفوظة في أرشيفهم. ومن أولئك من نسبهم إلى الشيخ راشد بن فاضل آل بن علي من أهالي جزيرة دارين، ومنهم من نسبهم إلى قبيلة بني خالد وكأن هذه الأسرة مجهولة لا يعرف نسبها!! كذلك فإن البعض ينسبون هذه الأسرة إلى ناحية الهدار بدون أي من الوثائق والبراهين، وكأن آل فاضل هم الوحيدون القادمون من الهدار وكأن باقي أسر حلف العتوب كآل صباح وآل خليفة والجلاهمة والمعاودة (المسعود) وآل سيف وغيرهم لا ترجع أصولها إلى الهدار، في حين أن جميع هذه الأسر ترجع في أصولها إلى منطقة الهدار من نواحي الأفلاج بالجزيرة العربية.
ونجد البعض الآخر يريدون إبعاد آل فاضل عن الساحة لغرض لا نعلمه، بدون حُجة ولا بُرهان، كما أن هناك من يريد التقليل من شأنهم ودورهم الذي قاموا به على مدى المئتين والخمسين عاماً الماضية في الكويت والبحرين .
كذلك من أسباب كتابة هذا الكتاب ما حصل لبعض أملاك الأسرة وأوقافها من سرقات، نتيجة ضياع بعض وثائق الأسرة، ولاشك أن في كتابة هذا الكتاب حفظاً لهذه الوثائق وهذه الوقفيات من الضياع، والتي تبرز دور رجالات الأسرة على الصعيد السياسي والاجتماعي والإنساني طيلة تلك السنوات.
أضف إلى ذلك دراسة رجالات الأسرة الأوائل وتاريخهم ومواقفهم البطولية، ليكونوا نبراساً لأحفادهم يضيؤون لهم الدرب الحالك، ويأخذون بأيديهم إلى بر الأمان.
وجاء في بداية الكتاب توضيح أن الأسرة ترجع إلى جدها فاضل بن الشيخ خليفة الكبير جد أسرة آل خليفة، والذي أعقب ولدين هما مبارك مؤسس مسجد مبارك بالكويت وخليفة مؤسس مسجد الخليفة بالكويت، وقد بين المؤلف هذه الحقائق بالقرائن من وثائق ووقفيات.
وبعد ذلك يستمر الكتاب في الحديث عن تراجم أعيان أسرة الفاضل وأهم أعمالهم والوثائق المتعلقة بهم.
والكتاب بحق يعد خير مثال للكتب التي تبحث في تاريخ الأسر، والتي تعتمد على الوثائق والنصوص التاريخية، والروايات الشفهية، وقد قدم فيه المؤلف استقصاء جيداً، واستنتاجات مفيدة تدل على شخصية الباحث المتميز.
ونحن نشكر الأخ بشار الحادي على هذه الهدية المفيدة ونتمنى له دوام التوفيق في بحوثه وأعماله.
المصدر: مجلة المختلف العدد 232 نوفمبر 2010م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق