رحلة المخطوطة البحرينية إلى بومبي ثم عودتها مطبوعةالهند احتضنت بواكير الكتابات البحرينية عبر »كلزار حسني« و»المصطفوية«
بشار الحادي
* أقدم كتاب بحريني مطبوع يعود إلى العام 1871 وهو الكتاب المسمى »صحيفة كاملة« لعبدالله بن صالح السماهيجي البحراني. وقد طبع في العاصمة الهندية »بومبي«. وقد احتضنت عشرات المطابع الهندية مثل كلزار حسني ونخبة الأخبار ومطبعة علوي والترقي ومظفري والمصطفوية، بواكير الكتابة البحرينية *كانت البحرين كغيرها من دول الخليج تصلها الكتب المطبوعة في فترة مبكرة جداً والتي أقدرها بين العامين (1820م/ 1235هـ) و(1860م/ 1276هـ) عن طريق ثلاثة مصادر رئيسة هي: الهند، الحجاز والعراق. فالهند يزورها تجار اللؤلؤ البحرينيون بشكل مستمر ومتواصل على مدار العام، يبيعون فيها لؤلؤهم ويشترون منها البهارات والأخشاب والأقمشة وغير ذلك. وأما الحجاز فهي قبلة الحجاج والمعتمرين والزوار من أهالي البحرين، وأما العراق فهو مقصد طلاب العلم والمثقفين. وقد وقفت على بعض تلك المطبوعات القديمة التي أشرت إليها في بعض المكتبات الخاصة بالبحرين والتي منها ما يعود إلى سنة 1240هـ/ 1824م.بعد أن تعرف أهالي البحرين على الطباعة في خارج بلدهم الصغير، ورأوا فائدتها العظيمة من حيث طباعة الكثير من النسخ في وقت قصير وبكلفة معقولة، كذلك ما فيها من ترتيب وحسن خط، حيث إن الطباعة ولاشك أفضل بكثير من خط النساخ، عندئذ رغب أهالي البحرين في طباعة بعض كتبهم ومصنفات علمائهم في الهند، والتي كانت هي المقصد الأول لأهالي البحرين قبل غيرها من البلدان.
وأقدم كتاب بحريني مطبوع هو الكتاب المسمى »صحيفة كاملة«، وهي عبارة عن مجموعة أدعية، طبعت على هامش »صحيفة علوية« لعبدالله بن صالح السماهيجي البحراني، الهند - بمبي، طبعت سنة 1289هـ/ 1871م. ثم طبعت طبعة ثانية سنة 1289هـ/ 1872م.
بدأ أهالي جزيرة البحرين بطباعة كتبهم في بلاد الهند - كما أسلفت - فنجد مثلاً في مدينة بومبي عدداً من المطبعات التي كان يطبع فيها أهالي البحرين كتبهم كمطبعة كلزار حسني، ومطبعة نخبة الأخبار، ومطبعة علوي، ومطبعة الترقي، ومطبعة مظفري، والمطبعة المصطفوية، والمطبعة الحجازية وغيرها. وأما في حيدر آباد الدكن فنجد مطبعة دائرة المعارف النظامية. وأما في مصر فنجد مطبعة مجلة المنار، ومطبعة دار إحياء الكتب العربية، ومطبعة المدينة المنورة. كذلك قام أهالي البحرين بطباعة مطبوعاتهم في الحجاز فنجد في مكة المكرمة المطبعة الميرية وغيرها.
أول مطبعة
أما أول مطبعة في البحرين فيحكي لنا الراحل مبارك الخاطر قصتها فيقول: أما البحرين فقد بدأت تجربتها في هذا المجال أوائل العقد الثاني من القرن العشرين أو بالتحديد ابتداءً من العام 1913 حين استقدم الرجلان الحاج أحمد بن عبدالواحد فرامرزي، والحاج ميرزا علي جواهري، مطبعة حجرية إلى المنامة. كان الأول رجلاً ثرياً وكان الثاني صانع أختام. لقد تعاون الاثنان فجاءا بالمطبعة ووضعاها بدكاكين كانت تقع بشارع ولي العهد بالمنامة، كانت المطبعة تنجز طبع القرطاسيات التجارية والكراسات الدينية والعلمية. بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى مباشرة قام صاحبا المطبعة بإدخال تحسينات عليها، فأضافا إليها تطويراً جديداً حيث جلبا من مدينة ليبزج بألمانيا آلة طباعة صغيرة مع حروفها، لكنهما لعدم إمكاناتهما المادية لاستجلاب كميات كافية من حروف الطباعة تلك، لعمليات الطبع المختلفة، اقتصرا على استعمالها لطبع القرطاسيات الرسمية والتجارية. لقد بقيت مطبعة البحرين الأولى بقسمها الآلي الصغير في مقرها الأول حتى أوائل العشرينات، ثم انتقل بها صاحباها إلى مبنى يقع غربي جامع الشيخ قاسم بن مهزع، هذا المبنى كان يدعى بيت كازروني، في هذا المبنى استمرت المطبعة في تأدية رسالتها فسدّت فراغاً كبيراً في مجال الطباعة بالدرجة الأولى والنشر بالدرجة الثانية ابتداءً من تأسيسها حتى الثلاثينات من هذا القرن. وعلى ذكر الطباعة والنشر في البحرين أوائل القرن العشرين نقول إن مطبعة البحرين الأولى لم تكن لتؤدي مهمة الطباعة فحسب، بل كانت أداة لنشر الثقافة والمعرفة لا في البحرين وحدها، بل في الخليج أيضاً.
مطبعة البحرين الثانية
يذكر الأستاذ سلمان كمال نهاية مطبعة البحرين الأولى فيقول: إن صاحبَي المطبعة في النهاية أفلسا في الاستمرار في عمل الطباعة ولحقتهما ديون، ما دعاهما إلى التخلص منها ومن حروفها، وقد كنت عازماً آنذاك على تأسيس مطبعة آلية بالبحرين، وفعلاً اشتريت حروف مطبعة البحرين الأولى من صاحبيها لهذا الغرض، لكني بعد أن استخرجت تصريحاً رسمياً من حكومة البحرين لتأسيس مطبعة جديدة أوائل الثلاثينات، علمت أن الأستاذ عبدالله الزائد استطاع أن يحصل على تصريح مماثل بتأسيس مطبعة، فرأيت أن البلاد لا تستوعب مشروعين متماثلين آنذاك لغرض تجاري واحد، فألغيت مشروعي، وبعت حروف مطبعة البحرين الأولى على الأستاذ عبدالله الزائد، فاستعمل تلك الحروف، في الأيام الأولى للمطبعة التي أسماها أيضاً مطبعة البحرين.
الزائد والمطبعة الحديثة
قام الزائد بتطوير المطبعة القديمة الأولى، وذلك باستجلاب مطبعة من ألمانيا ذات آلتين متوسطتين لطبع الأوراق التجارية، وما يتبعها من بعض آلات القص والتخريم والتوضيب. وقبل أن تصل آلات المطبعة إلى البحرين قام بابتعاث رفيقه الشاب راشد بن صباح الجلاهمة إلى بغداد للتدرب على الأعمال الإدارية للمطبعة وأوصاه باستقدام خبير عربي في فن الطباعة إلى البحرين للعمل في المطبعة، فغادر راشد البلاد إلى بغداد، وبعد سبعة أشهر عاد إلى البحرين وبرفقته الخبير الأستاذ إبراهيم نوح الفلسطيني الأصل، وعن طريق هذين الرجلين استطاعت المطبعة أن تحتضن عدداً من الشباب البحريني وتدربهم قبل البدء في العمل الطباعي.
مطبعة المؤيد
لقد امتدت حياة مطبعة البحرين زهاء 18 عاماً. أما كيف انتهت، فيقول الأستاذ مبارك الخاطر: تتلخص في أن صاحبها قد بدأ لديه عد تنازلي في الإفلاس منذ اشتداد الحرب العالمية الثانية، فكانت أزمات المطبعة تترا الواحدة بعد الأخرى، وعلى رأسها أزمة الورق الذي يجب توفيره لاستهلاكات المطبعة وأهمها الجريدة، وملحقاتها عن الحرب... ومع ذلك، فقد ظل الزائد مرابطاً في ثغره، ولم يتركه إلا محمولاً على الأعناق إلى مثواه الأخير. بعدها آلت المطبعة إلى إدارة أموال القاصرين، فضمنها منها (إدارة القاصرين) الحاج قاسم المعاودة والد الشاعر عبدالرحمن المعاودة لفترة تقدر بخمسة أعوام، ثم تركها بعد أن أصبحت شبه مستهلكة، حيث بيعت مخلفاتها إلى الأستاذ مؤيد أحمد المؤيد صاحب تجربة البحرين الثالثة في مجال الطباعة الحديثة، والتي قام بتأسيسها باسم مطبعة المؤيد ومكتبتها، حيث انتهى زمن تجارب البحرين في مجال الطباعة، وبدأ فيها عصر طباعة منتصف القرن العشرين.أت وهذه عينة مختارة من أقدم المطبوعات البحرينية التي رتبتها من الأقدم إلى الأحدث، بعد أن قسمتها إلى قسمين؛ الأول المطبوعات القديمة التي طبعت خارج البحرين، والثاني المطبوعات القديمة التي طبعت داخل البحرين - لا يشمل جميع الكتب، حيث أوردها في مساحة أخرى:
»صحيفة كاملة« لعبدالله بن صالح السماهيجي البحراني، الهند - بومبي، 1871م.
»روض الخل والخليل« للشاعر الأديب السيد عبدالجليل بن يس الطباطبائي الهند - بومبي، 1883م.
»حساب أوزان اللؤلؤ«، للربان سلطان بن محمد بن علي المناعي، الهند - بومبي، 1886م.
»ديوان قصائد أبي الذبيح« لإسماعيل بن أبي بكر المقري، 1433م.»صحيفة العلوية من كلام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب« لعبدالله بن صالح السماهيجي، الهند - بومبي، 1887م.
»قامعة أهل الباطل بدفع شبهات المجادل في الرد على من حرم إقامة عزاء مولانا الحسين (ع)« للشيخ علي بن عبدالله بن علي البحراني، الهند - بومبي، 1888م.
»كتاب لسان الصدق في الرد على النصارى« للشيخ علي بن عبدالله بن علي البحراني، الهند - بومبي، 1890م.
»أوضح المسالك على مذهب الإمام مالك« للشيخ عثمان بن سند الوائلي، الهند – بومبي، 1892م.
- »الجواهر الزكية في حل ألفاظ العشماوية« للشيخ أحمد بن تركي المالكي، الهند – بومبي، 1894م.
- »الفوادح الحسينية والقوادح البينية« لحسين بن محمد الدرازي، الهند – بومبي، مطبعة كلزار حسيني، 1894م.
- »كتاب تأييد مذهب السلف وكشف شبهات من حاد وانحرف ودعي باليماني شرف« لسليمان بن سحمان النجدي الحنبلي، مصر، 1904م.
أما ما سيأتي من العناوين، فهي من تلك المطبوعات البحرينية التي طبعت في الداخل، رتبتها هي الأخرى بحسب الأقدمية:»القول السديد فيما يجب لله تعالى على العبيد« للشيخ محمد بن عبدالعزيز المانع، مطبعة البحرين، 1920م.
»دعاء ختم القرآن« للشيخ عبد الرزاق قاسم البغدادي القحطاني، مطبعة البحرين، 1922م.
»النايلة أو مجاري الهداية« للربان الشيخ راشد بن فاضل آل بن علي، مطبعة البحرين، 1922م.
»الحكم المرضية« للشيخ محمد بن عبدالعزيز بن عبدالرحيم الجاركي الشافعي، مطبعة البحرين، 1936م.
»الملاريا - الجدري«، حكومة البحرين، مطبعة البحرين، 1937م.»ملخص من الكوكب المنير في الصلاة على البشير النذير«، للشيخ أبي بكر بن الشيخ محمد الملا، مطبعة البحرين، 1938م.
»ديوان المعاودة« لعبدالرحمن بن قاسم المعاودة، مطبعة البحرين، 1942م.
»القانون الأساسي لنادي البحرين بالمحرق«، مطبعة البحرين، 1943م.»التقرير النهائي لمقاومة الملاريا في جزر البحرين« للميجر منورخان أفريدي آي. أم. أس، مطبعة البحرين.
»جدول أسماء ملوك الدول الإسلامية بالتاريخ الهجري« للشيخ محمد صالح بن يوسف الخنجي، مطبعة البحرين، طبع في عهد صاحب العظمة الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة الذي حكم بين العامين 1942 و1961م.
بشار الحادي
* أقدم كتاب بحريني مطبوع يعود إلى العام 1871 وهو الكتاب المسمى »صحيفة كاملة« لعبدالله بن صالح السماهيجي البحراني. وقد طبع في العاصمة الهندية »بومبي«. وقد احتضنت عشرات المطابع الهندية مثل كلزار حسني ونخبة الأخبار ومطبعة علوي والترقي ومظفري والمصطفوية، بواكير الكتابة البحرينية *كانت البحرين كغيرها من دول الخليج تصلها الكتب المطبوعة في فترة مبكرة جداً والتي أقدرها بين العامين (1820م/ 1235هـ) و(1860م/ 1276هـ) عن طريق ثلاثة مصادر رئيسة هي: الهند، الحجاز والعراق. فالهند يزورها تجار اللؤلؤ البحرينيون بشكل مستمر ومتواصل على مدار العام، يبيعون فيها لؤلؤهم ويشترون منها البهارات والأخشاب والأقمشة وغير ذلك. وأما الحجاز فهي قبلة الحجاج والمعتمرين والزوار من أهالي البحرين، وأما العراق فهو مقصد طلاب العلم والمثقفين. وقد وقفت على بعض تلك المطبوعات القديمة التي أشرت إليها في بعض المكتبات الخاصة بالبحرين والتي منها ما يعود إلى سنة 1240هـ/ 1824م.بعد أن تعرف أهالي البحرين على الطباعة في خارج بلدهم الصغير، ورأوا فائدتها العظيمة من حيث طباعة الكثير من النسخ في وقت قصير وبكلفة معقولة، كذلك ما فيها من ترتيب وحسن خط، حيث إن الطباعة ولاشك أفضل بكثير من خط النساخ، عندئذ رغب أهالي البحرين في طباعة بعض كتبهم ومصنفات علمائهم في الهند، والتي كانت هي المقصد الأول لأهالي البحرين قبل غيرها من البلدان.
وأقدم كتاب بحريني مطبوع هو الكتاب المسمى »صحيفة كاملة«، وهي عبارة عن مجموعة أدعية، طبعت على هامش »صحيفة علوية« لعبدالله بن صالح السماهيجي البحراني، الهند - بمبي، طبعت سنة 1289هـ/ 1871م. ثم طبعت طبعة ثانية سنة 1289هـ/ 1872م.
بدأ أهالي جزيرة البحرين بطباعة كتبهم في بلاد الهند - كما أسلفت - فنجد مثلاً في مدينة بومبي عدداً من المطبعات التي كان يطبع فيها أهالي البحرين كتبهم كمطبعة كلزار حسني، ومطبعة نخبة الأخبار، ومطبعة علوي، ومطبعة الترقي، ومطبعة مظفري، والمطبعة المصطفوية، والمطبعة الحجازية وغيرها. وأما في حيدر آباد الدكن فنجد مطبعة دائرة المعارف النظامية. وأما في مصر فنجد مطبعة مجلة المنار، ومطبعة دار إحياء الكتب العربية، ومطبعة المدينة المنورة. كذلك قام أهالي البحرين بطباعة مطبوعاتهم في الحجاز فنجد في مكة المكرمة المطبعة الميرية وغيرها.
أول مطبعة
أما أول مطبعة في البحرين فيحكي لنا الراحل مبارك الخاطر قصتها فيقول: أما البحرين فقد بدأت تجربتها في هذا المجال أوائل العقد الثاني من القرن العشرين أو بالتحديد ابتداءً من العام 1913 حين استقدم الرجلان الحاج أحمد بن عبدالواحد فرامرزي، والحاج ميرزا علي جواهري، مطبعة حجرية إلى المنامة. كان الأول رجلاً ثرياً وكان الثاني صانع أختام. لقد تعاون الاثنان فجاءا بالمطبعة ووضعاها بدكاكين كانت تقع بشارع ولي العهد بالمنامة، كانت المطبعة تنجز طبع القرطاسيات التجارية والكراسات الدينية والعلمية. بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى مباشرة قام صاحبا المطبعة بإدخال تحسينات عليها، فأضافا إليها تطويراً جديداً حيث جلبا من مدينة ليبزج بألمانيا آلة طباعة صغيرة مع حروفها، لكنهما لعدم إمكاناتهما المادية لاستجلاب كميات كافية من حروف الطباعة تلك، لعمليات الطبع المختلفة، اقتصرا على استعمالها لطبع القرطاسيات الرسمية والتجارية. لقد بقيت مطبعة البحرين الأولى بقسمها الآلي الصغير في مقرها الأول حتى أوائل العشرينات، ثم انتقل بها صاحباها إلى مبنى يقع غربي جامع الشيخ قاسم بن مهزع، هذا المبنى كان يدعى بيت كازروني، في هذا المبنى استمرت المطبعة في تأدية رسالتها فسدّت فراغاً كبيراً في مجال الطباعة بالدرجة الأولى والنشر بالدرجة الثانية ابتداءً من تأسيسها حتى الثلاثينات من هذا القرن. وعلى ذكر الطباعة والنشر في البحرين أوائل القرن العشرين نقول إن مطبعة البحرين الأولى لم تكن لتؤدي مهمة الطباعة فحسب، بل كانت أداة لنشر الثقافة والمعرفة لا في البحرين وحدها، بل في الخليج أيضاً.
مطبعة البحرين الثانية
يذكر الأستاذ سلمان كمال نهاية مطبعة البحرين الأولى فيقول: إن صاحبَي المطبعة في النهاية أفلسا في الاستمرار في عمل الطباعة ولحقتهما ديون، ما دعاهما إلى التخلص منها ومن حروفها، وقد كنت عازماً آنذاك على تأسيس مطبعة آلية بالبحرين، وفعلاً اشتريت حروف مطبعة البحرين الأولى من صاحبيها لهذا الغرض، لكني بعد أن استخرجت تصريحاً رسمياً من حكومة البحرين لتأسيس مطبعة جديدة أوائل الثلاثينات، علمت أن الأستاذ عبدالله الزائد استطاع أن يحصل على تصريح مماثل بتأسيس مطبعة، فرأيت أن البلاد لا تستوعب مشروعين متماثلين آنذاك لغرض تجاري واحد، فألغيت مشروعي، وبعت حروف مطبعة البحرين الأولى على الأستاذ عبدالله الزائد، فاستعمل تلك الحروف، في الأيام الأولى للمطبعة التي أسماها أيضاً مطبعة البحرين.
الزائد والمطبعة الحديثة
قام الزائد بتطوير المطبعة القديمة الأولى، وذلك باستجلاب مطبعة من ألمانيا ذات آلتين متوسطتين لطبع الأوراق التجارية، وما يتبعها من بعض آلات القص والتخريم والتوضيب. وقبل أن تصل آلات المطبعة إلى البحرين قام بابتعاث رفيقه الشاب راشد بن صباح الجلاهمة إلى بغداد للتدرب على الأعمال الإدارية للمطبعة وأوصاه باستقدام خبير عربي في فن الطباعة إلى البحرين للعمل في المطبعة، فغادر راشد البلاد إلى بغداد، وبعد سبعة أشهر عاد إلى البحرين وبرفقته الخبير الأستاذ إبراهيم نوح الفلسطيني الأصل، وعن طريق هذين الرجلين استطاعت المطبعة أن تحتضن عدداً من الشباب البحريني وتدربهم قبل البدء في العمل الطباعي.
مطبعة المؤيد
لقد امتدت حياة مطبعة البحرين زهاء 18 عاماً. أما كيف انتهت، فيقول الأستاذ مبارك الخاطر: تتلخص في أن صاحبها قد بدأ لديه عد تنازلي في الإفلاس منذ اشتداد الحرب العالمية الثانية، فكانت أزمات المطبعة تترا الواحدة بعد الأخرى، وعلى رأسها أزمة الورق الذي يجب توفيره لاستهلاكات المطبعة وأهمها الجريدة، وملحقاتها عن الحرب... ومع ذلك، فقد ظل الزائد مرابطاً في ثغره، ولم يتركه إلا محمولاً على الأعناق إلى مثواه الأخير. بعدها آلت المطبعة إلى إدارة أموال القاصرين، فضمنها منها (إدارة القاصرين) الحاج قاسم المعاودة والد الشاعر عبدالرحمن المعاودة لفترة تقدر بخمسة أعوام، ثم تركها بعد أن أصبحت شبه مستهلكة، حيث بيعت مخلفاتها إلى الأستاذ مؤيد أحمد المؤيد صاحب تجربة البحرين الثالثة في مجال الطباعة الحديثة، والتي قام بتأسيسها باسم مطبعة المؤيد ومكتبتها، حيث انتهى زمن تجارب البحرين في مجال الطباعة، وبدأ فيها عصر طباعة منتصف القرن العشرين.أت وهذه عينة مختارة من أقدم المطبوعات البحرينية التي رتبتها من الأقدم إلى الأحدث، بعد أن قسمتها إلى قسمين؛ الأول المطبوعات القديمة التي طبعت خارج البحرين، والثاني المطبوعات القديمة التي طبعت داخل البحرين - لا يشمل جميع الكتب، حيث أوردها في مساحة أخرى:
»صحيفة كاملة« لعبدالله بن صالح السماهيجي البحراني، الهند - بومبي، 1871م.
»روض الخل والخليل« للشاعر الأديب السيد عبدالجليل بن يس الطباطبائي الهند - بومبي، 1883م.
»حساب أوزان اللؤلؤ«، للربان سلطان بن محمد بن علي المناعي، الهند - بومبي، 1886م.
»ديوان قصائد أبي الذبيح« لإسماعيل بن أبي بكر المقري، 1433م.»صحيفة العلوية من كلام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب« لعبدالله بن صالح السماهيجي، الهند - بومبي، 1887م.
»قامعة أهل الباطل بدفع شبهات المجادل في الرد على من حرم إقامة عزاء مولانا الحسين (ع)« للشيخ علي بن عبدالله بن علي البحراني، الهند - بومبي، 1888م.
»كتاب لسان الصدق في الرد على النصارى« للشيخ علي بن عبدالله بن علي البحراني، الهند - بومبي، 1890م.
»أوضح المسالك على مذهب الإمام مالك« للشيخ عثمان بن سند الوائلي، الهند – بومبي، 1892م.
- »الجواهر الزكية في حل ألفاظ العشماوية« للشيخ أحمد بن تركي المالكي، الهند – بومبي، 1894م.
- »الفوادح الحسينية والقوادح البينية« لحسين بن محمد الدرازي، الهند – بومبي، مطبعة كلزار حسيني، 1894م.
- »كتاب تأييد مذهب السلف وكشف شبهات من حاد وانحرف ودعي باليماني شرف« لسليمان بن سحمان النجدي الحنبلي، مصر، 1904م.
أما ما سيأتي من العناوين، فهي من تلك المطبوعات البحرينية التي طبعت في الداخل، رتبتها هي الأخرى بحسب الأقدمية:»القول السديد فيما يجب لله تعالى على العبيد« للشيخ محمد بن عبدالعزيز المانع، مطبعة البحرين، 1920م.
»دعاء ختم القرآن« للشيخ عبد الرزاق قاسم البغدادي القحطاني، مطبعة البحرين، 1922م.
»النايلة أو مجاري الهداية« للربان الشيخ راشد بن فاضل آل بن علي، مطبعة البحرين، 1922م.
»الحكم المرضية« للشيخ محمد بن عبدالعزيز بن عبدالرحيم الجاركي الشافعي، مطبعة البحرين، 1936م.
»الملاريا - الجدري«، حكومة البحرين، مطبعة البحرين، 1937م.»ملخص من الكوكب المنير في الصلاة على البشير النذير«، للشيخ أبي بكر بن الشيخ محمد الملا، مطبعة البحرين، 1938م.
»ديوان المعاودة« لعبدالرحمن بن قاسم المعاودة، مطبعة البحرين، 1942م.
»القانون الأساسي لنادي البحرين بالمحرق«، مطبعة البحرين، 1943م.»التقرير النهائي لمقاومة الملاريا في جزر البحرين« للميجر منورخان أفريدي آي. أم. أس، مطبعة البحرين.
»جدول أسماء ملوك الدول الإسلامية بالتاريخ الهجري« للشيخ محمد صالح بن يوسف الخنجي، مطبعة البحرين، طبع في عهد صاحب العظمة الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة الذي حكم بين العامين 1942 و1961م.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق